إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الخداع





الخداع الإستراتيجي الشامل
التخطيط للخداع الإستراتيجي العسكري
التخطيط للخداع التعبوي
تسلسل عملية الخداع
الاحتمالات المتوقعة
دور ومكان الخداع الإلكتروني
وسائل الخداع الإلكتروني الحديثة
استخدام المقلدات
مدى تأثير التأخير الزمني للاشتعال
التخطيط للخداع الإستراتيجي الشامل
الخداع الإستراتيجي العسكري




الفصل الثاني

المبحث الثاني

تطور وسائل الخداع

إن الاهتمام العالمي بالمفهوم التكنولوجي وتطبيقاته، قد احتل المرتبة الأولى لدى دول العالم المتقدم، ومن خلال هذا الاهتمام العالمي بهذا المفهوم، كان لنظم الكشف والإنذار مكان بارز في هذا التقدم.

ويبرز الخداع على أنه أحد الطرق الرئيسة، التي يمكن عن طريقها تحقيق المفاجأة بكل مستوياتها في الصراع ومراحله المختلفة، ووصولاً إلى الصراع المسلح، سواء كان ذلك في مرحلة الإعداد للصراع المسلح، أو مرحلة إدارة الصراع المسلح، أو بعد انتهائه لفرض الإرادة على العدو.

أدى التطور المستمر والهائل، في وسائل الاستطلاع والحرب الإلكترونية وغيرها من وسائل الحصول على المعلومات، إلى إيجاد صعوبة بالغة في إخفاء أوضاع القتال وأعماله للقوات، وبالتالي صعوبة تنفيذ أعمال الخداع، أي أن ذلك يزيد من أهمية الخداع في العمليات الحربية المقبلة، مما أظهر ضرورة التطوير المستمر لأعمال الخداع؛ لتحقيق النجاح في العمليات الحربية المقبلة.

ولقد تطورت طرق ووسائل الخداع، منذ وقت طويل، فجميع الحروب مبنية على الخداع، ولهذا يجب أن نتظاهر بالعجز عن الهجوم، عندما نكون قادرين، وأن نتظاهر بالسكون عندما نستخدم قواتنا. وعندما نكون بالقرب من العدو، يجب أن نعمل ليعتقد أننا بعيدون عنه، وإن كنا بعيدين عنه يجب أن نشعره بقربنا منه.

كلما زاد التطور في وسائل ونظم الكشف والإنذار، وجب على المخطط أن يضاعف ويركز على تخطيط الخداع وتنظيمه حتى يمكن تحقيق الهدف العسكري، وهو تدمير العدو بأقل خسائر ممكنة، وفى أسرع وقت ممكن.

لا تتطلب وسائل الخداع الإلكتروني ونظمه "تكنولوجيا" عالية، أو تكلفة كبيرة، تماثل "التكنولوجيا" والتكلفة، التي يتطلبها التسليح الفعلي، مما يجعل من الخداع السلبي سلاحاً حيوياً للدول، التي لا تملك "تكنولوجيا" التسليح.

أولاً: تطور وسائل ونظم الكشف والإنذار

1. التطور الحالي والمنتظر في وسائل الاستطلاع اللاسلكي عالمياً

أ. ظهرت تكتيكات حديثة، في مجال اكتشاف أجهزة القفز الترددي، مثل أجهزة الاستقبال ذات المسح السريع، وأجهزة الاستقبال الضاغط ذات السرعة العالية.

ب. ظهور أنظمة استطلاع، تحقق التنصت على أنظمة الميكروويف التقليدية والحديثة.

ج. التوسع في استخدام محطات لتحديد محلات أجهزة الاتصال، التي تستخدم الموجات السماوية.

د. ظهور أنواع حديثة، من محطات تحديد الاتجاه، قادرة على تحديد أجهزة الاتصال، التي تعمل بنظرية القفز الترددي.

هـ. التوسع في إنتاج معدات التحليل الفني للإشارات الملتقطة؛ للحصول على المدلولات الفنية لهذه الإشارات، خاصة التقليدية المشفرة.

و. توفير أنظمة استطلاع، لمتابعة اتصالات الأقمار الصناعية.

2. التطور الحالي والمنتظر في وسائل الاستطلاع الراداري عالمياً

أ. توفير محطات، لها القدرة على استطلاع الرادارات الحديثة (ضغط النبضة – أنظمة الرادارات الثنائية والمتعددة المستقبلات ـ الرادارات ذات احتمالية الالتقاط المتخصصة... الخ).

ب. توفير نظم استطلاع راداري قادرة على التعامل مع الرادارات، التي تعمل على ترددات غير مطروحة عالمياً، وكذا التي تعمل على حيز تردد عال، والمستخدمة في الإنذار الإستراتيجي.

ج. ظهور أنظمة استطلاع قادرة على التعامل مع رادارات الأقمار الصناعية.

3. التطور الحالي والمنتظر في أنظمة الكشف والإنذار الرادارية

أ. الارتفاع في الحيز الترددي، واستخدام حيزات غير مطروقة عالمياً.

ب. التوسع في استخدام الرادارات، ذات القدرة العالية على مقاومة الأعمال الإلكترونية المضادة.

ج. التوسع في استخدام رادارات، خلف الأفق.

4. التطور الحالي والمنتظر في أنظمة الكشف والإنذار الكهروضوئية

أ. التطور في وسائل الكشف والتصوير الحراري

(1) زيادة مدى الكشف والتصوير بإنتاج كواشف حرارية، ذات حساسية عالية.

(2) زيادة مجال الرؤية للمستشعرات الحرارية، باستخدام أكثر من كاشف حراري؛ لتغطية مجال رؤية كبيرة لحظياً.

(3) الدقة في التصوير الحراري، باستغلال الحواسب الآلية في المعالجة الحرارية للصور الملتقطة.

(4) التوسع في استخدام وسائل التحذير الحراري؛ لتأمين الأهداف وحمايتها من الصواريخ الموجهة حرارياً.

ب. التطور المنتظر في أنظمة الكشف التليفزيونية

(1) زيادة مدى عمل أنظمة الكشف التليفزيونية.

(2) التوسع في استخدام المستشعرات الضوئية، ووسائل التصوير التليفزيونية ذات الحساسية العالية، والتي يمكنها تصوير الأهداف في الظلام.

(3) استخدام تكنولوجيا بناء الصور الحرارية.

ج. التطور في أنظمة الكشف والإنذار الليزرية

(1) استخدام رادارات الليزر لقدرته الكبيرة على التحليل والتمييز، ويتجه التطوير حالياً إلى زيادة المدى، باستخدام ليزر ذي قدرة عالية.

(2) بدء ظهور وسائل تحذير ليزرية؛ لتأمين الأهداف وحمايتها من الأسلحة الموجهة الليزرية.

5. التطور في الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الكشف والإنذار

أ. تطور مستشعرات أقمار الاستطلاع الإلكتروني من حيث نوعيتها، مما يواكب التقدم "التكنولوجي"، في مجال الاتصالات الحديثة، وفى مجال الأنظمة الرادارية المتطورة.

ب. تطور كل من كاميرات التصوير المرئي والحراري؛ بغرض الحصول على صورة ذات درجة وضوح عالية.

ج. الاعتماد على مستشعرات متعددة الطيف؛ لزيادة درجة وضوح الصورة.

6. وسائل الخداع الحديثة

نظراً للتطور الهائل في مجال تكنولوجيا الإلكترونيات، اعتمد معظم أسلحة القتال الحديثة، إن لم يكن جميعها، على النظم الإلكترونية المتطورة، والتقدم التكنولوجي في نظم القيادة، والسيطرة، والاتصالات، والحاسبات، والإنذار على كافة المستويات، والتي تعتمد على البعد الفضائي والطائرات الموجهة بدون طيار، ووسائل الاستطلاع الإلكتروني الأرضية، والمحمولة، وغيرها من وسائل الكشف والإنذار الحديثة، بما يمكنها من المتابعة الدقيقة لمسرح العمليات بصفة مستمرة. ومن هذا المنطلق يبرز دور وسائل الخداع الحديثة، ويأتي في مقدمة هذه الوسائل الخداع الإلكتروني، الذي يعد أحد العناصر الرئيسة الفعالة في مكونات الخداع، على كل المستويات، مع أهمية ابتكار أساليب غير مألوفة، وفكر استخدام متطور لتحقيق منظومة الخداع المتكامل.

7. الإخفاء والخداع ضد الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة

أ. يعد الإخفاء والتمويه والخداع الإلكتروني للأهداف الصديقة، من الإجراءات الإيجابية للخداع، حيث تعتبر الأهداف ذات الظهور الإلكتروني هي الأهداف ذات الأسطح العاكسة للأشعة الكهرومغناطيسية والكهروبصرية أو المشعة لها.

وهى بالتالي الأهداف، التي تتعرض للاستطلاع الإلكتروني المعادي، ويمكن رصدها من خلال الخصائص المميزة لكل هدف.

ب. يجب أن يتضمن الإخفاء والخداع ضد الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة، الآتي:

الظهور اللاسلكي، والظهور الراداري، والظهور بالتصوير الضوئي التليفزيوني، والظهور الحراري، والظهور بالليزر، والظهور الصوتي.

ويعد الظهور الراداري والكهروضوئي أخطر أنواع الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة، خاصة الظهور الحراري.

ج. الظهور الراداري للأهداف

(1) هناك العديد من الأهداف الأرضية (دبابات ـ مدافع ـ مواقع رادارـ معابر …الخ) ذات أسطح عاكسة للإشعاعات الكهرومغناطيسية الساقطة عليها من وسائل الكشف الراداري وتعد بذلك أهدافاً، يمكن رصدها بواسطة وسائل الكشف الراداري، وتتبع نشاطها من خلال الخصائص المختلفة لكل هدف (المقطع الراداري – التباين بين الهدف والخلفية).

(2) إضافة إلى الظهور الراداري للهدف، فإن كل معدة إلكترونية لها بيانات وخصائص، تختلف عن الأخرى (الموجة الحاملة ـ عرض النبضة ـ التردد التكراري. النموذج الإشعاعي للهوائي ـ سرعة دوران الهوائي). ويمكن رصد ذلك وتصنيف البيانات والخصائص بواسطة عناصر استطلاع الرادار الأرضي والرادارات المحمولة، ويمكن تسجيلها وتخزينها للمساعدة على تمييز الرادارات، ويعرف ذلك بالبصمة الرادارية، ويتم ذلك بإجراء التحليل الفني بالحاسبات، وهناك ما يعرف بالبصمة العامة، وهي تلك الخصائص، التي تساعد على تمييز مجموعة الرادارات، التي تستخدم لغرض واحد، مثل (الإنذار، وتحديد الاتجاه، وقيادة النيران، والمراقبة الأرضية، والتتبع … الخ).

د. الظهور الحراري للأهداف: من الخصائص المعلومة، أن جميع الأجسام يصدر عنها إشعاعات حرارية، يمكن اكتشافها وتصويرها بالمستشعرات الحرارية، بصرف النظر عن ظروف الإضاءة والطقس، حيث يتم تحويل الصورة الحرارية إلى صورة مرئية مناظرة بدقة تامة.

8. التهديدات الإلكترونية المعادية المؤثرة على أعمال الخداع الإلكتروني

أ. تهديدات الوسائل والنظم اللاسلكية الحديثة

(1) مراكز أرضية ثابتة، تستخدم على المستوى الإستراتيجي، خاصة في مجال استطلاع الترددات العالية واتصالات الأقمار الصناعية.

(2) مراكز متحركة، تستخدم على المستوى التعبوي/ التكتيكي، بغرض استطلاع الترددات العالية جداً / فوق العالية/ الميكروويف.

(3) وسائل محمولة بحراً، بالسفن والقطع البحرية.

(4) وسائل محمولة جواً، في طائرات النقل والطائرات الموجهة بدون طيار.

ب. تهديدات وسائل ونظم الكشف والتوجيه الرادارية: وهي عبارة عن نظم أرضية ونظم محمولة بحراً وجواً

(1) تتمثل تهديدات نظم الكشف والتوجيه الرادارية العاملة مع القوات البرية المعادية، في الآتي:

(أ) رادارات الإنذار والتوجيه لوسائل الدفاع الجوي.

(ب) رادارات المراقبة الأرضية.

(ج) رادارات إدارة نيران المدفعية.

(2) تتمثل تهديدات نظم الكشف والتوجيه الرادارية العاملة مع القوات البحرية المعادية، في الآتي:

(أ) رادارات المراقبة الساحلية.

(ب) رادارات الملاحة البحرية.

(ج) رادارات إدارة نيران الصواريخ سطح/ سطح.

(3) تهديدات وسائل ونظم الاستطلاع الإلكتروني الحديثة: يهدف الاستطلاع الإلكتروني إلى كشف وتحديد مواقع الرادارات، وقياس المدلولات الفنية، والتعرف على الخصائص الفنية، واستخدام الرادارات المختلفة؛ بهدف رسم الخريطة الإلكترونية للموقف الراداري، وبناء قواعد البيانات، ومكتبة التهديدات الرادارية؛ بغرض إخمادها بواسطة أسلحة الإخماد الحديثة، وتتمثل هذه التهديدات في الآتي:

(أ) مستقبلات التحذير الراداري.

(ب) الوسائل الرادارية المعاونة.

(ج) الاستخبارات الإلكترونية.

وهذه الوسائل، إما أن تكون أرضية، أو محمولة بحراً، أو محمولة جواً بالطائرات، وهناك أنواع منها مجهزة في طائرات موجهة بدون طيار، وكذا في المناطيد.

ج. تهديدات النظم الكهروضوئية الحديثة: وتعتبر النظم الكهروضوئية الحديثة، من أخطر التهديدات، التي ستواجه أعمال الخداع الإلكتروني، حيث من المنتظر أن يتوسع العدو في استخدام نظم الاستطلاع والتوجيه الكهروضوئية المستخدم فيها أشعة الليزر، والأشعة تحت الحمراء، وتتمثل هذه النظم في الآتي:

(1) نظم استطلاع وتوجيه بصري/ تليفزيوني

(أ) نظم الاستطلاع البصري/ التليفزيوني: الرؤية بالعين المجردة، ونظارات الميدان، والتلسكوبات.

(ب) نظم التوجيه البصري/ التليفزيوني:

·  قنابل موجهة تليفزيونياً.

·  صواريخ موجهة تليفزيونياً.

          وتستخدم هذه الأسلحة، ضد الأهداف الحيوية المدافع عنها بوسائل الدفاع الجوي، بإطلاقها من خارج المدى.

(2) نظم لاستطلاع والتوجيه الحراري

(أ) نظم الاستطلاع الحراري

·  أجهزة التكثيف الضوئي: وهي الأجهزة، التي تقوم بتكبير الضوء المتبقي ليلاً(مثلاً ضوء النجوم)، والمنعكس على الأهداف، ويشمل هذا الضوء الحيز المرئي، وحيز الأشعة تحت الحمراء القريبة.

·  نظم الاستشعار (التصوير) الحراري: أثبتت أجهزة الاستشعار الحراري ونظمه كفاءة عالية في حروب الصحراء، وكذلك في أعمال القتال البحري؛ نظراً لأن الخلفية في هذه الحالة تكون منتظمة التوزيع الحراري، مما يسهل ظهور الأهداف باختلاف توزيعها الحراري، وهذه الأجهزة تعطى نموذجاً للفروق في درجات الحرارة، تشمل حيز الأشعة تحت الحمراء القريب (3 – 5) ميكرونات، وحيز الأشعة تحت الحمراء البعيد من (8 ـ14) ميكروناً.

(ب) نظم التوجيه الحراري: تنقسم الصواريخ الموجهة حرارياً إلى:

·  صواريخ باحثة عن الحرارة: وهذه الصواريخ مزودة بجهاز استشعار حراري، عبارة عن كاشف للأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأجسام الساخنة والملتهبة (مثل أجزاء العادم ومكوناته في الدبابات والطائرات)، ويقوم هذا الجهاز بتوجيه الصاروخ ذاتياً في اتجاه الجزء الساخن من الهدف.

·  صواريخ باحثة عن صورة حرارية: هذا النوع من الصواريخ مزود بنظام استشعار حراري، عبارة عن كاشف حراري، إضافة إلى كاميرا حرارية، ويقوم الصاروخ بالحصول على صورة للهدف، ومقارنتها بما هو مخزن بذاكرته، ثم يتم التوجيه نحو الهدف لتدميره.

(3) نظم الاستطلاع والتوجيه الليزري

(أ) الاستطلاع الليزري: من التطبيقات الحديثة في هذا المجال، ظهور أنظمة تقوم بعمل مسح خطى للأهداف، باستخدام أشعة الليزر. كما يستخدم حالياً ما يعرف برادار الليزر، الذي يشابه في عمله عمل الرادار المضاد، ويتميز رادار الليزر عن الرادار بالقدرة الكبيرة على التحليل والتمييز، حيث يمكن الحصول على صورة تقريبية للهدف الملتقط.

(ب) التوجيه الليزري: في حالة توجيه القنابل والصواريخ بأشعة الليزر، يتم ذلك بالأسلوب الآتي:

·  إضاءة الهدف بشعاع الليزر، من نفس الطائرة القاذفة، أو من طائرة أخرى، أو من خلال مصدر أرضي.

·  تقوم الطائرة القاذفة بالتقاط الأشعة المنعكسة من الهدف وتوجيه القنبلة/ الصاروخ عليه.

·  يقوم باحث أشعة الليزر في القنبلة/ الصاروخ، باستقبال الأشعة المرتدة من الهدف، حيث يتم تحديد زاوية الخطأ بين اتجاه الهدف واتجاه محور الباحث، باستخدام وحدة الحيز، وليظل محور الصاروخ دائماً في اتجاه الهدف، حتى اصطدامه بالهدف وتدميره.

9. الخداع الإلكتروني

أ. يعني الخداع الإلكتروني تعمد إرسال موجات كهرومغناطيسية، أو تغيير مسارها، أو امتصاصها، أو انعكاسها، بصورة تخلق موقفاً إلكترونياً، وهى صورة تخالف الواقع، باتخاذ بعض الإجراءات والأعمال؛ لتقليل درجة دقة المعلومات، التي يمكن أن يحصل عليها العدو، بغرض تضليله وتشتيت جهوده واستنزاف وسائله النيرانية، بهدف توفير الاستقرار المناسب للقوات والوسائل الصديقة، لتحقيق مهامها القتالية، بأقل خسائر ممكنة.

ب. وتتطلب تكنولوجيا الخداع الإلكتروني ضرورة توافر أنظمة الإخفاء والخداع، لمجابهة وسائل الاستطلاع المختلفة (تقليدية ـ إلكترونية) والمتوافرة لدى العدو، حيث إن الهدف يبدو مرئياً تماماً أمام وسائل الاستطلاع، التي يتم خداعها. (اُنظر شكل دور ومكان الخداع الإلكتروني)

ج. الإجراءات الواجب مراعاتها عند تخطيط الخداع الإلكتروني وتنفيذه

(1) أعمال الخداع يجب أن تكون مفتوحة وطويلة الأمد، تتصف بالاستمرار، وطبقاً لخطة زمنية وتعليمات محددة وملزمة، من دون توقف، وفي توافق تام مع خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي، ومراحل تنفيذ العملية، وطبقاً لسيناريوهات دقيقة تؤدي إلى صعوبة أعمال التحليل للعدو، وبما يحقق مبدأ الواقعية.

(2) التخطيط لأعمال الخداع والتضليل بالمعلومات، وذلك من خلال إذاعة وبث أو إدخال برامج على أنظمة الحاسبات في مراكز السيطرة والتوجيه والإنذار المعادية.

(3) ضرورة التخطيط لتنفيذ الخداع المتكامل (لاسلكي ـ رادارـ كهروبصري... الخ)، بحيث يشمل كل حيز التردد، بما يتمشى مع طبيعة الأهداف ومهامها، التي يتم الدفاع عنها بالخداع وإمكانات منظومة الاستطلاع والإنذار المعادية.

(4) دمج أعمال الإخفاء والخداع الإلكتروني؛ لزيادة التأثير على نظم الاستطلاع والإنذار المعادية خصوصاً الأهداف، التي لا يمكن عمل نماذج خداعية لها.

(5) التقيد بالسرية في أعمال التخطيط، وفي نظام تداول وحفظ الوثائق المتعلقة بالخطة، مع الالتزام بعدم إخطار القوات القائمة بالتنفيذ عن حقيقة نشاطها، إضافة إلى تحقيق السرية في مجال البحوث والابتكارات الخاصة بالخداع الإلكتروني.

(6) نظراً للتطور التكنولوجي لوسائل الاستطلاع الإلكتروني، وكبر أبعادها وإمكاناتها بدخول منظومة أقمار الاستطلاع والتجسس، أصبح من الأمور الحتمية الدمج الكامل لأساليب الخداع التقليدية والخداع الإلكتروني، على طول المسرح وعمقه، والمواجهة الدقيقة لسيناريوهات الخداع، واختبار نماذج منها؛ لضمان السرية، وذلك بالحصول على الصور الجوية المختلفة من مصادر عالمية، للتأكد من فعالية هذه الخطط، أو قياس ردود فعل العدو في حالة اكتشافها، أو عدم اكتشافها.

(7) عدم تنفيذ أعمال الخداع الإلكتروني، التي لا توافق المنطق، والاستخدام السليم للقوات؛ تحقيقاً لمبدأ الواقعية والخداع المتكامل لوسائل استطلاع العدو.

(8) الاقتصاد في التكاليف يتناسب مع العائد المرجو الحصول عليه من تنفيذها.

(9) تخصيص الوقت اللازم لتصميم منظومات الخداع الإلكتروني فنياً، وإجراء الاختبارات العملية لتحديد مدى فاعليتها، وتنفيذ التعديلات اللازمة للتوصل إلى الدقة المطلوبة لخداع وسائل العدو الإلكترونية.

10. طرق وأساليب الخداع الإلكتروني

أ. طرق الخداع الإلكتروني: ويتم عن طريق الإخفاء الإلكتروني، أو الإيحاء الإلكتروني، ويجب دمج الطريقتين معاً؛ ليكون الخداع الإلكتروني متكاملاً.

(1) الإخفاء الإلكتروني: هو حرمان العدو من المعلومات، أو تضليل دقة حصوله عليها عن قواتنا بوسائله الإلكترونية وتعد الطائرة أف 117 الخفية والقاذفة الأمريكية ب2، من أحدث تطبيقات تكنولوجيا الإخفاء الإلكتروني.

(2) الخداع (الإيحاء) الإلكتروني: وهو تعمد إرسال موجات كهرومغناطيسية، أو تغيير اتجاهها، أو امتصاصها، أو انعكاسها.

ب. أساليب الخداع الإلكتروني

(1) تغيير المعالم الإلكترونية للأهداف الحقيقية.

(2) الإخفاء الإلكتروني الكامل/ الجزئي للأهداف الحقيقية.

(3) إحداث الأهداف الإلكترونية الكاذبة.

(4) تمثيل نشاط إلكتروني كاذب للقوات (لاسلكي ـ راداري ـ كهروبصري).

(انظر جدول طرق وأساليب الإخفاء والخداع الإلكتروني لمجابهة أنظمة الكشف وتوجيه الصواريخ)

11. وسائل الخداع الإلكتروني الحديثة، وتأثيرها على النظم الإلكترونية المعادية (انظر شكل وسائل الخداع الإلكتروني الحديثة)

أ. الدخان

(1) لقد تطورت وسائل ومعدات إنتاج الدخان، وأصبحت وسيلة مهمة ورئيسة للإخفاء والخداع، بما استحدث فيها من مواد مخاليط الدخان الحديثة، التي جعلت من المنظومة نتائج حقيقية وملموسة في الإخفاء، استطاعت أن تتغلب على التكنولوجيا الحديثة للعدو إلى حد كبير.

(2) استخدامات الدخان

(أ) في العمليات الهجومية

·  إخفاء عمليات إعادة التجميع.

·  تضليل العدو عن اتجاه الهجوم.

·  إخفاء عمليات الاستطلاع بقوة.

·  إخفاء خطوط الفتح والدفع للاشتباك، وتأمين الأجناب، وذلك بإنتاج ستائر دخان خداعية على الجوانب.

·  إخفاء قطاعات العبور وإنشاء الكباري الخداعية.

·  إخفاء مواقع الدفاع الجوي.

(ب) في العمليات الدفاعية

· إخفاء القوات في أثناء التجميع لاحتلال المواقع الدفاعية، وخداع العدو عن اتجاه تركيز الجهود الرئيسة.

· تأمين القوات في أثناء الفتح، عند القيام بالهجمات والضربات المضادة، وذلك بإنتاج ستائر الدخان لإخفاء خط الدفع، وإنتاج ستائر دخان خادعة على أحد الجوانب.

· إخفاء الأهداف الحيوية والنقط الإشارية لخداع العدو وتضليله.

(3) مبادئ استخدام الدخان في الإخفاء والخداع

(أ) لا يجب أن يكون الهدف المراد إخفاؤه بالدخان في منتصف الساترة أو السحابة.

(ب) يجب إخفاء جميع النقط الإشارية، التي قد توجد بجوار الهدف.

(ج) في حالة إطلاق ساترة دخان لإخفاء هدف أرضى ضد مراقبة العدو من الأرض، يجب أن يكون طول الساترة أكبر من مواجهة الهدف، وفي حالة إطلاق سحابة دخان لإخفاء هدف أرضي من مراقبة العدو الجوية، يجب أو تكون مساحة الدخان أكبر من مساحة الهدف.

(د) مراعاة الأحوال الجوية وتأثيرها عند التخطيط لاستخدام الدخان.

(4) التطور في مواد ومخاليط الدخان

(أ) استخدام مخاليط جديدة وقوداً في مولدات الدخان الآلية

·  يستخدم زيت البترول العادي منخفض اللزوجة وقود دخان في مولدات الدخان الآلية، بعد خلطة بنسبة من شمع البرافين الخالي من الكيروسين، حيث إنه أكثر كفاءة في إنتاج الدخان.

·  وهذا الدخان له قدرة كبيرة على خداع وسائل الاستطلاع التليفزيوني والبصري وتضليلها، حيث إنه يعمل على إخفاء الأهداف الحيوية ودفع الأنساق الثانية.

·  وبذلك يمكن التغلب على وسائل الاستطلاع التليفزيوني والبصري لدى العدو باستخدام هذا النوع من الدخان.

(ب) استخدام المواد الماصة

·  استخدام مواد ماصة متعددة، مثل معلق السناج الأسود، تضاف إلى وقود الدخان الآلية، بحيث تتكون سحب وستائر دخان قادرة على امتصاص كل الأشعة، كما يضاف الماء على وقود الدخان، حيث إن له خاصية الامتصاص للأشعة تحت الحمراء.

·  وهذا النوع من الدخان، له القدرة العالية على التقليل من كفاءة أجهزة الرؤية الليلية بالأشعة تحت الحمراء.

(ج) استخدام مواد لها خاصية الانعكاس الذاتي

·  مثل رقائق المعادن الخفيفة لتكون مواد عاكسة للأشعة، بحيث يضاف إلى وقود الدخان المستخدم في مولدات الدخان، شرائح من الألمونيوم المغطى ببعض أكاسيد المعادن لزيادة معامل الانعكاس

·  هذا النوع من الدخان، له القدرة على خداع العدو، وتضليل وسائل الاستطلاع بأشعة الليزر.

(د) الدخان المشع للحرارة

·  وهذا النوع من الدخان، يستخدم لخداع وسائل الاستطلاع الحراري وتضليلها.

·  وبذلك يمكن التغلب على وسائل الاستطلاع الحراري وتقليل تأثيرها.

(5) مما سبق يتضح أن الدخان أحد عناصر تأمين القوات، لتقليل تأثير الأسلحة والمعدات الحديثة كالتالي:

(أ) استخدام الدخان لخداع وسائل الاستطلاع التليفزيوني والبصري وتضليلها.

(ب) أن الدخان له القدرة العالية للتقليل من كفاءة أجهزة الرؤية للأشعة تحت الحمراء.

(ج) استخدام الدخان المشع للحرارة لخداع وسائل الاستطلاع الحراري.

(د) استخدام الدخان لتقليل تأثير الأسلحة الموجهة بالليزر.

(6) التطوير في وسائل استخدام الدخان

(أ) عربة صواريخ الدخان: وتستخدم لإنتاج ستائر دخان؛ لتأمين القوات في أثناء الفتح، وعند القيام بالضربات والهجمات المضادة وإنتاج ستائر دخان خداعية على أحد الجوانب، وتعمية نقط الملاحظة ومراكز إدارة نيران العدو، وحرمانه من توجيه نيران لقواتنا.

(ب) قارب إنتاج الدخان: إنتاج سحب الدخان لإخفاء المعابر والكباري، وهو على سطح الماء، وكذا إخفاء الأهداف والقواعد البحرية والأهداف الساحلية.

(ج) نظام إنتاج الدخان المركزي مع التحكم من بعد: ويستخدم لإنتاج سحب الدخان لإخفاء المعابر والكباري، على اليابسة.

ب. الدهانات والمواد الماصة

(1) الدهانات عبارة عن طلاءات خاصة لعمل العزل الحراري المطلوب، وتقليل الإشعاع الحراري، لإخفاء الأهداف حرارياً.

(2) المواد الماصة للإشعاع الراداري، تعتبر من الوسائل المهمة في تطبيق فكر تكنولوجيا الإخفاء، وتستخدم المواد الماصة بعد معالجة خواصها الكهربية والمغناطيسية، ومن الأنواع الشائعة في هذا المجال، مادة البلاستيك والمطاط والجرافيت.

(3) شباك التمويه: وتعد من أكثر الوسائل انتشاراً في الإخفاء الإلكتروني؛ لحماية المعدات المغطاة من الاكتشاف من وسائل الاستطلاع المختلفة، وهناك أنواع متعددة منها، تتمثل في شباك التمويه التقليدية والرادارية، والحرارية.

·    شباك تمويه تقليدية، تستخدم لتحاكى البيئة المحيطة، للتغلب على الاستطلاع البصري.

·    شباك تمويه رادارية، وتعتبر من الوسائل الهامة في تطبيق فكر تكنولوجيا الإخفاء الراداري، وتقوم على أساس تصميم شباك تمويه، تتكون من شرائح مرصوصة بشكل معين، يؤدى إلى امتصاص جزء كبير من الموجات الرادارية الساقطة على الهدف، عن طريق انعكاس هذه الموجات على السطح الخارجي للشبكة، مما يجعل الموجات، التي تنفذ من هذا السطح إلى الهدف لا تزيد عن 10% من الموجات الساقطة على سطح الشبكة.

·    شباك تمويه حرارية، تستخدم للإخفاء والحجب الحراري، ضد التصوير باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وتصنع هذه الشباك من رقائق مادة البولي أميد (مواد عازلة للحرارة ذات إشعاع حراري ضعيف).

·    شباك تمويه متعددة الأغراض، حيث يتجه التطوير إلى توفير شباك وأغطية تمويه، تحقق الإخفاء البصري والراداري والحراري.

(4) الإعاقة الإيجابية: تستخدم محطات إعاقة رادارية ضوضائية؛ لإخفاء الأهداف المطلوب تعزيز حمايتها، ضد نظم الكشف الرادارية المعادية.

12. وسائل الخداع الإلكتروني

أ. وسائل إيجابية

(1) المقلدات: عبارة عن مرسلات رادارية، لها خواص إشعاعية، تنطبق على خواص الرادارت الحقيقية، التي تعتبر وسيلة خداع هامة، ضد وسائل الاستطلاع الراداري السلبي المعادية، حيث تعطى خريطة إلكترونية مخادعة لموقف رادارات الدفاع الجوي، كما تعتبر وسيلة هامة ضد وسائل الإخماد الحديثة (الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري). (اُنظر شكل استخدام المقلدات)

(2) تمثيل نشاط إلكتروني خادع: ويتم ذلك، بتمثيل نشاط إلكتروني (لاسلكي / راداري / كهروضوئي) لقواتنا مماثل، من حيث الكم والكيف، للنشاط الإلكتروني الحقيقي، وذلك في اتجاهات خادعة؛ لتشتيت وإرباك وسائل الاستطلاع الإلكتروني المعادي، إضافة إلى خداع الحاسبات الآلية لمنظومة الاستطلاع والإنذار، ببث برامج خداعية/ فيروسات، وذلك بالدخول على شبكة معلومات مراكز القيادة والسيطرة الآلية للقوات المعادية أو بزرعها بواسطة العملاء.

(3) الإعاقة الخداعية: وتتمثل في أعمال الإعاقة الرادارية النبضية، من خلال إيجاد أهداف رادارية كاذبة، تحاكي الهدف الحقيقي حجماً وشكلاً، ولكنها تختلف في مسافتها وأوضاعها على الخريطة الإلكترونية، للخداع عن الأهداف الحقيقية.

ب. وسائل سلبية

(1) الأهداف الخداعية (النماذج)

(أ) والغرض منها جذب انتباه وسائل الاستطلاع والإنذار والتوجيه، عن الأهداف الحقيقية، ومن ثمَّ تقليل نسبة الإصابة، حيث يتم صناعة هذه النماذج من مواد لها القدرة على عكس الموجات الكهرومغناطيسية رادارية وحرارية، بما يماثل المعدة الحقيقية.

(ب) وهناك نماذج هيكلية خداعية مصنوعة من المطاط، تماثل المعدات الحقيقية (عربات مدرعة - دبابات - كباري - صواريخ مضادة للطائرات. . الخ)، والتي يتم إخفاؤها لتبدو هذه النماذج كالمعدات الحقيقية، وتحتوى بداخلها على رقائق معدنية، بحيث تظهر بالشكل الحقيقي، ضد وسائل الاستطلاع الراداري، وتحتوي، أيضاً، على سخانات داخلية تعمل أتوماتيكياً، لتبعث حرارة تماثل حرارة المعدة الأصلية، بحيث تظهر بالشكل الحقيقي أثناء استخدام وسائل الاستطلاع الحراري، إضافة إلى أن المعدة الهيكلية يمكن طيها أو إعادة بنائها باستخدام مضخات سحب هوائية صغيرة الحجم تعمل على ملء المعدة المطاطية بالهواء، لتأخذ الشكل الحقيقي لها، وعند انخفاض منسوب ضغط الهواء بداخلها تعمل أتوماتيكياً على إعادة ملء الهدف الخادع مرة أخرى.

(ج) من الأهداف الخداعية الحديثة، حصائر مصنوعة من مواد مطاطية، معالجة بدهانات ومواد كيميائية، لها القدرة على عكس الأشعة الكهرومغناطيسية الرادارية والحرارية، تشابه الممرات الحقيقية للقواعد والمطارات الجوية، ويمكن من خلالها وضع أكثر من ممر خداعي لتفادي إصابة الممرات الحقيقية.

(2) الرقائق المعدنية: تستخدم لتكوين سحابة معدنية قادرة على خداع وسائل الكشف الراداري المعادية، وخداع أنظمة التسليح الموجهة رادارياً.

(3) المشاعل الحرارية: تعتمد هذه الطريقة على خلق مصدر إشعاع حراري مخادع، عند احتمال تعرض الهدف لقذيفة أو صاروخ موجه حرارياً، ويتم ذلك بإطلاق مشاعل حرارية ذات طاقة إشعاع حراري أكبر من طاقة الإشعاع الحراري للهدف المراد إصابته، وبذلك يتم خداع وحدة توجيه الصاروخ أو القذيفة الموجهة حرارياً، ويحدث خلل في مرحلة تتبع الهدف ويتجه الصاروخ نحو المشاعل الحرارية بعيداً عن الهدف، ويتم إطلاقها من مستودعات خاصة بأسلوب معين لخداع المستشعرات الباحثة عن الحرارة.(اُنظر شكل مدى تأثير التأخير الزمني للاشتعال)

ثانياً: دور أجهزة الدولة في تخطيط الخداع وتنظيمه

تشترك أجهزة الدولة المختلفة في التخطيط للخداع الإستراتيجي الشامل، وذلك من خلال المراحل الآتية: (انظر شكل التخطيط للخداع الإستراتيجي الشامل)

1. مرحلة ما قبل الصراع المسلح

أ. وزارة الدفاع

(1) استمرار الإعلان عن صعوبات، تواجه القوات المسلحة في مجال التسلح والتطوير.

(2) طلب إجراء مناورات مشتركة مع الدول الصديقة في أماكن بعيدة عن مسرح العمليات، لإخفاء النوايا والخطط.

(3) تصريح عن وضع خطة متكاملة لتطوير القوات المسلحة تستغرق من 5-10 سنوات قادمة.

(4)  قيام كبار القادة العسكريين بإجراء زيارات للخارج.

(5) تصريحات سياسية وعسكرية فحواها أن الدولة تحاول، من خلال ترشيد الإنفاق العسكري، تخفيض حجم القوات المسلحة العاملة، والاعتماد على الاحتياط.

ب. وزارة الخارجية

(1) استمرار الاتصالات الدبلوماسية مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية، بغرض تأكيد وجهة نظر الدولة بشأن استمرار الجهود السياسية لتحقيق التسوية السلمية لمشكلات النزاع التي لم تحل.

(2) التظاهر بالمرونة والاستعداد للتوصل إلى حلول وسطى تؤدي إلى حلول نهائية للنزاع.

(3) إجراء اتصالات سياسية ودبلوماسية مع كل من الدول الكبرى، ومجموعة عدم الانحياز، والدول الأفريقية، والإسلامية؛ لشرح أبعاد النزاع مع جانب آخر، بعيداً عن أطراف النزاع.

ج. وزارة الإعلام

(1) الإعلان عن استمرار الاتصالات السياسية والدبلوماسية المكثفة مع دول العالم، بهدف تأكيد وجهة نظر الدولة، بضرورة استمرار الجهود السياسية، لتحقيق التسوية السلمية.

(2) زيادة المساحة الإعلامية المعروضة لأحزاب المعارضة، للمطالبة بترشيد إنفاق القوات المسلحة.

(3) الإعلان عن حضور كبار رجال الدولة بياناً عملياً، تجريه القوات المسلحة، في منطقة بعيدة عن منطقة الصراع المنتظر حدوثه.

د. وزارة الاقتصاد/ التجارة/ المالية

(1) إصدار تصريحات سياسية ودبلوماسية عن رغبة الدولة في تحقيق تعاون مع الدول الكبرى، من أجل تنمية اقتصادها خلال المرحلة القادمة.

(2) التركيز على صعوبة الأزمة الاقتصادية، وعدم قدرة الدولة على بدء أعمال قتال مسلح، وضرورة العمل على تخفيض الإنفاق العسكري في الدولة.

(3) تسريب معلومات مزيفة عن نواحي نقص في مجالات إعداد اقتصاد الدولة للدفاع.

هـ. وزارة الداخلية

(1) الإعلان عن زيادة أعداد المجندين للأمن المركزي، والإقبال على الانضمام لكلية الشرطة ومعهد أمناء الشرطة.

(2) الكشف عن عناصر إرهابية داخل الدولة متسللة من إحدى دول الجوار، تسعى إلى القيام بأعمال إرهابية ضد الشعب والمنشآت الحيوية والمهمة بها.

و. وزارة السياحة

(1) الإعلان عن زيادة الميزانية لتنمية السياحة بالدولة.

(2) إنشاء قرى سياحية في مناطق إدارة الصراع المسلح.

ز. وزارة النقل والمواصلات

(1) الإعلان عن خطة تعبئة لوسائل النقل في اتجاه مخالف للاتجاه المنتظر إدارة الصراع المسلح به.

(2) استغلال السفن التجارية لنقل السلع الإستراتيجية، مع التمويه عن اتجاهات الإبحار وموانئ التحميل والتفريغ.

ح. وزارة الإنتاج الحربي

(1) وضع خطة محكمة لتشغيل المصانع والورش؛ لتوفير احتياطي من المعدات، طبقاً لمطالب القوات المسلحة، تحت شعار تنفيذ عقود خارجية.

(2) الإعلان عن مناقصات عالمية لتوفير بعض قطع الغيار الإستراتيجية، لصيانة المعدات والأسلحة وإصلاحها؛ لإظهار القصور في أداء هذه المعدات والأسلحة.

(3) الإعلان عن التزام الوزارة بترشيد العمالة بها، وتحويل بعض قطاعات الإنتاج الحربي إلى إنتاج مدني.

ط. وزارة الصناعة: إمكانيات التحويل السريع من صناعات السلم إلى صناعات الحرب، سواء بالنسبة لأنواع المنتجات، أو كمياتها، تحت ستار التطوير والتصوير.

ى. المخابرات العامة: تسريب أخبار على صحف أجنبية في الخارج، ونشر مقالات عن تخوف الجانب الآخر، من نمو قوة الردع للدولة، وأن الجانب الآخر لن يتورع عن شن ضربة وقائية.

2. مرحلة إدارة الصراع المسلح

أ. وزارة الدفاع

(1) الإعلان عن عدوان من الجانب الآخر على الدولة، واستعداد القوات المسلحة لصد العدوان.

(2) استمرار التهديد باستخدام أسلحة الردع، في حالة توسيع الجانب الآخر لنطاق الحرب.

ب. وزارة الخارجية

(1) دعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد، لإيقاف الأعمال القتالية، مع البدء في مفاوضات السلام، بعد تحقيق الهدف من العملية.

(2) استدعاء سفير الجانب الآخر في الدولة إلى وزارة الخارجية، وإبلاغه بسوء الفهم الذي حدث، ورغبة الدولة في سرعة احتواء الموقف، والدعوة إلى مفاوضات السلام.

(3) الضغط على الهيئات الدولية والقوى الكبرى، للسعي لإجراء وقف القتال، لإتاحة الفرصة للعمل السياسي والدبلوماسي.

(4) استمرار الخداع السياسي، بإظهار عدم رغبة الدولة في استكمال العمليات العسكرية في الوقت الحاضر، والسعي نحو حل المشكلة سلمياً.

ج. وزارة الإعلام

(1) إجراء تغطية إعلامية عن عدوان الجانب الآخر، على أراضى الدولة، وأي من دول الجوار، واحتمالات تطوره، ومطالبة المجتمع الدولي بالعمل على وقف هذه الاعتداءات.

(2) تصريحات إعلامية، تبرز أهداف الدولة وحرصها الدائم على تحقيق السلام بالمنطقة.

(3) إخراج حملة إعلامية واسعة، تجسم حجم الخسائر، التي تكبدتها قوات الجانب؛ الآخر؛ بهدف إثارة الرأي العام للجانب الآخر، ليطالب حكومته بوقف العمليات العسكرية.

(4) إصدار تعليقات صحفية تلمح إلى إدانة الدول الكبرى، والمنظمات الدولية، والدول الإسلامية، والأفريقية للأعمال العدائية، التي قام بها الجانب الآخر ضد الدولة.

(5) استخدام سياسة الإعلام المخادع، في إضفاء الغموض حول حقيقة الموقف العسكري، واستغلال ذلك في إنجاح قواتنا المسلحة.

د. وزارة الاقتصاد / التجارة / المالية: الإعلان عن حجم الخسائر، التي تكبدها اقتصاد الدولة، نتيجة أعمال القتال، التي جرت في المدة السابقة.

هـ. المخابرات العامة

(1) القيام بتوجيه الإشارات الخادعة، التي أعدت من قبل إلى أجهزة جمع وتحليل المعلومات المعادية، والتي تعطي الإيحاء بأن الدولة ليس لديها نوايا في توسيع العمليات الحربية.

(2) تجسيم حجم الخلافات، داخل القيادات السياسية والعسكرية، للجانب المعادي، بسبب نتائج الحرب، وأسباب الهزيمة، وحجم الخسائر، وكذلك إبراز النتائج السلبية للحرب على الاقتصاد والمجتمع.

و. وزارة النقل والمواصلات

المحافظة على استمرار القنوات المهيأة تحت ستار خداعي.

ز. وزارة الإنتاج الحربي

(1) استمرار الإعلان عن تعاقدات جديدة لتنفيذ مطالب القوات المسلحة من المعدات الإضافية.

(2) المحافظة على الأعمال اليومية المعهودة داخل المصانع والورش التابعة للوزارة.

3. مرحلة ما بعد الصراع المسلح

أ. وزارة الدفاع

(1) إظهار قدرة القوات المسلحة للدولة على تحقيق الردع.

(2) الإعلان عن وصول أسلحة دعم عربية من دول المساندة، وأنها ستنضم لمعاونة القوات المسلحة بالدولة.

ب. وزارة الخارجية

بذل الجهود السياسية والدبلوماسية، لإظهار ضعف الجانب الآخر عسكرياً، وعدم قدرته على تأمين المطالب الإستراتيجية للدول الكبرى في المنطقة.

ج. وزارة الإعلام

إدارة خطة خداع إعلامي، تستهدف استمرار تعبئة الاحتياطي، وتشكيل احتياطات إستراتيجية، وتحريك تلك القوات إلى منطقة العمليات لتثني الجانب الآخر عن محاولة اللجوء مرة أخرى للخيار العسكري.

ثالثاً: دور الأفرع الرئيسية وأجهزة القيادة العامة لتخطيط وإدارة الخداع الإستراتيجي العسكري (أُنظر شكل الخداع الإستراتيجي العسكري)

1. الأفرع الرئيسية

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في تخطيط وتنسيق خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. التخطيط للخداع التعبوي للفرع الرئيسي.

ج. إصدار تعليمات الخداع التعبوي للفرع الرئيسي.

د. السيطرة على تنفيذ إجراءات الخداع وتطويرها، طبقاً لردود أفعال العدو.

2. هيئة عمليات القوات المسلحة

أ. تخطيط وتنسيق خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. إصدار مستخرج توجيهات الخداع الإستراتيجي التعبوي.

ج. الإشراف والمتابعة لإجراءات التخطيط والتنفيذ للخداع الإستراتيجي التعبوي.

د. تطوير إجراءات الخداع، طبقاً لردود أفعال العدو والتعديل في التخطيط للعملية.

هـ. إصدار تعليمات العمليات الخاصة بتخطيط وتنظيم الخداع التعبوي.

3. إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع

أ. تشترك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي، بما لديها من خبرة ومعرفة بالعدو (حجم ـ إمكانات ـ قدرات ـ أسلوب إدارة العملية...).

ب. القيام بالدور الرئيسي في متابعة ردود أفعال العدو تجاه الإجراءات والأعمال الخداعية لقواتنا، ومدى تقبله للخداع من عدمه، وربطها بخطة الحرب النفسية ضد العدو.

4. هيئة الإمداد والتموين

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. إصدار توجيهات الخداع الإستراتيجي التعبوي التخصصي للعناصر الإدارية للقيادة العامة.

ج. معاونة شعب إمداد وتموين الأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية، في تحديد حجم ونظام عمل الأهداف الإدارية الهيكلية والمخازن والمستودعات الإدارية الهيكلية.

د. تنسيق التحركات الإدارية الخداعية.

5. الهيئة الهندسية

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. إصدار توجيهات الخداع الإستراتيجي التعبوي التخصصي للعناصر الهندسية قيادة عامة.

ج. تحقيق مطالب الأفرع الرئيسة والهيئات والإدارات والجيوش الميدانية، من الخامات والمواد والعناصر اللازمة لتنفيذ الخداع.

د. تحديد أسلوب إنشاء المواقع والأهداف ومناطق الانتظار والكباري والمعابر الخداعية، وإخفاء المواقع والأهداف والكباري والمعابر الحقيقية، بالتنسيق مع إدارة الحرب الإلكترونية وإدارة الحرب الكيميائية.

6. إدارة المدفعية

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. التخطيط للخداع التعبوي لعناصر المدفعية قيادة عامة مباشر ـ غير مباشر (مدفعية ـ صواريخ أرض/ أرض).

ج. الاشتراك مع قيادة مدفعية الجيوش الميدانية في تخطيط وإقامة مرابض النيران الهيكلية للمدفعية، وخطوط الاشتباك الخداعية للاحتياطيات المضادة للدبابات.

7. إدارة الإشارة

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي، خاصة في مجال الرمز والشفرة وخطط استخدام الترددات المختلفة.

ب. التخطيط للخداع التعبوي لعناصر ومراكز الإشارة التابعة للقيادة العامة وتنسيق ذلك مع عناصر الإشارة على المستوى التعبوي.

ج. الاشتراك مع عناصر الإشارة للأفرع الرئيسية والجيوش الميدانية، في تنظيم وتخطيط النشاط اللاسلكي المخادع، وإقامة الشبكات المخفاة، وتمثيل النشاط اللاسلكي للمواقع الهيكلية.

8. إدارة الحرب الإلكترونية

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. إصدار التعليمات المنظمة للخداع الإلكتروني لعناصر القيادة العامة وأفرع الحرب الإلكترونية، بالأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية.

ج. الاشتراك في تمثيل النشاط الإلكتروني الخداعي لمراكز القيادة ومناطق الانتظار وخطوط الضربات/ الضربات المضادة الخداعية الميدانية، واحتياطيات القيادة العامة والكباري ووسائل العبور المختلفة.

د. متابعة الأعمال الإلكترونية المعادية، وقياس ردود أفعال العدو.

9. إدارة الحرب الكيميائية

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة، في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. التخطيط للخداع التعبوي لعناصر الحرب الكيميائية للقيادة العامة، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية وإدارة الحرب الإلكترونية.

ج. الاشتراك مع الأفرع الكيميائية للأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية والهيئة الهندسية وإدارة الحرب الإلكترونية، لاستخدام وحدات الدخان في إخفاء المعابر والكباري على الموانع المائية، وإخفاء الضربات المضادة، ودفع أنساق ثانية جيوش ميدانية واحتياطيات القيادة العامة، لتشتيت جهود العدو.

10. إدارة الشؤون المعنوية

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة، في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. تنفيذ الخداع الإعلامي بالاشتراك مع أفرع الشؤون المعنوية للأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية، لخدمة خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي، بالتنسيق مع إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

11. الهيئات والإدارات الأخرى

أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة، في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.

ب. إصدار التوجيهات التخصصية للخداع الإستراتيجي التعبوي، ومتابعة التنفيذ بالاشتراك مع الأفرع/ الشعب التخصصية بالأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية.

12. التشكيلات التعبوية

الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي، بعرض مقترحات الخداع الخاصة بالتشكيل التعبوي.