إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتطور المتوقع لمجابهتها









المبحث الأول

المبحث الخامس

تأثير التطور في استخدام أسلحة الهجوم الجوي الحديثة،

على منظومة الدفاع الجوي

إن المهمة الرئيسية لمنظومة الدفاع الجوي، هي توفير الدفاع الجوي للقوات والأهداف الحيوية في الدولة، ضد ضربات وهجمات العدو الجوية، بغرض منع العدو من الـتأثير على القدرة القتالية للقوات، واستمرار الأنشطة الحيوية بالدولة.

وحتى تتمكن منظومة الدفاع الجوي من تنفيذ مهامها، في ظل ظروف الحرب الحديثة، والتطور المطرد في أسلحة وأساليب العدائيات الجوية/ الصاروخية، فلا بد من مسايرة هذا التطور ودراسة التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي وأوجه القصور بها، لإيجاد أنسب الأساليب لمجابهتها.

أولاً: تأثير تطور منظومة الاستطلاع الجوي والفضائي للعدائيات الجوية، على أعمال القتال

1. تأثيرات مباشرة

أ. إمكانية المتابعة نهاراً وليلاً لأوضاع وأعمال المناورة للقوات، كالأتي:

(1) أقمار الاستطلاع بالتصوير.

(2) معدل مرور يومي يراوح ما بين 5 - 8 دورة فوق الدولة (فترة مرور القمر الواحد 1 – 4 دقائق في الدورة الواحدة).

ب. توافر الدقة المناسبة للبيانات الباليستية المطلوبة للصواريخ أرض/ أرض.

ج. الكشف المبكر عن نوايا القوات بالفتح أو التحول، بما يحقق إمكانية توجيه الضربات الجوية والصاروخية المسبقة.

د. تحديد الثغرات في وسائل الكشف والتدمير لمنظومة الدفاع الجوي، وبما يحقق أنسب طرق الاقتراب لطائراته أثناء تنفيذ مهامها.

هـ. السيطرة على أعمال قتال قواته الجوية، أثناء تنفيذ مهامها في العمق الإستراتيجي للقوات.

و. زيادة الدقة لأسلحة الهجوم الجوي المعادي، من خلال تزويدها بالمعلومات المحددة الدقيقة عن أهداف هجومها.

ز. إمكانيات الكشف الفوري لمنصات إطلاق الصواريخ أرض/ أرض.

2. تأثيرات غير مباشرة

أ. إمكانية تقييم وتحديد نوايا القوات مبكراً، لتوجيه ضربات مضادة أو القيام بأعمال المناورة التعبوية من اتجاه إلى أخر.

ب. زيادة الكفاءة لمنظومة اتصالاته، بما يحقق تنامي قدراته في أعمال السيطرة، وإضعاف أعمال الإعاقة والتشويش المضاد.

ج. تقييد التحركات والأنشطة التدريبية في الأحوال العادية.

ثانياً: الصعوبات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي، وأوجه القصور فيها:

يُعد تنامي القدرات القتالية لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، بأحدث طائرات القتال والصواريخ الباليستية والطوافة، واستخدام الفضاء الجوي، هي أهم التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي. ومن خلال دراسة إمكانيات وقدرات عناصر المنظومة، يمكن تحديد أهم التحديات التي تواجهها في الآتى:

·       نظم الاستطلاع والإنذار (رادارات أرضية، ومراقبة جوية بالنظر، وإنذار طائر).

·       عناصر الدفاع الجوي الإيجابية (مقاتلات، وصواريخ مضادة للطائرات، ومدفعية مضادة للطائرات).

·       أنظمة القيادة والسيطرة (يدوية ـ آلية).

·       أنظمة الحرب الإلكترونية.

1. نظم الاستطلاع والإنذار

أ. نظم رادارية أرضية

يتكون الحقل الراداري الأرضي من مجموعة إمكانيات الكشف لكتائب ومحطات الرادار، والتي تنتشر بطول البلاد وعرضها مكونة الحقل الراداري المستمر، الذي يتم توصيفه وتحديد بارامتراته طبقاً لأوضاع وحالات الاستعداد القتالي المختلفة، وأهمية المنطقة المدافع عنها طبقاً لجداول تشغيل محددة.

(1) تتميز أجهزة الرادار الشرقية بالقدرة على اكتشاف الأهداف الجوية المعالجة بالمواد الماصة/ المفرقة للإشعاع الراداري، مع إمكانية كبيرة في مقاومة الإعاقة الإلكترونية.

(2) تتميز أجهزة الرادار الغربية بقدر كبير من التكنولوجيا، لأن أجهز الإرسال والاستقبال بها مزودة بأنظمة تكنولوجية متطورة، إضافة إلى استخدام الحاسبات الإلكترونية الحديثة، في تصفية المعلومات وتمييزها.

ب. نظام المراقبة الجوية بالنظر

يتكون النظام من نقاط مراقبة جوية بالنظر، تتشكل في شبكات مراقبة جوية، وتحتل في أنساق تغطى حدود الدولة وسواحلها.

يمكن لنقطة المراقبة الجوية بالنظر المزودة بتلسكوب مراقب، اكتشاف الأهداف الجوية ذات السرعات البطيئة، والتي تتطير على ارتفاعات منخفضة بمدى حتى 10 – 15 كم.

ج. نظام الاستطلاع والإنذار الطائر

تنحصر الوسائل الرادارية المحمولة جواً المتاحة حالياً، في الطائرة E2-C، التي تتميز بالقدرة العالية على اكتشاف الأهداف الجوية، خاصة على الارتفاعات المنخفضة و المنخفضة جداً.

ويمكن للطائرة E2-C، اكتشاف الأهداف المعادية حتى مسافة أكبر من 270 كم، بعد تطوير الرادار المحمول بالطائرة، ما يحقق عمقاً إنذارياً يسمح بتوفير زمن إنذار مناسب وكافٍ لعناصر الصواريخ، للانتقال لأوضاع الاستعداد المتقدمة لمواجهة الأهداف الجوية المعادية.

2. المصاعب التي تواجه نظام الاستطلاع والإنذار الحالي

أ. مصاعب ناجمة عن تطور العدائيات الجوية (طائرات القتال، والطائرات العمودية المسلحة، والطائرات الموجهة من دون طيار، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة)، وتتمثل في الأتي:

(1) تطور وسائل ومعدات الملاحة لزيادة القدرة على الطيران على الارتفاعات المنخفضة جداً، من خلال أنظمة محاكاة تضاريس الأرض، باستخدام رادارات تتبع الهيئات الأرضية لتجنب الكشف الراداري.

(2) تقليل البصمة الحرارية والصوتية من خلال الأساليب الفنية، وتغيير مكان خروج العادم، أو تشتيته، أو تبريده قبل خروجه، أو تحويل العادم إلى أعلى مع استخدام كاتم الصوت.

(3) استخدام تكنولوجيا الإخفاء وخفض البصمة الرادارية والحرارية، من طريق الآتي:

(أ) استخدام أنواع من الطلاء لها القدرة على امتصاص أو تشتيت الإشعاع الراداري.

(ب) اختيار أنظمة ملاحية وأنظمة تصويب ومعدات إلكترونية، تحقق أقل قدر من إمكانية اكتشافها.

(ج) استخدام تقنيات متنوعة لتقليل مساحة المقطع الراداري، ما يقلل من احتمالات كشفها.

ب. وجود أنظمة حماية صوتية متطورة، تشتمل على وسائل إعاقة رادارية أو حرارية (إيجابية/ سلبية)، أو وسائل مختلفة (رادارية وحرارية)، أو أنظمة حرب إلكترونية متكاملة، تقوم بالاستطلاع والإعاقة الرادارية والحرارية، وتعمل ضد الرادارات الأرضية والرادارات المحمولة جوا بطائرات الإنذار, ولها القدرة على خداع أجهزة الرادار وإحداث تشبع للنظام الآلي/ أجهزة الحاسبات الإلكترونية بنظم الرادار المختلفة.

ج. تزويد الطائرات العمودية المسلحة بصواريخ جو/ أرض مضادة للإشعاع الراداري، يمكنها من التعامل مع جميع أنواع الرادارات.

د. تطوير الصواريخ الموجهة رادارياً بذاكرة تمكنها من تتبع الإشعاع الراداري، مثل الأسلحة الموجهة رادارياً الصواريخ الأمريكية (شرايك ـ ستاندر أرم ـ هارم ـ هاربون).

هـ. ضعف إمكانيات نظام الإنذار والاستطلاع الحالية في التعامل مع الصواريخ أرض/ أرض، والطوافة خلال مراحل الطيران المختلفة، كالآتي:

(1) المرحلة الأولى (مرحلة الإطلاق)

(أ) الصواريخ الباليستية

·   وصول الصاروخ إلى أقصى ارتفاع كشف (الحقل الراداري الحالي 30 كم)، خلال زمن لا يتعـدى 20 ثانية، حيث تبلغ متوسط سرعة الصاروخ من 1500 – 1800 م/ ثانية.

·   معظم أجهزة الرادار الغربية المتيسرة حالياً ذات حاسبات إلكترونية غير مخصصة لتتبع مثل هذه الأهداف.

·   تقع منصات ومواقع الإطلاق، عادة، على مسافات كبيرة، تكون غالبا خارج مدى كشف أجهزة الرادار الأرضية، إضافة إلى عدم توافر مستشعرات حرارية بطائرات الإنذار المبكر E2-C، تسمح لها بالاكتشاف لحظة إطلاق الصواريخ الباليستية.

(ب) الصواريخ الطوافة

تشكل الصواريخ الطوافة صعوبة كبيرة في اكتشافها بالوسائل الرادارية المتاحة حالياً، لأسباب عديدة، كالأتي:

·   صغر مساحة المقطع الراداري الذي يصل إلى 0.1 م.

·   الطيران على ارتفاعات منخفضة جداً وبسرعات بطيئة، وفى مسارات غير متوقعة، بحيث يمكن تمييزها كأهداف صديقة في حالة اكتشافها.

·   مرونة الاستخدام وإمكانية إطلاقها من خارج إمكانيات الكشف الراداري، ومن مسافات بعيدة تصل إلى 1500 - 2500 كم.

·   طُورت الأنواع الحديثة منها بتقليل البصمة الرادارية والحرارية، وزيادة القدرة على مقاومة الإعاقة، وتطوير جسم الصاروخ والخواص الأيدروديناميكية لزيادة السرعة والقدرة عل المناورة.

(2) المرحلة الثانية (المرحلة المتوسطة)

(أ) الصواريخ الباليستية

تُنفذ هذه المرحلة على ارتفاعات عالية جداً، قد تصل إلى 200 كم، من ثم لا تستطيع معظم أجهزة الرادار الحالية كشفها، حيث يبلغ أقصى ارتفاع كشف لها 30 كم.

(ب) الصواريخ الطوافة

·   صعوبة اكتشاف الصواريخ الطوافة خلال هذه المرحلة بواسطة أجهزة الرادار الأرضية، لتأثر الحقل الراداري على الارتفاعات المنخفضة بكروية الأرض والهيئات الأرضية، مع صغر المقطع الراداري للصاروخ، والقدرة العالية على المناورة، ومحدودية قدرة الأجهزة الرادارية على التغلب على الكسرات الثابتة على شاشات الرادار.

·   صعوبة اكتشاف الصواريخ الطوافة وتتبعها بالإمكانيات الحالية للطائرة E2-C.

·   تُعد نقاط المراقبة الجوية بالنظر، من أهم وسائل الاستطلاع والإنذار عن الصواريخ الطوافة؛ نظراً لسرعتها البطيئة نسبياً وارتفاع طيرانها المنخفض خلال تلك المرحلة.

(3) المرحلة الثالثة (مرحلة الهجوم) العودة للغلاف الجوي

(أ) الصواريخ الباليستية

·   يقطع الصاروخ المسافة من أقصى ارتفاع لسقف الحقل الراداري، وحتى وصوله للهدف، في زمن لا يتعدى 20 ثانية، وهو زمن غير كافٍ لاستكشافه.

·   تراوح سرعة الصاروخ الباليستي أثناء هذه المرحلة 17ماخ، وبالتالي لا تستطيع معظم أجهزة الرادار الحالية (الشرقية/ الغربية) اكتشافه.

(ب) الصواريخ الطوافة

·   يمكن الاعتماد على معلومات الطائرة E2-C ونقاط المراقبة الجوية بالنظر، في استطلاع الصاروخ أثناء طيرانه خلال هذه المرحلة.

3. أنظمة الدفاع الجوي الإيجابية الحالية

أ. الإمكانيات الحالية لأنظمة المقاتلات

تتولى المقاتلات والطائرات متعددة المهام، المخصصة للدفاع الجوي، مهمة اعتراض العدائيات الجوية على خطوط اقترابها البعيدة وخارج مناطق تدمير وسائل الدفاع الجوي الأرضية، في حدود إمكانياتها الفنية والقتالية.

ب. الإمكانيات الحالية للصواريخ الموجهة والمدفعية والرشاشات المضادة للطائرات

يتميز مبدأ التكامل بوجود منظومة متكاملة ومتنوعة من الصواريخ والمدفعية القصيرة والمتوسطة المدى، منها الشرقية ومنها الغربية الصنع.

ج. مصاعب ناجمة عن تطور العدائيات الجوية المتمثلة في طائرات القتال، والطائرات العمودية المسلحة، والطائرات الموجهة من دون طيار، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة

(1) تطور وسائل ومعدات الملاحة لزيادة القدرة على الطيران على الارتفاعات المنخفضة جداً، لتجنب الكشف/ الالتقاط/ التتبع بواسطة كتائب النيران.

(2) زيادة قدرة الطائرة على حمل كميات كبيرة من أنظمة التسليح، وتنوعها بين قنابل وصواريخ ومستودعات ذخائر مختلفة، في طرق التوجيه والاستخدام.

(3) زيادة الإمكانيات من حيث السرعة، ومعدل التسلق، والقدرة على المناورة، حيث وصلت سرعة الطائرات الحديثة إلى حوالي 3 ماخ على الارتفاعات العالية، و1.6 ماخ على الارتفاعات المنخفضة.

(4) استخدام تكنولوجيا الإخفاء وخفض البصمة الرادارية والحرارية (استخدام أنواع من مواد الطلاء ـ تقليل مساحة المقطع الراداري)، ما يقلل من احتمالات كشفها.

(5) إمكانية العمل الليلي، بتزويدها بأجهزة تصويب تمكنها من تنفيذ أعمال القتال ليلاً، وفي أحوال الرؤية الضعيفة.

(6) زيادة القدرات التدريعية للأجزاء الحيوية من الطائرة.

(7) تطوير الصواريخ الموجهة رادارياً بذاكرة تمكنها من تتبع الإشعاع الراداري، في حالة انقطاعه أثناء طيران الصاروخ في الجو، إلى هوائيات كتائب النيران، مع تزويد الصاروخ بنظام توجيه راداري إيجابي Radar Active، خلال المرحلة الأخيرة من الطيران، لزيادة الدقة في تدمير الأهداف.

(8) تطوير الأسلحة الموجهة بالأشعة تحت الحمراء أو بالتصوير الحراري؛ اعتماداً على الخاصية الإشعاعية للهدف. ومن أحدث أنواع تلك الأسلحة الصواريخ (بوب آي ـ سايدويندر).

(9) تزويد الأسلحة الموجهة بالليزر بمستقبل لأشعة الليزر، حيث يستقبل شعاع الليزر المنعكس من الهدف بعد إضاءته من الطائرة الأم. ومن أحدث أنواعها القنبلة الأمريكية GBU-28.

(10) تصميم برنامج التطوير للقنابل التقليدية، للعمل كقنابل موجهة، من خلال تزويدها بأنظمة ملاحية وأنظمة ملاحة فضائية، بغرض تحقيق أعلى قدر من الدقة لاستخدامها في الظروف الجوية الصعبة. ومن هذه الأنواع JDAM.

(11) تطوير القنابل العنقودية، بواسطة بطاقة إلكترونية مبرمجة بواسطة حاسب صغير، لفتح غلاف القنبلة في الفضاء، وتنطلق بعد ذلك مجموعة قنابل فرعية، والتي قد تكون موجهة أو حرة، ولها القدرة على التعامل مع الأهداف المدرعة والأفراد. ومن أحدث مستودعات القنابل العنقودية المستودع الأمريكي GBU-79B.

د. مصاعب منظومة الدفاع الجوي الحالية،  في مجابهة الصواريخ الباليستية والطوافة

(1) كبر مدى الصواريخ أرض/ أرض (مدى ـ ارتفاع)، عن مدى أجهزة الرادار الحالية، إضافة إلى عدم توافر مستشعرات حرارية بطائرات الإنذار المبكر، تسمح لها باكتشاف لحظة إطلاق الصواريخ الباليستية.

(2) عدم وجود حاسبات إلكترونية بأجهزة الرادار جاهزة لتتبع مثل هذه الصواريخ.

(3) صعوبة اكتشاف الصاروخ خلال مراحل خط سيره بالأجهزة الحالية، نظراً لصغر البصمة الرادارية والسرعة الهائلة للصاروخ.

(4) محدودية الأنظمة الإيجابية الحالية في التعامل مع الصواريخ أرض/ أرض، نظراً للآتي:

(أ) محدودية الارتفاع لهذه الأنظمة، والذي يبلغ حوالي 30 كم.

(ب) طول زمن رد الفعل.

(ج) محدودية السرعة لهذه الأنظمة، والذي يبلغ حوالي 1200 م/ ثانية.

هـ. مصاعب ناجمة عن تسليح أنظمة الحرب الإلكترونية (أرض/ جو)

(1) عدم مناسبة الحجم المتيسر من وحدات الإعاقة الإلكترونية المختلطة (أرض/ جو)، للأغراض الحيوية.

(2) الإمكانيات المادية لأجهزة ومعدات الحرب الإلكترونية، لا تتناسب مع التطور السريع في العدائيات الجوية.

4. أنظمة القيادة والسيطرة

أ. الإمكانيات الحالية لأنظمة القيادة والسيطرة

(1) تكوين صورة موقف جوي آمن مع احتمالات كشفه للأهداف.

(2) قصر زمن رد الفعل وإنشاء خطوط سير خلال زمن قصير.

(3) اكتشاف حتى 150 – 200 هدف آلياً، مع تحديث المعلومات باستمرار.

(4) إمكانية تمييز وتحديد خطورة الأهداف والتخصيص الآلي، واختيار أنسب العناصر للتعامل مع الهدف.

(5) إمكانية السيطرة بدرجة عالية، مع زيادة عدد الأهداف، ما يتيح إمكانية القيادة المركزية.

ب. مصاعب ناجمة عن تسليح أنظمة القيادة والسيطرة

(1) تعقد ِأعمال القيادة والسيطرة في القوات الجوية والدفاع الجوي.

(2) صعوبة تنظيم التعاون بين المقاتلات وعناصر الدفاع الجوي الأرضية.

(3) عدم الاستفادة الكاملة بمعلومات الإنذار عن العدو الجوي، لطول أزمنة التأخير.

(4) طول أزمنة رد الفعل في الأنظمة اليدوية.

(5) صعوبة تدفق وتداول معلومات الإنذار، من كافة مصادرها.

ج. المصاعب في أعمال التأمين الفني

(1) صعوبة توحيد خطوط الصيانة والإصلاح للمعدات المتنوعة المصادر.

(2) تعدد التخصصات وتنوعها وصعوبة توافر الكوادر الفنية، لكافة التخصصات.

(3) تعدد أنواع قطع الغيار وصعوبة توافرها بالتصنيع المحلي، لأن بعضها ذو تكنولوجيا متطورة؛ إضافة إلى صعوبة استيرادها لتكلفتها الاقتصادية العالية.

ثالثاً: التحديات والتهديدات، التي تواجه منظومة الدفاع الجوي

1. التحديات الناتجة عن التسليح الحالي لأنظمة المقاتلات

2. تهديدات أقمار الاتصالات

3. تهديدات أقمار الاستطلاع العسكري

4. تهديدات أقمار الإنذار المبكر عن الصواريخ الباليستية

5. تهديدات أقمار الملاحة وتحديد المحل

6. تهديدات الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية

7. التهديدات التي تواجه وسائل الدفاع الجوي، من استخدام الأقمار الصناعية

رابعاً: استخدام الفضاء الخارجي في إدارة الحرب الحديثة

إن الاعتبارات الجغرافية المعروفة، مثل الأرض والأحوال الجوية والمسافة، التي لعبت دوراً مهماً في الحروب الماضية، فقدت أهميتها في عصر الفضاء؛ فالأرض المغلقة التي تؤثر على اختيار شكل الهجوم، والأحوال الجوية التي تؤثر على اختيار توقيت الهجوم، والمسافة التي تفصل بين الدول المتحاربة، التي لا زال لها التأثير في الحرب التقليدية حتى اليوم، ومثل هذه الاعتبارات أصبحت غير مؤثرة على قدرات الأسلحة الفضائية.

أثر التطور العلمي والاقتصادي والتكنولوجي بصورة واضحة على الفكر العسكري؛ ما أدى لدخول عنصر المعرفة كمنافس جديد لنظم التسليح وتكتيكات القتال، ليحتل الدرجة نفسها من الأهمية. وقد أعطى العنصر الجديد المصداقية التامة لفكرة أنه يمكن إجبار العدو على الاستسلام، من خلال إرباك وشل وتدمير نظم القيادة والسيطرة له. واكب ذلك ما أُطلق عليه "الثورة في الشؤون العسكرية"، التي كانت السبب الرئيسي في ظهور حرب المعلومات.

1. استخدام الفضاء في حرب المعلومات

تحول الفكر العسكري من عقيدة تستند إلى تدمير القدرات المادية للعدو، بحشد القدرات العسكرية، إلى مفهوم ينظر للعدو على أنه نظام يمكن شل قدرته على المقاومة، ليس من طريق التدمير؛ ولكن من خلال وضع النظام العسكري المقابل بكامله كهدف رئيسي، مع التركيز على تحليل المعلومات.

وحرب المعلومات تعني الحصول على المعلومات والمحافظة على السيادة المعلوماتية في مسرح العمليات، وفي الوقت نفسه المحافظة على التفوق في البر والبحر والجو، والتعاون بين القوات لإحراز النصر.

2. استخدام الفضاء في الحرب الحديثة

يدخل الفضاء لأول مرة مسرح العمليات العسكرية، ليصبح وسطاً جديداً ومسرحاً للتنافس العسكري المباشر والصراع المحتمل. وسوف تُستخدم النظم الكونية الهجومية الإستراتيجية لإدارة الصراع المسلح في الفضاء الخارجي، وضرب الأهداف الأرضية والفضائية.

ويعتمد تخطيط الحرب الحديثة وإدارتها، على الترسانة الفضائية، بكل ما تحويه من أقمار صناعية للتجسس والاتصالات، إضافة إلى القنابل المدارية لقصف وتدمير الأهداف الأرضية أو الفضائية.

أصبحت تكنولوجيا الفضاء قادرة على توفير قيادة وسيطرة أفضل، على القوات المنتشرة على مسافات شاسعة من خلال الفضاء. كما أصبحت الحرب الحديثة أكثر تعقيداً، ما أدى إلى تطور الفكر العسكري في استخدام الأقمار الصناعية.

3. استخدامات أقمار التجسس (تصوير، استطلاع)

أ. التصوير ليلاً ونهاراً، وفي الظروف السيئة.

ب. تغطي تلك المستشعرات حيز الطيف الكهرومغناطيسي بالكامل، وكذلك استخدام مستشعرات متعددة الطيف، بغرض زيادة درجة وضوح الصورة.

ج. إمكانية التصوير البانورامي للبحث عن الأهداف، إضافة إلى التصوير التفصيلي الدقيق لتغطية منطقة بدرجة تمييز عالية.

د. إمكانية التصوير المرئي والحراري، بغرض الحصول على صورة ذات درجة وضوح عالية عن حجم وتجميع وتكوين القوات والفتح الإستراتيجي لها، واتجاه تركيز الجهود الرئيسية، وأهم الأهداف الحيوية.

هـ. إمكانية استخدام التقنيات الحديثة، خاصة في مجال المعالجة الرقمية للصور المتحصل عليها، بغرض الحصول على صورة ذات درجة وضوح وتمييز عاليتين.

و. مراقبة مدن العدو ومراكزه الصناعية وموانيه وخطوط مواصلاته، لتأكيد إصابتها بالقذائف التي توجه إليها، وعدم الحاجة إلى قصفها مرة أخرى.

ز. اكتشاف الحشود العسكرية على مختلف الجبهات.

ح. السيطرة على القوات بإرسال التوجيهات إلكترونياً، في الوقت المناسب.

خامساً: تأثير التطور في فكرة استخدام أسلحة الهجوم الجوي الحديثة في إدارة العمليات الحربية

1. حرب الخليج، عام 2003

أ. الاستخدام الموسع للطائرات المجهزة للعمل الليلي.

ب. الاستفادة بأعمال الاستطلاع بالطائرات.

ج. استخدام الطائرات المخصصة للإعاقة، منذ بدء وخلال العملية بصورة مكثفة جداً، ضد عناصر الدفاع الجوي الإيجابية.

د. استخدام الطائرات في إلقاء منشورات الحرب النفسية.

هـ. استخدام الطائرات للتزود بالوقود جواً.

و. استخدام الطائرات العمودية المضادة للدبابات، المجهزة بأنظمة (لونج بو) في معاونة أعمال قتال القوات البرية، على ارتفاع في حدود 30 – 40 م، تؤكد دور الطائرات العمودية بصفة رئيسية، حيث تسبق تقدم المدرعات، إضافة إلى استخدامها في عمل مظلة جوية فوق الأرتال الإدارية المتحركة، وذلك للتأمين والتعامل مع أي عناصر مدرعة ضد الرتل، وعلى ارتفاع في حدود 30 – 40 م.

ز. استخدام كثيف لطلعات الطائرات العمودية، في استطلاع القوات العراقية وداخل المدن.

ح. الاعتماد في الأساس على الطائرات بأنواعها والصواريخ الطوافة، في بداية العمليات.

ط. أثناء تنفيذ الهجمات الجوية في نهاية الفترة، تم استخدام الطائرات المقاتلة القاذفة أثناء القذف بزاوية 45 درجة تقريباً (الهجوم الغاطس)، باستخدام صواريخ موجهة من ارتفاع حوالي 3 كم، وبمدى إطلاق للصاروخ حتـى 4 – 6 كم، وقد استخدم هذا النوع من القذف المباشر لتحقيق نتائج مؤكدة، أو ضد هدف نقطة (منشأة ـ م ق ـ ...).

ي. اقتراب طائرات الإبرار لقوات التحالف في تشكيل طائرات عمودية متتالي على ارتفاع منخفض (20 م)، مستخدماً طريق كهدف استرشادي، ونزول الطائرة بأسلوب التدحرج على الأرض، وليس عمودياً، لتقليل زمن التعرض في الجو أثناء الهبوط، ثم نزول الأفراد فوراً وانتشارها.

ك. أثناء متابعة القذف على بغداد تلاحظ اقتراب الطائرات على ارتفاع 2 – 3 كم (يُحتمل بسبب انخفاض معدل الصد بالمدفعية المضادة للطائرات والضبع الأسود) وعبارة عن طائرات فردية أثناء القذف، مع استخدام المناورة الحادة بعد القذف.

ل. أثناء قذف أهداف السيطرة القومية ببغداد، نُفذ القذف بطائرات من نوع (A-10) على ارتفاع من 1 – 2 كم، وأثناء القذف تُلقي كرات لهب بمعدل 4 – 5 مشعل كل 3 – 4 ثواني، وأثناء إلقاء المشاعل (كرات اللهب) تدور الطائرة حول محورها. وهذا الأسلوب يستخدم  لتفادي الصواريخ الحرارية (أرض/ جو).

م. أثناء قيام طائرات (B-1) بقذف قنابل موجهة زنة 2000 رطل، منها قنبلتان مخصصة لتدمير المخابئ تحت الأرض، ونتيجة لكثافة الغيوم يُحتمل أن القذف نفذ من ارتفاع متوسط حتى 6 – 8 كم، ومدى حتى 10 كم، باستخدام التوجيه عبر الأقمار الصناعية، ويحتمل أن تكون القنابل من نوع (MK-84)، والقنبلة المضادة للدشم من نوع (GBU-28B) المزودة بأنظمة التوجيه (JDAM).

ن. استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار (أهداف خداعية) من نوع (ITALD) الإسرائيلية الصنع، بإطلاقها من طائرات (F-18)، في اتجاه المدن الرئيسية وعلى ارتفاع أكبر من 3 كم، حيث ترسل نبضة تمثل هدفاً مقاتلاً لتحديد أماكن ووسائل الدفاع الجوي الإيجابية؛ لمهاجمتها بطائرات أخرى، أو استنزاف ذخائر الدفاع الجوي، أو استخدامها كهدف حرب إلكترونية للإعاقة.

2. العملية العسكرية لقوات التحالف على ليبيا (فجر أوديسا 2011)

أ. الأعمال الرئيسية

(1) بلغ إجمالي عدد الطلعات لقوات التحالف 33292 طلعة، منها 11520 طلعة هجومية، وعدد 21904 طلعة لتنفيذ الحظر الجوي على ليبيا، باستخدام دوريات منتظمة من طائرات القتال (90 – 100 طائرة)، بجدول ثابت يغطي جميع الأجواء الليبية، وبتنسيق كامل مع 2 – 4 طائرات أواكس، وتخصيص عدد من الطائرات (40 – 60 طائرة) لتنفيذ مهام القذف الجوي، باستخدام طائرات القتال، الطائرات العمودية المضادة للدبابات، الطائرات الموجهة من دون طيار، استهدفت: مراكز القيادة والسيطرة، وجهاز استخبارات باب العزيزية، ومخازن ذخيرة، بالمدن في مصراتة، وطرابلس، وزليطن، وسرت، وزنتان، ويفرن سبها.

(2) تنفيذ أعمال القذف الجوي ضد الأهداف العسكرية، وكذلك مواقع الكتائب الأمنية، التي تحاصر كلاً من المدن: مصراتة، الزنتان، تاجوراء، البريقة، غريان راس لانوف.

(3) استمرار أعمال القذف الجوي لمدن مثل: العقيلة، راس لانوف، بن جواد، مصراتة، الزنتان، يفرن.

(4) استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار الأمريكية من نوع (بريداتور)، في تنفيذ أعمال القذف الجوي استهدفت الكتائب الأمنية لقوات القذافي.

(5) تكثيف قوات التحالف أعمال القذف الجوي ضد الأهداف العسكرية بمدينة "بن وليد"، ومدينة سرت لمعاونة الثوار في القضاء على ما تبقى من قوات القذافي.

ب. الدروس المستفادة والخبرات المكتسبة

(1) على الرغم من تقدم وسائل الاستطلاع الإلكتروني والراداري، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة من أقمار صناعية واستطلاع جوي مستمر، فما يزال الاعتماد على العنصر البشري مهماً لتأكيد المعلومات وتحليلها.

(2) تنفيذ أعمال الاستطلاع (الإلكتروني/ الجوي) واستمراره، يُعد إجراء رئيسي وملزم قبل بدء العملية الحربية.

(3) بروز دور عناصر الحرب الإلكترونية بكافة الوسائل (استطلاع/ عمق)، قبل بدء وأثناء تنفيذ أعمال القذف الجوي، ونجاحها في شل وسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة والسيطرة.

(4) التطور الهائل في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة (قوة التدمير ـ دقة الإصابة ـ بُعد المدى، صغر الحجم ـ تعدد رؤوس التوجيه)، أدى إلى زيادة عمق مسرح العمليات ليغطي مساحة الدول المتحاربة. كما أصبحت جميع الأهداف الحيوية في عمق الدولة معرضة للنيران.

(5) استمرار تبني فكر العمل الليلي في العمليات الجوية الحديثة (حرب الخليج الثانية - الثالثة)، وفي عملية (فجر أوديسا).

(6) استخدام أسلحة الهجوم الجوي الحديثة من خارج مناطق التدمير في بداية العملية، لخمد وسائل الدفاع الجوي الإيجابية، والحصول على السيطرة الجوية، يفرض ضرورة وجود أنساق لوسائل الدفاع الجوي.

(7) الإعلان عن إطلاق الصواريخ الطوافة (عملية فجر أوديسا)، قبل وصولها لأهدافها، بهدف تشتيت وسائل الدفاع الجوي الليبية وتدميرها بالأسلحة المضادة للإشعاع الراداري.

(8) الاتجاه نحو تنفيذ العمليات الجوية بالتزامن مع الضربات الصاروخية الطوافة، أصبح من المفاهيم الراسخة للاستعاضة عن التمهيد النيراني التقليدي؛ نظراً لاختلاف طبيعة مسرح العمليات في الحروب (حدود غير مشتركة).