إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / مهام الأنساق والاحتياطيات





مهام الأنساق
الهجوم بالدفع المتتالي
الاحتياطيات البريطانية توجيه الضربات المضادة
التقدم إلى المؤخرة
استخدام الأنساق الأولى والاحتياطي الإستراتيجي
تثبيت النسق الأول وتدمير الثاني
تدمير النسق الأول وتدمير الثاني
ضربات أمامية في اتجاه واحد أو اتجاهين
ضربة مضادة أمامية
ضربة مضادة في اتجاه واحد
ضربة مضادة في اتجاهين
ضربة بغرض تدمير التجمع
ضربتين في اتجاهين متلاقيين

الدفع المتتالي
الفرقة 16 مشاة
تنفيذ الهجوم المضاد العام
تنفيذ ضربتين متلاقيتين
تطوير الهجوم
صد الهجمات المضادة



المبحث الثاني

المبحث الثاني

استخدام الأنساق والاحتياطات في العملية الدفاعية

على الرغم من أن المفكر العسكري "كلاوزفيتز"، يعد الدفاع هو الأسلوب الأقل حسماً في الحرب، ولكنه يراه الأسلوب الأقوى لحرمان العدو، من تحقيق أهدافه النهائية. إضافة إلى ما يحققه الدفاع من الإخفاء والسّبق في احتلال مواقع دفاعية، وقصر خطوط الإمداد، فضلاً عن إدارة القتال في مناطق معروفة تماماً للمدافع.

والدفاع هو أحد الأشكال الرئيسية لأعمال القتال، الذي لم يفقد أهميته على الرغم من التطور الهائل في وسائل الصراع المسلح الحديثة. وهو وثيق الصلة بالهجوم، فقد يتخذ الدفاع قبل وبعد أو خلال العمليات الهجومية. كما تظهر هذه الصلة الوثيقة خلال إدارة العمليات الدفاعية، وشن الضربات المضادة لاستعادة الأوضاع الدفاعية كعمل هجومي، يجري في إطار العملية الدفاعية، حيث تبدأ عادة العملية الدفاعية بقتال قوات نطاق الأمن قتالاً تعطيلياً، ضد العدو المهاجم، وذلك بفتح النيران على المرامي البعيدة، والقتال من موقع إلى آخر لإحداث أكبر خسائر ممكنة في العدو، وحرمانه من تحقيق المفاجأة.

ويُعد صد الهجوم المعادي، أمام الحد الأمامي للنطاق الدفاعي الرئيسي، من أهم مراحل الدفاع، إذ تُنقّذ تشكيلات النسق الأول خطة نيران كثيفة ومنسقة لجميع الأسلحة، لتكبيد العدو المهاجم أكبر خسائر، وإيقافه أمام الحد الأمامي، وحرمانه من دفع أنساقه الثانية/ احتياطياته، أو اختراق الدفاعات.

وتتوقف نتائج العملية الدفاعية للتشكيل التعبوي، على مدى الجهد الذي تبذله قوات الأنساق الأولى في إيقاف تقدم العدو. ولهذا، فإن قائد التشكيل التعبوي يجب أن يتابع سير العملية، ويعمل باستمرار على دعم فرق النسق الأول واحتياطياته.

ويعتمد الدفاع الناجح على الاحتفاظ بأنساق ثانية، واحتياطيات متدرجة المستويات، لتوجيه الهجمات والضربات المضادة، بهدف إحداث تدمير مستمر لأنساق العدو المهاجمة، واستنفاذ احتياطياته، ثم هزيمته واستعادة الأوضاع الدفاعية، التي اخترقت.

أولاً: المستوى التعبوي

1. أسس ومبادئ الدفاع

أ. مفهوم العملية الدفاعية

تشمل تنظيم وإدارة عمليات قتالية، تشنها تشكيلات من الوحدات، في شريحة من الأرض على خطوط أو مواقع دفاعية، سبق احتلالها وتجهيزها طبقاً لخطة دفاعية مدبرة، يعاونها مجهود جوي، وتساندها نيران المدفعية والصواريخ، وتوفر لها الحماية بواسطة وسائل الدفاع الجوي، بهدف هزيمة القوات المهاجمة، وتكبيدها أكبر قدر من الخسائر، ومنعها من اختراق الدفاعات، وتهيئة الظروف المناسبة للتحول إلى الهجوم المضاد العام.

ب. صور الدفاع

(1) الدفاع المتحرك

ترى العقيدة العسكرية الغربية أن الدفاع المتحرك، هو أنسب الصور الدفاعية، في ظل استخدام الأسلحة الذرية. وتؤكد أنه أكثر الأساليب تمشياً مع الحرب، التي تتميز بخفة الحركة، والقدرة على المناورة العالية، مع الاحتفاظ بالقوة الضاربة لاستخدامها في الوقت المناسب. وتعتمد فكرة الدفاع المتحرك على تدمير العدو المهاجم، داخل عمق القطاع/ النطاق الدفاعي، وذلك بالسماح له بالاختراق الجزئي المحسوب، في حدود عمق المنطقة الأمامية للدفاع، مع توجيه التجميع الرئيسي المهاجم في اتجاه مناطق قتل متتالية سبق تجهيزها من قبل، بغرض استنزاف قواته ومصادر نيرانه، وتكبيده أكبر خسائر ممكنة، ثم تدميره بالهجمات والضربات المضادة، واستعادة الأوضاع الدفاعية إلى ما كانت عليه. وفي هذه الحالة يوجد الجزء الأكبر من التشكيلات في النسق الثاني كقوة ضاربة، بينما توجد في النسق الأول قوات أقل حجما،ً يُسمح لها بالاختراق المحسوب.

(2) الدفاع الثابت

هو أحد صور الدفاع، الذي يهدف إلى التمسك بالهيئات الحيوية في النطاق/ القطاع الدفاعي، ويُجهّز هندسياً بغرض صد وتدمير القوات المهاجمة، أمام الحد الأمامي للدفاعات، ومنعه من الاختراق بكافة النيران والوسائل المتيسرة. وفى حالة حدوث أي اختراق، يوقف ويُحاصر العدو ثم يُدمّر بالهجمات والضربات المضادة. وعادة الجزء الأكبر من القوات المدافعة، عادة، في النسق الأول، والباقي في النسق الثاني أو الاحتياطيات.

ج. المطالب الرئيسية للدفاع

(1) نشاط وإيجابية الدفاع

(أ) يتحقق ذلك بتنفيذ الضربات المسبقة بوحدات من الأنساق الثانية/ الاحتياطيات، بمساندة نيرانية من الضربات الصاروخية والقوات الجوية، في التوقيت المناسب، ضد مراكز ثقل العدو، لإحداث أكبر خسائر ممكنة، خاصة ضد احتياطياته التعبوية، ومراكز القيادة والسيطرة، ومرابض المدفعية، والدفاع الجوي، لتأخير شن العملية الهجومية المعادية.

(ب) تخطيط وتنفيذ الضربات المضادة، بالأنساق الثانية والاحتياطيات التعبوية، لتدمير القوات التي تنجح في اختراق الدفاعات، واستعادة الأوضاع الدفاعية.

(ج) التخطيط الجيد لإجراء المناورة بالقوات والنيران، بتشكيلات النسق الأول، وذلك باحتلال مواقع دفاعية في العمق، لجذب القوات المعادية إلى مناطق تركيز الجهود الرئيسية، ومناطق القتل، لتحقيق التدمير المتتالي له.

(2) ثبات واتزان الدفاع

(أ) أن تُحقق الدفاعات القدرة على الصمود، ضد دبابات العدو، وحماية القوات المدافعة ضد هجمات العدو الجوية والبحرية.

(ب) أن تستكمل الدفاعات بخطة موانع جيدة على الأجناب والفواصل، مع الاهتمام بالتجهيز الهندسي الجيد للمواقع الدفاعية.

(ج) أن يتحقق في الدفاعات القدرة على إيقاف تقدم القوات المعادية وهزيمتها، وتهيئة الظروف المناسبة لشن الضربات المضادة.

(د) إجراء تنسيق تعاون جيد بين التشكيلات التعبوية لتأمين الفواصل والأجناب.

2. تشكيل العملية الدفاعية التعبوية

أ. هي الأوضاع القتالية التي تتخذها تشكيلات ووحدات التشكيل التعبوي، لتنفيذ العملية الدفاعية، ويتخذ التشكيل التعبوي، عادة، أوضاعه في العملية الدفاعية الإستراتيجية، إما في النسق الأول الإستراتيجي وفى منطقة الجهود الرئيسية، أو في الاتجاه الآخر. وقد يُدفع التشكيل التعبوي في النسق الثاني، أو ضمن احتياطيات القيادة العامة. ويمكن أن يتكون تشكيل العملية الدفاعية التعبوية من الآتي:

(1) نسقان.

(2) نسقان، واحتياطي الأسلحة المشتركة.

(3) نسق واحد، واحتياطي أسلحة مشتركة.

مع دفع مفارز نطاق أمن أمام النطاق الدفاعي الرئيسي "الأول"، تتكون من وحدات فرعية من المشاة الميكانيكي/ المدرعة المدعمة والمدفوعة، من تشكيلات النسق الثاني/ الاحتياطي، في مهمة إعاقة تقدم قوات العدو، وإجباره على الفتح المبكر، مع الارتداد المنظم والعودة إلى تشكيلاتها الأصلية.

ب. يتخذ القائد قراره بتشكيل العملية الدفاعية للجيش، بناء على دراسته لطبيعة الأرض والقوات والوسائل المتيسرة، وتجميع العدو في المواجهة، وطبيعة أعماله المنتظرة، ومواجهة النطاق الدفاعي وعمقه، والهدف من العملية.

3. مهام النسق الأول التعبوي، في العملية الدفاعية

أ. يتكون النسق الأول من تشكيلات المشاة والمشاة الميكانيكية، حيث تدافع هذه التشكيلات عن النطاق الدفاعي الأول في مهمة صد هجوم العدو وهزيمته، والتمسك بالمناطق المحتلة، ومنع العدو من الاختراق إلى عمق الدفاعات. وفى حالة اختراقه، يجري تدميره بالهجوم المضاد. وإذا كانت القوات المخترقة أكبر من إمكانية النسق الأول، وتمكنت من الاختراق إلى عمق كبير، فتكون مهمة النسق الأول التمسك بالمواقع المحتلة، وتهيئة الظروف المناسبة لقوات النسق الثاني، لتدمير العدو بواسطة الضربات المضادة.

ب. يقع عبء تأمين الأجناب ونقط الاتصال، على تشكيلات النسق الأول، لمنع القوات المهاجمة المعادية من استغلال هذه الفواصل في إحداث اختراق يهدد العمق الدفاعي.

ج. تأمين ومعاونة تشكيلات النسق الثاني/ الاحتياطي أثناء تنفيذها للضربات المضادة.

د. تنظيم الدفاع بحذاء ساحل بواسطة تشكيلات الأنساق الأولى، المدعّمة بوسائل نيرانية مساندة، ووحدات معاونة تخصصية، مع إجراء التنسيق اللازم مع الوحدات والعناصر البحرية بالمنطقة، بهدف صد عمليات الإبرار البحري المعادي.

هـ. تأمين وحماية الأهداف والمناطق الحيوية، ومنع العدو من الاستيلاء عليها بتنظيم الدفاع بواسطة الأنساق الأولى، بأقل قدر من القوات على أحد الاتجاهات، لتحقيق التفوق في اتجاهات الهجوم الرئيسية للعدو.

و. نظراً لأن تشكيلات الأنساق الأولى تنفذ أصعب المهام وأعقدها، في العملية الدفاعية، وهي هزيمة القوات المعادية أمام الدفاعات الرئيسية، فهي تُدعم، عادة، بالحجم الأكبر من وسائل الدعم، حتى تتعاظم قدراتها النيرانية، وتتوافر لها الظروف المناسبة لتحقيق هذه المهام، وذلك في حالة تركيز الجهود الرئيسية في الأمام. أما في حالة تركيز الجهود في العمق، فإن النسق الثاني يُشَكَّل من الجزء الأكبر من القوات.

ز. تنظم تشكيلات النسق الأول للدِّفاعات في المناطق الجبلية، على أنساق متتالية وبعمق، نظراً لوعورة الأراضي الجبلية، وضيق مواجهتها الصالحة للدفاع، مع تقديم المعاونة النيرانية للمدفعية بصورة غير مركزية، وإنشاء أكثر من احتياطي مضاد للدبابات، ومفارز موانع متحركة.

4. مهام الأنساق الثانية والاحتياطيات، في العملية الدفاعية

أ. تُشكل قوات النسق الثاني/ الاحتياطي، أساساً لتوجيه الضربات المضادة لتدمير العدو المخترق، واستعادة الأوضاع الدفاعية. وهذه هي مهمته الأساسية؛ ثم التحول إلى الهجوم المضاد العام، إذا تطلب الموقف ذلك.

ب. أثناء إدارة العملية الدفاعية، وعدم القدرة على توجيه الضربة المضادة، فقد تكلف تشكيلات النسق الثاني/ الاحتياطي، أو جزء منه، باحتلال النطاق الدفاعي التعبوي، لتدمير العدو المخترق للدفاعات، وذلك لتهيئة أفضل الظروف للاحتياطيات الإستراتيجية، لتوجيه الضربات المضادة.

ج. قد يكلف جزء من قوات النسق الثاني، بتدمير قوات العدو المحمولة جواً، أو قوات الأبرار البحري، وذلك في العمق التعبوي.

د. قد تُكلف الأنساق الثانية بضربات تعاون، في نطاق جيش مجاور، طبقاً لقرار المستوى الأعلى.

هـ. تأمين النطاق الدفاعي للجيش والأهداف الحيوية، ضد تهديدات العدو.

و. توجيه ضربة مضادة ضد الأنساق الثانية والاحتياطيات، في العملية العميقة.

ز. تأمين الأجناب والمؤخرة، وحرمان العدو من الوصول إليهما.

ح. في حال اكتشاف نية العدو في شن الهجوم، يُنفذ ضربة مسبقة بنيران القوات الجوية والصواريخ أرض/ أرض، مع تخصيص تجميع مناسب من تشكيلات، أو وحدات مدرعة/ ميكانيكية، تخصص غالباً من قوات النسق الثاني، لشن عملية هجومية محدودة، تهدف إلى تأخير العدو، وكسب الوقت لتنظيم الدفاعات.

ط. أثناء الدفاع في المناطق الجبلية، تكون الأنساق الثانية والاحتياطيات على أكثر الاتجاهات أهمية، وقريبة من الطرق والممرات، لتحقيق سرعة في التحرك عند تنفيذ الهجمات المضادة.

ي. دفع عناصر من تشكيلات النسق الثاني/ الاحتياطي إلى الأمام، للعمل في مواقع متقدمة في نطاق الأمن، وتجهيز كمائن على الطرق المحتمل اقتراب العدو من طريقها.

ك. تنفيذ الضربة المضادة في الأراضي الجبلية بواسطة الأنساق الثانية/ الاحتياطيات، بعد نجاح قوات النسق الأول في إيقاف وحصر العدو المخترق حتى عمق قريب. ويمكن أن تنفذ الضربات المضادة في اتجاه واحد، أو على عدة اتجاهات منفصلة، طبقاً لطبيعة المنطقة الجبلية.

ل. يمكن أن تنفذ الضربات المضادة خارج الحد الأمامي للدفاعات، وبواسطة تشكيلات النسق الثاني/ الاحتياطي، وذلك من خلال إدارة معركة دفاعية ناجحة بالأنساق الأولى، بالتعاون مع الاحتياطيات المضادة للدبابات، والاستخدام المكثف للألغام، لإيقاف العدو أمام الدفاعات الرئيسية، وحرمانه من المناورة، بهدف توجيه ضربة مضادة قوية لهزيمته، ثم التحول للهجوم.

5. أسلوب تنفيذ الضربات المضادة بواسطة تشكيلات النسق الثاني/ الاحتياطي

أ. مفهوم الضربة المضادة

هي إجراء تعبوي/ إستراتيجي لحسم العملية الدفاعية، لصالح القوات المدافعة. وتهدف إلى توجيه ضربة انتقامية بواسطة الأنساق الثانية/ احتياطيات الأسلحة المشتركة، لتدمير التجميعات الرئيسية المعادية، ومنعها من مواصلة الاختراق، خلال العمق التعبوي/ الإستراتيجي، واستعادة اتزان الأوضاع الدفاعية، وتحقيق الهدف النهائي للدفاع، إما باستعادة الأوضاع الدفاعية إلى ما كانت عليه، أو التحول إلى الهجوم المضاد العام.

ب. شروط ومتطلبات توجيه الضربات المضادة بواسطة الأنساق الثانية والاحتياطيات

(1) الدقة في تقدير الموقف، وذلك بالدراسة العميقة لقوات العدو وأعماله المنتظرة، مع حساب قدرات النسق الثاني/ الاحتياطي، على تنفيذ الضربة المضادة.

(2) دراسة الأرض مع الاختيار السليم لخطوط القيام بالضربات المضادة.

(3) تحقيق التفوق اللازم للقوات المنفّذة للضربة المضادة، مع حصر العدو وتثبيته داخل ثغرة الاختراق.

(4) حرمان احتياطيات العدو من التدخل في معركة الضربة المضادة، بعرقلتها باستخدام كافة وسائل النيران المتيسرة، في التوقيت المناسب.

(5) اتخاذ قرار شن الضربة المضادة بحيث تحقق المفاجأة على قوات العدو، وهذا يتطلب تواجد النسق الثاني للجيش في أوضاع مناسبة تسمح باستخدامه في التوقيت المناسب مع ضمان التقدم لخطوط الدفع وتوجيه الضربات على أجناب ومؤخرة العدو.

(6) تنظيم التعاون الدقيق بين قوات الضربة وتشكيلات النسق الأول المدافعة القائمة بتأمين الدفع.

(7) حشد الجهود الرئيسية لأعمال القتال، للتشكيلات والوحدات والأفرع الرئيسية، في اتجاه هجوم قوات الضربة، مع ضمان توفر احتياطات أخرى تستخدم لصالح الضربة، في حالة التغييرات الحادة وغير المتوقعة من العدو.

(8) تنفيذ إجراءات التأمين الشامل، لقوات الضربة المضادة.

(9) تحقيق السيطرة الحازمة، على القوات القائمة بالضربة المضادة، وذلك أثناء التحرك والفتح وخلال تنفيذ الضربة.

ج. أبعاد الضربة المضادة

تتوقف أبعاد الضربة على الهدف منها، وكذا حجم القوات القائمة بتنفيذها، وحجم قوات العدو في ثغرة الاختراق.

(1) اتساع نطاق الضربة المضادة

يتوقف اتساع نطاق الضربة على القوة القتالية، للقوات المشتركة في تنفيذها، ولا تحدد حدود خارجية لأجناب القوات القائمة بالضربة، ولكن تحدد حدود بين القوات المشتركة في التنفيذ، ويجب أن يسمح نطاق الضربة بالآتي:

(أ) إمكانية إدارة الضربة في عدة اتجاهات.

(ب) إمكانية المناورة بالقوات والوسائل، أثناء إدارة الضربة.

(ج) سهولة أعمال القيادة والسيطرة والمعاونة، لقوات الضربة.

(2) قطاع الاختراق للضربة

المبدأ العام هو توجيه الضربات المضادة، في الأجناب والفواصل والنقاط الضعيفة للعدو؛ ولكن عندما تكون أجناب العدو مؤمنة بقوة، أو أن طبيعة الأرض تعوق المناورة على الأجناب، في هذه الحالة توجه ضربة مضادة بالمواجهة، واختراق العدو في قطاعات تحقق سرعة الوصول إلى مؤخرته، ثم توجيه الضربة ضد التجميع الرئيسي للعدو من الخلف.

(3) مهام القوات القائمة بالضربة

تخصص مهام القوات المنفذة للضربة المضادة، طبقاً للموقف؛ وعادة تخصص لهذه القوات "مهمة مباشرة ومهمة تالية"، أو "مهمة مباشرة واتجاه هجومي تالي":

(أ) المهمة المباشرة: هي التي يجري فيها هزيمة العدو وتدميره في اتجاه الضربة، خاصة الأنساق الأولى لفصلها عن الاحتياطيات، والاستيلاء على خط القتال التالي لحصار واستكمال هزيمة العدو المخترق وتدميره.

(ب) المهمة التالية: استغلال نجاح الضربة المضادة وتطويرها، لتدمير تجميع العدو واستعادة توازن الدفاع، بالاشتراك مع تشكيلات النسق الأول.

د. أشكال الضربات المضادة

يتوقف أشكال واتجاهات الضربات المضادة، بواسطة تشكيلات النسق الثاني/ احتياطيات القيادة العامة، على ظروف الموقف أثناء التنفيذ، خاصة موقف تشكيلات ووحدات النسق الأول الإستراتيجي، وكذا حجم تجميعات العدو المخترقة، وطبيعة الأرض في اتجاه تنفيذ الضربة. وقد تنفذ الضربة بأحد الأشكال الآتية:

(1) ضربة مضادة من اتجاه واحد، موجهة على أحد أجناب ثغرة الاختراق: (اُنظر شكل ضربة مضادة في اتجاه واحد)

ينفذ هذا النوع من الضربات إذا كانت طبيعة الأرض تسمح بفتح قوات الضربة بالكامل على أجناب العدو، مع تحقيق التفوق في القوات والوسائل على العدو. كما أن تحقيق هذا الشكل من المناورة يعنى، تجميع قوة ضاربة قادرة على أحداث قوة صدمة شديدة، موجهة إلى مركز ثقل العدو، لإفقاده التوازن، على أن تتولى الأنساق الأولى تثبيت قوات العدو وحصرها داخل ثغرة الاختراق، بجانب عزلها عن احتمالات تدخل احتياطيات جديدة لنجدتها، مع الاستخدام المكثف لكافة أنواع الاحتياطيات المضادة للدبابات، بما فيها الاحتياطي المضاد للدبابات الطائر، مع إمكانية التخطيط بشن هجمات ثانوية لتشتيت قواته.

(2) ضربة مضادة من اتجاهين، "ضربتان متلاقيتان" موجهة إلى عمق ثغرة الاختراق (اُنظر شكل ضربة مضادة في اتجاهين)

ينفّذ هذا النوع من الضربات، إذا كانت طبيعة الأرض في منطقة تنفيذ الضربة تسمح بفتح قوات الضربة في الاتجاهين حيث تتطلب تنفيذ هذه الضربة معاونة نيرا نية كبيرة خاصة من المدفعية والقوات الجوية، لتأمين أعمال قتال القوات على كلا الاتجاهين، مع ضرورة تحقق عنصر السيطرة الحازمة، لتنفيذ هذه الضربة. ويؤدي هذا الشكل من الضربات إلى تحقيق الاحتواء، ثم التدمير بحيث لا يُعطي فرصة للقوات المعادية من التخلص والارتداد؛ ويحقق ذلك مزايا كبيرة، أهمها: سرعة الالتفاف والتطويق والذي يؤدي إلى عزل العدو وتدميره، دون أن تتمكن القوات الاحتياطية المعادية، من التدخل في المعركة.

(3) ضربة مضادة أمامية بمواجهة ثغرة الاختراق: (اُنظر شكل ضربة مضادة أمامية)

يُنفّذ هذا النوع من الضربات، بمواجهة ثغرة الاختراق، إذا كانت أضعف مناطقها في المنتصف، أو في حالة تكبيد العدو داخل الثغرة خسائر كبيرة، أدت إلى إضعافه، إضافة إلى عدم القدرة على دعمه. وهذا الشكل من الضربات تلجأ إليه القوات إذا كانت طبيعة الأرض تسمح بذلك، مع عدم القدرة على تنفيذ الضربات من الأجناب. كما قد تكون أوضاع العدو على مواجهة واسعة، لا تسمح بالالتفاف على أحد الأجناب؛ وفى هذه الحالة يكون تخطيط الضربة بهدف الاختراق، في قطاع ضيق، بما يحقق سرعة النفاذ للعمق، ثم العمل على سرعة الاندفاع لتدمير الأنساق الثانية الاحتياطيات.

هـ. خطوط الدفع للاشتباك

يجب أن يتسع خط الدّفع للاشتباك لقوة الضربة، على مواقع دفاعية محتلة ومؤمنة، وأمامها أرض مفتوحة ومسيطرة على قوات العدو، داخل ثغرة الاختراق؛ على أن يتسع خط الدفع لفتح قوة الضربة عليه، كما يحدد لقوة الضربة عدة اتجاهات لتوجيه الضربات المضادة، وتكون أكثر الاتجاهات احتمالاً هي الاتجاهات المنتظر أن يركز العدو مجهوده الرئيسي منها، ويخصص لكل اتجاه خط دفع رئيسي، وآخر احتياطي، بينهما مسافة مناسبة.

و. تشكيل العملية لقوة الضربة

يتكون تشكيل العملية للقوات القائمة بالضربة، من نسق واحد واحتياطي أسلحة مشتركة؛ أو من نسقين بالإضافة إلى مجموعات المدفعية واحتياطيات مضادة للدبابات، ووحدات الدفاع الجوى ومفارز موانع متحركة، وقوة إبرار جوي، وقوات خاصة لديها وحدات معاونة، حيث تتخذ قوة الضربة تشكيل العملية في نسق واحد واحتياط، في حالة احتلال العدو داخل ثغرة الاختراق لدفاعات غير مجهزة، وعدم وجود احتياطيات قوية في الخلف؛ وكذا عدم وجود عمق للعدو في ثغرة الاختراق. أما تشكيل العملية في نسقين، فيُتخذ في حالة توفر الوقت لقوات العدو، لتجهيز الدفاعات ووجود احتياطيات في الخلف، مع زيادة عمق دفاعات العدو داخل ثغرة الاختراق. وفى ظروف المعركة الحديثة، قد يكون تشكيل العملية من نسقين واحتياطي، بما يعطى ظروفاً أفضل لتنفيذ الضربة المضادة، على كامل عمق قوات العدو المخترقة.

وطبقاً لظروف العملية، قد يخطط القائد لتنفيذ ضربات مضادة ثانوية أو خداعية، إلى جانب التخطيط للضربات المضادة الرئيسية. وهذا يتوقف على مدى إمكانية تحقيق تجميع قوى للنسق الثاني والاحتياطي، مع الوضع في الاعتبار إمكانية تغيير اتجاه الضربة المضادة الرئيسية، من اتجاه لآخر، بما يحقق القدرة على المناورة بالقوات والوسائل.

6. فكرة العملية العميقة في الدفاع

أ. يهدف الدفاع في العملية العميقة إلى قتال العدو المهاجم، لكل عمق تشكيل العملية (أنساقه الأولى، وأنساقه الثانية، واحتياطياته) في توقيت متزامن، وتعاون وثيق، لتهيئة أنسب الظروف لقوات النسق الأول المدافعة، للتمسك بالأرض ومنع العدو من اختراق الحد الأمامي للدفاعات، وانتزاع المبادأة من العدو، وحرمانه من المناورة بالأنساق الثانية/ الاحتياطيات، مع تأمين عمق تشكيل العملية.

ب. تُعد المهمة الرئيسية للدفاع في العملية العميقة، هي استخدام الأنساق الثانية/ الاحتياطيات، في توجيه ضربة قوية ضد النسق الثاني/ الاحتياطي المعادي المهاجم، أمام الحد الأمامي للدفاعات، في توقيت متزامن مع بدء اتصال أنساقه الأولى، بقوات النسق الأول المدافعة، بهدف عزل قوات النسق الثاني/ الاحتياطي المعادية، عن معركة النسق الأول.

ج. يجب أن يكون التخطيط ثلاثي الأبعاد، ضد النسقين الأول والثاني للعدو، مع تأمين عمق تشكيل العملية للقوات المدافعة.

7. مهام الأنساق في تنفيذ العملية العميقة في الدفاع: (اُنظر شكل مهام الأنساق)

أ. معركة الأنساق الأولى المدافعة ضد تشكيلات النسق الأول المعادي، التي يجري فيها صد هجوم العدو، أمام الحد الأمامي للدفاعات.

ب. معركة الأنساق الثانية والاحتياطيات، وهي العنصر الرئيسي للعملية العميقة، حيث تركز على دفع الأنساق الثانية، من خلال الفواصل والأجناب، للوصول إلى عمق تشكيل العدو المهاجم، وقتال أنساقه الثانية والاحتياطيات وتدميرها، أو عزلها، عن الدخول في معركة النسق الأول.

ج. تأمين أعمال المؤخرة ضد التهديدات، التي توجه إلى مؤخرة القوات المدافعة بواسطة الاحتياطيات "معركة المؤخرة".

8. التخلص من العملية والارتداد

أ. يُعد التخلص من العملية والارتداد، أحد الأشكال الاضطرارية لأعمال القتال، التي تنشأ أثناء سير العملية الدفاعية، عندما تصبح القوات المدافعة في موقف غير مناسب بشكل حاد، تضطر معه إلى الانسحاب بصفة مؤقتة.

ب. يتوقف وقت ونظام التخلص من العملية والارتداد، على ظروف الموقف، وبوجه خاص على طبيعة أعمال العدو.

ج. يكون ارتداد القوات وفقاً للأسبقية الآتية: الوحدات الإدارية والفنية، التي لا تؤمّن انسحاب القوات، الأنساق الثانية والاحتياطيات، التشكيلات والوحدات غير المشتبكة مع العدو، وحدات الصواريخ والمدفعية، وأخيراً وحدات النسق الأول.

د. في حالة انسحاب التشكيل التعبوي، تبدأ القوة الرئيسية له بالارتداد تحت ستر المؤخرة، التي تبدأ في التخلص والارتداد، بعد انسحاب القوة الرئيسية.

هـ. يُفضل أن يكون التخلص من المعركة والارتداد في آخر ضوء، بحيث تسمح للقوات المرتدة من التخلص من العملية، إلى المنطقة المعينة، تحت ستر أحوال الرؤية الضعيفة، أو ليلاً.

و. يؤمن عملية ارتداد الوحدات المنسحبة نيران المدفعية وضربات القوات الجوية ضد تجميعات العدو الأكثر تهديداً لعملية الانسحاب.