إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / مبادئ الحرب





هجوم القوات المصرية
الأوضاع الدفاعية
المفاجأة بإخفاء اتجاه الضربة
تطبيق القوات الجوية ومبدأ المفاجأة
حرب الخليج الثانية




المبحث الثالث

المبحث الثالث

مبادئ الحرب

في المدرسة الفرنسية والألمانية

في الأزمنة البعيدة القدم، أدت العوامل الجغرافية والبشرية، والبيئة الحضارية إلى نشأة مدرستين عسكريتين، لكل منهما طابعها وخصائصها المتميزة، فالمدرسة الشرقية القديمة، المتمثلة في مصر الفرعونية وأشور وفارس.. والتتار، تميزت بالاعتماد على خيّالة وقوات خفيفة الحركة مزودة بأسلحة رمي، وتدير قتالها في تشكيلات مرنة بأساليب الكر والفر غير المباشرة، بينما تميزت المدرسة الغربية القديمة، الممثلة في الإغريق والرومان، بالاعتماد، بشكل أكبر، على المشاة الثقيلة المدرعة المزودة بأسلحة قطع وصدم، وتدير قتالها في تشكيلات كثيفة، لا تقبل التجزئة بأسلوب الصدمة المتلاحمة المباشرة.

ومع تعاظم تأثير العوامل السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتقنية، والجيوبوليتيكية، وتضافرها مع بعضها، انقسم العالم الحديث في ظل مفاهيم الإستراتيجية العسكرية التقليدية إلى عدة مدارس عسكرية رئيسية متميزة.

وبإضافة تأثير العامل الأيديولوجي يعود عالمنا المعاصر لينقسم إلى مدرستين:

·    المدرسة الغربية وتتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية وتضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

·    المدرسة الشرقية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي سابقاً وتضم دول الكتلة الشرقية إلى جانب الصين.

أولاً: شروط قيام مدرسة عسكرية

1. من الدروس المستفادة من التاريخ العسكري، يلزم وجود شرطين:

أ. الشرط الأول

هو توفر قوة فكرية مؤثرة إيجابياً على علم وفن الحرب.

ب. الشرط الثاني

هو توافر قوة عسكرية قادرة على تجسيد القوة الفكرية عملياً، فلا القوة العسكرية وحدها، ولا القوة الفكرية وحدها، تستطيع إنشاء مدرسة عسكرية.

2. فكم من أمة بدائية متخلفة، امتلكت قوة عسكرية عاتية، انطلقت جحافلها بدوافع غريزية بيئية، فدكت الممالك، وضربت العمران. صحيح أنها غزت الأرض، ولكنها لم تغز العقول، وصحيح أنها انتصرت عسكرياً، ولكنها افتقدت الفكر، فلم يثبت انتصارها، وتبددت جهودها ولم تضف إلى علم ولا فن الحرب ما يعتد به.

3. وكذلك كم من مفكر عبقري سبق زمانه، ووضع نظريات ثورية تقدميه في فن الحرب، ولكنها بقيت حبراً على الورق، حتى جاءت قوة عسكرية قادرة اعتنقت تلك النظريات، فطورت علم وفن الحرب ونهضت به.

ثانياً: المدارس العسكرية التقليدية

إن المقصود بالمدارس العسكرية التقليدية: هي المدارس العسكرية غير الإسلامية، التي كان لها فضل تحديد وتحديث مبادئ الحرب الحديثة.

1. المدرسة العسكرية الفرنسية

أ. المدرسة النابوليونية

تعتبر أغلب المصادر أن المدرسة النابوليونية هي أصل المدارس العسكرية التقليدية الحديثة، حيث كانت الحروب النابوليونية، التي دارت فيما بين عامي 1796ـ 1815م السبب الأول في فن ومبادئ الحرب الحديثة.

لكن الخلاف بين المفكرين وقع وتشعب بشأن مصادر ومذاهب وأسس تحديد مبادئ الحرب النابوليونية ويمكن حصر وجهات نظر المفكرين في أربعة اتجاهات متباينة هي:

(1) الاتجاه الأول

وهو اتجاه، يرى أنصاره أن مجموعة من القادة والمفكرين، قد تمكنوا من وضع نظرية ومبادئ المدرسة النابوليونية قبل ظهور نابليون بوقت طويل، وأن نابليون قد التزم بالنظرية ومبادئها وطبقها في حروبه، ولم يضف إليها إلا القليل.

(2) الاتجاه الثاني

وهو اتجاه، يرى أنصاره أن الثورة السياسية، الاجتماعية الفرنسية، هي أساس الثورة العسكرية، وهي التي عملت على نمو وتطوير الإمكانات، التي أدركها نابليون واستغلها.

(3) الاتجاه الثالث

وهو اتجاه، يرى أنصاره أن حروب نابليون وأحكامه ومكاتباته، هي التي شكلت مصادر وأسس مبادئ الحرب النابوليونية.

(4) الاتجاه الرابع

وهو اتجاه، يرى أنصاره أن إظهار وتصنيف وتحديد مبادئ الحرب النابوليونية، لم يتحقق إلا بجهود "جوميني وكلاوزفيتز"، وهما بذلك العمل يعدان المُنشئين للفكر العسكري الحديث.

وكانت أبرز مبادئ الحرب المستنبطة من المدرسة النابوليونية هي: الحشد، والكتلة، خفة الحركة، وسرعة العمل الهجومي، والمفاجأة، والهدف، والمبادأة، والأمن، والمرونة، والاقتصاد في القوى، والمناورة، وحرية العمل، والتعاون، ووحدة القوى، والروح المعنوية، والمطاردة، والنشاط/ القوة ضد الضعف.

ب. المدرسة العسكرية الفرنسية في العصر الحديث

تأثرت المدرسة العسكرية الفرنسية بآراء كثير من المفكرين، وتميزت بالطوابع الآتية:

(1) الطابع التقليدي العام للمدرسة الفرنسية

تتميز فرنسا بالطابع القاري، بحكم الموقع والإمكانيات، إلا أنها نافست بريطانيا على السيادة، وفي مدها الاستعماري، فيما وراء البحار، وحاربت مثل بروسيا من محيط داخلي ضد دول معادية تحيط بحدودها، ومارست حرب تحرير وحركات تحرر، وعاشت انتصارات وعانت أسباب الهزيمة، كما أوضحت نماذج وأمثلة تغطى جميع مجالات الحروب التقليدية.

(2) الطابع الخاص بمبادئ الحرب الفرنسية

(أ) تعتبر الحروب النابوليونية مصدر ومرجع جميع قوائم مبادئ الحرب المتداولة حالياً، بشكل مباشر أو غير مباشر، للمدرسة العسكرية الفرنسية بصفة خاصة، ولجميع المدارس التقليدية أو على الأقل حلقة الوصل بين جميع المدارس والمذاهب.

(ب) تحفل المدرسة الفرنسية بمذاهب فكرية متعددة ومتباينة، تتميز بأن كلاً منها يمتزج بالمذهب التالي ويؤثر فيه، بحيث تتكامل تلك المذاهب في نسيج واحد متعدد الألوان، يشكل في مجمله مبادئ المدرسة، مما يفرض ضرورة استعراض تلك المذاهب، وصولاً إلى تفهم واضح للمبادئ المعتمدة.

ج. المذاهب والمناهج الفرنسية الخاصة

(1) كولونيل أردان دوبيك

(أ) يرجع، إلى دوبيك، الفضل الأول والأقوى في تطوير وتوجيه فن الحرب الفرنسي، فيما بين عام 1866 وانتهاء الحرب العالمية الأولى وكان فن الحرب الفرنسي قد تجمد في أعقاب الحروب النابوليونية، وتوقف عن التطور لمدة أكثر من نصف قرن. ثم جاء الانتصار البروسي الساحق على النمسا عام 1866، لينبه الفرنسيين إلى التقدم الهائل، الذي أحرزته العسكرية البروسية، وإلى تخلف فرنسا العسكري عن عدوها التقليدي البروسي، وظهرت للفرنسيين حاجاتهم الماسة إلى تطوير العسكرية الفرنسية.

(ب) نشر كتاب دوبيك "دراسات عن القتال" في عام 1880، وتشبع الفكر الفرنسي، تدريجياً، بنظرية دوبيك الجديدة، وانعكس أثرها بصورة مباشرة على فن ومبادئ الحرب الفرنسية.

(ج) تتلخص نظرية دوبيك في أن النوع يسبق الكم في الحرب. وأن قيمة الصفات والخصائص المعنوية، أهم وأكبر من القيمة والقدرة العددية؛ لأن المعركة، أصلاً، صراع بين قوتين معنويتين، قبل أن تكون صراعاً بين قوتين ماديتين، الجانب الذي تتوافر له الأفضلية النوعية والمعنوية، سواء كانت قواته متساوية أو أقل من قوة العدو العددية والمادية، وليس حجم التدمير المادي للعدو هو الذي تنهار به معنوياته أولاً، ولاشك أن النصر في الحرب مسألة معنوية في المقام الأول.

(د) وضع دوبيك توصيات عملية محددة ومعللة عن الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل تطبيق نظريته ومبادئه عملياً في الجيش الفرنسي، ومن أهم هذه التوصيات الأساس المعنوي للبناء والتطوير، وتطوير التكتيكات دورياً، والنماذج التكتيكية الجاهزة، والروح العسكرية، ومركزية وتسلط القيادة، وهدف التدريب.

(2) مارشال فرناند فوش

(أ) يُعد فوش أبا المدرسة العسكرية الفرنسية الحديثة، فمنذ بدء التدريس في مدرسة الحرب، أخذ على عاتقه إحياء الفكر النابوليوني، ونقله إلى عقول الضباط الفرنسيين، بأسلوب مزج فيه تقاليد ومبادئ الماضي، بالمكتشفات العسكرية الحديثة، وقد نجحت جهوده في هذا المجال، حتى صار هو الموجه الجديد للفكر العسكري الفرنسي، وكان هو الأكثر أهمية والأكثر تأثيراً، في تطوير وصياغة النظريات الثقافية العسكرية للضباط الفرنسيين، قبل الحرب العالمية الأولى، وعلى رغم أن أحداث الحرب أبطلت أكثر نظريات ومفاهيم "فوش" فإن تأثيره الفكري في مجال مبادئ الحرب ظل مستمراً، بدرجة يصح معها القول إنه كان المصدر الأول لقائمة مبادئ الحرب الرسمية الفرنسية، وما تقوم عليها من مفاهيم أساسية.

(ب) وتتلخص نظرية "فوش"

·   أن مفاهيم الحرب المطلقة، وهجوم الكتلة، والحسم في المعركة وتطبيقها حسب الأسلوب النابوليوني، مازالت هي ركائز الحرب الحديثة.

·   رأي "فوش" أن الهجوم واجب في جميع الأحوال، والتشكيل التعرضي هو وحده يؤدي إلى نتائج، أما المعركة الدفاعية فإنها لا تؤدي مطلقاً إلى تدمير قوات العدو، ولا تتيح أبداً للقوات أن تستولي على الأراضي، التي يرابط فيها العدو. وعلى ذلك فهي عاجزة عن إحداث النصر.

·   إن أهم العوامل، التي تحدد نتيجة الحرب هي: التفوق المعنوي وتفوق التدريب، والقيادة والتسليح، والتحصينات، ونظام الشؤون الإدارية.

(ج) حدد "فوش" أربعة مبادئ بصورة صريحة ومباشرة هي: مبادئ الاقتصاد في القوى، وحرية العمل، وحرية التصرف بالقوى، والأمن، والمفاجأة الإستراتيجية والهجوم، وقد أمكن استخلاص 13 مبدأ حرب، من كتب "فوش" هي: الهدف، والاقتصاد في القوى لتحقيق الحشد، وحرية العمل، وحرية استخدام القوات، والعمل الهجومي، وخفة الحركة/ السرعة، والمناورة/ الاتجاه، والمفاجأة، والمبادأة، والتوزيع، والروح المعنوية، والمطاردة، والنظام/ الانضباط.

(3) جنرال "أندريه بوفر"

تنوعت خبرة "بوفر" العسكرية، واتسمت إلى الحد، الذي أهله تأهيلاً تاماً، ليكون من أهم المفكرين العسكريين في العالم، في العصر النووي بعد ذلك، وقد تجاوز تأثير "بوفر" نطاق الفكر العسكري الفرنسي، محلقاً في آفاق الفكر العالمي، حيث أصدر "بوفر" دراسات عديدة عميقة في شتى مجالات ومستويات الإستراتيجية التقليدية والنووية، ويعد كتابه "مدخل إلى الإستراتيجية العسكرية"، أكثر الأبحاث الإستراتيجية، التي ظهرت في هذا العصر، كمالاً ودقة وتماسكاً.

د. قائمة مبادئ الحرب المعتمدة على المدرسة الفرنسية

يظهر إجماع الآراء على أن القائمة الفرنسية التي تشتمل ظاهرياً على عدد محدود من المبادئ، تشتمل في الواقع على مبادئ حرب عديدة منها: الهدف، والعمل الهجومي، والحشد، والأمن، والمبادأة، والمناورة، والتعاون، والمفاجأة، والتوزيع، والاقتصاد في القوى، والروح المعنوية، والشؤون الإدارية، والمطاردة، والاحتياطيات.

2. المدرسة البروسية/ الألمانية

أ. الطابع التقليدي العام للمدرسة

(1) تنفرد المدرسة بطابع خاص يميزها عن المدارس العسكرية الأخرى، ويرجع ذلك إلى أسباب تاريخية، تمتد من منتصف القرن الثامن عشر، حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، عام 1945م.

(2) لقد خاضت ألمانيا ثلاثة حروب عظيمة، على مدى قرن من الزمن، سعياً إلى تحقيق هدفها على حساب الدول المجاورة، وقد جوبهت في كل حرب منها بتكتل أوروبي أو عالمي، تمكن من شلها أو هزيمتها وتمزيقها عسكرياً، وأدت تلك الحروب إلى تقليص مساحة ألمانيا، وفرض قيود مشددة عليها، وإلى اتخاذ إجراءات عديدة ضدها، جعلت من ألمانيا دولة محصورة أو شبه محاصرة، بصفة دائمة، بدول عديدة، وتعتبر ألمانيا مصدر تهديد كامن ودائم.

(3) على ضوء الظروف المحيطة، والقيود المفروضة، والموارد والإمكانيات الذاتية، فإن الطموح الألماني المحبط استند إلى التقاليد العسكرية البروسية العريقة، التي لها طابع يرتكز على:

(أ) دقة وطاعة والتزام، مؤسسة على معرفة عميقة.

(ب) إعداد شامل ويتم بواسطة هيئة أركان عامة قديرة ومتخصصة.

(ج) الاعتماد على التفوق النوعي وتفوق النظريات والأساليب العسكرية.

(4) العمل على سرعة تحقيق الأهداف والوصول إلى نتائج حاسمة في أقرب وقت.

(5) إدارة عمليات مفاجئة بأساليب اقتراب غير مباشرة مبنية على حسابات وخلاصات دقيقة.

(6) حتمية تركيز العمليات الهجومية الرئيسية في جبهة واحدة وإدارة عمليات هجومية ثانوية أو دفاعية على باقي الجبهات.

(7) روح التعصب للعنصر القومي.

ب. أصول مبادئ الحرب البروسية/ الألمانية

تطورت تلك الأصول عبر مراحل رئيسية أربعة كالآتي:

(1) نشأة مبادئ حرب المدرسة البروسية القديمة

كان مصدرها تعاليم وحروب "فردريك الأكبر"، الذي تأصلت أصوله الفكرية والعملية، وكان نابليون أحد تلاميذ مدرسة "فردريك".

(2) المدرسة البروسية الوسطى

وضع أصولها "شارنهورست" عام 1815م، بناء على الدروس والخبرة المستفادة من الحرب البروسية/ الفرنسية، وتأكدت بنظريات وأصول "كلاوزفيتز"، واستمر تطويرها وتعديلها بفضل قادة ألمان عديدين، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

(3) المدرسة الألمانية الحديثة

بدأت عقب الحرب العالمية الأولى، واستمرت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وفيها طور القادة العسكريون الألمان المبادئ والأصول السابقة، وحدثوها بإضافة مبادئ ونظريات "فوللر وليدل هارت وديجول" وأعادوا صياغتها في صور متميزة، بناء على تجارب تدريبية وقتالية.

(4) ما بعد الحرب العالمية الثانية

نزع الحلفاء سلاح ألمانيا، عقب الحرب، وفرضوا قيوداً تمنع إعادة بناء قوات عسكرية ألمانية، ثم ضم الحلفاء ألمانيا إلى حلف الأطلنطي، وسمح لها مؤخراً بإعادة التسليح، وبناء على ذلك، فإن المدرسة الألمانية تتبع حالياً أصول ومبادئ ونظريات حلف الأطلنطي.

ج. المذاهب الفكرية الخاصة بالمدرسة البروسية/ الألمانية

(1) "كارل فون كلاوزفيتز"

(أ) احتل كتابه "في الحرب"، مكاناً مفرداً في تاريخ الفكر العسكري، وقد أدت الانتصارات الألمانية الباهرة في الفترة من عام 1866ـ1870م، إلى انتشار أفكاره في كل جيوش العالم التي بدأت تقلد النظام البروسي في كثير من النواحي، ولقد حلل "كلاوزفيتز" الحرب في هذا الكتاب بمزيج من الفلسفة والتأمل والتجربة، وبذلك أعتبر "كلاوز" منشئ ومؤسس الفكر العسكري الحديث.

(ب) أصوله الفكرية

تتركز دراسة "كلاوزفيتز" أساساً، على تحليل الحروب النابوليونية، إلا أنه، في الواقع، يعكس انطباعات عميقة عن "فريدريك"، وكذلك تأثر بفكر "ميكيافيللي".

(ج) الدعوة إلى الحرب المطلقة

أوجد "كلاوزفيتز" تعريفاً للحرب، قاد الفكر العسكري في أنحاء العالم لفترة طويلة - وهذا التعريف في مجمله هو: أن الحرب ليست سوى استمرار سياسة الدولة، ولكن بوسائل مختلفة، ومن الناحية الاجتماعية، فهي: صراع بين المصالح الكبرى، التي يمكن أن تتقرر نتائجها بسفك الدماء، وهذا وحده، الذي يفرق بينها وبين غيرها من صور الحياة الاجتماعية، وهي، قبل كل شئ من الأعمال، يقصد بها إرغام أعدائنا على الخضوع لإرادتنا، وبناء على ذلك، فإن الحرب المطلقة، وهي التي يصل العنف فيها إلى الاندفاع إلى أقصى ما يمكن حتى يتم انتزاع أسلحة العدو، أو تدمير قواته، وعلى ذلك، فلقد أثر "كلاوزفيتز" أنه ليس هناك سوى وسيلة واحدة هي المعركة، وأن فكر المعركة هو الأساس، الذي بنى عليه نظريات وأصول ومبادئ الحرب.

(د) مجمل مبادئ الحرب المستنبطة من مؤلفات "كلاوزفيتز"

·   المبادئ الرئيسية وتشمل:

الهدف، والعمل الهجومي، وخفة الحركة، والحشد، والمفاجأة، والاقتصاد في القوى، والمطاردة، واكتساب الرأي العام، والتعاون، والروح المعنوية، والعمل الدفاعي، وتأثير العوامل السياسية والاجتماعية، وتأثير الأرض والعامل الجغرافي والطبوغرافي.

·   مبادئ عامة، وتشمل:

  الأمن، والاتجاه، والتدريب، والمبادأة، وسرعة الحسم وتحقيق الأهداف، والإعداد والتخطيط الشامل المسبق، والتوزيع، والاستطلاع والمخابرات، وفرض الإرادة على العدو، وتأمين قاعدة دفاعية للهجوم، ومراعاة نقطة أقصى تطور.

·   عوامل مهمة

  أكد "كلاوزفيتز"، علاوة على ما سبق، أهمية العوامل التالية: المناورة، والشؤون الإدارية، والانضباط، وكفاءة القيادة والسيطرة، والبساطة، والعمل على تحقيق التفوق العددي العام، مع تحقيق التفوق في النقطة الحاسمة.

(2) "كولمار فرايدفون درجولتز"

(أ) يعتبر كتابه "فن الحرب" رسالة موجزة، في أهم فروعه وقواعده، والذي وضعه مرجعاً للجيش العثماني.

(ب) بدراسة كتاب "درجولتز"، يتضح أنه يشمل مبادئ الحرب التالية:

·   مبادئ حرب رئيسية

  الهدف، والحشد، والمفاجأة، والتوزيع، وتفوق قوة النيران، وخفة الحركة، وتأثير الأرض والعامل الجغرافي والطبوغرافي، وضرورة مراعاة نقطة أقصى تطور وقد أعطى "درجولتز" اهتماماً بالغاً لمبدأ المفاجأة.

·   مبادئ عامة

العمل الهجومي، والتعاون، والاقتصاد في القوى، والشؤون الإدارية، والروح المعنوية، والاتجاه، والتدريب، والاحتياطيات، وكفاءة القيادة والسيطرة، وسرعة تحقيق الأهداف، والإعداد والتخطيط الشامل، وتأثير العامل الاقتصادي على الحرب، وكفاءة التعبئة وتنظيم القوات، وتوفير قاعدة دفاعية مؤمنة للهجوم، وحساب توازن ومقارنة القوات، واكتساب الرأي العام.

·   عوامل مهمة

الأمن، والمرونة، والمبادأة، والاستطلاع والمخابرات.

د. مبادئ الحرب المعتمدة للمدرسة البروسية/ الألمانية

(1) مجمل مبادئ الحرب:

تبنت المدرسة البروسية المبادئ التالية: الهدف، والعمل الهجومي، وخفة الحركة، ومجموعة مبادئ: التوزيع والاقتصاد في القوى والحشد، والمفاجأة، والأمن، والتعاون، والمناورة، والاتجاه، والمرونة، والتدريب، والمبادأة، وكفاءة القيادة والسيطرة، وسرعة تحقيق الأهداف، والحرب الخاطفة، والإعداد الشامل، والأعمال الدفاعية/ الهجومية، والاستطلاع والمخابرات، وفرض الإرادة على العدو وإنهاكه وشل إرادته، والخداع والاستدراج، وتنوع وتفوق نظريات أساليب القتال، وتفوق نظم التعبئة، وتجهيز مسرح العمليات، وتفادى نقاط القوة واستغلال نقاط الضعف للعدو، والبساطة، واستناد الهجوم على قاعدة دفاعية مؤمنة، والشؤون الإدارية.

(2) مبادئ الحرب الرئيسية

الإعداد، والعمل الهجومي، والمفاجأة، والمبادأة، والمناورة، والسرعة، والمرونة، ومجموعة مبادئ التوزيع والاقتصاد في القوى والحشد، ومجموعة الانضباط والتدريب والقيادة، والاتجاه.