إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / أسس ومبادىء الأمن الوطني





نموذج مجموعة دول
نموذج لعدة منظمات
نموذج دولة واحدة
مهددات الأمن الوطني
هرم ماسلو
مستويات الأمن الوطني
الأمن القومي والسياسة الوطنية
تأثر الأمن الجماعي
تسلسل صياغة الالتزامات الأمنية
دور الدولة في حماية الأمن

نظرية ماهان
نظرية ماكيندر
نظرية القوى الجوية
نظرية سبيكمان



أُسُس ومبادئ الأمن الوطني

ثانياً: مفهوم الأمن القومي الأكثر شهرة:

1. الاتجاه الأول:

أ. تعريف دائرة المعارف البريطانية:

"الأمن القومي يعني حماية الأمن من خطر القهر، على يد قوة أجنبية"

وهو تعريف من منظور إٍستراتيجية الحماية من الخطر الخارجي، ويعني الاعتماد على القوة العسكرية.

ب. تعريف دائرة معارف العلوم الاجتماعية:

"الأمن الوطني يعني قدرة الدولة، على حماية قيمها الداخلية، من التهديدات الخارجية"

ويتفق هذا التعريف مع سابقه، في التركيز على القوة العسكرية لحماية الأمن الوطني من التهديدات الخارجية، مع إضافة القيم الداخلية كمحدد لما يجب حمايته، ومن دون توضيح له.

ج. تعريف والتر ليبمان Wolter Lippmann:

"أن الدولة تكون آمنة، عندما لا تضطر للتضحية بمصالحها المشروعة لكي تتجنب الحرب؛ وتكون قادرة على حماية تلك المصالح، وأن أمن الدولة يجب أن يكون مساوياً للقوة العسكرية والأمن العسكري إضافة إلى إمكانية مقاومة الهجوم المسلح والتغلب عليه".

ويضيف ليبمان في تعريفه استخدام القوة العسكرية، لحماية المصالح المشروعة (من وجهة نظر الدولة بالطبع) ويدور تعريفه في الإطار العسكري والقوة كسابقيه.

د. تعريف أرنولد ولفيرز Arnold Willfars:

"الأمن الوطني يعني حماية القيم، التي سبق اكتسابها. وهو يزيد وينقص حسب قدرة الدولة على ردع الهجوم، أو التغلب عليه".

ويشبه هذا التعريف ما سبقه، في الاعتماد على القوة العسكرية، لكنه يشير إلى أنه يمكن ردع الخصم بامتلاك القوة دون الدخول في صراع مسلح معه، وأشار أيضاً إلى أن الأمن الوطني ذو مفهوم متغير طبقاً لقدرة الدولة على الأداء، وهي نقطة مهمة في الوصول إلى مفهوم جيد.

هـ. تعريف فريدريك هارتمان Fredrich Hartman:

"الأمن هو محصلة المصالح القومية الحيوية للدولة"

يعتبر هذا التعريف أكثر مرونة، لشموله على المصالح الوطنية والحيوية معاً، في محصلة لتفاعلهما لِتُكَوِّنْ أمن الدولة، ودون تحديد لها إذ هي من المتغيرات الدائمة، وقد تختلف من موقع لآخر، أو من عصر لآخركذلك. كما أنه لم يشر إلى القوة العسكرية، باعتبار المصلحة الدفاعية أحد المصالح الوطنية الحيوية.

و. تعريف هنري كيسنجر Henry Kissinger:

"الأمن هو التصرفات، التي يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء"

يشير هذا التعريف مباشرة، إلى استخدام عناصر القوة المختلفة، وليس العسكرية فقط، بلا توضيح لشرعية تلك التصرفات، أو تحديد لتوقيت استخدامها، مما يترك المفهوم مفتوحاً لتصرفات عدوانية. ولاشك أن هذا المفهوم من منطلق تمتع الدولة، التي ينتمي إليها كيسنجر، بالعديد من عناصر القوة، التي تتيح لها القيام بالتصرفات المشار إليها في التعريف، مع ضمان نجاحها من دون أن تضع في الاعتبار إمكانات الآخرين لحفظ حقهم في البقاء. ويفسر بعضهم هذا التعريف بأنه بمختصر "الغاية تبرر الوسيلة".

ز. تعريف تريجر، وكروننبرج Trager Kronenberg:

"تشكل القيم الوطنية الحيوية جوهر سياسة الأمن الوطني، ويتحدد الأمن بأنه، ذلك الجزء من سياسة الحكومة، الذي يستهدف إيجاد شروط سياسية دولية ووطنية ملائمة، لحماية، أو توسع القيم الحيوية ضد الأعداء الحاليين، أو المحتملين".

يرى هذا التعريف تفضيل الجانب العسكري على غيره، وهو ما يعنيه بالقيم الحيوية، التي يجب الدفاع عنها.

ح. تعريف بركويتز ويرك:

"الأمن الوطني يعني حماية الدولة، من الخطر الخارجي"

يعود هذا التعريف إلى مفهوم القوة، الذي يجب في إطاره أن تكون الدولة، أكثر قوة من جيرانها وخصومها، أو منافسيها الخارجيين.

2. الاتجاه الثاني:

أ. تعريف لورنس كروز، و ج. ناى Lawrence Kranse, J. Nye:

"الأمن هو غياب التهديد بالحرمان الشديد، من الرفاهية الاقتصادية"

يعود هذه التعريف، إلى مفهوم القوة والتهديد بالحرمان الشديد من الرفاهية، في مفهومها المادي المحسوس، وهو الجانب الاقتصادي، مشيراً إلى أهمية القوة الاقتصادية كركيزة رئيسية للأمن الوطني.

ب. هولسن، ج ويلبوك J. Holsen, J. Waelboeck:

"الأمن هو الأهداف، التي تسعى الدولة لتحقيقها من خلال السياسات والبرامج، والعمل على توسيع نفوذها في الخارج، أو محاولة التأثير على سلوك الدول الأخرى أو تغييره".

وعلى الرغم من أن هذا التعبير في جزئه الأخير، يعود إلى حالة العدوانية بالتوسع والتأثير على سلوك الآخرين وتغييره، إلاّ أنه يضع مفهوماً جيداً جديداً عما سبقه، وهو ضرورة السعي إلى تحقيق الأهداف، التي هي في مفهومه تعادل الأمن، من خلال التخطيط ووضع السياسات والبرامج والعمل على تنفيذها.

3. الاتجاه الثالث:

تعريف روبرت ماكنمارا Robert Monomara:

"الأمن عبارة عن التنمية. ومن بدون التنمية لا يمكن أن يوجد أمن. وأن الدول التي لا تنمو في الواقع، لا يمكن، ببساطة، أن تظل آمنة"

عبّر ماكنمارا ـ وهو رجل اقتصادي وسياسي، إضافة إلى أنه كان وزيراً للدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية في فترة سابقة ـ بتعريفه هذا عن مفهومه للأمن الوطني، بكلمة واحدة شاملة، هي "التنمية". حيث تشمل تلك الكلمة أبعاداً كثيرة، فهي تنمية عسكرية واقتصادية واجتماعية، تنمية للموارد والقوى المختلفة، تنمية للدولة والمجتمع، تنمية للعلاقات الخارجية والسياسة الداخلية. كما أنه لفت النظر إلى أن التنمية تعني في مضمونها، أيضاً، استمرار الحياة، وهو ما كان يؤكد عليه الآخرون ويخصونه بالتعريف. وربط ماكنمارا بين التنمية والقدرة على النمو والأمان.