إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / مبادئ الحرب





هجوم القوات المصرية
الأوضاع الدفاعية
المفاجأة بإخفاء اتجاه الضربة
تطبيق القوات الجوية ومبدأ المفاجأة
حرب الخليج الثانية




مقدمة

المقدمة

مبادئ الحرب هي مجموعة من المعايير العامة، تم استخلاصها منذ زمن بعيد بالدراسة العميقة لتحليل الحروب السابقة، ويتطلب الأمر استمرار الدراسة والتحليل الواعي لظاهرة الحرب، ارتباطاً بالتطور التكنولوجي والظروف المعاصرة؛ للتنبؤ بخصائص الحرب المقبلة، وتحديد المتطلبات الضرورية لإعداد القوات، لإحراز النصر على العدو المنتظر بأقل خسائر.

تتصف مبادئ الحرب بالديناميكية، والتطور المستمر في أساليب تطبيقها، كما أنها ليست بديلة للدراسة الجادة للتاريخ العسكري.

لتطبيق مبادئ الحرب، يجب على القادة إعمال الفكر، والتفهم العميق لمحتوياتها وطبيعة الموقف المعاصر، وصولاً لتحفيز الأفكار وإطلاق العنان للابتكار والتطوير الخلاق، بما يزيد من درجة المرونة الذهنية للقادة.

إن بعض المتغيرات والظروف الناشئة، قد تؤدى إلى تقليل أو زيادة أهمية تطبيق بعض هذه المبادئ، في مواقف محددة، ولكن سيظل الاعتبار الرئيسي هو السعي لتطبيق معظم هذه المبادئ، بمهارة وفكر خلاق، يتوافق مع طبيعة الموقف، وإظهار الجسارة والتصميم على تطبيقها، مع إمكانية قبول المخاطرة المحسوبة، لإحراز مزايا نسبية ضد قوات العدو.

إن مبادئ الحرب نابعة، منذ زمن طويل، من خبرة الحروب الفعلية، وتتطلب من القادة إعمال الفكر وتطبيقها بوعي وإدراك، وفهم عميق لمحتويات هذه المبادئ وطبيعة ظروف الموقف، بما يترتب عليه من تفاعل تلك المبادئ مع متطلبات الموقف ارتباطاً بالمهام المطلوب تحقيقها. وعلى القائد أن يعي أن بعض المتغيرات والظروف قد تؤدي إلى تقليل أهمية بعض هذه المبادئ، أو زيادة أهمية بعضها الأخر ولكن سيظل الاعتبار الرئيسي هو التطبيق بفن ومهارة، وبفكر خلاق وإظهار الجسارة، وقبول المخاطرة في تطبيقها.

إن مبادئ الحرب تمثل مجموعة من المعايير العامة، التي تؤثر في إعداد وتخطيط وإدارة الحروب المقبلة، وتتصف بالديناميكية وباستمرار الدراسة والتحليل العميق لظاهرة الحرب، وصولاً إلى تحديد المتطلبات الضرورية لخوض الحرب المقبلة وإحراز النصر.

على المستوى الإستراتيجي، إن هذه المبادئ تمثل مجموعة من الاعتبارات، التي يجب أن تراعى، إذا كان لهذه الإستراتيجية أن تنجح في تحقيق الأهداف القومية. وتنعكس مبادئ الحرب على المستوى التعبوي، في شكل مبادئ الفن التعبوي، وعلى المستوى التكتيكي، في شكل مبادئ معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، إضافة إلى مجموعة من القواعد العامة، تصاغ في شكل مبادئ وأسس وعوامل نجاح، لأنواع أعمال القتال المختلفة، طبقاً لخصائصها وطبيعتها، وهى في مجموعها تكوّن الإطار الفكري، الذي، من خلاله، يجب أن تدور العمليات والمعارك، ومن الضروري التأكيد على أن ذلك الإطار يحتاج إلى مهارات وقدرات عالية، تساعد على تكوينه مع طبيعة الظروف المحيطة به، فضلاً عن المهارات العالية، والجسارة للقوات، عند تطبيق هذا الإطار في القتال الفعلي.

العلاقة بين الفن العسكري ومبادئ الحرب

هي أحد الموضوعات الرئيسية، التي يعنى بدراستها الفن العسكري، وانطلاقاً من أن الحرب ظاهرة اجتماعية، تؤثر بشكل مباشر على كيان الدولة بالبقاء أو الفناء، فإنها تتطلب تطبيق كل من العلم والفن العسكري.

إن العلم العسكري ينبع ويتأثر أساساً بالتطور التكنولوجي الذي كان وسيستمر يؤثر بشكل حاد على طبيعة الأعمال القتالية عموماً. إن العلم يعنى بدراسة حقائق وثوابت وعلاقات متفاعلة ومتبادلة، بين مكوناته في إطار ونظريات جامدة، بينما الفن العسكري يتعلق بالدراسة والتحليل العميق للحروب، حتى يمكن، لمحترفي العسكرية، أن يستنتجوا تلك المبادئ الأساسية، التي ساهمت في تحقيق النصر في الحروب السابقة، وتحديد طبيعة ومكونات تلك المبادئ الضرورية، لكسب الحرب المقبلة. إن دراسة الفن العسكري تتعلق بالقدرة والمهارة على فهم طبيعة وخصائص هذه الحروب وتحليل عناصرها الأساسية وعلى ذلك فإن مبادئ الحرب، تتعلق بالفن العسكري أكثر من تبعيتها للعلم العسكري.

إن مبادئ الحرب ليست جامدة وساكنة، ولا تشكل صيغاً ومعادلات حسابية للنجاح، من دون الوضع في الاعتبار الظروف والخصائص الأخرى لطبيعة الحرب، وليست مصممة لتشكيل قواعد مسبقة ثابتة لتحقيق النصر، وليست بديلة للدراسة الجادة للتاريخ العسكري. إن أهميتها تنبع من الفهم العميق والتطبيق السليم لها، بما يحفز الأفكار ويطلق العنان للابتكار والتطوير الخلاق، وتزيد من درجة المرونة الفكرية والذهنية للقادة، وتساعد على التنبؤ بخصائص الحرب المقبلة في إطار الفهم العميق لباقي محتويات العلم العسكري.