إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / معركة العلمين (23 أكتوبر – 4 نوفمبر 1942)





تشكيل قتال الجيش الثامن
تشكيل قتال الفيلق 30
تشكيل قتال الفيلق 13
تشكيل قتال الفيلق العاشر

أوضاع قوات الجانبين
مراحل مطاردة قوات المحور
مسرح عمليات العلمين
أعمال قتال قوات الجانبين
معركة علم حلفا
الموقف يوم 1/7/1942
الإغارة على طبرق وبني غازي
الساحل الشمالي للصحراء الغربية
الصحراء المصرية الليبية
تطور هجوم الفيلق 30 (1)
تطور هجوم الفيلق 30 (2)
خطة هجوم الفيلق 30



بسم الله الرحمن الرحيم

ثانياً: القوات البريطانية

1. الموقف العام

رأى الجنرال "مونتجمري"، بعد معركة "علم حلفا"، أن القوات الألمانية، لن تتمكن من القيام بهجوم بقوة كبيرة، قبل مضي وقت طويل، حتى يمكنها تعزيز قواتها الموجودة في منطقة العلمين، بالأفراد، والأسلحة، والمعدات. ولذلك انتهز هذه الفرصة، واستأنف استعداده لهجومه المرتقب.

         واجهت "مونتجمري" ثلاث مشاكل رئيسية، أثناء الفترة التحضيرية، وهي: (القيادة، والمعدات، والتدريب).

أ. بالنسبة للقيادة

عقب انتهاء معركة "علم حلفا"، تم تعيين قادة جدد بدلاً من بعض قادة الفيالق والفرق، نظراً لِما لمسه من تقصير في القيادة أثناء تلك المعركة، وكان القادة الجدد، جميعاً، ممن يثق فيهم "مونتجمري"، شخصياً، ويعتمد على كفاءتهم. (اُنظر جدول أسماء قيادة فيالق وفرق الجيش الثامن البريطاني)  

ب. أما فيما يختص بالمعدات

فوصلت إليه الأسلحة والمعدات المذكورة في (جدول الأسلحة والمعدات البريطانية المستخدمة في الحرب)

ج. أما بالنسبة للتدريب

قام "مونتجمري"، عند توليه قيادة الجيش الثامن، بتدريب القوات البريطانية، تدريباً عنيفاً، قبل معركة العلمين، وقد عمد الجنود على تحمل مشاق القتال بالصحراء، كما درب القوات المدرعة، على استخدام الدبابات الحديثة، من نوع "شيرمان"، الاستخدام الفني والتكتيكي السليم، وبذل عناية خاصة، في تدريب القوات على إزالة الألغام، وفتح الثغرات في حقول الألغام، والتقدم من خلالها ليلاً.

وكان "مونتجمري"، ينظر إلى الروح المعنوية، على أنها العامل الأول، لكسب الحرب، ولذلك عمل على رفع الروح المعنوية، وبث الروح الهجومية فيهم، والقضاء على عوامل التردد والهزيمة، واهتم كثيراً، باللياقة البدنية، والتكتيك العنيف، حتى تتمكن قواته من تحمل مشاق المعارك المنتظرة.

وأجري "مونتجمري"، تجارب واسعة النطاق، للمعركة المقبلة، على أرضٍ خلفَ ميدان القتال، أُختيرت مشابهة إلى حدِّ كبير لتلك التي سيجرى عليها الهجوم. وبعد هذه التجارب، درس نقاط الضعف، واتخذ التدابير اللازمة لعلاجها، كما نشر الدروس المستفادة منها، على جميع الرتب.

2. تكوين القوات البريطانية، وتنظيمها، وتشكيلها (اُنظر خريطة أوضاع قوات الجانبين)

كانت القوات البريطانية ـ بعد إعادة تنظيمها ـ تتكون من ثلاثة فيالق كما يلي: (اُنظر شكل تشكيل قتال الجيش الثامن)

أ. الفيلق 30 بقيادة الجنرال السير "أوليفر ليس"، ويتكون من: (اُنظر شكل تشكيل قتال الفيلق 30)

(1) الفرقة 9 المشاة الأسترالية (اللواء 20 المشاة، واللواء 24 المشاة، واللواء 26 المشاة).

(2) الفرقة 51 المشاة (اللواء 152 المشاة، واللواء 153 المشاة، واللواء 154 المشاة).

(3) الفرقة الأولى المشاة جنوب أفريقيا (اللواء الأول المشاة، واللواء 2 المشاة، واللواء 3 المشاة).

(4) الفرقة 4 المشاة الهندية (اللواء 5 المشاة، واللواء 7 المشاة، واللواء 161 المشاة).

وقد تقرر، أن تنضم إليه، أثناء المرحلة الأولى من معركة العلمين، الفرقة 2 المشاة النيوزيلندية، لتشترك معه، في عملية تدمير مواقع المحور الدفاعية، على أن تنفصل عنه في الوقت المناسب، لتنضم إلي الفيلق 10 المدرع، الذي سيقوم بالمطاردة.

وقد وزع اللواء 23 المدرع، ليعاون الفرق المشاة، التابعة للفيلق 30، فوضع آلاي منه، تحت قيادة كل فرقة، من فرقه الأربعة.

ب. الفيلق 13 بقيادة الجنرال "بريان هوروكس"، ويتكون من: (اُنظر شكل تشكيل قتال الفيلق 13)

(1) الفرقة 50 المشاة البريطانية (اللواء 69 المشاة، واللواء 151 المشاة، ولواء مشاة يوناني).

(2) الفرقة 44 المشاة البريطانية (اللواء 131 المشاة، واللواء 132 المشاة، واللواء 133 المشاة).

(3) الفرقة 7 المدرعة (اللواء 22 المدرع، واللواء 4 المدرع الخفيف).

(4) مجموعتي، اللواء الأول والثاني، فرنسيين أحرار.

ج . الفيلق 10 بقيادة الجنرال " هربرت ليمسدن"، ويتكون من: (اُنظر شكل تشكيل قتال الفيلق العاشر)

(1) الفرقة الأولى المدرعة (اللواء 2 المدرع، واللواء 7 المشاة الراكب).

(2) الفرقة 10 المدرعة (اللواء 8 المدرع، واللواء 24 المدرع، واللواء 133 المشاة الراكب).

(3) الفرقة 2 المشاة النيوزيلندية (اللواء 5 المشاة، واللواء 6 المشاة ، واللواء 9 المدرع)، وقد زودت جميع مشاة الفرقة بحملات آلية لنقل الجنود.

وهكذا يكون مجموع قوات الحلفاء، ست فرق من المشاة، و ثلاث فرق مدرعة، وفرقة مشاة راكبة، بالإضافة إلى لواءين مشاة من الفرنسيين الأحرار. وقد وزعت هذه القوات على المواقع الدفاعية البريطانية الممتدة من ساحل البحر حتى منخفض القطارة، عـدا الفيلق 10 المدرع (ناقصاً الفرقة 2 المشاة النيوزيلندية) الذي كان محتشدا على مسافة 50 كماً خلف جبهة القتال، وهو على استعداد للتحرك إلى منطقة بدء الهجوم الأمامية، عندما يحين وقت الهجوم.

3. الخطة الهجومية للقوات البريطانية (اُنظر خريطة خطة هجوم الفيلق 30)

أ. العوامل التي أثرت على الخطة الهجومية للقوات البريطانية

أهم العوامل التي أثرت على خطة الهجوم البريطاني في العلمين كانت كما يلي:

(1) عدم إمكان قيام القوات البريطانية، من تطويق مواقع المحور المحصورة، بين مانعين طبيعيين (البحر المتوسط شمالاً، ومنخفض القطارة جنوباً).

(2) كان لدى البريطانيين، من التفوق في الدبابات، ما يسمح لهم بتحمل بعض الخسائر، خاصة في المراحل الأولى من المعركة، من دون أن يتأثروا تأثيراً خطيراً.

(3) كان موقف الإمدادات في صالح البريطانيين، كما كانت خطوط المواصلات البريطانية البرية، أقصر كثيراً من خطوط مواصلات المحور.

لهذه الأسباب، رأى "مونتجمري" أن الفرصة مواتية له، لتدمير قوات المحور تدميراً كاملا،ً في معركة واحدة، بمنطقة العلمين. واستقر رأيه على، أن يقوم بهجومه الرئيسي، في القطاع الشمالي، بينما يقوم بهجوم تثبيتي، في القطاع الجنوبي.

ب. خطة الهجوم في القطاع الشمالي

اختار "مونتجمري" القطاع الشمالي، ليوجه فيه ضربته الرئيسية، على الرغم من أن أقوى مواقع قوات المحور الدفاعية كانت في ذلك القطاع، والرمال الناعمة في تلك المنطقة، تعوق كثيراً من حركة العربات، كما أن الأرض في هذا القطاع منبسطة تقريباً، مما يجعل الاختفاء شبه متعذر فيه، وذلك للأسباب الآتية:

(1) كان "مونتجمري" يعتقد، أن آخر ما يتجه إليه ظن "روميل"، هو أن يقوم الجيش الثامن بالهجوم في ذلك القطاع، نظراً لقوة مواقع قوات المحور الدفاعية فيه ـ لوجود معظم المشاة الألمانية به ـ علاوة على أن "روميل" ركز القوات الاحتياطية المدرعة خلف هذه المواقع.

(2) الهجوم في القطاع الشمالي يتيح لـ "مونتجمري" ـ في حالة نجاحه ـ السيطرة على خط مواصلات قوات المحور الرئيسي، على الطريق الساحلي من أقصر طريق، كما يتيح له تهديد قواعدها الإدارية، في أسرع وقت.

(3) يمكن للبحرية البريطانية، تقديم معاونة نيرانية فعالة بالمدفعية لمعاونة، في ذلك القطاع، ضد دفاعات المحور من اتجاه البحر.

ووضعت تفاصيل الخطة، على أساس قيام الفيلق 30 البريطاني، بالهجوم في القطاع الشمالي، بقوة أربع فرق، في النسق الأول، بمهمة فتح ثغرتين، في حقول ألغام دفاعات قوات المحور، الثغرة الشمالية، في اتجاه تبة "كيدني"، والثغرة الجنوبية، في اتجاه تبة "الويشكا"، حتى يتمكن الفيلـق 10 المدرع، من الاختراق في هاتين الثغرتين، ليتخذ مواقعه غرب خطوط المحور الدفاعية، لمعاونة أجناب قوات الفيلق 30، وحمايتها، أثناء استكمالها تدمير القوات المدافعة، عن هذه المواقع، وكان عمق الهجوم يراوح بين 6 إلى 8 كم.

وتم تخصيص المهام للفرق كما يلي:

(1) مهمة الفرقة 9 المشاة الأسترالية، و الفرقة 51 المشاة

تقوم الفرقتان بفتح الثغرة الشمالية، في اتجاه تبة "كيدني"، وبمجرد عبور الفرقة الأولى المدرعة، من الفيلق 10 المدرع، الثغرة، تندفع الفرقتان لاقتحام قوات المحور المدافعة في هذه المنطقة وتدميرها، ثم متابعة الهجوم في اتجاه الجنوب الغربي، على أن يقوم أحد لواءات الفرقة 9 المشاة الأسترالية، بهجوم مخادع، فيما بين تل "العيصي"، وساحل البحر، في أقصى الشمال.

(2) مهمة الفرقة 2 المشاة النيوزيلندية، والفرقة الأولى المشاة جنوب أفريقيا

تقوم الفرقتان بفتح الثغرة الجنوبية، في اتجاه تبة"الويشكا"، وبمجرد عبور الفرقة 10 المدرعة، من الفيلق 10 المدرع، الثغرة، تندفع الفرقتان لاقتحام قوات المحور المدافعة في هذه المنطقة وتدميرها، ثم متابعة الهجوم في اتجاه الجنوب الغربي أيضاً، لتدمير قوات المحور المدافعة في تبة "المطرية".

(3) مهمة الفرقة 4 المشاة الهندية

تقوم الفرقة، بغارة على مواقع قوات المحور، في الطرف الغربي، لهضبة "الرويسات"، لتأمين الجانب الأيسر لقوات الهجوم الرئيسي.

(4) مهمة الفيلق 10 المدرع

تعبر الفرقة الأولى المدرعة، من الثغرة الشمالية، والفرقة 10 المدرعة، من الثغرة الجنوبية، على أن يتخذا موقعيهما، غرب مواقع المحور الدفاعية، بمجرد المرور من الثغرتين، للسيطرة على جميع طرق الاقتراب المحتملة، لتقدم القوات الاحتياطية المدرعة للمحور، لمنعها من القيام بالهجوم المضاد، وفي الوقت نفسه، ينطلق آلايان من العربات المدرعة، نحو الغرب، للإغارة على خطوط مواصلات قوات المحور، وقواعده الإدارية، وخاصة في "الضبعة"، حيث توجد قاعدته الإدارية الأمامية الرئيسية.

ج. خطة الهجوم في القطاع الجنوبي

كانت مهمة الفيلق 13 البريطاني، كالآتي:

(1) القيام بهجوم تثبيتي، بقوة فرقتين في النسق الأول، لتضليل المحور، عن اتجاه الهجوم الرئيسي، ولمنع القوات الاحتياطية المدرعة للمحور، من القيام بهجوم مضاد.

(2) فتح ثغرة في حقول ألغام دفاعات قوات المحور، شمال قارة "الحميمات" مباشرة، حتى تتمكن الفرقة 7 المدرعة، من الاختراق من هذه الثغرة، لتتخذ مواقعها خلف هذه المواقع، لحماية أجناب قوات الفيلق 13 أثناء استكمالها تدمير قوات المحور، ومتابعة هجماتها في اتجاه الشمال الغربي.

(3) في حالة نجاح قوات الفيلق 13 في الهجوم، تتقدم الفرقة 7 المدرعة، في حركة تطويق واسعة، نحو "الضبعة"، لتدمير القاعدة الإدارية هناك، وقطع خط انسحاب باقي قوات المحور.

(4) عدم تورط قوات الفيلق في الهجوم، حتى لا تتعرض لخسائر، للحاجة إليها مستقبلاً، في معاونة قوات الفيلق 30.

(5) سحب بعض قوات الفيلق، في المراحل الأخيرة من المعركة، نحو الشمال، لمعاونة الفيلق 30، في أعمال قتاله.

د. خطة المعاونة الجوية

يشن سلاح الطيران البريطاني، غارات مكثفة على مطارات المحور خلال عشرة الأيام السابقة للهجوم، للحصول على التفوق الجوي، ثم يقوم ليلة المعركة، بضرب بطاريات مدفعية المحور لإسكاتها وتدميرها، لتعزيز مدفعية الجيش الثامن في قصفها المضاد الذي تقوم به، على أن يتحول بعد ذلك لضرب مناطق حشد قوات المحور المدرعة الاحتياطية.

هـ. خطة الخداع

كان “مونتجمري”، يعلم تماماً أنه لن يستطيع إحراز المفاجأة الإستراتيجية، لذلك عمد إلى استخدام كافة وسائل الخداع لإحراز المفاجأة التكتيكية، وقد استهدف من خطة الخداع التي وضعها، تضليل قوات المحور، عن حجم قواته، وموعد الهجوم الرئيسي واتجاهه. وبدأ “مونتجمري” تنفيذ خطته منذ منتصف شهر أغسطس 1942. والآتي بعد ما جاء بها:

(1) اتخذت كافة الإجراءات لإظهار المنطقة، التي ستحتشد فيها قوات الهجوم الرئيسي، بالمظهر نفسه، الذي ستكون عليه ليلة الهجـوم، وذلك بنشر جميع العربات الإدارية الزائدة عن الحاجة، والعاطلة، وكثير من العربات، والأسلحة الهيكلية، في المنطقة الأمامية للهجوم، (منطقة الحشد الأمامية). وفي الليلة السابقة على الهجوم، سحب هذه المعدات ليلاً، إلى المناطق الخلفية، على مسافة 50 كماً، وإحلال جميع العربات والأسلحة والمعدات التي ستدخل المعركة بالفعل بدلاً منها. وقـد أمكن بهذه الطريقة حشد الفرقة 2 المشاة النيوزيلندية، والفيلق 10 المدرع، بالمنطقـة الأمامية، في اليوم السابق على الهجوم، من دون أن تفطن قوات المحور إلى ذلك.

(2) اُستخدمت عربات هيكلية، لإخفاء مدافع الميدان تحتها، كما مُوهت الدبابات، على شكل عربات، حتى لا تكتشف قوات المحور، عدد المدافع والدبابات، التي تم حشدها في منطقة الهجوم.

(3) استمرت الفرقة 7 المدرعة، طوال الأسابيع السابقة على الهجوم، في إجراء طوابير تدريبية واسعة النطاق، بالقطاع الجنوبي، حتى يوحي نشاطها بأن الهجوم الرئيسي، سيوجه من ذلك القطاع.

(4) أُنشئت الخنادق، والملاجئ، والدشم اللازمة لاستيعاب قوات الهجوم الرئيسي، بالمنطقة الأمامية للهجوم، وذلك قبل موعد بدء الهجوم بشهر كامل. واتخذت كافة الإجراءات لإظهارها وكأنها محتلة بالقوات، بينما لم تحتلها القوات المخصصة للهجوم إلاّ قبيل بدء الهجوم بمدة وجيزة.

(5) تمت جميع تحركات القوات المخصصة للهجوم ليلاً.

(6) كانت جميع أعمال الحفر الإضافية، تتم ليلاً أيضاً، وتُخفي وتموه، قبل ظهور أول ضوء.

(7) أُخفيت مستودعات الإمداد والتموين، التي كُدست فيها احتياجات الهجوم الرئيسي، بواسطة أعمال الإخفاء والتمويه البارعة، التي أقيمت على نطاق واسع، وقد كُدست المؤن، على شكل عربات، وتم تغطيتها بشباك التمويه، حتى لا يفطن المحور إلى حقيقتها، ويتم تدميرها.

(8) أُنشئت عدة طرق، كما أُنشئت عدة مستودعات هيكلية ضخمة، وتم مد خط أنابيب مياه هيكلي، في القطاع الجنوبي، حتى يعتقد المحور أن الهجوم الرئيسي سيحدث من هذا القطاع.

(9) أُذيعت ليلة الهجوم، معلومات من رئاسة أحد اللواءات المدرعة، بطريقة توحي إلى العدو ـ إذا التقطها ـ أن القوات المدرعة البريطانية، تتحرك نحو الجنوب.

(10) اُتخذت التدابير، والإجراءات، لإيهام قوات المحور، بأنه ستتم عملية إنزال بحري، على الساحل الشمالي، على نطاق واسع، خلف مواقعه الدفاعية، على خط العلمين. وفي يوم الهجوم، خرجت عدة سفن حربية بريطانية، في الساعة 1600 من ميناء الإسكندرية، واتجهت غرباً. وقد تم شحن هذه السفن بالجنود والدبابات، على مرأى من عدد كبير من الناس، الذين يُعْتَقَدُ أن بينهم بعض عملاء المحور. وقد عادت معظم السفن إلى الإسكندرية، أثناء الليل، إلاّ عدد قليل من سفن الإنزال، كُلفت بهجوم تظاهري مخادع، على الساحل الشمالي، خلف خطوط المحور الدفاعية، على خط العلمين، وذلك باستخدام الهاونات والرشاشات، والإشارات الضوئية، مع قيام الأسطول البريطاني، بتعزيز هذا الإنزال البحري، بضرب مواقع المحور بالمدفعية. وقد حُدد موعد بدء هذا الهجوم، من الساحل، بحيث يكون بعد بدء الهجوم البري الرئيسي بثلاث ساعات، على أمل أن يضطر المحور إلى الاحتفاظ باحتياطيه، الموجود بالمنطقة الشمالية الساحلية، لمواجهته.

(11) ولخداع المحور، عن موعد بدء الهجوم، سـار العمل في المنشآت الهيكلية، وخط أنابيب المياه الهيكلي، بحيث يبدو كأنه سيتم في الأسبوع الأول من نوفمبر، أي بعد الموعد الحقيقي لبدء الهجوم بأسبوعين.

ونجحت خطة الخداع هذه نجاحاً هائلاً، حتى أن “روميل” نفسه، كان متغيباً في ألمانيا، عندما بدأت معركة العلمين لاطمئنانه بأنه ما زال هناك بعض الوقت، قبل موعد بدء الهجوم البريطاني المنتظر، هذا علاوة على أن قيادة قوات المحور، لم تفطن إلى الاتجاه الذي ستوجه منه الضربة الرئيسية، ولذلك اضطرت إلى تقسيم قواتها المدرعة إلى قسمين، كاحتياطيات قوية، أحدهما بالقطاع الشمالي، والآخر بالقطاع الجنوبي، بدلاً من تركيز هذه القوات، أمام قطاع الهجوم الرئيسي الفعلي.

4 . أوضاع القوات البريطانية (اُنظر خريطة أوضاع الجانبين)

قسمت الجبهة إلى قطاعين، القطاع الشمالي، ويمتد من البحر حتى هضبة الرويسات (داخل). والقطاع الجنوبي، ويمتد من هضبة الرويسات (خارج)، حتى منخفض القطارة.

وقد تقرر أن تكون أوضاع القوات البريطانية ليلة المعركة كما يلي:

أ. القطاع الشمالي

قوات الفيلق 30، بالترتيب التالي، من الشمال إلى الجنوب:

(1) الفرقة 9 المشاة الأسترالية.

(2) الفرقة 51 المشاة.

(3) الفرقة 2 المشاة النيوزيلندية (وتحت قيادتها اللواء 9 المدرع).

(4) الفرقة الأولى المشاة جنوب أفريقيا.

(5) الفرقة 4 المشاة الهندية.

ويحتشد خلف هذا الفيلق في ليلة المعركة الفيلق 10 المدرع المكون من الفرقتين (الأولى، 10) المدرعتين.

ب. القطاع الجنوبي

قوات الفيلق 13، بالترتيب التالي، من الشمال إلى الجنوب:

(1) لواء يوناني.

(2) الفرقة 50 المشاة البريطانية.

(3) الفرقة 44 المشاة البريطانية.

(4) اللواء الأول فرنسيون أحرار.

وتحتشد خلف هذا الفيلق، الفرقة 7 المدرعة.

ج. مركز قيادة الجيش الثامن

انتخب مكان مركز قيادة الجيش الثامن، في الشمال على الشاطئ، وعلى مسافة قريبة من رئاستي الفيلقين 10، 30.

5. التحضيرات الإدارية للهجوم

كان من أشق الأعمال، التي صادفت الجيش الثامن البريطاني، قبل معركة العلمين، إنشاء 6 طرق فرعية في الرمال الناعمة، لتصل إلى خط ابتداء هجوم الفيلق30، وتم تنفيذ ذلك، بعد مجهود شاق. وقد نقلت جميع القواعد الإدارية، وأُنشئت المستودعات، وكُدست جميع أصناف الاحتياجات، في الأمام، قبل موعد بدء الهجوم. وكانت كل هذه الأعمال تتم ليلاً، وقد بلغ معدل ما ينقل من المؤن إلى القواعد الأمامية، حوالي 4 آلاف طن يومياً.

إضافة إلى ذلك، أُنشئ عدد كبير، من أراضي الهبوط الأمامية للطائرات، ومدت خطوط جانبية للسكك الحديدية، كما أنشئت كثير من نقاط الإمداد بالمياه، وأُنشئ نظام مُحكم لصيانة العربات وإصلاحها، ونجدة الدبابات، واستعواضها.

وأنشئت لكل فيلق منطقة إعاشة أمامية، احتفظ فيها باحتياطي كبير، من جميع أنواع الاحتياجات، علاوة على احتياطي مناسب من الأفراد اللازمين لسد الخسائر، كما تم تشكيل قوة إدارية لمعاونة الهجوم، لها قيادة موحدة، وكان واجبها التقدم خلف قوات النسق الأول (الأمامية) التي ستقوم بالمطاردة، لتجهيز الموانئ وتنظيمها وإدارتها، وكذلك الأماكن ذات الأهمية الإدارية، بمجرد الاستيلاء عليها. وعلاوة على كل ما سبق، تم تجهيز عدد كبير من السفن بميناء الإسكندرية، قبل بدء المعركة، وشحنها بمختلف أصناف الاحتياجات، وجُهزت للإبحار، بمجرد صدور الأوامر بذلك، لتقوم بالإمداد والتموين، للقوات البريطانية القائمة بعمليات المطاردة، من الموانئ التي يتم الاستيلاء عليها. وقد مُدَّ خط تليفوني، تحت الأرض، من القاهرة حتى المنطقة الأمامية، ليكون تحت تصرف القيادات الإدارية، لاستخدامه في طلب أي نوع من الاحتياجات، من القاعدة الإدارية الرئيسية الكبرى بالقاهرة، أو القنال، في أسرع وقت ممكن.