إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / معركة السوم SOMME الأولى (1 يوليه - 30 نوفمبر 1916)






أوضاع القوات نوفمبر 1916
أوضاع القوات أغسطس 1916
أوضاع القوات قبل الهجوم
خط الجبهة أول يوليه 1916
فرنسا



الجيش الثامن البريطاني

5. التحضير للهجوم

بدأ التحضير للهجوم، أواخر فبراير 1916. وجرى التنسيق بين القائد العام الفرنسي، الجنرال جوفر، وقائد القوات البريطانية في فرنسا، الجنرال السير "دوجلاس هيج"، على تنفيذ القوات البريطانية الضربة الرئيسية، في المنطقة الممتدة بين "ماريكور" و"جوميكور"، على أن تنفذ القوات الفرنسية، ضربة مساعدة، على جانبَي نهر السوم، في المنطقة الممتدة بين "ماريكور" وطريق "أميان ـ بيرون". وكان التخطيط أن يبدأ الهجوم، في أقرب فرصة ممكنة، للتخفيف من ضغط الهجوم الألماني، الذي كان قد بدأ على جبهة "فردان"، في 21 فبراير 1916. لكن الجنرال هيج، طلب تأجيل البدء بالعملية، ريثما يتكامل وصول الإمدادات، والمدافع الثقيلة، من بريطانيا. ولكن النجاح، الذي حققه الألمان في "فردان"، بالاستيلاء على مدينة "فلوري"، وحصن "تيومون"، في يونيه، أقنع هيج بضرورة التبكير بالهجوم.

لقد تأثر تحديد هذا الموعد بعامل آخر، يتعلق بالجيش الإيطالي، الذي هاجمته القوات الألمانية، في "ترنتان". وطُلب من الجيش الروسي، في 19 مايو، مساعدته، بهجوم ضد القوات الألمانية في مواجهته، لتنشيط الجبهة الشرقية، تخفيفاً للضغط الألماني على الإيطاليين، في الجبهة الغربية. وقرر القائد الروسي شنّ الهجوم، في 4 يونيه. لذا، رأت قيادة الحلفاء في الجبهة الغربية (جوفر، وهيج)، أن يبدأ الهجوم، في السوم، بعد بدء الهجوم الروسي، بمدة كافية، فيضطر الألمان إلى تثبيت جزء من تشكيلاتهم الاحتياطية، لمواجهة الهجوم البريطاني ـ الفرنسي، ما يحرمهم إمكانية استخدام تلك التشكيلات، في صد الهجوم الروسي. وعلى هذا الأساس، فقد تقرر بدء الهجوم في أول يوليه 1916، على أن يسبقه تمهيد نيراني بالمدفعية، يبدأ في 24 يونيه، ويستمر أسبوعاً كاملاً.

اتخذت تشكيلات الجيش الثاني الألماني، أوضاعها الدفاعية، في منطقة السوم، في ثلاث مناطق دفـاعية، يراوح عمقها بين 7 و8 كيلومترات. وبدأت طائرات الاستطلاع الألمانية تكتشف، في بداية فبراير 1916، استعدادات الحلفاء للهجوم، وتزايد حجم القوات البريطانية على ضفتَي نهر "أنكر"، شمال نهر السوم، في مواجهة الجناح الألماني الأيمن. وفي نهاية أبريل، كان قد ازداد عدد الفِرق البريطانية، في منطقة السوم، إلى 12 فرقة، يقابلها 4 فِرق ألمانية فقط.

وقد فكرت القيادة الألمانية في شنّ هجوم وقائي، على البريطانيين، قبل أن تكتمل استعداداتهم، إلاّ أنها عدَلت عن ذلك، لافتقارها إلى الإمكانات اللازمة، للوصول إلى التفوق المحلي، وتحقيق النجاح. واكتفت، بتعزيز الخطوط الدفاعية، بدعم الجيش الثاني بفِرقة، تمركزت شمال نهر "أنكر". وبذلك، أصبحت مواجهة المنطقة الدفاعية، لكل فرقة ألمانية، ستة كيلومترات، في حين كانت مواجهة المنطقة الدفاعية، لكل فرقة، في القطاعات الأخرى، سبعة كيلومترات. ولكن، تحسن الأوضاع على الجبهة الألمانية، لم يستمر طويلاً، إذ سحبت القيادة الألمانية فرقتَين، من شمال جبهة السوم، وأحلّت مكانهما فِرقة واحدة متعبة، ومنهوكة القوى، من الفِرق التي شاركت في معركة "فردان". كما سحبت بطاريات المدفعية الثقيلة، وأرسلت إلى منطقة السوم، بدلاً منها بطاريات مسلحة بمدافع فرنسية، كان الألمان قد استولوا عليها، في المعارك السابقة.

لم يكن الألمان يعرفون جيداً، مدى استعداد الفرنسيين، للمشاركة في الهجوم البريطاني المنتظر. ولم تُعِرِ القيادة الألمانية أهميةً، لمعلومات الاستطلاع، التي أكدت، انتقال فرقتَين فرنسيتَين إلى شمال السوم، وانتشارهما محل قوات بريطانية. ولكن الموقف تعدل، عندما تأكدت أن الفِرقتَين تابعتان للفيلق 20، الذي يتمتع بقدرات هجومية عالية. وازداد اقتناعها بأهمية الدور، الذي سينهض به الفرنسيون في الهجوم، منذ أن كشفت دوريات الاستطلاع وطائراته، وجود استعدادات هجومية، جنوب نهر السوم. وقدّرت أن جبهة الهجوم، ستمتد من "جوميكور"، في الشمال، حتى "فوكوكور" في الجنوب. وعلى هذا الأساس، دعمت القيادة الألمانية الجيش الثاني، في يونيه، بفِرقة مشاة، ومدفعية فِرقة أخرى، و17 بطارية مدفعية ميدان خفيفة. وأصبحت القوات الألمانية، المنتشرة شمال السوم، مؤلفة من خمس فِرق، تحت قيادة فيلق واحد، ومتمركزة في جبهة، تمتد مواجهتها 36 كم بينما أصبحت القوات الألمانية، المنتشرة جنوب السوم، مشكلة من أربع فِرق، تحت قيادة فيلق واحد، على جبهة بمواجهة 33 كم.