إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (1115 ـ 1206هـ)









شبه الجزيرة العربية، قبيل الشيخ محمد بن عبدالوهاب

شبه الجزيرة العربية، قبيل الشيخ محمد بن عبدالوهاب

أجمع المؤرخون لهذه الفترة ـ مطلع القرن الثاني عشر للهجرة ـ على سوء الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية، في شبه الجزيرة العربية، وعلى وجه الخصوص في نجد. وكان مصدر السوء ما شاب عقيدة المسلمين من الفساد، وما انتشر من ممارسات كانوا يظنونها من الدين، وهي ليست  من الدين في شيء. ويصوِّر ابن بشر وابن غنام، المؤرخان النجديان، تلك الحال في قولهما: "وكان الشرِّك إذ ذاك قد فشا في نجد وغيرها، وكثر الاعتقاد في الأشجار، والأحجار، والقبور والبناء عليها والتبرك بها، والنذر لها، والاستعاذة بالجن والذبح لهم، ووضع الطعام لهم، وجعله في زوايا البيوت لشفاء مرضاهم، ونفعهم وضرهم، والحلف بغير الله. وغير ذلك من الشرك الأكبر والأصغر". كما قدَّس الناس الموتى، وأحيوا عادات وثنية وسبئية قديمة، وأهملوا القرآن، وتناسوا الزكاة، والصيام، والحج، وما عادوا يعرفون أين تقع القبلة! أما في السياسة: فبداوة تسلب وتقتل وتفرض الإتاوة، وتقطع الطريق[1].

1. الحالة الدينية

أشار المؤرخون إلى عدد من الممارسات المخالفة للشرع، التي كان الناس يأتونها، مثل زيارة بعض القبور والمواقع من أجل التبرك، أو جلب النفع ودفع الضر، وما إلى ذلك من معتقدات خاطئة، لا سند لها من كتاب أو سُّنة؛ مثال ذلك:

أ. قبر زيد بن الخطّاب[2]

كان في بلدة الجبيلة، التي تقع شمال غرب الرياض، قبرٌ زعم بعض الناس أنه للصحابي زيد بن الخطاب. فكانوا يقصدونه من كل فج، يدعونه لتفريج كروبهم، وكشف نوائب الدهر عنهم، وقضاء حاجاتهم، اعتقاداً في صاحبه، من دون الله عزّ وجلّ، ينذرون له النذور، ويذبحون الذبائح.

ب. قبور بعض الصحابة

زعم الناس وجود قبور لبعض الصحابة في قريوة في الدّرعية، فظلوا عاكفين على عبادتها، حتى أضحت هذه القبور في صدور هؤلاء الناس، أشد خوفاً ورهبة من الله، فتقربوا إليها وهم يظنون أنها أسرع استجابة لحوائجهم من الله سبحانه، فصدق عليهم قول الله تعالى: ]أَئِفْكًا ءَالِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ[ (سورة الصافات، الآية 86)، وكأنما كان لسان حالهم يجيب: ]بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ[ (سورة الزخرف، الآية 22).

ج. قبر ضرار بن الأزور[3]

كان بعض الناس يأتون في شعيب غبيراء، من المنكر ما لا يعهد مثله: يزعمون أنّ فيه قبر ضرار بن الأزور، وذلك كذب محض وبهتان، مثّله لهم إبليس، وصوره، ودلّسه عليهم من غير أن يعرفوا حقيقة ذلك.

د. الفحّال

كان النساء والرجال يأتون بُليدة الفدا، حيث يكثر ذَكَر النخل المعروف بـ"الفحّال"، ويفعلون عنده أقبح الأفعال، ويتبركون به ويعتقدون فيه. فكانت تأتيه المرأة إذا تأخرت عن الزواج، فتضمه بيديها ترجو أن يفرّج عنها كربها، وتقول: يا فحل الفحول أريد زوجاً قبل الحول!!.

هـ. شجرة الطرفية

وهي شجرة يعتقد الجهلاء في صلاحها وبركتها، وترتادها طوائف منهم من أماكن بعيدة فيتبركون بها، ويعلّقون الخرق عليها، رجاء أن يسلم المولود من الموت إن ولدت المرأة ذكراً. ويقول أمين الريحاني: إنه كانت في وادي حنيفة شجرة مشهورة بعجائبها، هي "شجرة الذيب، ولية الفتاة طالبة الحبيب، والأرملة ذات القلب الكئيب، والزوجة حاملة الطيب، تبتغي الابن الحبيب".

و. الغار

يقع في أسفل الدّرعية غار كبير، يزعمون أن الله تعالى خلقه في الجبل لامرأة تسمى "بنت الأمير"، أراد بعض الفسقة بها سوءاً، فصاحت، ودعت الله، فانفلق لها الغار بإذن العلي الكبير، فأجارها من ذلك السوء؛ فكانوا يرسلون إلى ذلك الغار اللحم والخبز، ويبعثون بصنوف الهدايا؛ وقد نسوا قوله تعالى: ]قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ[ (سورة الصافات، الآيتان 95، 96).

ز. التاج

هو رجل من الأولياء اسمه "التاج"، سلكوا فيه سبيل الطواغيت، فصرفوا إليه النذور، وتوجهوا إليه بالدعاء، واعتقدوا فيه النفع والضر. وكانوا يأتونه لقضاء شؤونهم أفواجاً. وكان التاج يأتي من بلده الخرج إلى الدّرعية، لتحصيل ما تجمع من النذور والخراج. وكان أهل البلاد المجاورة جميعهم يعتقدون فيه اعتقاداً عظيماً؛ فخافه الحكام، وهاب الناس أعوانه وحاشيته، فلا يتعرضون لهم بما يكرهون، ويدّعون فيهم دعاوى فظيعة، وينسبون إليهم حكايات قبيحة، كانوا ـ لكثرة ما تناقلوها وأذاعوها ـ يصدقون ما فيها من كذب وزور؛ فزعموا أنه أعمى، وأنه يأتي من بلده الخرج من غير قائد يقوده؛ وغير ذلك من الحكايات والاعتقادات.

ح. قبة أبي طالب

ومن صور المخالفات الشرعية، ما يفعله الناس عند قبة دُفن تحتها أحد الحكام السابقين، واسمه أبو طالب، وهم يعلمون أنه حاكم متعدّ غاصب. وكان يخرج إلى بلدان نجد ويضع عليها خراجاً من المال، فإن أُعطي ما أراد انصرف، وإلاّ عاداهم وحاربهم. فصاروا يأتون قبره يستغيثون به عند حلول المصائب، ونزول الكوارث.

ط. قبر المحجوب

ومن صور المخالفات الشرعية كذلك، ما يُفعل عند قبر المحجوب، وهو رجلٌ يعدّونه ولياً صالحاً. فكانوا يعظّمون أمره، ويحذرون سرّه، ويلتمسون عنده الشفاعة لتُغفر ذنوبهم. فإن التجأ معتدٍ أو سارق أو غاصب مـال إلى أحد هذين القبرين ـ قبـر المحجوب وقبة أبي طالب ـ لم يتعرض له أحد بما يكره، ولا يتوصّل إليه بعقاب، فلا يخشى مغبة ما يقترف. أمّا إن تعلق جانٍ ـ مهما كانت جنايته صغيرة ـ بالكعبة، فإنه يسحب منها بالأذيـال، تفريطاً منهم بحق الكعبة، مع أن من يستجير بها وجبت إجارته.

ي. قبرا خديجة وميمونة، رضي الله عنهما

ومن تلك الصور أيضاً، ما يُفعل عند قبر ميمونة بنت الحارث، أم المؤمنين رضي الله عنها، في سرِف؛ وعند قبر السيدة خديجة، رضي الله عنها في المعلاة؛ من اختلاط النساء بالرجال وفعل الفواحش والمنكرات، وارتفاع الأصوات عندهما بالدعاء والاستغاثة، وتقديم الفدية، مما لا يسوغ لمسلم أن يبيحه ويحلّه، فضلاً عن أن يرى فيه قُرْبة، يُدرك بها أجراً وفضلاً.

ك. قبر عبدالله بن عباس

كان الناس يقصدون قبر عبدالله بن عباس، رضي الله عنهما، في الطائف، ويأتون من الأمور ما تشمئز منه نفس الجاهل، فكيف بالعالم؟ فيقف عند قبره المكروب، والخائف متضرعاً مستغيثاً. وينادي أكثر الباعة في الأسواق: (اليوم على الله وعليك يا ابن عباس)؛ ثم يسألونه الحاجات ويسترزقون به، من غير أن يزجرهم أحد، أو ينكر عليهم ما يصنعون.

ل. قبر النبي عليه الصلاة والسلام

أما ما كان يفعله الجهلة من العوام عند قبره، صلى الله عليه وسلم ، من الأمور العظيمة المحرمة: كتعفير الخدود، والانحناء والسجود خضوعاً وتذللاً، واتخاذ ذلك القبر عيداً، فهو أعمّ من أن يخفى، وأعظم من أن يذكر، لشهرته وشيوعه.

ويعجز اللسان عن وصف ما كان يُفعل، عند قبور كثيرة، مثل: قبر سيد الشهداء حمزة، وشهداء معركة أحد، وما يفعل في البقيع، ومسجد قباء.

م. القبر المنسوب لحواء

أما ما يُفعل في جدة فقد عمّت به البلوى، وبلغ من الضلال والفحش غاية ما بعدها غاية. فقد كان في جدة قبر طوله ستون ذراعاً عليه قبة، يزعمون أنه قبر حواء، "وضعه بعض الشياطين من قديم وهيأه وسوّاه، فيجبى عنده السدنة من الأموال كل سنة ما لا يكاد يخطر على البال، ولا يدخل إنسان ليُسَلِّم على أمّه إلاّ عجّل بتقديم الدراهم، وكيف لا! أيبخل أحد من اللئام، فضلاً عن الكرام، ببذل بعض حطام الدنيا في سبيل الدخول على أُمّهِ والسلام عليها!!".

ن. معبد العلوي

وكان في الحجاز ضريحٌ يسمى "العلوي"، بالغ أهل الحجاز في تعظيمه، وتقديره. فلو دخله سارق أو غاصب أو قاتل، لم يعترضه مؤمن ولا فاسق بمكروه، ولم يجرؤ أحد أن يخرجه منه. فمن استجار بتربته أجير، ولم ينله أحد من الحكام بأذى. ويروى أن تاجراً من أهل جدّة، اشترى في سنة 1210هـ بضاعة بمالٍ كثير، يزيد على سبعين ألف ريـال، من بعض التجار الوافدين من أهل الهند وأهل الحسا. فانكسر بعد أيام وأفلس، وتغيّرت حاله، ولم يبق عنده ما يقابل نصف الذي عليه، فهرب إلى ذلك المعبد مستجيراً. "فلم يتقدم إليه من الناس شريـف ولا وضيـع، ولا كبيـر ولا صغيـر، وترك بيته، وما فيه من مال، ولم يرزأ[4] بقليل ولا كثير، حتى اجتمع التجار ورأوا أن يُنْظروه[5] وييسّروا عليه، وجعلوا المال عليه أقساطاً في سنين، وكان بعض أهل الدّين من المشيرين بذلك".

هذه بعض الصور المنافية للاعتقاد السليم، والدالة عل ما وصل إليه بعض أهل نجد والحجاز، وما قاربهما من شبه الجزيرة العربية، من ضلال وجهل بحقيقة الدين، ولم تسلم البلاد المجاورة لشبه الجزيرة العربية، من مصيبة هذا الجهل.

ففي مصر ـ مثلاً ـ تحدث من هذه الأمور ما يفوق الحصر والذكر، خصوصاً عند قبور الصالحين والعبّاد. مثال ذلك أنهم يأتون قبر أحمد البدوي، وقبور غيره من العبّاد والزهّاد، والمشهورين بالخير، فيستغيثون، ويندبون، ويسألونهم المدد ويستحثونهم على كشف المصائب.

وكذلك، كان يفعل أهل اليمن من الشرك والفتن. فمن ذلك ما يفعله أهل شرقي صنعاء بقبر عندهم يسمى "الهادي"، كانوا يغدون عليه جميعاً ويروحون، يدعونه ويستغيثون به، فتأتيه المرأة إذا تعسّر عليها الحمل، أو كانت عقيماً، فتقول عنده كلمة عظيمة قبيحة؛ تسأله أن يهب لها ذرية.

وبلاد أخرى كثيرة أصيبت، بما أصيب به أهل هذه البلاد، فمن ذلك: حلب ودمشق، وأقصى الشام وأدناه، وكذلك ما يفعله الناس في الموصل وبلاد الأكراد، وفي العراق. ففي هذه الجهات جميعها من المنكر، ما يفوق الوصف والحصر.

2. الحالة السياسية والاجتماعية

لم تكن نجد في الواقع، سوى مجموعة كبيرة من المشيخات والإمارات، تنفرد كل واحدة بسلطانها، وقد تتحالف أحياناً لقتال الآخرين، واستباحة ديارهم وأموالهم، ولكنها متى فرغت من قتال عدوها، عادت تتقاتل فيما بينها، ولمّا يجفّ مداد عهدها، ودم جندها.

كانت كل عشيرة في نجد دولة، وكل بلدة إمارة أو مشيخة، بل قد تُقسّم بلدة واحدة أرباعاً، فيتولى كل ربع فيها رئيس.

وكانت الحرب، بين هذه الدويلات الصغيرة قائمة متصلة، كأنها جزء من طبيعتها. فأصبحت البلاد تعيش في رعب دائم، بين عدو يأخذها بالقهر، وحليف يأخذها بالغدر، وما كانت تعرف السكينة والأمن والحرية إلاّ قليلاً. ففي الحرب يُقتل أبناؤها، ويدمر بناؤها، ويحرق نخيلها ويتلف زرعها، وفي فترات السِّلم يُحبس الناس في بلادهم، فما يستطيعون الابتعاد عنها إلاّ بمغامرة، لأن الطرق مرصودة بالأهوال، وقطاع الطرق، وطلاب السّلب والنهب.

وقد وصف حسن الركي صاحب (لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب) نجداً، في تلك الأيام قائلاً:

"ليس هناك رئيس قاهر يردع الظالم وينصر المظلوم، بل كل من الحكام حاكم بلده، والبداة (أهل البادية) إذ ذاك قبائل شتى، وحكومة كل شيخ في قبيلته برضاها، وكل من تقدم كرماً وشجاعة رضوا به كبيراً لهم، وفيهم مشايخ صغار في القبيلة الواحدة نفسها، يخالفون رأي المشايخ الكبار، وكان البدو يتحاكمون في قضاياهم إلى العرف لا إلى الشرع، وقد يأخذ العرف منهم الرشوة، وهي ما يُعطى لإبطال الحق ... والحكام طاغون، يصدّون الناس عن أحكام الشرع، وكان أهل المدن، من أهل نجد، دائماً يحارب بعضهم بعضاً".

وقد قالت الرّحالة لِدّي بلانت، عند زيارتها لشبه الجزيرة العربية في تلك الفترة:

"لم تكن شبه الجزيرة العربية خاضعة للسلطنة العثمانية المركزية، وكانت كل بلدة تبدو مستقلة بذاتها.

وكانت الديانة ـ إلاّ في شكلها البدوي البدائي ـ قد زالت من شبه الجزيرة العربية. وكان عنصر البداوة هو المسيطر. فكانت كل مدينة، بل كل قرية في شبه الجزيرة العربية، تعد ملكاً أو قطاعاً لأحد شيوخ العشائر، الذي يقيم على حدودها وتدفع إليه (الخاوة) ـ أي الضريبة ـ لقاء ما يدعيه من حماية لها! ...

وقد يتخذ الشيخ لنفسه قصراً ضمن أسوار البلدة ـ وإن بقيت خيامه وخيام عشيرته منثورة في البادية ـ ويجعله داراً للضيافة، ثم يفرض نفسه حاكماً على سكان البلدة، يمارس السلطة ويقيم العدل، ويؤلف من الفتيان حرساً، ويجبي الضرائب. فيخاطبه الناس، لا باسم الشيخ، ولكن باسم: "الأمير".

وخلاصة القول إن حالة نجد، في تلك الأيام، كانت شبيهة، من الناحية السياسية، بحالة ملوك الطوائف في الأندلس، وأما من الناحية الدينية، فكانت تشبه حال الجاهلية، إلاّ من عصم ربك، ولم يكن الرحالة وليم بالجريف William Palgrave مسرفاً حين وصف الدين، في الديار النجدية قديماً، بأنه "ذكرى بعيدة غامضة، محتها الأيام!".

تلك كانت "حالة نجد"، لمّا وصل إليها المصلح محمد بن عبدالوهاب. وكانت نجد، في تفرق كلمتها وضعف عقيدتها، تحتاج إلى مصلح ديني، يعلّمها ويذكِّرها بالدين الصحيح ويحملها على اتباعه، ويطوي التفرقة، وينشر راية التوحيد، ليجمع الناس في ظلها.

 



[1] على الرغم من انتشار هذه المخالفات للعقيدة الإسلامية في نجد، فإنه يصعب التسليم، تماماً، بانتشار الجهل والخرافات، إلى الدرجة التي صورها المؤرخان النجديان. فقد كان هناك علماء في نجد، لم يألوا جهداً في العمل على تصحيح العقيدة، ونشر الدين القويم، منهم، على سبيل المثال، والد الشيخ محمد بن عبدالوهاب نفسه.

[2] شقيق الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

[3] أحد شعراء الجاهلية الفرسان، أدرك الإسلام، فحسن إسلامه، قتل مالك نويرة بأمر خالد بن الوليد. شارك في فتوحات الشام، توفي عام 11هـ/ 633م من جراح أصابته يوم اليمامة.

[4] ابن منظور، "لسان العرب": "رزأ فلان" أي بره؛ والمعنى في النص أنه لم يحصل على مال، مادة "رزأ".

[5] أي يُعطى مهلة من الزّمن.