إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الاستعداد القتالي للدفاع الجوي، وطائرة الكرملين




الميدان الأحمر
جانب من الميدان الأحمر


خط السير إلى موسكو
خط السير إلى العاصمة



الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

3. سيناريو الأحداث

أقلع الطيار الألماني الهاوي، ماثيوس رست  (Mathius Rust)، وعمره عشرون عاماً، من مطار هلسنكي (Helsinki)، بطائرة سسنا ـ 172 (CESSNA-172)، تابعة لنادي هامبورج (Hamburg) للطيران، قاصداً ستوكهولم (Stockholm)، في الجنوب الغربي. إلاّ أنه ما لبث أن غير اتجاهه نحو الجنوب الشرقي، فقدّرت مراقبة الطيران المدني الفنلندي أنه ضل طريقه، وحاولت أن تصحح له خط سيره. غير أنه لم يردّ على النداءات، التي وُجِّهت إليه، وطار قريباً من سطح الماء، فاختفى بذلك من شاشات رادار الطيران المدني. واعتقد المسؤول، هناك، أن الطائرة قد سقطت في مياه خليج فنلندا. ومن الفور، اتصل بالقوات البحرية الفنلندية، التي أرسلت ثلاث طائرات عمودية وأربع سفن، للبحث عن الطائرة، في الموقع المحتمل لسقوطها. كما أبلغ مراقبة الطيران المدني السوفيتية فقْد الطائرة. ولكن المسؤول، في مراقبة الطيران، لم يُعر الموضوع اهتماماً، فالأمر لا يعدو أن يكون طائرة هواة، سقطت في مياه خليج فنلندا، خارج نطاق اختصاصه. وقد تولَّت السلطات الفنلندية مسؤولية البحث عنها. ولمَّا لم تجد دورياتها شيئاً، ساد الاعتقاد أن الطائرة ابتلعتها مياه خليج فنلندا، وأُبلغت سلطات الطيران المدني السوفيتية ذلك، فطرح المسؤول السوفيتي، هناك، الموضوع من ذهنه كُليَّة.

وعندما اقتربت الطائرة من المياه الإقليمية السوفيتية، اُكتشفت بوسيلة ما. وأقلعت المقاتلات لاعتراضها.

وجاء في تقرير المكتب السياسي السوفيتي ما يلي: "إن شاشات رادار الدفاع الجوي، رصدت الطائرة، أثناء اقترابها من الحدود، وإن المقاتلات السوفيتية حلَّقت، مرتين، حول الطائرة".

ولكن ماذا كانت النتيجة؟

تبين لطياري المقاتلات أنها طائرة رياضية، تحمل فتىً وصديقته، في نزهة بحرية. ولم يدُر بخلدهم، للحظة واحدة، أن هذا الفتى يقوم بمغامرة، سوف تؤدي، بعد ساعات قليلة إلى خلع أكبر القادة السوفيت، وهو المارشال سيرجي سوكولوف، وزير الدفاع، والمارشال ألكسندر كولدونوف، قائد قوات الدفاع الجوي، وبعض قادة المناطق العسكرية. وسوف تُحدث أصداءً مدوية، في العالم أجمع، وتؤثّر، بعمق، في تنظيم قوات الدفاع الجوي السوفيتي. وقد تدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى اختبار جاهزية دفاعها الجوي.

ومن المحتمل أن طياري المقاتلات، قاموا بإرشاد الطيار الشاب إلى الاتجاه الصحيح، أو أن يكون الطيار قد غيّر اتجاهه عندما شعر بالمقاتلات تتعقبه، إلى أن ابتعدت عائدة إلى قاعدتها، لتشارك في الاحتفال بعيد قوات الحدود، الذي صادف أنه في اليوم نفسه، 29 مايو 1987.

وانتهى الأمر، بذلك، بالنسبة إلى أنساق الدفاع الجوي الحدودية، كما انتهى، من قبل، بالنسبة إلى الطيران المدني.

واخترق ماثيوس رست، بطائرته، الحدود، عند قرية "كوكاتلايارف". واستمر يُحلِّق فوق الأراضي السوفيتية أكثر من أربع ساعات؛ إلى أن وصل إلى موسكو (اُنظر خريطة خط السير إلى موسكو) و(خريطة خط السير إلى العاصمة). وهنا يبرز السؤال التالي: ألم يكتشفها أي جهاز رادار طوال خط سيرها؟