إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الدولة العثمانية وأحداثها حسب التسلسل التاريخي من عام 656هـ، 1258م إلى عام 816هـ، 1413م






الحدود أثناء حكم يلدرم بايزيد
الحدود بعد وفاة مراد الأول
الحدود خلال حكم جلبي محمد
الحدود عند وفاة محمد الثاني
الحدود في عصر محمد الثاني
الفتوحات العثمانية وتواريخها



795هـ/1393م

ميلاد "أورخان غازي بن عثمان"

(673هـ/1274م، 686هـ/1287م، 687هـ/1288م)

 

683هـ/1284م

أول معركة في التاريخ العثماني

آذَنَتْ الحركة العسكرية العثمانية الأولى ببدء التاريخ العثماني. وكانت في ربيع عام 683 أو 684هـ/ 1284 أو 1285م، حين عَلِم "تكفور" "إينه كُول" (نيقولا)، بنبأ هجوم عثمان عليه، فكمنَ له في "أرمني – بَلِي" (تلة الأرمن). غير أن عثمان، الذي علم من أحد الجواسيس بذلك الكمين، تفادى منه، ونجا من فاجعة كبيرة، كانت تنتظره؛ ولكنه لم يتردد في الحرب، بقوة معظمها من المشاة. إلاّ أن استشهاد ابن أخيه، و"باي خوجه"، ابن "ساوجي بك"، حمَله على الانسحاب من ساحة المعركة.

المراسيم المزوَّرة

زُعِمَ أن عثمان غازي، تلقى عدة مراسيم، من السلطان السلجوقي، "علاء الدين كيقباد الثالث". وكان أوّلها في السابع من رمضان، يعهد إليه فيه بثغر "صوغود". والحقيقة أن السلطان السلجوقي الحاكم في الأناضول، عام 683هـ/1284م، لم يكن "علاء الدين كيقباد الثالث"؛ وإنما كان "غياث الدين مسعود الثاني". وقد أكدت الأبحاث الأخيرة، أن تلك المراسيم كانت مزوَّرة؛ وأن الذي زورها كان المؤرخ "فريدون بك"، صاحب كتاب "منشآت السلاطين".

 

684هـ/1285م

أول انتصارات عثمان غازي

انتقاماً لهزيمته في "أرمني – بلي"، توجّه عثمان غازي، عام 683هـ/1284م أو 685هـ/1286م، على رأس قوة، قوامها ثلاثمائة شخص، إلى قلعة "قولاجه حصار"، التي تبعد فرسخَين من "إينه كول"، في نطاق جبل "أمير داغ"، وهجم عليها، ليلاً، وتمكّن من فتحها. وبذلك، ازدادت إمارة "صوغود – دومانيج"، التي ورثها من والده "أرطغرل غازي"، اتساعاً في اتجاه الشمال، بامتداد بحيرة "إزنيق".

 

685هـ/1286م

أول تحالف على العثمانيين

أثار انتصار العثمانيين في "قولاجه حصار" حفيظة أميرَي "إينه كول" و"قرجه حصار"، وحملهما علىالتحالف عليهم. والتقى الطرفان في "إكزجة" أو "أكنجي"، الواقعة بين "بله جيك" و"إينه كول"، حيث دارت بينهما معركة، عُرفت في بعض المصادر باسم "حرب دوماليج" أو "دومانيج". وقد استشهد فيها أخو عثمان غازي، و"ساوجي بك". وقتل قائد القوات المتحالفة، "فيلاتوس". وخرج عثمان غازي من ساحة المعركة منتصراً. ويذكر بعض المصادر، أن معركة "إكزجة" ووقعتي "أرمني - بلي"، و"قولاجه حصار"، حدثت كلها في عام واحد، هو عام 683هـ/1284م.

 

687هـ/1288م

فتح "قرجه حصار"

إن فتح "قرجه حصار"، التي تقع على نهر "بورسوك"، في منطقة "أسكي شهر"، ـ يعدّ أكبر انتصارات عثمان غازي. وتختلف المصادر في تسمية "قرجه حصار"، فيسميها بعضها "قرجه شهر"؛ في حين يخلط بعضها الآخر، بين هذه البلدة و"إينونو". ويُروي أن العثمانيين، حولوا، للمرة الأولى، كنيسة تلك البلدة إلى مسجد، قرئت فيه أول خطبة؛ وعُين فيه، أول مرة، قاض و"سوباشي" (حاكم للمدينة)؛ وكان أول قاضٍ وخطيب هو "دورسون فقيه" (الفقيه دورسون). وهناك روايات مختلفة، تذكر أن فتح "قرجه حصار"، كان عام 685هـ/1286م، و686هـ/1287م، و689هـ/1290م، و690هـ/1291م و691هـ/1292م.

 

688هـ/1289م

الإمعان في التزوير

يروى أن السلطان السلجوقي "علاء الدين كيقباد الثالث"، أصدر مرسوماً مصدّراً بلقب "عثمان شاه"؛ يمنح بموجبه عثمان غازي "أسكي شهر" وإينونو"، ويعفيه من كل أنواع الضرائب. وأرفق مرسومه بالعديد من الهدايا، التي تدل على الإمارة، مثل: "الطوغ" (وهي علامة، يضعها الأمير على رأسه)، والعَلم، والسيف المذهب، وسرج الفرس المفضض (المدهم)، والسلاح، ومائة ألف درهم، حملها إلى عثمان غازي "قرجه بالابان جاوش" و"آق تيمور" و"الوزير عبد العزيز". وتشير إحدى الروايات إلى أن تلك الهدايا، التي كان إرسالها عام 683هـ/1284م، لا أصل لها، في الحقيقة؛ إذ السلطان السلجوقي، في ذلك التاريخ، لم "يكن علاء الدين كيقباد الثالث"، وإنما كان "غياث الدين مسعود". وقد أثبتت الأبحاث الأخيرة، أن هذا المرسوم الثاني، زوّره، مثل المرسوم الأول، "فريدون بك"، صاحب "منشآت السلاطين". ولهذا السبب، فإن الرواية، التي تقول بانتقال منطقة "أسكي شهر"، و"إينونو"، إلى الحكم العثماني، بعد هذا التاريخ (أي 688هـ/1289م) ـ هي غير صحيحة؛ إذ إن هذه المنطقة، انتقلت إلى بني "كرميان"، أثناء انقراض السلاجقة (انظر: أحداث عام 762هـ/1361م).

 

691هـ/1292م

حملة عثمان غازي باتجاه شمال "سقاريا"

أسفرت الحملة على "كوينيك" Goynuk، و"ينيجة طاراقلي" Tarakli Yenicesi، عن العديد من الغنائم. وهناك رواية، تشير إلى أنها كانت عام 690هـ/1291م.

 

698هـ/1298م

فتح قلعتَي "بله جيك" و"يار حصار"

تذكر الروايات المشوبة بالأساطير، أن عثمان غازي، كان مدعواً إلى حفلة زواج أمير "بله جيك" بابنة أمير "يار حصار"؛ وأن مؤامرة سرية، حيكت ضده. إلا أنه علم بتلك المؤامرة، فدبّر بعض الدسائس الحربية، المتمثلة في إرسال أربعين من فرسانه، بملابس النساء، إلى قلعة "بله جيك"، وغيرها من التدابير. ولم يتمكن من فتحها فحسب، بل إنه أسرَ العروسَين، وكلَّ المدعوِّين إلى العرس، في الموقع الذي كان يعرف باسم "جاقر بنار". وتشير إحدى الروايات إلى أن أمير "بله جيك"، لم يطلب ابنة أمير "يار حصار" لنفسه، وإنما لابنه؛ وأن أمير "هارمان قايا"، "كوسه ميخال"، الذي كان يرتبط بعلاقات صداقة حميمة وقديمة، مع عثمان غازي ـ قد أخبره بتلك المؤامرة للاطلاع على حياة "كوسه ميخال"، الذي اهتدى إلى الإسلام، فيما بعد، ودخل في خدمة عثمان غازي، انظر: الفقرة الأولى من أحداث عام 713هـ/1313م).

في هذه المعركة، أسِرتْ سيدة، تدعى "هولوفير"، أهداها عثمان غازي لابنه "أورخان غازي". وكان الأتراك يسمونها "أولوفر"، ثم أصبحت "نيلوفر". وكانت هي المرأة الأجنبية الأولى في قصور آل عثمان. وهي والدة الأمير "سليمان باشا"، و"مراد" الملقب بـ"خداوندكار". ونظراً إلى بنائها جسراً على نهر "نيلوفر"، في وادي "بورصا"، فقد سمي النهر باسمها.

فتح قلعة "إينه كول"

بعد فتح عثمان غازي قلعتَي "بله جيك" و"يار حصار"، سعى إلى القضاء على أمير "إينه كول"، الذي حالف أمير "قرجه حصار" علىالعثمانيين، الذين هزموهما في معركة "إكزجه"، عام 685هـ/1286م. ولذلك، وحؤولاً دون إبرام تحالف آخر، بادر عثمان غازي إلى إرسال أحد أمرائه، ويدعى "طورغت آلب"، لمحاصرة قلعة "إينه كول"؛، ثم التحق به، وتمكّن من فتحها. وهناك رواية، تذكر أن عثمان غازي، منح "طورغت آلب" هذه القلعة؛ ولذلك سميت بلدة "طورغت". وتروى تواريخ أخرى لفتح قلاع "بله جيك" و"يار حصار" و"إينه كول". وهي 688هـ/1289م، و689هـ/1290، و691هـ/1292م، و692هـ/1293م، و698هـ/1298م، و699هـ/1299م.

 

699هـ/1299م

الاستقلال العثماني

يُعَد هذا التاريخ، في الاصطلاح العثماني التقليدي، بداية للإدارة العثمانية، التي أصبحت، آنذاك، في حكم الدولة. وهناك روايات أخرى، تشير إلى تلك البداية في أعوام أخرى، هي: 688هـ/1289م، و696هـ/1296م، و697هـ/1297م، و700هـ/1300م. وفي سالنامات الدولة العثمانية، اتخذ يوم الأربعاء، الرابع من جمادى الأولى 699هـ، الموافق للسابع والعشرين من يناير 1300م، بداية لذلك التأسيس، من دون الإشارة إلى المرجع؛ ليوافق التاريخ اليومي لميلاد عثمان غازي من الشهر الهجري نفسه. ويروى أن عثمان بك، كوّن تشكيلات الدولة في هذا التاريخ، الذي يُعَد بدءاً للاستقلال.

والحقيقة أن كلَّ الروايات التقليدية، عن الاستقلال العثماني، غير صحيحة. ففي تلك التواريخ، ولاسيما عام 699هـ/1299م، كانت الدولة السلجوقية قد انقرضت؛ ولذلك، أُظهرت الإمارة العثمانية كأنها مستقلة. إلا أن السلطنة السلجوقية، استمرت حتى وفاة السلطان السلجوقي، "غياث الدين مسعود الثاني"، عام 708هـ/1308م؛ والاحتمال القوي في روايات الاستقلال، التي تشير إلى الفترة بين عامَي 699هـ/1299م و701هـ/1301م، نبع، في الحقيقة، من الخلط بين تشكّل الإمارات التركية في الأناضول، في أواخر العهد السلجوقي، وبين زوال الحكم السلجوقي. وكلُّ الإمارات التركية، التي تشكّلت في الأناضول الغربية، كانت، في بداياتها، تدفع الخراجَ إلى صندوق مغول إيران. واتخذ المغول الأتراك قادتَها أمراء لهم على الثغور؛ وكانت الإمارة العثمانية إحداها. فاستقلال العثمانيين، لم يكن سببه، إذاً، اضمحلال الإدارة السلجوقية، التي كانت خاضعة لسيطرة المغول؛ وإنما وفاة الحاكم المغولي في إيران، "أبو سعيد بهادر خان"، عام 736هـ/1335م، من دون أن يعيّن خلفاً له؛ ما أدى نشوب صراعات على السلطة في الحكم المغولي في الأناضول، بعد هذا التاريخ، الذي أصبحت فيه كلُّ الإمارات التركية مستقلة، بحكْم الوضع الجديد، ومنها الإمارة العثمانية.

 

700-701هـ/1300-1301م

فتح قلعتَي "يوند حصار" و"يني شهر"

اتخذت الفتوحات العثمانية الأولى شكل حملات موجهة إلى الشمال، تستهدف بلوغ البحر الأسود وبحر مرمرة. وبفتح "يني شهر"، واتخاذها مركزاً، امتدت الأراضي العثمانية إلى السواحل الجنوبية من بحيرة "إزنيق". ويقال إن الفتح الأخير، كان في عام 689هـ/1290م، أو 698هـ/1298م، أو 699هـ/1299م.

فتح "قويون حصار"

تقع قلعة "قيون حصار"، التي يسميها البيزنطيون Baphaeon، في شمال شرق مدينة "إزميد"، حيث دارت معركة "موسالون" Musalon، بين العثمانيين وقوة بيزنطية، قوامها ألفا رجل يقودهم، قائد القوات الخاصة للإمبراطور "آندرونيكوس بالأولوغوث الثاني" Andronikos Paleologos، وأسفرت عن انتصار عثمان غازي، واستشهاد ابن أخيه "آيدوغدو بك". ويذكر بعض الروايات، أن هذه المعركة، كانت في يوم الخميس، العشرين من ذي القعدة 700هـ، الموافق للسابع والعشرين من يوليه/ أغسطس 1300م، أو عام 702هـ/1302م، أو 703هـ/1303م.

 

702هـ/1302م

أولى الجرائم

يروى أن عثمان بك، الذي جمع مجلس الحرب، للقيام بحملة على "كوبري حصار"، رمى عمّه الكهل، "دوندار"، البالغ من العمر تسعين عاماً، بسهم، بسبب معارضته تلك الحملة، فقتله. وإن صحت هذه الرواية، تكون جرائم آل عثمان الأُسَرية، قد بدأت في عهد عثمان غازي.

فتح "كوبري حصار"

تقع "كوبري حصار" شرق "يني شهر". وتؤرخ الروايات لمقتل "دوندار بك"، وفتح قلعة "كوبري حصار"، بعام 688هـ/1289م، أو 689هـ/1290، أو 698هـ/1299م، أو 699هـ/1299، أو 701هـ/1301.

 

703هـ/1303م

الحملات على "إزنيق"

بنى عثمان غازي قلعة في شمال "إزنيق"، وفي نطاق جبل "قاترلي"، مهمتها تسهيل حملاته، والتضييق على مدافعي القلعة المستهدفة وتعجيزهم. وعيَّن عليها أحد أمرائه، "دارغان" أو "دار داغان" أو "تاز علي"؛ ولذلك، سميت تلك القلعة باسم ذلك القائد.

فتح قلعة "مرمرة جق"

تقع "مرمرة جق" جنوب غرب "يني شهر". والحقيقة، أن فتح قلعتَي "كوبري حصار" و"مرمرة جق" رمى إلى ضرب حزام أمني على "يني شهر"، التي اتخذها عثمان غازي مركزاً. ويؤرخ لفتح "مرمرة جق"، كذلك عام 700هـ/1300م، أو 701هـ/1301م، أو 702هـ/1302، أو 707هـ/1307م.

 

706هـ/1306م

معركة "دينباز"

أقلقت الفتوحات العثمانية أميرَ "بورصا"، فجمع قوات أمير كلٍّ من "أترانوس" و"مادنوس" و"كته" و"كستل". والتقى عثمان غازي، في معركة،سميت "دينباز" أو "ديمباز"، انتصر فيها العثمانيون، وتمكنوا من فتح "كستل" و"مادنوس"، وقتْل أميرَيهما في المعركة؛ وأسْر أمير "كتة"، وإعدامه أمام قلعته، ما أدى استسلامهما، كما جاء في إحدى الروايات. وهناك روايات أخرى عن أمير "كته" وتسليم "أولوباد". ويُعَد هذا الانتصار تمهيداً للفتوحات العثمانية، التي تلته. ويروى أن اسم "أترانوس"، في الوقت الراهن، هو "أورخان أَلي". أما قلعة "مادنوس" أو "مدنوس" أو "بدنوس"، أو غيرها من التسميات، فقد أصبح اسمها" في الحكم العثماني" "بلد يونس".

أول معاهدة عسكرية عثمانية

يذكر أن أمير "كته" فرّ من ساحة المعركة، بعد انتصار العثمانيين في دينباز، والتجأ إلى "أولوباد"، فتعقّبوه. غير أن أميرها، لم يتجرأ على الدفاع، فسلّمهم القلعة، بشرط ألاّ يمروا على الجسر الموجود أمام البلد. ويروى أنه، لذلك السبب، لم يكن السلاطين العثمانيون يمرون على جسر "أولوباد"؛ وإنما كانوا يجتازون النهر بالقوارب، تقيداً بذلك الشرط. فالمعاهدة الأسطورية هذه، تُعَد أول معاهدة عسكرية، عقدت بين العثمانيين والأجانب (أما أول معاهدة سلمية، فانظر: أحداث عام 731هـ/1330م).

وفي مقابل هذه الرواية، هناك رواية أخرى، تفيد أن "أولوباد"، فتحت في عهد "أورخان غازي". وثمة رواية تقول إنه فتحها مع بلدتَي "كرماستي" و"ميهاليج"؛ غير أن هناك اختلافاً في التاريخ، فيذكر، مثلاً، عام 735هـ/1334م، كما يذكر عام 737هـ/1336م، وكذلك عام 740هـ/1339م، تاريخاً لذلك الفتح (انظر: أحداث 737هـ/1336م). وتشير روايات انتصار "دينباز"، وفتح "كستل" و"كته" و"أولوباد"، كذلك، إلى 702هـ/1302م، و707هـ/1307م.

 

707هـ/1307م

ضرب أول حصار على "إزنيق"

الهجوم على "يالوا"

تذكرها المراجع العثمانية القديمة باسم "يالاق آباد" و"يالاق أوا".

 

708هـ/1308م

فتح جزيرة "إمرالي"

يذكر أن جزيرة "بس بيكوس" أو "كالولمني"، الواقعة في بحر مرمرة، قد افتتحها الأمير "قرع علي بن آيكود آلب" أو "أمير علي بن أحمد آغا"، لذلك، سميت باسم جزيرة "أمير علي"، الذي صُحِّف إلى "إمرالي". علي. والحقيقة، أن "إمرالي" هي أول جزيرة، فتحها العثمانيون، واتخذوها قاعدة مهمة، في بحر مرمرة، تهدد الاتصال البحري بين البيزنطيين و"بورصا".

فتح "قوج حصار"

ويذكر، كذلك، أن تاريخ ذلك الفتح، كان 713هـ/1313م.

 

710هـ/1310م

حمْلة عثمان غازي على "رودس"

على الرغم من أن هناك رواية، تفيد أن عثمان بك توّجه، مع عساكره، بالسفن، إلى جزيرة "رودس"؛ بغية أخذها من فرسان "القديس جان"، وأنه لم يوفق في فتحها؛ فإن المصادر العثمانية، لا تتحدث عن حصار للجزيرة، ولا عن معركة جرت حولها. وفي مقابل ذلك، تورد المصادر البيزنطية والغربية، معلومات مهمة عن العثمانيين الأوائل وقرصنتهم، يؤيدها بعض المصادر الإسلامية.

 

713هـ/1313م

اهتداء أمير "هارمان قايا"

يذكر أن اهتداء "كوسه ميخال"، الذي تسمّى بعبدالله، واعتنق الإسلام، وانخرط في خدمة العثمانيين ـ كان عام 704هـ/1304م. كما أُرِّخ ذلك بعام 708هـ/1308، وعام 710هـ/1310م، وعام 717هـ/1317م. وعام 724هـ/1324م. ويكتنف الغموض هذه الشخصية، التي أسهمت في فتوحات عثمان غازي؛ إذ إن التاريخ المذكور على قبره، في "أدرنة"، هو 839هـ/1435م، ما يعني أنه عاش، بعد اهتدائه عام 713هـ/1313م، مائة واثنتَين وعشرين سنة، ومات في عهد "مراد الثاني"؛ فيبلغ عمره، إذاً، قرنين من الزمان!. غير أن وجود مزار، في "سقاريا"، لـ"ميهال غازي ميخال"، يوحي بوجود شخصيتَين بهذا الاسم، أو بوجود شخصية باسم "كوسه ميهال"، وأخرى باسم "ميهال غازي".

التوسع العثماني

بعد الاستيلاء على قلاع: "آقحصار" و"كيوة" و"لبلجة" و"حصار جق" و"تكفور بناري" و"يني قلعة" و"قرة كوز"، و"يانقجه حصار"، اتسعت الحدود العثمانية شمالاً، فتجاوزت بحر مرمرة، لتبلغ البحر الأسود. وبلدة "لوبلوجه"، التي يذكرها بعض المصادر باسم "لبلبجي"، التي تقع في جنوب "كستل" بجوار "بورصا" ـ كانت تقع، في ذلك العهد، غرب الأراضي العثمانية. ولذلك، فإن موالاة "هارمان قايا"، والاستيلاء على "لبلجه"، يعنيان اتساع الحدود العثمانية غرباً، كذلك. وثمة روايات تؤرخ فتح تلك القلاع بعام 704هـ/1304م، وعام 708هـ/1308م.

 

714هـ/1314م

حصار "بورصا"

على الرغم من أن مدينة "بورصا" كانت محاصرة بالأراضي العثمانية من كل الأطراف، عدا الجهة الشمالية، في اتجاه بحر مرمرة، فإن فتْحها بالأساليب العسكرية، لم يكن ممكناً. ولذلك، فكّر عثمان غازي في حصارها طويلاً، بغية إجبارها على الاستسلام. فبنى حصنَين، أحدهما في "قابلجه"، والثاني في جهة جبل "أولوداغ" (وفي رواية ثلاثة حصون)، لعزلها والتضييق عليها. عهد بالأول إلى ابن أخيه، "آق تيمور"؛ وولّي على الثاني أحد أمرائه، "بالابان" أو "بالابانجق بك". وتشير إحدى الروايات إلى إطلاق اسمَي القائدين على ذَيْنِكَ الحصنَين. وهناك خلاف في التاريخ، الذي بدأ فيه حصار "بورصا": عام 707هـ/1307م، وعام 715هـ/1315م، وعام 717هـ/1317م، وما بين عامَي707-713هـ/1307-1313م.

 

716هـ/1316م

ميلاد أكبر أولاد "أورخان غازي"

ميلاد "سليمان باشا" القائد الشهير، الذي يعَدّ فاتح ا"لروملي" الأول، في التاريخ العثماني ـ مشكوك فيه؛ وكذلك تاريخ وفاته: (حول وفاته، انظر: أحداث عام 760هـ/1359م. أما في شأن انتقاله إلى "الروملي"، فانظر: الفقرة الثالثة من أحداث عام 755هـ/1354م).

 

717هـ/1317م

تواتر التوسع

فتح "أورخان غازي"، باسم أبيه عثمان غازي، قلاع: "قره تكين"، و"أبه سويو"، و"قره جه بش"، و"توزبناري"، و"قابوجوق"، و"كرسته جي"، وساعده على ذلك الأمير "قونور آلب". فازداد اتساع الأراضي العثمانية، شمالاً، بامتداد "سقاريا"، حتى وصلت إلى شبه جزيرة "قوجا ألي"، والبحر الأسود. وقد أطلقت أسماء الأمراء الفاتحين على القلاع، التي افتتحوها إبّان الفتوحات العثمانية الأولى. ونظراً إلى خراب بعض تلك القلاع، فيما بعد، فقد نسيت أسماؤها الأولى قبل الأتراك، من جهة؛ وضاعت مواقعها، من جهة ثانية؛ بل كان في قراءة بعضها اختلاف، مثل "قره جه بش"، التي صُحِّف اسمها إلى "قره جَيْش" أو "قره جِيش". أما في المصادر الأجنبية، فيُكتب "قره جيوس"، و"قره د جبش". وهناك روايات تؤرخ فتح تلك القلاع بعام 705هـ/1305م، وعام 709هـ/1309م، و718هـ/1318م، و723هـ/1323م.

فتوحات "آقجه قوجا" الأولى لـ"قوجه ألي"

إن تاريخ هذه الفتوحات، ودرجة شمولها، مبهمان. وهناك احتمال أن تتعلق رواية الفتح بالحملات، التي وجهت إلى تلك القلاع.

 

720هـ/1320م

الأب يُنيب ابنه

عهد عثمان غازي، على أثر إصابته بداء النقطة، إلى ابنه "أورخان غازي" بالنيابة عنه. بيد أنه لم يكن واضحاً، إن كانت تلك النيابة شاملة لشؤون الإمارة؛ أم أنها كانت محصورة في القيادة العامة. غير أن إصدار عثمان غازي بعض الأوامر إلى ابنه، بعد التاريخ المذكور، يقوي الاحتمال الثاني.

 

721هـ/1321م

فتح "مودانيا"

يروى أن عثمان غازي، أمر ابنه "أورخان" بفتح "مودانيا"، في هذا التاريخ، ليقطع صلات "بورصا" بالبحر.

الحملة على "كمليك"

على الرغم مما يذكر من عجز "قره تيمورتاش بك"، عن فتح "كمليك"، أثناء فتح "أورخان" لـ"مودانيا"؛ فإنه لا يحتمل أن يكون قائداً في عهد عثمان غازي؛ وهو الذي أدى دوراً متميزاً، في عهدي "مراد الأول" و"يلدرم". ولذلك، لا بدّ أن يكون هناك خلط بينه وبين أبيه "قره علي بك". (انظر: أحداث عام 734هـ/1333م).

أول حملة عثمانية على "تراقيا"

يذكر أن قوة عثمانية، قوامها ألْف شخص، هجمت على سواحل "تراقيا" و"مقدونيا". ونهبت، طيلة ثمانية عشر شهراً، المدن البيزنطية وخربتها؛ فتسببت بأزمة اقتصادية في بيزنطة.

 

723هـ/1323م

فتح "آقيازي"

تقع "آقيازي" في شرق مدينة "سقاريا"، وتتبع لإمارة "أمور خان"، الواقعة بين نهر "سقاريا"، وإمارة بني "جاندار"، الواقعة في منطقة "قسطموني"، التي كانت تسمى "أفلاكونيا". وهو ما جعل "أمور خان"، التي كانت حدودها الشرقية مبهمة، وتاريخها غير معروف، تتعرض، للهجوم والتقسيم بين بني "جاندار" والعثمانيين. وبناءً على ذلك، فإن الاستيلاء على "آقيازي"، يعني أن عثمان غازي، الذي كان يحارب البيزنطيين فقط، بدأ، لأول مرة، بالهجوم على إمارة تركية. أما الرواية، التي تشير إلى أن أول هجوم عثماني على دولة تركية، كان على إمارة "قره سي"، في عهد "أورخان غازي"، عام 737هـ/1336م ـ فليست صحيحة (انظر: أحداث عام 737هـ/1336م).

ويبدو أن العثمانيين، كانوا قد هجموا على دولة "أمور خان"، فزالت عن الوجود، بالتدريج، في عهدَي عثمان غازي، وابنه "أورخان غازي"؛ ثم استُولي على أراضي "قره سي"، في عهد "أورخان بك". وكانت عاصمة "أمورخان"، هي بلدة كوينوك Goynuk. وتذكر الروايات أن بعض القلاع، الواقعة على أراضي هذه الإمارة كإمارة "طاراقلي"، كانت بيد أمراء بيزنطيين. (للاطلاع على مصير "أمور خان"، انظر: الفقرة الرابعة من أحداث عام 732هـ/1331م). وهناك رواية تشير إلى أن الاستيلاء على "آقيازي"، كان في عام 717هـ/1317م.

فتح "آيان كوي"

يذكر أن هذا الموقع، الذي يقع في أقصى غرب بحيرة "سابانجه"، افتتحه "آقجا قوجه". ويطلق عليه، كذلك، بحسب ما جاء في بعض الروايات، بحيرة "آيان". وهناك رواية تذكر أن الاستيلاء عليها، كان في عام 713هـ/1313م.

 

724هـ/1324م

فتح "قره مرسل"

استبدلت بلدة "برونكتوس" Pronectus باسمها القديم هذا، اسم فاتحها، "قره مرسل بك". وبافتتاحها، انتقل العثمانيون إلى الساحل الجنوبي من خليج "إزميد"، الذي فتحه "قره مرسل بك" كذلك، كما تذكر الروايات. ويقال إن هذا الفارس، صنع سفينة سريعة، أطلق اسمه عليها. وقد أصبح حاكم تلك السواحل، من خلال نقل القوات الخفيفة بتلك السفينة. وأطلق على هذا النوع من السفن، التي استمر استخدامها إلى عهد قريب، حتى في البحر الأبيض المتوسط، اسم "قره مرسل". وهناك رواية تشير إلى أن فتح بلدة "قره مرسل"، كان في عام 726هـ/1326م.

 

725هـ/1325م

فتح "أورخان ألي"

ورد اسم هذه البلدة، في العهد العثماني، "أدرانوس" و"أدراناس". وهو تصحيف لاسم "أدرينوس"، الذي أطلق عليها، في العهد البيزنطي. وتسمّى، اليوم، "أورخان ألي". وقد اختُلف في تاريخ فتح هذه القلعة، التي تُعَد، من المنظور العسكري، مفتاحاً لمدينة "بورصا" وتقع في جنوبها؛ فقيل عام 712هـ/1312م، وعام 713هـ/1313م، و717هـ/1317م، وكذلك عام 723هـ/1323م.

 

726هـ/1326م

فتح "بورصا"

تشير رواية إلى أن فتح "بورصا"، كان في يوم الأحد، الثاني من جمادى الأولى، الموافق للسادس من أبريل. وتورد المراجع العثمانية بعض التواريخ الخاطئة، التي تذكر أن فتحها كان في عام 716هـ/1316م، و722هـ/1322، و723هـ/1323م، و725هـ/1325م، و730هـ/1329م. ويبدو أنها فتحت بعد حصار، دام اثنتَي عشرة سنة (انظر: أحداث عام 714هـ/1314م).

استسلمت "بورصا"، التي تقع وسط الأراضي العثمانية، مثل الجزيرة، من دون سفك دماء. وكما تذكر الرواية، فإن "كوسه ميخال"، أدى دوراً مهماً في استسلامها. وبموجب شروط، فإن أمير "بورصا"، "أفرنوس" أو "بوروص/ بارسوق/ بُورسوك"، خرج مع جنوده، وسيق إلى "إستانبول"، من طريق "كمليك"، مقابل فدية، بلغت ثلاثين ألف ذهب دوقة (وفي شأن اسم الأمير، انظر: الفقرة الخاصة بفتح "أدرنة"، ضمن أحداث عام 763هـ/1361-1362م). وهناك روايات مختلفة، تشير إلى أن "أورخان بك" حضر استسلام المدينة، باسم والده؛ وأن عثمان غازي، توفي بعد أن بلغه نبأ الفتح، أو قبل ذلك.

انتقل مركز الإمارة من "يني شهر" إلى "بورصا"، بعَيد فتحها، أو بعد فترة منه؛ لتصبح "صوغود"، ثم "يني شهر"، ثم "بورصا"، مراكز للإمارة. وإضافة إلى ذلك، تذكر الروايات، أن "قره جه حصار" اتُّخذت مركزاً، في فترة من الفترات.

الاستيلاء على أربع قلاع

افتتح "آقجا قوجه" ثلاثاً منها، هي: "قاندار"، و"أرمني بازاي"، و"دوه حصاري". واستولى "قنور آلب" على "بولو"، التابعة لإمارة "أمور خان". وهناك روايات مبهمة، تقول إن "بولو" كانت إمارة صغيرة، ضمن أراضي "أمور خان"؛ أو إنها، كذلك، تابعة للبيزنطيين. وهناك خلافات، كذلك، في تاريخ فتح المدينة؛ إذ قيل إنها فتحت قبل سنتين من وفاة عثمان غازي؛ بل كان فتحها في عهد "أورخان غازي"، عام 727هـ/1327م؛ وهو الاحتمال الأرجح، تبعاً للروايات، التي تقول بوفاة عثمان غازي قبل عام 726هـ/1326م. ويوحي أسلوب الرحالة العربي الشهير، ابن بطوطة، الذي مر بالمدينة عام 734هـ/1333م، أنها كانت من المدن العثمانية.

وفاة زوجة عثمان غازي وحَمِيه

في "بله جك"، وفي شهر واحد، فقدَ عثمان غازي روجته "مال خاتون"، وحماه الشيخ "أده بالي". وهناك رواية أخرى، تقول بأن وفاة هذا الشيخ، الذي يشبه الأسطورة، والذي توفي عن مائة وعشرين عاماً، كانت عام 728هـ/1328م في عهد "أورخان غازي". وتذكر رواية ثالثة، أن "أده بالي" لم يكن والداً لـ"مال خاتون"؛ وأن قيداً وقْفياً، يثبت أن والدها هو "عمر بك". أما اسمها، فهناك روايات تذكر أنه "مالهون خاتون" أو"بالا خاتون" أو "ربيعة خاتون".

وفاة عثمان غازي

تفيد أقوى الروايات، أنه توفي في "صوغود" بداء النقطة. وتذكر روايات أخرى، أن وفاته كانت في "يني شهر" أو في "بله جك"، أو في "بورصا". وبعد أن دفن في "صوغود" في المكان الذي توفي فيه، وبناءً على وصيته، نقل ابنه "أورخان غازي" رفاته إلى "بورصا"، حيث دفن في القبة الفضية.

واختُلف في عام وفاة عثمان غازي، فقيل إنه عام 710هـ/1310م أو عام 711هـ/1311م، أو عام 718هـ/1318م، أو عام 721هـ/1321م، أو عام 725هـ/1325م، أو عام 727هـ/1327م. وطاول الاختلاف يوم وفاته، فقيل إنه اليوم الأول أو العاشر أو الواحد والعشرون من رمضان، الواقع فيها، على التوالي، يوم جمعة وأحد وخميس، فإنه اليوم الأول من أغسطس. غير أن ما ورد في صك وقفي، صادر عام 723هـ/1323م، يفيد أن عثمان غازي، كان حياً، في هذا التاريخ. ويفيد نص وقفي آخر، صادر عام 724هـ/1324م، أنه كان قد توفي، وحل محله "أورخان". فإذا كان النصان الوقْفيان صحيحَين، فيلزم أن يكون عثمان غازي، قد توفي فيما بين التاريخَين المذكورَين، بعد حكْم، راوح بين 26 و27 سنة. ولم تسْلم سِنّه، عند وفاته، من الاختلاف، تبعاً للتضارب في تاريخَي الميلاد والوفاة، الذي لَبَس الحادثة الواحدة على بعض المؤرخين، فأرخوها مرة لعثمان غازي، ومرة لابنه "أورخان غازي". لو عددنا عام 656هـ/1258م تاريخاً صحيحاً لولادته، واستُنِد إلى سجلات الأوقاف المتعلقة به، فإن عمره هو ستة وستين عاماً. ولو أُخذ بتاريخ وفاته، المسجل في المصادر العثمانية، وهو عام 726هـ/1326م، فيكون قد عاش ثمانية وستين عاماً ميلادياً (70 عاماً هجرياً).

اقتصرت المصادر العثمانية، على التنويه بأن عثمان غازي، هو مؤسس الدولة؛ مغفلة خصائصه الفكرية، وقاصرة "غزوات البطل الغازي" وفتوحاته، على الاستيلاء على بعض القلاع. ولكن استعراض تاريخ حركته العسكرية، يبين أنه قائد متميز، اتَّبع خطة منظمة، ومحكمة؛ استهدفت الوصول إلى البحر الأسود وبحر مرمرة، وكانت خطواته كلها في إطارها.

قدر عثمان غازي الموقف المحيط به خير تقدير؛ فكان ملمّاً بالأوضاع العامة للإمبراطورية البيزنطية المتداعية، راغباً في مناحرتها؛ وأتقن تهديدها من خلال البحرين: الأسود ومرمرة. وسعى إلى فصل أراضيها بعضها عن بعض، وجعْلها متداخلة، ريثما يمكنه قطْع الصلة بين تلك المناطق.

وسرعان ما وصلت القوات العثمانية إلى خليجي "إزميد" و"كمليك"؛ ما أسفر عن تقطيع الأراضي البيزنطية الموحدة، إلى ثلاث قِطع مختلفة. وكانت مدن “إزميد” و”إزنيق” و”بورصا”، من تلك الأراضي البيزنطية الواقعة في الأناضول ـ ذات أهمية إستراتيجية وعسكرية مهمة.، جعلتها تستعصي على الوسائل العسكرية، المتاحة لعثمان غازي؛ ما اضطره إلى بناء حاميات له مقابل تلك المواقع، تعزلها عن العالم الخارجي. وقد استمر حصارها سنوات عديدة، إلى أن تمكن، من بعده، ابنه "أورخان غازي" من الاستيلاء عليها، الواحدة تلو الأخرى.