إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / المملكة العربية السعودية بعد الملك عبدالعزيز









الفصل الأول

ملحق

توسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة، وترميم بناء الكعبة المشرفة، و توسعة المسجد النبوي الشريف

في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز

 

توسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة

في عام 1403، أمر الملك فهد بن عبدالعزيز بنزع ملكيات عقارات السوق الصغير، الواقعة غرب المسجد الحرام، تهيئة للتوسعة الكبرى للمسجد الحرام، التي أمر بها، فتم تعويض أصحابها بمبالغ مرضية، وتهيئة مساحة 31 ألف متر مربع ساحات للصلاة. وكان سطح التوسعة السعودية الأولى غير مهيأ للصلاة، لما فيه من مجمعات كهربائية ونحوها، فأمر بتبليطه بالرخام البارد المقاوم للحرارة، في عام 1406. وكانت مساحته 61 ألف متر مربع، ويتسع لتسعين ألف مصل، وأمر بإنشاء خمسة سلالم كهربائية، محيطة بالمسجد الحرام؛ لتسهيل الصعود والنزول إلى السطح والطابق الأول. كما تم بناء خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول، والخروج منه، من جهة شمال المسجد الحرام.

ثم وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حجر الأساس، للتوسعة في 2 صفر عام 1409 وكان يتابع جميع الأعمال بتفاصيلها.

وبلغت مساحة توسعة الملك فهد للمسجد الحرام، 116 ألف متر مربع، لكي تصبح المساحة الكلية للمسجد 309 آلاف متر مربع. وبلغت تكاليف التوسعة 6800 مليون ريال، بما فيها تكلفة نزع ملكية العقارات، ويضاف إليها 10000 مليون ريال، أنفقتها وزارة المواصلات في المشروعات، التي نفذتها في المشاعر المقدسة، وفي داخل مكة المكرمة، والطرق المؤدية إليها.

ويتألف مبنى توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام، من طابق الأقبية (البدروم) السفلي، والطابق الأرضي والطابق الأول، وقد صُمم المبنى وتم بناؤه، على أساس تكييف شامل كامل. وقد عمل له محطة للتبريد في أجياد. وروعي، في الأقبية، تركيب جميع الأمور الضرورية، من تمديدات وقنوات، وعمل فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة لامتصاص الهواء الساخن، وفتحات في أعلى الأعمدة المربعة، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها، من المحطة المركزية للتكييف في أجياد. ومبنى التوسعة منسجم، تماماً، في شكله العام، مع مبنى التوسعة الأولى، وقد كسيت الأعمدة بالرخام الأبيض الناصع، كما كسيت أرضها بالرخام الأبيض. وأما الجدران فكسيت من الخارج بالرخام الأسود المموج والحجر الصناعي، وكذلك من الداخل، مع تزيينها بزخارف إسلامية جميلة. ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد 530 عموداً دائرياً ومربعاً.

وجعل، في هذه التوسعة، أربعة عشر باباً، فبذلك صارت أبواب المسجد الحرام 95 باباً، بعضها يشتمل على ثلاث أو أربع فتحات، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب، وكسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية، والنوافذ والشبابيك من الألومنيوم الأصفر المخروط، ومعدن مصقول بحليات نحاسية.

وقد أضيف، لهذه التوسعة، مبنيان للسلالم الكهربائية، في شماله وجنوبه، وسلّمان داخليان، وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام.

كما أُحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام، وهيئت للصلاة، ولا سيما في أوقات الزحام، بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة، وإنارتها وفرشها، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات 88 ألف متر مربع.

ومما تم في المسجد الحرام، توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول؛ تسهيلاً للساعين، وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا.

وتم، أيضاً، هدم بعض المباني حول منطقة المروة وإزالتها، وحصل تغيير كبير بالطابق الأرضي، والأول فيها، لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع، حتى صارت مساحة المنطقة 375 متراً مربعاً، بدلاً من المساحة السابقة، وهي 245 متراً مربعاً.

وحصلت، أيضاً، توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وأحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي، والأول للدخول والخروج من جهة المروة.

كما تم إنشاء جسر الراقوبة، الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة، من جهة المروة، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام.

ويبلغ طول الجسر 72 متراً و50 سنتيمتراً، ويراوح عرضه، من عشرة أمتار ونصف، إلى أحد عشر متراً ونصف المتر، وتم تنفيذه وفق أحدث التصاميم الإنشائية، وبما يتناسق مع الشكل الخارجي للمسجد الحرام.

وتم، أيضاً، توسعة الممر الملاصق للمسعى، الذي يستعمل للطواف بالطابق الأول، في أوقات الزحام، من منطقة الصفا، إلى ما يقابل منتصف المسعى، حيث تمت توسعته، فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتي متراً، ويبلغ طوله سبعين متراً.

وجدد، في 22 شوال عام 1418، غطاء مقام إبراهيم عليه السلام، من النحاس المغطى بشرائح الذهب، والكريستال والزجاج المزخرف، وتم وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر، على مقام إبراهيم عليه السلام، وشكله مثل القبة نصف الكرة، ووزنه 1.750 كجم، وارتفاعه 1.3، وقطره من الأسفل 40سم، وسمكه 20 سم من كل الجهات وقطره من الخارج من أسفل 80 سم، ومحيط دائرته من أسفله 2.51.

 

ترميم بناء الكعبة المشرفة

في أواخر عام 1401، ظهر تسرب ماء غسل الكعبة، من أعلى موضع الحجر الأسود، وسبق ذلك ظهور تصدع في الرخام المفروش في داخل الكعبة المشرفة. ولما رفع الأمر إلى خادم الحرمين الشريفين، أمر بتكوين لجنة للنظر في الموضوع واقتراح ما يلزم نحوه، فقرر أعضاء اللجنة ضرورة تغيير رخام أرض الكعبة، مع وضع مادة عازلة، وكذا تغيير الإطار الحديدي المثبت عليه الإطار الفضي، الخاص بالحجر الأسود، وأن يكون من معدن غير قابل للصدأ، ثم أمر خادم الحرمين الشريفين بتنفيذ الاقتراح، وبدئ بالإصلاح في 14/ 7/ 1403 وتم العمل المطلوب في 15 شعبان 1403.

وقد حصل في عام 1417، ترميم عظيم للكعبة المشرفة، لم يحصل مثله، منذ بناء الكعبة الأخير في عام 1040.

عندما لوحظ أنه بدأ التلف في بعض أجزاء الكعبة المشرفة المصنوعة من الخشب، وكان السقف أكثر تعرضاً للتلف من غيره؛ بسبب تكوينه من عوارض ولوحات خشبية، وكذلك الأعمدة الخشبية، إذ قد أصابت الأرضة جزءاً كبيراً من السقف والأعمدة، فخيف من إصابة الضعف والتآكل الأجزاء الأخرى من بناء الكعبة.

فأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بترميم الكعبة المشرفة ترميماً كاملاً شاملاً، من داخلها وخارجها، على أحسن وجه، فبدئ العمل بترميمها في العاشر من شهر محرم عام 1417.

فنزعت لواصق الجدران من لوحات تاريخية وغيرها من الداخل، وكذلك ما علق فيها من الداخل. وحفظت هذه الأشياء بعد تنظيفها، بجانب الهدايا والتحف ومقتنيات الكعبة الأخرى. كما أزيل السقف والأعمدة الخشبية.

وكذلك أزيلت اللياسة، التي كانت تكسو جميع الأوجه الداخلية، وتم إخراج بعض الحجارة المكونة للجدار الداخلي، ثم إعادتها بعد التنظيف.

وظهر بعد الكشف، أيضاً، أن الجدار الخارجي للكعبة لا يوجد به أي عيب إنشائي، كما ظهر أنه لا يوجد أي عيب في الحوائط بصفة عامة.

غير أنه وجد تلف كبير للشدّات الخشبية الموجودة في الحوائط بسبب الأرضة والفطريات، وتأثير الرطوبة، فوضعت خطة العمل، وتم تنفيذها على أربع مراحل:

المرحلة الأولى

وهي بداية العمل من الأعلى، في المداميك العلوية الأربعة، فنخرت المواد الممسكة من الفواصل والفراغات بين الصخور من داخل الكعبة، التي أوجدتها طبيعة شكل الصخور، التي تتركب منها المداميك، وأخرجت حجارة الحشوة والحجارة الباطنية، ورقمت، ونظفت، وغسلت؛ تهيئة لإعادتها إلى مواضعها، فيما بعد، ثم حشيت هذه الفواصل والفراغات بمواد ممسكة ذات قوة عالية جداً في الالتصاق بالصخر، ثم وضعت حجارة الحشوة والواجهة الباطنية في مواضعها، وحشيت الفراغات بين الأحجار بمواد إسمنتية قوية جداً في التماسك وعدم التقلص، وغرست فيها قطع معدنية خاصة بشكل يربط بين أحجار الواجهة الخارجية وأحجار البطانة الداخلية.

وأصبحت المساحة العلوية في حدود المداميك الأربعة، أفقياً، مكتملة الإنشاء والتماسك، بحيث لن تتأثر بما يحصل أسفلها من الأعمال إن شاء الله.

المرحلة الثانية

قسمت الحوائط إلى شرائح عمودية، في خطوط متوازية، من أعلى إلى أسفل، إلا أنها كانت متعرجة بسبب تداخل الأحجار، وكان عرض الشريحة يتراوح بين 1.5 متر و1.7 متر.

وتم العمل في الشريحة الأولى، بفك الأحجار الداخلية من أعلى، حتى مستوى أرض الكعبة الداخلي الذي يرتفع عن مستوى المطاف بحوالي 2.20 متر، مع الإبقاء على الواجهة الخارجية كما هي، ورقمت الأحجار المنزوعة، ودعمت جوانب طرفي الشريحة بدعائم خشبية بصورة أفقية، وعلى مسافات مناسبة؛ كي لا يحدث أي انزلاق في صخور أطراف الشريحة.

وتقرر أن تتم معالجة الشريحة المكشوفة، على أقسام، بدءاً من العلو إلى مقدار أربعة مداميك، ثم التي تليها، إلى أسفل مستوى أرض الكعبة الداخلي.

فبناء عليه، تم، في الجزء الأعلى من الشريحة، تنظيف الفواصل للواجهة الخارجية، وتنظيف الحجارة بالماء، ثم جففت بآلات النفخ، ثم حشيت الفواصل بمادة ذات قدرة عالية جداً، في قوة التماسك وسرعته، وبأسلوب الحقن الآلي، وبعد التحقق من تصلب هذه المادة، وضعت مادة لاصقة، ثم حشيت فواصل الواجهة الخارجية بخلطة ذات قوة عالية جداً.

ثم غرست، في الخلطة، التي حقنت بين فواصل الواجهة الخارجية للجدار، قضبان معدنية، عوملت معاملة مخبرية وكيماوية خاصة، تحقق أغراضاً إنشائية خاصة، وتثبت بمادة التثبيت المصنوعة لهذا الغرض. ومهمة هذه القضبان تقوية التلاحم والتماسك بين الأجزاء الخارجية والداخلية من الجدار.

أما إعادة بناء الأجزاء الداخلية، فقد كانت من الأسفل إلى الأعلى، بحيث وضع كل حجر في موضعه، وحسب ترقيمه، بعد التنظيف وملء الفواصل بالمادة عالية القوة، وتم رش طبقة الأساس بمبيد للحشرات الدقيقة، التي لا ترى بالعين المجردة، والحشرات المرئية، ثم حقنت الفواصل بخلطة خاصة ذات قوة عالية جداً، كما ثبتت شبكة من القضبان المعدنية رأسية وأفقية، محمية بمواد مقاومة لكل عوامل التآكل، تحقق ترابطاً مشتركاً بين مكونات الجدار الخارجية والداخلية.

وهكذا تم العمل في جميع الشرائح الأخرى، وانتهت، أعمال هذه المرحلة، بحقن جميع الفراغات المتبقية بين الأحجار بمواد عالية التماسك، بحيث لا تعطي أي فرصة لأي عامل نخر أو تفكك بإذن الله.

المرحلة الثالثة

وتتمثل هذه المرحلة في حفر أرض الكعبة، من مستوى الباب، الذي هو عليه إلى عمق مستوى المطاف، أي إلى عمق 2.20 متر.

وقبل الإقدام على الحفر الكامل لأرض الكعبة المشرفة، تم عمل استكشاف لمعرفة الحاجة إلى الحفر إلى أعماق القاعدة، وترميم الجزء المدفون من الجدران، وذلك بحفر حفرة في جانب الركن الشامي، حتى مستوى المطاف باتساع كاف، يساعد على الاطلاع الكامل على حالة الجدران، وشيء من الأساس.

ثم جرى الحفر الكامل لأرض الكعبة المشرفة، ثم الترميم بالأسلوب نفسه، الذي تم يه ترميم الحوائط العليا، إلا أنه من باب الاحتياط امتد عمل الترميم إلى أسفل من مستوى المطاف، بما يراوح بين نصف متر وثلاثة أرباع المتر تقريباً، وهي المسافة، التي تصل إلى الأحجار المتماسكة وهي ما بين أربعة وخمسة مداميك من الأحجار الصلبة، التي تماثل أحجار الجدران العلوية، وهي متراصة الواحد فوق الآخر، دون وجود مؤنة بين المداميك.

كما لوحظ بروز هذه الأحجار عن سمك الجدار، الذي أقيم عليه، وهي أساس البيت الحرام، من عهد إبراهيم، عليه السلام، وإليه كان حفر عبدالله بن الزبير، رضي الله عنه، حين بنى الكعبة، وأشهد خمسين رجلاً من وجوه الناس وأشرافهم، عليه سنة 64 من الهجرة.

وأجمعت جميع الشهادات التاريخية والمشاهدات الحديثة، على عدم حدوث أي أضرار؛ نتيجة حدوث هبوط للتربة أو الأساس، خلال ثلاثة عشر قرناً ونصف قرن، من وقت بناء عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، ثم تعديلات الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم بناء السلطان مراد خان، عام 1040، إلى يومنا هذا، وجعل هذا الأمر أن يقرر الخبراء أن الأساس القائم لمبنى الكعبة المشرفة في حالة جيدة وصالحة لأن يقوم عليه البناء، بدون معالجة من أي نوع لاستقبال أحمال المبنى، إن شاء الله.

المرحلة الرابعة: تركيب سقف الكعبة المشرفة

إن العنصر الأساس في تكوين سطح الكعبة المشرفة هو الخشب، وبعد الاستعانة بمراكز الأبحاث الخشبية، في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا والاستشارة بها، تقرر أن خشب التيك هو النوع الأمثل، الذي يتعين استخدامه في تسقيف الكعبة؛ لاتصافه بأوصاف معينة منها:

1. مقاومة الأحمال لأطول عمر افتراضي ممكن.

2. انخفاض درجة الانكماش لدرجة قريبة من الانعدام.

3. مقاومة التغير في الأجواء الحارة الجافة.

4. مقاومة الأرضة، والفطريات، والحشرات الدقيقة، والرطوبة المتسربة.

5. طول الجذوع بما يزيد على عشرة أمتار، مع قطر لا يقل عن متر واحد، بعد التهذيب والإعداد للاستخدام.

فتم استيراده من بورما الموطن الأصلي لهذا الخشب.

واختيرت 137 شجرة، وقطعت، ثم نقلت إلى المنجرة، وتم انتقاء 49 قطعة منها لسقف الكعبة وأعمدتها.

ونقلت هذه القطع إلى جدة، ثم تركت لمدة ستة أشهر، لتجف في الجو الطبيعي نسبياً، ثم تم إدخالها في أتون التجفيف، الذي تم تعديله بشكل خاص، وزيادة في الحماية من الأرضة والفطريات، تم معالجتها بالمواد الحافظة غير السامة، التي ليس لها لون ولا رائحة، وتم وضع رؤوس حديدية غير قابلة للصدأ على أطراف الكمرات والأعمدة، لتوزيع الأحمال عليها، وتم بناء قواعد خرسانية مسلحة للأعمدة، بدلا من القواعد الصخرية القديمة، وتم حمايتها، من تأثير الرطوبة، بوضع مواد عازلة حولها، ثم عملت جدران خرسانية داخلية، مع وضع طبقات العزل حولها، بحيث تتوزع أعمال الردم إلى مستوى باب الكعبة، بدلاً من الضغط على جدران الكعبة.

وأعيد تركيب الأعمدة في مواقعها الأصلية، وكذا تم إعادة جميع أجزاء الرخام، التي عليها كتابات في مواقعها السابقة داخل الكعبة.

ووضع السقف الخشبي، ثم وضعت طبقة من مواد العزل فوق السقف، وفوقها طبقة من الخرسانة الخفيفة لحمايتها وتأمين الميول لتصريف المياه عن السطح، ثم تمت تغطية السطح بالرخام.

وجدد السلم الداخلي الموصل إلى سطح الكعبة، وجعل درجه من الزجاج القوي المميز، وتم تغطية فتحته في السطح بنوع من الزجاج؛ ليساعد على الإضاءة داخل الكعبة. وجدد رخام الشاذروان ورخام حجر إسماعيل عليه السلام.

 

توسعة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة

أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، بتوسعة المسجد النبوي الشريف، فبُدئ بعمارته وتوسعته قبل المسجد الحرام. ووضع خادم الحرمين الشريفين حجر أساس التوسعة في يوم الجمعة 9 صفر عام 1405/ 2 نوفمبر 1984، وابتدئ العمل بهدم المباني القائمة في موقع التوسعة، ثم سويت الأرض وتمت أعمال الحفريات ووضع الأساسات، ورفع الأعمدة والجدران على أحدث الطرق وأرقى أنواع المواد وأفضلها.

بلغت مساحة المسجد النبوي الشريف، بعد توسعة الملك فهد، 165500 متر مربع، بعد أن كانت 16500 متر مربع، فقط. وأصبح المسجد يتسع لأكثر من 700000 مصل، بعد أن كانت قدرته الاستيعابية 28000 مصل.

ويتألف المبنى من طابق الأقبية والطابق الأرضي والطابق الأول، مشتملاً على تكييف كامل للتوسعة، حيث روعي في الأقبية تركيب جميع التمديدات والحوامل، التي تحملها ومجاري الهواء، وعملت أربع فتحات حول كل عمود لمرور الهواء البارد، عن طريق محطة التكييف الواقعة غرب المسجد النبوي.

وقد عمل في سقف المسجد النبوي، في هذه التوسعة، سبع وعشرون فتحة، وركبت فيها قباب متحركة كهربائياً، تغلق وتفتح عند الحاجة بكل يسر وسهولة.

واشتملت التوسعة على واحد وأربعين باباً، ركبت فيها أبواب ضخمة، يبلغ ارتفاع الباب الواحد منها ستة أمتار، في عرض ثلاثة أمتار. وتشتمل بعض الأبواب على عدة فتحات، وأنشئت فيها ست مآذن جديدة، ارتفاع كل واحدة منها 104 أمتار إلى نهاية الهلال.

تم بناء 6 سلالم كهربائية متحركة، أربعة منها في كل ركن من التوسعة، وواحد في منتصف الجانب الشرقي، وواحد في منتصف الجانب الغربي، بجانب 18 سلماً ثابتاً من الخرسانة المكسوة بالمرمر الأبيض الناصع.

وأنشئت ساحات خارجية للاستفادة منها أثناء شدة الزحام.

وبني، حول المسجد، مواقف للسيارات تحت الأرض بطابقين، تحتوي على ستة مداخل ومخارج للسيارات، وتسع هذه المواقف 4200 سيارة، ومن الممكن أن تستوعب في أوقات الزحام 4500 سيارة، وتتصل المواقف بساحات المسجد بواسطة مداخل خاصة للناس، وفيها 28 سلماً كهربائياً متحركاً.

وتشتمل المواقف على مبان للخدمات، تتوافر فيها وحدات للوضوء، ودورات المياه، وصنابير لشرب الماء البارد، ومبان أخرى لمراكز الأمن، وعيادات طبية، وغيرها.

ومدت الأنابيب لضخ المياه المبردة؛ لغرض التكييف، إلى المسجد النبوي، داخل نفق يمتد من محطة التبريد إلى داخل القبو، طوله سبعة كيلو مترات، وعرضه 6.2، وارتفاعه الداخلي 4.1.

واستمر العمل، في هذه التوسعة الكبرى، قرابة عشر سنوات، وانتهى بوضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اللبنة الأخيرة، في 11 ذي القعدة عام 1414.