إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / القيادة والسيطرة، في الدفاع الجوي





منظومة الدفاع الجوي
المكونات الرئيسية لآلة "فون"
حلقات القيادة والسيطرة (3 حلقات)
حلقات القيادة والسيطرة (4 حلقات)
حلقات القيادة والسيطرة (5-6 حلقات)
مركز قيادة رادار الإنذار
مركز السيطرة والإنذار
مركز قيادة قطاع د/ جو
مركز القيادة الرئيسي لقوات د/جو




عـام

المبحث الأول

عناصر الدفاع الجوي

أولاً: تتكون منظومة الدفاع الجوي من العناصر الآتية: (اُنظر شكل منظومة الدفاع الجوي)

1. العناصر البشرية

تمثل العناصر البشرية الأساس، لأنّ ما يحتويه الدفاع الجوي، من أسلحة ومعدات، ذات تقنيات عالية، إضافة إلى أنظمة القيادة والاتصالات، كل هذه المعدات والأجهزة، تحتاج إلى كوادر بشرية مدربة، لتشغيلها والتعامل معها.

2. الأسلحة والمعدات[1]

تعتمد قوات الدفاع الجوي، على تشكيلة واسعة من الأسلحة المضادة للطائرات، تتركز في الصواريخ الموجهة أرض/ جو، والمدفعية المضادة للطائرات.

أ. الصواريخ

وهي مجموعة متنوعة القدرات والأنواع، فمنها الثابت، مثل صواريخ هوك Hawk والباتريوت Patriot، ومنها المتحرك مثل الشاهين والكروتال، ومنها المحمول مثل الاستنجر Stinger، والمسترال Mistral.

وتتنوع طرق توجيهها إلى أهدافها، فتشتمل على التوجيه بالأوامر اللاسلكية، والتوجيه الذاتي الإيجابي، أو نصف الإيجابي، أو السلبي، أو بالأشعة تحت الحمراء، أو بواسطة شعاع الليزر.

ب. المدفعية المضادة للطائرات

تتميز بخفة الحركة، وكثافة النيران، والقدرة على الاشتباك أثناء الحركة، وسرعة التجهيز للتحرك والاشتباك، ويعمل بعضها بأجهزة التسديد البصري، والآخر بأجهزة مراقبة النيران. وقد تكون مقطورة، أو ذاتية الحركة.

3. نظام القيادة والسيطرة والاتصالات

يُمثل العقل المدبر في منظومة الدفاع الجوي، فهو الذي يحدد أوضاع استعداد القوات في الحرب والسلم، ويسيطر على الكفاءة الفنية والقتالية للوحدات. ويجمع وينسق معلومات الاستطلاع، ثم يرفع أوضاع الاستعداد، بناء على تحليل المعلومات، وتقدير درجة التهديد، ثم يُخصص المهام للوحدات، ويسيطر على أعمال قتالها، وينسق العمل فيما بينها، لتحقيق المهام، طبقاً للموقف الجوي، وإجراءات واتجاهات وأساليب الهجوم الجوي المعادي.

وتشتمل العناصر الرئيسية للنظام على:

أ. مركز قيادة قوات الدفاع الجوي.

ب. مراكز عمليات دفاع جوي.

ج. شبكات الاتصال.

د. مولدات الطاقة والتبريد.

ثانياً: مركز قيادة قوات الدفاع الجوي

يُعَد مركز القيادة من العناصر الرئيسية للدفاع الجوي. ويعمل على تمكين ضباط قيادة الدفاع الجوي، من مراقبة جميع نشاطات مراكز عمليات الدفاع الجوي، في المناطق الحيوية. وذلك عن طريق المعلومات المتوافرة عن طريق الاتصالات البيانية، من جميع المراكز، مما يساعد القادة على اتخاذ القرارات المناسبة. كما يوفر المركز كذلك إمكانية الاتصال بطائرة قائد قوات الدفاع الجوي، كما يُراقب شبكة الاتصالات العامة على مستوى الدولة.

ثالثاً: مراكز عمليات الدفاع الجوي

توفر هذه المراكز لأسلحة الدفاع الجوي، الإنذار المبكر، وكما ُتنسق سير المعركة الجوية، لحماية الأهداف المهاجمة في المنطقة الحيوية المدافع عنها، وذلك بتحديد الواجبات المطلوبة من كل وحدة ضرب، ومراقبة تنفيذها لذلك الواجب. كما تنسق المراكز، مع مركز عمليات القطاع، للقوات الجوية في المنطقة، كذلك تُرسل المعلومات عن الحالة الجوية، إلى مركز قيادة قوات الدفاع الجوي، وتستقبل الأوامر منه وتبلغها للجهات المرتبطة به. ويتكون كل مركز عمليات من العناصر التالية:

1. رادار الاكتشاف الدفاعي

مهمته مسح المجال الجوي، على كافة المستويات، وبأعماق تسمح بتنفيذ مهام الدفاع الجوي، واكتشاف جميع الأهداف الجوية، التي تحلق في هذا المجال، والتعرف عليها، وتحديد هويتها، وتمييز الطائرات الصديقة من المعادية، وتحديد إحداثياتها، وخواصها، من سرعة ومسافة واتجاه، وعدد الطائرات في كل مجموعة، وأعمالها الإلكترونية، ومن ثم إنذار جميع عناصر الدفاع الجوي، ومراكز العمليات، والوحدات المرتبطة. وأهم الخصائص الفنية لهذا الرادار، هي:

أ. التغلب على التشويش الإلكتروني ECCM.

ب. التغلب على التشويش الناتج من الانعكاسات الأرضية CI.

ج. التغلب على التشويش والأهداف الوهمية.

2. جهاز القيادة والسيطرة

هو بمثابة منظومة حاسب آلي، تعتبر العقل المدبر في إدارة المعركة الجوية، لصالح الدفاع الجوي. فعن طريقه يجري تحليل المعلومات، الواردة من رادارات الإنذار المبكر، وتقدير درجة التهديد. ومن ثم، التنسيق والتحكم ومنع ازدواجية النيران، في وحدات قوات الدفاع الجوي، وتحديد المهام والمسؤوليات تجاه الغارات الجوية، منذ لحظة اكتشاف الغارة حتى تدميرها. ويستخدم جهاز يعرف بـ (AN/ TSQ – 73)، وهو نظام آلي بصورة كاملة، ويستخدم فيه آخر ما انتج من تقنيات إلكترونية، وأساليب القيادة والسيطرة. ويعمل جهاز القيادة والسيطرة على تحقيق الآتي:

أ. نقل معلومات الموقف الجوي وتداولها وعرضها.

ب. مساعدة القادة في تقدير الموقف، والوصول إلى القرار السليم.

ج. السيطرة على نشاط وحدات الضرب، وتنسيق عملياتها.

د. تخصيص المهام للوحدات، والإشراف على تنفيذها.

هـ. جمع المعلومات عن الأهداف الجوية، وعرضها وتقييمها، ثم توزيعها على وحدات الضرب.

و. تبادل المعلومات المتعلقة، بنشاط وأوضاع مراكز عمليات الدفاع الجوي المجاورة، ووحدات الضرب.

ز. اختصار الوقت اللازم لاتخاذ القرار.

3. شبكات الاتصال

تُعد الاتصالات العمود الفقري للدفاع الجوي، فمن دونها يصبح الدفاع الجوي وحدات منفردة، لا يجمعها أي نوع من التنسيق أو الترابط. كما تفقد مراكز القيادة والسيطرة مهماتها الرئيسية، في غياب شبكات الاتصال. لذا، كان من الضروري الاعتماد على نظام اتصال آلي وفعال، ليكتمل تحقيق مهام القيادة والسيطرة والتنسيق، على مختلف أوجه نشاط وأوضاع الدفاع الجوي. ويستخدم الدفاع الجوي نوعين من شبكات الاتصالات:

أ. شبكة الاتصالات المحلية.

ب. شبكة الاتصالات العامة.

وتؤمّن الشبكتان للدّفاع الجوي ما يحتاجه من اتصالات بيانية، برقية، وصوتية، مستخدمة ترددات مختلفة النطاق.

وهناك عدة شبكات أخرى، على النحو التالي:

أ. شبكة القيادة

مهمتها ربط القادة وهيئة الأركان مع بعضهما على اختلاف مستوياتهم.

ب. شبكة البلاغات

مهمتها ربط الوحدات الفرعية، بمركز عمليات المجموعة، صوتياً أو آلياً، حيث تمرر بلاغات الوحدات الفرعية .

ج. شبكة الإنذار المبكر

مهمتها إذاعة بلاغات الإنذار المبكر، على ضوء المعلومات، التي توفرها الرادارات على اختلاف أنواعها .

د. شبكة التحركات الجوية

مهمتها إبلاغ التعليمات للطائرات سواء كانت مدنية أو عسكرية، حتى لا يُخلط بينها وبين الطائرات المعادية.

هـ. الشبكة الإدارية

مهمتها ربط الوحدات المقاتلة بالوحدات الإدارية، التي تعمل على سد احتياجاتها الإدارية، وكذلك بالقيادات والإدارات المعنية، وذلك لأغراض الإسناد الإداري في جميع المجالات.

رابعاً: أهمية نظام القيادة والسيطرة في الدفاع الجوي

1. طُبّق نظام القيادة والسيطرة، على أسلحة الدفاع الجوي، أثناء الحرب العالمية الثانية، بين بريطانيا وألمانيا، عندما نجح الدفاع الجوي الإنجليزي، في صد الهجمات الجوية الألمانية على بريطانيا، في عام 1940م، وكذلك، عندما استخدمت ألمانيا الصواريخ، التي تطلق من الأرض، والمعروفة بالقنابل الطائرة، لضرب لندن عام 1944م، حيث كان الفضل في صد تلك الهجمات، وتدمير الأهداف المعادية، يرجع إلى استخدام الإنجليز لأجهزة إنذار، وغرف عمليات السيطرة على وسائل دفاعها الجوي، المتوافرة آنذاك. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، حدث تقدم تكنولوجي في صناعة الطائرات الحربية، مما وفر لها قدرات كبيرة في كل من السرعة، والطيران على ارتفاعات مختلفة، وتوجيه الضربات الجوية ليلاً أو نهاراً، وفي جميع الأجواء، والتطور في نظم أسلحة الهجوم، وتزويدها بالحاسبات الآلية ومعدات الرادار. وقد واكب هذا التطور في الطيران الحربي، تطوراً في وسائل الدفاع الجوي. فالطائرات الاعتراضية زودت بقدرات عالية على المناورة والسرعة، وزودت بالحاسبات الآلية. كما ظهرت، أيضاً، الصواريخ الموجهة أرض/ جو، المزودة بجميع الوسائل التكنولوجية، لتوجيهها لإصابة أهدافها بدقة. وكذلك، المدفعية المضادة للطائرات، وتقدمها في فنون الاشتباك وقدرتها عليه، تحت ظروف استخدام العدو لوسائل التشويش إضافة إلى أن معارك الدفاع الجوي الحديثة، تتميز باشتراك عدد كبير من عناصر الدفاع الجوي، بما فيه من تعدد وسائل النيران، واتساع المواجهة، وتنوع أشكال وأساليب الأعمال القتالية، وطرق إدارتها.

ولعدم قدرة النظام اليدوي للقيادة والسيطرة، على متابعة الحجم الهائل للمعلومات المتداولة، من استقبال وإرسال، وتحليل المعلومات عن الأهداف المهاجمة، الذي يؤدي إلى الحد من قدرات مصادر النيران، وعدم استخدامها الاستخدام الأمثل والفعال، ولعدم توفر الإمكانيات لتجميع وعرض معلومات الموقف الجوي، أمام القادة لاتخاذ القرار السليم. ولمواكبة هذا التطور، في أسلحة الهجوم والدفاع، ولتلافي سلبيات نظام القيادة والسيطرة، الذي يعتمد في إدارته على القدرات البشرية المحدودة، بُدئ في تطوير وتحسين هذا النظام، بناء على المبادئ التالية:

أ. توفير نظام آلي لنقل وتداول وعرض المعلومات عن الموقف الجوي، في مراكز القيادة، في وقت الحصول عليها من وسائل الاستطلاع بأنواعها، من برية وجوية وبحرية وفضائية.

ب. توفير نظام آلي لمعاونة القادة في تقدير الموقف، والوصول إلى القرار السليم، وفي تخصيص المهام في زمن قصير للغاية، مما يترتب عليه تحديد وسائل صد الهجمات الجوية، واتخاذ القرار المناسب عن أنسب العناصر، من طائرات اعتراضية، وصواريخ مضادة ومدفعية، لاعتراض الأهداف الجوية المعادية.

ج. توفير وسائل اتصال متطورة، بين عناصر النظام ومراكز القيادة، لتبادل المعلومات، وزيادة كفاءتها لتلبية مطالب النظام، في السيطرة والتنسيق لأسلحة الدفاع الجوي.

2. الغرض من النظام

إن الغرض من نظام القيادة والسيطرة والاتصالات، هو استخدام الوسائل الآلية، في اكتشاف الأهداف الجوية المعادية، وتتبعها، وتحديد هويتها، وتقييم تهديدها، وإيجاد الإمكانيات اللازمة، لاختيار السلاح المناسب لتدميرها، إضافة إلى توفير القدرات الخاصة بنقل المعلومات (بيانية أو صوتية)، بين الأجهزة التكتيكية للقيادة والسيطرة، والأسلحة المرتبطة معها. وكذلك، يُعد التدريب الجيد، العامل الرئيسي في تعزيز وتحسين قدرات الدفاع الجوي، أمام التهديدات الجوية.

3. مميزات النظام

أ. تقليل زمن رد الفعل العام، لأسلحة الدفاع الجوي.

ب. الاقتصاد في عدد القذائف الموجهة، لصد هدف محدد.

ج. زيادة القدرة على حماية الطائرات الصديقة.

د. مراقبة سير المعركة الجوية آلياً.

هـ. تحليل المعلومات وتقييم الأهداف، بواسطة الحاسب الآلي.

خامساً: أساليب القيادة والسيطرة

يستخدم الدفاع الجوي أسلوبين للقيادة والسيطرة، هما:

1. القيادة والسيطرة المركزية

حيث تُتخَّذ القرارات، وتصدر الأوامر والمهام من أعلى مستوى. وتنفذ الوحدات المرؤوسة هذه المهام، تحت إشراف مركز القيادة الرئيسي للدفاع الجوي. ويُستخدم هذا الأسلوب في المواقف الجوية البسيطة، وعند توفر زمن إنذار كاف.

2. القيادة والسيطرة اللامركزية

وتعني ترك المبادأة لمراكز القيادة المرؤوسة، ومنحهم سلطة اتخاذ القرار، والاشتباك مع الأهداف المفاجئة. ويُستخدم هذا الأسلوب، عادة، في المواقف الجوية المعقَّدة، وعند صد الهجمات الجوية الكثيفة، وعندما لا يتوفر الوقت اللازم للاتصال بالقيادة المركزية.

وفي الغالب، تتم القيادة والسيطرة على عناصر الدفاع الجوي، بمزيج من هذين الأسلوبين معاً، وتصدر، لذلك، الوثائق، التي تحدد أسلوب القيادة والسيطرة في الحالات المختلفة.



[1] هناك دول تستخدم الطائرات الاعتراضية في منظومة الدفاع الجوي