إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود




الملك عبدالعزيز آل سعود
الملك عبدالعزيز وملك أفغانستان
الملك عبدالعزيز والملك حسين بن طلال
الملك عبدالعزيز والملك عبدالله بن الحسين
الملك عبدالعزيز والملك فاروق
الملك عبدالعزيز والملك فيصل بن الحسين
الملك عبدالعزيز وتشرشل
الملك عبدالعزيز يطالع جريدة





القسم الحادي عشر

القسم الحادي عشر

الملك عبدالعزيز في أيامه الأخيرة

 

وطأة المرض

كان الملك عبدالعزيز يحب الحياة، ويحب أن يتمتع بما فيها من الطيبات، من مظاهر القوة، وانبساط السلطان والحكم، إلى جانب ما تطيب به نفسه من مألوف عاداته في الأريحية، وكسب القلوب، وإدخال السرور على الناس، وما أحل الله له ولسواه من ملذات في الخلوات، يتخللها الكثير، مما أصبح من لذائذه، في قيام الليل تهجداً وضراعة.

كان يتألم من القيام إذا جلس، ومن الجلوس إذا نهض، لرصاصة أصابت إحدى ركبيته، أيام حروبه الأولى. ولم يأبه لها، فتجمد دم الركبة. وظل عشرات من السنين لا ينام، إلاّ إذا دُلكت ركبته تدليكاً عنيفاً مدة ساعة أو أكثر. وكان يحتمل آلام المشي على مضض، إلى أن اجتمع بالرئيس الأمريكي روزفلت، في مياه البحيرات المرة، بمصر. وكان هذا الرئيس مُـقعداً يمشي على كرسي ذي عجلات. فأهدى إلى الملك كرسياً مما يستعمله، فوجد فيه الملك راحة، فلم يتركه في قصره بالرياض، وحيثما حل. وكان إذا أراد الانتقال من مكانه قال: "هاتوا الحصان". فيجيء به أحد الخدم، يدفعه من خلف. واستمر على ذلك من سنة 1364هـ /1945م، إلى أن فارق الحياة.

وعلى الرغم من ذلك، كانت الحيوية والنشاط تبدوان عليه، فلما كان في مصر، في فبراير عام 1945م، لمقابلة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، تعجب هذا الأخير من حيوية الملك عبدالعزيز، وقال لطبيبه الخاص اللورد تشارلز موران: يا لها من حيوية عجيبة، يا تشارلز، في رجل شارف السبعين". فأجابه موران: "ما أراك دون ذلك".

ولوحظ أن استغناءه بالكرسي عن السير على قدميه، وإن أراحه، إلاّ أنه أضاع عليه فرصة الرياضة، التي كان يمارسها على غير قصد، في المشي والتنقل. وقد زاد، في وزنه حتى ظهر عليه الترهل.

وعلى الرغم من مرضه بتصلب الشرايين، في الدماغ والقلب. فهو لم يترك شيئاً من عاداته، في أعماله المنظمة مواعيدها.

وفاته

انتقل من الرياض بالطائرة إلى الحجاز، في يوم 28 ذي القعدة 1372هـ/ 8 أغسطس 1953م، فنزل في الحَوية (مصيفه المعتاد)، وتوجه بالسيارة إلى الطائف، متجلداً، ليسلم عليه الناس ويروه. ويقول الزركلي:

لما أقبلت عليه، رأيته جامد البصر، لم يعرفني ولم يعرف أحداً من مقبلي يده أو جبهته، وفيهم بعض أخصائه والمقربين منه، فارتعدت فريصتاي، وحزنت!.

ولم يتمكن من رئاسة الحج، ذلك العام، فناب عنه ولي عهده.

وأمضى زهاء ثلاثة أشهر، بين الحوية والطائف، أكثرها في الأولى، وقد اشتد عليه المرض فيها، حتى عانى سكرات الموت.

وممن كان إلى جانبه في لحظاته الأخيرة، ولداه سعود وفيصل، فكان لا يرفع بصره عن أحدهما حتى يرمق به الآخر، ولم ينقطع عن ترداد حضهما على التعاون والعمل معاً. وآخر ما سُـمع منه: فيصل.. أخوك سعود..،  سعود!.. أخوك فيصل. وكرر جملة (لا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله). وأسلم الروح بعدها. وكانت وفاته ضحى الاثنين 2 ربيع الأول 1373هـ/ 9 نوفمبر 1953م، وصُلي عليه في الحوية. ونُقل في الحال بالطائرة إلى الرياض. فدفن في مقبرة العود التي دفن فيها أسلافه من آل سعود.