إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / المملكة العربية السعودية بعد الملك عبدالعزيز









الفصل الأول

الفصل الرابع

عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود

خادم الحرمين الشريفين

(1402 ـ 1426/1982 ـ 2005)

ولد الملك فهد بن عبدالعزيز في مدينة الرياض، في عام 1343 / 1924، ونشأ في ظل والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

وتلقى العلم في طفولته بمدارس الأمراء، التي أنشأها الملك عبدالعزيز لأنجاله في مدينة الرياض، كما درس في مكة المكرمة. ومنذ حداثته، وهو ملازم لمجلس والده عبدالعزيز. وصقلت هذه المجالس والتوجيهات، التي تلقاها في صدر شبابه، مواهب شخصيته،مما أخصب تفكيره وجعله مُهيأً لتولي أكبر المناصب. فقد كان والده ينتدبه لبعض المهام، عندما لمس فيه النضج المبكر والاستعداد، الذي يؤهله لتمثيل المملكة، وكذلك كان الملك سعود، والملك فيصل بن عبدالعزيز يوفدانه، ويعهدان إليه ببعض المهام الكبيرة.

ومن المهام المبكرة، التي شارك فيها، في عهد والده الملك عبدالعزيز، اختياره عضواً ضمن وفد المملكة برئاسة الأمير فيصل بن عبدالعزيز، وزير الخارجية، عند توقيع ميثاق الأمم المتحدة، وافتتاح أعمالها في سان فرانسيسكو، عام 1365 /1945.

ثم رأس وفد المملكة العربية السعودية، الذي شارك في احتفالات تتويج الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا،عام 1373 / يوينه 1953.

وقد تقلد عدداً من المناصب الرفيعة، فكان أولها تعيينه وزيراً للمعارف في أول عهد الملك سعود في 18 ربيع الثاني 1373/ 24 ديسمبر 1953، فكان أول وزير للمعارف في تاريخ المملكة.

وفي 3 جمادى الآخرة 1382 /13 أكتوبر 1962، عين الأمير فهد وزيراً للداخلية، فأعاد تنظيمها، وطور كلية قوى الأمن الداخلي (كلية الملك فهد الأمنية الآن)، كما أنشأ عدداً من المعاهد المتخصصة؛ لتخريج الكوادر الوطنية المؤهلة، في قوى وأسلحة الأمن المختلفة، كمعهد ضباط الصف والجنود، ومعهد المرور، ومعهد قيادة السيارات، ومعهد اللغات، ومعهد التربية البدنية، وميدان الرماية الدولي. فكانت هذه المعاهد خطوة تطورية هامة في تاريخ وزارة الداخلية، اتبع فيها خادم الحرمين الشريفين أسلوبه، الذي اتبعه في مختلف مواقع المسؤوليات، التي تولاها، وهو إقامة العمل على أساس من العلم والتعليم.

وفي جمادى الآخرة عام 1387/ أول أكتوبر 1967، عين نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى قيامه بمسؤوليات وزارة الداخلية وأعبائها المتشعبة. وقد أصبح بحكم هذا المنصب يرأس جلسات مجلس الوزراء.

كما ترأس وفد المملكة العربية السعودية إلى اجتماع جامعة الدول العربية، في دورتها الثالثة والثلاثين الاستثنائية، في شتورا بلبنان عام 1380/ 1960.

ورأس وفد حكومة المملكة العربية السعودية إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية، بالدار الببضاء في 27 صفر 1379/ أول سبتمبر 1959.

كما رأس وفد المملكة العربية السعودية إلى مؤتمر رؤساء الحكومات العربية، في دورته الثانية، التي عقدت في القاهرة في 7 رمضان 1384/9 يناير 1965، والمؤتمر، الذي تلاه، وعقد في القاهرة، أيضاً، في 26 محرم 1385/ 26 مايو عام 1965.

وزار باريس، في عام 1387/ 1967، بدعوة من الحكومة الفرنسية، حيث استقبله الجنرال ديجول استقبالاً حافلاً، كما ترأس وفد المملكة العربية السعودية إلى إنجلترا، في عام 1390/ 1970 وذلك لمناقشة مستقبل الخليج.

وفي عام 1390 /1970، رأس وفد المملكة العربية السعودية إلى بريطانيا؛ للمشاركة في المحادثات المتعلقة بمستقبل منطقة الخليج العربي، بعد قرار بريطانيا الانسحاب من المنطقة.

ورأس الأمير فهد، عام 1394/1974، وفد المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عقد اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

كما رأس الأمير فهد بن عبدالعزيز ـ نيابة عن أخيه الملك فيصل بن عبدالعزيز ـ وفد المملكة العربية السعودية لمؤتمر قمة منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك)، الذي عقد في الجزائر في 18 صفر 1395/ 3 مارس عام 1975.

وقام، في العام نفسه، بزيارة لفرنسا، وصرح وقتئذ بأن فرنسا أوضحت معالم سياستها تجاه القضية الفلسطينية، بوجوب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وضمان حق الشعب الفلسطيني.

وبعد اغتيال الملك فيصل، بويع ولي العهد الأمير خالد بن عبدالعزيز، ملكاً للمملكة العربية السعودية، كما بويع الملك فهد، ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، في 13 ربيع الأول 1395/25 مارس 1975.

وفي أثناء توليه ولاية العهد، أنيط به كثير من المهام في الدولة، وكذلك السياسة الخارجية، فرأس وفود المملكة إلى مؤتمرات القمة العربية، في الدار البيضاء، وعمان وبغداد. وأطلق مشروعه للسلام في الشرق الأوسط، الذي تبناه مؤتمر القمة العربي، في الدار البيضاء عام 1980.

وفي يوم الأحد 21 شعبان 1402 /13 يونيه 1982، توفي الملك خالد بن عبدالعزيز، فبويع الأمير فهد، ملكاً على البلاد، وبويع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه برئاسة الحرس الوطني.

ملامح سياسة الملك فهد بن عبدالعزيز

أولاً. على المستوى العالمي

تتلخص المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية السعودية، في عهد الملك فهد، فيما يلي:

  • صيانة استقلال المملكة العربية السعودية وحمايته من أي عدوان أجنبي.
  • حراسة الحرمين الشريفين: صيانة وحماية هذين المقامين المقدسين لجميع المسلمين في العالم.
  • التعاون مع الدول العربية والإسلامية لخير ورفاه شعوبها.
  • الالتزام بميثاق الجامعة العربية.
  • مراعاة ميثاق الأمم المتحدة والالتزام بروحيته، والتعاون مع شعوب العالم نحو استتباب السلام وتوطيد الرفاه والاستقرار لبني البشر.
  • عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
  • السلام والوئام والتعايش السلمي مع الأمم الأخرى.

والمملكة العربية السعودية عضو مؤسس في منظمة الأمم المتحدة، التي وقع ميثاق تأسيسها في 16 رجب 1364/ 26 حزيران (يونيه) 1945. وعضو عامل في تلك المنظمة الدولية، وتبدي اهتماماً بالغاً بتقوية المنظمة، وتقديم مساعدات سخية لكثير من المشاريع، التي تنفذها في سبيل خير ورفاهية أمم العالم الأخرى.

وعندما تولى الملك فهد بن عبدالعزيز العرش، في 21 شعبان 1402/13 يونيه 1982 أكد، للأمة، أن المملكة العربية السعودية ناشطة وفاعلة في إطار الأمم المتحدة ووكالاتها ولجانها، ونحن ملتزمون بميثاقها، وندعم مساعيها. وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الخامسة عشرة بين دول المنظمة، من حيث الإسهامات المالية.

ووصلت تبرعات المملكة السخية إلى بلدان كثيرة حول العالم، وتشمل معونتها ضحايا الزلازل والبراكين والمجاعة في إفريقية. وتدعم المملكة التنمية الاقتصادية للأسرة الدولية، فمنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والصندوق الدولي لرعاية الطفولة (اليونيسيف)، هي من بين المؤسسات العديدة، التي تتلقى دعم المملكة السخي.

وتعمل المملكة، جاهدة، في سبيل علاقات جيدة وطيدة مع العالم الغربي، وكذلك مع الدول الأخرى المحبة للسلام.

وللمملكة علاقات وثيقة ومصالح متبادلة بالغة الأهمية، مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودول المجموعة الأوروبية، واليابان، والأقطار النامية. كما أنشأت علاقات دبلوماسية وسياسية مع كل دول الكتلة الشيوعية، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

أنشئت اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين السعودية والولايات المتحدة، في جمادي الأولى 1394/ حزيران (يونيه) عام 1974. ولتنفيذ ترتيباتها جرى في صفر 1395/ فبراير1975، توقيع اتفاقية مساعدة تقنية، يدفع في مقابلها تعويضات مالية.

وتأسست لجنة تمثيل أمريكية دائمة، في العاصمة الرياض، ساعدت على ترسيخ تعاون واسع، في عدة مجالات، شملت التعليم، والتدريب الفني، والعلوم، ونقل التقنية (التكنولوجية)، وبحوث الطاقة الشمسية، والنقل، والإدارة، والتصنيع.

وتستمر العلاقات السعودية الأمريكية متينة جداً، على الرغم مما قد يعترض سبيل ذلك من خلافات. وتعمل المصالح الأساسية الاقتصادية والجغرافية والسياسية، على تقريب الشعبين أكثر فأكثر. وتسهم التجارة السعودية الأمريكية أيضاً، إسهاماً بالغاً في هذه العلاقة. والولايات المتحدة الأمريكية مورد رئيسي للسلاح للجيش السعودي.

ثانياً. على المستوى الإسلامي

واصلت المملكة العربية السعودية، في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، سياستها الإسلامية، التي انتهجها الملك عبدالعزيز، وأرسى أسسها الملك فيصل بدعوته للتضامن الإسلامي.

وبذلت المملكة العربية جهوداً مميزة، في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، ومشاركتها في مؤتمرات القمة الإسلامية، في الكويت عام 1407، وفي داكار 1413،وفي طهران 1419. ودعمت جهاد الشعب الأفغاني ضد القوات السوفيتية الغازية، وتبرع المواطنون السعوديون بملايين الدولارات لنصرتهم، وجاهد من الشباب السعودي ضد الروس، وروى دمهم الزكي أرضها. وبعد انسحاب القوات الروسية، وقيام الفتنة والحرب الأهلية بين طوائف الأفغان، بذلت الحكومة السعودية مجهوداً كبيراً؛ لحقن دماء الأخوة على أرض أفغانستان، وسعت بالوساطة بينهم، تكللت باتفاق مكة المكرمة عام 1414.

ودعمت المملكة العربية السعودية جهود السلام بين العراق وإيران، اللتين اصطلتا بنار الحرب بينهما، منذ عام 1980. وساندت كفاح شعب كشمير المسلم. وساندت أندونيسيا في محنتها، إزاء استقلال منطقة تيمور الشرقية عنها.

وبذلت السعودية أقصى جهدها، لدعم الأقليات المسلمة في العالم، وساندتها؛ للمحافظة على هويتها الإسلامية. ووقفت بكل قوة مع نصرة الشعوب المسلمة في البلقان، وخاصة أثناء أزمة البوسنة والهرسك، بعد تفكك الاتحاد اليوغوسلافي، عام 1991. وساندت مسلمي تلك الشعوب بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي. وتكررت مواقفها الصادقة مع المسلمين الألبان، في إقليم كوسوفا، في جمهورية الصرب. وكانت المملكة سباقة، في تقديم العون لهم في محنتهم. كما أن السعودية أسرعت بإقامة علاقات وثيقة مع الجمهوريات المسلمة، التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي في آسيا.

ولعل تحسن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين، دليل على حسن إدارة السعودية لعلاقاتها مع أشقائها المسلمين.

ثالثاً. على المستوى العربي

المملكة العربية السعودية عضو بارز وفعال في مجلس التعاون الخليجي، الذي تأسس في رجب 1401/ مايو 1981، ويضم المجلس: البحرين، والكويت، وعمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ويهدف المجلس إلى تعزيز وتشجيع التعاون التربوي، والاجتماعي، والاقتصادي، وتعزيز الترتيبات الأمنية بين دول المجلس، والتنسيق في المجال السياسي لدعم السلام والانسجام بين دول الخليج العربي. وقد أصبح مجلس التعاون الخليجي "أداة قوية وفعالة تصلح نموذجاً للتعاون بين الدول". وتشارك المملكة، بفعالية، في مؤتمرات المجلس، التي تعقد على مستوى القمة، كل عام.

والسعودية عضو مؤسس وداعم للجامعة العربية ونشاطاتها. ولم تتخلف عن دعم الجامعة؛ لتؤدي رسالتها المنوطة بها.

وفي 8 شوال 1401/ 8 أغسطس 1981 طرح الملك فهد، وكان حينذاك ولياً للعهد، مشروعاً لحل النزاع العربي الإسرائيلي، وهي خطة سلام من ثماني نقاط وثلاثة شروط. وفي ذي الحجة 1402/ سبتمبر عام 1982، أقر مؤتمر القمة العربي الثاني عشر المنعقد في فاس بالمغرب هذه الخطة، التي اشتهرت فيما بعد باسم خطة الملك فهد للسلام ، وهي خطة السلام الوحيدة، التي حظيت بموافقة جماعية عربية.

وتدعو خطة فهد للسلام إلى ما يلي:

1. انسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس.

2. إزالة جميع المستوطنات، التي أنشأتها إسرائيل في الأراضي العربية المحتلة، منذ 1967، بما في ذلك القدس العربية.

3. ضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة.

4. إعادة التأكيد على حقوق الفلسطينيين، في تقرير المصير، وفي ممارسة حقوقهم القومية الثابتة، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلهم الشرعي والوحيد، وفي حق التعويض لكل فلسطيني لا يرغب في العودة إلى الوطن.

5. تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية، بإشراف هيئة الأمم المتحدة، لا تتجاوز بضعة أشهر.

6. قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس عاصمة لها.

7. يضمن مجلس الأمن الدولي السلام بين جميع دول المنطقة، بما فيها الدولة الفلسطينية المستقلة.

8. يضمن مجلس الأمن الدولي تنفيذ هذه المبادئ.

وقد أصبحت الخطة الأساس لما سمي "تصريح قمة فاس"، ورحب الكثير من الزعماء في مختلف أنحاء العالم بها، باعتبارها أساساً لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وبخاصة في ما يتعلق بحل القضية الفلسطينية.

ومن أجل دفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط، اشتركت المملكة العربية السعودية، في مؤتمر مدريد للسلام، الذي انعقد في أواخر شهر أكتوبر 1991، ومثل المملكة فيه الأمير بند بن سلطان بن عبدالعزيز، السفير السعودي في واشنطن. واشتركت في الاجتماعات المتعددة الأطراف في موسكو، في أوائل عام 1992.

وباركت الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي، في سبتمبر 1993، وتعهدت المملكة، خلال عام 1994، بدفع مبلغ مائة مليون دولار؛ لتلبية متطلبات تنمية الاقتصاد الفلسطيني.

أما الحرب في لبنان، التي بدأت عام 1975، فهي إحدى النتائج الجانبية للنزاع العربي الإسرائيلي.

وقد لاقت هذه المأساة عناية بالغة واهتماماً خاصاً، من قبل القادة السعوديين، وكانت المملكة حاضرة ومستعدة دائماً، وشاركت بكل الوسائل الممكنة؛ لإحلال السلام والوفاق بين الفئات المتناحرة، ولتقديم العون الإنساني والاقتصادي، كلما سنحت الظروف. وازداد الاهتمام السعودي بعد غزو إسرائيل لجنوب لبنان واجتياحها بيروت، في عام 1982.

وقد ساعدت مساعي الملك الحميدة والاعتبار الفائق له، في وقف الحرب وإنقاذ لبنان، وتكللت مساعية، بعقد مؤتمر الطائف 1989.

وبذلت القيادة السعودية جهودها على عدة جهات وعبر مختلف السبل، لإحلال السلام في الخليج، وإيقاف الحرب بين العراق وإيران، التي نشبت، في سبتمبر1980، حتى توقفت في 20 أغسطس 1989.

ووقفت المملكة العربية السعودية بكامل طاقاتها في سبيل تحرير دولة الكويت، عندما غزتها القوات العراقية، في 2 أغسطس 1990. وتكللت هذه المواقف بتحريرها، في فبراير 1991، بالتضافر مع الجهود الدولية.

رابعاً. على المستوى الداخلي

للملك فهد بن عبد العزيز دور رائد في نمو المجتمع السعودي وتطويره، وذلك من خلال المناصب العديدة والمتنوعة، التي تقلدها. وهو يسترشد في ذلك بالأهداف والقيم الإسلامية السامية، وبالخلفية الإسلامية. فقد نهض بتعزيز الدفاع عن المملكة العربية السعودية،وترسيخ الأمن الداخلي الشامل فيها، وتحقيق معدل مرتفع للنمو الاقتصادي، والحصول على أقصى قدر من واردات الزيت، في أطول فترة ممكنة، مع المحافظة على الموارد القابلة للنضوب.

1. نظام الحكم والشورى

عزم الملك فهد بن عبدالعزيز على ترسيخ أسس الحكم والشورى، وهي التي أرساها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، عندما أصدر نظام مجلس الشورى عام 1346. فأصدر الملك فهد، في 27 شعبان 1412 ثلاثة قرارات: بإقامة نظام جديد لمجلس الشورى، ونظام جديد للمناطق، والنظام الأساسي للحكم.

2. الخطط الخمسية للتنمية

كان تحديث المملكة وإلحاقها بركب الحضارة مبنياً على خطط خمسية علمية، مدروسة بإمعان وروية. وكان لكل خطة أهداف معينة تحددت بحسب المتطلبات النوعية للاقتصاد والكيان الاجتماعي الأساسي، كي ينعم المواطن بأسلوب عيش مزدهر ومستقر.

بدأت الخطة الخمسية الأولى، في عهد الملك فيصل، عام 1390/ 1970، وفاقت نتائجها كل التوقعات، رغم تحفظات كثير من الاقتصاديين والخبراء، حول قابلية مثل هذه الخطة للتنفيذ والاستمرار.

وحين استهلت الخطة الخمسية الثانية، في نهاية عهد الملك فيصل وبداية عهد الملك خالد، عام 1395 / 1975، حامت حولها شكوك مماثلة من قبل بعض الخبراء العالميين، بحجة أن الأهداف أرفع وأصعب من أن تحقق في ظل تلك الفترة الزمنية القصيرة.

وقد تكرر هذا الإنجاز، مرة أخرى، في الخطة الخمسية الثالثة، التي نفذت في عهد الملك خالد والملك فهد، ما بين عامي 1400 و 1405/ 1980 ـ 1985.

وقد انتهجت سياسات محددة في تنفيذ الخطط الخمسية المختلفة، فتوخت الأهداف الطويلة الأجل، المبادئ الأساسية التالية:

  • الحفاظ على القيم الدينية الإسلامية، حسب قواعد وأصول الشريعة الحنيفة وتطبيقها.
  • حماية دين البلاد وصيانة الأمن الداخلي والاستقرار الاجتماعي.
  • مواصلة النمو الاقتصادي المتوازن، عن طريق تنمية موارد البلاد. زيادة الدخل من النفط على المدى الطويل. صيانة الموارد غير المتجددة، وبذلك تحسنت أوضاع المواطن من حيث الرفاه الاجتماعي، وتوفر القوة الاقتصادية اللازمة لتحقيق الأهداف الأساسية لعمليات التنمية.
  • تقليل الاعتماد على إنتاج النفط الخام، كمورد أساسي لدخل البلاد.
  • تنمية الموارد البشرية، عن طريق التعليم والتدريب ورفع المستوى الصحي لمختلف فئات الشعب.
  • استكمال البنية الأساسية الضرورية أصلا لبلوغ الأهداف الأساسية والنهائية.

لقد شددت خطة التنمية الخمسية الأولى، التي ابتدأت عام 1390/ 1970، على فلسفة أساسية، استهدفت التحديث الناجح للمملكة العربية السعودية. وقد قامت هذه الفلسفة على مبدأين رئيسيين:

  • تنمية الموارد البشرية اللازمة عن طريق التعليم والتدريب.
  • إنشاء بنية أساسية اقتصادية شاملة.

وخلال خطة التنمية الخمسية الثانية، للفترة من 1395 إلى 1400/ 1975 ـ 1980، تلقى الاقتصاد دعماً ضخماً، من العائدات النفطية الهائلة، في تلك الفترة.

وكانت الخطة مصممة بهدف تحقيق قاعدة أساسية لعملية التنمية والتطوير الضخمة. وكانت الإنجازات متعددة شملت المرافئ، والمطارات، والطرق العامة، التي ربطت أرجاء المملكة من أقصاها إلى أقصاها. ورافق ذلك ازدهار في حركة البناء، شمل مختلف أنحاء البلاد. كذلك تحسنت الخدمات العامة وتدعمت، إضافة إلى تطوير الموارد الطبيعية وتنميتها.

لقد كان إنشاء البُنى الأساسية ضرورة ملحة لأعمال التنمية والتحديث. وهكذا وُجه اهتمام خاص لإنشاء الجسور، وسبل المواصلات، والهاتف، والبرق، إلى جانب تطوير وتنمية الموارد البشرية والطبيعية، والزراعية. لقد كان من الضروري بناء وتطوير الموانئ والمطارات بالنوعية والسعة اللازمتين؛ لاستيعاب ذلك الفيض المتدفق من الواردات، وللوفاء باحتياجات التنمية نفسها.

وقد حققت خطة التنمية الخمسية الثالثة، (1400 ـ 1405/1980 ـ 1985)، بشكل رئيسي، إنجاز إنشاءات البنى الأساسية. كما حققت بدايات طيبة وجدية في مجال تنويع الاقتصاد، لتقليل الاعتماد على إيرادات النفط تدريجياً.

وقد ركزت خطة التنمية الثالثة على الأهداف التالية:

  • تشجيع تنويع الاقتصاد الوطني؛ لتقليل الاعتماد على إيرادات البترول، مع مرور الزمن.
  • تشجيع بناء الصناعات الخفيفة، بحيث تواجه الواردات الأجنبية المنافسة اللائقة، والضرورية من الصناعات المحلية.
  • زيادة المشاريع المشتركة مع الشركات الأجنبية، كي يتواصل انتقال التقنية بسلاسة إلى ما فيه الخير الأمثل للمواطن السعودي.
  • زيادة فعالية التدريب والقوة البشرية، والتنمية الصناعية، ومجهودات الإسكان، إلى الحد الأقصى.
  • إيجاد التوازن بين مختلف مناطق المملكة، في ما يتعلق بدخل الفرد وكمية الاستثمار.
  • إكمال عمليات البنية الأساسية، وبخاصة المجتمعات الصناعية الضخمة، في الجبيل وينبع.

لقد واصلت خطة التنمية الثالثة المهمة، التي بدأت في الخطة السابقة، بهدف إنجاز مشاريع البنية الأساسية، التي لم تكتمل فيها. فقد كان بعض هذه المشاريع من الضخامة، بحيث اقتضى تنفيذه وقتاً أكثر مما كان مخصصاً له في خطة التنمية الثانية. ومن المشاريع، التي أنجزت خلال هذه الخطة مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، الذي تبلغ مساحته 65 ميلاً مربعاً.

وجري تنفيذ خطة التنمية الخمسية الرابعة، للفترة من 1405 إلى 1410/ 1985 1990، في جو من الأمن والهدوء، الذي يسود المملكة العربية السعودية، بالرغم من المشاكل والنزاعات، التي اجتاحت المنقطة.

وقد حددت الخطة الرابعة ثماني قواعد إستراتيجية، في سبيل تحقيق أهدافها، استلهمت فيها بطبيعة الحال، المبادئ الأساسية لجميع الخطط السابقة. وهذه القواعد الثماني هي:

1. تحسين المستوى الاقتصادي للخدمات والمنافع، التي نفذتها الدولة للمواطن مباشرة، كخدمات التعليم والأمن، أو بصورة غير مباشرة كالكهرباء، والنقل، ومواد الغذاء الأساسية. ويتم ذلك عن طريق تخفيض تكلفة الخدمات، وبتحقيق الاستخدام الأمثل لوسائل المكننة والتقنيات العصرية. ومن سبل الإسهام في هذا الهدف أيضا، تقييم الإمكانات العلمية للمشاريع وجدواها، وتشجيع المواطنين على دخول ميادين الصناعات المفيدة، التي تعتمد على المواد الخام، وتستخدم تقنيات تتطلب حدا أدنى من العمال، وتستنفد حداً أدنى كذلك من الموارد، كالماء.

2. فتح مجالات واسعة أمام القطاع الخاص، وتشجيعه على الانخراط في كثير من النشاطات الاقتصادية الحكومية، حتى لا تقوم الدولة بمهام اقتصادية يستطيع القطاع الخاص تأديتها.

3. إفساح المجال أمام القطاع الخاص، لإدارة بعض القطاعات، التي تتولاها الدولة حالياً، ومواصلتها أو إلغائها، بشرط أن يعود ذلك بفائدة حقيقة على المواطن، من حيث خفض التكلفة وتقديم أعمال وخدمات أفضل للناس. وكذلك، بإعطاء المواطن فرصة الاستثمار والمشاركة في امتلاك وإدارة الصناعات الأساسية، عن طريق طرح أسهم شركات، مثل شركة الصناعات الأساسية السعودية (سابك)، للجمهور.

4. إجراء التحسينات وتطبيق الانتقائية على المساعدات وإعانات الدعم، التي تقدمها الدولة، سواء منها المباشرة وغير المباشرة، وسيجري تخفيض هذا الدعم على مختلف الحاجيات والخدمات، بشكل لا يكون له أي أثر بعيد، على أصحاب الدخول المنخفضة. وسيكون من الأمور الرئيسية في هذا الشأن، الإيعاز إلى كل الدوائر الحكومية، التي تتولى الخدمات العامة، ممارسة الجدوى الاقتصادية وترشيد الإنفاق .

5. مواصلة تنمية الموارد البشرية، وإعادة النظر في برامج التعليم والتدريب، وتقييم ما قد تتطلبه هذه التعديلات من تطوير ومراجعة.

6. الاهتمام الخاص بتنمية المجتمع السعودي، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية الضرورية للمواطن السعودي.

7. إعداد خطة الدفاع والأمن، وعمل كل ما يلزم لضمان حماية الوطن.

8. اتباع سياسة مالية تحقق توازناً بين الواردات والنفقات.

لقد انتقلت المملكة خلال الخطط الخمسية، من مرحلة الإستراتيجية المتوازنة في الخطتين الأولى والثانية، إلى مرحلة تنويع القاعدة الإنتاجية، وتحقيق تغيير أساسي في البنية الاقتصادية للبلاد عبر الثالثة والرابعة.

وقد حُددت أهداف خطة التنمية الخامسة للمملكة العربية السعودية، للفترة 1410 ـ 1415 / 1990 ـ 1995 كما يلي:

1. المحافظة على القيم الإسلامية، وتطبيق شريعة الله، وترسيخها ونشرها.

2. الدفاع عن الدين والوطن، والمحافظة على الأمن والاستقرار الاجتماعي للبلاد.

3. إعداد المواطن العامل المنتج بتوفير الروافد، التي تؤهله لتلك المرحلة، وإيجاد مصدر الرزق له، وتحديد مكافآته على أساس عمله.

4. تنمية القوى البشرية والتأكد المستمر من زيادة عرضها، ورفع كفاءتها لتلبية متطلبات الاقتصاد الوطني.

5. دفع الحركة الثقافية والإعلامية إلى المستوى، الذي يجعلها تساير التطور، الذي تعيشه المملكة.

6. تخفيف الاعتماد على إنتاج وتصدير النفط الخام كمصدر رئيسي للدخل الوطني.

7. الاستمرار في إحداث تغيير حقيقي في البنية الاقتصادية للبلاد، بالتحول المستمر نحو تنويع القاعدة الإنتاجية، بالتركيز على الصناعة والزراعة.

8. تنمية الثروات المعدنية، وتشجيع استكشافها واستثمارها.

9. التركيز على التنمية النوعية، بتحسين وتطوير أداء ما تم إنجازه من منافع وتجهيزات.

10. إكمال التجهيزات الأساسية اللازمة لتحقيق التنمية الشاملة.

11. الاستمرار في تشجيع مساهمة القطاع الخاص، في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

12. تحقيق النمو المتوازن بين مناطق المملكة المختلفة.

13. تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

وتشكلت الأسس الإستراتيجية، لتحقيق الأهداف السابق ذكرها، كما يلي:

الأساس الإستراتيجي الأول: الاستمرار في تدعيم وجود نظام دفاعي وأمني واق، والتطوير المستمر للقوى الذاتية الدفاعية للمملكة.

الأساس الإستراتيجي الثاني: التركيز على المستوى الاقتصادي، لتهيئة الخدمات والمنافع والمنتجات، التي تقوم الدولة بتقديمها للمواطنين، بصفة مباشرة، كالتعليم والخدمات الأمنية، وغير مباشرة كالكهرباء والنقل والسلع الأساسية.

الأساس الإستراتيجي الثالث: تبني سياسة فتح المجال الخاص لمزاولة كثير من المهام الاقتصادية في الدولة، على أساس أن لا تقوم الحكومة بأي نشاط اقتصادي، يمكن أن ينهض به القطاع الخاص.

الأساس الإستراتيجي الرابع: ترشيد الإعانات المباشرة وغير المباشرة، التي تقدمها الدولة لكثير من البضائع والخدمات.

الأساس الإستراتيجي الخامس: تغليب النظرة الاقتصادية، كلما كان ذلك ممكناً، في قرارات استثمار ومصروفات الدولة.

الأساس الإستراتيجي السادس: الاستمرار في تنمية القوى البشرية، من خلال تقويم برامج ومناهج التعليم والتدريب، وإجراء ما يتطلبه هذا التقويم من تطوير أو تعديل، بما يتفق والشريعة الإسلامية واحتياجات المجتمع المتغيرة ومتطلبات التنمية.

الأساس الإستراتيجي السابع: الاهتمام بتنمية المجتمع السعودي، وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية اللازمة له.

الأساس الإستراتيجي الثامن: العمل على تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة المختلفة.

الأساس الإستراتيجي التاسع: اتباع سياسة مالية، تحقق تناسب حجم الإنفاق مع إيرادات الدولة، على مدى عمر الخطة الخمسية.

لقد أُنجزت مشاريع ضخمة وأساسية، بلغت نفقاتها، في الخطة الخمسية الأولى، 11 بليون دولار، وفي الثانية، 89 بليون دولار. وبلغت نفقات الخطة الثالثة، للأعوام 1400 ـ 1405/ 1980 ـ 1985، حوالي 188 بليون دولار. وقد صاحب هذا الازدهار الاقتصادي طلب هائل متزايد على الخدمات، ووعي واضح لضرورة تحسينها.

خلال الخمس عشرة سنة الماضية، التي استغرقتها خطط تنمية ثلاث، ارتفع معدل دخل الفرد اثني عشر ضعفا من 2800 ريال سعودي إلى 35000 ريال. وقد سجل إجمالي النتاج الداخلي السنوي المركب معدل نماء قيمته 6ر10% وهو "إنجاز فريد في تاريخ التطور والتنمية في جميع أنحاء العالم".

3. مجال التعليم

لقد كان الملك فهد هو الساعد الأيمن لأخيه الملك خالد بن عبدالعزيز، كما سبق أن ذكر. ولقد تجلّت خصال الفهد القيادية بأروع صورها في إخلاصه الفائق، وحماسته الشديدة للتربية والتعليم، وفي التطوير الهائل والتنمية، في شتى المجالات في المملكة.

وفي بداية توليه منصب وزير المعارف، في عهد الملك سعود، ألقى الأمير فهد خطبة، في طلاب السنة التوجيهية، في مدرسة تحضير البعثات، أوضح فيها خطته للنهوض بالتعليم في البلاد، قال فيها:" إنه لا يقنعه الاكتفاء بالمدارس والمعاهد الثانوية في البلاد، وابتعاث البعثات العلمية إلى الخارج فحسب، بل لابد له من إنشاء جامعات وكليات في هذه البلاد، تعنى بتدريس جميع العلوم والفنون الحيوية، التي تنهض بها البلاد، النهضة اللائقة بمقامها المرموق بين الأمم الحية والشعوب الناهضة.وإنه سوف لا يسمح بأن يلتحق أي متخرج في الخارج من الجامعات بأي خدمة حكومية أو غير حكومية في الداخل، إلا إذا استغنت عنه وزارة المعارف، لأن النهضة العلمية الصحيحة في البلاد تتطلب أن يحتضن أبناؤها شؤون التربية والتعليم فيها ".

ولقد كانت فترة توليه وزارة المعارف علامة مميزة في تاريخ تطور التعليم، حيث وضع السياسة، التي سارت عليها الوزارة، منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا، والتي تتلخص في:

1. التوسع في إنشاء المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.

2. المباشرة في تأسيس أول جامعة في شبه الجزيرة العربية، وهي جامعة الملك سعود في الرياض، ووضع قواعد تطوير التعليم الجامعي والتوسع فيه.

3. اعتماد الأساليب الحديثة في التدريب وفي النشاطات الصحية، والاجتماعية، والرياضية، والكشفية، التي أصبحت، لأول مرة، جزءاً من نشاطات السياسة التعليمية في خدمة الأجيال.

4. تحقيق الاكتفاء الذاتي في المدرسين والمدرسات الوطنيين لمختلف مراحل التعليم.

5. إنشاء المعاهد المتخصصة، التي تهدف إلى إعداد وتأهيل المعلمين والمعلمات لمختلف أنواع التعليم.

6. إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بكل شؤون التعليم، والقائمة على الإحصائيات، لتطوير الأساليب التعليمية باستمرار.

وقد وصف الملك فهد وضع التعليم حينئذ، مستذكرا تلك الأيام، فقال: "أذكر أني حينما أصبحت وزيرا للمعارف، لم يكن في المملكة سوى مدرسة ثانوية واحدة في مكة، وكان مجموع عدد الطلاب الذين يؤمون المدارس في المملكة حينئذ لا يتجاوز 35000 طالب، واليوم، تفخر المملكة بأن لديها نظاماً تربوياً ممتازاً، يشمل كل المجالات والمراحل التعليمية، من الابتدائي والمتوسط والثانوي، إلى المعاهد التقنية والمهنية والكليات والجامعات.

وبنظرة إلى عدد الطلاب وعدد المعلمين وعدد المدارس، التي افتتحت يتضح التقدم، الذي حصل في الحقل التعليمي، ففي عام 1348/ 1930، كان عدد الطلاب في كل أنحاء المملكة حوالي 2300 طالب.

وفي عام 1368/ 1949، كان عدد الطلاب في مدارس المملكة حوالي 20000 طالب. وفي العام نفسه تأسست أول مؤسسة للتعليم العالي في المملكة، وكانت كلية الشريعة. وفي العام 1405 / 1985 تجاوز عدد المدارس في المملكة الأحد عشر ألفاً.

وفي مدى عشر سنوات، تضاعف عدد الطلاب والمدارس والعاملين فيها عدة مرات، فمثلاً عدد المدارس الابتدائية، في العام الدراسي 1395 ـ 1396/ 1975 ـ 1976، كان 1414 مدرسة ـ ارتفع في العام الدراسي 1404/ 1405 ـ 1984 ـ 1985 إلى 4413 مدرسة.

وخلال الفترة نفسها، ارتفع عدد الطلاب في هذه المدارس، بنسبة 64% فبلغ حوالي 688000 طالب، كما ارتفع عدد المعلمين والإداريين، من 2631 إلى 45970، وكل ذلك، خلال عقد من الزمان فقط.

كذلك فإن المدارس المتوسطة، في العام الدراسي 1404/ 1405 1984 ـ 1985، بلغت 1323 مدرسة، منها 122 مدرسة ليلية، وقد زاد هذا العدد في السنوات العشر نفسها أكثر من 800 مدرسة.

كما ارتفع عدد الطلاب المسجلين في هذه المدارس، في الفترة إياها، إلى أكثر من 200000 طالب بزيادة 110000 طالب، عما كان عليه العدد في العام 1395/ 1396 ـ 1975 ـ 1976.

وفي مجال التعليم الثانوي، ازداد عدد المدارس بمقدار 359 مدرسة، منذ العام الدراسي 1395 ـ 1396 / 1975 ـ 1976، فبلغ عددها 462 مدرسة في العام الدراسي 1404/ 1405 ـ 1984 ـ 1985. أما عدد الطلاب الذكور، فبلغ، 88000 طالب، في العام الدراسي 1405 ـ 1406 / 1985 ـ 1986، وبلغ عدد البنات، في العام نفسه، 70000 بنت. وارتفع عدد المعلمين والإداريين، في هذه المدارس، من 2014 معلماً، في العام الدراسي 1395 ـ 1396 / 1975 ـ 1976، إلى 5878، في عام 1404 ـ 1405 / 1984 ـ 1985،

وبصورة إجمالية، فإنه، في الفترة ما بين 1390 ـ 1403/ 1970 ـ 1983، ارتفع عدد الطلاب في مختلف مراحل التعليم، من حوالي 400000 إلى 8ر1 مليون طالب، وزاد عدد الطالبات المسجلات، في تلك الفترة، من أقل من 200000، إلى أكثر من 700000 طالبة، كما ازداد عدد المدارس في هذه الفترة، من 3282، إلى 14256 مدرسة.

واتخذت خطوات جبارة لمحو الأمية، عن طريق برامج تعليم الكبار في السن. وأعدت برامج تربوية لمحو الأمية في سائر أرجاء المملكة، في المدارس، والمخيمات الكشفية، والمعاهد، والمكتبات، والساحات الرياضية.

لقد كان الهدف دائماً الارتقاء بالتعليم، وقد رافق ذلك باستمرار تحسينات في المناهج، وفي نوعية التعليم، ورفع مستوى المرافق، والهيئات التعليمية، والإدارية.

وقد ركزت السياسة التعليمية، بشكل خاص، على الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية، وترسيخها؛ انسجاما مع تعاليم الإسلام الحنيف، وكان هذا، ولا يزال، في صميم سياسة التطوير التربوي، منذ بدايته المتواضعة، عام 1368/ 1949.

وقد توسع الاهتمام في تعليم البنات باطراد، منذ بدايته في عام 1380/ 1960. فلقد بلغت ميزانية الرئاسة العامة لتعليم البنات للعام الدراسي 1403 ـ 1404/ 1983 ـ 1984، حوالي 6.375 بليون ريال، وهي تؤلف أكثر من 21% من إجمالي الميزانية للتربية والتعليم والموارد البشرية، البالغة 30 بليون دولار، وفي مدى بضع سنوات فقط، أصبح تعليم المرأة متاحا في أكثر من 800 مجمع سكاني، تغطي كل هجرة وقرية ومدينة في المملكة.

ويؤلف التدريب المهني الفني جزءاً حيوياً جداً من النظام التعليمي، من أجل تنمية الموارد البشرية في المملكة، ويضم برنامج التعليم العام تدريباً فنياً ومهنياً في المرحلتين الابتدائية والثانوية، وتؤسس معاهد التدريب والتطور في سائر أرجاء المملكة؛ لتحقيق مستويات التدريب المتقدمة.

وكان معهد الإدارة العامة، الذي أسس عام 1961، فعالاً للغاية في مجالات التدريب الإداري، ففي العام الدراسي 1402 ـ 1403/ 1982 ـ 1983، اشترك حوالي 9000 شخص في برامج المعهد وحلقاته الدراسية المختلفة، وفي هذا المعهد تُقدّم خدمات التدريب لموظفي الحكومة، وللطلاب، الذين يبدون رغبة في الالتحاق بالوظائف الحكومية.

ويقدم المعهد برامج مماثلة للذكور والإناث، تشمل تدريبات في حقول الحاسب الآلي (الكمبيوتر)، ومعالجة البيانات، وشؤون الموظفين، والخدمات المالية، والاختصاصات المكتبية.

وفي مجال التعليم الفني التجاري، كان عدد المدارس الثانوية التجارية، في عام 1403/ 1983 ثماني مدارس، بلغ مجموع المسجلين فيها 5828 طالباً، وكان هناك أيضاً معهدان عاليان للمالية والتجارة.

ـ التعليم العـالي

لقد فوضت، إلى معاهد التعليم العالي، مسؤولية توسيع القوى البشرية المتخصصة وتنمية البحث العلمي. وقد خصص لوزارة التعليم العالي، وهي الهيئة، التي تشرف على سياسات التعليم العالي 31% من ميزانية الخطة الخمسية للتربية 1400 1405/ 1980 ـ 1985، ومقدارها 9 بلايين ريال.

 واقتسم 400 مليون ريال أخرى، بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وبين معهد الإدارة العامة.

وتقوم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بنشاطات في مجالات منح البحوث والمنح الدراسية. ويقوم معهد الإدارة العامة بتدريب موظفي الحكومة الحاليين والمحتمل انضمامهم إلى سلك موظفي الدولة مستقبلا، ويقوم أيضاً بتقديم خدمات استشارية إلى مختلف دوائر الحكومة.

وتؤلف وكالة الرئاسة لكليات البنات قسماً رئيسياً من رئاسة تعليم البنات، وتختص بتولي شؤون التعليم العالي للبنات. وهي تدير وتشرف على معاهد التعليم العالي، مثل كلية التربية للبنات في الرياض، التي تأسست عام 1390/ 1979، وكلية التربية للبنات، التي تأسست في جدة عام 1394/ 1974، ونظيراتها، التي تأسست في مكة عام 1395/ 1975، والمعهد العالي للخدمة الاجتماعية، في الرياض 1395/ 1975، وكلية التربية الفنية، في الرياض عام 1399/ 1979، وأيضاً كلية العلوم والآداب، في الدمام 1399/ 1979.

وقد افتتحت ثلاث كليات تربية للبنات، عام 1402/ 1981، في المدينة المنورة، وبريدة، وأبها، وتبعتها كلية تربية أخرى، في تبوك 1982. وتُقدِّم هذه الكليات منحاً دراسية تشمل السكن والطعام، إضافة إلى أجور التنقل والتعليم المجاني.

وهنالك حوالي إحدى وستين كلية في المملكة العربية السعودية، يختص نصفها بالدراسات العلمية، ويقوم بالتدريس فيها هيئات تدريس سعودية، يزيد عدد أفرادها على 9000 عضو.

 وقد زاد عدد الطلبة المسجلين للدراسة في المستوى الجامعي، من 8000 في عام 1390 ـ 1391/ 1970 ـ 1971، إلى 85000 طالب في عام 1403 ـ 1404/ 1983 ـ 1984. وزاد عدد البرامج الأكاديمية التي دُرّست على 400 برنامج. وبحلول عام 1404/ 1984، بلغ مجموع الخريجين ذكوراً وإناثاً من معاهد التعليم العالي، أكثر من 50000 خريج وخريجة. ويذهب بعض الطلاب إلى الخارج لمتابعة تعليمهم العالي، ويقصد معظم هؤلاء الولايات المتحدة الأمريكية.

وهنالك ثماني جامعات رئيسية في المملكة، تغطي كافة أرجاء المملكة. وتركز ثلاث من هذه الجامعات على الآداب والعلوم، ولثلاث أخرى منها، اختصاصات محددة. وتشرف وزارة التعليم العالي على سبع من هذه الجامعات، بينما يشرف مجلس الوزراء على السابعة منها، وهي الجامعة الإسلامية.

ـ جامعة الملك سـعود

تأسست هذه الجامعة، بادئ ذي بدء، في الرياض عام 1377/ 1957، وانتقلت إلى الحرم الجامعي الجديد في موقع بقرب الدرعية، في ضواحي العاصمة الرياض. وهو حرم عصري، يقع على بعد عشرة كيلومترات، خارج مدينة الرياض، والجو التربوي فيه ملهم جداً، تعززه هيئة تعليمية قديرة من مختلف أقطار العالم، ومكتبة عصرية ممتازة، ويتلقى الطلاب الكتب والطعام والسكن مجاناً، إضافة إلى مكافأة شهرية.

وتقوم هذه الجامعة بدور تربوي فعال، وتضم أكثر من 45000 طالب وطالبة، وهي في الواقع مثل حي على الاهتمام العظيم بالعلم، الذي يتبناه قادة البلاد السعودية، وبخاصة الملك فهد.

وتقدم الجامعة عن طريق أساتذتها خدمات عديدة، فالخبرات المتنوعة، التي توفرها لوزارات الدولة ووكالاتها تسهم، إلى حد كبير، في خطط التنمية. وتعقد الجامعة مؤتمرات وحلقات دراسية بالغة الأهمية، يشارك فيها العلماء والأطباء والمهندسون وكبار رجال العلم، ويتفاعلون مع الجسم الطلابي والهيئة التعليمية، والمجال فسيح لممارسة مختلف النشاطات الثقافية، والاجتماعية، والرياضية فيها.

عندما فتحت هذه الجامعة أبوابها، كانت تضم واحداً وعشرين طالباً، وتسعة أساتذة، وخلال خمسة وعشرين عاماً من التوسع، الذي بلغ ذروته بإنشاء معماري رائع، فاقت تكاليفه البليوني دولار، أصبح الحرم الجامعي يتسع لأكثر من 40000 طالب، وبينما كانت ميزانية الجامعة 5ر1 مليون دولار في العام الدراسي 1381 ـ 1382/ 1961 ـ 1962، فقد تصاعدت في العام 1403 ـ 1404/ 1983 ـ 1984، إلى حوالي 4 بلايين ريال.

وفي العام الدراسي 1381 ـ 1382/ 1961 ـ 1962، كان عدد الطالبات في الجامعة أربعاً فقط، فقفز هذا العدد، في العام 1403 ـ 1404/ 1983 ـ 1984، إلى 4836 طالبة.

وكان مجموع عدد الطلاب والطالبات قد بلغ، في ذلك العام 1403 ـ 1404/ 1983 ـ 1984، 22153 طالبا وطالبة، وفي العام الدراسي 1402 ـ 1403/ 1982 ـ 1983، كان مجموع عدد الذين تخرجوا في الجامعة منذ تأسيسها 15903، منهم 1943 خريجة، أما عدد أفراد الهيئة التعليمية ومساعديهم، فقد بلغ 2132 في ذلك العام، كما بلغ عدد الموظفين الإداريين 5225.

وتفخر الجامعة بكلياتها المتعددة، التي تشمل الآداب، والعلوم، والعلوم الإدارية، والصيدلة، والزراعة، والهندسة، والتربية (في الرياض)، والتربية ( في أبها)، والطب (في الرياض)، والطب (في أبها)، وطب الأسنان، والعلوم الطبية المساعدة، والعمارة، والتخطيط، واللغات، والترجمة، والزراعة (في القصيم)، والاقتصاد والإدارة (في القصيم)، ومعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

 وقد ضمت كليتا التربية والطب في أبها إلى جامعة الملك خالد، التي أسست عام 1419/1998.

ويضم الحرم الجامعي أيضاً مستشفى تعليمياً جامعياً لطلاب الطب، هو مستشفى الملك خالد الجامعي، ويتسع لـ870 سريراً. وقد بلغت تكاليف المجمع الطبي أكثر من 360 مليون دولار، وتستوعب إنشاءاته الإسكانية حوالي 45000 من الهيئة التعليمية والموظفين والطلاب.

ـ الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة

وهي مؤسسة عالمية للدراسات الإسلامية، تأسست عام 1381/ 1961، وتضم الجامعة خمس كليات، لها أحد عشر فرعاً. ومن هذه الكليات، كلية الشريعة، وكليات خاصة بالدراسات القرآنية والدينية، وكلية اللغة العربية. ويؤمها الطلاب من جميع أنحاء العالم، بحيث يتمثل في الجسم الطلابي أكثر من ثمانين بلداً، وفي العام الدراسي 1402 ـ 1403/ 1982 ـ 1983، كان عدد أفراد الهيئة التعليمية والمساعدين حوالي أربعمائة، وفيما بين العام الدراسي 1395 ـ 1396/ 1975 ـ 1976 والعام 1402 ـ 1403/ 1982 ـ 1983، منحت الجامعة 122 درجة ماجستير، و 22 درجة دكتوراه، لطلاب من عشرات الأقطار المختلفة.

والجدير بالذكر أن جميع الطلاب يتلقون مكافآت شهرية؛ لتغطية نفقاتهم، وتوفر لهم وسائل النقل من وإلى البلدان، التي يأتون منها، إضافة إلى السكن والطعام والكتب وسائر اللوازم المدرسية. وتقدم الرعاية الصحية المجانية للطلاب.

ويمنح الطالب، الذي يتخرج بدرجة الشرف، خلال مدة دراسته، مكافأة تعادل 300 دولار تقريباً، ويستطيع الطلبة السفر إلى أوطانهم لزيارة الأهل والأصدقاء، كل سنة على نفقة الجامعة.

ـ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

تأسست كلية البترول والمعادن، عام 1383/ 1963 في الظهران. وبدأت الدراسة فيها عام 1384/ 1964، بسبعة وستين طالباً، معظمهم من السعوديين، وكان مجموع عدد أفراد الهيئة التعليمية أربعة عشر، وتوالى تطوير البرامج باطراد، ليشمل عدداً من فروع الدراسة في مجالات الهندسة التطبيقية، والعلم الهندسي، وقد جرت احتفالات التخرج الأولى، في جمادى الأولى 1392/ حزيران 1972 في الظهران، مقر الجامعة، وفي عام 1395/ 1975، أصبح الاسم الرسمي للكلية جامعة البترول والمعادن، وفي 23 ربيع الثاني 1407/ 25 كانون الأول (ديسمبر) 1986، أعيد تسمية الجامعة لتصبح "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن". وللجامعة مجلس أمناء ورئيس، هو المسؤول التنفيذي عن شؤونها.

وتضم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن خمس كليات، هي كليات العلوم الهندسية، والهندسة التطبيقية، والعلوم، وإدارة الأعمال، وتصاميم البيئة.

في العام الدراسي 1400 ـ 1401/ 1980 ـ 1981، كان عدد الطلاب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن 3047 طالباً، وقد ارتفع هذا العدد إلى 3810 في العام الدراسي 1404 ـ 1405/ 1984 ـ 1985، تخرج منهم 397 طالباً بدرجة الماجستير. وفي العام الدراسي 1405 ـ 1406/ 1985 ـ 1986، بلغ مجموع عدد المتخرجين في الجامعة 508 موزعين على الشكل التالي: درجة دكتوراه واحدة في الهندسة الكهربائية (تمنح إلى سعودي للمرة الأولى في تاريخ الجامعة)، 81 درجة ماجستير، و426 درجة بكالوريوس في العلوم.

وترغب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن يجري تقييمها بالمقارنة مع أرفع الجامعات الأخرى في العالم الغربي، وبخاصة الجامعات الأمريكية. ولضمان الحصول على تقييم عال في هذه المقارنة، فإن الجامعة قد جندت نخبة من الهيئات التعليمية، وأدرجت في برامجها تقنيات مبدعة في التربية والأبحاث والخدمة العامة. وقد استطاعت هذه الجامعة استقطاب مهندسين بارزين في ميادين التقنيات؛ للمعاونة في تحقيق الهدف المنشود، سعياً وراء الامتياز.

ـ جامعة الملك عبد العزيـز

بدأت هذه الجامعة أعمالها عام 1387 ـ 1388/ 1967 ـ 1968، على يد نخبة من رجال الأعمال السعوديين، الذين قدروا الدور الأساسي للتربية والتعليم، في تحديث المملكة العربية السعودية، وإلحاقها بركب الحضارة المعاصرة.

وفي 16 من جمادى الآخرة 1391/ 8 أغسطس 1971، تولت الدولة مسؤولية إدارة الجامعة ورسالتها، وأصبحت كليتا الشريعة والدراسات العليا في مكة المؤسستان عام 1368/ 1949، جزءاً من جامعة الملك عبد العزيز، وفي الأول من رجب 1401/ 4 مايو 1981، أصبح فرع الجامعة في مكة معهداً مستقلاً تحت اسم " جامعة أم القرى ".

وتشمل هذه الجامعة كلية الاقتصاد والإدارة، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية التربية في المدينة المنورة، وكليات التربية البدنية، والهندسة، والعلوم التطبيقية، وتصاميم البيئة، والطب والعلوم الطبية، (تساندها إدارات متعددة وبخاصة مستشفى الجامعة، الذي يتسع لثمانمائة سرير)، وكلية علوم الأرض، ومعهد الجيولوجيا التطبيقية، ومعهد الأرصاد ودراسات الأراضي القاحلة، ومعهد علوم البحار.

وتضم الجامعة مرافق تعليمية منفصلة للإناث، جيدة التجهيز، كما للذكور. ويتلقى الطلاب من الجنسين برامج دراسية متطابقة.

وكانت الميزانية الأولى للجامعة، في العام الدراسي 1387 ـ 1388/ 1967 ـ 1968، قرابة أربعة ملايين ريال، وبعد سبع عشرة سنة من التقدم والنمو، قفزت ميزانية العام 1403 ـ 1404/ 1983 ـ 1984، إلى 1400 مليون ريال.

وبينما بلغ عدد الطلاب، في عام 1396، ستين طالباً وثلاثين طالبة، مسجلين في كلية الاقتصاد والإدارة، بلغ مجموع عدد الطلاب، في عام 1404/1984، 14403 طلاب، منهم 4150 من الإناث. أما عدد غير السعوديين من الطلبة، فبلغ 3255 طالباً.

ولزيادة عدد أفراد الهيئة التعليمية من السعوديين، تتبع الجامعة، كما هو الحال في بقية الجامعات السعودية، سياسة إرسال عدد من الطلبة المتفوقين، في بعثات إلى الخارج؛ لمتابعة الدراسات العليا، يعودون بعدها للتعليم في الجامعة. وقد بلغ عدد هؤلاء المبتعثين في منح دراسية إلى الخارج لدرجتي الماجستير والدكتوراه، 116بتعثاً في العام الدراسي 1395 ـ 1396/ 1975 ـ 1976. وارتفع هذا العدد إلى 409 مبتعثين، في عام 1402 ـ 1403 ـ 1982 ـ 1983، بزيادة مقدارها 350%. وفي عام 1985، كان هذا العدد 417 مبتعثاً، بينهم عشرون من الطالبات.

ويعزز الجامعة مستشفى جامعي، ومراكز متخصصة، كالحاسب الآلي وتقنية الوسائل التعليمية، واللغة الإنجليزية، وبها أيضاً مكتبة جيدة.

وتتوافر في حرم جامعة الملك عبد العزيز، كما في غيره، مساكن للطلاب، والموظفين، والهيئة التعليمية، وعائلاتهم.

ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض

تأسست هذه الجامعة، عام 1394/ 1974، وقد حدد مجلس الوزراء أنظمتها الأساسية، وكان نواتها معهد الرياض العلمي، الذي كان قد تأسس عام 1369 ـ 1950، وتشمل الكليات، التي أضيفت إليها تدريجياً:

كلية الشريعة، وكلية اللغة العربية، ومعهد القضاء العالي، وكلية أصول الدين، وكلية الدعوة والإعلام، وكلية العلوم الاجتماعية، وكلية الشريعة وأصول الدين في أبها، ( وفي القصيم 1396/ 1976). وأضيف إليها أيضاً كلية للغة العربية، وكلية للدراسات الاجتماعية في أبها، وأخرى في القصيم، ومعهد للدعوة الإسلامية في المدينة المنورة، وكلية للشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء. وللجامعة معهد لتعليم اللغة العربية للأجانب، وآخر لتعليم اللغة الإنجليزية لطلاب الجامعة.

وللجامعة ثلاثة فروع خارج المملكة، في رأس الخيمة، وموريتانيا، وجيبوتي، ولها أيضاً فرعان خارج المملكة لتعليم اللغة العربية، أحدهما في إندونيسيا، والآخر في اليابان. وتقدم الجامعة في بعض كلياتها دراسات جامعية للبنات. وفي العام الدراسي 1403 ـ 1404 / 1983 ـ 1984، بلغ عدد الطلاب 16134 طالباً،منهم 2725 يتابعون دراساتهم العالية (بعد البكالوريوس). وخلال فترة الخطة الخمسية، التي انتهت في العام الدراسي 1402 ـ 1403/ 1982 ـ 1983، بلغ عدد المتخرجين من الجامعة 6232، نال منهم 8818 درجة البكالوريوس في الآداب، و548 درجة الماجستير، و38 درجة الدكتوراه، وحصل 128 طالبا على الدبلوم العالي. وكانت الجامعة قد قدمت في تلك الفترة 1970 منحة دراسية إلى طلاب من مختلف دول العالم الإسلامي.

ـ جامعة الملك فيصـل

تأسست عام 1395/ 1975، وبدأ في العام نفسه التدريس في الكليات الأربع الأساسية، التي تألفت منها الجامعة، أصلاً. وهذه الكليات هي: كلية الزراعة، وكلية الطب البيطري (في الأحساء)، وكلية التخطيط والعمارة، وكلية الطب والعلوم الطبية (في الدمام). وكان عدد الطلاب في البداية 170طالباً، وفي وقت لاحق أنشئ فرع للبنات يضم كلية التربية، وأخرى لإدارة الأعمال.

وفي العام الدراسي 1403 ـ 1404/ 1983 ـ 1984، قفز عدد الطلاب المسجلين في الجامعة إلى 2649 طالباً، منهم 1384 طالباً سعودياً، و264 طالبا غير سعودي، و897 طالبة سعودية، و104 طالبات غير سعوديات، فكانت نسبة غير السعوديين في الجامعة 8ر13%.

وفي العام الدراسي 1402 ـ 1403/ 1982 ـ 1983،، بلغ عدد المتخرجين 493، بينهم 410 طلاب و83 طالبة. وتوزع الخريجون من مختلف الكليات على الشكل التالي: الطب 80 طبيباً و26 طبيبة، التخطيط والعمارة 189 مهندساً، العلوم الزراعية والتغذية 186 (منهم 139 مهندساً زراعياً و47 من الخريجات في الاقتصاد المنزلي)، وفي الطب البيطري وعلم الحيوان 38 بيطرياً.

وتتكامل النشاطات الأكاديمية في مختلف كليات الجامعة، بمراكز علمية تطبيقية، تعزز عملية التعليم في الجامعة. وهذه تضم مراكز للزراعة، وعلم الحيوان، ومرافق بحوث، ومكتبات، إضافة إلى مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، الذي يتسع لحوالي 200 سرير. وقد اعترف المجلس العربي للاختصاصات الطبية، ومجالس طبية أخرى، بقدرات هذا المستشفى في تدريب الطلاب بصفته مركزاً متقدماً للاختصاصات الطبية.

ـ جامعة أم القرى (مكة)

أسست هذه الجامعة عام 1401/ 1981، وهي تضم كلية الشريعة والعلوم الشرعية، (التي كانت تعمل منذ عام 1389/ 1969)، وكلية التربية في مكة، (التي تأسست عام 1371 ـ 1972) تحت الإشراف المباشر لوزارة المعارف، ثم أصبحتا جزءاً من جامعة الملك عبد العزيز قبل أن تغدوا جزءاً من جامعة أم القرى.

ومنذ تأسيسها في عام 1401/ 1981، توسعت الجامعة في مجالات عدة شملت: كلية الشريعة، والعلوم الشرعية، وكليات التربية، والعلوم التطبيقية والهندسية، ومعهد اللغة العربية، وكلية التربية (في الطائف)، وكلية الدعوة وأصول الدين.

وفي العام 1403/ 1983، أضيفت كليتان أخريان، هما كلية العلوم الاجتماعية، وكلية العلوم الزراعية.

وقد بلغ مجموع عدد الطلاب الذكور والإناث المسجلين في الجامعة، للعام الدراسي 1403 ـ 1404/ 1983 ـ 1984، 9421 طالباً، بينهم 3774 من الإناث. ومن مجموع هؤلاء الطلاب (ذكوراً وإناثاً)، كان في صفوف المتخرجين 965 طالباً، والباقون في صفوف، دون مستوى التخرج.

ـ جامعة الملك خالد

وهي أحدث الجامعات السعودية،إذ أعلن تأسيسها في أبها، في عام 1419/ 1998، وتشكلت نواتها من كليتي التربية والطب التابعتين لفرع جامعة الملك سعود، وكلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

ويماثل العمل التدريسي في الجامعات السعودية نظيره في أي جامعة أمريكية، ويعتمد على النشاطات الأخرى المناطة بالأستاذ، إضافة إلى عمله التدريسي، ويمنح الأساتذة الأجانب سكناً مجانياً. وهذه المساكن حديثة جداً وتتوافر فيها جميع وسائل الراحة.

والجامعات في المملكة تنشد الامتياز التربوي والتعليمي، في رسالتها وسعيها، وقد حققت جميعها تقدماً ملموساً. إن التعليم والتدريب هما أساس تنشئة القوة البشرية، التي كانت في صميم الإنجازات الهائلة، التي تحققت في المملكة.

4. في المجال الاقتصادي

لقد لعبت صناديق وبنوك التمويل التي أسستها الحكومة السعودية دوراً رئيسياً في خطط التنمية المختلفة، وفي مقدمة هذه المؤسسات: بنك التسليف السعودي، وصندوق الاستثمارات العامة، والبنك الزراعي، وصندوق التنمية العقارية، وصندوق التنمية الصناعية.

فحتى عام 1404/ 1983 ـ 1984، قدم بنك التسليف السعودي 159000 قرض، بلغت قيمتها نصف بليون دولار، وبلغ ما قدمه صندوق الاستثمارات العامة ما مجموعه 5ر20 بليون دولار، على شكل قروض. وقدم صندوق التنمية العقارية قروضا، بلغت 20 بليون دولار. وقدم البنك الزراعي 284000 قرض، بلغ مجموعها خمسة بلايين دولار. وقد ازدادت القروض من صندوق التنمية العقارية، من حوالي بليون ريال سعودي، للعام المالي 1395/ 1974 ـ 1975، إلى حوالي تسعة بلايين ريال سعودي، للعام المالي 1405/ 1983 ـ 1984.

وعلى سبيل المثال، صندوق التنمية الصناعية السعودي، الذي تأسس عام 1394/ 1974، وكان الهدف منه مساعدة وتشجيع الصناعة، في القطاع الخاص في المملكة. وبلغت قروض صندوق التنمية الصناعية لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، أحد عشر بليون دولار.

لقد قدمت القروض والمساعدات، إلى المواطنين العاديين، والمؤسسات العامة أو شبه العامة، عن طريق صناديق التمويل هذه، التي قامت بدور بالغ الشمول في عملية التنمية الصناعية في المملكة، وهذه القروض طويلة الأجل تمنح للمواطنين، دون فوائد.

وقد تبلغ القروض لمشاريع البناء والتصنيع ما يعادل 50% من التكلفة الإجمالية، والمواطنون، الذين يحملون رخصا صناعية مؤهلون لتلقي هذه القروض، التي قد تصل آجالها إلى 15 عاماً.

لقد شملت مسيرة التقدم هذه جميع القطاعات الاقتصادية، والإنجازات تفصح عن نفسها بالأرقام والرسوم البيانية.

5. مجال النقـل والمواصـلات

ويضم هذا المجال الطرق العامة الحديثة، والطرق المعبدة وغير المعبدة، والمطارات، والموانئ، والسكك الحديدية، والنقل بالحافلات، والهاتف والبرق والبريد.

ـ الطــرق

تربط شبكة الطرق أركان المملكة الأربعة، بطرق فسيحة حديثة، مجهزة بمختلف أنواع التقاطعات المتبانية المستوى؛ لتيسير النقل السريع. وشبكة الطرق هذه، تضاهي أحدث الطرق العامة، التي نجدها في أرقى دول أوروبا الغربية، أو معظم أمريكا.

وتنتشر، على طول هذه الطرق العامة الحديثة، أماكن للاستراحة. وتتابع صيانة هذه الطرق، على مستوى عال من الكفاية والخبرة. وأسس القطاع الخاص شركة مساهمة؛ لتقديم الخدمات على طول هذه الطرق العامة، فتبنى، على مسافات محددة الأبعاد على جوانبها، مرافق حديثة للمبيت والطعام، وخدمات الطوارئ والصيانة، إضافة إلى الاتصالات الهاتفية، ومواقع الطائرات العمودية (الهليكوبتر). وأنشأت وزارة الداخلية إدارة لأمن الطرق، مزودة بوسائل اتصال حديثة.

وقد شيدت الطرق عبر أراض وعرة، واستخدمت الجسور، حيثما دعت لها الحاجة. وقد حلت مشاكل الازدحام على هذه الطرق، باستخدام الجسور والطرق الجانبية، حول المدن. وهنالك طرق حديثة تربط المملكة مع جيرانها، كالجمهورية العربية اليمنية، وكالطريق التي تربط المملكة بالكويت. ويربط المملكة بالأردن طريقان، ويربطها طريق بقطر يمتد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.

وقد تم إنجاز الجسر الضخم، الذي يربط المملكة بدولة البحرين، وتشرف شركة مشتركة على تشغيل هذا المعبر الجبار. لقد وضع الحجر الأساسي، لهذا الجسر الكبير، في 25 محرم 1403/ 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 1982، مشاركة على يدي الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وأمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.

أما تكاليف البناء البالغة 800 مليون دولار، فقد دفعتها بالكامل المملكة العربية السعودية؛ انسجاماً مع سياستها في تعزيز التعاون والرخاء الاجتماعي، بين دول مجلس التعاون الخليجي. وقد تم إنجاز المعبر "جسر الملك فهد " تقنياً في 17 شعبان 1406/ 26 أبريل 1986، بعد حوالي خمس سنوات من العمل.

ـ المطـارات

لقد شيدت المملكة 23 مطاراً، تربط مختلف مناطق المملكة، وتيسر الاتصال بمختلف أقطار الأسرة الدولية. ومن هذه المطارات، ثلاثة ذات طبيعة دولية، تضاهي في سعتها وخدماتها الحديثة ومستواها النوعي أفضل المطارات في العالم، والمطارات الدولية الثلاثة هي: مطار الملك خالد الدولي في الرياض، الذي افتتح عام 1404/1984، ومطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الظهران الدولي في المنطقة الشرقية، ويجري الاستعداد، حالياً، لافتتاح مطار الملك فهد الدولي، الذي يقع على مسافة أربعين كيلو متراً شمالي مدينة الدمام.

والخطوط الجوية العربية السعودية "السعودية"، متميزة، بما يعرف عنها من الكفاءة والسلامة، ودقة المواعيد، ونقلت في عام 1406/ 1986، قرابة 12 مليون مسافر، بالمقارنة مع عدد متواضع، لم يتجاوز 53 ألفاً عام 1372/ 1953.

وتعتبر "السعودية" من مفاخر المملكة، وهي تمتلك أسطولاً جوياً، من أحدث ما أنتجته صناعة طائرات الركاب، وفي أوائل عام 1406/ أواخر 1985، كان هذا الأسطول يضم من جملة طائراته المئة والثلاث: اثنتين وستين طائرة ضخمة، منها عشر من طراز بوينغ 747. وفي جمادى الآخرة 1416، وقعت الخطوط الجوية السعودية اتفاقية مع شركتي بوينج وماكدونالد دوجلاس، لتزويدها بطائرات للركاب والشحن. وتشمل الصفقة 5 طائرات، من طراز بوينج 747 ـ 400، و23 طائرة، من طراز بوينج 777 ـ 200، و19 طائرة، من طراز ماكدونالد دوجلاسMD 90 ، و4 طائرات، من طراز ماكدونالد دوجلاسMD11 للشحن الجوي. وتسلمت السعودية، من هذه الطائرات، 42 طائرة، حتى منتصف عام 1999. وللمقارنة فإن أسطول "السعودية"، في عام 1395/ 1975، تألف من 28 طائرة فقط.

ـ الموانـئ

وقد أولت المملكة إنشاء الموانئ البحرية وتطويرها الأهمية، التي تستحقها، استجابة لاحتياجات خطط التنمية المختلفة، من شحنات المواد الأساسية، استيراداً وتصديراً. وقد جعلت ضخامة هذه الشحنات، من بضائع ومنتجات اقتضتها خطط التنمية، الاهتمام بتطوير وتوسيع الموانئ، أمراً حتمياً وملحاً. ومن أبرز موانئ المملكة: ميناء جدة الإسلامي، وميناء الملك عبد العزيز في الدمام، وميناء الجبيل التجاري، وميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل، وميناء ينبع، وميناء جيزان، وميناء ضبا على البحر الأحمر، الذي يعد أحدث الموانيء السعودية إنشاء.

وموانئ المملكة تعد بين أحدث الموانئ العالمية، وهي المعبر الرئيسي، لتجارة البلاد النشيطة، مع العالم الخارجي.

ويتركز الاهتمام، حالياً، على الموارد البشرية، وبخاصة التدريب أثناء العمل للسعوديين، الذين يديرون موانئ المملكة. وبعض هذه الموانئ الرئيسية مجهز بمراكب قطر حديثة فائقة التجهيزات، بحيث تستطيع إرساء السفن، ومكافحة أخطار الحريق، ومنع تلوث مياه البحر بالنفط، إلى جانب إنقاذ السفن الضالة.

ـ النقـل بالحافـلات

تأسست الشركة السعودية للنقل الجماعي، عام 1399/ 1979، وقد نقلت في عام 1403 /1982 ـ 1983، حوالي 146 مليون مسافر، بالمقارنة مع 119 مليون مسافر في العام، الذي سبقه، وما يقارب 152 مليوناً، في عام 1407/ 1987. ويقدم أسطول الشركة المؤلف من سبعمائة حافلة، خدمات جلى إلى المواطنين، الذين يترددون ذهاباً وإياباً إلى أعمالهم، كما يخفف، من كثافة حركة السير والازدحام، في المدن الرئيسية.

ـ البرق والبريد والهاتف

لقد حققت المملكة، في مجال الاتصالات، إنجازات خارقة، من بداية متواضعة، في أواخر السيتينات وأوائل السبعينيات. فقد طرأت، على الخدمات الهاتفية، تحسينات تفوق التصور، نوعية وموثوقية. ولا تقتصر هذه الخدمات الهاتفية على إمكانية الاتصال هاتفياً، بكل أنحاء المملكة، بل الواقع أن هذه الإمكانية تشمل العالم بأسره. ففي مدى ثوان معدودات، يمكنك الاتصال بأهم المراكز الدولية، بسهولة الاتصال بالمدن الصغيرة. وهذه الخدمات هي من الجودة، بحيث تفوق في حالات كثيرة أفضل الشبكات الهاتفية، في شتى بلدان العالم الصناعي.

وتعزز شبكة الاتصالات المحلية شبكة دولية متقدمة للاتصالات، تضم مجموعة محطات أرضية للاتصالات (عبر أقمار صناعية)، تابعة للهيئة الدولية للاتصالات الفضائية (إنتنسات)، وتقع اثنتان من هذه المحطات في الرياض، والثالثة في الطائف.

وأدخلت، قبل عدة سنوات خدمة النداء الآلي، وخدمة الهاتف الجوال أو المحمول، وغطت شبكته معظم بقاع المملكة.

وقد توسعت كذلك خدمات المبرقة الكاتبة (التلكس)، وهناك حاليا شبكة مبرقات عاملة من 30000 خط، تخدم 129 مدينة وقرية، ويكتتب فيها حوالي 17000 مشترك. وفي السنوات القليلة الماضية، عم استخدام المبرقات المصورة (أجهزة الفاكس)، مختلف أرجاء المملكة، وتنامى عددها بشكل ملحوظ، نظراً لما تيسره من خدمات، للمؤسسات والشركات ورجال الأعمال.

وقد حسن القمر العربي "عربسات" الاتصالات بين المملكة العربية السعودية والعالم العربي، إلى درجة كبيرة.

وقد حققت الخدمات تقدماً رائعاً، من حيث النوعية والموثوقية، منذ أوائل السبعينيات. وقد كانت الخطوة الجبارة، في هذا المجال، استخدام أحدث الأساليب والمعدات، وبخاصة مناولة البريد وفرزه آلياً، وتطبيق نظام الرموز البريدية، لعدد من المدن السعودية. وقد أدخلت المملكة، على غرار الدول العصرية الأخرى، نظام خدمات بريدية خاصاً (البريد الممتاز)، تصل فيه الرسالة إلى هدفها في اليوم ذاته. وهذا النظام شبيه بنظام البريد السريع في الولايات المتحدة الأمريكية. لقد كان تنامي الخدمات البريدية في المملكة، مدهشاً حقاً، فأتاح هذه الخدمات لأكثر من 600 مركز تجمع سكاني، علماً أن كلاً من الرياض وجدة والدمام، لها مجتمعات مكاتب بريد رئيسية خاصة. وفي عام 1407/ 1987، شملت خدمات البريد قرابة أربعة آلاف مدينة وقرية، في شتى أنحاء المملكة.