إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الدولة السعودية الأولى (1157 ـ 1233هـ) (1744 ـ 1818م)






مناطق ضرما والوشم والسر
منطقة الوشم
منطقة الأفلاج والدواسر والسليل
منطقة الحوطة
منطقة الخرج
منطقتا سدير و(الغاط والزلفي)
وادي حنيفة وروافده
الرياض وفروع وادي حنيفة
الشعيب والمحمل
حملة إبراهيم باشا
عالية نجد



ملحق

ملحق

نماذج من رسائل الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود

هذه الرسائل بعث بها الحكام السعوديون إلى بعض الولاة وعامة المسلمين في الآفاق، وهي تبين الأسس والمباديء التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى، ومنهجها في الدعوة الإصلاحية، وحرص أئمتها على نشر العقيدة الصحيحة، وتوضح افتراءات خصوم الدعوة عليها.

 

أ. رسالة من الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود

إلى أهل بلدان العجم والروم (الفرس والترك)

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالعزيز بن محمد بن سعود إلى من يراه من أهل بلدان العجم والروم. أما بعد، فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، ونسأله أن يصلي ويسلم على حبيبه من خلقه، وخليله من عبيدة وخيرته من بريته محمد عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى التحيات وعلى إخوانه من المرسلين وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً دائمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين.

ثم نخبركم أن (محمد خلف النواب) ألفى[1] علينا مع الحاج، وأقام عندنا مدة طويلة، وأشرف على ما نحن عليه من الدين، وما ندعو إليه الناس، ونقاتلهم عليه وما نأمرهم به، وما ننهاهم عنه، وحقائق ما عندنا يخبركم بها أخونا محمد من الرأس، ونحن نذكر لكم على سبيل المثال الإجمال...

أما الذي نحن عليه، وهو الذي ندعو إليه من خالفنا: أنا نعتقد أن العبادة حق لله على عبيدة، وليس لأحد من عبيدة في ذلك شيء، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فلا يجوز لأحد أن يدعو غير الله لجلب نفع أو دفع ضر، وإن كان نبياً أو رسولاً أو ملكاً أو ولياً، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز: ]وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[ (سورة الجن، الآية 18)، وقال على لسان نبيه r ]قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا[ (سورة الجن، الآيتان 21-22). وقال عز من قائل: ]وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ[ (سورة الأحقاف، الآيتان 5-6)، وقال عز من قائل: ]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[ (سورة الأنبياء، الآية 25)، وقال جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: ]لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَـلالٍ[ (سورة الرعد، الآية 14). وقال: ]وَمَـنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[ (سورة المؤمنون، الآية 117).

ولا يجوز لأحد أن يتوكل على غير الله، ولا يستعيذ بغير الله، ولا ينذر لغير الله تقرباً إليه بذلك، ولا يذبح لغير الله، كما قال تعالى: ]فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[ (سورة الكوثر، الآية 2)، وقال: ]قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[ (سورة الأنعام، الآيتان 162-163). وقال عز وجل: ]وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ[ (سورة التغابن، الآية 13). وقال تعالى: ]قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ[ (سورة التوبة، الآية 51).

فإن قال قائل: أتوسل بالصالحين، وأدعوهم، أريد شفاعتهم عند الله، وقد يحتج على ذلك بقوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ[ (سورة المائدة، الآية 35)، قيل له: الوسيلة المأمور بها هي الأعمال الصالحة، وبذلك فسرها جميع المفسرين من الصحابة فمن بعدهم، أو يتوسل إلى الله بعمله الصالح، كما قال عز وجل إخباراً عن المؤمنين: ]رَبَّنَا إِنَّنَا ءَ امَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّار[ (سورة آل عمران، الآية 16). وقال عنهم في آخر السورة: ]رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ[ (سورة آل عمران، الآية 193)، وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم ففرَّج الله عنهم.

وأما دعوة غير الله والالتجاء إليهم والاستغاثة بهم، لكشف الشدائد أو جلب الفوائد فهو الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وهو الذي أرسل الله رسله، وأنزل كتبه بالنهي عنه، وإن كان الداعي غير الله إنما يريد شفاعتهم عند الله، وذلك لأن الكفار مشركي العرب وغيرهم، إنما أرادوا ذلك كما قال تعالى: ]وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[ (سورة يونس، الآية 18)، وقال في الآية الأخرى: ]وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ[ (سورة الزمر، الآية 3)، ولم يقولوا إنها تخلق، وترزق، وتحيي، وتميت وإنما كانوا يعبدون آلهتهم، ويعبدون تماثيلهم ليقربوهم إلى الله، ويشفعوا لهم عنده، فبعث الله رسله، وأنزل كتبه ينهى أن يدعى أحد غيره، ولا من دونه، لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة. وهذا هو دين جميع الرسل لم يختلفوا فيه كما اختلفت شرائعهم في غيره. قال الله تعالى: ]شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ[ (سورة الشورى، الآية 13)، وهو معنى لا إله إلا الله، فإن الإله هو المعبود بحق، أو باطل، فمن عبد الله وحده لا شريك له، وأخلص الدعوة كلها لله، وأخلص التوكل على الله، وأخلص الذبح لله، والنذر لله، فقد وحَّد الله بالعبادة وجعل الله آلهه دون ما سواه. ومن أشرك مع الله آلهاً غيره في الدعوة أو في الاستغاثة، أو في التوكل، أو في الذبح، أو في النذر، فقد اتخذ مع الله آلهاً آخر، وعبد معه غيره، وهو أعظم الذنوب إثماً عند الله، كما ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود، t قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك". الحديث، وقال تعالى: ]إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[ (سورة النساء، الآية 48)، وقال: ]لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُو َ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[ (سورة المائدة، الآية 72). وهذا هو سبب عداوة الناس لنا، وبغضهم إيانا، لما أخلصنا العبادة لله وحده ونهينا عن دعوة غير الله ولوازمها من البدع المضلة، والمنكرات المغوية، فلأجل ذلك رمونا بالعظائم، وحاربونا، ونقلونا عند السلاطين والحكام، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله فنصرنا الله عليهم، وأورثنا أرضهم وديارهم، وأموالهم، وذلك سنة الله وعادته مع المرسلين وأتباعهم إلى يوم القيامة. قال تعالى: ]إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ[ (سورة غافر، الآية 51)، وقال سبحانه: ]وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ[ (سورة الصافات، الآية 173)، وقال عن موسى صلاة الله وسلامه عليه أنه قال لقومه: ]اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[ (سورة الأعراف، الآية 128)، وقال تعالى: ]ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ[ (سورة يونس، الآية 103)، وقال تعالى: ]وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ[ (سورة الروم، الآية 47).

ونأمر رعايانا باتباع كتاب الله، وسنة رسوله، وإقام الصلاة في أوقاتها، والمحافظة عليها، وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً، ونأمر بجميع ما أمر الله به ورسوله من العدل، وإنصاف الضعيف من القوي، ووفاء المكاييل والموازين، وإقامة حدود الله على الشريف والوضيع. وننهى عن جميع ما نهى عنه الله ورسوله، من البدع والمنكرات، مثل الزنا والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وظلم الناس بعضهم بعضاً، ونقاتل لقبول فرائض الله، التي أجمعت عليها الأمة، فمن فعل ما فرض الله عليه فهو أخونا المسلم، وإن لم يعرفنا ونعرفه.

ونحن نعلم أنه يأتيكم أعداء لنا، يكذبون علينا عندكم، ويرموننا عندكم بالعظائم، حتى يقولوا: إنهم يسبون النبي صلى اله عليه وسلم، ويكفرون الناس بالعموم، وإنا نقول إن الناس من نحو ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأنهم كفار، وإن من لم يهاجر إلينا فهو كافر، وأضعاف أضعاف ذلك من الزور الذي يعلم العاقل أنه من الظلم، والعدوان، والبهتان. ولكن لنا في رسول الله أسوة، فإن أعداءه قالوا إنه يشتم عيسى وأمه، وسموه بالصابييء والساحر والمجنون. ونحن لا نكفر إلا من عرف التوحيد، وسبه وسماه دين الخوارج، وعرف الشرك وأحبه، وأحب أهله، ودعا إليه وحضَّ الناس عليه بعد ما قامت عليه الحجة وإن لم يفعل الشرك، أو فعل الشرك وسماه التوسل بالصالحين، بعدما عرف أن الله حرمه، أو كره بعض ما أنزل الله، كما قال تعالى: ]ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ[ (سورة محمد، الآية 9)، أو استهزأوا بالدين أو القرآن، كما قال تعالى: ]قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[ (سورة التوبة، الآيتان 65-66). قال العلماء في هذه الآية: الاستهزاء بالله كفر مستقل بالإجماع.

وهذه الأنواع التي ذكرنا أننا نكفر من فعلها، قد أجمع العلماء كلهم من جميع أهل المذاهب على كفر من فعلها، وهذه كتب أهل العلم من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم موجودة، ولله الحمد والمنة وصلى الله على نبينا محمد وصحبه وسلم.

 

ب. رسالة من الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود

إلى أهل المخلاف السليماني

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالعزيز بن محمد بن سعود إلى من يراه من أهل المخلاف السليماني، وفقنا الله وإياهم إلى سبيل الحق والهداية، وجنبنا وإياهم طريق الشرك والغواية، وأرشدنا وإياهم إلى اقتفاء آثار أهل العناية.

أما بعد، فالموجب لهذه الرسالة أن الشريف أحمد قدم علينا فرأى ما نحن عليه، وتحقق صحة ذلك لديه، فبعد ذلك التمس منا أن نكتب ما يزول به الاشتباه، لتعرفوا دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه.

فاعلموا، رحمكم الله تعالى، أن الله أرسل محمداً r على فترة من الرسل، فهدى الله به إلى الدين الكامل، والشرع التام، وأعظم ذلك وأكبره وزبدته إخلاص العبادة لله لا شريك له، والنهي عن الشرك، وذلك هو الذي خلق الله الخلق لأجله، ودلَّ الكتاب على فضله، كما قال تعالى: ]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[ (سورة الذاريات، الآية 56)، وقال تعالى: ]وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا[ (سورة التوبة، الآية 31)، وقال تعالى: ]وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[ (سورة النحل، الآية 36).

وإخلاص الدين هو صرف جميع أنواع العبادة لله تعالى وحده لا شريك له، وذلك بأن لا يدعى إلا الله ولا يستغاث إلا بالله، ولا يذبح إلا لله، ولا يخشى ولا يرجى سواه، ولا يرهب ولا يرغب إلا فيما لديه، ولا يتوكل في جميع الأمور إلا عليه، وأن كل ما هنالك لله تعالى، ولا يصلح منه شيء لملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهما. وهذا هو بعينه توحيد الألوهية الذي أسس الإسلام عليه، وانفرد به المسلم عن الكافر، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.

فلما منَّ الله علينا بمعرفة ذلك وعرفنا أنه دين الرسل اتبعناه ودعونا الناس إليه، وإلا فنحن قبل ذلك على ما عليه غالب الناس من الشرك بالله، من عبادة أهل القبور، والاستغاثة بهم، والتقرب إلى الله بالذبح لهم، وطلب الحاجات منهم، مع ما ينضم إلى ذلك من فعل الفواحش والمنكرات وارتكاب الأمور المحرمات وترك الصلوات وترك شعائر الإسلام حتى أظهر الله الحق بعد خفائه، وأحيا أثره بعد عفائه على يد شيخ الإسلام، فهدى الله تعالى به من شاء من الأنام، وهو الشيخ محمد بن عبدالوهاب أحسن الله له في آخرته المآب، فأبرز لنا ما هو الحق والصواب من كتاب الله المجيد، الذي ]لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد[ (سورة فصلت، الآية 42)، فبين لنا أن الذي نحن عليه، وهو دين غالب الناس من الاعتقادات في الصالحين وغيرهم، ودعوتهم والتقرب بالذبح لهم، والنذر لهم، والاستغاثة بهم في الشدائد، وطلب الحاجات منهم، أنه الشرك الأكبر الذي نهى الله عنه، وتهدد بالوعيد الشديد عليه، وأخبر في كتابه أنه لا يغفره إلا بالتوبة منه، قال تعالى: ]إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[ (سورة النساء، الآية 48)، وقال تعالى: ]لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِن َّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[ (سورة المائدة، الآية 72)، وقال تعالى: ]إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[ (سورة فاطر، الآية 14)، والآيات في أن دعوة غير الله تعالى الشرك الأكبر كثيرة واضحة شهيرة.

فحين كشف لنا الأمر وعرفنا ما نحن عليه من الشرك والكفر بالنصوص القاطعة والأدلة الساطعة من كتاب الله وسنة رسوله r وكلام الأئمة الأعلام، الذين أجمعت الأمة على درايتهم، عرفنا أن ما نحن عليه، وما كنا ندين به أولاً، أنه الشرك الأكبر الذي نهى الله عنه وحذر، وأن الله إنما أمرنا أن ندعوه وحده لا شريك له، وذلك كما قال تعالى: ]وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[ (سورة الجن، الآية 18) ]لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ[ (سورة الرعد، الآية 14)  ]وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ[ (سورة الأحقاف، الآيتان 5-6).

إذا عرفتم هذا فاعلموا رحمكم الله تعالى أن الذي ندين الله به، هو إخلاص العبادة لله وحده، ونفي الشرك، وإقام الصلاة في الجماعة، وغير ذلك من أركان الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يخفى على ذوي البصائر والافهام المتدبرين من الأنام أن هذا هو الدين الذي جاءنا به الرسول r قال جل جلاله: ]وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ[ (سورة آل عمران، الآية 85)، وقال تعالى: ]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا[ (سورة المائدة، الآية 3). فمن قبل ولزم العمل به فهو حظه في الدنيا والآخرة ونعم الحظ دين الإسلام. ومن أبى واستكبر، فلم يقبل هدى الله لما تبين له نوره وسناه، نهيناه عن ذلك، وقاتلناه، قال تعالى: ]وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[ (سورة الأنفال، الآية 39)، وقصدنا بإرسال هذه النصيحة إليكم القيام بواجب الدعوة، قال تعالى: ]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[ (سورة يوسف، الآية 108). وصلى الله على محمد.

 

ج. رسالة الإمام عبدالعزيز إلى أحمد بن علي القاسمي

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالعزيز بن محمد بن سعود إلى جناب أحمد بن علي القاسمي، هداه الله لما يحبه ويرضاه

أما بعد فقد وصل إلينا كتابك، وفهمنا ما تضمنّه من خطابك، وما ذكرت من أنه قد بلغكم أن جماعة من أصحابنا، صاروا ينقمون على من هو متمسك بكتاب الله وسنة رسول الله r ممن مذهبه مذهب أهل البيت الشريف. فليكن لديك معلوماً أن المتمسك بكتاب الله وسنة رسوله r وما عليه أهل البيت الشريف هو الذي لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة. ولكن الشأن في تحقيق الدعوى بالعمل، وهذه الأمة افترقت على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي". وجميع أهل البدع والضلال من هذه الأمة يدعون هذه الدعوى، كل طائفة تزعم أنها هي الناجية، فالخوارج والرافضة الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار، وكذلك الجهمية، والقدرية وأضرابهم كل فرقة من هذه الفرق تدعى أنها هي الناجية، وأنهم المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله r فصار في هذا تصديق لقوله r "ستفترق أُمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة".

وأما ما ذكرت من أن مذهب أهل البيت أقوى المذاهب، وأولاها بالاتباع، فليس لأهل البيت مذهب إلا اتباع الكتاب والسنة، كما صحَّ عن علي بن أبي طالب t أنه قيل له: هل خصكم رسول الله r بشيء؟ فقال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إلا فهم يؤتيه الله عبداً في كتابه وما في هذه الصحيفة… الحديث

وهو مخرج في الصحيحين وأهل البيت رضي الله عنهم كذبت عليهم الرافضة، ونسبت إليهم ما لم يقولوه، فصارت الروافض ينتسبون إليهم، وأهل البيت براء منهم، فإياك أن تكون أنت وأصحابك منهم، فإن أصل دين رسول الله r وأهل بيته عليهم السلام، هو توحيد الله بجميع أنواع العبادة، لا يدعى إلا هو، ولا ينذر إلا له، ولا يذبح إلا له، ولا يخاف خوف السر إلا منه، ولا يتوكل إلا عليه، كما دلَّ على ذلك الكتاب العزيز، فقال تعالى: ]وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[ (سورة الجن، الآية 18)، وقال تعالى: ]لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ[ (سورة الرعد، الآية 14)، وقال تعالى: ]وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[ (سورة النحل، الآية 36)، وقال تعالى: ]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[ (سورة الأنبياء، الآية 25). فهذا التوحيد هو أصل دين أهل البيت عليهم السلام، من لم يأتِ به، فالنبي r وأهل بيته براء منه، قال تعالى: ]وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ[ (سورة التوبة، الآية 3). ومن مذهب أهل البيت إقامة الفرائض كالصلاة والزكاة والصيام والحج. ومن مذهب أهل البيت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإزالة المحرمات. ومن مذهب أهل البيت محبة السابقين الأولين: من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأفضل السابقين الأولين الخلفاء الراشدون، كما ثبت ذلك عن علي من رواية ابنه محمد بن الحنفية وغيره من الصحابة، أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. والأدلة الدالة على فضيلة الخلفاء الراشدين أكثر من أن تحصر. فإذا كان مذهب أهل البيت ما أشرنا إليه وأنتم تدَّعون أنكم متمسكون بما عليه أهل البيت مع كونكم على خلاف ما هم عليه، بل أنتم مخالفون لأهل البيت وأهل البيت براء مما أنتم عليه، فكيف يدَّعي اتباع أهل البيت من يدعو الموتى؟ ويستغيث بهم في قضاء حاجاته، وتفريج كرباته، والشرك ظاهر في بلدهم، فيبنون القباب على الأموات ويدعونهم مع الله، والشرك بالله هو أصل دينهم، مع ما يتبع ذلك من ترك الفرائض وفعل المحرمات التي نهى الله عنها في كتابه، وعلى لسان رسوله r وسب أفاضل الصحابة كأبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة.

وأما قولك إن أناساً من أصحابنا ينقمون عليكم في تعظيم النبي المختار r فنقول بل الله سبحانه افترض على الناس محبة النبي r وتوقيره، وأن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وأولادهم والناس أجمعين، لكن لم يأمرنا بالغلو فيه، وإطرائه، بل هو r نهى عن ذلك، فيما ثبت عنه في الصحيح أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، وإنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله". وفي الحديث الآخر أنه قال وهو في السياق: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، يحذر ما صنعوا. قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لابرز قبره ولكن خشي أن يتخذ مسجداً، وفي الحديث الآخر عنه r أنه قال: "لا تتخذوا قبري عيداً وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" وثبت عن علي بن الحسين أنه رأى رجلاً يأتي إلى فرجة، كانت عند قبر النبي r فيدعو، فنهاه عن ذلك واحتج عليه بالحديث.

وأما قولك أن المراد بقوله: "لا تتخذوا قبري عيداً"، تكرار الزيارة المرة بعد المرة، والفينة بعد الفينة، وأن الزيارة لا تكون مثل العيد، مرتين فقط، بل تكون متتابعة ومكررة، فلا يكون الاعتقاد منكم غير هذا. فهذا دليل على جهلك بمذهب أهل البيت، وبما شرعه الله تعالى ورسوله r فإن أهل البيت فسروا الحديث بأن المراد اعتياد إتيانه والدعاء عنده كما تقدم ذلك عن زين العابدين علي بن الحسين t وهذا هو الذي استمر عليه عمل السلف وأهل البيت فإنهم كانوا إذا دخلوا مسجد رسول الله r سلموا عليه، وعلى صاحبيه، ولم يقفوا عند النبي r لأجل الدعاء هناك، ولم يتمسحوا به، بل إذا أراد أحدهم الدعاء هناك، انصرف عن القبر واستقبل القبلة ودعى..

وأما قولك: أوجب الصلاة عليه وعلى آله في الصلاة، فالذي عليه أكثر العلماء أن الصلاة عليه r وعلى آله في الصلاة لا تجب، وأوجبها بعض العلماء مستدلاً بقوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ (سورة الأحزاب، الآية 56)، وليس في الآية دليل على أن الصلاة عليه فرض لا تصح إلا بها. وأما الصلاة على آله فلم نعلم أحداً من العلماء أوجبها، وقال إن من ترك الصلاة على الآل لا تصح صلاته، بل هذا خلاف ما عليه أهل العلم أو أكثرهم.

وأما قولك ولا يحسن الاعتراض من أحد على أحد في مذهبه، وكل مجتهد مصيب، على الأصح من الأقوال، فهذا في الفروع لا في الأصول، فإن الخوارج والجهمية والقدرية وغيرهم من فرق الضلالة يدَّعون أنهم مصيبون، بل المشركون وغيرهم من اليهود والنصارى يدَّعون ذلك، قال تعالى: ]إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ[ (سورة الأعراف، الآية 30)، وقال تعالى: ]قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا[ (سورة الكهف، الآيتان 103-104).

وأما ما ذكرت من كثرة جنودكم وأموالكم، فلسنا نقاتل الناس بكثرة ولا قوة، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، ووعد من قام به النصر على من عاداه، فقال تعالى: ]وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ[ (سورة الحج، الآيتان 40-41)، وقال تعالى: ]وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ[ (سورة الصافات، الآيتان 171-172). وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

 



 [1] (ألفا أو ألفى) عامية نجدية معناها جاء أو وفد.