إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الاستعداد القتالي للدفاع الجوي، وطائرة الكرملين




الميدان الأحمر
جانب من الميدان الأحمر


خط السير إلى موسكو
خط السير إلى العاصمة



الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

5. الاطمئنان الزائف والتواكل القاتل

ساعد على تضاعف هذه الأخطاء، عدة عوامل أخرى، أهمها:

أ. شعور بالاطمئنان لدى رجال قوات الدفاع الجوي؛ إذ لا يتوقع أحد أي عمل عدائي، من جانب فنلندا. ومن ثمّ، فلا داعي لتركيز الدفاعات الجوية، كمّاً ونوعاً، في هذا الاتجاه. ومن الطبيعي، أن يكون هذا الشعور موجوداً لدى الأطقم المناوبة. كما أن أحداً لم يتوقع، أن يقوم مغامر باختراق نطاقات الدفاع الجوي السوفيتية المنيعة، بطائرة محدودة الإمكانات، لا تتجاوز سرعتها 250 كم/ ساعة، بهدف الوصول من فنلندا إلى موسكو.

ب. انشغال القيادات والوحدات بعيد قوات الحدود، خاصة في الفترة من الساعة الثالثة إلى السابعة مساءً.

ج. اعتماد أنساق الدفاع الجوي في العمق على الأنساق القريبة من الحدود. ولا شك، أن القائد المناوب في مركز عمليات الدفاع الجوي عن موسكو، لم يتخيل أن ما يراه على الشاشات هو طائرة حقيقية أجنبية، استطاعت اختراق النطاقات الدفاعية السابقة كلها، من دون أن يعترضها أحد، ومن دون أن يصل إليه أي إنذار بها. ورجّح القائد المناوب احتمال أنها ظاهرة طبيعية، أو طائرة مصرح لها بالطيران، خاصة بعد أن تبين له، أن سرعتها البطيئة وارتفاعها، يختلفان كلية عن سرعة الأهداف المعادية وارتفاعها.

وهكذا، تراكمت الأخطاء، إلى أن هبط الفتى رست، بسلام، في الميدان الأحمر (انظر صورة الميدان الأحمر، وصورة جانب من الميدان الأحمر).

ويتفق هذا التحليل مع تقرير المكتب السياسي السوفيتي، الذي ورد فيه: "إن هذا الحادث يدل على وجود نقص كبير، في تنظيم المهام العسكرية، لحماية المجال الجوي. كما يدل على انعدام اليقظة والانضباط اللازمَيْن، وتقصير كبير من وزارة الدفاع وقيادات قوات الدفاع الجوي، التي لم تُظهر الاهتمام الكافي بهذا الحدث، كما ترددت في اتخاذ القرار المناسب، باعتراض الطائرة المتسللة".