إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / مهام الأنساق والاحتياطيات





مهام الأنساق
الهجوم بالدفع المتتالي
الاحتياطيات البريطانية توجيه الضربات المضادة
التقدم إلى المؤخرة
استخدام الأنساق الأولى والاحتياطي الإستراتيجي
تثبيت النسق الأول وتدمير الثاني
تدمير النسق الأول وتدمير الثاني
ضربات أمامية في اتجاه واحد أو اتجاهين
ضربة مضادة أمامية
ضربة مضادة في اتجاه واحد
ضربة مضادة في اتجاهين
ضربة بغرض تدمير التجمع
ضربتين في اتجاهين متلاقيين

الدفع المتتالي
الفرقة 16 مشاة
تنفيذ الهجوم المضاد العام
تنفيذ ضربتين متلاقيتين
تطوير الهجوم
صد الهجمات المضادة



المبحث الثالث

المبحث الثالث

تطبيقات استخدام الأنساق والاحتياطيات، في بعض الحروب السابقة

يُعد التاريخ العسكري جزءاً أساسياً من العلم العسكري، ويهدف إلى تحديد القواعد القياسية العامة، التي واكبت الحروب والحملات والعمليات الحربية، خلال حقبة من الزمن. فعلى الرغم من انقضاء أكثر من نصف قرن، على نهاية العمليات الحربية في شمال أفريقيا، خلال الحرب العالمية الثانية، واندثار أكثر الأسلحة والمعدات، التي استخدمت في تلك الحرب، والتطور الذي حدث على الفكر العسكري وأساليب استخدام القوات، إلّا أن المبادئ العامة للحرب مازالت قائمة وصحيحة، وإن كان من المحتم تطوير أساليب تطبيقها. ومن خلال استعراض معارك شمال أفريقيا، التي حدثت في مسرح عمليات صحراوي، برزت أهمية الأنساق الأولى ودورها، مع الاحتفاظ بأنساق ثانية واحتياطيات قوية لطرفي الصراع كليهما، في حسم المعارك وانتزاع المبادأة من الخصم، والتفوق عليه وتحقيق النصر.

كما اتضح جلياً أن النصر، حليف القوات التي تعتنق نظرية الاقتراب غير المباشر، وذلك بقيام القوات المدرعة السريعة الحركة، بالالتفاف الإستراتيجي العميق على مواقع العدو، في مناطق لا يتوقعها، وضربه في أضعف مواقعه وليس أقواها، وتحطيمه بأقل خسائر بشرية واقتصادية ممكنة.

وظهر من خلال خبرة الحروب السابقة، أن الدفاعات الثابتة والخطوط الدفاعية، مهما كانت محصنة، يمكن اختراقها أو الالتفاف حولها، ثم اقتحامها وتدميرها؛ وخير مثال على ذلك خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية، وخط بارليف في حرب أكتوبر 1973.

كما أثبتت المعارك، التي دارت على مسارح عمليات مختلفة، واشتركت فيها جيوش ذات عقائد عسكرية مختلفة، أن الفكر العسكري الغربي والشرقي اتفقا على ضرورة الاعتماد على السرعة، وتحقيق الصدمة والمفاجأة، وحشد أكبر قوة ممكنة في مواجهة أكثر النقاط ضعفاً، في مواقع العدو. وهذا هو مبدأ "صن تزو" Sun Tzu، الذي يقضي باستخدام الصخر في تكسير البيض، والتنسيق والتعاون بين القوات، والمحافظة على معدل عالٍ للعمليات القتالية.

أولاً: معركة الغزالة مايو 1942

استخدام النسق الأول والاحتياطيات الإستراتيجية لقوات المحور في تنفيذ العملية العميقة ضد قوات المحور

1. الهدف من العملية

إدارة عملية هجومية إستراتيجية لقوات المحور، وذلك بتطويق قوات الحلفاء وتدميرها في العمق، ثم التقدم شرقاً والاستيلاء على طبرق، ومتابعة التقدم في اتجاه المهمة النهائية.

2. القوات المتضادة (جدول القوات المضادة في معركة الغزالة) 

3. تشكيل العملية

أ. قوات المحور "المهاجمة"

(1) في النسق الأول: الفيلق 21، 10 الإيطالي.

(2) في الاحتياطي الإستراتيجي: الفيلق الأفريقي، الفيلق 20 الإيطالي.

ب. قوات الحلفاء "المدافعة"

(1) نسق أول: يمين الفيلق 13.

(2) نسق أول: يسار الفيلق 30.

(3) الاحتياط: الفرقة الخامسة هندي، إضافة إلى بعض التشكيلات والوحدات المتمركزة في الخلف.

4. سير العمليات

أ. الخطة الهجومية لقوات المحور (اُنظر شكل استخدام الأنساق الأولي والاحتياطي الاستراتيجي )

(1) شنت تشكيلات النسق الأول الإستراتيجي لقوات المحور، هجوماً تثبيتياً ضد النسق الأول لقوات الحلفاء في اليمين، بعد تمهيد نيراني بالمدفعية والقوات الجوية، لخداع الجانب الآخر عن اتجاه الهجوم الرئيسي.

(2) دُفع الاحتياطي الإستراتيجي، الذي يمثل "القوة الضاربة الرئيسية" بالاختراق العميق على الجانب الأيسر لدفاعات الغزالة/ بير حكيم، في مهمة تدمير الأنساق الثانية والاحتياطيات المدرعة لقوات الحلفاء، وذلك في توقيت متزامن مع معارك النسق الأول.

(3) استمرار التقدم ومتابعة الهجوم شرقاً بالاحتياطي الإستراتيجي لقوات المحور، مما أدى إلى انسحاب القوات البريطانية من خط الغزالة، وسقوط دفاعات جسر الفرسان، وانتقال العمليات إلى منطقة طبرق.

ب. الخطة الدفاعية لقوات الحلفاء (اُنظر شكل الاحتياطيات البريطانية توجه الضربات المضادة)

(1) اتخذت تشكيلات النسق الأول الإستراتيجي الدفاعات في نسق واحد "الغزالة/ بير حكيم"، وعدم الاحتفاظ بعمق دفاعي قوي، مع وجود قوات ضعيفة في اتجاه بير حكيم، أدى إلى سرعة اختراق قوات المحور لهذه الدفاعات وتطويقها، من الجنوب إلى الشمال.

(2) شنت الاحتياطيات لقوات الحلفاء الهجمات والضربات المضادة، لتدمير القوات المخترقة لقوات المحور، وتصفية ثغرة الاختراق؛ ولكن نتيجة لتفتيت الاحتياطيات واستخدامها مجزأة، أدى إلى عدم نجاحها وفشلها في تحقيق مهامها، واضطرارها إلى الانسحاب إلى طبرق.

ثانياً: معركة ستالينجراد نوفمبر 1942

استخدام النسق الأول الإستراتيجي للقوات السوفيتية، في تنفيذ الضربات الرئيسية ضد القوات الألمانية

1. الهدف من العملية

إدارة عملية هجومية إستراتيجية، تستهدف تدمير القوات الألمانية في مدينة ستالينجراد، ثم استعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، والتحول للهجوم المضاد العام.

2. القوات المتضادة

أ. القوات السوفيتية

تشكلت في ثلاث جبهات:

(1) الجبهة الجنوبية الغربية: وتتكون من "جيش الدبابات الخامس ـ الجيش 21".

(2) جبهة الدون: وتتكون من الجيوش "65 ـ 24 ـ 66".

(3) جبهة ستالينجراد: وتتكون من الجيوش "57 ـ 51 ـ64".

ب. القوات الألمانية

تتكون من الجيش السادس والجيش الرابع بانزر، والجيشان الثالث والرابع الروماني.

3. تشكيل العملية

القوات السوفيتية "المهاجمة"

أ. نسق أول: الجبهات الثلاث.

ب. الاحتياط: التشكيلات المدرعة/ الميكانيكية، في الجبهات الثلاث.

4. سير العمليات

أ. الخطة الهجومية للقوات السوفيتية:

(1) تنفيذ تشكيلات النسق الأول السوفيتية، في كل من الجبهة الجنوبية الغربية وجبهة ستالينجراد، ضربتين في اتجاهين متلاقيين، لتدمير القوات الألمانية والسيطرة على مسرح العمليات. (اُنظر خريطة تنفيذ ضربتين متلاقيتين). 

(2) استكمال الهجوم بواسطة الفيالق المدرعة، لتشكيلات النسق الأول للقوات السوفيتية، لإحكام تطويق الجيش السادس والجيش الرابع البانزر من الجنوب، مما أدى إلى تدمير القوات الألمانية. (اُنظر خريطة تنفيذ الهجوم المضاد العام). 

(3) تطوير تشكيلات الأنساق الأولى والاحتياطيات الإستراتيجية للقوات السوفيتية الهجوم، على امتداد الجبهات بالكامل في مسرح العمليات، أدى إلى تدمير القوات الألمانية في ستالينجراد، واستسلامهم للقوات السوفيتية. (اُنظر خريطة تطوير الهجوم). 

ب. الخطة الدفاعية للقوات الألمانية

(1) ضُعف تشكيلات النسق الأول المدافعة عن جبهة ستالينجراد، وعدم تمركز تشكيلات مدرعة قوية في العمق الدفاعي، ساعد القوات السوفيتية على سرعة الاختراق، وتطوير الهجوم.

(2) توجيه تشكيلات النسق الأول للجيش الرابع بانزر الألماني الضربات المضادة، لتخفيف الحصار عن مدينة ستالينجراد؛ ولكن الضربات فشلت نتيجة عدم استخدامها في حشود كبيرة، وكذا للمقاومة العنيفة للقوات السوفيتية.

ثالثاً: معركة أكتوبر 1973

1. المرحلة الأولى: إنشاء رؤوس الكباري للقوات المصرية شرق القناة:

استخدام الأنساق الأولى للقوات المصرية، في صد الهجمات والضربات المضادة الإسرائيلية (اُنظر خريطة الفرقة 16 مشاة) و (خريطة صد الهجمات المضادة)  

أ. الهدف من المعركة

صد وتدمير الهجمات المضادة الإسرائيلية، ومنعها من اختراق الأنساق الأولى لرؤوس الكباري، ثم تطوير الهجوم في عمق سيناء.

ب. القوات المتضادة

(1) القوات المصرية: الفرقة 16 مشاة + اللواء 14 مدرع الملحق من الفرقة 21 المدرعة.

(2) القوات الإسرائيلية: اللواء 600 المدرع.

ج. تشكيل المعركة

(1) الفرقة 16 مشاة المصرية "المدافعة" في نسقين

(أ) نسق أول: ثلاثة ألوية مشاة.

(ب) نسق ثاني: اللواء 14 مدرع.

(2) اللواء 600 المدرع الإسرائيلي "المهاجم"

(أ) نسق أول: كتيبتا دبابات.

(ب) الاحتياط: كتيبة دبابات.

د. سير العمليات

(1) الخطة الدفاعية "للقوات المصرية"

(أ) استخدام الأنساق الأولى في صد الهجمات المضادة الإسرائيلية، والتمسك برؤوس الكباري شرق القناة، وإحداث أكبر خسائر ممكنة بالقوات المهاجمة.

(ب) تنفيذ نسق ثاني الفرقة الهجوم المضاد، ضد العدو المخترق، في منطقة الطالية، وتدميره، وإجباره على الارتداد شرقاً، واستعادة الأوضاع الدفاعية، إلى ما كانت عليه في رؤوس الكباري.

(2) الخطة الهجومية "للقوات الإسرائيلية"

(أ) شن وحدات النسق الأول المدرعة الإسرائيلية الهجمات المضادة، ضد وحدات النسق الأول للفرقة 16 مشاة المصرية، في مهمة تثبيتها ومنعها من تطوير الهجوم شرقاً.

(ب) أدى استخدام الأنساق الأولى والاحتياطي في توجيه الهجمات المضادة في اتجاهات متفرقة، بدلاً من تحقيق الحشد في الاختراق في اتجاه واحد، وإلى فشل الهجمات المدرعة الإسرائيلية.

2. المرحلة الثانية: عملية ثغرة الدفرسوار بواسطة القوات الإسرائيلية

استخدام الاحتياطيات الإسرائيلية في الهجوم بالدفع المتتالي، لاختراق الدفاعات الضعيفة، وإحداث ثغرة اختراق (اُنظر خريطة الدفع المتتالي)

أ. الهدف من المعركة

إحداث ثغرة اختراق في جدار الصواريخ "سام" المضادة للطائرات، الذي أقامته القوات المصرية على طول الضفة الغربية لقناة السويس، لإتاحة حرية العمل للطيران الإسرائيلي في مساندة القوات المدرعة، في الالتفاف حول مؤخرة الجيشين الثاني والثالث.

ب. القوات المتضادة

(1) القوات الإسرائيلية "المهاجمة"

أربع مجموعات عمليات، مكونة من 12 لواء مدرع + لواءين مشاة ميكانيكي + لواء مظلات.

(2) القوات المصرية "الدفاعية"

قوات محدودة وبأحجام صغيرة، تمثل المؤخرات والعناصر الإدارية.

ج. تشكيل العملية

القوات الإسرائيلية "المهاجمة"

(1) نسق أول: مجموعتا عمليات.

(2) نسق ثاني: مجموعتا عمليات.

د. سير العمليات

(1) الخطة الهجومية "للقوات الإسرائيلية":

(أ) شنت تشكيلات النسق الأول هجوماً تثبيتياً، ضد قوات الجيشين الثاني والثالث، في رؤوس الكباري شرق القناة، لحرمانهم من التدخل في العملية.

(ب) استخدام قوات الاحتياطي لاختراق دفاعات الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني، من الفاصل بين الجيشين، بأسلوب الدفع المتتالي لإحداث ثغرة الاختراق؛ لتدمير القوات المصرية غرب القناة.

(2) الخطة الدفاعية "للقوات المصرية"

(أ) تعديل تشكيلات الأنساق الأولى في رؤوس الكباري أوضاعها الدفاعية، بهدف حصر العدو وتدميره، في ثغرة الاختراق.

(ب) دفع لواءات مدرعة من النسق الثاني والاحتياطي للتشكيلات التعبوية، لشن الهجمات المضادة، لتصفية القوات الإسرائيلية داخل ثغرة الاختراق.

رابعاُ: حرب الخليج الثانية "عملية عاصفة الصحراء"

    استخدام الأنساق الأولى والاحتياطيات لقوات التحالف، لتدمير الأنساق الأولى والاحتياطيات العراقية

1. الهدف من العملية

إدارة عملية هجومية إستراتيجية بواسطة قوات التحالف، تستهدف تدمير القوات العراقية وتحرير دولة الكويت.

2. القوات المتضادة

أ. قوات التحالف

(1) ثلاثة فيالق أمريكية: الفيلق الثامن عشر المحمول جواً، والفيلق السابع، وفيلق مشاة البحرية.

(2) فرقة مدرعة بريطانية.

(3) فرقة فرنسية خفيفية.

(4) قوات المنطقة الشرقية: لواءات من الدول: المملكة العربية السعودية وقطر وعمان والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة.

(5) قوات المنطقة الشمالية: الفيلق المصري وفرقة سورية ولواءات سعودية ولواء كويتي.

ب. القوات العراقية

تتكون من 43 فرقة.

3. تشكيل العملية

أ. قوات التحالف: في نسق واحد واحتياطي إستراتيجي

(1) نسق أول يمين: قوات المنطقة الشرقية.

(2) في المنتصف: مشاة البحرية الأمريكية.

(3) نسق أول يسار: قوات المنطقة الشمالية.

(4) في الاحتياط: فيلقان أمريكيان ومعهم الفرقة البريطانية والفرنسية.

ب. القوات العراقية: في نسق واحد واحتياطي إستراتيجي

(1) في النسق الأول: فرق المشاة والمشاة الميكانيكي.

(2) في الاحتياط: تشكيلات قوات الحرس الجمهوري.

4. سير العمليات (اُنظر خريطة العملية الهجومية باستخدام فيلقين):

أ. الخطة الهجومية لقوات التحالف:

(1) استخدام تشكيلات الأنساق الأولى للمنطقتين الشرقية والشمالية، في خداع القوات العراقية بأن الهجوم الرئيسي سيتم من اتجاه الشرق، بينما المنتظر تنفيذه من أقصى الغرب.

(2) نجح النسق الأول لقوات المنطقتين الشرقية والشمالية، من الهجوم المساند في أقصى الشرق، بهدف اختراق الدفاعات الحصينة وتدمير القوات العراقية، ومنع انسحابها، كمهمة مباشرة، ثم متابعة الهجوم وتحرير مدينة الكويت، كمهمة نهائية.

(3) تطويق الاحتياطي الإستراتيجي لقوات التحالف، المشكل فيلقين أمريكي، والمتمركز في الغرب من مسرح العمليات، التجميع الرئيسي للقوات العراقية من الجانب الأيسر، بهدف تدمير قوات الحرس الجمهوري.

ب. الخطة الدفاعية للقوات العراقية

(1) احتلال تشكيلات النسق الأول للقوات العراقية للدفاعات على مواجهات واسعة، وافتقار هذه الدفاعات إلى العمق، أدى إلى سرعة اختراق هذه الدفاعات، وتكبيد القوات العراقية خسائر جسيمة.

(2) فشلت الأنساق الثانية والاحتياطيات العراقية في مواجهة قوات التحالف، التي وصلت إلى أجناب ومؤخرة القوات العراقية، واضطرت إلى الارتداد داخل الأراضي العراقية.

(3) ارتداد الأنساق الأولى والاحتياطيات للقوات العراقية بشكل غير منظم، أدى إلى زيادة الخسائر وفقد السيطرة على هذه القوات.