إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الدولة السعودية الثالثة (تأسيس المملكة العربية السعودية)






السعودية في الوقت الحالي



المـــــــلاحــــــــق

ملحق

أمر السلطان عبدالعزيز آل سعود، المبني على فتوى العلماء

 

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالعزيز آل فيصل إلى الإخوان كافة، وفقنا الله وإياهم لفعل الخيرات وترك المنكرات. آمين.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك تفهمون أن الله سبحانه أنعم علينا بنعمة الإسلام ومنّ علينا أن جعلنا من أهله. ولا يخفى عليكم ما مضى على أسلافكم من الأمور التي تغضب الله وتخالف الشريعة. وحيث أن الله منّ عليكم بهذا الأمر فيجب عليكم أن تذكروا ذلك بالشكر، وأعظم الشكر وأكبره هو أن تتقيدوا باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه. ثم لا يخفى عليكم ما جرى من النزاع والاختلاف الذي يخشى علينا منهما إخفاق الأعمال والفتنة. وليس قصدنا غير تقويم الشريعة، ونجاة أنفسنا من عذاب النار. ولا يتم هذا إلا بالاقتصاد، واتباع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلماء المسلمين أولهم وآخرهم.

وربما يلتبس عليكم الأمر في بعض أئمة المسلمين واعتقاداتهم، فأحببت لذلك أن أشرح لكم العقيدة التي ذكرها المشايخ في فتواهم. وهو أن معتقد المسلمين واحد حضرهم وبدويهم. وتعلمون أن أصل المعتقد كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم السلف الصالح من بعدهم، ثم أئمة المسلمين الأربعة، الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام أبو حنيفة. فاعتقاد هؤلاء واحد في الأصل، وهو أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، كما هو مقرر في كتب العلماء، التي يمكنكم مراجعتها والحمد لله في كل ساعة. فهم في هذا الأصل سواء. قد يكون بينهم اختلاف في الفروع وكلهم ومن حذا حذوهم على حق إن شاء الله إلى يوم القيامة.

ونحن يا أهل نجد كافة على مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفروع. وأمّا في الأصل فنحن والمذكورون أعلاه على ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. على أنه في آخر الأمر أظهر الله شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ثم من بعدهما الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمهم الله، ونفع بهم الإسلام والمسلمين، أرسلهم كلهم، وخصوصاً محمد بن عبدالوهاب، عندما اندرست أعلام وكثرت الشبهات والبدع.

فلمّا رأى أسلافنا موافقة أقوالهم وأفعالهم لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، قبلوا ذلك، وقاموا بما أظهره الله على أيديهم. ونحن إن شاء الله على سبيلهم ومعتقدهم، نرجو أن يحيينا على ذلك ويميتنا عليه. وقد عرفناكم بذلك لموجب ذكر المشايخ في الاعتقاد والعمدة على ما ذكروه. فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، وقصده في هجرته وانتسابه إلى الخير دورة ما عند الله، فليعتمد على ذلك قولاً وفعلاً. ولا يحيط فيه لبس. وليترك مخالفه. ومن أشكل عليه شيء من الأمور، فليرده إلى طالب العلم المنصوب عندكم بأمر الولاية ورضى المشايخ. ونحن نعتقد أن ليس عندكم ما يخالف ذلك إن شاء الله، وأن قصدكم رضى الله. إنما من الشفقة عليكم أحببنا التبيين لكم بذلك إنذاراً للمخالف أو المتكلم بضده. وأن من خالف ذلك بقول أو بفعل فذمتنا وذمة المسلمين بريئة منه، ولا يأمن البطش بنفسه وبحلاله. هذا حقكم علينا. ومن أنذر فقد أعذر. نرجو الله أن يوفقنا وإياكم للخير، وينصر دينه، ويعلي كلمته، ويجعلنا وإياكم من أنصار دينه.

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

سنة 1337

الختم