إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الدولة السعودية الأولى (1157 ـ 1233هـ) (1744 ـ 1818م)






مناطق ضرما والوشم والسر
منطقة الوشم
منطقة الأفلاج والدواسر والسليل
منطقة الحوطة
منطقة الخرج
منطقتا سدير و(الغاط والزلفي)
وادي حنيفة وروافده
الرياض وفروع وادي حنيفة
الشعيب والمحمل
حملة إبراهيم باشا
عالية نجد



ملحق

ملحق

تراجم لبعض الشخصيات ذات العلاقة بالدولة السعودية الأولى

أ. محمد علي باشا

كان والي مصر،أسس الأسرة الخديوية التي بقيت تحكم مصر حتى جاءت ثورة يوليو 1952م.

وهو من أصل ألباني (أرناؤوطي). ولد محمد علي في قَوَلَه (في ولاية الروملي، والآن تتبع اليونان) سنة 1769م. وتوفي أبوه إبراهيم آغا وهو فتى، فكفله عمه طوسون آغا، ثم قتل فكفله رجل من أصدقاء والده، فربي أمياً لا مرشد له إلا ذكاؤه الفطري وعلو همته، وكان يجاهر بذلك ويفاخر به.

كان محمد علي في الفرقة العسكرية التي حشدت من قوله مع الجيش العثماني وقدمت الديار المصرية لإخراج الفرنسيين منها سنة 1214هـ/1799م، وكان وكيل فرقة قوله، ولما انهزم الجيش العثماني في موقعة أبي قير، سافر رئيس تلك الفرقة إلى بلاده وأقام محمد علي مقامه.

بعد أن خرج الفرنسيون من مصر، ونصبت الدولة العثمانية خسرو باشا عليها، خدمه محمد علي، ثم لما عزل وولي طاهر باشا، ثار العسكر التركي عليه وقتلوه، وطلبوا تولية أحمد خورشيد باشا،فلم يَنْقَدْ لهم محمد علي وتحصن مع رجاله من الأرناؤوط (الألبان) بالقلعة، فأرسلت الدولة علي باشا الجزايرلي إلى مصر، فقبض عليه العساكر ونفوه إلى بلبيس.

قام بالأمر بعده إبراهيم بك فثار عليه الأهالي، فهدأها محمد علي، ثم ثاروا عليه ثانية فهرب منهم فاتفق محمد علي مع العلماء على تولية أحمد خورشيد باشا، ثم وقع خلاف بينهما، وطلب العسكر تولية محمد علي نفسه لاستمالته إياهم وغيرهم من أهل القطر بحسن سياسته ودهائه، فأقاموه على مصر والياً، ونادى المنادي بذلك في صفر سنة 1220هـ، وفي ربيع الثاني بعث الباب العالي بفرمان يتضمن تولية محمد علي على الديار المصرية، ولقب محمد علي باشا.

لما تولى محمد علي كانت الفوضى بمصر ضاربة أطنابها، وكلٌ متغلب على من هو دونه، فأمراء المماليك ينهبون ويقتلون ولا مناقش ولا محاسب.

فأول ما دار في خلد محمد علي لإصلاح مصر إبادة منازعيه ومزاحميه، وهم أمراء المماليك، وكان أشدهم مناوأة له كبيرهم محمد بك الألفي الذي تعاهد مع انكلترا على خلع محمد علي ليتولى مكانه في مقابلة تسليمها السواحل، فاجتهد سفيرها في الآستانة في تقرير سلطة المماليك كما كانت، وضمن لها الخراج، فأجابت الدولة هذا الطلب، وأرسلت اسطولها إلى مصر، وفيه موسى باشا والي سلانيك، ليكون بدلاً من محمد علي، فاجتمع المشائخ، وكتبوا للسلطان يتضررون من طائفة المماليك، ويرجون إبقاء محمد علي، وبعد طلبهم بشهرين ورد فرمان بتوليته سنة 1221هـ، فتقوَّت شوكته، ومما زادها قوة وفاة محمد بك الألفي الذي صمم على الإيقاع به، وقرينه عثمان بك البرديسي في السنة نفسها، فخلا له الجو، لكنه تيقن بأنه لا يتسنى له إصلاح مصر إلا بالفتك بجميع المماليك، فدعاهم إلى القلعة لتوديع ابنه طوسون باشا الذي سيّره لقتال النجديين بالحجاز، فبعد أن استقروا بالقلعة، أغلق الأبواب، وقتلهم عن بكرة أبيهم إلا واحداً تمكن من الفرار وهو أمين بك.

استأصل في اليوم الثاني شأفتهم من مصر وذلك في صفر سنة 1226هـ، ولما انقضى أمر المماليك وجَّه محمد علي باشا عنايته إلى إصلاح القطر المصري، واسترضى الدولة العثمانية، ففتح السودان و حارب آل سعود والدعوة الإصلاحية.

ولم يكتفِ محمد علي بما ناله من الملك الطويل العريض، بل طمحت نفسه للاستيلاء على سورية، وجهز جيشاً بقيادة ابنه إبراهيم باشا للاستيلاء عليها، ففتح عكا بعد حصار طويل، وأسر واليها عبدالله باشا، وفتح طرابلس، وحمص، ودمشق، وحلب وذلك سنة 1248هـ، وبعد الاستيلاء على الديار الشامية، طمح بفتح الأناضول ففتح آضنة وقونية وكوتاهية. وحينئذ بعث سفيرا انكلترا وفرنسا إلى إبراهيم باشا ليقف عن التقدم حتى يأتيه أمر من والده، لأن الدول الأوروبية، كانت قد توسطت في إزالة الخلاف بينه وبين الباب العالي، فوقف إلى أن قرَّ القرار على أن يبقى لمحمد علي باشا إيالات صيدا وطرابلس، والشام، وحلب، وأضنة، ويعود إبراهيم باشا بجنوده إلى سورية. ثم اتفقت انكلترا والنمسا وروسيا وبروسيا مع الباب العالي، على أن تكون ولاية مصر لمحمد علي باشا ونسله من بعده، وتكون له أيضاً الولاية على عكا وجنوبي سورية مدى عمره، على شرط أن يقبل بذلك ويخرج من بقية سورية وما فتحه في مدة عشرة أيام، فقبل محمد علي باشا ولاية مصر وأبى أن يخرج من سورية.

فلما مضت العشرة أيام ولم يخرج، أعلنت الدولة العثمانية عزله عن مصر، وأتت الأساطيل العثمانية والانكليزية والنمساوية، واحتلت بيروت وصيدا وعكا ولبنان والبقاع، فلما أحس محمد علي باشا بذلك كرر الأوامر إلى إبراهيم باشا بالعودة إلى مصر، فلما كمل اجتماع عسكره في دمشق من حلب وبر الترك، وزاد عدده على سبعين ألفاً، خرج منها في ذي القعدة سنة 1256هـ، وبعد أن وصل إبراهيم باشا إلى مصر، صرف محمد علي باشا همه عن توسيع سلطته إلى إصلاح البلاد، التي قبلت الدولة العثمانية أن تبقى له بعد أن أخذت منه كريت وسورية وبلاد العرب.

وضع محمد علي باشا أساس القناطر الخيرية، لكن عصب دماغه كان قد كل وتولاه الاختلال، وصار يحسب الذين حوله خونة يقصدون الإيقاع به، فأعطيت السلطة لابنه إبراهيم باشا سنة 1264 وتوفي سنة 1265 وعمره (83) سنة ودُفن بجامع القلعة.

ب. إبراهيم باشا

وُلد إبراهيم باشا في (قَوَلَه) سنة 1204هـ/1789م. وتولى ولاية مصر بعد أبيه ـ وفي حياته ـ فقد ورد إليه فرمان التولية من سلطان آل عثمان سنة 1264/1848م، وكان أبوه إذ ذاك حياً، إلا أنه كان قد ضعفت قواه العقلية وأصبح لا يصلح للولاية.

كان إبراهيم باشا عضد أبيه وساعده الأشد في جميع مشروعاته، كان باسلاً مقداماً في الحرب، لا يتهيب الموت، وقائداً محنكاً لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من أفانين الحرب.

كان سريع الغضب.. وكان يعرف الفارسية والتركية والعربية، وله اطلاع واسع في تاريخ البلاد الشرقية.

جهزه أبوه محمد علي في 10 شوال سنة 1231/1816م لحرب السعوديين في نجد والحجاز، فظهر عليهم، وأسر أميرهم وأرسله لأبيه إلى القاهرة سنة 1233/1818م، فأرسله محمد علي إلى الآستانة، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه، فنال إبراهيم باشا من السلطان مكافأة سنية وسُمي والياً على مكة، ونال أيضاً أبوه محمد علي لقب خان الذي لم يحظ به رجل من رجال الدولة سواه غير حاكم القرم.

ولما طمح محمد علي في الاستيلاء على سورية، كان قطب الحركة والقائد الفاتح إبراهيم باشا.

ولم يطل حكم إبراهيم باشا أكثر من  سنة فقط، وتوفي قبل والده سنة 1265/1849م.

وكان ربع القامة، ممتلئ الجسم، قوي البنية، مستطيل الوجه والأنف، أشقر الشعر، في وجهه أثر الجدري، كثير اليقظة، قليل النوم. وكان نقش على خاتمه (سلام على إبراهيم).

ج. طوسون باشا

هو أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا، ولد نحو سنة 1210هـ/1795م وكان كأبيه عزماً وحزماً وحباً للأعمال العظيمة حتى إنه لما عظم أمر الدولة السعودية في الجزيرة العربية، وآنس منه ما تقدم من صفاته، سيَّره وهو فتى لم يبلغ العشرين من عمره في الحملة الأولى عليهم، فأبحر سنة 1226هـ/1811م  من السويس فنزل في ينبع وامتلكها، وزحف بجنوده على السعوديين وكانوا في قوة عظيمة فردوه إلى ينبع، ولما علم والده بذلك أمده بنجدة، فاشتد بها أزره، وتقدم إلى المدينة، فأطلق عليها النار وهدم بعض السور ثم دخلها وأثخن في حاميتها حتى سلَّمت، فأرسل مفاتيحها إلى والده، فبعث بها إلى الآستانة، وانتشر خبر فتح المدينة في الحجاز، فخارت عزائم المقاتلين وتركوا مكة خوفاً من أهلها، فأتاها طوسون باشا ودخلها وكتب لوالده بذلك، فسُر كثيراً لما أوتي على يد ولده من الفتح الذي لم يتأت لكثير من القواد يومئذ.

ثم في صيف سنة 1228هـ/1813م زحف السعوديون على طوسون باشا وجنده، لعلمهم أنه لا قبل لهم بتحمل حر تلك الأصقاع، فاستولوا على كل ما بين الحرمين فلما بلغ أباه ذلك محمد علي باشا، سار بنفسه لنجدة ولده، فنزل جدة في 30 شعبان 1228هـ وبعد أن قام بمكة مدة يسيرة وأدى فريضة الحج، قضت الأحوال بعودته إلى مصر، فغادر الحجاز، وظل طوسون يقاتل السعوديين، فكان الظفر حليفه في كثير من المواقع، وتقدم إلى نجد إلا أنه اضطر إلى التوقف لقلة المؤن وهو لم يبلغ الدرعية، ثم رجع إلى المدينة المنورة، واسترد السعوديون أكثر المواقع التي استولى عليها.

وبلغه حصول قلاقل بمصر، فخف برجاله إلى ينبع، واستبقى حامية في المدينة، ثم أبحر إلى السويس، وأتى بموكب عظيم إلى القاهرة، فاحتفل به احتفالاً شائقاً، ولم يلبث أن توجه إلى الإسكندرية حيث كان أبوه وابنه عباس بك الذي ولد أثناء غيابه وبلغ سنتين من العمر، وتولى فيما بعد حكم مصر.

ولم يقم طوسون باشا بالإسكندرية مدة يسيرة حتى فاجأته المنية، غض الشباب في 7 ذي القعدة سنة 1231/ 30 سبتمبر 1816، فأتى بجثته إلى القاهرة، ودفن بها. كان جميل الطلعة، متوقد الذهن، ميَّالاً للعلم، ذا بأس وحزم. وتركت وفاته وقعاً شديداً في قلب والده.

ج. الشريف يحيى بن سرور

هو الشريف يحيى بن سرور بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نمي.

كانت ولايته على مكة في أواخر ذي القعدة سنة 1228/1813م بعد أن قبض محمد علي باشا، والي مصر، على عمه غالب، وكانت مباشرة أحكام الأشراف والعرب بيد محمد علي باشا ومن كانوا نائبين عنه بعد رجوعه إلى مصر، كأحمد باشا نائب محمد علي باشا في مكة، فكان أحمد باشا يفوض إلى الشريف شنبر بن مبارك المنعمي التصرف بأمور الأشراف والعربان.. فاستحكمت العداوة بين الشريف يحيى، صاحب الولاية الشرعية اسماً، وبين الشريف شنبر، صاحب السلطة الفعلية بمؤازرة أحمد باشا فصمم الشريف يحيى على قتل شنبر، وقتله سنة 1242هـ/1826م فسار أحمد باشا إلى دار الشريف يحيى وهدد بقذفها بالمدافع إن لم يخرج منها ويستسلم ويذهب إلى مصر... فتظاهر الشريف يحيى بالتسليم وقَبِل بالسفر إلى مصر، ولكنه نكص عن ذلك.. فأعلن أحمد باشا تولية الشريف عبدالمطلب إمارة مكة وطلب منه أن يجمع الجموع لقتال الشريف يحيى.. ولكن محمد علي باشا كتب إلى أحمد باشا أنه استحسن تولية الشريف محمد عون إمارة مكة..  فغضب الشريف عبدالمطلب واتفق مع الشريف يحيى بن سرور على محاربة الشريف عون، وبعد حرب استمرت اثنين وعشرين يوماً تم الصلح بينهم، ولم تمضِ أسابيع على ذلك حتى أمر محمد علي باشا بإشخاص يحيى إلى مصر، ففعل، وبقي الشريف يحيى في مصر حتى وفاته سنة 1254هـ.

د. الشريف غالب بن مساعد

هو الشريف غالب بن مساعد  بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن بن أبي نمي،جد الأشراف المعروفين اليوم بذوي غالب، وكانوا قبله يسمون ذوي زيد . تولى إمارة مكةةبعد وفاة أخيه الشريف سرور  بن مساعد عام 1201هـ/1787م . وبقي أميراً على مكة ستاً وعشرين سنة منها تسع عشرة سنة تابعاً فيها للعثمانيين، وسبع سنين أميراً للإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود. نفاه محمد علي باشا إلى سلانيك بناء على أمر من السلطان العثماني وصادر أمواله وعقاراته، وظل بها حتى توفي عام 1231هـ/1816م .