إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الدولة العثمانية وأحداثها حسب التسلسل التاريخي من عام 656هـ، 1258م إلى عام 816هـ، 1413م






الحدود أثناء حكم يلدرم بايزيد
الحدود بعد وفاة مراد الأول
الحدود خلال حكم جلبي محمد
الحدود عند وفاة محمد الثاني
الحدود في عصر محمد الثاني
الفتوحات العثمانية وتواريخها



795هـ/1393م

عهد عثمان الأول (عثمان غازي)

(656-726هـ/1258-1326م)

مولد عثمان غازي

وُلد عثمان غازي في يوم الخميس، الرابع من شهر جمادى الأولى، الموافق للتاسع من شهر مايو؛ إلاّ أن هذا التحديد لليوم والشهر، مشكوك في صحته. ولم يكن عام ولادته بأقلّ اضطراباً؛ فقيل إنه عام 650هـ/1252م، بل 652هـ/1254م، لا بل إنه عام654هـ/1256م، بل هو عام 657هـ/1259م، بل 658هـ/1260م. وكما اختُلف في ميلاده، كذلك اختُلف في وفاته (انظر أحداث عام 726هـ/1326م). والشك الذي اعترى ميلاده، طاول مولده؛ فقيل إنه ولد في "صوغود" Sogud، لا بل في "باسين" Pasin. وثمة مصادر، تعرِّف عن عثمان غازي بأنه "عثمانجق" و"عثمان بك". أما المصادر الغربية القديمة، تعرِّفه باسم "أوتْمان" Othman و"أوتُمان" Othoman. وقد أشير، في هذا البحث، إلى بداية حكْم كل سلطان بتاريخ تولِّه السلطة؛ إلا أنه بالنظر إلى عدم إمكانية تحديد ذلك، فيما يخص عثمان غازي، فقد اعتمد تاريخ ميلاده أساساً لذلك.

680هـ/1281م

عثمان غازي يخلف أباه

بعد وفاة "أرطغرل غازي"، أو "أرطغول بك" عام 680هـ/1281م، أو 687هـ/1288م، أو 689هـ/ 1290م، عن عمر، تفاوتت الروايات في تقديره، فراوح بين 52 و92 و93 و96 سنة؛ كما أن هناك رواية تشير إلى أنه عاش 52 سنة؛ وقبره بجوار "صوغود" ـ خَلَفه في زعامة العشيرة ابنه الأكبر، وربما كان الأصغر، "عثمان". في زعامة العشيرة، وكان له أخوان: "ساوجي" و"كوندوز". والحقيقة أن هذه الرواية تحتاج إلى تدقيق، مثل غيرها من الروايات المتعلقة بالعهد العثماني الأول.

وفي المصادر العثمانية، التي اختلطت ببعض الأساطير، أن والد "أرطغرل بك"، "سليمان شاه"، الذي كان أميراً على قبيلة "قايي خان"، من أتراك الغز (أوغوز) في خُراسان، أو سلطاناً على مدينة "ماهان" الإيرانية، وشهد الغزو المغولي، في عهد "جنكيز" ـ هاجر مع أفراد قبيلته إلى الغرب، فذهب إلى جهة "أخلاط" و"أرزنجان" و"آماسيا". إلاّ أنه اضطر إلى العودة إلى بلاده؛ بسبب المضايقة، التي واجهها في تلك الأماكن. فاتجه إلى قلعة "جعبر"، من طريق "أَلْبِستان" و"حلب"؛ غير أنه غرق أثناء اجتيازه نهر الفرات، فدفن في المكان المشهور، الذي يسمَّى، اليوم، "ترك مزار". ومع أن ولديه: "سنغر تكين" و"كون دوغدو"، من أولاده الأربعة، رجعا إلى بلادهما، بعد حادثة الوفاة تلك؛ فإن ولديه الآخرين: "دوندار" و"أرطغرل"، اتجها نحو سهل "باسين" و"سومرلي – جوقور". غير أن "أرطغرل"، الذي لم تَرُق له تلك الأماكن، أرسل ابنه "ساوجي بك" إلى "قونية"، طالباً من السلطان السلجوقي، "علاء الدين كيقباد الأول"، تحديد مكان لإقامته؛ فمنحه "قره جه داغ"، بجوار "أنقرة". ونظراً إلى تقديم "أرطغرل" خدمات مهمة للسلاجقة، سواء في مواجهة المغول أو الروم البيزنطيين، فقد مُنح، في ثغر الدولة السلجوقية، على حدود بيزنطة، "شتوية صوغود" و"صيفية دومانيج"، مكافأة له؛ وهما المنطقتان اللتان أصبحتا مهداً للدولة العثمانية. ويطلق على إمارة "صوغود" في المصادر العثمانية القديمة، "صوغودجك" و"قصر صوغود"؛ وتسمى، أحياناً، بالفارسية، "خطة بيد". بيد أن بعض المصادر، تذكر أن أجداد العثمانيين، وصلوا إلى الأناضول مع الدانشمنديين أو السلاجقة.

أسهم أتراك الأناضول في الدفاع عن الثغور، التي عَدّوها "دار الجهاد". فشاركت قبائلهم، الغارّة إلى الغرب، أمام الهجمة المغولية، التي تعرضت لها في أواخر العهد السلجوقي، في غزوات الحدود (الثغور). وانضووا إلى تنظيم "غزاة الحدود" (غزاة الثغور)، الذي تشكَّل، في عهد العباسيين فيما بعد، على الحدود السلجوقية – البيزنطية؛ فانتمى إليه العديد من الشخصيات المهمة في الدولة السلجوقية، ولا سيما "أرطغرل بك"، الذي يقدَّر أنه رابط في تلك الثغور مدة، راوحت ما بين عشرين وسبعين سنة؛ حتى إن المصادر العثمانية، تسميه "غازي الثغور"؛ في حين يرى بعض الروايات الأجنبية، أنه "قرصان تركي"، شارك في العديد من المعارك البحرية الكبيرة، مشيرة إلى أن ابنه عثمان كان بحاراً، مثل أبيه.

ويروى أن رفاق "أرطغرل غازي"، الذين شاركوه في غزواته، من أمثال "الغازي عبد الرحمن" و"آقجا قوجا"، و"كونور آلب"، و"طورغود آلب"، و"حسن آلب"، و"سالتوق (صالتوق) آلب" و"آيكود آلب" و"آق تيمور"، وقره مرسل"، و"قره تكين"، و"سامسا جاوش"، و"الشيح محمود"، وغيرهم من الأمراء ـ قد خدموا في عهد عثمان غازي كذلك؛ بل إن بعضهم شاركوا في فتوحات عهد أورخان غازي. ويُظن أن أولئك الغزاة كانوا منتسبين إلى تنظيم "الآخية" (الأخوَّة)، الذي أدى دوراً فعالاً في تكوين الدولة العثمانية.