إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / المملكة العربية السعودية بعد الملك عبدالعزيز









الفصل الأول

الفصل الثالث

عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود

(1395 1402/ 1975 ـ 1982)

ولد الملك خالد بن عبد العزيز في الرياض، عام 1331/ 1913. ونشأ في كنف والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، نشأة عربية إسلامية، وأوكل أمر تعليمه إلى عدد من العلماء،الذين وجهوه توجيهاً علمياً وإسلامياً. وكان الملك خالد رجلاً حكيماً هادئاً رزيناً، رقيق القلب مرهف الحس، سريع التأثر. وتميز بالشجاعة والحنكة، وقد اشترك في عدد من الحملات العسكرية بتوجيه من والده.

وقد كلفه والده ببعض المهام، فقد تولى حكم الحجاز، وكالة عن أخيه الأمير فيصل، نائب الملك في الحجاز. كما تولى نائب رئيس مجلس الوكلاء بمكة المكرمة، لفترة من الوقت. وقد سبق أن أوفده والده الملك عبدالعزيز لبعض المهمات السياسية، كان أبرزها انتدابه للمفاوضة وعقد الصلح مع الجانب اليمني، بعد حرب عام 1352/1933، والتي تكللت بتوقيع معاهدة الطائف بين السعودية واليمن في صفر 1353/ 1934.

ورافق شقيقه الأمير سعود ولي العهد، في زيارته للبحرين في شوال 1356/ ديسمبر 1937. كما رافق والده الملك عبدالعزيز، أيضاً، في زيارته للبحرين في 11 ربيع الأول 1358/أول مايو 1939.

وفي ذي الحجة 1358 / فبراير 1939، رافق أخاه الأمير فيصل، في رحلته إلى لندن؛ لحضور مؤتمر فلسطين.

وزار الولايات المتحدة الأمريكية، برفقة أخيه الأمير فيصل في سبتمبر 1943، بدعوة من الرئيس روزفلت.

وعين في أول منصب رسمي له، ضمن التشكيل الوزاري، الذي قدمه الأمير فيصل إلى الملك سعود ووافق عليه في 3 جمادى الثانية 1382/31 أكتوبر 1962، فعين نائباً لرئيس مجلس الوزراء.

وبعد أن تمت مبايعة الملك فيصل، ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 27 جمادى الثانية 1384/2 نوفمبر 1964، اختاره الفيصل نائباً لرئيس مجلس الوزراء. وبتاريخ 27 ذي القعدة 1384/ 29 مارس 1965، وجه الملك فيصل رسالة إلى الشعب السعودي، يعلن فيها اختياره لأخيه الأمير خالد بن عبدالعزيز، ولياً للعهد.

وفي يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1395/ 25 مارس 1975، اغتيل الفيصل، فبايع الشعب السعودي الملك خالد بن عبدالعزيز، ملكاً على المملكة العربية السعودية.

وحكم المملكة العربية السعودية سبع سنوات، وقد وافته المنية في الطائف 21 شعبان عام 1402/ 13 يونيه 1982، إثر نوبة قلبية.

من معالم سياسة الملك خالد بن عبدالعزيز

تتلخص معالم سياسة الملك خالد بن عبدالعزيز، في أنها سياسة إسلامية واضحة قوية، وسار فيها على نهج أسلافه، والده المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، وأخيه رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود.

وتعاظم الدخل من البترول، في أول تسلم الملك خالد الحكم، وتوافرت الأموال لتنفيذ الخطط الخمسية، وتسارعت المشروعات العملاقة في كل مناحي العمران. وقد سجلت فترة حكمه معدلات مرتفعة في النمو والتطور، وازدهرت التجارة والصناعة، وزادت معدلات دخل المواطن السعودي، بدرجة لم يعرفها في تاريخه من قبل.

وكانت حكومة الملك خالد بن عبدالعزيز تعنى بتخطيط المشروعات الإنمائية الهامة، في أرجاء المملكة العربية السعودية، وفقاً للمطالب الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والأدبية والصحية، لجميع أبناء الشعب العربي السعودي، أينما كانوا، وحيثما حلوا.

ولقد ازدهرت البلاد السعودية عمرانياً؛ نتيجة لسياسة الملك خالد بن عبدالعزيز، بما لم يكن يدخل في حسبان أكبر المتفائلين، فصارت أساليب التنظيم والتجميل والتجديد، تسود أرجاء البلاد، وقد شمل الازدهار مدنها الكبرى والصغرى، وشمل حاضرتها وباديتها على السواء.

وافتتحت في عهده آلاف المدارس للبنين والبنات، وأسست ثلاث جامعات جديدة، هي جامعة الملك فيصل في الأحساء، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وجامعة أم القرى في مكة المكرمة. وتوسع التعليم العالي للبنات، فصارت الجامعات تدرس الطالبات، إلى جانب الكليات الجامعية التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات.

وشيدت المستشفيات الراقية، في كل مدن المملكة، وأعيد إنشاء المطارات في جدة، وتبوك، والجوف، وحائل، والقصيم، وغيرها، واستحدثت مطارات جديدة لتغطى هذه البلاد الشاسعة. وتوسعت الدولة في القروض العقارية للمواطنين، بدون فوائد، تسدد على مدى خمسة وعشرين عاماً، مما أحدث نهضة عمرانية واسعة، وامتدت القرى وصارت مدناً مزودة بخدمات الاتصالات الحديثة والمياه العذبة.

وتوسعت الرقعة الزراعية بفضل القروض الميسرة، التي قدمها البنك الزراعي للمزارعين.

ولقد اشترك الملك خالد بن عبدالعزيز، مع أخوانه حكام دول الخليج العربي، في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في رجب 1401/ مايو 1981، بين كل من المملكة، والكويت، والبحرين، وقطر، وعمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

واهتم الملك خالد بن عبدالعزيز بعمارة المسجد الحرام، فأمر بإتمام ما تبقى من عمارة المسجد الحرام، وتوسعته في 7 رجب عام 1396. وافتتح في عهده مصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود، بعد تمام بنائه وتأثيثه، تحت رعاية ولي العهد الأمير فهد، في 7 ربيع الثاني عام 1397، نيابة عن الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود.

ومن الأعمال المهمة، التي حصلت في المسجد الحرام في عهد الملك خالد توسيع المطاف في عام 1398 توسعة أكبر مما سبق، وشملت هذه التوسعة إلغاء الحصاوي والمشايات، التي كانت في المسجد، ونقل المنبر والمكبرية، وتوسيع قبو زمزم، وجعل مدخله قريباً من حافة المسجد القديم، في جهة المسعى. وجعل فيه قسمان قسم للرجال وقسم للنساء، وركبت صنابير لشرب الماء البارد، وجعل للبئر حاجز زجاجي، وفرشت أرض المطاف برخام بارد، مقاوم للحرارة، جلب من أوروبا، مما هيأ الراحة والاطمئنان للمصلين والطائفين في الظهيرة ووهج الشمس.

وأمر الملك خالد بن عبدالعزيز، بصنع باب الكعبة المشرفة، في عام 1399 بشكل بديع وبنفقات عظيمة، بلغت 13 مليوناً و420 ألف ريال،فوضع فيه 280 كيلوجراماً من الذهب الخالص. وكذلك صنع في عهده باب للسلم الموصل إلى سطح الكعبة،من داخل الكعبة.

وأظهر الملك خالد اهتماماً بالمسجد النبوي الشريف، فجرت توسعة ثالثة للمسجد النبوي، في العهد السعودي، حينما وقع الحريق في المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي من المسجد عام 1397، فأزيلت المنطقة، وصرفت تعويض لأصحاب العقارات، وضمت الأرض إلى ساحات المسجد النبوي، وظللت منها مساحة 43000 متر مربع، وهيئت للصلاة فيها.