إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / مبادئ الحرب





هجوم القوات المصرية
الأوضاع الدفاعية
المفاجأة بإخفاء اتجاه الضربة
تطبيق القوات الجوية ومبدأ المفاجأة
حرب الخليج الثانية




المبحث العاشر

المبحث العاشر

تطبيق مبادئ الحرب في حرب تحرير الكويت

لم تنجح القيادة العراقية في تحقيق الهدف من الغزو العسكري للكويت، فلم يكن واضحاً للقوات ما هي مهامها بالتحديد، وخاصة بعد احتلال الأراضي الكويتية، وتأهب دول التحالف لمهاجمتها، حيث أصبح الهدف من بقاء القوات العراقية في مواجهة التفوق الساحق لدول التحالف غير معلوم.

على الجانب الآخر، تميزت قيادة قوات التحالف بوضوح الهدف السياسي والعسكري، الذي تعمل في إطاره، سواء على مستوى التجميع الدولي، حيث تعمل لتحقيق القرارات الصادرة من مجلس الأمن، أو على مستوى الدول المشتركة في التجميع، حيث حددت كل دولة لقواتها المشتركة حدود المشاركة وهذا ما انعكس على كيفية تطبيق مبادئ الحرب بالنسبة لكلا الجانبين.

أولاً: الحشد وتركيز الجهود (اُنظر شكل حرب الخليج الثانية)

1. حققت القوات العراقية هذا المبدأ، وبتفوق كمي غير متعارف عليه في العلم العسكري، حيث وصل إلى تسعة أضعاف القوات الكويتية في أثناء الغزو، وحافظت على نسبة تفوق أقل في باقي المراحل.

2. كان لهذا المبدأ الأسبقية لقيادة التحالف، للوصول إلى مقارنة مناسبة للهجوم لتحرير الكويت، وإخضاع العراق لتنفيذ قرارات المجتمع الدولي في إطار مفهوم عصري، أدخلت في حسبانها التفوق النوعي، والكفاءة القتالة، والروح المعنوية للقوات، مما جاء متمشياً مع قدرات الدول المشتركة، من دون إهدار للمبادئ الأخرى.

3. قامت قوات التحالف بتركيز المجهود الرئيسي لها، في تطويق القوات العراقية الموجودة داخل الكويت، وعزل الاحتياطيات من التدخل في المعركة، مع تشتيت حشود القوات العراقية وجهودها الرئيسية.

ثانياً: الانتشار

قامت كل من القوات العراقية وقوات التحالف الدولي بتطبيق هذا المبدأ، خاصة عندما قامت الحكومة العراقية بالتهديد باستخدام الغازات الحربية ضد قوات التحالف، حيث إنها تمتلك الأسلحة الكيماوية، وفي الوقت نفسه، فإن قوات التحالف تمتلك جميع أنواع أسلحة التدمير الشامل، فكان لزاماً على كلا القوتين تحقيق مبدأ الانتشار؛ لتقليل الخسائر عند استخدام أسلحة التدمير الشامل.

ثالثاً: التعاون

1. وجدت قوات التحالف صعوبة كبيرة، عند تطبيق هذا المبدأ؛ ولأهميته فقد اهتمت منذ البداية، في تذليل الصعاب وحل مشاكل التعاون، وذلك كالآتي:

أ. إنشاء قيادة قوات مشتركة، يقودها قائد عربي.

ب. تعمل هذه القيادة بصفة حلقة وصل مهمة، بين القوات المتحالفة والقوات العربية، وقد نجحت القيادة الأمريكية في تذليل كل صعاب التعاون، التي اعترضت عمل القوات مثل:

(1) مشاكل الحشد الإستراتيجي.

(2) مشاكل الفتح التعبوي.

(3) التعاون بين الأفرع الرئيسية "بحرية، وجوية، ودفاع جوي".

(4) التدريب على المهام القتالية.

(5) تنظيم الاتصالات بين القوات "مواصلات التعاون".

(6) تدبير الموارد اللازمة للإعاشة واحتياجات القوات والمعدات.

2. نجحت قوات التحالف في تحقيق التعاون، ممثلاً في الآتي:

أ. التعاون الناجح بين كل أفرع القوات الرئيسية خاصة البحرية، والجوية، والدفاع الجوى في أثناء تأمين الحدود السعودية وفي أثناء حرب تحرير الكويت.

ب. توفير متطلبات القوات العربية من المجهود الجوى خلال معركة التحرير، لعدم اشتراك قوات جوية لبعض تلك الدول مثل مصر وسورية.

ج. تحقيق التعاون بين محاور العمل في الزمن والهدف، حيث تم بنجاح تزامن أعمال القتال بين القوات المهاجمة على المحور الساحلي "بالمواجهة"، وتلك التي تقوم بالالتفاف على محور الجهراء، أو الأخرى التي تقوم بالتطويق العميق لجنوب البصرة.

3. بالنسبة للقوات العراقية، لم تتمكن على مختلف المستويات من تحقيق أي شكل من أشكال التعاون في حرب تحرير الكويت، حيث كانت السيطرة تامة لقوات التحالف، والمفاجآت العديدة، التي لم تتوقعها القوات العراقية المدافعة، وأيضاً شل وفقد السيطرة بين القيادات والقوات، وعدم وجود خطط بديلة أو مسبقة.

رابعاً: الاستمرار في القتال

حققت قوات التحالف هذا المبدأ بفاعلية، حيث قامت بتحقيق المبادأة، واستغلال عامل المفاجأة في الاشتباك.

1. الاشتباك الدائم والمستمر مع القوات العراقية لمدة ثمانية وثلاثين يوماً، بالقوات الجوية ليلاً ونهاراً، وفي جميع الظروف الجوية المختلفة، مع الحفاظ على مداومة الاتصال به والضغط عليه.

2. تلا ذلك مباشرة الهجوم البري، وبدون فاصل زمني، وذلك لحرمان القوات العراقية من اشتراك احتياطياتها، بعزلها من خلال المعركة "الجو برية" العميقة.

خامساً: المفاجأة

على رغم صعوبة هذا المبدأ تكتيكياً وتعبوياً في الأراضي الصحراوية، فإن قيادة التحالف استطاعت تحقيقه من خلال الآتي:

1. توقيت الهجوم الجوي والبري.

2. حجم الدمار، الذي ألحقته بالقوات العراقية، وبالبنية الأساسية للدولة.

3. دقة إصابة الأهداف المخططة.

4. شمول مسرح العمليات الجوية للأراضي العراقية والكويتية كاملة.

5. استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة والأسلحة الذكية "المبرمجة مسبقاً".

6. استخدام خطط خداع عن اتجاه الضربة الرئيسية، مثل استخدام النشاط الإلكتروني المكثف والحضور البحري في منطقة الخليج العربي، للإيحاء بأن الهجوم بحري.

سادساً: المبادأة

1. تخلت القيادة العراقية عن هذا المبدأ باتخاذها أوضاعاً دفاعية.

2. امتلكت القوات المتحالفة زمام المبادأة وحافظت عليها من خلال خططها وضغوطها السياسية والعسكرية لإجبار القوات العراقية للامتثال لقرارات مجلس الأمن.

سابعاً: الاقتصاد في القوى

1. وضحت أهمية تحقيق هذا المبدأ من قبل قيادة التحالف الدولي، حيث اقتصرت في حشدها للقوات حسبما تقتضي متطلبات المرحلة وتنفيذ الخطط، وعلى رغم أن الدول المشتركة في التحالف الدولي كان يمكنها حشد قوات تفوق القوات العراقية عدداً فإنها فضلت مراعاة الاقتصاد في القوى، وقد يستثنى من ذلك القوات الجوية، حيث بلغ عدد طلعاتها وحدها 110 آلاف طلعة طائرة كلفت العراق تدمير ثلاثة آلاف دبابة، من أصل 4200 دبابة، كانت في مسرح العمليات من الجانب العراقي وحده، مع شل فاعلية تسع وعشرين فرقة، من أصل اثنين وأربعين فرقة، وخسائر في الأفراد، وصلت نسبتها 30 %، إضافة إلى تدمير كامل في البنية الأساسية للدولة، مما أدى إلى استسلام أعداد كبيرة من الأسرى لقوات التحالف، وبذلك لم تحقق القوات الجوية للتحالف هذا المبدأ في أعمال قتالها.

2. بالنسبة للجانب العراقي، فإنها لم تحقق هذا المبدأ في أي مرحلة حيث كان الحشد في مرحلة الغزو أكبر من التفوق العددي المطلوب لتنفيذ خطة الغزو. وفي مرحلة تأكيد الاحتلال، وصل الحشد إلى أربعة فيالق ميدانية، تعدادها أكثر من 300.000 ألف مقاتل، ثم رفعت القيادة العراقية قبل حرب تحرير الكويت الحشد إلى (450) ألف مقاتل داخل الكويت، مما تسبب في كارثة حقيقية للقوات العراقية داخل الكويت.

ثامناً: التأمين الشامل للقوات

1. التأمين القتالي

حققت قوات التحالف الدولي جميع مبادئ التأمين القتالي، حيث قامت بالآتي:

أ. استغلال الأقمار الصناعية بتوسع كبير.

ب. استغلال الطائرات المخفاة رادارياً إف ـ117، في القيام بالاستطلاع والتصوير الجوي وذلك لتأكيد المعلومات بأكثر من وسيلة.

ج. قامت قوات التحالف باستكمال مرتب جميع القوات من مهمات الوقاية ضد الأسلحة الكيماوية.

د. كان الهدف الأساسي للقوات الجوية للتحالف تدمير مصانع الأسلحة الكيماوية العراقية، ومنصات إطلاق الصواريخ المحتمل استخدامها في توجيه ضربات كيماوية.

هـ. اتسمت عمليات حرب تحرير الكويت بالسرية التامة، وإخفاء مواقع القوات في المنطقة الابتدائية لهجوم.

و. استخدام وسائل خداع على أعلى مستوى، لإخفاء اتجاه المجهود الرئيسي للهجوم.

ز. التفوق في تحقيق السيطرة الإلكترونية السلبية والإيجابية.

2. التأمين الهندسي

أ. على الرغم من قيام القوات العراقية بإنشاء حقول للموانع الصناعية، أمام قواتها، والتي اشتملت على سواتر ترابية ملغمة، ثم حقول ألغام بعمق حتى 100م، يليها خنادق بها مواسير للنفط الجاهز للاشتعال، وكذلك أسوار من السلك الشائك، ثم مواقع مجهزة على أعلى مستوى فإن ذلك لم يكن عائقاً أمام تقدم قوات التحالف.

ب. استعدت قوات التحالف بتجهيز المنطقة الابتدائية للهجوم تجهيزاً هندسياً ضد استخدام القوات العراقية للصواريخ البالسيتية أرض/ أرض.

ج. قامت قوات التحالف بجلب معدات هندسية تساعدها على التغلب على الموانع المركبة، التي قامت القوات العراقية بتجهيزها أمام القوات القائمة بالدفاع.

3. التأمين الإداري

أ. لم تستطع القيادة العراقية تنفيذ هذا المبدأ؛ نظراً للدقة المتناهية للقصف الجوى لقوات التحالف، والتي قامت بتدمير التكديسات الإستراتيجية والتعبوية، وقطع محاور الإمداد، ولم يتبق لدى القوات العراقية سوى ما هو مخزون لديها أو ما يمكن الاستيلاء عليه من الأسواق الكويتية.

ب. تميزت قوات التحالف بثبات واستقرار التأمين الإداري على مستوى عال لتفوق وسائل النقل، وتعددها مع عدم قدرة القوات العراقية على التدخل لعرقلة أعمال الإمداد، إضافة إلى الأعمال الفنية ذات المستوى العالي، والمعاونة الطبية، التي شملت وحدات طبية في مسرح العمليات 8100 سرير، وفي أوروبا 410 أسرة، اعتماداً على الإخلاء الجوى، إضافة إلى إمكانيات الأسواق المحلية للدول المجاورة.

تاسعاً: انعكاسات مدى تطبيق مبادئ الحرب في حرب تحرير الكويت

إن انعكاسات تطبيق مبادئ الحرب تدل على قدرة القوة المنتصرة في تنفيذ مبادئها في أثناء القتال من حيث التدريب الجيد، والاستخدام الأمثل لتكنولوجيا السلاح، والأساليب العلمية لتطبيقها، ويكون تقويم مستوى القدرة القتالية لقوات التعاون هو مدى نجاحها في تطبيق مبادئ الحرب، وعلى ضوء ذلك فإن الهدف من حرب تحرير الكويت اختلف لكلا الجانبين:

1. انعكس عدم وجود هدف للقيادة العراقية، بعد مرحلة الغزو العسكري للكويت، مع عدم توضيح مهام لقوات الموجودة في الكويت، إلى ضعف الروح المعنوية واستسلام أعداد كبيرة من القوات العراقية إلى القوات المصرية والسعودية الموجودة بحفر الباطن، وأسر عدد كبير يصل إلى 60.000 أسير عراقي.

2. قوات التحالف

حددت أربع أهداف لقوات التحالف في حرب تحرير الكويت:

أ. تحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

ب. تحجيم القوات العسكرية العراقية.

ج. تضييق نطاق مسرح الحرب.

د. تقييد احتمالات المشاركة الفعلية لدول المنطقة في العمليات أدى إلى انعكاسات على المستوى الدولي، حيث صدرت قرارات مجلس الأمن كلها مؤيدة لأهداف الحرب.

3. الحشد وتركيز الجهود

أ. القوات العراقية

انعكس تطبيق مبدأ انتشار القوات العراقية لقواتها، البالغ عددها 545 ألف جندي، على نسقين الأول خلف الخط الدفاعي في الكويت، وبلغ 230 ألف جندي، والثاني احتياطي إستراتيجي تمركز غرب البصرة وشمال غرب الكويت حوالي 315 ألف جندي، انعكس ذلك على خطة العلميات لقوات التحالف لاستخدام أسلوب جديد في الهجوم، باستخدام حرب جوية طويلة، تبعها حرب برية "معركة عميقة" لتدمير هذه الحشود.

ب. قوات التحالف

نجحت قوات التحالف في تطبيق مبدأ الحشد، حيث قامت قوات التحالف في حشد قواتها البرية في الفواصل والثغرات للقوات العراقية المدافعة، وأدى ذلك إلى اختراق سريع لعمق جبهة القتال، وتجزئة القوات إلى أجزاء صغيرة، تم تدميرها وعزل احتياطيات القوات العراقية وقتالها في العمق، ومنعها من التدخل في معركة القوات الأساسية.

4. الانتشار

أ. القوات العراقية

تم تطبيق هذا المبدأ، حيث انتشرت القوات العراقية على اتساع المواجهة وامتداد العمق، واحتلت قوات المشاة المواقع الأمامية، وخلفها المشاة الميكانيكية والمدرعات للعمل كاحتياطي، لشن الهجمات المضادة، وانعكس ذلك على قيام قوات التحالف بتنفيذ طلعات جوية على أهداف محددة أكثر من مرة؛ لتدمير هذه القوات.

ب. قوات التحالف

طبقت هذا المبدأ بالأسلوب الأمثل، حيث حشد التحالف قواته في اتجاهات محددة "المحاور الرئيسية" لإحداث ثغرة في القوات العراقية المدافعة، والانتشار في العمق في أثناء الهجوم البرى، وانعكس ذلك في عدم قدرة القوات العراقية على استخدام الأسلحة الكيماوية.

5. التعاون

أ. القوات العراقية

لم تتمكن القوات العراقية من تطبيق هذا المبدأ، حيث تم تدمير مواصلاتها ووسائل الاتصال، خلال الهجوم المتصل، وانعكس ذلك على عزل احتياطياتها في الخلف.

ب. قوات التحالف

أدى تطبيق قوات التحالف لهذا المبدأ، من خلال تشكيل القوات المخصصة للقتال، على كل محور، من حيث تشابهها في العقيدة القتالية، إلى حد ما، وفي اللغة أيضاً، وبذلك أصبح المحور متجانس في تنظيمه وتشغيله، وانعكس ذلك على:

(1) وجود ضابط اتصال وقيادة مركزية على مستوى كل محور، ولديه الموقف أولاً بأول.

(2) تنظيم تعاون بين القوات البرية والجوية لقوات التحالف.

6. المبادأة

أ. القوات العراقية

لم تقم القوات العراقية بتطبيق هذا المبدأ؛ لاتخاذها أوضاعاً دفاعية، وإن كانت استخدمته في عملية الغزو.

ب. قوات التحالف

(1) يعتبر مبدأ المبادأة من أهم أسباب نجاح قوات التحالف في حرب تحرير الكويت، وحافظت القوات على هذا المبدأ، وعلى أسلوب تطبيقه، منذ بداية الحرب، حيث قامت بالهجوم الجوي أولاً، ثم تابعت ذلك بالهجوم البري، ولم تترك فاصلاً بين الهجومين.

(2) انعكس مبدأ المبادأة، على عدم قدرة القوات العراقية على صد هجوم قوات التحالف، منذ بداية المعركة، وخلال جميع مراحلها، وحتى نهايتها، وكانت جميع تصرفات القوات العراقية رد فعل للأعمال، التي تقوم بها قوات التحالف، ومن ثم، فرض لإرادة قوات التحالف على القوات العراقية في جميع مراحل المعركة وحتى النصر.

7. المفاجأة

أ. القوات العراقية

(1) تمكنت القوات العراقية من تحقيق هذا المبدأ في معركة الخفجي فقط، حيث تمكنت من التقدم دون أن تعترضها قوات التحالف، ودخلت مدينة الخفجي، وتمكنت من البقاء داخل منطقة الخفجي لمد خمسة وثلاثين ساعة فقط.

(2) انعكس ذلك في استغلال العراق لهذه العملية دعائياً، بقدرتها على شن هجمات برية على قوات التحالف، على رغم عدم تأثير هذه العملية على سير العمليات، وعلى رغم إخلاء سكان مدينة الخفجي قبل دخول القوات العراقية فيها.

ب. قوات التحالف (اُنظر شكل المفاجأة بإخفاء اتجاه الضربة)

(1) انعكس تطبيق مبدأ المفاجأة لقوات التحالف، التي استطاعت خداع القوات العراقية عن اتجاه الضربة الرئيسية، وأسلوب استخدام الأساليب الحديثة، والتكنولوجيا المتطورة، مما أدى إلى إحداث خلل في التوازن العسكري للقوات العراقية، ثم هزيمته.

(2) انعكس اختيار توقيت الهجوم "سعت 0300"، واستخدام القوات الأمريكية للطائرات المقاتلة من طراز إف-117 "الشبح" المزودة بقنابل موجهة بالليزر، وهي الطائرات، التي يصعب اكتشافها بالرادار، لمفاجأة القوات العراقية.

8. الاستمرار في القتال

أ. القوات العراقية

لم تتمكن القوات العراقية من تطبيق هذا المبدأ، حيث اتخذت موقفاً دفاعياً، منذ بدء المعركة، وانهارت دفاعاتها مع بدء الهجوم البري لقوات التحالف.

ب. قوات التحالف

انعكس قيام قوات التحالف بتحقيق المبادأة، واستغلال عامل المفاجأة في الاشتباك الدائم مع القوات العراقية، ولمدة ثمانية وثلاثين يوماً، وتبعها بدون توقف الهجوم البري في تحرير دولة الكويت، كما طاردت القوات العراقية داخل حدودها الدولية ودمرت جزءاً كبيراً من هذه القوات.

9. التأمين الشامل للقوات

أ. القوات العراقية

انعكس مبدأ التأمين الهندسي الجيد للقوات العراقية، في إنشاء مواقع دفاعية حصينة، مدعمة بشبكة كثيفة من الموانع، وحقول الألغام العميقة والمختلفة، إلى قيام قوات التحالف بابتكار طرق ووسائل جديدة لإحداث ثغرات في حقول الألغام، واستمرار الهجوم الجوي لمدة ثمانية وثلاثين يوماً متصلة لتدمير مواقعه الدفاعية الحصينة.

ب. قوات التحالف

(1) تحقق مبدأ التأمين الشامل للقوات بكل صوره، وبأحدث أسلوب في الحروب الحديثة، حيث نفذت قوات التحالف بنود التأمين الشامل للقوات من استطلاع بجميع الوسائل المتيسرة، وتدمير مصادر إطلاق أسلحة التدمير الشامل العراقية، وتشديد الحراسات على طول الجبهة، وتجهيز هندسي جيد لمسرح العمليات، واستخدام جيد للحرب الإلكترونية، وتأمين إداري وفني جيد.

(2) انعكس تنفيذ بنود التأمين الشامل للقوات بالنسبة لقوات التحالف، في قلة الخسائر إلى حد كبير في القوات والمعدات.

10. الاقتصاد في القوى

أ. القوات العراقية

(1) لم تحقق القيادة العراقية هذا المبدأ، حيث وصل حشد القوات إلى 545 ألف مقاتل داخل الكويت وفي جنوب العراق.

(2) انعكس عدم تطبيق هذا المبدأ، في تعاظم الخسائر العراقية، وفقد ما يزيد على ثلثي قواته المسلحة، ما بين   80 ـ100 ألف قتيل.

ب. قوات التحالف

(1) اقتصر حشد القوات حسب مقتضيات المرحلة، وتنفيذ الخطط، فعلى رغم أن الدول المشتركة في التحالف الدولي، كان يمكنها حشد قوات تفوق القوات العراقية عدداً، على حساب إهدار مبادئ أخرى، فإنها فضلت أن يكون الاقتصاد في القوى هو الأكثر أهمية.

(2) يستثنى من ذلك المبدأ، ما قامت به القوات الجوية للتحالف من مهام.

(3) انعكس تطبيق هذا المبدأ، في قلة الخسائر البشرية لقوات التحالف، وكذلك قلة الخسائر في المعدات.