إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / ملف النعوش الطائرة (حوادث قتل العمالة المصرية في العراق عقب انتهاء الحرب الإيرانية ـ العراقية)









6

6. وجهة نظر عراقية في أزمة العمال المصريين

تابعت جريدة الوفد الموقف، بتاريخ 24 نوفمبر 1989، عندما التقى أحد محرريها السفير نبيل نجم، سفير العراق في القاهرة، على متن الطائرة المتجهة إلى بغداد. وعندما سأله عن الأحداث الأخيرة في العراق، وما تعرض له المصريون من أذى، أكد السفير العراقي أن الرئيس صدام حسين، يولي المصريين اهتماماً خاصاً، وأن المصريين يحتلون مكانة خاصة لدية، وهذا صحيح". ورداً على سؤال حول المعاملة السيئة، التي يتعرض لها المصريون بالعراق، قال السفير العراقي: "سيدي، الرئيس صدام حسين قال: إن الإنسان العراقي أصبح يستخدم يديه في العراك، أكثر مما يستخدم لسانه، لامتداد فترة الحرب العراقية ـ الإيرانية، لمدة ثماني سنوات، وأن ذلك يعد أحد الآثار المتخلفة عنها". وأكد نبيل نجم أن العلاقة، بين شعب مصر، وبين البلدين على المستوى الرسمي والشعبي، علاقة ممتازة. وأكد السفير العراقي أن ما نشرته الصحف المصرية، حول ما تعرض له المصريون من حوادث، أزعج بصورة كبيرة الرئيس صدام حسين، وأعلن أن الرئيس، من منطلق تقديره الخاص والعميق، لمكانة المصريين، ومكانة مصر، لا يقبل أن يتعرض أي مصري، للخطر والانزعاج، وذلك لأنه يقدر الدور الرائد للمصريين، في بناء النهضة العراقية، ودور مصر الرائد على الساحة العربية، وحل قضاياها. وأعلن السفير العراقي، أن ما يحدث يدخل قطعاً تحت نطاق السلوك العادي، الذي يحدث في كل زمان ومكان. وأبدى السفير العراقي انزعاجه الشديد، لما نشرته الوفد، من أن هناك عدم ارتياح من العراقيين، تجاه المصريين. وأخذ السفير يقرأ خطاب الرئيس العراقي، أثناء لقائه بالمصريين مؤخراً. وأعلن السفير العراقي أن متأخرات المصريين، ستصلهم كاملة، وسيتم وضع برنامج بذلك. وفي مطار صدام ببغداد، كانت هناك أعداد مصرية كثيرة تنتظر العودة إلى مصر، على الرغم من أن الرحلات اليومية، بين القاهرة وبغداد، وصلت إلى ما بين 9 و14 رحلة. وأكد جميع المصريين أنهم عائدون صفر اليدين لا يملكون أموالاً، وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب النفسي، بما يلاقونه من معاملات سيئة، وصلت إلى حد القتل، وإطلاق الرصاص عليهم في الشوارع، من سكارى عراقيين.