إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / معارك غزة بين الإنجليز والأتراك (مارس ـ أكتوبر 1917)





بيان القوات البريطانية
معركة غزة الأولى
معركة غزة الثانية

مسرح العمليات شمالي سيناء
خط الدفاع البريطاني
طبوغرافية فلسطين



الجيش الثامن البريطاني

ثانياً: معارك سيناء (1915 ـ 1916)

    في هذه الفترة تمت سلسلة من المعارك الحربية في شبه جزيرة سيناء بين القوات التركية، والقوات البريطانية وقد انتهت بانسحاب القوات التركية من سيناء. وهذه المعارك هي:

1. معارك 1915

    بدأت تركيا التعبئة العامة في 2 أغسطس 1914، وخضعت وزارة الحربية التركية لتوجيهات الجنرال الألماني "ليمان فون ساندرس" الذي كان رئيساً للبعثة العسكرية الألمانية في القسطنطينية.

    وفي 30 أكتوبر 1914 أعلـنت حالة الحرب بين تركيا وبريطانيا، واضطرت بريطانيا إلى تحصين مواقعها على قناة السويس بمساعدة من فرنسا، ورفعت عدد من حاميتها من (خمسة آلاف رجل إلى ثلاثين ألفاً تقريباً) تحت قيادة الجنرال "جون ماكسويل"[1].

وقد شكلت الحامية (القوات البريطانية) من:

أ. 24 كتيبة هندية من الفرقتين الهنديتين 10، 11.

ب. لواء الخيالة الإمبراطوري (هندي).

ج. فيلق الهجانة (بيكانير) "Bikanir".

د. ثلاث بطاريات مدفعية جبلية (هندية).

هـ. بطارية مدفعية مصرية.

و. عدد من السفن الحربية البريطانية والفرنسية.

ز. عدد من طائرات سلاح الطيران الملكي ويعض الطائرات المائية الفرنسية لأغراض الاستطلاع.

أما القوات التركية فكانت كالتالي:

    تعدادها حوالي 20 ألف رجل تحت قيادة "جمال باشا" ومساعده الألماني العقيد "كرس فون كريسنشتاين" وشكلت من:

أ. الفرقة 10.

ب. الفرقة 25 (عناصرها من العرب).

ج. فوج خيالة.

د. بعض سرايا الهجانة.

هـ. تسع بطاريات مدفعية ميدان.

و. بطارية من مدافع الهاوتزر عيار 5.9 بوصة.

وكان هدف القوات التركية:

    استرجاع ما انتزعته بريطانيا من أراضي الدولة العثمانيـة، وخاصة مصر وقناة السويس. لكن هيئة الأركان الألمانية، حليفة تركيا في هذه الحرب كانت ترغب في حجز أكبر قوة بريطانية ممكنة في مصر لمنع بريطانيا من المشاركة الفعالة في منطقة العمليات الرئيسية التي سيتقرر فيها مصير الحرب. حيث مجرد تهديد القناة سيضطر البريطانيين إلى حشد قوات كبيرة للدفاع عنها.

أما القوات البريطانية (أُنظر خريطة خط الدفاع البريطاني)

    فقـد قسم البريطانيون دفاعات القناة التي وضعت تحت قيادة اللواء "ويلسون" إلى ثلاث قطاعات، واحتلوا في الضفة الشرقية من القناة عدداً من المواقع المحصنة التي كانت تصلها بالضفة الغربية جسور أو معابر، عند كل من القنطرة، والفردان، والإسماعيلية، وطوسون، وسرابيوم، والشلومة، والكوبري. ولتعزيز القوة المنتشرة على طـول القناة (حوالي 93 كم) وضع لواءان من مدفعية الفرقة 24 غرب القناة لمعاونة المواقع بالنيران.

2. سير المعارك (أُنظر خريطة خط الدفاع البريطاني) و (خريطة مسرح العمليات شمالي سيناء)

    كانت خطة الأتراك تهدف إلى التقدم إلى قناة السويس عبر الطرق الثلاث المتاحة في شبه جزيرة سيناء وكان على "جمال باشا" أن يختار إحدى الطرق، فاختار الطريق الأوسط ليكون في مأمن من مراقبة قوات البحرية البريطانية وتدخلها.

    وتحركت القوات التركية في 13 يناير 1915 من دمشق إلى عفول ثم سلكت طريق دمشق جبرون ـ بئر السبع ـ العريش، وقد استطاعت إحدى الطائرات المائية الفرنسية أن ترصد وجود قوات تركية يوم (18 يناير) في بئر السبع.

    وفي 26 يناير كانت مجموعات من القوات التركية قد انتشرت في منطقة أم خشيب وشمالها مقابل السويس، كما انتشرت قوات تركية أخرى قدرت بعشرة آلاف رجل، شرقي سرابيوم، ونقطة المعدية وركزت في هذه المنطقة 9 بطاريات مدفعية وهاوتزر عيار 6 بوصة.

    وفي هذه الأثناء اتخذت أربع سفن حربية بريطانية مواقعها في القناة لمساعدة المواقع الأمامية عند القنطرة، "البلاح"، "الشط"، "الشلوفة".

    وفي 28 يناير شن الأتراك هجوماً عنيفاً على المواقع الخارجية عند القنطرة ولم تنجح هجماتهم. غير أنهم ارتدوا بسهولة، وأرسل البريطانيون كتيبة من لواء الاحتياط البريطاني إلى موقع سرابيوم تحسباً لأي هجوم.

    وكان "جمال باشا" يبغي من هجومه على وسط القناة قطع خط السكة الحديدية. الذي يصل القناة بالنيل عند مدينة القاهرة. وذلك ليحرم القوات البريطانية من طريق إمداداتها البري الوحيد من ناحية، وليجعل ذلك الخط دليلاً لتقدمه في الصحراء نحو القاهرة من ناحية ثانية. غير أن الجنرال "ويلسون" كان يعي ما يرمي إليه "القائد التركي"، فظل اهتمامه موجهاً إلى المواقع الأساسية التي سيوجه إليها الهجوم التركي الرئيس.

    وفي ليلة 2 ـ 3 فبراير 1915 بدأ الأتراك هجومهم بين بحيرة التمساح والبحيرات المرة الكبرى على لواء المشاة 22 الهندي، وفي صباح 3 فبراير شنوا هجوماً من القنطرة والفردان والإسماعيلية على طوسون تمهيداً لعبور القناة.

    وقد تمكنت ثلاث قوارب تركية من العبور إلا أن البريطانيين حاولـوا دون أن تحقق أهدافها، ومع ذلك استمر الهجوم التركي على الموقع نفسه حتى أصبحوا على مسافة 1200 م تقريباً من المواقع البريطانية.

    ونفذ البريطانيون هجوماً مضاداً من موقع "سرابيوم" ضد القوة التركية وأسروا 7 ضابط، 280 جندياً. فانسحب الأتراك بعد الظهر تحت غطاء نيران مدفعيتهم ولم يقم البريطانيون بعبور القناة ومطاردة الأتراك إلا في اليوم التالي.

    وكانت مهمة القوة التي عبرت (لواء خيالة الإمبراطورية) مهمة استطلاع وليس مهمة مطاردة لأن البريطانيون كانوا لا يزالون يتوقعون هجمات تركية أخرى.

    ونتيجة ضعف الروح المعنوية في صفوف الأتراك اضطر "جمال باشا" أن يصدر أمراً بالانسحاب العام إلى بئر السبع وقد بدأ الانسحاب يوم 5 فبراير، وعادت الملاحة في قناة السويس إلى حالتها الطبيعية بعد ظهر اليوم نفسه.

    غير أن القوات التركية أبقت في صحراء سيناء قوة من ثلاث كتائب وبطاريتين مدفعية جبليتين، وسرب هجانة، وذلك لمواصلة تهديد القناة بالإغارات والهجمات الصغيرة، وإبقاء البريطـانيين في حالة استعداد دائمة.

    وبالرغم من هذا التراجع التركي على جبهة القناة، فإن العمليات الحربية لم تتوقف بالقرب من القناة، ففي 29 مايو تمكنت قوة صغيرة من الوصول إلى البحيرات المرة الصغرى مهددة الملاحة، وفي اليوم التالي قامت مجموعة تركية خاصة بوضع لغماً في القناة (بين الفردان والبلاح) استطاع أن يُغرق الباخرة البريطانية (تيربيسياس) عند ارتطامها به.

    واستمر البريطانيون في زيادة استحكامهم على القناة وتنظيم الدفاعات.

وكانت خسائر الطرفين:

راوحت خسائر الأتراك بين (1270 ـ 1400) رجل.

في حين بلغت خسائر البريطانيين ما يزيد قليلاً عن 150 رجل.

3. معارك 1916 (أُنظر خريطة مسرح العمليات شمالي سيناء)

    كانت غاية خطط البريطانيين في هذا العام تأمين سلامة قناة السويس. وكانت أولـى الخطوات في سبيل ذلك احتلال منطقة "قاطية" وتوصيل السكة الحديدية، وخط أنابيب المياه إليها حتى يمكن مساعدة القوات في المنطقة الأمامية. وتعتبر هذه المنطقة منطقة تجمع للقوات التركية وهي الأكثر ملائمة لهم. فإذا تمكن البريطانيون من احتلالها يصبح من السهل لهم تنظيم قوات خفيفة الحركة للعمليات الهجومية، وإخلاء خط التحصينات الطويل الواقع شرقي القناة. ومنع الأتراك من ضرب منطقة القناة بنيران المدفعية بعيدة المدى.

    وقد ناقشت القيادة البريطانية العاملة في الشرق الموقع الاستراتيجي لمدينة "العريش" واستقر رأيها النهائي على أن احتلال هذه المدينة يؤمن لها الهدفين التاليين:

الأول: يمكن الجناح الأيسر للقوات البريطانية المتقدمة نحو جنوب فلسطين من إحباط خطة الأتراك في أي تقدم يقومون به عبر الطريق الساحلي.

الثاني: يحرم تركيا من إمكانية العودة إلى قناة السويس وتهديد خط المواصلات البريطاني بين الشرق والغرب (قناة السويس).

    وفي 19 مارس 1916 تسلم الفريق "أرشيبالد موري" A. Murry قيادة القوات البريطانية خلفاً للسير "جون ماكسويل" وكانت دفاعاته على الضفة الغربية مقسمة إلى ثلاث قطاعات كالآتي:

أ. القطاع الجنوبي ويضم:

(1) فرقة المشاة 54 (ناقص اللواء 163).

(2) لواء المشاة الهندي 20.

(3) لواء المشاة الهندي 29.

ب. القطاع الأوسط ويضم:

(1) فرقة المشاة 52 (ناقص اللواءين 158 و159).

(2) فرقة المشاة 42.

(3) لواء الخيالة الخفيفة الأسترالي 3.

(4) لواء المشاة 163.

ج. القطاع الشمالي ويضم:

(1) فرقة المشاة 52.

(2) الفرقة الأسترالية ـ النيوزيلندية الراكبة (ناقص لواء الخيالة الخفيفة الأسترالي 3).

(3) لواء المشاة 158.

استُهلت العمليات الحربية في مطلع أبريل 1916 باشتباكات متفرقة في سيناء بين دوريات القوات البريطانية ودوريات القوات التركية.

    وفي 23 أبريل قامت قوات "كريس فون" "كريسنشتاين" (3650 رجلاً مجهزين بعشرة مدافع ومعززين بست سرايا هجانة) بهجوم ناجح على المواقع البريطانية المتقدمة عند "قطية" و"أوغراتينا"، ثم شنوا هجوماً على مواقع "أوغراتينا" من ثلاث جهات، وأصبحوا على مسافة قصيرة من دفاعات البريطانيين الأمامية. وقد اضطر المدافعون البريطانيون إلى الاستسلام بعد مقاومة دامت ساعتين ونصف الساعة.

    وهاجم الأتراك بعد ذلك القوات البريطانية عند قطية التي لم تستطع الصمود بالرغم من إمدادها بكتيبة خيالة، في حين أن الهجمات التركية على بقية المواقع البريطانية في هذه المنطقة لم تؤدِ إلى نتيجة إيجابية.

    ثم اتخذ البريطانيون المبادرة وشنوا هجوماً مضاداً بمؤازرة من سلاح الطيران البريطاني الذي قام بعمليات استطلاع بعيدة المدى وغارات جوية. الأمر الذي مكن لواء الخيالة الأسترالي الخامس من تقديم المساعدة لاحتلال "رمانة" في أواخر أبريل 1916.

    وفي أوائل أغسطس شهدت جبهة سيناء تطوراً جديداً. فقد ازداد الجيش التركي الذي يدفع دوريات استطلاع باتجاه "قطية" و"حميصة" محاولاً استكشاف طرق تقدمه نحو "رمانة"، التي صمم القائد الألماني "كريسنشتاين" على استرجاعها من القوات البريطانية.

    وفي 4 أغسطس هاجم الأتراك البالغ عددهم حوالي 8 آلف رجل مزودين بـ 30 مدفعاً القوات البريطانية من الشرق باتجاه "رمانة" في محاولة للقيام بحركة التفاف من الجنوب.

    وواصل الأتراك الهجوم على المواقع البريطانية وأجبر القوات الأسترالية على إخلاء مواقعها والتراجع إلى مواقع خلفية. واستمر الهجوم التركي على الوسط ويسار الوسط. إلا أن حركة الالتفاف هذه أُوقفت بواسطة كتيبة من خيالة "غلاوستر هوسارز"، التي كانت قد وصلت في الصباح من "سرابيوم". وفي مساء اليوم نفسه استطاع البريطانيون وبعد هجوم مضاد استرداد جبل "رويستون" وجزء من تلة "ويلنغتون".

    وفي صباح 5 أغسطس استطاع البريطانيون استعادة تلة "ولينغتون" لكنهم عجزوا عن مطاردة الأتراك بسبب حرس مؤخرتهم القوى، علماً أن البريطانيين كبدوا القوات التركية حوالي 5 آلاف إصابة وأسروا 4 آلاف رجل واستولوا على 9 مدافع.

    وفي 9 أغسطس انسحب الأتراك نحو العريش تاركين وراءهم موقعاً أمامياً عند "بير المزار" وتركز اهتمام البريطانيين بعد ذلك على مدينة العريش بهدف إخراج الأتراك منهم ونجحت بالفعل القوات (الأسترالية والنيوزيلندية) الراكبة في الوصول إلى العريش في 20 ديسمبر ونتيجة ضغط هذه القوات انسحب الأتراك من سيناء ولم يبق للقوات التركية في نهاية 1916 سوى موقع واحد تحتله فصيلة واحدة جنوب غربي رفح.

    وفي 9 يناير 1917 احتلت رفح وبذلك لم يعد يتواجد بشبه جزيرة سيناء أي قوات تركية، وكانت القوات البريطانية في شبه جزيرة سيناء. وعلى قناة السويس تسمى بالقوة الشرقية وكلها تحت قيادة الجنرال السير "تشارلز دوبل" وفي أواخر شهر فبراير 1917 وصلت القوات الراكبة إلى بلدة (خان يونس).

    ومن ثم مد (الإنجليز) خط السكة الحديد من العريش إلى رفح وتقدموا في اتجاه خان يونس التي وصلت إليها السكة الحديد في أواخر مارس 1917، وباحتلال خان يونس أصبح (الإنجليز) على مقربة من (غزة) التي تعتبر نقطة حربية من الدرجة الأولى في جنوب فلسطين، وتقرر نهائياً الاستيلاء على غزة.

4. طبوغرافية منطقة العمليات (أنظر خريطة مسرح العمليات شمال سيناء) و (خريطة طبوغرافية فلسطين)

    تتميز المنطقة بالأودية العرضية التي تعتبر موانع طبيعية تمتد في خطوط عمودية على خط القوات المتقدمة في اتجاه الشمال ـ اتجاه تقدم القوات البريطانية ـ ففي منتصف المسافة بين غزة ودير البلح يوجد وادي الغز، ويمتد أحد أفرع هذا الوادي الرئيسية إلى ما وراء شريعة وهريرة، كما يمتد فرع آخر من عصني شمال شرق الخلصة إلى ما بعد بير سبع وجنوب شرق إلى الخلصة والعسلوج، ويعتبر هذا الوادي مانعا هائلا وجوانبه شديدة الانحدار وأرضه صخرية في بعض أجزائها، ويبلغ اتساعه من 90 إلى 275 م، ويمكن بالحفر فيه قرب الساحل للحصول على الماء وهو معرض للغمر بالمياه في فصل الشتاء، علاوة على وجود عيون ماء في جمي والخلصة والعسلوج وعصنى، وتعتبر هذه الموارد المائية ذات قيمة عظيمة لأي قوة راكبة تتقدم تجاه بير سبع.

    كما يوجد ساتر جيد جنوب وادي الغز يصلح لستر القوات التي تتقدم في اتجاه الشمال، ويوجد في تل النصيرات على بعد سبعة كيلومترات شرق الساحل موقع مرتفع يتحكم في وادي الغز والأرض الواقعة شماله.

    وتقع غزة فوق هضبة تصل إليها المياه وتحيط بها مجموعات من التباب محاطة بزراعات التين الشوكي المرتفعة التي تصلح كمانع طبيعي قوى ضد تقدم المشاة، وقد وضع الأتراك في هذا المانع مدافع الماكينة التي كان لها تأثير فعال وشكلت قيمة عظيمة للأتراك، ويبعد مركز مدينة غزة عن البحر حوالي 3.7 كم، وكان مركز الأتراك في غزة قوى جدا وكانت تسمى مع بير سبع "أبواب فلسطين"، وتقع مدينة غزة فوق هضبة ارتفاعها 60 م والاقتراب إليها يكون من خلال تلال رملية تتدرج في الارتفاع تفصل بينها وبين البحر.

5. وصف لمنطقة غزة (أُنظر شكل بيان القوات البريطانية)

    يوجد في المسرح عدد من الهيئات المهمة هي: تل على المنطار، وتبة سمسون، وتبة المنصورة، والشيخ عباس، ووادي الغز، هذا علاوة على مزارع التين الشوكي الأشبه بغابات تشكل صعوبة وعائقا أمام القوات المهاجمة من جنوب غزة، كما توجد سلسلة من المرتفعات ذات الجوانب شديدة الانحدار.

    وإلى الشرق من غزة تمتد أرض منخفضة مزروعة لمسافة حوالي 20 كم، والتباب الممتدة عليها توازى الساحل، وإلى الشرق من ذلك حتى سفح تلال يهوذا الأرض صخرية خالية من المياه ولكنها تشكل مانعا ضعيفا أمام العمليات الراكبة، وتقع تبة سمسون جنوب غرب غزة، وهذه التبة تمثل الحد الفاصل بين الأرض الرملية في الغرب على بعد 1.7 كم جنوب شرق غزة ويبلغ ارتفاعها 80 م والتل يتحكم في المدينة والفضاء المحيط بها، واحتلال هذا التل لا يُمكن أي قوات معادية من الاحتفاظ بمدينة غزة، أما الأرض جنوب هذا التل فمكشوفة لمسافة 4.5كم حتى تبة المنصورة، والشيخ عباس، وتمتد من تل على المنطار تبتان إلى وادي الغز، تسمى الغربية منها تبة السير، والشرقية تبة بورجاية، وقد أطلق البريطانيون على النقط التي على تبة السير أسماء "تلال النقط الخارجية، وليز وكورد" من الشمال إلى الجنوب على التوالي ابتداء من تل على المنطار، وتنحدر الأرض تدريجيا من تبة المنصورة إلى مسافة 5كم إلى وادي الغز، وفى خلال مسافة 3.5 كم جنوب وادي الغز ترتفع تلال النصيرات إلى ارتفاع 120 م وهى تهيئ مركزا ممتازا للمراقبة في اتجاه الشمال ومستورة من جهة الجنوب ضد أي قوات معادية متمركزة في غزة.

    وتوجد تبة رملية مستطيلة ممتدة في اتجاه الجنوب الغربي وتقع غرب طريق غزة رفح، وقد سمـى البريطانيون هذه الهيئة باسم "تبة سمسون" وتقع على بعد 3.5 كم من وسط مدينة غزة والتي سماها البريطانيون "تل الشمسية" أما الشيخ عباس فعلى بعد 5.5 كم جنوب شرق تل "على المنطار" وهى تبة تكون نتوءا يمتد غربا على طول تل المنصورة إلى تل الكورد وجنوباً إلى وادي الغز.



[1] القيادة البريطانية في أوائل سبتمبر 1914،أصدرت أمراً باستلام الميجر جنرال السير "جون ماكسويل" القيادة من الميجر جنرال "جوان ينج"، وذلك لمعرفته التامة بمصر والمصريين.