إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتطور المتوقع لمجابهتها









المبحث الأول

المبحث الثاني

إنتاج الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار

ودورهما في الحروب الحديثة

أولاً: إنتاج الطائرات المخفاة وتطورها:

ظهرت أول محاولة لجعل رؤية الطائرة أقل وضوحاًـ عام 1917، عندما غطى الألمان طائراتهم المقاتلة من نوع (Fokker E-1)، والقاذفات من نوع (Gontnal)، بطبقة سميكة من السلوفان Solophon. ومع أن هذه التجربة لم يُتأكد نجاحها أو فشلها، إلا أنها لم تستمر؛ لأن طبقة السلوفان لم تكن قادرة على تحمل الظروف الجوية المختلفة. وفى الوقت نفسه ظهرت بحوث لإنتاج طائرة استطلاع، قامت بأول طيران تجريبي لها، في أول أغسطس 1955، وأطلق عليها فيما بعد (U-2)، إلا إنها اكتشفت عندما قامت برحلة فوق الإتحاد السوفيتي واسقطت عام 1960، ما كان دافعاً لإنتاج طائرات ذات مقدرة على التخفي من أجهزة الرادار؛ فظهرت عام 1962 الطائرة (A-12) وصُممت بشكل خاص يقلل من احتمالات اكتشافها بواسطة الرادار، باستخدام مادة بلاستيكية ذات قدرة على امتصاص موجات الرادار، في الحواف الأمامية للجناح وأسطح التحكم.

طُورت الطائرة (A-12) فيما بعد إلى الطائرة (SR-71)، وظهر النظام الراداري من نوع ،(AR-5D) الذي تمكن من اكتشاف الطائرة من مسافة 200 ميل بحري، وحدد ارتفاعها المفترض أن يكون سرياً؛ وبذا لم يكتب النجاح الكامل لهذا المشروع.

بدأ إنتاج الطائرات غير المكتشفة رادارياً يأخذ طبيعة مختلفة، مع استخدام مبدأ الإخفاء Stealth، على كل الوسائل التي تقلل بدرجة كبيرة من احتمال كشف الطائرة؛ بغض النظر عن المادة المصنوعة منها الطائرة، أو الشكل الخارجي. وأحيطت برامج إنتاج الطائرات المخفاة بالسرية التامة، من قِبل المعسكرين الشرقي والغربي. وتمكن الإتحاد السوفيتي (السابق) خلال تلك الفترة من تطوير المقاتلة Mllcooyan، التي تحمل صفات الطائرة الخفية، إلا إنه لم يظهر كمشروع ناجح متكامل. وجاء عرض أول صورة للمقاتلة الأمريكية الخفية من نوع (F-117A) (الشبح)، في 10 نوفمبر 1988، على الرغم من دخولها الخدمة الفعلية في سلاح الجو الأمريكي، عام 1981.

أصبحت الطائرة الشبح تحدياً تقنياً قوياً، لأنظمة الدفاع الجوي السوفيتي، وحافزاً للتقدم العلمي والتكنولوجي، الذي تبذله الدول الأخرى في مجالات الكشف الراداري والدفاع الجوى. ومن هنا بدأ التسابق والتعاون لإنتاج مثل هذا النوع من الطائرات.

ظهرت أجيال متعاقبة من الطائرات المخفاة، ذلك أن تكنولوجيا الإخفاء من الجيل الأول شبيهة بمثيلتها في المقاتلة المخفاة (F-117)، وتعمل بعض الدول، مثل أستراليا وسنغافورة، على تطوير مركبة تدعى Grand Duc، منها أسلحة هجوم جوى، وحوّل نموذج الطائرة الفانتوم (F-4) القياسي لمقاتلة رافال متعددة المهام، عام 2011، كمركبة يمكنها الجمع بين تقنية الإخفاء والطيران من دون طيار، والتي تسمى UCAVS.

اُنتج العديد من الطائرات المخفاة على مستوى العالم، مثل الطائرات (يوروفيتر/ رافال/ F-22/ F-35/ MIG37/ SU35/ SU47/ SUT50)، وهى مقاتلات من الجيل الرابع والخامس؛ وما تزال أعمال التطوير تتم في سرية تامة للوصول إلى الجيل السادس من المقاتلات، التي تزيد سرعتها على (5) ماخ. ويتميز هذا الجيل بالقدرة على أداء مهام متعددة، وتحقيق التفوق الجوى، وأداء مهام الضرب (جو/ أرض)، مع امتلاك قدرات متقدمة في المراقبة والاستطلاع، والقدرة على الطيران على ارتفاعات مختلفة.

1. مفهوم الإخفاء

للوصول إلى مفهوم واضح لنظرية الإخفاء، لا بد من إلقاء الضوء على النظرية التي تعمل بها أنظمة الرادار، وهي:

أ. يمسح جهاز الرادار حجماً معيناً من الفضاء الجوي للبحث عن الأهداف، بإرسال الطاقة الكهرومغناطيسية للأجواء المحيطة، والتي ترتد عند اصطدامها بالهدف؛ فيظهر الهدف على شاشات الرادار. ويعطى اتجاه للهوائي، الذي يشع الطاقة، زاوية الهدف, والزمن الذي استغرقته الموجات في الوصول إليه، والعودة للرادار لتحديد مسافة الهدف.

ب. يتأثر الجزء المرتد من الطاقة الكهرومغناطيسية في اتجاه الرادار (المقطع الراداري)، لكل من خصائص الهدف الجوى، من حيث الأبعاد، والشكل الهندسي، والمناورة، وكذلك طول الموجة الكهرومغناطيسية، ومن ثم درجة كشفه على شاشات الرادار.

ج. تُقاس مساحة المقطع الراداري للهدف بحساب كمية الطاقة المنعكسة عن الهدف، في اتجاه الرادار الذي أرسلها. وتتغير هذه المساحة لهيكل الطائرة أو الهدف الجوى، لتغيير زاوية الكشف، وطول الموجة الرادارية، وطبيعة السطح العاكس بالطائرة.

د. يتناسب مدى كشف الأجسام طردياً مع مساحة المقطع الراداري؛ فإذا كان مدى الكشف لهدف مقطعه الراداري 10م2 هو 360 كم, فإن مدى الكشف يصبح 200 كم لهدف مقطعه 1 م2، وحوالي 113 كم لهدف مساحة مقطعه الراداري 0.1 م2. وتوضح هذه الحقائق صعوبة كشف الأهداف صغيرة المقطع الراداري، لمسافات كبيرة.

2. تكنولوجيا الإخفاء

تبدأ نظرية الإخفاء للهدف الجوي من تصميم الشكل الأساسي له، لتأثيره الكبير على المساحة الرادارية (المقطع الراداري) كالآتي:

أ. تخفيض المساحة الرادارية (المقطع الراداري) RCS

(1) تخفيض أبعاد الطائرة

حيث يتناسب المقطع الراداري طردياً مع هذه الأبعاد.

(2) التخلص من الانحناءات الحادة والزوايا وتصميم البدن بشكل انسيابي، بما يحقق تشتيت الموجه الرادارية

من طريق تحديد ملامح الشكل الهندسي للطائرة، مثل الانحناءات في سطحها الطائرة والذيل والحواف، إضافة إلى تحقيق السرعة وخفة الحركة والقدرة على التحميل، مع الأخذ في الحسبان الأسلحة المحمولة؛ وأيضاً تطبيق أشكال هندسية أكثر تعقيداً، على الطائرات المستخدمة لأغراض الاستطلاع.

(3) تقليل الأسطح الرأسية والعاكسة في الطائرات

وبوجه خاص العواكس الخلفية المتعامدة بعضها مع بعض، لما تمثله من مساحة رادارية عاكسة عالية، مع إمالة الزعانف الرأسية بزاوية حادة، وإخفاء نقاط التعليق وخزانات الوقود الإضافي داخل الهيكل الرئيسي.

(4) استخدام المواد الماصة للإشعاع الراداري Radar Absorbing Materials

(أ) تستخدم المواد الماصة للإشعاع الراداري، أو الطلاءات المضادة للرادار، بغرض حرمان جهاز الرادار من الحصول على موجاته الكهرومغناطيسية، التي أرسلها لترتد من الهدف، حيث تُمتص بواسطة الطلاء وينعكس جزء قليل منها.

(ب) يعد استخدام المواد الماصة للإشعاع الراداري، من وسائل الإخفاء السلبي الفعالة المؤثرة. وهى تشمل أغطية/ طلاء/ دهان من مواد خاصة، ذات سمك محدد له علاقة بطول موجة الشعاع الراداري الساقط عليها، بحيث تسمح بامتصاص هذا الشعاع ومنعه من الانعكاس، وبذلك تعد هذه الطائرات عازلاً لبدن الطائرة عن الإشعاعات الكهرومغناطيسية حولها.

(ج) ولضمان تحقيق الإخفاء، ينبغي أن يوفر الطلاء الآتي:

·       عدم زيادة معامل الانعكاس للأشعة الرادارية عن (2%).

·       تغطية أطوال الموجه للحيز الذي تعمل فيه جميع أجهزة الرادار المعادية.

·       قلة سمك طبقة المادة مع قوة تماسكها واتصالها الجديد مع بدن الطائرة.

·       خفة الوزن وضمان عدم التأثير السلبي على الخواص الايروديناميكية للطائرة.

(5) استخدام اللدائن والمواد المركبة Composite Materials

هي مواد تُصنع من دمج مادتين أو أكثر لتكوين مادة جديدة مركبة، لها خواص تختلف عن مكوناتها الأصلية. وتتميز هذه المواد بخفة الوزن وتحملها للإجهادات المرتفعة التي تتعرض لها الطائرات، وهى أيضاً ذات سمك يتناسب مع طول الموجة.

ب. تخفيض الإشعاع الناتج عن الأجهزة الإلكترونية

(1) إخفاء أوجه أو مداخل المحركات في الطائرات، إذ إنها تنتج أشعة يمكن تحليلها، ومنها معرفة نوع الطائرات من طريق حساب ريش الضواغط Compressor Blades، ذلك أن لكل طائرة بصمة مختلفة عن الأخرى.

(2) طلاء زجاج كابينة القيادة، لمنع خروج أية أشعة إلكترونية منها.

(3) إخفاء الهوائيات، داخل جسم الطائرة والحد من استخدامها، أو ظهورها آلياً عند اللزوم فقط.

(4) الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية، وخاصة جهاز التعارف (IFF)، أو استخدام الأجهزة الليزرية، التي تمتاز بمحدودية مدى العمل، أو الاعتماد على الاستقبال أكثر من الإرسال.

(5) استخدام المواد الماصة للأشعة (المضيئة)، الساقطة على الهدف الجوي أو الطائرة.

ج. تخفيض البصمة الحرارية

هناك ثلاثة مصادر رئيسية للحرارة في الطائرات، هي: حرارة جسم المحرك، وحرارة العادم، وحرارة جسم الطائرة. ويعد جسم المحرك الساخن هو أكبر مصدر للأشعة تحت الحمراء (IR)، والتي يمكن استقبالها من مسافات بعيدة. ويمكن معالجة ذلك بما يلي:

(1) تزويد الطائرة الخفية بنظام تبريد لمعظم أجزاء جسم المحرك.

(2) إضافة مواد كالكلور وفلوركبريتيك إلى وقود الطائرة، بغرض التقليل للحد الأدنى من حرارة جزيئات العادم.

(3) استخدام وقود الطائرة كمبرد حراري لجسم الطائرة Heat sink، لتصريف الحرارة.

(4) طلاء جسم الطائرة بأنواع ماصة من الطلاءات.

3. مجالات استخدام الطائرة المخفاة

تتميز الطائرات المخفاة بالقدرة الكبيرة على العمل في مختلف الأحوال الجوية، دون التعرض للعدائيات، وهى تستخدم في الآتي:

أ. مهام الاستطلاع الجوي بأنواعه المختلفة.

ب. مهام القذف الإستراتيجي

الوصول إلى الأهداف الحيوية في عمق الدولة المعادية، مع احتمال عدم كشفها وتدميرها، مقارنة بالطائرات التقليدية. وعادة يركز القذف الجوي الاستراتيجي على الآتي:

(1) مراكز القيادة والسيطرة الرئيسية، ومراكز الاتصالات المدنية والعسكرية المختلفة.

(2) مراكز الأبحاث والمفاعلات النووية، ومعامل ومراكز أبحاث الأسلحة الكيميائية والبيولوجية

(3) محطات توليد الطاقة، ومصادر الوقود النفطي والمصافي.

ج. عزل ميدان المعركة

بضرب الأهداف البعيدة عن الخطوط الأمامية للمعركة، ويظهر تأثيرها لاحقا على سير المعركة البرية أو الجوية، ويشمل:

(1) المستودعات المختلفة والملاجئ والتحصينات.

(2) خطوط المواصلات والجسور والأنفاق والسكك الحديدية

(3) مطارات الهبوط للطائرات العمودية المقاتلة.

د. العمليات الجوية

(1) شل وتدمير وإرباك القوات الجوية المعادية، ومنعها من التدخل في المعركة لصالح القوات البرية، وتنتهي بتحقيق التفوق والسيادة الجوية من خلال مهاجمة:

(أ) مراكز القيادة والسيطرة.

(ب) القواعد الجوية والمطارات.

(ج) رادارات الإنذار المبكر.

(2) إخماد دفاعات العدو بتدمير

(أ) مواقع الصواريخ (أرض/ جو).

(ب) مواقع الصواريخ (أرض/ أرض).

هـ. مهام الدفاع الجوى

وذلك باستخدام الطائرات المخفاة لاعتراض القوات الجوية المعادية، في مدى أبعد ما يمكن عن الأهداف الحيوية؛ بسبب عدم اكتشافها من الرادارات الأرضية أو الجوية المعادية، وذلك كأسبقية أولى للدفاع الجوى.

و. أعمال الهجوم البحري

لأنها تتميز بصغر المقطع الراداري وعدم إمكانية كشفها، وخاصة لعدم وجود عوائق على المسطحات المائية.

ز. مهام القتال الجوي

من أجل الحصول على السيطرة الجوية، وذلك بتدمير طيران العدو في المطارات، وقتاله في الجو.

ح. مهام الضربات الاستباقية

القيام بمهام عمليات اليوم الأول أو الضربات الوقائية، لما لها من إمكانية تحقيق عنصر المفاجأة، والاستمرار في تحقيق الموقف الجوي المناسب، من خلال توفير الغطاء الجوي للقوات البرية، والمحافظة على المبادأة، وذلك بمتابعة العمليات المضادة الهجومية.

ويتحدد فكر ومفهوم الاستخدام للطائرات المخفاة لإدارة أعمال القتال المستقبلية، من خلال الأسبقيات الآتية:

(1) أهداف الأسبقية الأولى

(أ) القواعد الجوية الرئيسية والمطارات.

(ب) مراكز القيادة والسيطرة.

(ج) الأهداف الحيوية والإستراتيجية في العمق الاستراتيجي والتعبوي.

(د) مرابض نيران المدفعية والصواريخ (أرض/ أرض).

(2) أهداف الأسبقية الثانية

(أ) قطاعات العبور ومناطق انتظار القوات.

(ب) الأنساق الثانية والاحتياطيات.

(3) أهداف الأسبقية الثالثة

قذف أهداف الأسبقية الأولى والثانية ووسائل الدفاع الجوي عنها، التي استعادت كفاءتها، إضافة إلى بعض الأهداف الإستراتيجية والقومية المؤثرة.

4. دور الطائرات المخفاة في الحروب الحديثة

أ. حرب الخليج الثانية

(1) نفّذت مهمة قذف الملاجئ الحصينة لمراكز القيادة للقوات الجوية والدفاع الجوي، وأبراج الاتصالات، ومواقع الرادارات، والصواريخ، ومحطات الإرسال في أماكن مختلفة في العراق والكويت.

(2) ارتفع عدد الطائرات المخفاه Stealth Fighter F-117 ليصل حوالي 2.5%، من عدد طائرات القوات الأمريكية؛ ولكنها هاجمت حوالي 31% من الأهداف العراقية في أول يوم من الحرب، وكانت في جميع مهامها ترافقها طائرات حرب إلكترونية (OREN - 6B - F15 - EF-111), وقد قامت الطائرات المخفاة (الشبح) بحوالي 1271 مهمة، وكانت من أخطر المهام في عملية عاصفة الصحراء، ولم تصب أي منها، ولكن كان الخطر الوحيد من المدفعية المضادة للطائرات.

(3) تستطيع الطائرات المخفاة البقاء بالجو مدة طويلة، نظراً لعدم اكتشافها. كما تتميز بدقة إصابة الأهداف. وقد استخدمت 45 طائرة، كانت في قاعدة على بعد 1400 كم من بغداد، في مهام ليلية، هدفها الأول هو تدمير وسائل الدفاع الجوي العراقية خارج بغداد، ومبنى الاتصالات بالعاصمة. وكان الشيء الوحيد الذي يميز هذه الطائرات هو صوت محركها العالي والمؤثر.

(4) وكان أسلوب مهاجمة الأهداف هو أن تبدأ طائرات (F-15) بالتشويش عن بعد قبل سبع دقائق من القذف، فتبدأ المدفعية المضادة للطائرات العراقية بإطلاق نيرانها "عشوائيا"، لتعذر الرؤية للهدف رادارياً وبصرياً. وبعد خمس دقائق تسكت المدفعية المضادة للطائرات بسبب الحرارة وتبريد المواسير، فيكون لدى الطائرة المخفاة دقيقتان للهجوم وقذف الأهداف، طبقاً لمهارة الطيار واستغلاله لأقل وقت ممكن.

(5) هاجمت الطائرات الشبح الأهداف الإستراتيجية، والمصانع الكيميائية, ومنصات الصواريخ (أرض/ أرض), ورادارات الإنذار المبكر, وبطاريات الصواريخ (أرض/ جو), والقواعد الجوية، ومراكز القيادة والسيطرة، أما المعابر فكانت مهام ثانوية.

ب. حرب البلقان

اشتركت الطائرة (F-117) المخفاة في حملة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الجوية على كوسوفا، عام 1999. وقد صاحب هذه الحملة استخدام شديد الكثافة للإجراءات الإلكترونية المضادة في مواجهة الصواريخ المضادة للطائرات الصربية. وعلى الرغم من إطلاق 700 صاروخ، اسقطت طائرتان فقط، كانت إحداهمـا الطائـرة المخفـاة (F-117)، ما يدل على أن التكتيكات التقليدية المستخدمة لإخماد وسائل الدفاع الجوي كانت فعالة ومؤثرة، خاصة في مواجهة الرادار (RSA-125) المستخدم في توجيه الصواريخ (سام-3)، حيث كانت هذه الرادارات هدفاً سهلاً أمام طائرات حلف الناتو، وأصابت 11 راداراً، من أصل 14 راداراً.

ثانياً: إنتاج وتطور الطائرات الموجهة من دون طيار

بدأ إنتاج الطائرات الموجهة من دون طيار، عام 1924، بعد محاولات عديدة سبقت ذلك بعشر سنوات، انتهت بعدم النجاح، وسُميت آنذاك بالهدف الجوي Aerial Target, وكان استعمالها كأهداف للمدفعية. وتطورت الفكرة، عام 1934، في البحرية الملكية البريطانية، حيث حلقت أول طائرة من دون طيار في الجو، وعرفت باسم Queen Bee، واستخدمت بهدف التمويه والخداع لشاشات محطات الرادار، لتظهر بأعداد كبيرة وحجم كبير كطائرات حقيقية مقاتلة.

بدأ التفكير بتطوير الطائرة الموجهة من دون طيار بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، نتيجة فقد أعداد من الطيارين وقيام هذه الطائرات ببعض المهام، التي تقوم بها الطائرات المقاتلة. وصممت شركات متعددة أنظمة التوجيه ومعدات التدريب ومنظومات الحماية الذاتية. وفى عام 1946، تم تصميم وإنتاج الطائرة الموجهة من دون طيار والموجهة لاسلكياً، للعمل كطائرات تدريب للقوات الجوية والدفاع الجوي, وحلقت الطائرة في الجو، عام 1947.

بدأ الاستخدام الفعلي للطائرات الموجهة من دون طيار خلال حرب فيتنام، حيث نفذت آلاف الطلعات. وكان سبب ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت عدداً من الطيارين والملاحين، وتركزت مقترحات استخداماتها المتعددة في مجالات الاستطلاع ، والتصوير الاستطلاعي، والحرب الإلكترونية، ومهام الخداع.

وتطورت خصائص وميزات الطائرات الموجهة من دون طيار الفنية العملياتية تطوراً سريعاً، خلال الفترة من عام 1966 إلى عام 1997، ومن خلال إنتاج العديد من الأنواع المختلفة، مع تطوير فكرة عمل الطائرة من مهام الاستطلاع إلى كافة المهام، التي تؤديها الطائرات المجنحة المقاتلة التقليدية.

1. مجالات استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار

أ. التدريب الجوي

وهى أول مهمة أُسندت لهذا النوع من الطائرات، لأغراض تدريب أطقم وعناصر أجهزة الاستطلاع والرادارات، والأطقم القتالية للعناصر الإيجابية.

ب. الاستطلاع الجوي

هو المهمة الأساسية بهدف جمع المعلومات الدقيقة، على امتداد وعمق منطقة العمليات في الوقت المناسب، ويشتمل ذلك على:

(1) كشف الأهداف المتحركة: بتحديد أماكنها القديمة والجديدة، وذلك بقصد الدقة في إدارة المعركة الأرضية، وخاصة وحدات نيران المدفعية والصواريخ التقليدية والمعاونة الجوية النيرانية القريبة.

(2) أعمال الدورية ومراقبة الحدود.

(3) المراقبة الفورية لميدان المعركة: باستخدام المراقبة بالنظر، أو باستخدام الكاميرات المختلفة، وإرسال المعلومات آليا لمساعدة القيادات في اتخاذ القرارات.

(4) استطلاع نتائج الضرب بغرض تحديد نتائج تنفيذ مهام القتال، وتحليل النتائج وتحديد خسائر  العدو، ومدى الحاجة لإعادة الهجوم.

(5) الاستطلاع الإلكتروني:  يتم (لاسلكياً/ رادارياً) لتجهيز الطائرات بمستشعرات خاصة، واشتراكها في مهام جمع  المعلومات والتنصت على مراكز القيادة والسيطرة.

ج. أعمال الحرب الإلكترونية

تعد الطائرات الموجهة من دون طيار أفضل خيار يناسب هذا الدور، بسبب المرونة التي تتمتع بها الطائرة، كونها الوسيلة الأنسب والأرخص تكلفة للتحليق فوق أرض المعركة، وخاصة لدى الجانب المعادى. وتتطلب هذه المهمة البقاء فوق مسرح العمليات لمدة طويلة ومرات عديدة. وتتميز الطائرة الموجهة من دون طيار، التي تعمل في الحرب الإلكترونية، باقترابها كثيراً من الهدف وازدياد تأثيرها الإلكتروني على أهداف العدو الإلكترونية, ويمكن تلخيص أهم الأعمال التي تقوم بها الطائرات الموجهة من دون طيار في مجال الحرب الإلكترونية، فيما يلي:

(1) الإعاقة الإلكترونية الإيجابية (اللاسلكية والرادارية)، من خلال مستودعات تشويش وإعاقة ذاتية أو مصاحبة.

(2) الإعاقة السلبية (مستودعات إعاقة سلبية بنشر رقائق معدنية، مستودعات إعاقة مزودة بمشاعل حرارية ).

(3) الإعاقة الإلكترونية بالخداع الإلكتروني، وذلك بعد تجهيزها بالعواكس الركنية لإظهار هذه الطائرات كطائرات كبيرة الحجم، أو عدسات رادارية تركز الأشعة الرادارية في اتجاه مصدر الإشعاع، لتظهر وكأنها طائرات كبيرة الحجم.

(4) الخداع بتصميم شكل الطائرة الخارجي غير منتظم هندسيا، وبناء جسم الطائرة من مواد تشتت وتمتص الأشعة الكهرومغناطيسية، ومن ثم تؤدي إلى صعوبة أو عدم ظهورها على شاشات الرادار، سواء الخاصة بالإنذار المبكر أو الصواريخ (أرض/ جو)، والتي تتبع الأهداف وتوجه الصواريخ.

(5) الاشتراك في تنفيذ خطة خداع إستراتيجي تعبوي تكتيكي.

د0 الإسقاط الجوي سلماً أو حرباً، ويكون كالأتي :

(1) إلقاء أجهزة إعاقة متبددة بجوار مراكز القيادة والسيطرة ونقاط الاتصال التعبوية، أو الإستراتيجية، والرادارات المعادية لإرباك/ شل عملها.

(2) مستودعات شرائح معدنية للتشويش الإلكتروني (السلبي).

(3) مشاعل حرارية لخداع وتشتيت الصواريخ الحرارية.

(4) مشاعل ضوئية لأغراض الرمايات الليلية، وشراك خداعية ضوئية ملاحية.

(5) مستشعرات ملاحية وأجهزة لتحديد المكان.

(6) عبوات بيولوجية/ كيميائية والعديد من أنواع القنابل المختلفة.

(7) أعمال الحرب النفسية بإلقاء المنشورات في عمق أراضى العدو، للتأثير معنوياً بشكل عام.

هـ. العمل كمحطات لاسلكية

وذلك بتنفيذ أعمال البث اللاسلكي، وإعادة البث (كمحطة متوسطة)، وأيضاً كمحطة إعادة إذاعة بين المحطات الأرضية المختلفة، أو من الأقمار الصناعية المختلفة.

و. العمل كصاروخ موجه

يمكن تجهيز هذه الطائرات بقنابل أو رؤوس حربية مدمرة؛ أو استخدام الطائرة ذاتها كقذيفة موجهة، مثل الطائرة (هاربي) الإسرائيلية، وخاصة ضد الأهداف الحيوية شديدة الأهمية، والتي لها نسبة خطورة عالية, ويمكن التحكم بتوجيه هذه الطائرة إلى هدفها تليفزيونياً، أو بقنابل راكبة للشعاع ضد الأهداف الرادارية.

ز. العمل كطائرة مقاتلة متعددة المهام Unmanned Air Combat Vehicle (UACV)

(1) مقاتلة اعتراضية موجهة من الأرض، أو الأقمار الصناعية.

(2) قاذفة ضد أهداف أرضية جرى استطلاعها وتصويرها مسبقا.

(3) تعيين الأهداف باستخدام الليزر وإضاءتها ومهاجمتها، إضافة إلى تصحيح وتوجيه النيران.

(4) إطلاق صواريخ ما وراء الأفق.

2. المهام الخاصة للطائرات الموجهة من دون طيار

أ. مهام الإرصاد الجوية

تُستخدم الطائرات المجهزة من دون طيار، بعد تجهيزها بالمستشعرات الخاصة، للتنبؤ بحالات الطقس، وباراميترات الأرصاد الجوية (حرارة ـ ضغط ـ سرعة ريح)، سواء في المجال العسكري، أو المدني، فهي تتولى مهام الإرصاد الجوية.

ب. مهام الإنذار

تُستخدم في تنفيذ مهام الإنذار المبكر، بعد تجهيزها بمستشعرات خاصة بالإنذار، مثل (الإشعاعات النووية ـ الإحساس الحراري ـ المجال المغناطيسي والكهربائي ـ الغازات الحربية ـ الصوت والاهتزازات وتحديد اتجاهاتها).

3. التطور في أساليب استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار

(1) بدأ التوسع في استخدام هذه الطائرات الموجهة من دون طيار، بوجه خاص لأغراض الاستطلاع بمختلف أنواعه، واستخدامها كأهداف خداعية لوسائل الدفاع الجوي، إضافة إلى استخدامها كقنابل موجهة، حيث تقوم بتدمير الأهداف الرادارية، من خلال (باحث ـ مستشعر ـ ملتقط) للإشعاع. وتعتمد تكنولوجيا بناء وتصميم هذا النوع من الطائرات على استخدام المستشعرات المختلفة؛ لذا تعد الطائرات الموجهة من دون طيار تحدياً خطيراً لوسائل الدفاع الجوى.

(2) إجبار عناصر الدفاع الجوي الجاهزة للاشتباك معها، بدلاً من طائرات القتال الباهظة التكاليف، دون اكتشافها رادارياً، مما يمكنها من القيام بمهامها المطلوبة، ومنها شل وإرباك وسائل الدفاع الجوى، بأقل خسائر ممكنة.

4. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في الحروب الحديثة

أ. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في معركة سهل البقاع اللبناني

(1) استخدمت الطائرة (سكوت)، والطائرة (ماستيف)، لتنشيط بطاريات الصواريخ وإجبارها على تشغيل راداراتها، ومن ثم تحديد مواقعها وتوجيه الطائرات المقاتلة لتدميرها.

(2) استخدمت المجسات الكهرومغناطيسية بالطائرات الموجهة من دون طيار، مع أنظمة ربط المعلومات الرقمية، لتقديم صورة جوية ومعلومات فورية عن المواقع السورية، شملت مواقع طائرات في القواعد وإحداثيات صواريخ الدفاع الجوي، وكذلك عملت على عرض صورة واقعية لمسرح العمليات.

(3) استخدمت الطائرات الموجهة من دون طيار لإضاءة بطاريات الدفاع الجوي ليزرياً، واستطاعت الطائرات المقاتلة مهاجمة الأهداف بالأسلحة الموجهة بدقة عالية.

وقد نجحت الطائرات الموجهة من دون طيار في تنفيذ المهام الآتية:

(1) مراقبة القواعد السورية، ونقل المعلومات عن أعداد الطائرات السورية عند إقلاعها وهبوطها، ونقل المعلومات فوراً لمركز القيادة في إسرائيل.

(2) استخدمت كأهداف خداعية للرادارات السورية في وادي البقاع، لكي يقوم السوريون بتشغيل راداراتهم الخاصة بتوجيه الصواريخ (سام 4 وسام 6)، ومن ثم ترصد موجات وترددات الرادار المراد إعاقته، وكذلك لتوجيه الصواريخ الراكبة للشعاع.

(3) استخدمت بعض الطائرات الموجهة من دون طيار للتصوير التليفزيوني للمواقع السورية.

ب. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في حروب الخليج

لعبت الطائرة الموجهة من دون طيار دوراً مهماً في حرب العراق، وذلك في تقديم صورة لميدان المعركة، وتدمير أهداف حيوية، دون أن تتعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر. ويتمثل أبرز ما قامت به الطائرات الموجهة في الأتي:

(1) حرب الخليج الثانية

(أ) نفذت ما يزيد عن 530 طلعة، بزمن طيران حوالي 1700 ساعة طيران طوال فترة العملية، وكانت إحدى الوسائل الرئيسية لتوفير صور للموقف المعادي للقوات البرية، حتى تتمكن من الاقتحام وتنفيذ العمليات المختلفة الخاصة بها.

(ب) جرى لأول مرة استخدام طائرات موجهة من دون طيار تنطلق من البوارج البحرية، وذلك لتصحيح نيران المدافع المحملة على البارجة، إضافة إلى تصوير الأهداف المراد تدميرها، بواسطة الصواريخ الطوافة من نوع توماهوك.

(ج) ربطت حرب الخليج الثانية، خاصة عملياتها الجوية، بأحدث وسائل الاستطلاع وجمع المعلومات والتجسس، التي أطلقتها قيادة التحالف فوق منطقة العمل، إلى جانب أجهزة التشويش والإعاقة ضد وسائل المواصلات والتوجيه والقيادة والسيطرة العراقية في مختلف المستويات؛ وكذلك ضد أنظمة الكشف الراداري وإدارة النيران. وقد لعبت الطائرات الموجهة من دون طيار دوراً فاعلاً في ذلك.

(2) حرب الخليج الثالثة

(أ) نفّذت الطائرات الموجهة من دون طيار ما يزيد عن 230 طلعة طيران، بزمن طيران بلغ 650 ساعة فوق الأراضي العراقية، وذلك لاستطلاع المواقع وتحركات القوات، والقيام بمهام الاستطلاع الإلكتروني والتليفزيوني.

(ب) الاستخدام القتالي الجيد لتكتيكات الطائرات الموجهة من دون طيار، في إجراء الإعاقة عن بعد أو الإعاقة المصاحبة. وأدى ذلك إلى الاستخدام الجيد لطائرات القتال بمختلف أنواعها، وأداء مهامها بنجاح وتأمين عودتها دون خسائر تذكر.

(ج) تنفيذ الإعاقة الكاملة على جميع النظم الإلكترونية العراقية، قبل بدء العمليات الجوية، مع تدمير معظم رادارات الإنذار الجوي، باستخدام صواريخ هارم الراكبة للشعاع، ما أصاب مراكز القيادة والسيطرة للقوات العراقية ونظم القيادة والسيطرة والاتصالات لدفاع الجوي بالشلل التام. وقد ساعد ذلك على إحراز السيطرة الجوية في المجال الجوي العراقي بسهولة.

(د) ومن أحدث أنواع الطائرات الموجهة، التي استخدمتها القوات الأمريكية في حرب العراق الطائرة (بريدي تور)، التي قامت بأكثر من مائة مهمة في الحرب معظمها سري للغاية. ويعمل منها حالياً 15 طائرة ضمن الأسطول الجوي الأمريكي.

ج. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في حرب البلقان

(1) استُخدمت الطائرات الموجهة من دون طيار من نوع (بريدي تور) في حرب البلقان، لدعم العمليات المشتركة للقوات، وقد حدّدت أهداف متعددة، منها:

(أ) مناطق تجميع الطائرات العمودية.

(ب) مناطق تجميع المعدات.

(ج) مواقع التخزين الرئيسية.

(2) نفذت ما يزيد عن 330 طلعة، ساعدت في إنجاز المهام التالية:

(أ) دعم عمليات الإنزال البرمائي، وذلك بإرسال صور تليفزيونية مباشرة لقائد البارجة الأمريكية عن عمليات الإنزال.

(ب) مراقبة مناطق النزاع في البوسنة، وذلك لإعطاء إنذار مبكر عن أي تصاعد للموقف فيها.

(ج) تقديم صور جوية ذات قدرة تمييز عالية في الليل والنهار لمناطق القوات المتصارعة، وذلك للتأكد من تطبيقها للقرارات الدولية.

(د) دعم عمليات الأمم المتحدة في مراقبة الاعتداءات المتكررة، من قبل القوات المتحاربة.

(هـ) مساعدة قوات حلف شمال الأطلسي في الحصول على نتائج الضربات الجوية، وإعطاء تقييم فوري بعد الضربة.

(و) المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ للطيارين.

د. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في حرب لبنان 2006

(1) القوات الإسرائيلية

(أ) استخدمت القوات الإسرائيلية الطائرات الموجهة من دون طيار بكثافة عددية كبيرة، وأنواع مختلفة، داخل الجنوب اللبناني؛ لاستطلاع أماكن الحشود العسكرية لحزب الله؛ والقيام بمهام التصوير التلفزيوني بصفة مستمرة.

(ب) استخدمت الطائرات الموجهة من دون طيار الإسرائيلية وسائل الحماية الذاتية، ضد الصواريخ الموجهة حرارياً. كما استُخدمت كأهداف خداعية لتشتيت الرادارات، ووسائل الدفاع الجوي عن الطائرات المقاتلة.

(ج) استُخدمت الطائرات الموجهة من دون طيار كوسيلة لتوجيه أشعة الليزر، على مواقع حزب الله؛ لكي تقوم الطائرات الإسرائيلية المسلحة بحمل القنابل وإسقاطها على الأهداف.

(2) حزب الله

(أ) أرسل حزب الله، في 17 يوليه 2006، طائرة موجهة من دون طيار إلى شمال إسرائيل، تمكنت خلالها من تصوير مركزاً للأبحاث الجوية الإسرائيلية، والذي يُعد من المواقع السرية لدى إسرائيل.

(ب) استخدم حزب الله الطائرات الموجهة من دون طيار من نوع (مرصاد-1)، في قذف قطعة بحرية إسرائيلية أمام السواحل اللبنانية.

(ج) أعلنت إسرائيل إسقاطها طائرة موجهة من دون طيار لبنانية كانت في طريقها إلى حيفا. كما أعلنت عن إسقاطها طائرتين موجهتين من دون طيار، تابعتين لحزب الله، كانتا في طريقهما إلى شمال إسرائيل.

هـ. دور الطائرات الموجهة من دون طيار في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة 2008

(أ) استخدام الجانب الإسرائيلي الطائرات الموجهة من دون طيار في عملياته العسكرية ضد مقاتلي حماس، حيث تولت الطائرات الموجهة إمداد القيادة العسكرية الإسرائيلية بصورة "فيديو" دقيقة واضحة لبعض المواقع الفلسطينية، والتي أمكن من خلالها قذف هذه المواقع بواسطة الطائرات الحربية الإسرائيلية.

(ب) نفذت إسرائيل بواسطة الطائرات الموجهة من دون طيار سلسلة من الاغتيالات ضد القياديين الفلسطينيين، كما استخدمت في تدمير بعض الأهداف في شمال قطاع غزة، والتي تستخدمها حماس في إطلاق صواريخ القسام.