إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / اغتيال الرئيس السادات






مدن تنقل بينها السادات



ثالثاً: السادات والعمل السياسي

ثالثاً: السادات والعمل السياسي

عُيّن السادات، عند تخرّجه، برتبة ملازم ثانٍ، في قرية "منقباد" في صعيد مصر. وكان بها المعسكر الرئيسي للجيش المصري، وقتذاك. وفي هذا المعسكر، التقى السادات الضابط جمال عبدالناصر، للمرة الأولى، وتم التعارف بينهما، ثم صداقة لم تدم، بسبب نقل جمال إلى مكان آخر. وقد أُلحق السادات بسلاح المشاة، ثم بسلاح الإشارة، ثم نُقل إلى القاهرة. وتدرج في الرتب العسكرية، حتى وصل إلى رتبة يوزباشي (نقيب حالياً)، وتعرف هناك بشخصيات كثيرة، أبرزها شخصية الضابط الطيار حسن عزت،  الذي كان ذا نشاط كبير واتصالات وثيقة بالجمعيات السرية، وعلاقات وطيدة ببعض الضباط، الذين جمعهم الاهتمام بقضايا مصر، السياسية والعسكرية، مثل الفريق عزيز علي المصري[1]. وكان محور هذه الاهتمامات مقاومة الاحتلال الإنجليزي، والوقوف في وجه الملك والحاشية، اللذين يسهلان بقاء هذه القوات، ثم العداء السافر للأحزاب السياسية الموجودة آنذاك. وقد أدّى حسن عزت دوراً بارزاً في بلوَرة نشاط السادات السياسي، إذ ساعده على الانضمام إلى كثير من الجمعيات السرية، والتعرف بنفرٍ من الضباط المهتمين بقضايا مصر، السياسية والعسكرية، مثل عبدالمنعم عبدالرؤوف[2] وعبداللطيف محمود البغدادي وحسن إبراهيم السيد وخالد محمد أمين محيي الدين وغيرهم، ممّن ضمهم تنظيم الضباط الأحرار فيما بعد.

كما بدأ السادات الاتصال بجماعة "الإخوان المسلمين" في عام 1940. فتعرف بالشيخ حسن البنا[3]، مرشد الجماعة، الذي عرّفه بالفريق عزيز المصري. وفوجىء السادات، في عام 1941، بقرار نقله إلى مرسى مطروح، التي تبعد عن القاهرة نحو 500 كيلومتر، حيث عمل كضابط إشارة في آلاي مدفعية[4].

وكان السادات، كما شهد بذلك عدد كبير من زملاء الدفعة (37)، الذين زاملوه في خدمته العسكرية، دائم الصِّدام مع الضباط الإنجليز، وكانوا يسيئون معاملته، مما جعله يفكر، في عام 1941، أثناء الحرب العالمية الثانية، كما يذكر في مذكراته، في تدبير خطة انقلاب، إذ أقدم على الاتصال بقادة الوحدات المنسحبة من مرسى مطروح، في ذلك الوقت، ليتفق معهم على الالتقاء في وقت محدد، عند فندق "مينا هاوس"، في نهاية طريق الإسكندرية ـ القاهرة الصحراوي، ثم الاحتشاد هناك، والتحرك إلى القاهرة للاستيلاء على السلطة وضرب الإنجليز.



[1] المفتش العام للجيش المصري، وكان ثائراً محترفاً، شارك في ثورة "تركيا الفتاة"، وشارك في الثورة العربية الأولى، ويعَدّ الأب الروحي للخلايا الثورية داخل الجيش المصري، في أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات.

[2] من الضباط الأحرار، الذين شاركوا في ثورة 23 يوليه 1952. تخرج في الكلية الحربية المصرية عام 1938، والتحق بسلاح الطيران. اختلف مع قادة الثورة بسبب انتمائه إلى حركة الإخوان المسلمين. وقُبض عليه عام 1954، ولكنه تمكن من الهرب إلى لبنان والأردن. له مذكرات بعنوان: "أرغمت فاروق على التنازل عن العرش". توفي عام 1985.

[3] الشيخ حسن البنّا: من مواليد محافظة البحيرة بمصر، في عام 1906. عمل مدرساً، في بداية حياته، وأسّس جماعة الإخوان المسلمين، وأصدر لها جريدة، بالاسم نفسه. وشكّل، إبّان حرب 1948، كتيبة الإخوان. وقد أُطلق عليه الرصاص، السبت 12 فبراير 1949، الساعة الثامنة والنصف مساءً، أمام جمعية الشبّان المسلمين بالقاهرة، وتوفي الساعة الثانية عشرة والدقيقة الثانية والعشرين صباح 13 فبراير، أي بعد أربع ساعات تقريباً، من إطلاق النار عليه. وله مذكرات "الدعوة والداعية"، نُشرت بعد وفاته.

[4] الآلاي : تنظيم من التنظيمات السابقة للمدفعية، يتكون من بطاريتين إلى ثلاث بطاريات، وتتكون البطارية من تروبَيْن، ويشتمل كل تروب على أربعة مدافع.