إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود




الملك فيصل والرئيس نيكسون
الملك فيصل بن عبدالعزيز





مجلس الملك فيصل

مجلس الملك فيصل

من التقاليد الكريمة، التي يحرص عليها ملوك آل سعود، مجلس الملك، حيث يجلسون للناس ويستقبلونهم بالود، وينظرون مباشرة في أمور رعيتهم، يسمعون منهم، ويتلقون شكاواهم. وسار الملك فيصل على طريقة آبائه وأجداده. وعندما كان الملك عبدالعزيز في نجد أوجب على ابنه فيصل، أن يجلس للناس في الحجاز، بالنيابة عنه، ويتلقى مطالبهم وينظر فيها. فقد نشرت الصحف السعودية في عام 1355هـ حديثاً للملك عبدالعزيز، قال فيه:إني أود أن يكون اتصالي بالشعب وثيقاً لأن هذا أدعى لتنفيذ رغبات الشعب، لذلك سيكون مجلسي مفتوحاً في اليوم مرتين.وفي حالة غيابي سيكون مجلس نائبنا مفتوحاً لهذه الغاية.

وصف المجلس

كان الفيصل يجلس للناس، وهو ملك، كما كان يجلس لهم وهو أمير، بين المغرب والعشاء. فإذا جاء وقت الطعام، نهض إلى حجرة الطعام، وتبعه من يشاء، فإذا انتهى منه، عاد إلى قاعة الضيوف ليجلس معهم دقائق معدودة، ثم يتركهم، ويذهب إلى المسجد ليؤدي الصلاة، ثم يدخل منزله، ويجتمع بأقربائه وخاصته.

وكان يجلس في صدر القاعة، وجرت العادة أن يجلس إلى يمين الملك أمراء آل سعود، على ترتيب أعمارهم، وأن يجلس إلى يساره سائر الضيوف. وينهض الفيصل لأكثر ضيوفه الوافدين عليه، ومنهم من يقبله على أسلوب أهل البلاد، وأكثر الناس ينحنون على يده ليقبلوها، فتراه يجذبها منهم بلطف، وقد يدعها أحياناً، مع كرهه لهذه العادة، ولكنه يخشى أن يفسر البعض امتناعه عن تسليمهم يده بأنه علامة عدم الرضا، فلا يفعل.

مجلس آخر

وللفيصل مجلس آخر في مكاتبه في رئاسة مجلس الوزراء، في ساعات الصباح. وعندما يكون وقته خالياً من المقابلات الرسمية المحددة سلفاً أو من الاجتماعات الملحة. وأكثر الذين يحضرون إلى مجلس الفيصل إنما يفعلون ذلك للتحية، وتوكيد الولاء. وهناك من يحضره ليراه الملك ويتذكره.

ويحضر بعض الناس لعرض رجاء أو رفع شكوى، فيستمع الملك إلى كلامهم إن تكلموا، ويقرأ رسائلهم وعرائضهم في مجلسه، ويجيب عليها، أو يأخذها معه لدراستها.

وكان أكثر الوافدين إلى المجلس من شيوخ العشائر، وزعماء البلاد، وكبار الأجانب، فضلاً عن الأمراء والعلماء، الذين جرت العادة على ترددهم إلى المجلس. ولم يكن مجلس الملك قاصراً على التحية، ورفع الحاجات، وإنما كان يتخلله أحاديث يثيرها، أو تثار بين يديه، تتناول أمور الساعة، ومسائل دينية وعلمية وأدبية.

وكان المجلس، بعد هذا، وسيلة من وسائل اتصال الملك بشعبه، فيعرف أحواله معرفة مباشرة، لأن المعرفة التي تنشأ من قراءة التقارير والملفات لا تغني عن الاستماع إلى الشكاوى من أفواه الناس.

كان المجلس إذا ازدحم، يتحول إلى مجلس تحيات ومجاملات وأحاديث سطحية، ولكن الفيصل حينما كان يخلو بعدد محدود من ضيوفه ووزرائه، سواء في مجلسه أو على مائدته، أو في مكتبه، يتبسط في الحديث، ويخاطب كل إنسان بما يشعره أن الملك يعيش في جوه، ويتجاوب معه.