إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / طاولات الرمل




الخرائط المجسمة
الكثبان الرملية
توزيع التضاريس
طاولات الرمل الميدانية
طاولات الرمل الفوم والفلين
طبيعة الساحل
طبيعة الصخور

الممر
الوادي
الرأس والشرم
السرج
الغرود
القارة
توجيه الخريطة بالمطابقة
توجيه الخريطة بظاهرتين
خطوط المناسيب

الدراسة الطبوغرافية والتكتيكية
خريطة هيكانايوس



المقدمة

أولاً: الخرائط

إذا كان التفكير الجغرافي قديماً قِدم الإنسانية نفسها، فإن تاريخ ما يُسمى "الخرائط"، هو أقدم من التاريخ عينه؛ فقد سبقت صناعة الخرائط الإلمام بالكتابة. وهذا ما أكده عديد من الرحالين، الذين طافوا بمجتمعات بدائية، عرفت فن رسم الخرائط. فإذا ما سألوا أحد أفراد تلك المجتمعات عن مكان ما، في نطاق بيئتهم، أو عن طريق يودون سلوكه، سارع، بحركة لاإرادية إلى تشكيل بعض الأكوام من الرمال وبعض الحصى، راسماً بها رسماً تخطيطياً على الأرض يوضح مقصده. والحقيقة، تلك هي فكرة عمل طاولات الرمل.

والواقع، أن معرفة المواقع، وعمل الخرائط، هما استعداد فطري لدى الجنس البشري، يتطور حسب متطلبات استخدامه، مستفيداً من الإمكانيات والخامات، المتوافرة في كل زمان ومكان.

1. خرائط الحضارات القديمة

أ. الخرائط البابلية

كانت التجارة الخارجية، هي العامل الأساسي، الذي دفع الحضارة السومرية إلى التقدم؛ إذ كان لدى السومريين فائض زراعي، وافتقار إلى المواد الخام للصناعة؛ فاضطروا إلى استيرادها، مقابل منتجاتهم الزراعية، من مصر وسورية والهند. ومن هنا، كانت حاجتهم إلى الخرائط، التي تعينهم على ذلك.

يُعَدُّ البابليون من أول الجماعات، التي رسمت خرائط تفصيلية لسهل العراق. وكان هدف هذه الخرائط، هو وضع حدود الأراضي الزراعية، وتحديد الملكيات. ففي جنوب العراق، وجدت خريطة محفورة على لوح من الفخار، تمثل قطعة من الأرض، مقسمة إلى أشكال هندسية، ومسجل عليها المسافات والمساحات، بالأيكو البابلي[1]، الذي يساوي 2500 م2.

وتوجد، الآن، أقدم خريطة للبابلين، في متحف الدراسات السامية، في جامعة هارفارد Harvard، في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد اكتشفت هذه الخريطة في حفائر مدينة أشور، التي تقع إلى الشمال من بابل؛ وهي تتمثل في لوح من الصلصال، يوضح وادياً لأحد الأنهار، يرجح أنه الفرات، وتحف الجبال بجانبيه. وقد استخدم الصدف لتوضيح السلاسل الجبلية. ومثلت في هذه الخريطة الاتجاهات الأصلية. وعلى الرغم من أن عمر هذا اللوح يزيد على 4500 عام، إلا أن معالمه واضحة. وقد اشتهر باسم أقدم خريطة. ومن ثم، فإن البابليين هم الذين بدأوا محاولات صناعة الخرائط، وتحديد الاتجاهات الأصلية.

ولم يقتصر اهتمام سكان العراق على تصوير عالمهم، باستخدام المشاهدة والقياس في حدود ملكياتهم الزراعية، بل اهتموا بصنع خرائط للمدن. فقد عُثر على خريطة، يرجع تاريخها إلى العهد السومري، وضعت إلى جوار مدينة نفر، التي كُتب اسمها "نيبور"، في وسطها، وقد وضح تمثيل ظاهرات سطح الأرض الطبوغرافية، على ألواح من الطين، ممثلة الجبال والمدن.

ب. خرائط الفراعنة

والخرائط المصرية القديمة هي أول خرائط في العالم، ترسم على أساس القيام بعمليات مساحية سابقة؛ إذ كان يلزم لجباية الضرائب تحديد مساحات الأراضي المزروعة، بالعمليات المساحية، ورسم الخرائط على أساسها.

وأول من رسم خريطة للإمبراطورية المصرية القديمة، هو رمسيس الثاني. فقد وُجدت عدة لوحات، تبين حدود المقاطعات، وحدود الأحواض الزراعية، مع كشوف، تبين أبعادها. وقد استفاد أحد الجغرافيين الإغريقيين من هذه المقاييس، في تحديد المسافة بين الإسكندرية وأسوان.

ولعل أقدم خريطة مصرية، مرسومة على ورقة بردي، ومحفوظة في متحف، في مدينة تورين Turin، في إيطاليا، ترجع إلى عام 1320 ق.م. وهي توضح أحد مناجم الذهب المصرية، في بلاد النوبة. وظهر فيها أهم المعالم الموجودة في المنطقة، التي تحيط بالمناجم، مثل: الطرق والوديان والجبال والمباني المختلفة؛ فضلاً عن تضمنها الطريق، الذي عاد فيه سيتي الأول، بعد حملته الناجحة على بلاد الشام؛ وهي المنطقة الواقعة بين العريش وبورسعيد، والمعروفة باسم مدق الفرما. كما تبدو في الخريطة القناة، التي كانت تربط نهر النيل ببحيرة التمساح.

ج. الخرائط الصينية

أثر موقع الصين، المنعزل عن العالم، في تكوين أهلها وحضارتهم المستقلة؛ وتميزهم، من الناحية الفنية، بالخرائط القديمة، التي بلغت درجة كبيرة من التقدم والإتقان، في الوقت الذي لم تكن أوروبا قد عرفت الخرائط.

وكان الدافع إلى الاهتمام برسم الخرائط في الصين، أنه كان من الواجب على كل حاكم، أن يكون لديه وصف طبوغرافي لتلك البلاد؛ يوضح فيه، على ما يشبه طاولة رمل بدائية، التضاريس والأنهار والطرق والمدن الصينية. وكان ذلك في عام 227 ق.م. إلا أن العسكريين كان لهم السبق، في مجال الخرائط وطاولات الرمل؛ فمنذ عام 500 ق.م. تخيل القائد الصيني العظيم، صن تزو Sun Tzu، معركته التي ستدار بين قواته والقوات المعادية، وصورها على شريحة أرض، مشابهة لمنطقة العمليات المقبلة، بأشكال مصغرة، وبدأ بتحريكها طبقاً لاحتمالات تطور أعمال القتال. ومن ثم، يكون صن تزو، قد أنشأ، بحاسته العسكرية، أول نموذج صيني لطاولات الرمل.

واستمر تقدم صناعة الخرائط في الصين، حتى إن رسامي الخرائط الصينيين، بعد فترة أربعة قرون، كان في استطاعتهم رسم المنطقة، الممتدة من بلاد الفرس حتى جزر اليابان.

ومن الخرائط الصينية المشهورة خريطة مساحتها 30 قدماً مربعاً، لمعظم القارة الآسيوية؛ ومنها يتضح أن:

(1) نظام الإحداثيات، أو إنشاء شبكة من الخطوط، الرأسية والأفقية، يمكن بوساطتها تحديد موقع المكان.

(2) توجيه الخريطة ومطابقتها للواقع.

(3) تحديد المسافات بين المدن والأماكن المختلفة بدقة.

(4) تمثل الارتفاعات والانخفاضات على الخريطة، بطرائق تصويرية.

(5) الاهتمام بانحناءات الطرق ومجاري الأودية والأنهار.

(6) الخرائط الإغريقية (أُنظر خريطة هيكانايوس)

يمثل العصر الإغريقي نقطة البداية الحقيقية في تاريخ علم الجغرافيا؛ فمع بداية القرن الرابع قبل الميلاد، بدأت فكرة كروية الأرض، التي نشأت كفكرة فلسفية، تفتقر إلى المعلومات الفلكية. ونادى بها فيثاغورث، واقتنع أحد الفلاسفة الإغريق بذلك، فصنع كرة أرضية مجسمة، يتعامد على سطحها محيط استوائي، من الشرق إلى الغرب، وآخر من الشمال إلى الجنوب. ويُعَدُّ الإغريق أول من وضع أسس رسم الخرائط وعلم الجغرافيا Geography. وكانوا يقصدون بها توقيع المعالم، الظاهرة على سطح الأرض، على خرائط، وفقاً لمناهج علمية مدروسة.

ولعل أقدم خريطة إغريقية، هي خريطة هيكاتايوس Hecataeus، التي رسمها في نحو القرن السادس قبل الميلاد، معتقداً أن العالم قرص مستدير، تحيط به المياه من جميع الجهات. وقد صحح هذا الاعتقاد فلاسفة ومفكرون، مثل: هيرودوت Herodotus، إلى أن وصل عالم الرياضيات، بطليموس Ptolemy، إلى أقرب التصورات للواقع.

د. الخرائط الرومانية

لم يعتن الرومان بالجغرافيا الرياضية اعتناء الإغريق بها، فلم يهتموا برسم خطوط الطول والعرض، والأرصاد الفلكية؛ فلم تكن الخرائط، في نظرهم، إلا وسيلة، تخدم الأغراض، الحربية والإدارية.

ومن الخرائط الرومانية القديمة خريطة ملونة، مرسومة على شريط طويل من الجلد الرقيق، محفوظة، بحالة غير جيدة، في مكتبة مدينة فيينا Vienna. وهي منقولة عن خريطة أقدم، ترجع إلى القرن الثاني الميلادي، وتتكون من 12 لوحة من الجلد؛ رُسمت لبيان الطرق الرومانية، التي ظهرت باللون الأحمر، والمحطات التي توجد عليها، وبيان أطوال المسافات بين هذه المحطات، التي كانت موجودة في القرنين الأول والثاني الميلاديين.

2. خرائط العصور الوسطى

أ. الخرائط الأوروبية

اقترنت فترة العصور الوسطى بتأخر النهضة العلمية، وسيطرة رجال الدين على كل نواحي الفكر والعلم. واستمر الاعتقاد، الذي كان سائداً لدى الرومان، بأن العالم قرص من اليابس، يسبح في محيط من الماء؛ غير أن الخرائط، امتازت بالمبالغة في إظهار الأماكن المقدسة.

     وقد كثر إعداد الخرائط الأوروبية، أثناء العصور الوسطى، في الفترة ما بين القرن الثامن ومنتصف القرن الخامس عشر؛ إلا أنها رُسمت بمقياس رسم تقريبي، ومواقع الأماكن عليها غير حقيقي.

     وتتفق هذه الخرائط في إهمال التفاصيل الداخلية، الموجودة على اليابس، مثل: الجبال والمدن والطرق والأنهار الداخلية؛ إذ إن معظمها خرائط بحرية، لا يهمها سوى شكل الساحل، وما عليه من ظواهر تضاريسية تظهر للمبحرين.

ب. الخرائط العربية

بينما كانت أوروبا تعيش في ظلام العصور الوسطى، كانت هذه العصور فترة ازدهار، بالنسبة إلى العرب، وكان لانتشار الإسلام، واتساع الفتوح العربية، واشتغال العرب بالتجارة بين جزر الهند الشرقية والهند وشرق إفريقيا وبلاد حوض البحر الأبيض المتوسط حتى الأندلس غرباً، كان له أثره في اتساع معرفة العرب ببلاد كثيرة؛ مما حفزهم إلى الاهتمام والتقدم في فن الخرائط.

وقد أدخل الجغرافيون العرب إضافات جديدة، ومهمة، إلى الخريطة المعروفة في ذلك الوقت؛ علاوة على إضافة ثلاث مناطق، لم تكن معرفتها مؤكدة، في تلك العصور، وهي:

(1) منطقة نهر الفولجا، وبعض أجزاء من شمال أوروبا.

(2) إفريقيا التي لم يكن معروفاً منها سوى ساحلها الشمالي؛ علاوة على اكتشاف جزيرة مدغشقر.

(3) منطقة وسط آسيا وجنوبها، حتى أراضي الصين.

وقد ظهر، في هذه الفترة، بعض الجغرافيين العرب، الذين كان لهم أكبر الأثر في تقدم الخرائط وصنعها، من بينهم الإصطخري[2]، والمسعودي[3].

3. خرائط عصر النهضة

ترجع نهضة الخرائط، بعد فترة العصور الوسطى، إلى ثلاثة أسباب، ساعدت على التطور السريع، الذي طرأ على فن صنع الخرائط وتطويرها؛ وهي:

أ. إحياء جغرافية بطليموس، خاصة مؤلفه المشهور باسم الجغرافيا، وذلك بعد تصحيح ما كان فيه من أخطاء، بوساطة العرب والأوروبيين.

ب. اختراع الطباعة، كان له الأثر الكبير في تقدم الخرائط، خلال عصر النهضة؛ إذ كانت الخرائط تُرسم، حتى ذلك الوقت، باليد؛ ما جعلها مرتفعة الأسعار، وقليلة التداول. وبتقدم فن الطباعة، أصبح من الممكن إنتاج كميات كبيرة منها، مع الدقة في التفصيلات والتلوين.

ج. الاكتشافات الجغرافية، التي اضطلع بها المغامرون، أدت ازدياد المعرفة، وتصحيح الفروض، التي كان يخمنها صناع الخرائط من قبل.

وفي عصر النهضة اطَّرد تطور الخرائط، فاتسمت بدقة تمثيل المسافات والاتجاهات، والعلاقات بين الظواهر المكانية، وإظهار التضاريس، والمناسيب بدقة مقبولة.

وبنهاية عصر النهضة، شهد القرنان التاسع عشر والعشرون تقدماً علمياً كبيراً، جعل كل العلوم في حاجة إلى استخدام الخرائط؛ فظهرت الخرائط الجيولوجية، والأطالس المناخية والبشرية، وغيرها من الخرائط المتخصصة.

4. الخرائط الحديثة

أصبحت الخرائط، اليوم، ضرورة حيوية في ميادين العمل؛ إذ ارتبطت بكثير من نواحي الحياة، العملية والعلمية؛ فهي الوسيلة المثلى لتفهم أي حقيقة جغرافية، وهي عون للجندي والمهندس والجيولوجي والمخطط والمستكشف والرحالة وغيرهم.

ونظراً إلى هذه الأهمية، فإن استخدامها متنوع: خرائط كروكية بسيطة، وخرائط توضيحية للعالم؛ وخرائط تفصيلية، تتناول دقائق المعالم الموجودة على سطح الأرض، سواء كانت طبيعية أو بشرية.

وتنقسم الخرائط على أسس مختلفة، كالآتي:

أ. تصنيف الخرائط، تبعاً لمقياس رسمها

مقياس الرسم، هو النسبة بين طول أي بعد على الخريطة وما يقابله في الطبيعة؛ وقد تكون هذه النسبة كبيرة أو متوسطة أو صغيرة.

وتختلف الطرائق، التي تستخدم في تمثيل الظواهر الطبيعية والبشرية، في الخرائط، تبعاً لاختلاف تلك النسبة، أي تبعاً لاختلاف مقياس رسم الخريطة. وكذلك يختلف مقدار ما تحتويه الخريطة من تفصيلات، تبعاً لاختلاف هذا المقياس. فالخريطة ذات المقياس الكبير، تحتوي على تفصيلات أكثر وأدق.

(1) الخرائط المساحية Cadastral Maps

وهي خرائط الأملاك والعقارات. وترسم بمقياس رسم كبير، يراوح بين 1/2500 و1/1000، حيث توضح حدود الأحواض والملكيات الزراعية، وحدود المباني والطرق. كما تستخدم في الأغراض، التي يلزم فيها معرفة تفصيلات، كالشؤون الخاصة بتقدير الضرائب، وتخطيط المدن، ومد الطرق.

(2) الخرائط الطبوغرافية

     تعني كلمة طبوغرافيا الوصف التفصيلي للمكان، أي مكان، بمعنى أنها تختص برسم رقعة صغيرة من سطح الأرض، مستخدمة في ذلك مقياس رسم كبيراً، يمكنه تصوير الظواهر المختلفة بصورة أقرب إلى وضعها الطبيعي. وترسم بمقياس رسم متوسط، لا يقل 1/ 250000. وتوضح الخرائط الشكل الطبيعي للتضاريس أو الطبوغرافي لسطح الأرض، في منطقة ما، على الورق، أي هي تمثيل بُعدين: الطول والعرض، من الأبعاد الثلاثة؛ ولكن بصورة مصغرة. وللتعويض عن البعد الثالث في الخريطة، وهو الارتفاع أو الانخفاض عن مستوى سطح البحر، فلا بد من تطبيق إحدى الطرائق الآتية:

(أ) خط المنسوب (الكنتور)

هو خط تخيلي، يُرسم ماراً بمجموعة من النقاط الموجودة على الخريطة، ذات نفس الارتفاع أو الانخفاض نفسه عن مستوى سطح البحر. ويكون، عادة، منحنياً أو دائرياً؛ ونادراً ما يكون مستقيماً. وتُرسم خطوط المنسوب بفاصل، قدره 15 أو 50 أو 100م. وهي توضح الارتفاع الحقيقي للمناطق، وتعطي تصوراً للتضاريس أكثر من نقط الارتفاع. وتُحدد خطوط المنسوب إما بصور جوية، أو باستخدام أجهزة مساحة دقيقة.

(ب) استخدام الهواشير

ويتمثل الهاشور في خطوط قصيرة، تتجه مع انحدار التضاريس صوب الأرض. وكلما كان الانحدار شديداً، كانت الخطوط قصيرة وكثيفة ومتقاربة.

ولا تستخدم خطوط الهاشور في تمثيل تضاريس سطح الأرض، بصورة منفردة، بل هي مساعدة، ولاسيما في المناطق الجبلية الوعرة.

(ج) استخدام التظليل

تهدف طريقة الظلال إلى بيان المرتفعات، باستخدام الضوء والظل. وذلك بتصور مصدر الضوء فوق المرتفعات، فتظلل المنحدرات الشديدة فقط؛ بينما الأرض المستوية، سواء كانت ذات ارتفاعات كبيرة أو منخفضة، تترك من دون تظليل.

وهذه الطريقة، لا تبين مقدار الارتفاع أو شكله. كما أنها تحجب التفاصيل، التي توجد في مناطق المرتفعات.

(د) نقط المناسيب، أو المثلثات Spot Heights

هي نقط، توضع على الخرائط، وإلى جانبها، تظهر أرقام، تبين ارتفاعاتها عن مستوى سطح البحر.

ونقط المناسيب، هي البعد الرأسي، بين أي نقطة على سطح الأرض ومستوى المقارنة، وهو سطح البحر. وتتيح المناسيب تحديداً دقيقاً لارتفاع وانخفاض سطح الأرض، بالنسبة إلى مستوى المقارنة.

(هـ) استخدام الألوان

     يرتبط استخدام الألوان بطريقة الكنتور، الملونة المساحات بين خطوطها. وتتدرج الألوان من الأخضر إلى الأصفر، إلى البرتقالي؛ ثم اللون البني الأدكن؛ ثم اللون الأرجواني، للمناطق المرتفعة. ويساعد التلوين بهذه الطريقة على شرح التضاريس .

     ويعيب هذه الطريقة أن التظليلات الدكناء، قد تمحو كثيراً من تفاصيل الخريطة.

ب. أنواع الخرائط واستخداماتها

(1) خرائط تفصيلية

تُعد، عادة، للأراضي الزراعية، والمدن والمناطق السكنية. وتستخدم لتحديد الملكية، ومشروعات تخطيط المدن والقرى.

(2) خرائط طبوغرافية

تُعد للمناطق الصحراوية والجبلية، التي ليس لها قيمة اقتصادية كبيرة. وتستخدم لدراسة الأرض بعامة.

(3) خرائط جغرافية

تُعد للمناطق الإقليمية الكبيرة، لمعرفة المعالم العامة للكرة الأرضية، بما فيها من محيطات ومجار وجبال. كما توضح فيها الحدود الدولية، والعواصم والمدن والقرى.

(4) الخرائط الخاصة

يُعد هذا النوع لخدمة أغراض خاصة، تفيد جهات معينة، مثل: الخرائط السياحية، وخرائط الملاحة الجوية، وخرائط الأرصاد الجوية، والخرائط البحرية.

ج. التقسيم العسكري للخرائط

(1) خرائط إستراتيجية

وهي الخرائط المستخدمة في وضع الخطط الإستراتيجية، وتوضيح الموقف العام للعمليات. وتتداول هذه الخرائط على مستوى القيادات. ويكون مقياس رسمها 1/ نصف مليون.

(2) خرائط تعبوية

وتستخدم لتوضيح الموقف التعبوي، وتطور المعركة والتحركات العسكرية. وتتداول هذه الخرائط على مستوى الفيالق والفرق. ويراوح مقياس رسمها بين 1/ نصف مليون و1/ 100000.

(3) خرائط تكتيكية

وتستخدم لتوضيح خطط العمليات، على المستوى التكتيكي، وتوزيع القوات على أرض المعركة. ويكون مقياس رسمها من 1/ نصف مليون حتى 1/ 25000.

(4) خرائط السير

وهي خرائط، تبين خصائص التربة، وطبيعة سطح الأرض؛ لبيان مدى صلاحيتها لسير الحملات والمركبات.

د. التقسيم النوعي للخرائط

(1) خرائط عادية طبُوغرافية. ويراوح مقياس رسمها بين 1/ 25000 و1/ نصف مليون.

(2) خرائط مصورة، تجمع من عدة صور حية.

(3) خرائط مجسمة، وتتميز بالتمثيل الحي لشكل التضاريس الأرضية.

(4) طاولات الرمل، وهي صندوق أو إطار من الخشب أو الطوب، يُشكل في داخله نموذج مصغر من الرمل والمواد المساعدة، أو من الخشب، الفوم، أو الإسفنج؛ ليوضح طبيعة الأرض في المنطقة المراد إظهارها. وهو أقرب ما يكون إلى الخرائط المجسمة؛ ولكنه أكثر وضوحاً وتفصيلا.



[1] الأيكو البابلي: هو مساحة من الأرض تساوي 2500 متراً مربعاً، أي ما يساوي 50 م × 50 م مثلاً.

[2] إبراهيم بن محمد الفارسي أبو إسحاق الإصطخري، رحالة من أهل إصطخر في إيران. له كتاب بعنوان صور الأقاليم أو المسالك والممالك.

[3] أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، ولد في بغداد وتوفي في الفسطاط بمصر. من مؤلفاته أخبار الأمم من العرب والعجم، وأخبار الزمان ومن أباده الحدثان.