إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الدولة العثمانية وأحداثها حسب التسلسل التاريخي من عام 656هـ، 1258م إلى عام 816هـ، 1413م






الحدود أثناء حكم يلدرم بايزيد
الحدود بعد وفاة مراد الأول
الحدود خلال حكم جلبي محمد
الحدود عند وفاة محمد الثاني
الحدود في عصر محمد الثاني
الفتوحات العثمانية وتواريخها



795هـ/1393م

المقدمة

يشكل تاريخ الدولة العثمانية الحلقة الثالثة، في سلسلة التاريخ الإسلامي، بعد الخلافة الأموية والخلافة العباسية. وهي أكثر الدول الإسلامية امتداداً في التاريخ؛ حيث استمرت ستمائة وثلاثاً وعشرين سنة، منذ أن قامت على يد الأمير "عثمان بن أرطغرل" ـ الذي تنتسب إليه الدولة ـ عام 699هـ/1299م، حتى زوالها عام 1340هـ/1922م.

وكان قيام الإمارة العثمانية السلجوقية، وتحولها إلى دولة مترامية الأطراف، مبنياً على عقلية عسكرية فذة، ساعدتها في توسيع أراضيها، وفي القضاء على كثير من الدول، التي نافستها، بعد أن حلت محل الدولة السلجوقية. كما أن انتقال العثمانيين إلى قارة أوروبا الشرقية والوسطى، كان إيذاناً بتغيير خارطة العالم السياسية والجغرافية، بعد أن تغير بهم مفهوم التاريخ، ليؤرخ للعصر الحديث بفتح "إستانبول" (القسطنطينية)، الذي تيسر للسلطان محمد الفاتح عام 857هـ/1453م.

وقد استمرت الدولة العثمانية في توسيع رقعة الأراضي الإسلامية، وانتقلت جيوشها من غزوة لأخرى، ومن فتح إلى آخر، حتى تبوأت مكانة مرموقة بين الدول، وأصبحت القوة العظمى، التي تحسب الدول المسيحية حسابها، وعملت للقضاء عليها بمختلف الطرق والأساليب، ونظمت لذلك العديد من الحملات. والدولة العثمانية صامدة شامخة كالطود العظيم. ولم يكن ليتسنى لها ذلك الاستمرار والصمود، إلاّ من خلال التمسك بالإسلام، مبدأً للحياة، ونظام حكم في السياسة وإدارة البلاد.

وتشكلت مع مرور الأيام وتوالي الفتوحات، أنظمة ثقافية واقتصادية واجتماعية، خاصة بالمجتمع العثماني، انبثقت من أساسين اثنين: أساس إسلامي، وآخر عثماني. أما الأساس الإسلامي، فكان ينظّم حياة الفرد والجماعة، ويسير المجتمع وفقه، ضمن الإطار العام المحدد في الشرع الإسلامي الحنيف. وهو الذي كان ينطلق منه العثمانيون. وأما الأساس الثاني، الخاص بالمجتمع العثماني، فهو الذي تشكل مع مرور الأيام، من خلال المستجدات التي طرأت على الساحة، الثقافية والسياسية والاجتماعية، وأصبحت عادات متبعة في المجتمع. وكان معظمها في إطار الأساس الأول، غير خارج عنه. ولا سيما إذا استُثني العصر الأخير، من حياة الدولة العثمانية.

ويمكن تقسيم التاريخ العثماني إلى ثلاث مراحل:

الأولى: عصر الفتوحات، التي بدأت مع نشأة الدولة واستمرت إلى عهد السلطان سليمان القانوني (926-974هـ/1520-1566م)، وهو العصر الذي وصلت فيه الدولة العثمانية إلى قمة مجدها، وأوج حضارتها.

الثانية: عصر الركود والتوقف، الذي بدأ من نهاية عصر "سليمان القانوني" حتى معاهدة "قاينارجه" عام 1188هـ/1774م، التي بموجبها تنازلت الدولة العثمانية عن كثير من الأراضي لصالح روسيا.

الثالثة: عصر الضّعف والانحطاط، الذي استمر من معاهدة "قاينارجه"، التي يعدها الباحثون المختصون في التاريخ العثماني حكماً بالانتحار على الدولة العثمانية؛ وحتى انقراض الدولة العثمانية عام 1340هـ/1922م، حيث قامت على أنقاضها الجمهورية التركية.

وقد جرى في أثناء عصر الضعف والانحطاط العديد من محاولات الإصلاح، بغية إرجاع الدولة العثمانية إلى مجدها القديم، غير أن تلك المحاولات لم تكن مبنية على أسس منطقية، وخطط مدروسة، للشعب الذي يراد ارتقاؤه. لذلك، لم تكن تلك الإصلاحات لتساعدها في اجتياز محنها، إلاّ على أضيق نطاق، ولا سيما في عصر التغريب والتجديد، الذي تزامن مع حركة الإصلاحات والتنظيمات العثمانية، التي جرت في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي.

مصادر الدراسات العثمانية

تزخر المكتبة التركية بكثير من المصادر المتنوعة في التاريخ العثماني، بجميع أنواعها، سواء في التاريخ العثماني العام، أو في فترة أحد السلاطين، أو إحدى الموضوعات الخاصة بالتاريخ العثماني. كما أن هناك دوائر معارف متخصصة في التاريخ العثماني، جمعت كل ما يتعلق بالدولة العثمانية، بحثاً ونقداً وتحليلاً ودراسة. يضاف إلى كل ذلك وجود بعض المصادر، التي تورد أحداث الدولة العثمانية على تسلسل تاريخي. الأمر الذي لا يتوافر حتى الآن في العالم العربي.

ويمكن القول إن التاريخ العثماني، خُدم باللغة التركية خدمة كبيرة، قلمّا خُدم مثلها تاريخ دولة أخرى من الدول الإسلامية. أما في اللغة العربية فالنقص لا يزال موجوداً في الدّراسات في المراجع، التي تناولت جانباً أو أكثر من التاريخ العثماني. لذلك، فإن ترجمة مصدر متخصص في سرد التاريخ العثماني، بموجب الأحداث التاريخية، من اللغة التركية إلى اللغة العربية، ذو فائدة كبيرة، ليس للباحثين في التاريخ فحسب؛ بل لكافة قراء العربية، ليتسنى لهم الوقوف والاطلاع على حدث تاريخي معين، من تاريخ الدولة العثمانية، بأسلوب مبسط، وتحليل الاختلافات الواردة فيه، بالإشارة إلى بعض المصادر التاريخية. وهذا الكتاب الذي تقدم الموسوعة، ترجمة القسم الأول منه، هو كتاب المؤرخ التركي إسماعيل حامي دانشمند، الذي تصح ترجمة عنوانه إلى اللغة العربية بـ"الدولة العثمانية بموجب تسلسل الأحداث التاريخية".

وترجو الموسوعة أن تكون الفائدة من هذا العمل كبيرة في الأوساط العلمية، وهي الهدف الذي تسعى الموسوعة إلى تحقيقه لقراء العربية.