إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتطور المتوقع لمجابهتها









المبحث الأول

المبحث الرابع

القدرات والإمكانيات المتيسرة إقليمياً

في مجابهة أسلحة الهجوم الجوي الحديثة

إن تطور وتنامي قدرات العدو الجوي على الاتجاهات المختلفة، من طائرات مجنحة وموجهة من دون طيار تعمل بمفهوم الإخفاء الراداري، وصواريخ باليستية وصواريخ طوافة، يقتضي دراسة إمكانيات وقدرات منظومة الدفاع الجوي الحالية بعناصرها المختلفة، لتحديد المصاعب والتحديات التي تواجهها، ودراسة أسلوب تطويرها لمجابهة تلك العدائيات.

إن الدور الرئيسي لمنظومة الدفاع الجوي، هو الدفاع الجوي عن القوات والأهداف الحيوية في الدولة، ضد العدائيات الجوية المختلفة، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الهائل في أسلحة الجو، والتي أصبح العديد منها يُطلق من خارج مدايات وسائل الدفاع الجوي الإيجابية. وتشمل المنظومة عدة عناصر تعمل في تنسيق وتكامل مع بعضها، في إطار تخطيط سليم وتوازن دقيق للمنظومة تجاه العدائيات الجويةالمتوقعة.

أولاً: منظومة الدفاع الجوي

حتى تتمكن منظومة الدفاع الجوي من تحقيق مهامها، في ظل التطور في وسائل وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، يجب أن تشمل الأنظمة التالية:

1. عناصر القتال الرئيسية لمنظومة الدفاع الجوي

أ. نظام استطلاع العدو الجوي والإنذار عنه.

ب. وسائل الدفاع الجوي الإيجابية وتشمل: المقاتلات والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات.

ج. أنظمة القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية.

2. عناصر التأمين المختلفة (خاص ـ فني ـ هندسي ـ إداري).

3. نظام الاستطلاع والإنذار

يتكون نظام استطلاع المجال الجوي بمنظومة الدفاع الجوي من الآتي:

أ. النظام الراداري الأرضي.

ب. أنظمة معاونة للنظام الراداري:

(1) نظام المراقبة الجوية بالنظر.

(2) أنظمة الإنذار المحمول جوا (نظام الإنذار الطائر).

(3) أنظمة الاستطلاع الإلكتروني (لاسلكي ـ راداري).

(4) نظام المراقبة الجوية للمطارات المدنية.

ويُعد النظام الراداري الأرضي المصدر الرئيسي لتوفير المعلومات عن العدائيات الجوية، حيث يشتمل على أنواع مختلفة من أجهزة الرادار الأرضية المنتشرة بأنحاء الدولة، وتبني حقلاً رادارياً بمواصفات محددة، طبقاً لحالات الاستعداد القتالي المختلفة، حيث توفر من خلاله المعلومات الدقيقة الموقوتة والمحدثة، عن العدائيات الجوية.

4. الحقل الراداري

هو الناتج النهائي من تكوين النظام الراداري وعمله؛ ويُعرف بأنه الحيز من الفضاء الجوي، الذي يمكّن الوحدات الفرعية للرادار، المتمركزة على مساحة محددة من الأرض، من اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية، وتحديد خواصها بنسبة احتمالية معينة.

ويتحدد الحقل الراداري من خلال الخصائص (البارامترات) الآتية:

أ. ارتفاع الحد السفلى (قاع الحقل الراداري).

ب. ارتفاع الحد العلوي (سقف الحقل الراداري).

ج. مساحة الحقل الراداري على ارتفاع محدد.

د. نسبة احتمال الكشف الراداري للأهداف الجوية.

هـ. معامل التغطية المتبادلة.

و. درجة تأمين الحقل الراداري ضد الإعاقة الرادارية.

ويصعب عملياً توفير الإمكانيات لبناء حقل راداري، على أقل ارتفاع محتمل لاقتراب الأهداف الجوية، يغطي مساحة الدولة بالكامل، ويمتد خارج حدودها من جميع الاتجاهات؛ لذلك يكون تركيز الجهود على إنشاء حقل راداري يغطى الاتجاهات الرئيسية المحتملة لاقتراب العدو الجوي، مع القبول بوجود بعض المناطق غير المغطاة داخل حدود الدولة

5. التجميع الراداري

تتولى وحدات الرادار والإنذار بالتعاون مع الإنذار الطائر (المبكر)، وعناصر الاستطلاع الراداري والبصري بوحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، ووحدات الحرب الإلكترونية، مهمة استطلاع العدو الجوي على الارتفاعات المختلفة، وعلى طرق الاقتراب البعيدة لحدود الدولة، واكتشافه وتحديد معلوماته، وإنذار القوات عنه في الوقت المناسب، وتأمين أعمال قتال المقاتلات والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات على جميع الارتفاعات، ومراقبة التزام الطيران الصديق (حربي ـ مدني) بقواعد الطيران المعمول بها.

6. الأسس التي تراعى عند بناء النظام الراداري

أ. التكامل بين جميع عناصر النظام على جميع المستويات.

ب. أن يتفق مع طبيعة وأهمية المنطقة المطلوب تغطيتها راداريا.

ج. توفير أزمنة إنذار مناسبة لتأمين أعمال قتال، وسائل الدفاع الجوي الإيجابية.

د. أن يتمتع النظام الراداري بالحيوية والقدرة على الصمود تحت تأثير هجوم العدو الجوي، واستخدامه أسلحة الهجوم الجوي الحديثة والإعاقة الإلكترونية.

هـ. الاقتصاد في بناء النظام.

و. تحقيق درجة تغطية متبادلة بين عناصر النظام.

7. أنظمة الرادار الأرضية

هي التسليح الرئيسي لكتائب الرادار. وتتنوع هذه الأجهزة من حيث الغرض والإمكانيات، بما يمكّنها من اكتشاف الأهداف الجوية على المدايات البعيدة والمتوسطة والقصيرة كالآتي:   

أ. أجهزة رادار ثلاثية الأبعاد.

ب. أجهزة رادار ثنائية الأبعاد.

ج. أجهزة رادار تحديد الارتفاع.

تتنوع هذه الأجهزة من حيث النطاقات الترددية إلى (المتري ـ الديسيمتري ـ السنتيمتري ـ الملليمتري).

وتتنوع الوحدات الفرعية من حيث التسليح، حيث تحتوى الكتيبة الواحدة على أجهزة رادار شرقية/ غربية الصنع، حتى يمكن الاستفادة من الإمكانيات الفنية والتكتيكية، التي يوفرها هذا التنوع، لزيادة قدرات وإمكانيات وحدات الرادار والإنذار كالآتي:

أ. تتميز أجهزة الرادار المترية بالقدرة على اكتشاف الأهداف الجوية، ذات المقطع الراداري الصغير مع إمكانية العمل تحت تأثير أعمال الإعاقة الإلكترونية. وهي تحقق إمكانية اكتشاف الطائرات الموجهة من دون طيار، على الارتفاعات المتوسطة والعالية.

ب. تتميز الأجهزة (الديسيمترية  - السنتيمترية) بكشف الأهداف ذات المقطع الراداري الصغير، على الارتفاعات المنخفضة، كما يمكن لرادارات المصفوفة الطورية اكتشاف الصواريخ الباليستية والطوافة.

8. نظام المراقبة الجوية بالنظر

يتكون النظام من نقاط مراقبة جوية بالنظر، تحتل في أنساق ودوائر وخطوط تغطي حدود وسواحل الدولة، وتدعم الحقل الراداري المستمر داخل حدود الدولة، وتقوم بسد الثغرات في الحقل الراداري، وكشف الأهداف الجوية المنخفضة والمنخفضة جدا.

يمكن لنقاط المراقبة الجوية بالنظر توفير الإنذار عن الطائرات المخفاة والموجهة من دون طيار، ذات المقطع الراداري الصغير، والأهداف ذات السرعات البطيئة على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جدا، كما أنها لا تتأثر بالإجراءات الإلكترونية المعادية.

9. نظام الإنذار المحمول جواً

للتغلب على مصاعب اكتشاف الأهداف الجوية على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً، تُستخدم أنظمة الإنذار المحمولة جواً في منطاد وعلى طائرات لكشف هذه الأهداف، بمدى كشف يقدر بحوالي من خمسة إلى سبعة أمثال مدى الكشف للأجهزة الأرضية.

ويمكن لنظام الإنذار الطائر اكتشاف الأهداف حتى مسافة 270 كم، بما يحقق تعميق الإنذار ويسمح بزمن إنذار كافٍ ومناسب لوسائل الدفاع الجوي، للانتقال لأوضاع استعداد قتالي متقدمة. ويمكن ربط معلوماتها بنظام القيادة والسيطرة الآلي، للاستفادة منها.

10. مبادئ التخطيط لاستخدام نظام الرادار المحمول جواً في منطاد

أ. تحقيق التكامل مع الحقل الراداري الأرضي، خاصة في المناطق غير المغطاة، أو التي يصعب تغطيتها بالحقل الأرضي، وبما يحقق مطالب الإنذار وتأمين أعمال قتال عناصر الدفاع الجوي الايجابية، وتأمين أعمال قتال المقاتلات.

ب. مراعاة أن سقف الحقل الراداري المكون بواسطة المنطاد، لا يزيد عن ارتفاع تحليق المنطاد، ومن ثم يجب استكمال الحقل الراداري أعلى من ذلك، بواسطة الحقل الأرضي.

ج. تمركز أنظمة المنطاد في مواقع قريبة، أو في الموقع نفسه الذي به كتيبة رادار أرضية خاصة، لتحقيق الربط مع نظام القيادة والسيطرة الحالي (آلياً/ يدوياً).

د. توفير التأمين الشامل لاستخدام المنطاد بما يحقق الآتي:

(1) توفير التأمين الجوي/ الأرضي عن موقع المنطاد.

(2) البعد عن مدى تأثير جميع وسائل النيران المعادية في المدى التكتيكي/ التعبوي.

(3) البعد عن مدى تأثير المدفعية الصديقة.

هـ- توفير شروط الموقع الجيد للاحتلال من حيث:

(1) الأرض المخصصة لاحتلال مسطحة في مساحة لا تقل عن (1 كم × 2 كم).

(2) توفير ظروف الإعاشة، خاصة الطرق والمياه.

(3) التجهيز الهندسي طبقا لمطالب النظام، مع إعداد موقع تبادلي لسرعة المناورة وقت الحاجة.

ثانياً: عناصر الاستطلاع الإلكتروني

1. الاستطلاع اللاسلكي

يقوم بمهام اكتشاف وتأكيد أماكن التمركز/ التجميع القتالي للقوات الجوية المعادية، وتحديد أماكن القيادة والسيطرة، واستطلاع الشبكات اللاسلكية المعادية، خاصة أثناء إدارة أعمال القتال الجوي، واكتشاف نوايا العدو الجوي وتحضيراته، وتحديد مطارات الإقلاع، والحجم التقريبي للقوات المهاجمة، وطرق الاقتراب.

2. الاستطلاع الراداري

أ. يُكلف بمهام جمع المعلومات من خلال تحليل الموجات الكهرومغناطيسية، المنبعثة من أجهزة رادار الأهداف الجوية المعادية، وتسهم هذه المعلومات في تأكيد الاستطلاع اللاسلكي لمنظومة الدفاع الجوي.

ب. يُنفذ الاستطلاع الراداري بواسطة عناصر الحرب الإلكترونية، دعم لمنظومة الدفاع الجوي.

3. نظام المراقبة الجوية بالمطارات المدنية

أ. تراقب سلطة الطيران المدني المجال الجوي، بغرض تأمين سلامة حركة الطيران وتسهيلها (الداخل/ الخارج/ العابر)، بالتعاون مع مراكز المراقبة الجوية بالدول المجاورة، وبما لا يتعارض مع إجراءات تأمين الدولة.

ب. يستفاد من هذا النظام في معاونة الحقل الراداري لمنظومة الدفاع الجوي، خاصة في حالة الاستعداد القتالي اليومية لتأكيد معلوماته، والتغلب على مصاعب الإبلاغ عن التحركات الجوية، بما يؤدي إلى إحكام السيطرة على المجال الجوي للدولة.

4. الإمكانيات الحالية لنظام الاستطلاع والإنذار الحالي

أ. إنشاء حقل راداري مؤمن في حالات الاستعداد القتالي المتقدمة، حده السفلي 100 م، وحده العلوي 30 كم، وبمساحة تغطي مسؤولية نطاق التشكيل التابع له، مع توفر معامل تغطية متبادلة لتحقيق معدل عالٍ لاكتشاف الأهداف الجوية.

ب. تغطية منطقة القتال الرئيسية على الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة.

ج. توجيه المقاتلات لأهدافها الجوية، من خلال مراكز/ نقاط التوجيه اليدوية والآلية.

د. تشكيل أنساق مراقبة جوية بالنظر على امتداد الحدود، إضافة إلى خطوط ودوائر المراقبة لاستكمال خطوط الإنذار.

ثالثاً: وسائل الدفاع الجوي الإيجابية

تتعدد الأنظمة الإيجابية لمجابهة العدائيات الجوية المنتظرة طبقاً لمداياتها، وتشمل:

·   وحدات مقاتلات وتتبع المناطق الجوية.

·   أنظمة الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات (أرض/ جو)، وتشمل أنظمة متعددة (متوسطة وقصيرة المدى)، إلى جانب الصواريخ الفردية.

·   المدفعية المضادة للطائرات.

1. المقاتلات

هي أحد العناصر الرئيسية لتوفير الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية، نظراً لقدرتها العالية على المناورة، وإمكانيتها العالية على تدمير طائرات العدو على مسافات بعيدة على طرق اقترابها، قبل وصولها إلى خطوط تنفيذ المهام، وتتعدد مهام عمل المقاتلات وأساليبها كالأتي:

أ. المهام الرئيسية للمقاتلات

(1) حماية القوات والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والبحرية، ضد ضربات العدو الجوية واستطلاعه جواً.

(2) تأمين أعمال قتال أسلحة الجو الأخرى.

(3) إعاقة النقل الجوي المعادى وقتال قوات الإبرار الجوي المعادى.

تعمل المقاتلات بأساليب مختلفة، مثل (الاعتراض من وضع الاستعداد الجوي والأرضي، القنص الحر، تنظيف المجال، الحراسة المباشرة).

تتحدد الإمكانيات القتالية للمقاتلات، بإمكانيات التوجيه لمراكز التوجيه ونقاط التوجيه، وعدد الأهداف الجوية التي يمكن اعتراضها وتدميرها، وتعتمد على إمكانيات الطائرة الواحدة أو الوحدة الفرعية أو وحدة المقاتلات، في صد وتدمير عدد محدد من الأهداف الجوية. وتؤثر عليها عوامل رئيسية تحدد إمكانيات المقاتلات عند صد الضربات/ الهجمات الجوية المعادية مثل (عدد الطائرات، معامل الصلاحية، معامل الاستخدام، معامل الصد والتدمير).

وتعتمد إمكانيات المقاتلات في شغل مظلة جوية واحدة على (عدد الطائرات ـ معامل الصلاحية ـ المجهود الجوي، زمن البقاء بالمظلة).

تنفذ المقاتلات مهامها من خلال أعمال الاعتراض الجوي، كالأتي:

(1) اعتراض الطائرات المعادية والحاملة لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، على خطوط الاعتراض البعيدة من وضع الاستعداد الجوي (المظلة) الجوية، وطبقاً لزمن الإنذار المتيسر.

(2) اعتراض الطائرات المعادية على خطوط الاعتراض القريبة من وضع الاستعداد الأرضي.

ب. خطوط الاعتراض

(1) خط الاعتراض المفروض، وهو خط متقاطع مع خط سير الهدف الجوي المتوقع.

(2) خط الاعتراض المحسوب، وتُحدد طبقاً للحسابات الملاحية، سواء من وضع الاستعداد الأرضي أو الجوي.

(3) خط الاعتراض المتقدم، وهو خط الاعتراض العملي الذي ينفذ فعلياً في العمليات الحقيقية لاعتراض وتدمير طائرات العدو، ويكون متقدماً على خط الاعتراض المحسوب لمسافة تعادل 20 – 25 كم، في الأحوال الجيدة نهاراً ومن دون استخدام أجهزة التصويب الراداري، وحتى ارتفاع طيران 10 آلاف قدم.

ج. تنظم أوضاع الاستعداد للمقاتلات، طبقاً لإمكانية التأمين الراداري كالأتي:

(1) وضع المظلة الجوية

هو أقصى حالة يمكن اللجوء إليها، ويستخدم فقط عند توقع هجوم جوي، أو حدوث اختراق جوي فعلي، وعند عدم توافر أزمنة إنذار كافية لـتأمين المقاتلات من أوضاع الاستعداد الأرضية، حيث تكون المقاتلات في منطقة المظلة المحددة لها وفي انتظار الأوامر والمهام، التي تصدر إليها من مركز القيادة الأرضي.

(2) أوضاع الاستعداد الأرضي

هي أوضاع الاستعداد التي تحدد الحالة التي يكون عليها الطيارون والمقاتلات، بالقواعد والمطارات الجوية.

(أ) وضع الاستعداد الأرضي الرقم (1)

هو أعلى أوضاع الاستعداد الأرضية، وتكون فيه المقاتلات جاهزة للإقلاع على أول الممر مع إدارة المحرك ووجود الطيارون داخل كبائن القيادة، وتشغيل الأجهزة في انتظار الأوامر بالإقلاع. ويتسلم الطيارون المهام بعد الإقلاع.

(ب) وضع الاستعداد الأرضي الرقم (2)

هو أكثر أوضاع استعداد المقاتلات اقتصاداً، وبذلك يجب توفير أزمنة إنذار متيسرة تسمح بوجود المقاتلات في هذا الوضع. وتكون المقاتلات مجهزة، والطيارون بالقرب منها.

2. أنظمة الصواريخ الموجهة أرض/ جو

تُعد الصواريخ المضادة للطائرات هي العنصر الرئيسي في منظومة الدفاع الجوي. وقد صُممت لتدمير الأهداف الجوية المعادية عند الاقتراب من الأهداف المُدَافع عنها. ويمكن للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات القيام بالمهام الآتية:

أ. توفير التغطية بالصواريخ والوقاية المباشرة بالمدفعية المضادة للطائرات، لحماية الأهداف الحيوية بالدولة والتجمعات الرئيسية للقوات المسلحة ضد العدائيات الجوية، مستقلة أو بالتعاون مع المقاتلات.

ب. قتال قوات الإبرار الجوي في مناطق الإسقاط، وفى أثناء طيرانها في الجو.

ج. معاونة القوات الجوية في القتال للحصول على السيطرة الجوية.

د. في بعض الحالات الخاصة، عندما لا تكون هناك أهداف جوية، فإنه يمكن استخدام الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في القتال، بجانب التشكيلات البرية ضد القوات إنزال/ إبرار، والأهداف السطحية في المناطق الساحلية، وطبقاً لخصائصها الفنية والتكتيكية.

أ. خصائص الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات

تعد الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات، أكثر وسائل الدفاع الجوي فاعلية؛ وتمتاز بالخصائص الآتية:

(1) تأثير نيران عالٍ ودقة عالية لإصابة الأهداف الجوية

(2) إمكانية فتح النيران على الأهداف الجوية، في المسافات البعيدة والارتفاعات العالية

(3) إمكانية الاستخدام في جميع الأحوال الجوية ليلاً ونهاراً، وعلى مختلف الارتفاعات والسرعات

ب. تنظيم الصواريخ الموجهة (أرض/ جو)

يتوافر لدى منظومة الدفاع الجوي أنظمة متعددة من الصواريخ، متوسطة وقصيرة المدى، إضافة إلى الصواريخ الفردية، ويكون تنظيمها في تجميعات متكاملة ومتنوعة.

ج. الإمكانيات القتالية لأنظمة الصواريخ الموجهة (أرض/ جو)

(1) إمكانية التغطية (إنشاء مناطق القتال)

(أ) هي قدرة مواقع النيران بأنظمة الصواريخ المختلفة على تكوين مناطق تدمير متصلة، بغرض التغطية بالصواريخ المضادة للطائرات، لمعظم الاتجاهات والأغراض الحيوية في نطاق/ قطاع المسؤولية.

(ب) تتأثر مساحة التغطية بعوامل كثيرة منها: معامل التراكب، السرعة، ارتفاع الأهداف المعادية وخط سيرها).

(ج) تعتمد إمكانية التغطية لوحدات الصواريخ في التعامل مع الأهداف الجوية المعادية، وارتفاع التخطيط المنتظر لمعظم هجمات العدو الجوي: حدود مناطق التدمير والفواصل والمسافات بين كتائب النيران وطبيعة الأرض ومدى تأثيرها على شكل مناطق الكشف والتدمير، وأقصى باراميتر مسموح به؛ لكل نظام على حدة.

(2) الإمكانيات النيرانية

قدرة التجميع على صد وتدمير عدد معين من الطائرات المعادية، باستخدام الصواريخ المتيسرة بالموقع، أو من خلال فترة زمن الهجمة، ويشمل الآتي

(أ) احتمال إصابة الهدف المعادي بصاروخ أو أكثر.

(ب) عدد الأهداف التي يمكن الاشتباك معها في وقت واحد.

(ج) عدد مرات الاشتباك خلال زمن معين.

(د) عدد الأهداف المدمرة باستهلاك وحدة نارية خلال زمن معين.

(3) إمكانية المناورة

تجري المناورة بغرض:

(أ) حشد القوات ووسائل الدفاع الجوي من اتجاه لآخر.

(ب) دعم بعض الأغراض المهمة.

(ج) تنظيم الدفاع الجوي عن أغراض حيوية جديدة.

(د) سد الثغرات في تجميعات الدفاع الجوي واستعادة الكفاءة.

(4) إمكانية الإمداد بالصواريخ

وهي القدرة على إمداد كتائب النيران بالصواريخ للمحافظة على استعدادها القتالي.

(5) الإمكانيات القتالية للصواريخ الفردية

(أ) إمكانيات النيران

تتميز بإمكانيات قتالية عالية في التعامل مع طيران العدو، وتتوقف على:

·   احتمال إسقاط الهدف بصاروخ واحد.

·   احتمال إسقاط الهدف بعدد معين من الصواريخ.

(ب) إمكانية التغطية

وهي القدرة على وضع الهدف المعادي تحت تأثير النيران، بغرض تكثيف الوقاية المضادة للطائرات لبعض الاتجاهات، أو الأغراض المهمة، وهي إما أن تكون متصلة حول الغرض (في حالة التشكيل القتالي المثلث)، أو في قطاع معين ينتظر هجوم العدو الجوي منه (في حالة التشكيل القتالي الخطي).

(ج) إمكانية المناورة، وتشمل

·   المناورة بالقوات والنيران.

·   عدد الأهداف التي يمكن صدها بالفصائل.

3. المدفعية المضادة للطائرات

تُعد المدفعية المضادة للطائرات إحدى الوسائل الفعالة للقتال، ضد الأهداف الجوية المفردة/ المجموعة، وخاصة على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً

أ. خصائص المدفعية المضادة للطائرات

(1) القدرة العالية على المناورة، ما يمكنها من حشد أكبر عدد ممكن من الوحدات في المكان المطلوب، في أقل وقت ممكن.

(2) سرعة المناورة بالنيران بتجميع نيران سرايا المدفعية على هدف واحد.

(3) سرعة تحول عناصر المدفعية المضادة للطائرات، إلى أوضاع استعداد قتالي متقدمة.

(4) تعد المدفعية المضادة للطائرات إحدى الوسائل الرئيسية للتعامل مع الهليكوبتر المسلح.

(5) خفة الحركة لقدرتها على التحرك في جميع أنواع الأراضي، خاصة المجنزرة منها.

 ب. القدرات القتالية للمدفعية المضادة للطائرات

(1) إمكانية إنشاء مناطق تأثير نيران المدفعية المضادة للطائرات

تتوقف على نصف قطر الغرض الحيوي، المطلوب توفير الوقاية المباشرة عنه، وسرعة الهدف الجوي المعادي وارتفاعه، والمرمى المؤثر للعيار المستخدم.

(2) إمكانية النيران (الصد والتدمير)

(أ) إمكانية الصد

وتقدر بعدد الاشتباكات التي يمكن تنفيذها بواسطة المدفعية المضادة للطائرات، وتتوقف هذه الإمكانيات على: سرعة الهدف، وارتفاع الهدف، وحدود مناطق التأثير، وعدد المدافع المشتركة والذخيرة المتيسرة، وإمكانية الاشتباك المتتالي.

(ب) إمكانية التدمير

تقل إمكانية التدمير بواسطة عناصر المدفعية المضادة للطائرات، طبقاً لمعاملات التأثير العكسي، وتتمثل في معامل: الاستعداد، والاشتراك، والسيطرة، والإعاقة على أنظمة إدارة النيران.

إضافة إلى إمكانيات المناورة بالنيران والوحدات عند إدارة أعمال القتال، باتخاذ أنسب أوضاع التشكيل القتالي لاستمرار توفير الوقاية المضادة للطائرات.

رابعاً: أنظمة القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية

1. أنظمة القيادة والسيطرة

تستخدم أنظمة القيادة والسيطرة المختلفة في منظومة الدفاع الجوي، لمعاونة القادة في إدارة أعمال القتال والسيطرة على القوات بمهارة وحزم، وخاصة عند تعقد الموقف الجوي، وعند المتغيرات الحادة والسريعة في الموقف الجوي. وتعد السيطرة المستمرة والحازمة على الوحدات، من أهم العوامل لنجاح معركة الدفاع الجوي، والتي تبنى على الأتي:

أ. إمكانية كشف الأهداف الجوية وإنذار الوحدات في الوقت المناسب.

ب. سرعة رفع حالات وأوضاع الاستعداد القتالي، واتخاذ القرار، وتخصيص المهام في الوقت المناسب.

ويحقق نظام القيادة والسيطرة الآلي الإمكانيات الآتية:

أ. تكوين صورة موقف جوي أليا، مع إمكانية كشف أهداف عالية حتى 400 هدف، قد تصل خطورة الأهداف حتى 200 هدف، خلال 40 ثانية.

ب. تخصيص الأهداف المعادية وتحديد أنسب عنصر للتعامل مع الهدف، وكذا إمكانية السيطرة بدقة عالية مع زيادة عدد الأهداف، ما يتيح إمكانية القيادة المركزية في ظل تعقد الموقف الجوي.

كما يتوافر نظام قيادة وسيطرة يدوي على التوازي مع النظام الآلي، يمكنه إدارة أعمال القتال والسيطرة على القوات بكفاءة عالية، في حالة فقد النظام الآلي لكفاءته، إضافة إلى النظام اليدوي في القطاعات غير المميكنة.

2. وحدات الحرب الإلكترونية دعم منظومة الدفاع الجوي :

أ. المهام

(1) اكتشاف ومتابعة وتحديد النظم والوسائل الرادارية المعادية المحمولة جواً بالطائرات، والمستخدمة في القيادة والسيطرة والتوجيه؛ وتحديد خصائصها الفنية بأعمال الاستطلاع الراداري.

(2) الاكتشاف المبكر للشواهد الرادارية للنشاط الزائد لطائرات القتال المعادية، والدال على نوايا العدو، في توجيه الضربات/ الهجمات الجوية، لتدعيم معلومات الإنذار للدفاع الجوي بمعلومات الاستطلاع الإلكتروني.

(3) معاونة أعمال قتال الدفاع الجوي في تعزيز الحماية للأهداف الحيوية، بأعمال الإعاقة الرادارية (أرض/ جو) ضد رادارات القذف والتنشين للطائرات المعادية.

(4) المعاونة في تحديد واكتشاف وتحديد اتجاهات عمل مراكز الحرب الإلكترونية، المعادية للإعاقة الرادارية المحمولة جواً.

(5) الاشتراك في خطة الخداع لمنظومة الدفاع الجوي، بالتمثيل الخداعي لمواقع الصواريخ بإمكانيات سرايا الإعاقة السلبية.

(6) تركيز جهود الاستطلاع والإعاقة الرادارية، في اكتشاف وإعاقة رادارات القذف والتنشين والتتبع بطائرات القتال المعادية.

ب. إمكانيات وقدرات وحدات الحرب الإلكترونية دعم منظومة الدفاع الجوي

(1) الاستطلاع الراداري.

(2) الإعاقة الرادارية.

(3) الاستطلاع اللاسلكي للأهداف.

(4) التمثيل الخداعي من كتائب الصواريخ.

على ضوء القدرات والإمكانيات الحالية بتوفير الدفاع الجوي، يكون الدفاع عن الأهداف الحيوية من خلال خطة الدفاع الجوي عن الدولة، طبقاً للتوزيع الإستراتيجي والتعبوي لمنظومة الدفاع الجوي الحالي، وطبقا للأسبقيات، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمجابهة التفوق التكنولوجي.

وحتى تتحقق الاستفادة القصوى من الإمكانيات القتالية الحالية، يجب أن يٌبنى التخطيط السليم والدقيق للدفاع الجوي على استمرار دراسة هذه الإمكانيات ومقارنتها بالعدائيات المحتملة، في ظل تطور وسائل الهجوم الجوي الحديثة والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الطوافة، للوقوف على المصاعب والتحديات التي تواجهها، وتحديد مدى تأثيرها عليها، من خلال تحديد أوجه القصور في مجابهة هذه العدائيات.