إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / اغتيال الرئيس السادات






مدن تنقل بينها السادات



ثانياً: مرحلة الشباب إلى التخرج

ثانياً: مرحلة الشباب إلى التخرج

التحق السادات بمدرسة فؤاد الأول الثانوية، حيث حصل على شهادة الكفاءة. ويبدو أنه بدأ يمارس العمل السياسي خلال تلك الفترة. ومن المواقف الطريفة التي وقعت، آنئذٍ، ما رواه صلاح الشاهد، كبير ياوران رئيس الجمهورية في عهد عبدالناصر، إذ قال: "كان السادات شاباً وطنياً ثائراً، قام بتنظيم مظاهرة طلابية من مدرسة فؤاد الأول، احتجاجاً على إعلان الإنجليز بقاءهم في مصر. وخرجت هذه المظاهرة إلى مدرسة فنون الصنايع (وهي حالياً كلية الهندسة - جامعة عين شمس)، وتجمعت أعداد كبيرة من الطلبة. وصدر الأمر بفصله في اليوم التالي".

ويكمل صلاح الشاهد:

"وكنت أنا وزميل لي، قد جهزنا عربة (كارو)[1]، وضعنا عليها معبداً فرعونياً، واخترنا أنور السادات ليرتدي الملابس الفرعونية، ويمسك بمفتاح النيل. وكان السادات، وهو يرتدي الملابس الفرعونية شبه عارٍ، ونحن في شهر فبراير في عِز البرد، فأصيب بالحمّى. ومضت السنون، ولما رأيته رئيساً، قلت له: "أنا تنبأت لك بهذا المنصب قبل عام 1935، عندما أعطيتك مفتاح النيل، وأنت ترتدي الملابس الفرعونية، هذا المفتاح لا يمسك به إلاّ الملوك، لقد حمله رمسيس الثاني[2]".

بعد انتهاء مدة الفصل، خمسة عشر يوماً، استأنف السادات دراسته في المدرسة نفسها، وحصل على شهادة الكفاءة. ولما أراد تحسين مجموعه في الشهادة نفسها، انتقل إلى مدرسة الأهرام الأهلية، فحصل منها، عام 1936، على المجموع المطلوب. ثم التحق بالكلية الحربية، الدفعة (37)، بعد الاستعانة بأحد "الصولات"[3]، الذي تعرف به والده أثناء خدمته في السودان، وكان لا يمكن القبول في الكلية إلاّ بالواسطة، بل كان يُنادَى على كل واحد من المتقدمين، فيقال اسمه فلان وواسطته فلان. وكان هذا "الصول" قد عمِل في خدمة إبراهيم باشا خيري، رئيس لجنة قبول طلبات الالتحاق. ولم يكن إبراهيم باشا هو الواسطة الوحيدة، بل لجأ والد السادات إلى الدكتور فيتس باتريك، رئيس القسم الطبي في مستشفيات الجيش البريطاني في القاهرة ، وكان والد السادات قد عمل معه موظفاً في الوحدة الطبية، التابعة للجيش البريطاني، بالقرب من شبين الكوم. ويقول السادات: "وهكذا قُبلت بالكلية الحربية، وكان ترتيبي آخر المقبولين، وعددهم اثنان وخمسون، وذلك لأن واسطتي كانت أقلّ الوساطات شأناً. ففي ذلك الوقت، كانت الوساطات تتدرج من الأمير محمد علي، ولي العهد، إلى الباشوات والباكوات من ذوي النفوذ".

ولم يمكث في الكلية الحربية إلا تسعة أشهر فقط. فقد كان الحظ حليفه، لأن الدفعة التي كان ضمن أفرادها، تخرجت بسرعة بسبب الحاجة الملحّة إلى أعداد كبيرة من الضباط، بعد سياسة توسيع الجيش.

 



[1] عربة تُجرّ بواسطة الدواب.

[2] رمسيس الثانـي: اسمه الصحيح "رعمسيس" نسبة إلى الإله "رع" إله الشمس عند القدماء المصريين، هو الملك الثالث في الأسرة الملكية الفرعونية التاسعة عشرة، حكم من حوالي عام 1304 حتى 1237 ق.م. وقد نصّبه والده، سيتي الأول، حاكماً في سن مبكرة. وشهد عصره العديد من المعارك العسكرية، منها معركة قادش بسهل نهر العاصي، شمال سوريا، ضد الحيثيين، حيث حقق نصراً عظيماً. أقام العديد من التماثيل الرائعة بالكرنك ومعبد أبي سُمبل جنوبي مصر. وتميّزت فترة حكمه بالازدهار في الفن والعلوم والتجارة والتطور الحربي العظيم.

[3] وهي أعلى رتب ضباط الصف، وتسمى هذه الرتبة حالياً: "مساعد"، في القوات المسلحة المصرية، و "رئيس رقباء" في القوات المسلحة السعودية.