إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / مبادئ الحرب





هجوم القوات المصرية
الأوضاع الدفاعية
المفاجأة بإخفاء اتجاه الضربة
تطبيق القوات الجوية ومبدأ المفاجأة
حرب الخليج الثانية




المبحث السابع

المبحث السابع

تطبيق مبادئ الحرب في العصور المختلفة

ظهر عبر التاريخ قادة في فن الحرب، مثل تحتمس الثالث، ورمسيس الثاني، والإسكندر، وهانيبال، ونابليون، أصلوا مبادئ الحرب وطبقوها في حروبهم ومعاركهم، فكان لهم النصر، وكونوا الإمبراطوريات، وسجلوا أسماءهم ضمن قائمة القادة المتميزين في العالم في تطبيق مبادئ الحرب.

أولاً: في الأزمنة القديمة "عصر قدماء المصريين"

في معركة قادش سنه 1312 ق.م، بين المصريين بقيادة رمسيس الثاني، وبين الحيثيين بقيادة مواتاليس طبقت مبادئ الحرب الآتية:

1. المفاجأة

حقق الجيش الحيثي المفاجأة بالهجوم المفاجئ على فرقة رع جنوب قادش، وطاردوها في اتجاه الشمال، حيث حققوا المفاجأة أيضاً بفرقة آمون المعسكرة شمال قادش، وكان الجيش الحيثي أقرب إلى النصر، لولا براعة رمسيس الثاني وشجاعته وقيامه بهجوم مضاد قوي استعاد به أتزان الموقف.

2. المبادأة

حقق الجيش المبادأة بالهجوم المفاجئ على فرقة رع، وتمسكوا بها حتى اكتسحا فرقة آمون، ولكن انتزع رمسيس الثاني المبادأة بقيامه بالهجوم المضاد بقوة عجلاته الحربية الخفيفة، في أكبر حشد في اتجاه نهر العاصي، واستمر محرزاً للمبادأة حتى نهاية المعركة.

3. الحشد

قام رمسيس الثاني بالهجوم المضاد بأكبر حشد من مركبات القتال، في اتجاه أضعف قطاع في مواجهة العدو، بينما استخدم الجيش الحيثي مركبات القتال على أجزاء، وبذلك فشلوا في حسم المعركة لصالحهم.

4. خفة الحركة والقدرة علي المناورة

أ. قام الجيش الحيثي بمناورة عظيمة من شمال مدينة قادش إلي جنوب شرق المدينة عبر نهر العاصي، محققاً مفاجأة كبيرة، وكانت بداية كاسحة للجيش الحيثي.

ب. كان، لخفة حركة مركبات القتال المصرية، الدور الأكبر في نجاح الهجوم المضاد المصري ضد الجيش الحيثي

ثانياً: عصر الإمبراطورية اليونانية

في معركة جواكيمالا، بين الجيش اليوناني بقيادة الإسكندر الأكبر المقدوني، والجيش الفارسي بقيادة "دارا" عام 333 ق.م، طبقت مبادئ الحرب الآتية:

1. الاقتصاد في القوى

حيث كان يسمى هذا المبدأ في هذه الأيام "التوزيع غير المتساوي للقوات علي الجبهة"، حيث قام الإسكندر بتوزيع قواته علي المواجهة، بحيث حشد قوات الضربة الرئيسية، من خياله الملك على الجانب الأيمن، طبقاً لخطة المعركة.

2. خفة الحركة والقدرة على المناورة

حيث قام الإسكندر باستغلال فرصة كشف الجانب الأيسر لقوات الفرس، وقام بالالتفاف بقوة فرسان الملك اليونانية من الجانب الأيسر بينما قام جزء من الهابليت "4 كتائب مشاة ثقيلة" بالهجوم من المواجهة، وقد نجح الإسكندر في اختراق القوات الفارسية في اتجاه "دارا" نفسه، الذي فر هارباً من المعركة.

3. التعاون

تم تطبيق هذا المبدأ في المعركة، عندما قام فرسان الملك بالالتفاف على الجانب الأيسر، وقوات المشاة هاجمت بالمواجهة، مما سهل اختراق قوات الفرس من الجانب الأيسر.

4. المفاجأة

حقق الإسكندر الأكبر المفاجأة لقوات الفرس ولقائد الفرس عندما قام بالالتفاف من الجانب الأيسر واختراق قوات الفرس، مما اضطر قائد الفرس للهرب.

5. الاحتياط

تم تطبيق هذا المبدأ، لأول مرة في معارك العصر، عندما وضع الإسكندر في تشكيل معركته صفاً ثابتاً من المشاة الثقيلة، وذلك لمقاومة تكتيكات التطويق من جناحي الفرس.

6. المطاردة

تم تطبيقها، لأول مرة أيضاً، في هذا العصر، حين أمر الإسكندر قواته بمطاردة القوات الفارسية وعدم إعطائهم فرصة لتجميع قوتهم مرة أخرى.

ثالثاً: عصر الحروب اليونانية بين روما وقرطاجة

في معركة "كاني" 216 ق.م، طبق "هانيبال" مبادئ الحرب الآتية:

1. الحشد

حشد "هانيبال" عشرة آلاف فارس، محققاً تفوقاً على الجيش الروماني في الفرسان "ستة آلاف فارس" 1.5 :، مما كان له أكبر الأثر في حسم نتيجة المعركة.

2. خفة الحركة والقدرة على المناورة

أ. قام هانيبال بأعظم مناورة في تاريخ الحروب، بحصار الجيش الروماني وتدميره كاملاً، حيث بدأ بهجوم الفرسان علي الجناح الأيمن الروماني، وهزمت الفرسان الرومانية، مما اضطر فرسان الجانب الأيسر إلى الفرار.

ب. في الوقت نفسه بدأ الهجوم الروماني الكاسح بالمشاة علي مشاه هانيبال، التي كانت مشكلة علي شكل هلال محدب، وبدأ هانيبال، في مناورة رأسية، بالارتداد للخلف، مع إحداث خسائر في الجيش الروماني، حيث أصبح تشكيل قتال مشاة هانيبال هلالاً مقعراً مستوعباً نصف الجيش الروماني في منطقة قتل، ثم قام هانيبال بدفع الجناحين على أجناب الجيش الروماني وبذلك تم تطويق الجيش الروماني كله ثم حصاره وتدميره.

3. المفاجأة

طبق "هانيبال" مبدأ المفاجأة للجيش الروماني، وذلك باستخدام أسلوب قتال جديد، لم يسبق استخدامه من قبل، وذلك بجذب العدو داخل منطقة قتل وتطويقه بالجناحين.

4. المبادأة

طبق "هانيبال" مبدأ المبادأة، وذلك بالهجوم بفرسان جناحه الأيسر علي فرسان الجناح الأيمن الروماني، ثم بجذب العدو داخل منطقة قتل، وتطويقه بالجناحين، وتدميره بالتعاون مع الفرسان، أي استمر محرزاً للمبادأة حتى نهاية المعركة.

5. التعاون

إن عملية المناورة العظيمة، التي قام بها "هانيبال"، تدل على تنسيق تعاون كامل بين عناصر تشكيل المعركة بحيث تمت عملية الحصار بنجاح، وتم تدمير الجيش الروماني.

رابعاً: عصر الإمبراطورية الرومانية

تعتبر معركة راما 202 ق.م، هي الشرارة، التي انطلق منها الجيش الروماني؛ ليفرض سيطرته على معظم بلاد العالم في ذلك الوقت، مكوناً الإمبراطورة الرومانية، وقد جرت المعركة على أرض قرطاجة في شمال إفريقيا، حيث استطاع سيبو الروماني أن يخلع هانيبال من جنوب إيطاليا؛ ليهزمه ويرد اعتبار روما، وقد تم تطبيق مبادئ الحرب الآتية:

1. الحشد

حشد سيبو الروماني أربعة آلاف فارس، محققاً تفوقاً علي هانيبال القرطاجي، الذي حشد ألفي فارس، بنسبه 1:2، مما أدى إلى هزيمة فرسان "هانيبال".

2. المفاجأة

استخدم سيبو تشكيل قتال مبتكر ضد الأفيال، حيث ترك ممرات داخل التشكيل؛ لتمر منها الأفيال، فلا تحدث خسائر أو إرباكاً في صفوف قواته.

3. خفة الحركة والقدرة علي المناورة

كانت خفة فرسان سيبو وقدرته على المناورة على الأجناب والعمل على مؤخرة المشاة الثقيلة لهانيبال هي السبب الرئيسي في انتصار سيبو في هذه المعركة.

4. المبادأة

وعلى رغم أن هانيبال هو الذي بدأ الهجوم، فإن سيبو الروماني حقق المفاجأة ضد الأفيال، وهاجم بفرسانه فرسان هانيبال، وانتزع المبادأة، وحافظ عليها حتى نهاية المعركة.

5. التعاون

تحقق هذا المبدأ بقيام سيبو بالعمل على مؤخرة مشاة هانيبال، بالتعاون مع المشاة، التي تهاجم بالمواجهة، مما حسم المعركة لصالح سيبو

خامساً: عصر الفتوحات الإسلامية

1. كانت معركة اليرموك عام 634م، بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، والروم، آخر أعمال الخليفة أبي بكر الصديق، في سبيل نشر الدعوة الإسلامية. وقد طبق خالد في المعركة مبادئ الحرب الآتية:

أ. الحشد

حشد المسلمون أربعين ألف مقاتل، بتجميع قوات العراق بقيادة خالد بن الوليد، وقوات فلسطين بقيادة عمرو بن العاص، وعلى رغم ذلك كانت مقارنة القوات 1:5 لصالح الروم.

ب. خفة الحركة والقدرة على المناورة

تميزت الجيوش الإسلامية بخفة الحركة والقدرة علي المناورة، فقد قام خالد بن الوليد بمناورة بقوات العراق للانضمام إلي الجيوش الإسلامية في الشام، وبمجرد توليه القيادة في الشام، قرر الاستيلاء علي مدينة بصرى، ثم قدر موقفة تجاه جيوش العدو، وقرر القضاء عليها وبالتعاون مع فرقة عمرو بن العاص في فلسطين، اشتبك مع جيش الروم الأول "مائة ألف مقاتل"، وانتصر عليه في موقعة أجنادين، ثم عاد ليواجه جيش الروم الثاني في اليرموك وفي إثناء المعركة قام بعدة هجمات مضادة بالفرسان، ثم أخيراً الهجوم المضاد العام، الذي انتزع به النصر.

ج. المبادأة

بمجرد تولى خالد بن الوليد جيوش المسلمين، قرر الاستيلاء علي مدينه بصرى، ثم قرر مهاجمة الجيش الأول للروم في فلسطين، وانتصر عليه في موقعة أجنادين لاعتناقه لمبدأ المبادأة.

د. الأمن

أمن خالد الأجناب والثغرات بين القلب والميمنة والميسرة، بأن أمر أن يكون الارتداد في إثناء ضغط العدو علي الميمنة والميسرة، في اتجاه القلب وليس للخلف، حتى لا تكون هناك ثغرة يستغلها العدو لتطويق القلب، كما وضع احتياطياً من الفرسان، خلف الفاصل بين الميمنة والميسرة والقلب؛ لقفل الثغرات والقيام بالهجمات المضادة.

هـ. المفاجأة

(1) تم تحقيقها في موقعه أجنادين، حيث قام عمرو بن العاص بالاشتباك مع الجيش الأول للروم، ثم ظهر فجأة خالد بن الوليد بالقوة الرئيسية لجيوش المسلمين، وهاجم العدو وانتصر عليه.

(2) في معركة اليرموك حقق خالد المفاجأة باستخدام تنظيم جديد يطبق لأول مرة في جيوش المسلمين وذلك بتنظيمها في فرق وكراديس.

و. التعاون

(1) وضح تنظيم التعاون في أثناء ارتداد ميمنة المسلمين، تحت ضغط العدو والتحامها مع القلب، والقيام بالهجوم المضاد بالفرسان والميمنة على ميسرة الروم وردها للخلف.

(2) وضح التعاون أيضاً، من خلال الهجوم العام بالقلب والمسيرة مع تثبيت الميمنة لتكون قاعدة ارتكاز.

ز. الروح المعنوية

(1) الروح المعنوية العالية المبينة علي عقيدة دينية صحيحة، جعلت جنود المسلمين يحرصون على الموت أكثر من حرصهم على الحياة.

(2) كانت انتصارات المسلمين المتوالية في العراق وفي موقعة أجنادين عاملاً في رفع الروح المعنوية للمسلمين.

(3) قيام قادة المسلمين بالمرور على الجنود وتشجيعهم قبل المعركة وتلاوة القرآن الكريم، مما يشعرهم بالاطمئنان على النصر والثقة في الله والنفس والقادة ورفع الروح المعنوية.

2. كانت معركة القادسية (636م) مفتاح بلاد الفرس والشرق الإسلامي كله، أمام الجيوش الإسلامية، ولقد طبقت في معركة القادسية مبادئ الحرب الآتية:

أ. الحشد

تحقق ذلك بحشد 32 ألف مقاتل منظمين جيداً، وكذلك حشد القوة الرئيسية في اتجاه الضربة الرئيسية في قلب الجيش الفارسي، وكذلك حشد القوة الرئيسية لجيش المسلمين في اتجاه المدائن.

ب. المفاجأة

تحققت باختيار المسلمين لأرض المعركة بدقة، وجذب العدو إليها، وكذلك باستنباط أساليب جديدة للتعامل مع الأفيال قوة الردع الفارسي، وإخراجها من المعركة.

ج. المبادأة

(1) حقق المسلمون المبادأة باستدراج الجيش الفارسي، بالإغارات، إلى أرض المعركة، التي اختاروها.

(2) انتزع المسلمون المبادأة في نهاية المعركة، بتوجيه الضربة الرئيسية في اتجاه القلب الفارسي.

د. خفة الحركة والقدرة على المناورة

(1) ظهرت في المناورة بقوات خالد بن الوليد من الشام إلى القادسية؛ لينضم في أثناء إدارة المعركة، في التوقيت المناسب.

(2) وظهرت في المطاردة الكبيرة لجيش الفرس في اتجاه المدائن، والاستيلاء عليها بعد القضاء على جيش الفرس.

هـ. التعاون

(1) ظهر ذلك بوضوح، عند انضمام جيش خالد بن الوليد من الشام في أثناء إدارة المعركة، واشتراكه في المعركة مع جيش المسلمين ضد الجيش الفارسي، دون ارتباك في السيطرة.

(2) ظهر التنظيم الجيد للتعاون، عند بداية مطاردة قوات الفرس في اتجاه المدائن عاصمة الفرس.

و. الهدف

تم تحديد الهدف السياسي العسكري للجيوش الإسلامية؛ ليكون إبلاغ رسالة الإسلام؛ و"هزيمة الجيش الفارسي"، زيادة الموارد الاقتصادية للدولة الإسلامية وتأمين حدودها.

ز. التأمين الشامل

(1) التأمين بالمعلومات بتجميع المعلومات عن الجيش الفارسي، ومتابعة تحركاته بصفة دائمة.

(2) التأمين الإداري، عن طريق إرسال الإمدادات من المدينة، أو الحصول على باقي الاحتياجات بالإغارات المستمرة على العدو.

سادساً: العصور الوسطى والحملات الصليبية

كانت معركة حطين عام 1178م، التي انتصر فيها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الجيوش الصليبية، سبباً في استرداد بيت المقدس، ولقد طبقت في هذه المعركة مبادئ الحرب الآتية:

1. الحشد

أ. نجح صلاح الدين في توحيد صفوف الأمة الإسلامية قبل المعركة، وبذلك تم أكبر حشد من القوات الإسلامية للمعركة.

ب. قام صلاح الدين بالهجوم المضاد في أكبر حشد ممكن من فرسان المسلمين.

2. التعاون

أ. وضع التعاون بين الفرسان المسلمين في إثناء صد اختراق فرسان الصليبيين للميمنة، حيث قام المشاة بحصر العدو، وقام الفرسان بالهجوم المضاد الناجح.

ب. وضح تنظيم التعاون بين القوات الإسلامية عند الهجوم المضاد العام، حيث قام رماة السهام بالتمهيد لهجوم الفرسان.

3. المفاجأة

أ. حقق صلاح الدين المفاجأة التكتيكية ضد الجيوش الصليبية، بالهجوم الخداعي علي طبرية، وجذب جيوش الصليبيين إلى أرض المعركة، التي اختارها بنفسه.

ب. مفاجأة الجيش الصليبي بمهاجمته في أثناء الاقتراب في منطقة "لوبية".

ج. حقق صلاح الدين المفاجأة الكاملة للعدو، عند تحوله للهجوم المضاد العام، الذي انتزع به النصر.

4. المبادأة

أ. في أثناء الإعداد للمعركة، قام صلاح الدين بمهاجمة طبرية والاستيلاء عليها، مما جعل الجيوش الصليبية تتحرك لنجدتها.

ب. في أثناء إدارة المعركة، قام بالهجمات المضادة لسد الثغرات.

ج. وفي نهاية المعركة، قام بالهجوم المضاد العام، محرزاً المبادأة، وتمسك بها إلى نهاية المعركة وإحراز النصر

5. خفة الحركة والقدرة علي المناورة

امتلك فرسان المسلمين خفة الحركة، التي ظهرت في الاشتباك مع جيش الصليبيين، كذلك قدرة الجيش الإسلامي على المناورة، عند قيامه بالهجمات المضادة حتى تحقق له النصر.

6. الأمن

أ. هاجم صلاح الدين طبرية واستولى عليها، فأمن مؤخرة الجيش.

ب. أمر صلاح الدين بإشعال النيران، لحرق مواقع العدو على تل حطين، لمراقبة أعمال العدو، وتعميتهم من رؤية المسلمين.

7. الشؤون الإدارية

أ. بالاستيلاء على طبرية، حرم صلاح الدين الصليبين من عنصر إداري مهم، حيث قفل عليهم مصادر المياه، مما أصابهم بالهذيان، وأثر على الروح المعنوية والكفاءة القتالية.

ب. خصص صلاح الدين سبعين جملاً لحمل السهام خلف الرماة.

8. الروح المعنوية

استطاع فرسان المسلمين، بأعمال الاشتباك، والهجوم المتكرر الخاطف على أرتال الصليبين إفقادهم الروح المعنوية، كذلك قلة المياه وشدة حرارة الشمس، جعلت الروح المعنوية في أدنى درجاتها، وجعلت المسلمين في روح معنوية عالية.

سابعاً: عصر الغزو المغولي للدولة الإسلامية

تعتبر معركة عين جالوت عام 1260م، من المعارك الحاسمة في التاريخ الإسلامي، حيث أنقذت الدولة الإسلامية العالم من الغزو المغولي الهمجي، وقد طبقت فيها مبادئ الحرب الآتية:

1. الحشد

حقق سيف الدين قطز الحشد في هذه المعركة بالتفوق الساحق على المغول في المشاة والفرسان، وذلك لعودة هولاكو قائد المغول، ومعه جزء كبير من الجيش إلى "قرة قورم" عاصمة المغول؛ لانتخاب خاقان جديد.

2. المبادأة

على رغم أن المغول، الذين أحرزوا المبادأة في بداية الهجوم، فإن قطز انتزع منهم هذه المبادأة بحركة الانسحاب التظاهري لقوات المشاة، وظلت المبادأة في يد قطز من بداية المعركة حتى نهايتها.

3. المفاجأة

أ. حقق قطز المفاجأة بتحريكه الجيش المصري، في سرية وسرعة، إلى الشام، وظهوره فجأة في بلاد الشام واستيلائه على غزة.

ب. وفي المعركة، حقق قطز المفاجأة باستخدام أسلوب الارتداد التظاهري، وحصر الجيش المغولي، وتقدم بفرقة الملك الصالح لتدميره.

4. خفة الحركة والقدرة علي المناورة

أ. نظراً لخفة حركة المغول، اختار قطز أرض المعركة، ومعظمها جبلي.

ب. حقق قطز خفة الحركة في قواته بوضع المشاة في الصف الأول، واحتفظ بالفرسان في الصف الثاني للقيام بالهجمات المضادة.

ج. أجرى قطز مناورة قوات الميسرة، بحصر فرسان المغول، وتقدم بفرقة الملك الصالح والميمنة لتدمير العدو.

5. التعاون

كان التعاون واضحاً بين الفرسان والمشاة في الارتداد المنظم؛ لحصر العدو، واستكمال تدميره لفرقة الفرسان، وبدأت معركة الفرسان في العمق، وقتل فيها قائد المغول.

6. الأمن

أ. حرص قطز على تأمين القوة الرئيسية للجيش في أثناء التحرك إلى الشام، مؤمناً ميسرة الجيش للبحر والجانب الأيمن للقوات، ودفع مقدمة بقيادة بيبرس، الذي نجح في الاستيلاء على غزة، بعد معركة مع حامية المغول.

ب. عندما وصل قطز إلى الشام، عقد معاهدة مع الصليبيين؛ للوقوف علي الحياد وتأمين مؤخرته وأجنابه منهم.

ج. وعند اتخاذ الأوضاع في أرض المعركة، أمن الجانب الأيمن بمستنقعات بيسان، والخلف بجبل الكرمل، والجانب الأيسر بالقوات من الميسرة.

7. الروح المعنوية

أ. كان أهم وأخطر ما واجه قطز في أثناء التحضير للمعركة هي حالة الخوف والهلع، التي أصابت الشعب المصري من قتال المغول.

ب. عمل قطز على رفع معنويات جنوده بالسماح للقادة للفارين من مصر بالعودة والانتظام في الجيش، وباجتماعه مع الأمراء وإلقائه خطباً معنوية، رفعت من معنويات الأمراء.

ج. في أثناء المعركة، وفي الأوقات الحرجة، كان قطز ينطلق على رأس القوات في اتجاه العدو صائحاً
(وا إسلاماه… وا إسلاماه) مما رفع من معنوياتهم.

ثامناً: عصر الثورة الفرنسية وظهور نابليون بونابرت

في معركة أوسترلستز شمال فينا، تجلت قدرة نابليون في تطبيق مبادئ الحرب ضد قوات التحالف "روسيا، النمسا، السويد"، وقد طبقت في هذه المعركة مبادئ الحرب الآتية:

1. الهدف

لقد حدد نابليون هدفه في المعركة، وهو هزيمة قوات التحالف، وذلك لجذبها للدخول في المعركة، علي أرض من اختياره، ووضع قواته على مسافات مختلفة من ارض المعركة.

2. الحشد

على الرغم من أن قوات نابليون كانت 61 ألفاً، وقوات الحلفاء 90 ألفاً، فإن نابليون حقق الحشد على المستوى التكتيكي، في الوقت والمكان المناسبين، وفي النقطة الحاسمة.

 3. الخداع

طبق نابليون مبدأ الخداع، حيث قام بإظهار جزء من قواته، لإغراء العدو على مهاجمته على أرض من اختياره.

4. المبادأة

على الرغم من إن الحلفاء، هم الذين بدأوا بالهجوم على الجناح الأيمن البعيد من العيون فإن نابليون قام بالهجوم المفاجئ في المنتصف، واستطاع به إحراز المبادأة، وتمسك بها حتى نهاية المعركة.

5. المفاجأة

قام نابليون بتحقيق المفاجأة التكتيكية، بتظاهره بالارتداد بجناحه الأيمن، أمام ضغط الحلفاء، ثم قام بهجوم مفاجئ في المنتصف، وأحرز النصر.

6. الأمن

اختار نابليون أرض المعركة، بحيث أمن جانبه الأيمن ببحيرة المنتزه، وجانبه الأيسر بجبال مورافيا، بحيث لا يعطي فرصة للحلفاء للالتفاف أو التطويق لأجناب ومؤخرة قواته.

7. حرية العمل

حصل عليه نابليون، بالهجوم المفاجئ في المنتصف، وتقسيم جيش الحلفاء إلى قسمين، واستطاع صد هجوم العدو المضاد على هضبة براتون في المنتصف، وبذلك أحرز نابليون حرية العمل كاملة للقوات.

8. خفة الحركة والقدرة على المناورة

أ. حقق نابليون خفة الحركة والقدرة علي المناورة، وذلك بجلب قواته من الخلف في الليلة السابقة للهجوم.

ب. بالمناورة بقواته في المنتصف بعد نجاح الهجوم، واختراق المنتصف، ومهاجمة العدو في الجناح الأيسر من الجنب والمؤخرة.

9. التعاون

تم تطبيق التعاون بين قوات الجناح الأيمن وقوات المنتصف، التي اخترقت دفاعات العدو والتفت على جنب ومؤخرة الجناح الأيسر، وبالتعاون تم تدمير العدو.

10. الروح المعنوية

أ. كان نابليون حريصاً دائماً على رفع الروح المعنوية لجنوده، فقد قام بالمرور على قواته الليلة السابقة للهجوم، وأكد لهم استعدادهم وسلامة أسلحتهم

ب. في الليلة السابقة للهجوم، قام بتوزيع منشور، يشرح فيه خطته، وقال "إن المواقع، التي نحتلها قوية، وعند تقديمهم لطي الجناح الأيمن، فإنهم سوف يعرضون جانبهم لي".