إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الدولة العثمانية وأحداثها حسب التسلسل التاريخي من عام 656هـ، 1258م إلى عام 816هـ، 1413م






الحدود أثناء حكم يلدرم بايزيد
الحدود بعد وفاة مراد الأول
الحدود خلال حكم جلبي محمد
الحدود عند وفاة محمد الثاني
الحدود في عصر محمد الثاني
الفتوحات العثمانية وتواريخها



795هـ/1393م

"محمد الثاني"

(الفاتح)

فترة حكمه الأولى

(848-849هـ/1444-1445م)

 

848هـ/1444م

جلوس "محمد الثاني"، ابن "مراد الثاني" على سدة الحكم

بناءً على قرار "مراد الثاني" التخلي عن السلطة، فقد روي أن ابنه "محمداً الثاني"، الذي كان موجوداً في "مغنيسيا"، التي كان والياً عليها، تلقى دعوة إلى التوجه إلى "أدرنة". وقد استجاب "محمد الثاني" لتلك الدعوة، فأتى إلى "أدرنة"، وتولى الحكم في منصب أبيه. إلا أن تاريخ اليوم والشهر لهذا الحدث، غير معروف.

إن المصادر العثمانية، التي تطلق على الأمير "محمد" "محمداً الثاني"، الذي يذكر في إمارته بـ "جلبي محمد" ـ هو ابن "هما خاتون"، كما يتضح ذلك من الكتابة، الموجودة على قبرها، في "بورصا".

وبناءً على أقوى الروايات، ولد "محمد الثاني" في ليلة السبت/الأحد، 26/27 رجب 835هـ، الموافق لـ 29/30 مارس 1432م. وبناءً على هذا التاريخ، يبدو أنه كان طفلاً، في الثانية عشرة من عمره، في أثناء جلوسه الأول، وذلك بموجب التاريخ الميلادي. ولقد احتفظ وزراء والده، "مراد الثاني" بوزاراتهم، في حكومة "محمد الثاني"؛ وهم الوزير الأعظم، "خليل باشا جاندارلي"؛ و"خادم شهاب الدين"؛ و"زاغانوس محمد"؛ و"ساروجا باشا"؛ والقاضي عسكر "ملا حُسرو".

وهناك اختلافات مهمة بين المؤرخين، في جلوس "محمد الثاني" الأول. من ذلك ما يذكر من تواريخ خاطئة، مثل 844هـ/1440م، و846هـ/1442م، أو تواريخ مشكوك في صحتها، مثل 847هـ/1443م. والحقيقة أن المسكوكات، الفضية والنحاسية، التي ضربت في مختلف مدن الأناضول و"الروملي"، في فترة جلوسه الأول ـ تحمل تاريخ 848هـ/1444م. كما أن تسلسل الأحداث والوقائع، يبين أن ذلك الجلوس، يصادف التاريخ، المعتمَد. وعلى الرغم من أن "خليل أدهم بك"، يتحدث، في كتابه، "المسكوكات العثمانية"، عن سك مؤرخ بعام 847هـ/1443م؛ إلا أنه يحكم على ذلك بأنه خطأ من السكّاك. ولتلك الأسباب كلها، فقد أصبح من الضروري اتخاذ عام 848هـ/1444م، أساساً لهذا الجلوس. (انظر خريطة الحدود في عصر محمد الثاني)

تحرك "مراد الثاني" من "أدرنة" إلى "مغنيسيا"

لقد سافر "مراد الثاني" من "أدرنة" إلى "مغنيسيا"، بناءً على جلوس ابنه، "محمد الثاني"، على كرسي السلطنة. ويذكر أن السلطان "مراداً"، كان يريد العيش في "مغنيسيا" حتى الوفاة. وهذا يعني أن الأب والابن، تبادلا الأماكن. ولما توجه "مراد الثاني" إلى "مغنيسيا"، أخذ بمعيته "إسحاق باشا" و"حمزة بك".

وبناءً على إحدى الروايات، فإن واردات سناجق: "آيدين" و"صاروخان" و"منتشه" خص بها "مراد الثاني"، راتباً تقاعدياً. وبموجب رواية أخرى، خص بواردات سنجق "صاروخان" فقط.

الإخلال بمعاهدة "سزه كدين"، وإعلان الحرب في وجه الدولة العثمانية

إن تخلي "مراد الثاني"، الذي كان جندياً كبيراً، وذا خبرة عالية، عن حكم الدولة العثمانية، لابنه، الذي كان له من العمر اثنتا عشرة سنة؛ واختياره لحياة الانزواء ـ شكّلا فرصة تاريخية مواتية للأعداء. وبتعبير بعض المؤلفين، فإن الإخلال بمعاهدة "سزه كدين" قبل جفاف الحبر، الذي كتبت به (أي بتلك السرعة)، كان مبنياً على ذلك التخلي.

وكان أول من قام بنقض العهد، هو الكاردينال "جيساريني"، ممثل منصب البابوية في المعارك العثمانية ـ المجرية. فقد قام هذا الراهب المتعصب، بالعمل لدى ملك "بولونيا" و"المجر"، "لاديسلاس"؛ للإخلال بالمعاهدة المذكورة، حيث اقترح عليه الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية، بالقيام بشكل متحد، لطرد الأتراك من الأراضي الأوروبية. ويذكر أن الملك المجري، الذي تردد في مسألة الإخلال بالمعاهدة، التي ثبتت بالأقسام الدينية الغليظة، قال له: بالتأكيد، إن النصارى، ليسوا ملزمين بالإيفاء بوعودهم مع المسلمين. وكان الأسطول البابوي، المتشكل من 60 أو 65 أو حتى 70 سفينة، راسياً في بحر "الخزر". وكان قائد هذا الأسطول، الكاردينال "كوندولميري"، قد أرسل، في تلك الفترة، خطاباً إلى الملك المجري، حثه فيه على الاستفادة من هذه الفرصة؛ وذكر له أنه سوف يمسك "كلي بولي"، ويمنع انتقال "مراد الثاني" من الأناضول إلى "الروملي". ويذكر أن الإمبراطور البيزنطي، "يؤانس الثامن"، أرسل، كذلك، إلى الملك المجري خطاباً مماثلاً؛ بل إن حاكم "قره مان"، "إبراهيم بك" قد دخل حلبة الصراع، حيث أرسل خطاباً إلى الملك المجري، أو أمير "الأفلاق"، أو هما معاً، مع وفود، ذاكراً أنه ما إن يبدأ القتال في "الروملي"، حتى يبدأ به ضد العثمانيين، في الأناضول. فقد أدت كل هذه التدخلات لدى الملك المجري، التخلي عن المعاهدة، التي مر عليها خمسون يوماً؛ فأعلنت الحرب ضد الدولة العثمانية، على حين غرة، من دون أن يكون هناك أي سبب مشروع. ويروى أن الانتظار لهذه الخمسين يوماً المذكورة، كان نابعاً من الانتظار لإجلاء القوات العثمانية من القلاع والمواقع، التي يتركها العثمانيون للصرب، بموجب المعاهدة.

وإضافة إلى مشاركة الملك البولوني والمجري، "لاديسلاس" في هذا الاتفاق الجديد، الذي عقد ضد الأتراك، فقد شارك فيه أيضاً أمير "الأفلاق"، "دراكول"، وملك "صربيا"، "برانكوفيج"، والبابوية، التي مثلها "جيساريني". وبذلك تشكلت قوة صليبية جديدة، من مختلف الشعوب، ولا سيما الإيطاليين والألمان والمجر والبولونيين والصرب والتشيكيين.

ويذكر أن إعلان الحرب في وجه الدولة العثمانية، قد كان في يوم الثلاثاء، 17 جمادى الأولى، الموافق للأول من سبتمبر من هذه السنة.

وكان القائد العام للتحالف، هو ملك "المجر"، "لاديسلاس". وتعهد الكاردينال "جيساريني" بقيادة القوات، الألمانية والإيطالية، الصليبية. أما قواد الشعوب الأخرى، فكانوا ملوكها. وعلى الرغم من ذلك، فإن القائد العام الحقيقي للحرب، كان البطل المجري الوطني، "يانكو هونياد". وبناءً على إعلان الجيش الصليبي الحرب ضد الدولة العثمانية، فقد بدأت القوات بالتحرك إلى الأمام، في شهر جمادى الأولى، الموافق لشهر سبتمبر، حيث بدأت بنهب الأراضي البلغارية، وتقدمت إلى أن وصلت إلى "فارنا".

دعوة "مراد الثاني"، من "مغنيسيا" إلى "أدرنة"

وفي خضم الأزمة، التي نشبت إزاء هجوم العدو، عقد مجلس الوزراء العثماني اجتماعاً طارئاً، رأسه السلطان العثماني الصغير، "محمد الثاني"؛ وتقرر في نهاية الاجتماع دعوة "مراد الثاني" إلى "أدرنة".

وتورد المصادر العثمانية رواية غريبة، بمناسبة توجيه هذه الدعوة إلى "مراد الثاني"؛ حيث تذكر أنه بناءً على اعتذار، "مراد الثاني" عن استجابة تلك الدعوة، كتب إليه "محمد الثاني" مذكرة دعوة ثانية، ذكر فيها أنه إن كان يعدّ نفسه سلطاناً، فلا بد من الاستجابة، لإنقاذ دولته من الخطر. أما إن لم يكن يعد نفسه سلطاناً، فإنه (أي "محمد الفاتح") بصفته سلطاناً على الدولة العثمانية، يأمره بالحضور، بصفته من الرعايا (أي مواطناً). وبناءً على هذه الخدعة المنطقية، قام "مراد الثاني" بالتحرك من "مغنيسيا" إلى "أدرنة". ولا بد من قبول هذه الرواية بنوع من الحذر والاحتياط.

ونظراً إلى تمكن الأساطيل، البابوية والبيزنطية، في تلك الفترة، من قناة الدردنيل، فلم يكن في إمكان "مراد الثاني" الانتقال من الأناضول إلى "الروملي"، عن طريق "كلي بولي"، فاضطر السلطان السابق إلى أن يجتاز البوسفور (قناة "إستانبول"). ونظراً إلى كون قلعة الأناضول، المعروفة بـ"حصار الأناضول/كوزلجه حصار"، الواقعة في ضفة الأناضول، والتي سمتها المصادر العثمانية "بوغاز إسكندر"ـ هي أنسب المواقع للعبور إلى "الروملي"، فقد وضع الوزير الأعظم، "جاندارلي خليل باشا" المدافع على التلال الواقعة في قلعة "الروملي"، لتوفير الحماية اللازمة لعبور "مراد الثاني"؛ وبذلك تمكن من العبور. ولقد توجه السلطان "مراد" إلى "أدرنة"، على الفور. وبموجب إحدى الروايات، فإن قائد الأسطول البابوي، "كوندولميري"، الذي كان يترقب عبور "مراد الثاني" إلى "الروملي"، بغية منعه منه، قد خدع في أثناء ذلك العبور؛ وما إن علم بالعبور، حتى ظهرت عليه علامات التأثر الشديد.

انتصار "فارنا"

لما وصل "مراد الثاني" من "مغنيسيا" إلى "أدرنة"، كما ذكرت إحدى الروايات، رقي العرش، من جديد. وتفيد رواية أخرى، أن ابنه، "محمداً الثاني"، بقي على سدة الحكم، وأصبح "مراد الثاني"، هو القائد العام للقوات العثمانية. ومن المؤكد أنه رأس قيادة الجيش، وتحرك ضد العدو.

وقد بقي السلطان "محمد الثاني"، فاتح "إستانبول" المستقبلي، في "أدرنة"، نظراً إلى صغر سنه، حيث كان في الثانية عشرة من العمر؛ ولم يشترك في الحرب.

وتذكر بعض المصادر، أن هذه الحملة الصليبية، تعد آخر المحاولات، التي قام بها الأوروبيون، لإنقاذ الإمبراطورية البيزنطية.

وعلى الرغم من وجود أرقام مبالغ فيها، حول عدد أفراد الجيش التركي؛ حيث ذكر أنه تكون من مائة وخمسة وعشرين ألف نسمة، فإن الأبحاث الأخيرة، ذكرت ما بين 30 و40 ألف شخص. أما عدد جنود الجيش الصليبي، فهناك اختلاف بين 40 و125 ألف نفر. وبموجب الحسابات المعتدلة، فإن عدد قوات جيش العدو، كان بين 50 و60 ألف شخص.

ولقد وقعت معركة "فارنا"، في يوم الثلاثاء، 28 رجب، الموافق لـ 10 أكتوبر من هذه السنة. وتذكر المصادر العثمانية تاريخ هذه المعركة، بشكل عام، يوم الثلاثاء، 9 رجب 848هـ؛ إلا أن هذا التاريخ لا يوافق ما أكدته المصادر الغربية، 10 نوفمبر 1444م؛ لأن 9 رجب 848هـ، يوافق الخميس، 22 أكتوبر 1444م. إلا أنه، في مقابل ذلك، تورد بعض المصادر، مثل "تاريخ أورج بك"، تاريخاً هجرياً قريباً إلى الحقيقة؛ فهذا التاريخ سجل وقوع تلك المعركة في يوم الثلاثاء، 29 رجب 848هـ، وهو يوافق يوم الأربعاء، 11 نوفمبر 1444م. وبالاستناد إلى قيد يوم الثلاثاء، فإذا ما عدّل 29 إلى 28، فقد تم تصحيح تاريخ معركة "فارنا"، ليصبح الثلاثاء، 28 رجب 848هـ.

يذكر أن "مراداً الثاني" علق معاهدة "سزه كدين" على رأس رمح، وأشهر بها للجميع، في المقدمة. ولقد قام "يانكو هونياد"، أولاً، بالهجوم على الجيش العثماني، وقضى على جناح الميسرة؛ ثم قام التشيكيون بالهجوم على جناح الميمنة، إلا أنهم رُدوا على أعقابهم. فقام، بناءً على ذلك، ملك المجر، "لاديسلاس"، بالهجوم على المركز، الذي يوجد به، "مراد الثاني"، فجرح بطعنة رمح، أو سهم، أو أن قائمة فرسه، وقعت في حفرة، فوقع منها، وتدحرج. فقام جندي مسن، يسمى "قوجه خضر"، فقطع رأس الملك المجري، وقدمه إلى السلطان "مراد الثاني". وكان وضع هذا الرأس المقطوع على رأس رمح، وتشهيره بين العساكر، أدى نشوب الفتور بين الجنود المجر، وفرارهم من ساحة المعركة. فاستفاد "مراد الثاني" من هذه الفرصة، وقام بالهجوم، على الفور. وفي الوقت، الذي كان يتابع أثر المجريين، قام بالحملة أيضاً على التشيكيين، وفتت صفوفهم، وهزمهم شر هزيمة. وهرب من بقي من عساكر العدو إلى المعسكر. وقام، في الوقت عينه، البطل المجري الشهير، "يانكو هونياد" بجمع قواته، التي استطاع جمعها، ولاذ بالفرار إلى "المجر".

أما الاستيلاء على معسكر الجيش الصليبي، فكان في اليوم الثاني من المعركة، أي في يوم الأربعاء، 29 رجب، الموافق لـ 11 نوفمبر. وعلى الرغم من قيام الكاردينال بمحاولة الدفاع عنه، فإنه انهزم بسهولة، حيث قطع رأسه، وأخذ عقاب ما قام به من الإخلال بالمعاهدة، التي وقعت حديثاً، وتسبب بإسالة كثير من الدماء.

وحتى لا يخرب رأس الملك المجري المقطوع، فقد وضع في العسل، فأرسل إلى رئيس السقاة، في "بورصا"، "جبه علي بك"، وأمر بتشهيره في البلد.

وأهم الأمراء العثمانيين، الذين استشهدوا في معركة "فارنا"، هو أمير أمراء الأناضول، "قره جه باشا"، الذي كان نسيباً للسلطان "مراد الثاني".

ولقد تبادلت الدول الإسلامية التهاني بمناسبة الانتصار، الذي تحقق في معركة "فارنا"، التي أنقذت الدولة العثمانية من مصيبة كبيرة.

وبدءاً من هذا التاريخ، لم يبق للإمبراطورية البيزنطية من العمر، سوى تسع سنوات. ويمكن عد انتصار "فارنا" مقدمة مهمة مهدت لفتح "إستانبول".

 

849هـ/1445م

تخلي السلطان "محمد الثاني" عن الحكم، لوالده، "مراد الثاني"، وتوجهه إلى "مغنيسيا"، بسبب التمرد، الذي حصل في "بجوق تبه"

إن مدة هذه الفترة الأولى، من حكم السلطان "محمد الفاتح"، التي تصادف طفولته، غير واضحة، باليوم؛ فالمؤرخون، الذين اختلفوا فيما بينهم في تاريخ السنة، لم يتحدثوا عن تاريخ الشهر واليوم. وبما أن تخلي "مراد الثاني" عن الحكم، لصالح ابنه، "محمد الثاني" كان في 25 ربيع الأول 848، الموافق لـ 22 يوليه 1444م، بناءً على معاهدة "سزه كدين"؛ ودعوة "مراد الثاني" لابنه إلى الحضور إلى "أدرنة"؛ وإذا ما أضيف إلى ذلك، الفترة التي قضاها في الطريق إلى "أدرنة"، والتي يمكن أن تخمّن بشهر ونصف؛ فيلزم أن يكون "محمد الثاني"، جلس على أريكة الحكم، في النصف الأول من جمادى الآخرة 848هـ، الموافق لنهايات شهر أغسطس 1444م. ونظراً إلى تحدث المؤرخين عن الفترة الثانية لحكم "مراد الثاني"، بأنها تصادف أواخر عام 849هـ، فيتضح أنها توافق شهر ديسمبر من عام 1445م. وينبغي أن يكون قد مرت على هذين التاريخين التقريبيين سنة ونصف. إلا أنه ينبغي ألا ينسى أنه عبارة عن تخمين واستدلال. ويبدو أن عد هذه الفترة بسنة، هو الأقرب إلى الحقيقة، والأحوط.

والحادث الذي أدى بالسلطان "محمد الثاني" إلى الانسحاب من الحكم، والعودة إلى "مغنيسيا"، من جديد، يذكر في المصادر العثمانية بحادثة "بجوق تبه". والتمرد الذي قام به الإنكشارية، أول مرة في التاريخ العثماني، كان في هذا الحادث؛ وكان السبب في نشوب هذا التمرد، خفض زنة الآقجة العثمانية، التي كانت تزن، في السنوات الأولى من حكم "مراد الثاني"، 5.75، إلى 5.25 في الفترة، التي أمسك فيها "محمد الثاني" بزمام أمور الدولة، ما أضر بالجند، وأثر بالسوق. وبناءً على الرواية الواردة في هذا الصدد، فقد وقع حريق هائل، في تلك الفترة، في "أدرنة"، فاحترق قسم مهم من المدينة والأسواق، فقام الإنكشارية، الذين لم يكونوا راضين عن وضع الآقجة، بالتمرد، فقاموا بنهب قصر خادم "شهاب الدين باشا"، حيث انسحب إلى تلة، تسمى "بجوق تبه". وتم تسكين هياج الإنكشارية، بعد أن زيدت نصف آقجة. غير أن الجند تركوا التوجه إلى السلطان الصغير، ومالوا إلى أبيه، "مراد الثاني". فاقتنع أركان الدولة، وعلى رأسهم الوزير الأعظم، "خليل جاندارلي باشا"، بألاّ حل للمسالة سوى ارتقاء "مراد الثاني" للعرش، مرة أخرى. بل يذكر أن "خليل باشا"، أقنع السلطان الصغير، "محمد الثاني"، بسهولة، بالتقدم باقتراح إلى والده، بالعودة إلى الحكم. وبناءً على هذه الرواية، فإن "خليل باشا" ذكر للسلطان "محمد الثاني"، الذي أطلعه على رغبة والده في التوجه إلى "مغنيسيا"، بضرورة الأخذ بخاطر الوالد، واقتراح توليه الحكم، تطييباً لخاطره. فصدق "محمد الثاني" هذا الكلم، وقدم اقتراحه المذكور إلى والده. إلا أن النتيجة لم تكن مثل ما قال "الباشا"؛ إذ قبل "مراد الثاني" الاقتراح. وبموجب رواية أخرى، فإن "مراداً الثاني"، لما رجع من "فارنا"، قبل الدخول إلى المدينة (أي "أدرنة") أو بعد ما دخل بفترة وجيزة، تحدث، في تلة "بجوق تبه" مع العساكر. ولما اقتنع أنهم راغبون فيه، قبل بالاقتراح. وهناك رواية، تفيد أن "مراداً الثاني"، بويع في خارج المدينة. وبناءً على رواية أخرى، فإن "مراداً الثاني"، الذي توجه من "فارنا" إلى "مغنيسيا" مباشرة، دعي إلى "أدرنة"، من جديد، بناءً على الحاجة إليه، ثم رقي العرش. والحقيقة أن النقطة المؤكدة، في كل هذه الروايات المغلقة، والغامضة، أن "محمداً الثاني" أخلي منه العرش، وأرسل إلى "مغنيسيا"، وحل محله والده، لتولي الحكم، للمرة الثانية. (انظر خريطة الحدود عند وفاة محمد الثاني)