إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / مبادئ الحرب





هجوم القوات المصرية
الأوضاع الدفاعية
المفاجأة بإخفاء اتجاه الضربة
تطبيق القوات الجوية ومبدأ المفاجأة
حرب الخليج الثانية




المبحث الثامن

المبحث الثامن

تطبيق مبادئ الحرب في معركة العلمين

إن تقويم العمليات الحربية، وكذا أداء القادة في المعارك، يخضع بدرجة كبيرة إلى مدى تطبيق أو إغفال مبادئ الحرب وفنون القتال، والتي يلجأ إليها الباحثون والمحللون العسكريون دائماً في تقويم المعارك الحربية.

إن معركة العلمين كانت نقطة تحول في سير العمليات في ميدان شمال أفريقيا في الحرب العالمية الثانية، وكانت مثلاً رائعاً لتطبيق مبادئ الحرب، وبعض قواعد العمليات، التي لا يمكن تحقيق النصر بدونها.

الخلفية التاريخية ومدى تطبيق مبادئ الحرب في معركة العلمين

أولاً: الخلفية التاريخية لمعركة العلمين

1. استولى روميل على طبرق بعد الانتهاء من معركة الغزالة واستمر في متابعة قوات الحلفاء حتى تم اتصاله بالدفاعات البريطانية على خط العلمين.

2. بعد انتهاء معركة علم حلفا، بدأ كل من الجانبين: القوات البريطانية والمحور في خوض المعركة، على خط العلمين، وحاول كل منهما كسب سباق الإمداد.

3. نجحت القوات البريطانية في كسب سباق الإمداد لتعزيزها بعدد كبير من الطائرات وخمس فرق مشاة، كما وصلت كمية كبيرة من الدبابات الشيرمان والمدافع ذاتية الحركة والحملات الميكانيكية.

4. خسرت قوات المحور سباق الإمداد؛ لأنها فشلت في استعواض خسائرها في معركة علم حلفا؛ نظراً لنشاط البحرية والطيران البريطاني، كذلك لأن موارد ألمانيا استنزفت في الميدان الروسي.

5. بدأ هجوم الحلفاء ليلة 23/24 أكتوبر بعد تمهيد نيراني قوى ومعاونة جوية فعالة، واستمرت المعركة 13 يوماً.

ثانياً: حجم وتكوين القوات المتضادة في معركة العلمين: (اُنظر شكل الأوضاع الدفاعية)

1. قوات المحور

قام روميل بتنظيم قواته في أربعة فيالق "فيلق ألماني + 3 فيالق إيطالية".

2. القوات البريطانية

أعيد تنظيم الجيش الثامن، بعد أن وصلته بعض الفرق الجديدة، فأصبح مكوناً من الفيلق 30 + الفيلق 13 + الفيلق 10".

ثالثاً: خطة المحور الدفاعية

مثلت خطة المحور الدفاعية في الآتي:

1. تقوية الدفاعات الأمامية، ثلاثة أنظمة دفاعية، والتوسع في إنشاء حقول الألغام مع التركيز على القطاع الشمالي.

2. خطط روميل دفاعاته على توقع قيام البريطانيين بالهجوم من اتجاه تبة الرويسات، وبذلك يمكنه القيام بالهجوم المضاد بقواته المدرعة بالكامل، من القطاع الشمالي والقطاع الجنوبي؛ لتحقيق فصل القوات البريطانية.

رابعاً: خطة الهجوم البريطانية

1. اعتمدت خطة الهجوم البريطانية على إمكانية المفاجأة والخداع بصفة عامة، وخاصة في المراحل الأولى من المعركة.

2. بدأ هجوم الحلفاء ليلة 23/24 أكتوبر 1942م، بعد تمهيد نيراني قوي، ومعاونة جوية فعالة استمرت 13 يوماً، على ثلاث مراحل رئيسية كالآتي:

أ. المرحلة الأولى ليلة 23/24 أكتوبر

تضمنت قيام المشاة بفتح ثغرات في حقول الألغام والمواقع الدفاعية، واختراق الموقع الدفاعي للمحور، وتثبيت أقدام القوات المهاجمة داخل هذا الموقع.

ب. المرحلة الثانية من 24 أكتوبر إلى أول نوفمبر 1942

تضمنت القتال المتلاحم، والقيام بعدة عمليات هجومية متتابعة داخل الموقع الدفاعي، وفي اتجاهات مختلفة؛ لتحطيم هذه الدفاعات، وتمت هذه المرحلة في ثلاث خطوات متتالية كالآتي:

(1) تغيير محور الهجوم.

(2) عملية إعادة التجميع.

(3) الاستعداد للمرحلة النهائية.

ج. المرحلة الثالثة من 2 نوفمبر إلى 4 نوفمبر 1942

تضمنت خطوتين هما:

(1) مرحلة الانطلاق وتحطيم آخر دفاعات المحور؛ للوصول إلى الأرض المفتوحة خلفها، مما يسمح بدفع القوة المدرعة إلى مناطق العدو الخلفية.

(2) اختراق دفاعات المحور اختراقاً تاماً، وأمكن بذلك الوصول إلى الأرض المفتوحة إلى الغرب من مدق سيدي عبد الرحمن.

خامساً: مبادئ الحرب ومدى تطبيقها في معركة العلمين

كانت معركة العلمين مثلاً رائعاً لتطبيق مبادئ الحرب، وبعض قواعد العمليات، التي لا يمكن تحقيق النصر بدونها، وأهم مبادئ الحرب، التي طبقت في معركة العلمين هي:

1. المفاجأة:

أ. قوات الحلفاء

(1) تم التخطيط لمعركة العملين في سرية تامة، ولم تنشر الخطة إلا يوم 21/22 أكتوبر لضمان سريتها.

(2) تم حشد القوات الرئيسية للهجوم ليلة 22/23 أكتوبر، مما أحدث مفاجأة لقوات المحور المدافعة.

(3) نفذت خطة خداع بارعة، حققت نتائجها المفاجأة التكتيكية، ولم تحقق المفاجأة الإستراتيجية لصعوبة تحقيقها.

(4) استمرار أعمال المفاجأة في أثناء سير المعارك بدفع الفرقة 9 الأسترالية، لجذب الانتباه للمحور الساحلي، ثم التحول لدفع القوة الرئيسية للهجوم جنوباً في القطاع الشمالي، في اتجاه الضربة الرئيسية.

ب. قوات المحور

(1) حقق روميل المفاجأة في المعركة، بأنه قام بسحب معظم قواته الأمامية إلى مواقع في الخلف؛ لخداع الحلفاء عن الحد الأمامي لدفاعاته الرئيسية.

(2) نجح روميل في تحقيق المفاجأة في أثناء المطاردة، باحتلاله مواقع تعطيليه، وعند مهاجمة البريطانيين لهذه المواقع، كان يقوم بالانسحاب إلى مواقع أخرى، مما أنهك القوات البريطانية، وأنقذ قواته من الخسائر الجسيمة.

2. الحشد

 أ. قوات الحلفاء

(1) تم حشد الفيلقين العاشر، والثلاثين في أضيق جبهة ممكنة، وقام مونتجمري بالهجوم بأربع فرق، بمواجهة 11 ميلاً، تعاونها نيران خمسمائة مدفع ومن ورائها فرقتان مدرعتان، ولقد كان هذا دون شك أعظم حشد، أمكن تحقيقه في جميع عمليات الصحراء.

(2) استمرار أعمال الحشد في أثناء سير المعارك بتحريك قوات الفرقة الثانية النيوزيلندية وثلاث فرق مدرعة، ودفعها ليلة 1/2 نوفمبر، في اتجاه القطاع الشمالي؛ لتنفيذ الهجوم الحاسم، مما أدى إلى تحقيق الاختراق النهائي لقوات المحور، وتحقيق النصر.

(3) حشد وسائل نيران المدفعية والطيران والقوات البحرية، لصالح اتجاه الضربة الرئيسية في القطاع الشمالي.

(4) أعمال الخداع لإخفاء اتجاه الحشد، لحرمان العدو من معرفة اتجاه الضربة الرئيسية في القطاع الشمالي.

(5) لقد كان مونتجمري يؤمن بأهمية الروح المعنوية، ولذلك عمل كل ما في طاقته لرفع الروح المعنوية للجيش، وذلك بحشد الجهد المعنوي ضد قوات المحور.

ب. قوات المحور

لأول مرة، منذ بدء عمليات شمال أفريقيا واشتراك روميل قائداً لقوات المحور في هذه المعارك، يتخلى عن مبدأ الحشد في معركة العملين، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم تقديره الصحيح لمعرفة اتجاه الضربة الرئيسية للقوات البريطانية، فقام بتقسيم قواته المدرعة إلى قسمين:

(1) قسم في القطاع الشمالي، يضم الفرقة 15 بانزر، وفرقة مدرعة إيطالية.

(2) قسم في القطاع الجنوبي يضم الفرقة 21 بانزر، وفرقة آريتي الإيطالية.

3. التعاون

أ. قوات الحلفاء

(1) حرص مونتجمري بمجرد توليه قيادة الجيش الثامن على تحقيق التعاون بين القوات البرية والجوية، وذلك بتكوين مركز قيادة مشترك للقوات البرية والجوية، سهل تنظيم التعاون بينهما.

(2) قام الطيران البريطاني بضرب قوات إمداد العدو، وترتب على ذلك تجسيم مشاكل العدو الإدارية، خاصة خلال الهجوم الأخير لروميل، هذا إضافة إلى أن روميل اضطر إلى إلغاء الهجوم الكبير، نتيجة الخسائر التي ألحقها به العدو بضرباته الجوية.

(3) نجحت البحرية البريطانية في التأثير، بطريقة فعالة، على المعركة، سواء بضربات مدفعيتها أو بإنزال وحدات برية إلى الشاطئ، فكان لها فضل كبير في تثبيت فرق العدو المخصصة لحراسة الشاطئ، لمدى طويل، كما أن الطيران البريطاني قدم أقصى معاونة.

(4) قام الجيش الثامن بكثير من التسهيلات الإدارية اللازمة لكل من البحرية والطيران قبل إنشاء المطارات.

ب. قوات المحور

الطيران الألماني لم يقدم المعاونة الفعالة للقوات البرية، حيث إن طيران الحلفاء كان له السيادة الجوية على أرض المعركة.

4. الإخفاء والخداع

أ. قوات الحلفاء

عمد مونتجمري إلى استخدام كل وسائل الخداع، لإحراز المفاجأة التكتيكية، وقد رمى من خطة الخداع إلى تضليل العدو عن حجم قواته وموعد واتجاه الهجوم الرئيسي، والآتي بعد أهم ما جاء به:

(1) استخدمت عربات هيكلية لإخفاء مدافع الميدان تحتها، حتى لا يكشف المحور عدد المدافع، كما موَّهت الدبابات على شكل عربات.

(2) استمرت الفرقة السابعة المدرعة، طوال الأسابيع السابقة للهجوم، في القيام بعمليات تدريب واسعة بالنطاق الجنوبي، حتى يوحي بنشاطها أن الهجوم الرئيسي سيوجه من ذلك القطاع.

(3) تم إنشاء الخنادق والحفر اللازمة للقوات المهاجمة بالمنطقة الأمامية، قبل موعد الهجوم بشهر كامل واتخذت الإجراءات لإظهارها بأنها محتلة، ولم تحتل إلا قبل بدء الهجوم بمدة بسيطة.

(4) تمت جميع التحركات ليلاً، وكانت أعمال الحفر تتم وتختفي ليلاً.

(5) تم تكديس الاحتياجات على شكل عربات، وتم إخفاء مستودعات التموين، التي كدستها الاحتياجات بأعمال الإخفاء والتمويه.

(6) أنشئت عدة طرق بالقطاع الجنوبي، كذا عدة مستودعات هيكلية، ومد خط أنابيب مياه هيكلية، حتى يعتقد المحور أن الهجوم الرئيسي سيكون من هذا الاتجاه.

(7) أذيعت، في ليلة الهجوم، معلومات من رئاسة إحدى اللواءات المدرعة، توحي عند التقاطها أن القوات المدرعة البريطانية تتحرك إلى الجنوب.

(8) اتخذت التدابير لإيهام المحور، بأنه ستتم عملية إنزال بحري، على نطاق واسع خلف مواقعه بالعلمين، بعد قيام الأسطول البريطاني بتعزيز هذا الهجوم، وقد حدد موعد هذا الهجوم بحيث يبدأ بعد الهجوم البري الرئيسي بثلاث ساعات، على أمل أن يضطر المحور إلى الاحتفاظ بالاحتياطي الموجود بالمنطقة الساحلية لمواجهته، من دون أن يفطن للهجوم البري.

ب. قوات المحور

لم تكن للمحور خطة خداع محددة في أثناء التحضير للمعركة، ولكن قام ببعض الإجراءات لخداع القوات البريطانية المهاجمة أهمها:

(1) قام المحور في القطاع الشمالي برص حقول ألغام متتالية ذات عمق ومدافع عنها بقوات خفيفة، وقام بتمويه هذه الألغام بحيث كانت شركاً خداعياً لكثير من القوات البريطانية في بداية المعركة.

(2) قام روميل بتجهيز ستائر مضادة للدبابات، تحتل خطوط ومواقع مجهزة، بحيث فاجأت القوات المهاجمة، وأحدثت بها خسائر جسيمة، وخاصة في الساعات الأولى للمعركة.

(3) في أثناء انسحاب روميل، قام بإتباع أسلوب خداعي، يدل على براعته قائداً، وذلك بترك جزء من القوات على الموقع بعد انسحاب باقي قواته، وعندما تستعد القوات البريطانية للهجوم على هذا الموقع يشرع في سحب القوات الساترة إلى خط جديد، مما أدى إلى فشل القوات البريطانية لتوجيه ضربة حاسمة لقواته أثناء انسحابه.

5. المبادأة

أ. قوات الحلفاء

(1) بتحقيق المفاجأة التكتيكية لمونتجمري، عند بدء الهجوم، أحرز المبادأة، وحافظ عليها طوال العمليات.

(2) نجح مونتجمري، بفضل التفوق العددي لقواته وتوفير احتياطيات لديه من الفرقة النيوزيلندية في المحافظة على المبادأة.

(3) قام مونتجمري بتوجيه الضربات الجوية القوية، ضد قوات المحور المدرعة وخطوط مواصلاته، مما ساعده على إحراز المبادأة.

ب. قوات المحور

(1) فقد روميل المبادأة من اللحظة الأولى، ولم يستطع أن ينتزعها من مونتجمري، كما كان يفعل في معاركه السابقة ضد الجيش البريطاني، ولم يستطع مواجهة الهجمات المتعددة التي قام بها مونتجمري؛ لقلة الاحتياطيات لديه ولذلك فقد المبادأة ولم يستعدها إلا في أثناء المطاردة.

(2) استعاد روميل المبادأة أثناء المطاردة، وتمكن من الإفلات بقواته سالماً.

6. المرونة والمناورة وخفة الحركة

أ. قوات الحلفاء

ظهرت أعمال المناورة البارعة وخفة الحركة من خلال عملية إعادة التجميع التي خططها مونتجمري ليلة 27/28 أكتوبر كالآتي:

(1) دفع الفرقة السابعة المدرعة والثالثة لواءات مشاة إلى القطاع الشمالي لتعزيزه.

(2) سحب الفرقة الثانية النيوزيلندية من الخط الأمامي، لتشكيل القوات الضاربة، على أن تحل محلها فرقة جنوب أفريقيا، على أن تتحرك الفرقة الخامسة هندية، لاحتلال الأرض، التي كانت تحتلها فرقة جنوب أفريقيا.

(3) سحب الفرقة الأولى المدرعة واللواء 24 المدرع بعد خسائرها، للخلف لأعمال الصيانة والراحة وإعادة التنظيم.

(4) في المرحلة النهائية "الانطلاق" من 2ـ4 نوفمبر، وعند تأمين رأس الكوبري بقوات الفرقة النيوزيلندية تم دفع الفرقتين "الأولى والعاشرة" المدرعتين، للقضاء على فيلق أفريقيا، وفي الوقت نفسه دفعت سيارات مدرعة للوصول إلى خطوط المواصلات الألمانية وراء الخطوط الدفاعية.

ب. قوات المحور

(1) عندما اتضح لروميل أن تجاه الهجوم الرئيسي موجه للقطاع الشمالي، أمر بتحريك الفرقة 21 بانزر وفرقة آريتي الإيطالية، للانضمام للقطاع الشمالي ليلة 26،27 أكتوبر، وتجميع الفرقة 9 مشاة على الساحل، وإعفائها من مراقبة الساحل.

(2) قام روميل بسحب قواته الأمامية من مواقعها الدفاعية ليلة 24/25 أكتوبر، إلى مواقع أخرى، تاركاً ستارة خفية من المشاة في مناورة بارعة، لم تفطن لها رئاسة الجيش الثامن.

(3) نفذ روميل أعمال المناورة الواسعة، لسحب قواته بعد فشلها بالتمسك بخط العلمين، مستغلاً أعمال قتال ومناورة المدفعية المضادة للدبابات والطيران، خلال ثغرة الاختراق، مما كان له أكبر الأثر في عدم تمكن القوات البريطانية من تدمير قوات المحور تدميراً كاملاً.

7. الروح المعنوية

أ. قوات الحلفاء

(1) اهتم مونتجمري بالروح المعنوية، منذ توليه القيادة، وكانت أهم العوامل الحاسمة والمؤثر في نجاح القوات البريطانية في معركة العلمين.

(2) اهتمام القادة بالجنود والتدريب وأن يكونوا معهم.

(3) إصدار مونتجمري أمر قيادة خاصاً بالروح المعنوية، والاهتمام بها، وكذا اللياقة البدنية والعقلية.

(4) تكليف الوحدات، خاصة التي أصابها الفشل في معارك سابقة، بعمليات محددة مضمونة النجاح، مما أكسب القوات الثقة.

(5) اتخاذ مونتجمري كل الإجراءات لحماية قواته من الإشاعات الكاذبة، وذلك بطبع ثلاث نشرات يومية توضح الحقائق، وتوزيعها على الأفراد.

ب. قوات المحور

(1) كانت الروح المعنوية لقوات المحور مرتفعة، فيما عدا التشكيلات الإيطالية، التي تأثرت نتيجة الضربات، التي أنزلتها بها قوات الحلفاء خلال شهر يوليو، وهذا ما دفع روميل إلى التضحية بقوات المظلات الألمانية، عندما قام بتوزيعها على التشكيلات الإيطالية لتدعيمها.

(2) عندما أصدر روميل أمر الانسحاب انهارت الروح المعنوية للإيطاليين، بسبب وقوع أربع فرق بالقطاع الجنوبي في الأسر؛ لعدم وجود الآليات اللازمة لنقلهم.

(3) لعل من أروع الأمثلة على مدى ما يمكن أن تحققه الروح المعنوية العالية من معجزات في القتال، ذلك الانسحاب الجريء، الذي قام به لواء ألماني من قوات المظلات، حيث تمكن من الانسحاب سيراً على الأقدام، عبر الصحراء والتسرب خلال القوات البريطانية واللحاق بباقي قوات المحور.

8. الشؤون الإدارية

أ. قوات الحلفاء

(1) الإمدادات المستمرة بالأسلحة والمعدات مكنت القوات من استعواض الخسائر ومواصلة أعمال القتال.

(2) قصر خطوط المواصلات وتأمينها.

(3) توفير الاحتياجات المستمرة قبل طلب القوات.

(4) تكديس الذخائر وتحميل نسبة من الاحتياجات في السفن لنقلها إلى الموانئ، طبقاً لتطور أعمال القتال، واستخدام السكك الحديدية في نقل الاحتياجات.

ب. قوات المحور

(1) طول خطوط المواصلات، مما عرضها للهجمات الجوية والبحرية.

(2) نقص الوقود كان له أثر واضح في قرارات روميل، سواء بحشد القوات للهجوم المضاد أو بانسحاب القوات الميكانيكية، وترك المشاة مما أوقعها في الأسر.

(3) النقص في ذخائر المدفعية، مما أثر في إمكانية استخدامها. 

9. السيطرة

أ. قوات الحلفاء

(1) أعطيت لمونتجمري السلطات الكاملة للقائد في أرض العمليات، بل إن تشرشل نفسه قد أيده، عندما أبدى ضرورة تأجيل موعد الهجوم شهراً كاملاً.

(2) قام مونتجمري بتغيير بعض القادة، كما اتبع سياسة جديدة، حيث قام بنقل الرئاسات المختلفة إلى الأمام ليتهيأ لها الإلمام بظروف الموقف

(3) تكوين مركز قيادة مشترك للقوات البرية والجوية، سهل تنظيم التعاون والقيادة والسيطرة بينهما.

(4) سرعة اتخاذ القرارات في الوقت المناسب، وقد ظهر ذلك واضحاً في دفع الفرقة التاسعة الأسترالية نحو الساحل لجذب انتباه قوات المحور، ثم دفع القوات الرئيسية للهجوم من جنوبها في القطاع الشماليين في اتجاه الضربة الرئيسية، مما حقق سرعة اختراق دفاعات المحور وانهيارها.

ب. قوات المحور

(1) براعة روميل في القيادة حتى إنه استطاع، بفضل براعته، إنقاذ قواته من هلاك محقق في القوات المناسب.

(2) أحسن روميل التصرف، وفقاً لتطورات الموقف، على رغم قرارات القيادة العليا الألمانية المتضاربة، وكان يتخذ القرارات في صالح قواته.