إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / معارك غزة بين الإنجليز والأتراك (مارس ـ أكتوبر 1917)





بيان القوات البريطانية
معركة غزة الأولى
معركة غزة الثانية

مسرح العمليات شمالي سيناء
خط الدفاع البريطاني
طبوغرافية فلسطين



الجيش الثامن البريطاني

رابعاً: معركة "غزة" الثانية (19 أبريل 1917)

1. القوات المتضادة

أ. القوات البريطانية

(1) توزيع القوات

(أ) قوة الصحراء الشرقية مكونة من الفرق (52، 53، 54) وتتمركز غربي وادي الغز.

(ب) قوة الصحراء. مكونة من الفرق (الأسترالية، النيوزيلندية) وتتمركز غرب بركة السنا، خربة سيحان.

(2) التسليح

(أ) السيوف    11000 سيف

(ب) البنادق    24000 بندقية

(ج) المدافع    170 مدفع

ب. القوات التركية

(1) توزيع القوات

(أ) الفرقة الثالثة وضعت بأكملها في (غزة).

(ب) الفرقة 16 وضعت في (تل الشريعة)

(ج) الفرقة 53 وضعت في (بئر سبع).

(د) الآلاي 79، فوج / الفرقة الثالثة (يحتل بين الفرقة الثالثة والفرق 16).

(2) التسليح

(أ) السيوف     1500 سيف.

(ب) البنادق     18000 بندقية.

(ج) المدافع     101 مدفع.

ج. استعدادات الأتراك

أزالت نتيجة غزة الأولى نية الانسحاب من غزة وبئر السبع بلا قتال. ولذا وضعت الفرقة الثالثة بأكملها بغزة والفرقة 16 (بتل الشريعة)، وانتشرت الفرقة 53 والآلاي 79، واحتلت أورطتان وبطارية بئر سبع، وبقية أفراد الفرقة الثالثة كاحتياطي بقوة فوج. وامتد الموقع التركي لمنطقة غزة من البحر فوق الأرض الرملية إلى (تبة سمسون) جنوب غرب غزة شرقاً ماراً بالحدائق المحاطة بأشجار التين الشوكي حتى يصل تبة علي المنطار عند تـل النقط الخارجية وكانت المسافة بينهما بمثابة القلب الدفاعي الحقيقي.

يلي ذلك شرقاً (موقع الدبابة فموقع عطاينة) ومجموعتا (هريرة والشريعة) واختيرت المواقع لتساعد بعضها بعضاً بالنيران الجانبية بينما كان خط الإنجليز على ميول مكشوفة.

د. استعدادات الإنجليز

انعدم عامل المفاجأة وأصبح الهجوم الإنجليزي بالمواجهة، لأن الأتراك صمموا على الدفاع عن غزة وأنشئوا عدة مواقع لتعوق اختراق القوات الإنجليزية الراكبة كما حدث في معركة غزة الأولى. وتطلب ذلك 170 مدفعاً لمساعدة الهجوم. وكذا ثلاث بوارج بحرية للمعاونة النيرانيـة، واستعملوا في هذه المعركة لأول مرة سلاحين جديدين هما الدبابات والغازات وتم التدريب على كيفية التعاون مع الدبابات والاستخدام الصحيح للغاز وقنابل الدخان، وقامت الطائرات بالتقاط صور جوية لمواقع الأتراك وتم تجهيز التحضيرات الضرورية للتغلب على مشكلة المياه.

2. الخطة الإنجليزية للهجوم (أُنظر شكل معركة غزة الثانية)

في 29 مارس أخذ البريطانيون في إنشاء الدفاعات غربي وادي الغز وتمركزت فيها الفرق 52، 53، 54، في حين قام الأتراك بتقوية دفاعاتهم وأحاطتها بالأسلاك الشائكة حتى تبة عطاوينا، وفي 5 إبريل كانت رأس السكة الحديد للقوات البريطانية قد وصلت إلى دير البلح.

كانت خطة البريطانيين للاستيلاء على غزة في هذه المرة ستنفذ على مرحلتين

الأولى:    هي التقدم إلى الخط الشيخ عباس المنصورة، وقد تم الاستيلاء على تلك الأهداف في وقت مبكر يوم 17 أبريل، ثم صار تعزيزها واندفعت إليها الدبابات والمدفعية الثقيلة.

الثانية:    فقد بدأت يوم 19 إبريل وكانت ترمـى إلى قصف خنـادق الأتراك بالمدفعية قصفا شديدا - في شكل تمهيد نيراني للهجوم- ثم القيام بهجوم بالمواجهة من بركة السنا إلى البحر، وكان على الفرقة 53 أن تتقدم إلى تبة سمسون في اتجـاه الشيخ عجلين، في حين تقوم الفرقتان 52، 54 تحت قيادة قائد الفرقة 52 بالاستيلاء على استحكـامات خربة سيحان، وتل على المنطار، وتلال النقط الخارجية، وميدلسكس جنوب غزة، وكان على لواء الهجانة أن يعمل على الجانب الأيمن للفرقة 54، بينما تقوم الفرقة الراكبة بالهجوم مترجلة من يمين لواء الهجانة على خنادق عطاوينا والاستيلاء على نتوء بركة السنا، وإجراء تحركات خداعية أمام النقط الحصينة في هريرة.

3. سير المعركة

بدأ التمهيد النيراني البريطاني ضد المواقع التركية واستخدمت فيه دانات الغاز ورغم ذلك كان تأثيره قليل على خنادق الأتراك، ومدفعيتهم وكذلك على مدافع الماكينة (الرشاشات المتوسطة) المنتشرة على طول المواجهة الدفاعية التركية، ولذلك فعندما بدأت الدبابات البريطانية في مهاجمة واقتحام المواقع التركية – كان عددها قليل-، ولم تتمكن من الوصول إلى المواقع الرئيسية، وكان أقصى حد وصلت إليه القوات البريطانية المتقدمة هو تبة سمسون التي وصلت إليها الفرقة 53 من اليسار بينما استولى اللواء 163 على تل النقط الخارجية، وفى أقصى الشرق وصل الجناح الأيسر للفرقـة 54 إلى خنادق الأتراك الأمامية وكانت تتعرض في ذلك الوقت إلى نيران جانبية من القوات التركية المتمركز في تل على المنطار، وكانت نيران قوية ومؤثرة إلى درجة منعت القوات البريطانية من مواصلة التقدم.

وصل اللواء 161 إلى موقع الأتراك في منطقة الدبابة وفى الوقت نفسه وصل لواء الهجانة إلى خربة سيحان ودخلها.

كان الأتراك يتميزون بمواقعهم الدفاعية القوية على طول الجبهة بمواجهة حوالي 14كم، علاوة على ما يتميز به الأتراك من صلابة وقوة في الدفاع.

في (الساعة الثالثة بعد الظهر) كانت خسائر البريطانيين قد بلغت 6400، كما أن تقدمهم تم إيقافه تماما، وكان الأتراك لا يزالون يحتفظون باحتياطاتهم كاملة.

وفى الساعة 1820 (الساعة السادسة والثلث مساء) اضطر البريطانيون تحت ضغط الهجمات التركية المضادة إلى إخلاء النقط الخارجية، حيث كان الخط البريطاني يمتد من البحر عند الشيخ عجلين، ماراً بتبة سمسمون، فجنوب تل النقط الخارجية، ثم يمر بالشيخ عباس ومشرفة، حتى يصل إلى وادي الغز، وكان هناك لواء من الفرقة 74 عند المنصورة مستعدا لمعاونة الفرقة 52.

رأى قائد القوات البريطانية بأن الدفع بأي قوات أخرى للهجوم بالمواجهة لن يؤدى إلى نجاح، بل سيكون سببا في زيادة الخسائر، وفى نفس الوقت كانت ذخيرة المدفعية آخذة في التناقص. وعلى ذلك صدرت الأوامر بإيقاف تقدم القوات المهاجمة وتعزيز المواقع المكتسبة، والاستعداد لمواصلة الهجوم بعد قصف مدفعي سيتم في فجر يوم 20، والاستعداد لصد الهجمات التركية المضادة، وقد نجحت القوات البريطانية في صدها.

وكان رأى قائد قوة الصحراء هو "نظراً لعظم قوة المواقع التي كان يواجهها فإن القيام بهجوم مباشر جديد بالقوات التي تحت تصرفه لن يحقق أي قدر من النجاح المحتمل".

وبناء على ذلك فقد صرف البريطانيون النظر عن القيام بأي عمليات هجومية أخرى حتى تصل الإمدادات من سالونيكا.

كان القرار البريطاني هو ضرورة مواصلات العمليات الحربية في فلسطين وباقي بلاد الشام، لذلك بدأت بالفعل الإمدادات تصل تباعا خلال شهر يونيه، فوصلت الفرقتان 10 و 16 من سالونيكا، وكذلك اللواءان الراكبان السابع والثامن، وأمكن تشكيل الفرقة 75 من الوحدات القادمة من الهند وعدن، علاوة على الوحدات الموجودة في مصر، كما انضمت على القوة المصرية ـ القوات البريطانية في مصر ـ فصائل من القوات الفرنسية والإيطالية. وفى نفس الوقت عملت القوات البريطانية على تحسين المواصلات وإنشاء خط حديدي فرعى من رفح إلى الشلال ومد خط الأنابيب إلى دير البلح كما أنشئت خزانات للمياه في دير البلح، وتل لجمى، وسيتا، وخان يونس، والشلال، ورفح، والقنطرة، وتم إبعاد القادة الموجودين وإحلال قادة جدد محلهم، فقد عين الجنرال السير "أدموند اللنبي" لقيادة القوة المصرية ـ وكان قائـدا للجيش الثالث في فرنسا ـ وقد تولى القيادة في 28 يونيه وأسند إليه القيام بعمليات لغزو فلسطين، كما عين الجنرال السير "تستوود" لقيادة القوة الشرقية بدلا من الجنرال السير "تشارلز دوبل".

وقد استغل الأتراك توقف القوات البريطانية عن مواصلة الهجوم وقاموا بتعزيز مواقعهم الدفاعية وتقويتها في المنطقة الواقعة بين هريرة وغزة.

4. أسباب فشل المعركة

أ. كان الموقع التركي حصيناً يدافع عنه عدو عنيف والقوات الإنجليزية تتقدم في سهل مكشوف.

ب. كانت الدبابات وقنابل الغازات أقل مما يلزم لأحداث النتائج المنتظرة (لم يرسل سوى 8 دبابات صالحة للعمل).

ج. نقص المدفعية البريطانية فكان موجوداً 174 على مواجهة 15 ألف ياردة.

د. عدم تركيز الهجوم على تبة (المنطار) مفتاح الموقع.

هـ. استخدام الفرقة الإمبراطورية الراكبة في مهام غير المهام التي تخصص لها مما أفقدها جزء كبير من نيرانها ومناورتها.