إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الاستعداد القتالي للدفاع الجوي، وطائرة الكرملين




الميدان الأحمر
جانب من الميدان الأحمر


خط السير إلى موسكو
خط السير إلى العاصمة



الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

6. الدروس المستفادة

مما سبق، يمكن استنتاج الدروس المستفادة الآتية:

أ. هناك خطأ شائع، ولكنه خطير للغاية. وهو الظن أن بعض الاتجاهات لا خطر منها، ومن ثمّ، لا تأخذ اهتماماً كافياً، سواء بنوعية التسليح أو بكفاءة القوات. ومن الخطأ، أن يقال إن هناك اتجاهات محتملة لاقتراب العدو الجوي، وأخرى مستبعدة، فجميع الاتجاهات محتملة، ما دامت السماء مفتوحة أمام من يرتادها. بل إن العدو الذكي، سوف يختار الاتجاه، الذي لا يتوقع الدفاع الجوي المضاد، أنه طريق اقتراب محتمل.

ب. كثيراً ما تتوقع وحدات الدفاع الجوي، المتمركزة في اتجاهات غير مهددة، أو بعيداً عن جبهة القتال، أو في عمق الدولة، أنها بعيدة عن احتمالات التهديد بالحرب، ومن ثم، تمنح نفسها حق الاسترخاء. وهو أمر خطير، لأن  مسرح عمليات الدفاع الجوي، هو المجال الجوي للدولة، ويمتد أفقياً إلى خارج الحدود، إلى أقصى مدى يمكن أن يصل إليه شعاع الرادار. أمّا رأسياً، فيبدأ من قمم الأشجار، ويعلو إلى أقصى ارتفاع، يمكن أن تُحلِّق عليه الطائرة المعادية. كما أن هناك مناطق في العمق، قد تكون أكثر أهمية من جبهة القتال نفسها، مثل العاصمة السياسية، والمراكز الصناعية والإدارية، والسدود، والأهداف ذات الأهمية الإستراتيجية، بصفة عامة.

ج. إن مهمة الدفاع الجوي، لا تنحصر في القتال فحسب، وإنما تمتد لتشمل منع اختراق المجال الجوي للدولة، سواء عن قصد لأغراض الاستطلاع، أو من طريق الخطأ، أو حتى بهدف المغامرة. لذا، فإن وحدات الدفاع الجوي، يجب أن تكون في أوضاع استعداد قتالي جاهزة لمواجهة الاحتمالات كلها.

د. يجب تأكيد حتمية رد الفعل السريع لأطقم الدفاع الجوي، فالطائرة تختلف كُلِّيةً عن جندي المشاة، الراجل أو الراكب، وعن أي مركبة برية، مهْما بلغت سرعتها. فالطائرة تستطيع أن تكون فوق هدفها، في زمن قصير جداً، ومعركة الدفاع الجوي لا تستغرق إلا دقائق معدودة. وهذا يحتاج من مقاتلي الدفاع الجوي، أن يكونوا دائماً في حالة توقع، لأن التوقع يمنع المفاجأة، وفي حالة تحفز مستمر، لأن ذلك يؤدي إلى سرعة رد الفعل. وهي مطالب في غاية المشقة، وتتنافى مع الطبيعة البشرية. ولكنها مع ذلك أمور لا بد منها.

هـ. إذا كانت الأعياد تُعَدّ مناسبة سعيدة، يفرح فيها الإنسان العادي، ويمرح ويسترخي، فإنها على العكس، بالنسبة إلى قوات الدفاع الجوي، إذ تدعو إلى زيادة اليقظة والتأهب، لأنها فرصة جيدة للعدو، لتحقيق مفاجأته.

و. يجب الاهتمام بالعنصر البشري، فهو الذي يخطط وينظم ويقود، ثم ينفذ. وتعتمد الإمكانات القتالية للسلاح، في المقام الأول، على الإنسان، الذي يستخدمه.

ز. وأخيراً، يجب وضع خطة جيدة، لتنظيم أوضاع استعداد الوحدات. وتحتاج هذه الخطة إلى خبرة ودراسة، لأنها تهدف إلى التوفيق بين هدفين متعارضين، هما الاستعداد الفوري الدائم، وفي الوقت نفسه، عدم استنزاف الموارد البشرية، أو استهلاك الأسلحة والمعدات.

وجدير بالذكر، أن وجود الوحدة في وضع استعداد فوري، لا يتحقق بوجود الأطقم أمام معدات تعمل، فالواقع أن الاستعداد الفوري، هو نتيجة مجموعة متكاملة من الإجراءات، تشمل الآتي:

·   مستوى كفاءة فنية وتكتيكية عالية، للقادة والضباط والأفراد.

·   أسلحة ومعدات على درجة عالية من الصلاحية، ومضبوطة ومُولَّفة، ومستعدة للاشتباك، لفترة طويلة، من دون أعطال طارئة.

·   أطقم قيادة واعية، ومتفهمة للموقف، وقادرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.

·   مواقع وحدات الدفاع الجوي وتشكيلاته، منتخبة، ومجهزة جيداً.

·   خطة متابعة، واختبارات مفاجئة، للاستعداد القتالي للقوات، تُنفذ بصورة جادة ومستمرة.

ولكن، حتى مع تنفيذ التوصيات السابقة كلها، فمن الممكن اختراق أي شبكة دفاع جوي. وكثيراً ما كانت القوات الجوية، المصرية والإسرائيلية، تتبادلان اختراق المجال الجوي، أثناء حرب الاستنزاف، على جبهة قناة السويس، على الرغم من حالة التأهب القصوى للدفاع الجوي، المصري والإسرائيلي.