إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / معركة العلمين (23 أكتوبر – 4 نوفمبر 1942)





تشكيل قتال الجيش الثامن
تشكيل قتال الفيلق 30
تشكيل قتال الفيلق 13
تشكيل قتال الفيلق العاشر

أوضاع قوات الجانبين
مراحل مطاردة قوات المحور
مسرح عمليات العلمين
أعمال قتال قوات الجانبين
معركة علم حلفا
الموقف يوم 1/7/1942
الإغارة على طبرق وبني غازي
الساحل الشمالي للصحراء الغربية
الصحراء المصرية الليبية
تطور هجوم الفيلق 30 (1)
تطور هجوم الفيلق 30 (2)
خطة هجوم الفيلق 30



بسم الله الرحمن الرحيم

المبحث الرابع

الدروس المستفادة من معركة العلمين

ومبادئ الحرب التي طُبقت فيها

أولاً: الدروس المستفادة من معركة العلمين

هناك اعتبارات معينة، جديرة بالبحث والدراسة، فقد كانت قوات الطرفين، على اتصال مباشر لمدة أربعة أشهر قبل المعركة، وقد حاول كلا الطرفين الاستعداد لهذه المعركة، بكل وسيلة ممكنة، وكانت المشكلة الرئيسية التي واجهتهما، هي مشكلة الإمداد والتموين، وكان من المعروف جيداً، أن الطرف الذي يسبق خصمه في سباق الإمداد والتموين، هو الذي سيبدأ بالهجوم.

وانهالت الإمدادات، عـلى الجيش الثامن البريطاني، وتدفقت المعدات الأمريكية إليه، بشكل لم يسبق له مثيل، ولم تتمكن القيادة الألمانية، مجاراة هذا التدفق، حيث كان الميدان الروسي في ذلك الوقت، يستنزف معظـم مجهود ألمانيا الحربي، علاوة على الخسائر الفادحة، التي أُصيبت بها سفن المحور في البحر الأبيض المتوسط، أثناء محاولتها نقل الاحتياجات التموينية، والمعدات، إلى قوات "روميل" في شمال أفريقيا، وكان من البديهي أن ينتقل التفوق الساحق نتيجة لذلك، إلى جانب البريطانيين، بينما لم يتمكن "روميل"، من دعم قواته الألمانية (فرقه الأربعة) بأي قوات أخرى، إضافة إلى أن الفرق الإيطالية، التي كانت تحارب معه، لم تكن في المستوى الذي يسمح لـ"روميل" بالاعتماد عليها اعتماداً كلياً.

وشعر "روميل"، بأن التفوق أصبح إلى جانب القوات البريطانية، ولذلك عمد إلى تقوية مواقعه الدفاعية، وتكثيف حقول الألغام أمامها، كما احتفظ بجميع قواته المدرعة، في الاحتياطي، بالقطاعين الشمالي والجنوبي، حتى يمكنه دفعها في الوقت المناسب، إلى المكان المحتمل للهجوم البريطاني.

أما من ناحية "مونتجمري"، فقد فكر ملياً في الاستفادة من ذلك التفوق الساحق، الذي تحقق لقواته، كما فكر في طبيعة الأرض، بمنطقة العلمين، حيث تقف قوات خصمه بين مانعين طبيعيين قويين (البحر المتوسط شمالاً، ومنخفض القطارة جنوباً). وقد وجد أن فرصته نادرة ولا يمكن أن تتوافر له مرة أخرى، فهو يعلم جيداً أن قوات المحور، تتفوق على قواته في المعارك المتحركة خفيفة الحركة، كما أن مستوى تدريب قيادات قوات المحور، على هذا النوع من المعارك أفضل بكثير، من مستوى تدريب قياداته، وعلاوة على كل هذا، فإن “روميل” بالذات، لا يجاريه أي قائد آخر، في خبرته بالعمليات الصحراوية المتحركة، التي تعتمد أساساً على المناورة وخفة الحركة، ولذلك قرر "مونتجمري" أنه من الضروري استغلال تفوقه الكبير، في ضرب قوات المحور ضربة واحدة كبرى، للقضاء عليها بأكملها، وهي محصورة في منطقة العلمين، مع عدم إتاحة أي فرصة لها للانسحاب، حتى لا تعود لـ"روميل" الحرية على مزاولة مناوراته البارعة، في الأراضي المفتوحة، الواقعة في الغرب. وكان قرار "مونتجمري" هذا، متمشياً مع الخطة الإستراتيجية للحلفاء، حيث أن القضاء على قوات "روميل" نهائياً، يُمكّن القوات الأمريكية ـ البريطانية من النزول على ساحل أفريقيا الشمالي، في الموعد المخصص لذلك، وهو يوم 8 نوفمبر، وبهذا يتسنى للحلفاء السيطرة على شمال أفريقيا بأكمله، ويتم بذلك تطويق قلعة "هتلر" الأوروبية من الجنوب.

هذه هي الاعتبارات العامة، التي سيطرت على تقدير الموقف لكلا الجانبين، وقد تحددت أهداف كل منهما طبقا لذلك، ولهذا انحصرت تلك الأهداف، فيما يلي:

·   بالنسبة للبريطانيين، يجب القضاء على جميع قوات المحور، وهي في منطقة العلمين.

·   بالنسبة للمحور، يجب الدفاع عن منطقة العلمين، ضد أي هجوم بريطاني.

إلاّ أن وجهة نظر "روميل"،تختلف مع وجهة نظر القيادتين العليا الألمانية والإيطالية في الاستمرار في الدفاع. فقد كان من رأيه أن ينسحب في الوقت المناسب، حتى لا تتعرض قواته للفناء، وبذلك يعود لته السابقة، من حيث تقصير خطوط مواصلاته، وإطالة خطوط مواصلات البريطانيين، أما القيادة العليا الألمانية والإيطالية فقد صممتا على أن تصمد قوات المحور وتدافع في العلمين إلى النهاية، وقد أصدرتا أوامرهما بذلك.

1. هل حقق "مونتجمري" هدفه في معركة العلمين؟

على الرغم من التفوق البريطاني الساحق، في الأفراد والمعدات، وعلى الرغم من أن الخطة التي وضعها “مونتجمري”، كانت تهدف إلى تدمير كامل لقوات المحور، وهي في منطقة العلمين، فقد اعترض تنفيذ هذه الخطة عدة عقبات خطيرة، بسبب براعة "روميل" في القيادة، وارتفاع مستوى تدريب قواته، وكفاءة قواته القتالية في العمليات. وكانت العقبة الأولى التي واجهت "مونتجمري"، هي فشله في اختراق مواقع المحور الدفاعية في هجومه الأول ليلة 23/24 أكتوبر، مما أدى إلى توريط قواته المدرعة فيما بين حقول الألغام التي عبرتها، ومواقع المحور الدفاعية التي صمدت تجاه الهجوم البريطاني، وقد تكبدت القوات البريطانية المدرعة خسائر فادحة، بسبب هذا الموقف واضطرت القيادة البريطانية، إلى سحبها ثانية، شرق حقول الألغام، كما اضطرت إلى مواصلة القتال المتلاحم، في منطقة الاختراق عدة أيام، من دون أي نتيجة تذكر. وفي النهاية، اضطر "مونتجمري" إلى تعديل خطته بعد أن أوشكت القوة الدافعة لهجومه أن تتوقف.

وعلى الرغم من النجاح، الذي أحرزه "مونتجمري"، في هجومه النهائي، إلاّ أن "روميل" كان بارعاً، في مواجهة تطورات الموقف، على الرغم من قرارات القيادة العليا الألمانية، والإيطالية، المعاكسة، ولذلك نجح في سحب جزء كبير من قواته المدرعة، والآلية من دون أن تتمكن القوات البريطانية ـ على الرغم من تفوقها في البر والبحر ـ أن تنزل بها هزيمة كبيرة، مع أنها فقدت كل دباباتها تقريباً، علاوة على أنها كانت تنسحب في أرض صحراوية مكشوفة، لا تتوافر فيها أي وسائل للإخفاء، أو الوقاية، من الهجمات الجوية. ولا شك أن هذا الانسحاب، يعتبر نموذجاً رائعاً، قلما يحدث مثله في تاريخ الحروب، ويرجع الفضل الأكبر في نجاحه، إلى عدة عوامل أهمها ما يلي:

أ. براعة “روميل” التكتيكية، وسرعته في اتخاذ القرارات.

ب. التدريب الجيد لقوات “روميل” المدرعة والآلية، وهي القوات التي كانت تستر انسحاب قوات المشاة، فقد تمكنت هذه القوات في كثير من المرات، من تعطيل قوات تفوقها عدداً وعدة، لفترات طويلة.

ج. الروح المعنوية العالية لدى جنود المحور على الرغم من انسحابهم، وذلك لثقتهم المطلقة في قائدهم.

د. جمود التكتيكات البريطانية، وبطء القيادة البريطانية وحذرها الفائق، الذي سبب ضياع فرص عديدة[1].

هـ. عدم إتباع سلاح الطيران البريطاني، تكتيكات مناسبة فـي التعاون مع القوات البريطانية، في عمليات المطاردة، مما أدى إلى فشله في إيقاع خسائر كبيرة، بقوات المحور المنسحبة[2].

ونتيجة لما سبق، نجح "روميل" في سحب الجزء الأكبر من قواته من منطقة العلمين، وبالتالي لم يتحقق هدف "مونتجمري" في تحطيم جميع قوات المحور في هذه المنطقة، وبالتالي وجد الجيش الثامن البريطاني نفسـه في صراع جديد، من أجل تعقب بقايا قوات المحور والقضاء عليها، وظل في قتال مستمر وطويل طوال الأشهر التالية، وامتد ميدان القتال أمامه، في مسرح عمليات شمال أفريقيا، تدريجياً من الأراضي المصرية حتى وصل في نهاية الأمر إلى الأراضي التونسية، وضاعت على الجيش البريطاني فرصة الانتهاء من قوات المحور، والتفرغ لعمليات أخرى.

2. النتائج التي حققتها انسحاب قوات المحور

دلت عمليات انسحاب قوات المحور، على أن الغرض الرئيسي، الذي يجب أن تهدف إليه عمليات القتال في الصحراء، هو القضاء على قوات العدو المسلحة، أما الأرض فلا أهمية ة لها، تقريباً، إلاّ فيما ندر، وعلى ذلك، تزداد أهمية عمليات الانسحاب، في هذا النوع من الأراضي المكشوفة كوسيلة لإعادة التوازن، بين القوات التي تضعف كفتها، والجانب الآخر، بشرط اتخاذ الإجراءات الكفيلة، بتأمين القوات أثناء الانسحاب.

ويلاحظ هنا أن "روميل" وَضَعَ مَوْضِعَ الاعتبار، طوال عملية انسحابه، تحقيق غرضين مهمين هما:

أ. تعطيل الجيش الثامن البريطاني أطول فترة ممكنة حتى تتاح له الفرصة لتعزيز قواته، وإمدادها بما يلزمها من الاحتياجات، واستعواض خسائرها.

ب. عدم توريط قواته في أي معارك كبرى، ضـد القوات البريطانية، حتى لا تتكبد قدراً كبيراً من الخسائر، وذلك للاحتفاظ بقواته سليمة، بقدر الإمكان، إلى أن يعيد التوازن بينها، وبين قوات الجيش الثامن البريطاني.

ولتحقيق هذين الغرضين، اتبع “روميل” طريقة احتلال المواقع التعطيلية المناسبة، الواقعة في طريق انسحابه، بواسطة قواته الآلية، لإجبار القوات البريطانية، على التوقف أمامها، والفتح في تشكيل القتال، والقيام بالتحضيرات اللازمة للهجوم عليهـا أو لتطويقها، وعندما توشك هذه التحضيرات على الانتهاء، يقوم "روميل" عندئٍذ بسحب قواته إلى الموقع التعطيلي التالي، دون أن يتورط في المعركة الهجومية التي يقوم بها الجيش الثامن.

وكان "روميل"، يرسل قواته المشاة، منذ وقت مبكر، إلى الموقع التعطيلي التالي، لتجهيز دفاعاته، وبث حقول الألغام أمامه، وبذلك يكتسب فائدتين:

أ. تجهيز المواقع التعطيلية لاستقبال قواته الآلية، بحيث تستطيع تأدية واجبها الدفاعي، على أفضل وجه، بمجرد الوصول إليها.

ب. عدم توريط قوات المشاة، التي كانت تفتقر إلى العربات، في المناطق القريبة من العدو، حتى لا تتعرض لكارثة، مثل التي حدثت بالقطاع الجنوبي بالعلمين، عندما اضطر "روميل"، لترك المشاة الإيطالية، نظراً لعدم توافر الحملات اللازمة لنقلها.

هذا وقد نجحت تكتيكات "روميل" هذه نجاحاً كبيراً، وبذلك استطاع تأمين قواته، حتى وصل بها إلى الحدود التونسية.

3. أثر قرارات القيادتين العليا الألمانية والإيطالية

أبرز العوامل التي أثرت على معركة العلمين، وعمليات الانسحاب التي تلتها، هي تلك الآثار الخطيرة، التي ترتبت على تدخل قيادة، تبعد آلاف الأميال، عن ميدان المعركة، وإصدارها قرارت خطيرة، تؤثر على العمليات العسكرية الجارية بميدان المعركة، من دون إقامة أي وزن، لرأي القائد الميداني، الذي يقود القوات في أرض المعركة.

فقد تدخلت القيادة العليا الألمانية، تدخلاً خطيراً في المرحلـة الأخيرة من معركة العلمين، عندما أمرت "روميل" بالبقاء في العلمين، مما اضطره إلى إلغاء أوامر الانسحاب، وبالتالي إلى الصمود بالمواقع يومي 3،4 نوفمبر، مما أدى إلى فقد حوالي 200 دبابة، علاوة على التشكيلات الإيطالية التي تُركت لعدم إمكان سحبها في الوقت المناسب، ولو أن خطة "روميل"، التي وضعها للانسحاب نُفذت كما هي في بادئ الأمر، لما فُقدت هذه القوات، ولما لاقى "روميل"، كل المصاعب الهائلة التي واجهته بعد ذلك.

ومن أمثلة تدخل القيادة العليا، الألمانية والإيطالية، أيضاً، تلك القرارات، التي حتمت على "روميل"، الدفاع في مواقع "العقيلة"، و"البويرات"، و"الخمص ـ طرهونة"، إذ أدت تلك القرارات، إلى استهلاك كميات هائلة جداً من الألغام، ومواد الموانع الدفاعية، من أسلاك شائكة وما أشبه ذلك، دون فائدة تذكر.

كانت أوامر القيادتين، تنص عـلى الدفاع عن هذه المواقع، إلى آخر طلقة وإلى آخر رجل، على الرغم من أن القائد الميداني، وهـو "روميل"، قد أوضح استحالة تنفيذ ذلك، لتعرض جميع هذه المواقع للتطويق من الجنوب. وقد أثبتت الأيام، صحة وجهة نظر "روميل"، حيث اضطرت قواته، لإخلاء تلك المواقع، بعد أن استهلكت كميات هائلة من المواد الهندسية، والمعدات، والتجهيزات الدفاعية، في إعداد هذه المواقع، واضطرت القيادتان الألمانية، والإيطالية، إلى قبول الأمر الواقع، بعد تحرج موقف قوات المحور، في كل هذه المواقع، بسبب عملية التطويق البريطانية.

والواقع أن تقدير "روميل" للموقف، بعد معركة العلمين، كان تقديراً صائباً، وقد أثبتت الأيام صحته، ولا شك أنه كان في إمكانه، أن يحقق نتائج أفضل لو أن القيادة العليا أخذت بوجهة نظره، فقد كانت وجهة نظر "روميل"، هي إنه من المتعذر احتلال مواقع دفاعية رئيسية، بغرض الدفاع لآخر طلقة، ولآخر رجل، طالما كانت هذه المواقع معرضة للتطويق، وطالما أنه لا توجد لديه القوة المدرعة الكافية، التي يمكنها درء خطر هذا التطويق، ولذلك كان رأي روميل، أنه من الأفضل، الانسحاب من "برقة" و "طرابلس" انسحاباً كلياً، بقواته الرئيسية، إلى عنق الزجاجة، الواقع عند "وادي العكاريت"، داخل الأراضي التونسية، مع القيام بعمليات تعطيلية متتالية، بجزء من قواته الآلية لتعطيل القوات البريطانية التي تطارده، أطول مدة ممكنة، وتدمير كافة الموانئ، والمطارات، الواقعة في طريق الانسحاب، وبهذه الطريقة يمكنه تحقيق النتائج التالية:

أ. عدم توريط القسم الأكبر من قواته في القتال، أثناء الانسحاب، وبذلك تقل نسبة الخسائر، التي تتعرض لها هذه القوات.

ب. انسحاب القوات الرئيسية لموقع "وادي العكاريت"، يتيح لها استخدام كافة المواد الهندسية، والمعدات، والتجهيزات الهندسية اللازمة لتجهيز هذا الموقع الدفاعي، بدلاً من توزيعها على عدة مواقع لا جدوى من الاحتفاظ بها، ولا شك أن هذا يكسب الموقع مناعة وقوة.

ج. استخدام جزء من القوات الآلية للقيام بالأعمال التعطيلية، يؤدي إلى وفر كبير في استهلاك الوقـود، وبذلك يمكن تكديس كميات مناسبة منه، لدخول معركة رئيسية، ضد الجيش الثامن، عندما يصل إلى موقع وادي العكاريت.

د. لا شك أن قوات الجيش الثامن، عند وصولها لمواقع وادي العكاريت، ستكون أضعف كثيراً منها في أي موقع آخر من المواقع الواقعة شرق وادي العكاريت، حيث أن خطوط مواصلاتها ستطـول جداً، وستزداد بالتالي متاعبها الإدارية، وخاصة إذا دُمرت الموانئ تدميراً تاماً، وركزت قوات المحور الجوية المتيسرة على ضرب القوافل البحرية البريطانية.

هـ. تواجد قوات "روميل"، بمنطقة وادي العكاريت، يسهل عملية إمدادها، حيث سيتم إمدادها في هذه الحالة، من ميناء تونس، وبالتالي ستصبح مواصلاتها البحرية قصيرة جداً (من إيطاليا أو صقلية إلى تونس)، ويمكن للسفن قطعها خلال ساعات الظلام، وبذلك تتفادى الخسائر الفادحة، التي كانت تتكبدها بسبب هجمات البريطانيين الجوية، والبحرية، هذا علاوة على أن خط المواصلات البحري، من إيطاليا أو صقلية إلى تونس، سيقع في المدى المباشر للحماية الجوية والبحرية، لقواعد المحور الموجودة في إيطاليا وصقلية.

و. دخول المعركة الرئيسية، ضد الجيش الثامن، بمنطقة وادي العكاريت (بعد أن تستعيد قوات "روميل" توازنها)، يتيح لتلك القوات، تبادل المعاونة مع قوات المحور، التي كانت تحتشد في تونس، لمواجهة قوات الحلفاء، التي نزلت في شمال أفريقيا، كما يتيح للقوة الجوية لقوات المحور، تركيز هجماتها لمعاونة قوات "روميل" عند اللزوم.

لقد أغفلت القيادة العليا الألمانية والإيطالية، آراء "روميل"، وصممت على تنفيذ قراراتها التي أصدرتها، وهي في موقف لا يسمح لها بتقدير الأمور تقديراً صحيحاً، طبقاً لما تمليه الاعتبارات التكتيكية والتعبوية في ميدان المعركة، ولذلك تكبدت قوات "روميل"، قدراً كبيراً من الخسائر، أثناء انسحابها، كان في إمكانها أن تتجنبه، هذا علاوة على استهلاك معظم كميات الوقود المتيسرة لديها، والتجهيزات الدفاعية، التي أمكن إرسالها إلى شمال أفريقيا. ولا شك إن هذا كله، أضعف موقف قوات "روميل" في النهاية، عندما وصلت إلى تونس.

4. هل كان من الممكن تغيير نتيجة معركة العلمين؟

انتهت معركة العلمين إلى انتصار ظاهري، لقوات الجيش الثامن البريطاني، فقد نجحت في تدمير جزء كبير من قوات جيش البانزر الأول، إلاّ أنها من الناحية الأخرى لم تتمكن من تحقيق الغرض، الذي كانت تهدف إليه من المعركة، وهو تدمير قوات المحور تدميراً كلياً، إذ تمكن "روميل" من الإفلات بباقي قواته. ويجدر بنا بعد أن وقفنا على معظم الظروف التي كانت سائدة في وقت العمليات، أن نتساءل هل كان في إمكان أي من الطرفين تلافي النتيجة التي أدت إليها تلك المعركة في ذلك الوقت؟.

ويعتقد الكثير، أن "مونتجمري" كان في إمكانه تحقيق نصر كامل، بفضل التفوق الهائل، الذي حصل عليه، خاصة وإن المعركة دارت في أرض تناسب تماماً الأساليب التكتيكية البريطانية، وتتمشى مع مستوى البريطانيين، في القيادة والتدريب، حيث إنها لا تسمح بحرية المناورة، وبالتالي تناسب المعركة الثابتة، التي يكون القول الفصل فيها للتفوق في قوة النيران (وهو ما كان متوفراً فعلاً لدى البريطانيين بفضل تفوقهم في المدفعية والطيران).

أحرزت القوات البريطانية نجاحاً، فعلاً، في تلك المعركة بفضل هذا التفوق، ولم يبق أمامها سوى جني ثمار هذا النجاح، باتخاذ عدة إجراءات، لمنع قوات المحور، من الانسحاب حتى يتم تدميرها في مواقعها، ولكن القوات البريطانية فشلت في تحقيق ذلك، فما سبب هذا الفشل؟.

إن المتتبع لتفاصيل سير العمليات والمحلل لإجراءات القيادة البريطانية، تجاه تطور الأحداث، يمكنه أن يكتشف بسهولة أن أسباب هذا الفشل ترجع إلى ما يلي:

أ.  فشل القيادة البريطانية، في تقدير قوة دفاعات قوات المحور، ومدى المقاومة التي ستصادفها قواتها منها، وفشلها أيضاً، في تقدير مدى قدرة قوات المحور الاحتياطية، على المناورة وخفة الحركة، ومقدرتها على التدخل ضدها في الوقت المناسب، وقد نتج عن ذلك فشل هجوم قوات الجيش الثامن، ليلية 23/24 أكتوبر، في اختراق مواقع المحور الدفاعية اختراقاً تاماً.

ب. دَفْعُ القوات المدرعة البريطانية في الثغرات المفتوحة، قبل أن يتم اختراق مواقع المحور، مما أدى إلى تورط هذه القوات، في الكثير من حقول الألغام، وتعرضها لنيران ستائر نيران المدفعية المضادة للدبابات، وبالتالي فقدت هذه القوات قدرتها على المناورة، وتحولت إلى مدافع ثابتة، خلال الأيام الأولى من المعركة.

ج. كانت خطة مونتجمري، تقضي باستخدام مدرعاته، في المراحل الأولى من المعركة، في واجب دفاعي، وهو الانتشار غرب مواقع المحور الدفاعية، (بعد اختراقها)، وذلك لمنع مدرعات المحور، من نجدة تلك المواقع، ريثما يتم للمشاة البريطانية تدميرها، وقد أدى هذا، إلى انتشار القوات المدرعة البريطانية، على مواجهة كبيرة، وبالتالي إلى الإخلال بمبدأ من أهم مبادئ الحرب، وهو الحشد، ولذلك لم تتعرض قوات "روميل" المدرعة، سوى لمقابلة وحدات صغيرة من القوة المدرعة البريطانية، ولهذا نجح "روميل"، فـي إبقاء الجزء الأكبر من قواته المدرعة سليمة، خلال الأيام الثلاثة الأولى من الهجوم، بل لقد نجح بعد ذلك، في الاحتفاظ بأكثر من نصف دباباته، حتى يوم الهجوم البريطاني النهائي الحاسم، وربما كان هذا الموقف، قد تغير، لو أن مونتجمري استغل تفوقه الساحق في المدرعات، ودفعها بأكبر حشد من اللحظة الأولى، بعد إتمام فتح الثغرات، ولو فعل هذا، لدمر معظم مدرعات "روميل" منذ وقت مبكر، ولتغيرت نتيجة المعركة تبعاً لذلك. ولقد برر مونتجمري تصرفه هذا، بأن مستوى تدريب قواته المدرعة، لم يكن ليسمح له بالدخول بها في معركة دبابات ضد قوات المحور، إلاّ على أرض من اختياره، ولكن الذي يقارن تسليح الدبابات البريطانية، بتسليح دبابات المحور، يجد أن هذا الحذر لم يكن له ما يبرره، وخاصة إذا وضعنا في الاعتبار، أن أغلب دبابات "روميل" كانت من النوع الإيطالي، الذي لا يمكن مقارنة تسليحه الضعيف بتسليح الدبابات الأمريكية والبريطانية الجديدة.

د. كان تردد القيادة البريطانية، وحذرها الزائد عن الحد، سبباً رئيسياً في عدم اتخاذ الإجراءات الكافية، لمنع قوات المحور من الانسحاب، في الوقت المناسب، إذ إنها لم تستغل الفرصة، التي سنحت لها، بعد الانسحاب الأول، الذي قامت به قوات "روميل"، ليلة 2/3 نوفمبر، ولم تتخذ أي إجراء. وقد تمكنت قوات المحور، من العودة للخط مرة أخرى، لتنفيذ أوامر القيادات العليا، بعدم الانسحاب من دون أي تدخل من جانب البريطانيين أيضاً. ولا شك أن هذه التحركات التي قامت بها قوات المحور، كانت كافية للفت نظر القائد البريطاني، وكان من الواجب عليه أن يستنتج وقتئذ أن قوات المحور قد أوشكت على الانهيار، وبالتالي يجب عليه اتخاذ إجراءات أكثر جرأة، حتى يمكن تطويقها وتدميرها، قبل أن تنسحب ثانية، ولكن شيئا من هذا لم يتم.

وأكد "روميل"، أنه استغل شدة حذر القيادة البريطانية، واعترف بأن تلك القيادة كان يمكنها تدمير كل قواته لو أنها دفعت الجزء الأكبر من قواتها المدرعة، في الأيام الأولى من المعركة، لتدمير مدرعاته مع معاونتها بكل القوة الجوية، والمدفعية المتيسرة.

هذا فيما يتعلق من ناحية القوات البريطانية، أما من ناحية قوات المحور، فقد أرجع "روميل" سبب فشله في الدفاع في العلمين إلى:

أ. كسب البريطانيين لمعركة الإمداد والتموين.

ب. حرمانه من التفوق الجوي قبل بدء المعركة.

ج. قرارات القيادة العليا الألمانية والإيطالية الخاطئة.

واعترف "روميل"، بأنه اهتدى عقب دراسته لنتيجة معركة العلمين، وتحليله للاعتبارات المختلفة التي أثرت على سيرها، إلى طريقة جديدة يعتقد أنها تناسب هذا النوع من الدفاع، في الأراضي الصحراوية، وهو يعتقد أنه لو كان قد نفذها قبل بدء معركة العلمين، لانقلبت نتيجة المعركة إلى صالحه. وتتلخص هذه الطريقة فيما يلي:

أ. إنشاء خط دفاعي قوي، مماثل لخط العلمين (الذي يستند شمالاً إلى البحر وجنوباً إلى منخفض القطارة)، في منطقة "فوكه"، ويمتاز هذا الخط بأن القطاع الجنوبي منه تمتد به سلسلة تلال لمسافة 15 كماً، وهي ذات ميول حادة شديدة الانحدار، في اتجاه الشرق، بحيث تعتبر مانعاً جيداً ضد الدبابات.

ب. تحتل قوات المشاة هذا الخط الدفاعي، بينما تبقى القوات المدرعة والآلية، وقوات الاستطلاع، في خط العلمين الذي سيحميها فيه من ناحية الشرق، حقول الألغام الكثيفة الممتدة هناك.

ج. عندما يهاجم البريطانيون خط العلمين، تنسحب أمامهم تدريجياً القوات المدرعة والآلية، لاتجاه الغرب مع تكبيدهم أكبر قدر من الخسائر، أثناء محاولتهم فتح الثغرات في حقول الألغام.

د. يستمر انسحاب قوات المحور المدرعة، أمام البريطانيين لاتجاه الغرب، حتى تبعدهم عن مرمى مدفعيتهم الموجودة بخط العلمين، ثم تشتبك معهم في معركة متحركة، في المسافة الواقعة بين خطي "العلمين" و"فوكه". وكان "روميل" يعتقد، بأن أي معركة متحركة، يدخلها ضد البريطانيين، يكون النصر فيها مؤكداً لقواته، بفضل خفة حركتها وقدرتها على المناورة، وارتفاع مستوى تدريبها. وسيساعد على ذلك، في هذه الحالة، نقص معاونة المدفعية، لدى القوات البريطانية.

هـ. إذا تمكنت قوات "روميل" المدرعة والآلية، من إصابة القوات البريطانية، في تلك المعركة المتحركة، بهزيمة كبيرة، فستضطر تلك القوات للتراجع مرة أخرى، إلى منطقة العلمين، وبذا تتاح لـ"روميل" فرصة عظيمة، لكسب الوقت اللازم لإمداد قواته، حتى يعيد التوازن بينها وبين القوات البريطانية.

و. إذا لم تتمكن قوات "روميل" المدرعة والآلية، من هزيمة القوات البريطانية، فعليها أن تنسحب غرباً، إلى خط "فوكه" بعد أن تكبدهم خسائر فادحة، وتمر خلال مواقعه الدفاعية الموجودة هناك، وتتجمع خلفها لمؤازرتها.

ز. لن يتمكن البريطانيون في هـذه الحالة، من مواصلة هجومهم، ضد خط "فوكه"، إلاّ بعد مضي وقت طويل، حيث سيضطرون إلى نقل مدفعيتهم للأمام، وتشوين الذخيرة اللازمة لها، والقيام بتحضيرات كبيرة للهجوم، ضد هذا الخط الدفاعي المدبر، وخلال هذا الوقت الطويل، تكون مشكلة تموين قوات "روميل" قد حُلت، أو خفت حدتها إلى حدِ كبير، هذا، علاوة على أن هجوم البريطانيين، بعد كل هذا، على خط "فوكه"، لن يمثل خطراً مثل هجومهم في العلمين، نظراً لما سيتكبدونه من الخسائر في المعركة المتحركة، التي ستسبق ذلك.

هذه آراء "روميل"، فيما يتعلق بكيفية الدفاع، في مثل هذه الحالات، ولا شك أنها تشبه قواعد الدفاع المتحرك، التي عُرفت فيما بعد، والتي تعتبر عنصراً حيوياً للعمليات العسكرية، في الأراضي الصحراوية.

5. هل كان من الممكن تغيير نتيجة المطاردة البريطانية؟

انتهت المطاردة البريطانية، من العلمين إلى تونس، بفشل الجيش الثامن، في تحويل انسحاب قوات المحور إلى هزيمة، كما ذكرنا، وبتحليل الظروف التي أحاطت بعمليات هذه المطاردة، يتضح أن أسباب هذا الفشل، ترجع إلى براعة قوات "روميل"، وحسن قيادتها، وإلى الحذر الشديد من جانب القيادة البريطانية، وسلاح الطيران البريطاني. والواقع أن الدراسة التفصيلية، لعمليات المطاردة، تؤكد أن تصرفات القيادة البريطانية كان لها من التأثير على نتيجة المطاردة أكثر مما لتصرفات قوات المحور، ففيما عدا الظروف القهرية، التي ساعدت قوات "روميل" على الانسحاب، عندما هطلت الأمطار بغزارة، في منطقتي مرسى مطروح، والحدود المصرية، نجد أن القيادة البريطانية لم تنجح مطلقاً، في استغلال الفرص النادرة التي أُتيحت، لها لتدمير قوات المحور.

لقد كانت هذه القوات تنسحب وهي في حالة ضعف شديد بعد أن فقدت معظم دباباتها ومدفعيتها وأسلحتها الثقيلة في معركة العلمين، هذا علاوة على قلة العربات اللازمة لنقلها، وندرة الوقود المتوفر لديها، ومع ذلك لم يحاول مونتجمري اتخاذ إجراء حاسم، بدفع جزء من قواته المدرعة، في عمل سريع جريء، لتطويق هذه القوات وتدميرها، وكان عل العكس من ذلك، لا يبدأ هجوماً، ولا يقوم بعمليات تطويق، إلاّ بعد أن يحشد له قوات كبيرة، ومن البديهي أن كثرة القوات، تعني صعوبة في عملية الإمداد والتموين، وصعوبة الإمداد والتموين، تعني ضياع الوقت، وكل هذا بطبيعة الحال يساعد القوات المنسحبة على الإفلات والنجاة، وقد اعترف "روميل"، بأن قواته كانت من الضعف في ذلك الوقت، بحيث لا تتحمل أي ضربة بريطانية، ولو بجزء من القوة المدرعة، التي كان يملكها "مونتجمري"، إضافة إلى أن نقص الوقود، لم يكن ليسمح لقوات المحور المدرعة والآلية، بالصمود في معركة طويلة.

ولعل أبرز الأمثلة التي تدل على تردد القيـادة البريطانية، في اتخاذ الإجراءات الحاسمة، أثناء عمليات المطاردة، هو الاقتراح الذي قدمه قائد الفرقة الأولى المدرعة البريطانية، قبل بدء انطلاق القوات المدرعة البريطانية، من خط العلمين، بتزويد فرقة مدرعة واحدة بكميات وافرة من الوقود، وإرسالها عبر الصحراء، جنوب الجبل الأخضر، بحيث يمكنها مواصلة المطاردة لمسافة طويلة، لتطويق قوات المحور جنوب بني غازي، من دون أي تعطيل، حتى لا تتاح أي فرصة لقوات المحور للإفلات، ولكن "مونتجمري" رفض هذا الاقتراح خشيته عدم كفاية فرقة مدرعة واحدة، للاشتباك مع قوات المحور المنسحبة. وكان رفض "مونتجمري" لهذا الاقتراح سبباً في إفلات تلك القوات، ونجاحها في الوصول إلى موقع "العقيلة". وحقيقة، أن "مونتجمري" خشي تكرار الأخطاء التي حدثت سابقاً، في منطقة نتوء برقة، ووضع تأمين قواته موضع الاعتبار الأول، ولكنه غالى في ذلك، إلى درجة كبيرة، وكان لديه من التفوق، ما يسمح له بقبول المجازفة، في سبيل توجيه ضربة حاسمة نهائية، لتلك القوات.

ومن مراجعة عمليات الانسحاب، يتضح أن "روميل"، انتهز فرصة تردد القيادة البريطانية وحذرها، ووضع خطة انسحاب قواته كما يلي:

أ. تحتل القوات المدرعة والآلية، التي تشتمل على بقايا وحداته المدرعة، والفرقة 90 المشاة الآلية الخفيفة، المواقع التعطيلية المناسبة، على طول طريق الانسحاب، وتتظاهر هذه القوات بالنشاط المستمر، حتى توهم القيادة البريطانية، بأنها استعوضت جميع خسائرها، حتى تجبرها على التوقف، أمام تلك المواقع التعطيلية، للقيام بتحضيرات طويلة قبل الهجوم عليها.

ب. كان على الفرق المشاة الإيطالية، التي لا توجد لديها أي حملات لنقل الجنود، أن تجهز تلك المواقع على التوالي، حتى تكون صالحة للدفاع بمجرد انسحاب القوات المدرعة والآلية إليها، وكان هذا يعني، ضرورة انسحاب قوات المشاة سيراً على الأقدام، في الوقت المناسب، بعـد تسليم كل موقع تعطيلي للقوات المدرعة والآلية، التي ستحتله، على أن تواصل انسحابها على الأقدام، حتى الموقع التعطيلي التالي، فتقوم بتجهيزه وتبقى به حتى تسلمه للقوات الآلية، ثم تنتقل إلى الموقع الذي يليه، وهكذا.

ج. كان على القوات المدرعة والآلية، أن تحتل كل هذه المواقع التعطيلية بالمواجهة، مع تخصيص جزء منها لحماية الجانب الأيمن، لتعطيل أي محاولات بريطانية للتطويق، ريثما يتم انسحاب القوة الرئيسية، من الموقع التعطيلي إلى الموقع الذي يليه.

د. كان "روميل" واثقاً، من أن البريطانيين، لن يحاولوا مهاجمة أي موقع تعطيلي أو تطويقه، إلاّ بعد حشد قوات متفوقة تفوقاً كبيراً، ولذلك استفاد من الفترات الطويلة، التي كانت تستغرقها التحضيرات البريطانية، وكان يسحب قواته في الوقت المناسب، عندما يوشك البريطانيون، على القيام بالهجوم من دون أن يتورط معهم، في أي معارك جدية.

بهذه الطريقة، تمكن "روميل" من الانسحاب بنجاح، بينما فشل "مونتجمري" في استغلال تلك الفرصة، للقضاء على قوات المحور. ولا شك أن أعمال القيادة البريطانية، لو اتسمت بشيء من الجرأة والسرعة في العمل، لتغيرت نتيجة العمليات، ولما تمكن "روميل"، من الوصول بقواته سالمة إلى تونس.


 



[1] من أعظم الفرص التي ضاعت على "مونتجمري" فرصة العمل الجريء الحاسم ضد قوات "روميل" وهي في أشد مراحل ضعفها عند العقلية والنوفيلية.

[2] كانت الأوامر لسلاح الطيران البريطاني تقضي بعدم إتباع طريقة الهجوم المنخفض، ولذلك فشل في إيقاع خسائر كبيرة بالقوات المنسحبة.

[3] على الرغم من التدابير التي اتخذها "مونتجمري" مقدماً لإمداد قواته المخصصة للمطاردة، فقد توقفت وحدات المقدمة لتلك القوات مرات عديدة بسبب عدم تمكن الوحدات الإدارية ملاحقة تقدمها.