إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / مبادئ الحرب





هجوم القوات المصرية
الأوضاع الدفاعية
المفاجأة بإخفاء اتجاه الضربة
تطبيق القوات الجوية ومبدأ المفاجأة
حرب الخليج الثانية




المبحث الرابع

المبحث الرابع

مبادئ الحرب في المدرسة البريطانية والأمريكية

أولاً: المدرسة العسكرية البريطانية

1. الطابع التقليدي العام للمدرسة

نشأ طابع وتقاليد المدرسة البريطانية، من خاصية انفصال الجزيرة البريطانية عن القارة الأوروبية، مع النقص المزمن في القوى البشرية والموارد الذاتية القومية، ومع الامتداد الإمبراطوري إلى القارات الخمس، كذلك القيم الاجتماعية والمعنوية المحافظة، وقد تبلور ذلك كله فيما يسمى بالتقاليد الجذرية أو البحرية، التي تتمسك بالاقتراب غير المباشر، طبقاً للمفهوم البحري، وبوضع إستراتيجيته على أساس الاقتصاد في القوى، بتوزيع قواتهم ومواردهم على أغراض ملائمة متكاملة على اتساع العالم مع مراعاة المرونة، دائماً في اختيار الأهداف بسبب الإحساس بعدم الأمن، فيما يتعلق بتوفير الموارد والإمكانيات، وإدارة ذلك كله بمزيد من السياسة المحنكة القديرة، مع العسكرية المحافظة الحذرة المتأثرة بشكل مباشر بمطالب السياسة.

2. الطابع الخاص بمبادئ الحرب

كانت بريطانيا أسبق دول الغرب إلى اتخاذ وإعلان مبادئ معتمدة، في قواعد خدمة الميدان، وفضلاً عن ذلك، فإن المفكرين العسكريين البريطانيين، "فوللر وليدل هارت"، هما أكثر المفكرين ثورية وتحرراً، إذ قدما مذاهب كثيرة مختلفة ومتطورة في مجال مبادئ الحرب، فضلاً عن ريادتهما وسبقهما إلى الدعوة لأساليب الحرب الميكانيكية، والحرب الخاطفة.

3. تاريخ ومصادر مبادئ الحرب البريطانية المعتمدة

صدرت أول قائمة معتمدة، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، في قواعد خدمة الميدان عام 1920م، وقد تبنت أفكاراً أساسية، مع تأثرها "بماكدوجال وتاونسند" وآخرين، ثم طورت فيما بعد بناءاً على أفكار "موريس وليدل هارت ومونتجمري" وغيرهم.

أ. قواعد خدمة الميدان ـ جزء2 ـ العمليات عام (1929م)

ورد فيها ما نصه "تدار الحرب طبقاً لمبادئ نظرية/ بديهية معينة، تعرف بمبادئ الحرب" وهذه المبادئ ذات استخدام عام ومتواصل في الحرب، ومن الممكن تعريفها ولكن أهميتها النسبية وطريقة استخدامها مختلفة ومتفاوتة على الدوام، ويرجع سبب هذا الخلاف والتفاوت في قيمه، وفي استخدام مبادئ الحرب، إلى أن العامل البشري يسود ويهيمن، ويغلب في أثناء الحرب، وهذا العامل البشري هو كمية دائمة الاختلاف والتفاوت. إن مبادئ الحرب يجب أن تحظى بالاعتبار الكامل سواء في تحضير خطة حملة أو في تقرير أعمال الوحدة في ميدان القتال.

ب. قواعد خدمة الميدان ـ جزء2 ـ العمليات عام1935م

تتناول الموضوع، من خلال مدخل مختلف مرتبط بصور الحياة والنشاطات اليومية العادية، فتذكر أن أعمال القتال في الميدان تحكمها مبادئ سلوكية فطرية، في مجملها التعاليم الأخلاقية، التي تحكم الحياة اليومية، وتوضح ذلك بما يتخذه رجل الأعمال، عندما يخطط لصفقة تجارية، وبمثال آخر عن اقتتال ملاكمين على حلقة الملاكمة، وتخلص من ذلك إلى أن أحوال وظروف السلم والحرب، يتطلب كلاهما نفس صفات الفطنة والإدراك، مع الحكم المتوازن، وأن المبادئ والقواعد، التي يتعلمها ويطبقها الملاكمون، هي نفس ما اتبعه القادة في قتالهم عبر التاريخ، غير أن المبادئ لا تشكل في مجموعها قواعد كاملة للنجاح في الحرب، مثلها في ذلك كمثل الحكم الأخلاقية، الصدق منجى، والطيور على أشكالها تقع، والتي لا تكفي أن تكون بدورها دليلاً كاملاً لممارسة الحياة، ومن السهل تعلم المبادئ وتفهمها، لكن ذلك وحده لا يكفي، إذ يلزم التدريب عليها وممارستها في السلم والحرب حتى تصير فناً تلقائياً كملاكم على الحلقة تستخدم بما يتلاءم مع كل ظرف خاص.

ج. قواعد خدمة الميدان ـ جزء3 ـ العمليات التشكيلات الكبرى عام 1935م

يمكن استنتاج/ استنباط أفكار معينة من خبرة الماضي، للتخطيط والإدارة الإستراتيجية، وهذه الأفكار ما تعرف غالباً ويعبر عنها في صيغة مبادئ، ولكن يجب أن يكون من المفهوم جلياً أن المبادئ التي توجه/ ترشد العمل الإستراتيجي أو التكتيكي في الحرب، ليست قوانين كقوانين العلوم الطبيعية، حيث يؤدى التقيد فيها إلى نتائج محتملة، كما أنها ليست قواعد كقواعد المباريات الرياضية، يؤدى انتهاكها إلى عقاب، إنها ببساطة تبين مساراً للعمل، سبق أن نجح في الماضي، وتعمل نذيراً على أن إغفالها يورط في مخاطر أدت كثيراً إلى الفشل، ومع ذلك فأن خططاً كثيرة قد نجحت في الحرب، على الرغم من عدم وضعها، طبقاً لمبادئ الكتب التعليمية، إن هذه المبادئ والطرق، التي تقوم عليها إستراتيجية ناجحة هي في حد ذاتها بسيطة، ولكن العوامل الواجب أخذها في الاعتبار عند استخدامها عديدة ومعقدة.

4. قوائم مبادئ الحرب المعتمدة البريطانية

أ. القائمة الأولى

ظهرت في قواعد خدمة الميدان عام 1920م مشتملة على ثمانية مبادئ، هي الهدف والعمل الهجومي، والحشد، والاقتصاد في القوى والأمن، وخفة الحركة، والمفاجأة والتعاون.

ب. القائمة الثانية

ظهرت في طبعة عام 1929م، واقتصرت على سبعة مبادئ فقط، حيث تم استبعاد مبدأ الهدف، الذي أعتبر حسب رأي "موريس"، أنه الجوهر المسيطر على باقي المبادئ.

ج. القائمة الثالثة

ظهرت في طبعة عام 1935م، وأعيد ضم مبدأ الهدف إلى القائمة، بينما مبدأ التعاون، ومبدأ الاقتصاد في القوى فرعان أو لازمتان لتحقيق مبدأً الحشد، وبذلك اقتصرت القائمة على ستة مبادئ رئيسية فقط.

د. القائمة الرابعة

وهي القائمة الحالية، وفيها استبدل بمبدأ خفة الحركة مبدأ المرونة، كما أضيف مبدآ الشؤون الإدارية والروح المعنوية، وصارت مكونة من عشرة مبادئ هي: اختيار الهدف والمحافظة عليه، والعمل الهجومي، وحشد القوى، والاقتصاد في الجهود، والتعاون، والأمن - المفاجأة المحافظة على الروح المعنوية، والشؤون الإدارية، والمرونة.

هـ. مبادئ تكميلية

إلى جانب المبادئ الرئيسية المذكورة في القوائم، تحدد قواعد خدمة الميدان مبادئ عامة، لأوجه وصور النشاطات المختلفة: كالاستطلاع، والهجوم، والدفاع، والمسير، وحرب الصحراء، وتبرز من خلال دراسة المبادئ العامة، حقيقة أن قائمة مبادئ الحرب الرئيسية لا تكفي وحدها لممارسة كل مسائل الحرب، وأنه يلزم إضافة ما يسمى في المراجع المختلفة بمبادئ، ومتطلبات، وقواعد، وقيود، واعتبارات، وشروط، وأسس.... الخ. وهي، في الواقع، أوسع بكثير مما تحتويه قوائم مبادئ الحرب وأهم.

5. المذاهب الفكرية البريطانية الخاصة ( انظر جدول قواعد مبادئ الحرب العامة لدى المذاهب الفكرية الغربية الخاصة)

أ. ماكدوجال عام 1858م

(1) استخلص المحللون مبدأين أساسيين من كتابه "نظرية الحرب"، هما:

(أ) مبدأ الكتلة الكبيرة أن علم الحرب يمكن تحديده بإيجاز على أنه فن وضع كتلة من القوات أكبر مما يستطيعه العدو، الذي يواجهك في الوقت والمكان المناسبين، وأن تضع كتلة جيشك ضد أجزاء عدوك المشتتة.

(ب) مبدأ الاتجاه أن تدير عمليتك بأكثر ما تستطيع ضد خطوط مواصلات عدوك، بدون أن تكشف أو تعرض خطوطك، وأن تعمل دائماً على خطوط داخلية.

(2) تحتوي الصيغة المركبة لهذين المبدأين على مبادئ أخرى أولية، مثل: الأمن، والمناورة، والعمل الهجومي، كما يتضح أنه يمكن أن يكون للمبدأ الواحد وجهان: حشد، مع تفتيت حشد العدو، ورقابة ذاتية مع تهديد وإخلال وقاية العدو.

ب. فوللر

(1) مفكر عبقري مبدع، وهو صاحب أوليات عديدة، فهو أبو مبادئ الحرب المعتمدة البريطانية، وهو واضع أول خطة لاستخدام الدبابات في الحرب العالمية الأولى، التي كسرت جمود الحرب، وغيرت طابعها، وهو الداعية الأول للحرب الميكانيكية، وعنه أخذ الألمان أساليب الحرب الخاطفة، وهو صاحب نبوءات عديدة، تحققت بدقة مدهشة، في الحرب العالمية الثانية، وهو صاحب أول محاولة لاستخدام الأسلوب العلمي في دراسة الحرب، وتحديد واستخدام مبادئ الحرب.

(2) مذهبه الفكري

استغرق "فوللر" فترة 13 سنة من عام 1912ـ 1925م في استخراج وتحديد ووضع مبادئ الحرب، تدرج خلالها بصفته مفكراً من مرتبة المحلل إلى القائد المتمرس إلى أن وصل مرتبة الأستاذ، كما أنه انتقل عبر عدة مذاهب فكرية، تبدأ بالاستقراء إلى المذهب التطبيقي، وإلى المذهب العلمي، ولقد أوضح "فوللر" تلك المذاهب في كتابه "أسس علم الحرب"، الذي يعتبر دراسة شبه شاملة عن مبادئ الحرب، ولكل ما يتصل بها.

(3) توصيفه لمبادئ الحرب

(أ) إن أي إستراتيجية عسكرية، لكي تكون معقولة/ منطقية يجب أن ترتكز على مبادئ الحرب علماً بأن (مبادئ الحرب ليست تعويذة تدفع الشر أو تجلب الحظ السعيد، ولكنها خلاصة مفاهيم وأفكار عامة، وهي، في حد ذاتها، لا تحتوي قوى سحرية)، ومن الحقائق البديهية أن المبدأ ليس وسيلة حرب ولكنه فكرة مستنبطة، عندما تترجم إلى فعل، فإنها تواجه استخدام الوسائل المستعملة.

(ب) ولا يمكن استخدام المبادئ بشكل صحيح إذا لم تكن ظروف وأحوال استخدامها مفهومة ومدروسة، فإن أعاقت الظروف مبدأ ما، فإن باقي المبادئ تتأثر وتعاني.

(ج) إذا لم نستطع المحافظة على اتصالنا ذهنياً وعقلياً بالمتغيرات في العوامل المادية للحرب، "المتغيرات في الأسلحة والحركة والحماية"، فإن إستراتيجياتنا وتكتيكاتنا سيكونان عتيقين ولن يمكننا أن نجسد مبادئ الحرب، عندما يستدعى الأمر استخدامها.

(4) قوائم فوللر

(أ) القائمة الأولى 1912م

في مجال استعداده الشخصي لخوض الحرب المتوقعة، قام "فوللر" عام 1912م بدراسة رسائل نابليون، ومن خلال هذا المبدأ الاستقرائي استنبط ستة مبادئ، هي: الهدف، والكتلة الكبيرة، والهجوم، والأمن، والمفاجأة، والحركة "السرعة".

(ب) القائمة الثانية 1915م

نتيجة خبرته في الحرب، أضاف إلى القائمة الأولى، مبدأ الاقتصاد في القوى ومبدأ التعاون، ويقول عن هذه المبادئ الثمانية: هذه المبادئ يجب النظر إليها على أنها مجرد فرضيات مستخرجة من حملات نابليون، واختبرت في أحداث الحرب العالمية، وقد أدرجت مبادئ هذه القائمة بشيء من التعديل، في أول قائمة بريطانية معتمدة.

(ج) القائمة الثالثة 1923م

على رغم اقتناع "فوللر" بالقائمة السابقة المستخرجة من حقائق التاريخ، والمختبرة عملياً، على حد قوله، فإنه بمزيد من الدراسة والتأمل، وجد ضرورة وضع نظرية أشمل وأعم، وهو يعرض وجهة نظره كالآتي:

·   قوة فكرية، يقوم بها عقل، وتؤدي إلى السيطرة، ويعكسها مبدأ الهدف.

·   قوة وقائية، تتطلب وقاية، وتؤدى إلى استقرار، ويعكسها مبدأ الأمن.

·   قوة محركة، تتمثل في (حركة)، تؤدى إلى (تعاون)، ويعكسها مبدأ (الهجوم).

(د) القائمة الرابعة عام 1925 مكونات النظرية النهائية

تتكون من تسعة مبادئ متساوية القيمة، تتلخص في ثلاث مجموعات، تنبع من قانون واحد "الاقتصاد في القوى":

·   مجموعة مبادئ السيطرة: الاتجاه، والتصميم، وخفة الحركة.

·   مجموعة مبادئ الضغط: الحشد، والمفاجأة، والعمل الهجومي.

·   مجموعة مبادئ المقاومة: التوزيع، والثبات، والأمن.

    ج. تاونسند عام 1920

استخرج مبادئ الحرب، من إدارته الشخصية للعمليات الحربية، ومن تحليله لأعمال وأقوال نابليون وغيره من المفكرين وتشمل قائمته ست مبادئ هي: الهدف، والكتلة، والأمن، والاقتصاد في القوى، والهجوم، والسرعة، والاتجاه.

د. موريس عام 1929

أسهم "موريس" في بيان منهج تحديد منظومة/ قائمة مبادئ الحرب الرسمية، بالقوات المسلحة البريطانية، فلقد وضع موريس كتاب "الإستراتيجية البريطانية" دراسة في استخدام مبادئ الحرب، ونشره في عام 1929م، بهدف بيان وتأكيد انعكاس الظروف البريطانية الخاصة، على طرق تطبيق واستخدام منظومة مبادئ الحرب، التي اشتملت عليها قواعد خدمة الميدان البريطانية في ذلك الوقت، والتي كانت تضم سبعة مبادئ هي: مبدأ الحشد، ومبدأ الاقتصاد في القوى، ومبدأ المفاجأة، ومبدأ خفة الحركة، ومبدأ العمل الهجومي، ومبدأ التعاون، ومبدأ الأمن.

هـ. ليدل هارت (جدول قائمة مبادئ ليدل هارت لنظرية الاقتراب غير المباشر، وقائمة مبادئ ماوتسي تونج لنظرية الحرب الثورية) 

تتداول المراجع العسكرية قائمتين لمبادئ الحرب، من وضع "ليدل هارت"، الأولى استمدها المحللون من كتابه "الطريق إلى كسب الحروب"، الصادر عام 1929م، والثانية من كتاب "الطريقة البريطانية في الحرب"، الصادر عام 1932م ونذكر مكونات القائمتين عادة في صورة مبادئ أولية بسيطة مختصرة، بدون شرح أو بيان لمفاهيمها، على النحو التالي:

(1) القائمة الأولى

تتكون من سبعة مبادئ هي : اختيار الغرض، والاقتصاد في القوى، والمفاجأة، والمرونة، واستغلال النجاح، ولا تطعن إذا كان عدوك يمكنه تفادى الطعنة، ولا تعزز الفشل مطلقاً.

(2) القائمة الثانية

اقتصرت على خمسة مبادئ فقط من القائمة الأولى بعد استبعاد مبدأ اختيار الغرض، والاقتصاد في القوى.

و. فيلد مارشال مونتجمري

(1) حدد مونتجمري القائمة العملياتية من مبادئ الحرب، في كتابه "القيادة العليا في الحرب"، الذي نُشر عام 1945م، قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد اشتملت هذه القائمة على ثمانية مبادئ، هي: الشؤون الإدارية، والقوة الجوية، والحشد والكتلة، والتعاون، وخفة الحركة، والعمل الهجومي البساطة، والمفاجأة. D

(2) حدد مونتجمري القائمة التاريخية من مبادئ الحرب، في كتاب "تاريخ الحرب" الذي نُشر في أواخر الستينات، حيث اشتملت القائمة على سبعة مبادئ هي: المفاجأة، تركيز الجهود، والتعاون، والسيطرة، والبساطة، وسرعة العمل، والمبادأة.

ثانياً: المدرسة العسكرية الأمريكية

1. خصائص الفكر العسكري الأمريكي

أ. يتمتع الفكر العسكري الأمريكي بحرية تعبير، لا نظير لها، حتى في أعرق ديموقراطيات العالم الغربي، ويمكن للمدنيين والعسكريين الأمريكيين تناول وتداول الشؤون والفنون العسكرية، حتى أدق تفاصيلها عل صفحات الصحف وغيرها من وسائل الإعلان والإعلام.

ب. والمصادر الأمريكية تكاد تكون المصادر العلنية الوحيدة في العالم، التي تعرض بصورة متكاملة ودقيقة لنظريات الأمن القومي، ونظريات إدارة الأزمات، والسيطرة على الصراعات، ونظريات ومبادئ فن الحرب، وعقائد وأساليب القتال، وغير ذلك مما يعتبر أسراراً محجوبة محظورة، في أغلب دول العالم.

ج. وفيما يتصل بمبادئ الحرب، فإن مختلف أعداد المجلات العسكرية الأمريكية المتخصصة الوفيرة، لا تكاد تخلو من مقالات، عن مختلف أوجه ومفاهيم مبادئ الحرب، قديماً وحديثاً، فضلاً على توفر كتب كثيرة جداً، تتناول مبدأ أو أكثر من مبادئ الحرب.

د. وعلى رغم أن الفكر العسكري الأمريكي يتسم عموماً بأنه فكر حديث معاصر، فإنه في مجال مبادئ الحرب، يفتقر إلى الأصالة، التي تميز الفكر العسكري العريق، حيث يقتفي المفكرون أثر رواد الفكر العسكري العالمي وأقطابه من أمثال "كلاوزفيتز وفوللر".

هـ. وبناءً على ما تقدم، فإن عرض وبحث المذاهب والمناهج الأمريكية الخاصة، سوف يقتصر على إبراز أهم الأفكار لدى أهم المفكرين في الساحة الأمريكية، دون التطرق إلى تفاصيل المذاهب والمناهج الأمريكية، إلا في المناهج، التي تبرز مفاهيم مختلفة جوهرياً عن نظيرها لدى المفكرين البريطانيين والفرنسيين.

2. كولونيل إدوارد جونستون

أ. خبرة جونستون العسكرية

(1) انضم "جونستون" إلى الحرس الوطني الأمريكي، عام 1914م، ثم التحق بالجيش الأمريكي عام 1917م، واشترك في الحرب العالمية الأولى، ومُنح ثلاثة أنواط.

(2) تخرج "جونستون" في مدرسة القادة والأركان عام 1913، وفي كلية الحرب البحرية عام 1935م، وفي كلية الحرب البرية عام 1936.

(3) عمل "جونستون" في هيئة أركان الجيش الأمريكي، فيما بين عامي 1936-1940 وتقاعد برتبة كولونيل؛ لأسباب صحية، وتوفي عام 1969.

ب. منهج جونستون العلمي

(1) درس "جونستون" مختلف الآراء والمفاهيم الأمريكية والبريطانية والفرنسية، المتعلقة بمبادئ الحرب، فوجد حالة فوضى فكرية شاملة، تعم ساحة مبادئ الحرب، ورأى "جونستون" أن سبب هذه الحالة هو عدم وجود علم حرب، ينظم المفاهيم، ويوحد الأفكار، ويؤدى إلى نتائج متطابقة، أو على الأقل متقاربة ومتجانسة.

(2) اعتبر "جونستون" أن مناهج "فوللر وليدل هارت" العملية تنطوي على أفكار يمكنه الاستفادة منها في بناء علم حرب.

(3) وفي عام 1934 نُشرت دراسة "جونستون" في مجلة مدرسة القادة والأركان، بعنوان "علم الحرب"، ولم يكن لهذه الدراسة وقت صدورها أثر كبير في الفكر العسكري الأمريكي، وحفظت ضمن محفوظات معهد التاريخ العسكري للجيش الأمريكي.

(4) وفي أعقاب الحرب الفيتنامية، استعانت كلية الحرب للجيش الأمريكي بمنهج "جونستون" ضمن مناهج أخرى عديدة من أجل فحص وتدقيق قائمة مبادئ الحرب الأمريكية، في ضوء الدروس المستفادة من الحرب الفيتنامية، وفي عام 1983م أعادت كلية الحرب نشر مقال جونستون "علم الحرب"، في أحد مراجعها الدراسية، التي تستهدف نشر الثقافة العسكرية عن فن الحرب بين العسكريين الأمريكيين.

ج. التوصيف العلمي لمبدأ الحرب

رأى "جونستون" أن التوصيف يمكن أن يتم كما يلى:

(1) من طبيعة الإنسان أنه يستخدم القواعد والتوجيهات، والمبادئ، والحكم، والأقوال على أنها ثابتة غير متغيرة، ويتأكد ذلك بصفة خاصة عندما يكون تحت ضغط وشدة، مثل الخوف، والجوع، والعطش، والإجهاد، أو أي طارئ آخر، ولا شك أن التوتر، والإجهاد، والشدة من الأمور الملازمة للحرب.

(2) ووصف جونستون مبدأ الحرب بأنه:

حقيقة كلية ثابتة لا تتغير، تنظم معرفتنا، وتظهر العلاقة الموجودة بين الحقائق، التي تواجهنا وتمدنا بمرشد ثابت للعمل، تحت ظروف المشقة والتوتر، والتي تسود الحرب، وتوجهنا إلى استخدام الطرق الصحيحة المناسبة للموقف، استخداماً غريزياً تلقائياً.

د. جونستون ومبادئ الحرب

بين "جونستون مبادئ الحرب الآتية:

(1) الهدف

إن الهدف المحدد يتوقف على التأثير المطلوب إحداثه، مع إحاطة هذا التأثير بأكبر ضمانات النجاح وتجنب الفشل، وذلك بمطابقة الأهداف وتناسبها مع الوسائل، والتأكد من أن لدينا الكتلة، وإمكانيات الحركة المأمونة اللازمة لتحقيق الهدف.

(2) الكتلة

إن اصطلاح الكتلة يعنى كثافة وشدة القوة القتالية، وتتوقف كتلتنا على درجة تفوقها النسبي على كتلة العدو، وتتكون الكتلة من قوة الصدمة، وقوة النيران، وعناصر أخرى مساعدة، مثل الروح المعنوية، والحالة المادية، والتدريب، وفي جميع الأحوال، فإن استخدام الكتلة يعتمد على درجة الأمن المتوافرة لها، فإذا كان أمن الكتلة ضعيفاً، يمكن للعدو أن يوجه ضدها ضربة معجزة، تشل قدراتها.

(3) الحركة

إن للحركة اتجاهاً يرتبط بهدفها، وإذا لم يكن للهدف قيمة، أو إذا لم نستطع الوصول إلى الهدف، فإن العدو سيتجاهل حركتنا، لذلك فإن الحركة الفعالة، تعتمد على هدفها، وعلى الإمكانيات المادية، وعلى الكتلة، والأمن، وأحوال الطبيعة "المسافة، والعوائق، والرؤية" وإمكانيات الحركة.

(4) الأمن

يعتمد الأمن على الكتلة، كما تعتمد الكتلة على الأمن، ويعتمد الأمن أيضاً، على مدى التعرض، وعلى أحوال الطبيعة.

(5) السيطرة

إن اختيار السيطرة هو وحدة الجهد، فهذا هو غرض أي نظام سيطرة، ويتوقف تحقيق السيطرة المُحكمة على توفر: وحدة الجهد، والمواصلات الإشارية، والإمكانيات المادية والحالة النفسية، والتدريب، والروح المعنوية.

3. لفتينانت كولونيل تشارلز ديلوبي

أ. كتاب المناورة في الحرب

اهتم "ديلوبي" اهتماماً بالغاً بالمناورة، وفي عام 1935م، نشر دراسة خاصة بهذا الميدان، تبنتها مدرسة القادة والأركان الأمريكية، مادة مهمة، تلخص أحد جوانب فلسفة الحرب المستمدة من التاريخ العسكري.

اشتمل كتاب "ديلوبي" على فصل عن أهمية التاريخ العسكري، وفصل آخر عن مبادئ الحرب. وبهذين الفصلين، تعتبر الأوساط العسكرية الرسمية الأمريكية أن كتاب "ديلوبي" هو المرجع الأول عن الأصول التاريخية لمبادئ الحرب الحديثة.

ب. مصدر وأسس تحديد مبادئ الحرب

يرى "ديلوبي" أن التاريخ العسكري للحروب القديمة والحديثة، هو المصدر الأول لمبادئ الحرب، واشترط أن يتم تحديد هذه المبادئ على الأسس التالية:

(1) الاستمرارية التاريخية

ينبغي أن يكون مفعول المبدأ مستمراً بصفة دائمة، على مر عصور التاريخ، فإن اختفى مفعول المبدأ في أحد العصور، ينبغي استبعاده كمبدأ حرب أساسي.

(2) الفاعلية

إن المبادئ الحقيقية، هي التي يؤدى التمسك بها إلى النجاح، بينما يؤدي إغفالها إلى الفشل، وهي التي تًنشئ قواعد ومقاييس ثابتة لفن الحرب.

(3) الثبات والعمومية

يشترط أن يكون مضمون المبدأ: أساسياً وثابتاً، وغير قابل للتغيير أو عرضة للاستثناءات.

(4) الصلاحية

ينبغي أن يكون المبدأ صالحاً للاستخدام في ظروف الحرب الحديثة.

4. كولونيل جوت كولينز

أ. خبرة ومكانة كولينز

"كولينز" كولونيل متقاعد، عمل في مكتبة الكونجرس، بصفة خبير أول في شؤون الدفاع القومي، كما عمل ضمن هيئة التدريس بكلية الحرب القومية، مشرفاً على الدراسات الإستراتيجية العسكرية، ورئيساً لمجموعة بحوث إستراتيجية، وله مؤلفات عديدة في مختلف القضايا العسكرية والقومية.

نشر معهد بحرية الولايات المتحدة كتاب كولينز "الإستراتيجية الكبرى" المبادئ والتطبيقات، في عام 1973م، وفي عام 1983م أعادت كلية الحرب للجيش الأمريكي نشر الفصل الرابع من كتاب كولينز، وهو خاص بمبادئ الحرب.

ب. مبادئ كولينز

عرض "كولينز" مبادئ الحرب الاثني عشر في قائمته، على النحو التالي:

(1) الغاية

(أ) تستخدم أغلب القوائم اصطلاح الهدف عنواناً لهذا المبدأ، لكن نظراً لأن هذا الاصطلاح مُعرض لبعض اللبس والاضطراب فمن الأفضل أن نستبدل به اصطلاح الغاية، الذي ينطوي ضمنياً على الهدف السياسي، علاوة على الغرض العسكري.

(ب) إن الغاية السياسية الحاسمة الممكنة التحقيق، تحدد مهمة إستراتيجية العمليات الحربية، وينبغي أن تتوخى في أي خطة أو نشاط عسكري، تحقيق إنجازات واقعية، وأن تتجنب الأهداف الثانوية، كما ينبغي دعم العمل العسكري وتنسيقه، مع الضغط الاقتصادي والنفسي والسياسي ضد العدو.

(2) المبادأة

(أ) استبعد "كولينز" مبدأ العمل الهجومي من القائمة، وأحل محله مبدأ المبادأة، واعتبر أن الهجوم هو وسيلة لتحقيق المبادأة وحرية العمل، كما أن للدفاع دوره الهام، الذي لا يمكن إغفاله، والذي يهيئ الظروف المناسبة لإحراز المبادأة.

(ب) وعلى مستوى الإستراتيجية العليا، يستخدم الهجوم العقلي الفكري ضد العدو، بدرجة تكافئ، في أهميتها وتأثيرها، الهجوم المادي بالقوات المسلحة، من أجل إحراز المبادأة، وفي هذا المستوى تستخدم وسائل الهجوم الدبلوماسي والتقني والحرب النفسية وغيرها من وسائل تعاون القوة المسلحة، على فرض المبادأة في ميادين القتال.

(3) المرونة

إن المرونة ضرورة لمواجهة المتغيرات المحتم حدوثها في الغايات السياسية، والخطط والإجراءات، وهي توفر حلولاً تبادلية لمختلف المشاكل والمواقف الطارئة، ومن أخطر الأخطاء، أن ُيصر القادة على إتباع نظرية واحدة، وعلى تطبيق إستراتيجية واحدة في مختلف المواقف.

(4) الحشد

إن حشد الجهود المعنوية والمادية في الوقت والمكان الصحيحين، لتحقيق الهدف، هو أمر لا غنى عنه، لتحقيق مصالح وأهداف الأمن القومي، في السلم والحرب، والتفوق الكمي أو النوعي ليس شرطاً حتمياً لإحراز النجاح، والحشد الصحيح يسمح بظهور نقص في بعض النواحي، طالما أمكن تركيز القوة ضد الضعف، طالما أمكن تحقيق التفوق أخطر على العدائيات الرئيسية الأكثر خطورة.

(5) الاقتصاد

إن الموارد المعنوية والمادية المتاحة للدولة، ليست مطلقة، لذلك فالحشد من النقاط الهامة التي تتطلب الاقتصاد والمخاطرة في نقاط أخرى، وفي استخدام كل الموارد المتاحة للدولة حتى حدها الأقصى، ومن الحكمة اتباع القول المأثور "يمكنك أن تكسب كثيراً بمجرد أنك لا تخسر".

(6) المناورة

إن مصطلح المناورة أدق وأشمل من مصطلح خفة الحركة ومن مصطلح الاتجاه، كما أنه ينطوي على الحركة بمختلف صورها واتجاهاتها، والمناورة هي نقيض الركود العقلي والوضع المادي الثابت، وهي وسيلة الانتقال السريع من إستراتيجية إلى أخرى. وكما أن المناورة عسكرية فإنها قد تكون سياسية، واقتصادية، وسيكولوجية، وذلك تبعاً للضغوط الطارئة أو المخططة، وحركة المناورة المخفية والمطبقة بشكل سليم، تسهم مباشرة في توفير حرية العمل، والإفادة من النجاحات وتقليل التعرض.

(7) المفاجأة

إن المفاجأة المقترنة بالسرية والخداع والجرأة، يمكنها أن تغير توازن القوى، بشكل حاسم، وأن تمهد لانتصارات أضخم بكثير من قدرة القوة المتاحة، وفي الصراعات المعاصرة تجرى ممارسة المفاجأة السياسية، والاقتصادية، والسيكولوجية، والتقنية، في السلم وفي الحرب، علاوة على المفاجأة العسكرية التقليدية.

(8) الاستثمار "استغلال النجاح"

تأثر "كولينز" في هذا المبدأ بمفاهيم "ليدل هارت"، بشكل وضح حيث يقول: إن مبدأ الاستثمار يزيد القوة الدافعة، ويتيح توسيع وتعزيز المكاسب والإخلال باتزان العدو وإجباره على الدفاع.

(9) الأمن

إن الأمن يحافظ على القوة، ويقلل من فرص تدخل العدو، ويزيد من حرية العمل، والأمن الصحيح هو ذلك، الذي يحمى الأهداف القومية، والشعب، ومؤسسات وموارد الدولة، والقوات المسلحة من كل الأخطار والمفاجآت الخارجية والداخلية في السلم والحرب.

(10) البساطة

إن المفاهيم البسيطة والأوامر المحددة الواضحة تقلل من الاضطراب وسوء التقدير، ويمكن اختصار النظريات والإجراءات وتبسيطها في مصطلحات مفهومة، وفي جميع الأحوال من الأفضل إتباع أبسط الحلول.

(11) الوحدة

فضل "كولينز" مصطلح الوحدة على مصطلحي التنسيق والتعاون، وعلل ذلك بأن مبدأ الوحدة يستهدف إيجاد التماسك والتلاحم بين الغاية، والجهد، والسيطرة، وتوجيه كل طاقات ومصادر القوى المادية والعقلية تجاه الغاية المنشودة، بفضل قوة السلطة والسيطرة المُحكمة، أما التنسيق والتعاون، فإنهما يتوقفان إلى حد كبير على مدى رغبة وإخلاص المشاركين، وعلى مدى التزامهم بالعمل بروح الفريق، وهذه الدوافع الذاتية لا يمكن الاعتماد عليها تماماً؛ لأن الطبيعة البشرية تكون عادة انتهازية نفعية وفردية أنانية.

(12) الروح المعنوية

إن الحرب صراع إرادات، سواء أكانت حرباً باردة أم ساخنة، فإنها بين الشعوب وليست بين القوى المسلحة وحسب، والروح المعنوية هي مصدر الإرادة القومية والإرادة الفردية، وهي حالة عقلية ونفسية تثبت الشجاعة والأمل، وتتجسد في روح الفريق وحب الوحدة والتصميم والعزيمة، وتنبعث من القيادة والانضباط واحترام الذات والإيمان الراسخ بعدالة الدوافع والأسباب، والجانب الذي يحافظ على طاقة لقوة المعنوية يمكنه التحرك بنجاح حتى النهاية رغم كل العقبات، أما إذا فُقدت الطاقة المعنوية فإن كل الخطط والإجراءات والإمكانيات تصبح عديمة القيمة

5. قوائم مبادئ الحرب المعتمدة في المدرسة الأمريكية التقليدية (اُنظر جدول قوائم مبادئ الحرب الرسمية لدى المدارس العسكرية الغربية)

أ. القائمة الأولى عام 1921

ظهر أول تصنيف "تقنين" لمبادئ الحرب في قواعد ونظم التدريب عام 1921، بعد عام واحد من ظهور أول قائمة بريطانية، وقد اشتملت على تسعة مبادئ هي: الهدف، العمل الهجومي، الكتلة/ الحشد، الاقتصاد في القوى، الحركة "المناورة" والتعاون "وحدة القيادة"، والمفاجأة، والأمن، والبساطة، ومن ذلك يتضح أن القائمة تضم جميع مبادئ القائمة البريطانية، علاوة على مبدأ البساطة، فضلاً عن تميزها بإقران المناورة بالحركة، ووحدة القيادة بالتعاون وقد اختفت هذه القائمة من الطبعات المتتالية من قواعد التدريب ونظم الخدمة ثم أُعد نشرها رسمياً اعتباراً من عام 1936.

ب. القائمة الثانية عام 1936

أصدرتها كلية أركان الحرب الأمريكية تحت عنوان "مبادئ الإستراتيجية" وتختلف عن القائمة الأولى فيما يلي:

(1) استبدال كلمة "مبدأ" المحددة ذات الدلالة القطعية الجازمة، تعبير "أهمية"، فبدلاً من "مبدأ المفاجأة" مثلاً ظهر "أهمية المفاجأة"، كما أُعيد صياغة الكتلة لتكون حشد/ تركيز الجهود، واسُتبدل بالحركة "المناورة"، خفة الحركة.

(2) تم استبعاد مبدأي الهدف والبساطة، وبذلك تقلصت القائمة إلى سبعة عوامل ذات أهمية هي: العمل الهجومي، وحشد/ تركيز القوة القتالية، والاقتصاد في القوى، وخفة الحركة، والمفاجأة، والأمن، والتعاون.

(3) تنطبق موضوعات هذه القائمة تماماً على موضوعات القائمة البريطانية الثانية، عام 1929، وتتفق مع مفاهيم وروح القائمة البريطانية الثالثة عام 1935.

(4) تستند كلية القادة والأركان في اختيارها لموضوعات القائمة على الاستمرارية التاريخية لمفهوم الموضوع، فتطرح المفهوم الحديث للعمل الهجومي مثلاً وتتبع استمرارية هذا المفهوم في أقوال المفكرين أمثال فردريك ونابليون وفوش.. وآخرين.

ج. القائمة الثالثة الحالية

تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية قائمة مبادئ حرب، لكل فرع من أفرع القوات المسلحة، ترتكز على القائمة المعتمدة الأولى، كالآتي:

(1) قائمة الجيش القوات البرية

تشمل المبادئ التسعة الأولى: الهدف، والعمل الهجومي، والكتلة، والاقتصاد في القوى، والمناورة، ووحدة القيادة، والأمن، والمفاجأة، والبساطة.

(2) قائمة القوات البحرية

تشمل أحد عشر مبدأً، مع خلوها من مبدأ التعاون/ وحدة القيادة، وهي: الهدف، والعمل الهجومي، والحشد، والاقتصاد، وخفة الحركة، والأمن، والمفاجأة، والبساطة، وثلاثة مبادئ جديدة هي الروح المعنوية، والاستعداد، واستثمار النجاح.

(3) قائمة القوات الجوية

يشمل المبادئ التسعة للقوات البرية مع تغيير صياغة ثلاثة مبادئ: الحشد بدلاً من الكتلة، وخفة الحركة بدلاً من المناورة، والتعاون بدلاً من وحدة القيادة، وهذا التغيير أنسب لطبيعة استخدام القوات الجوية.