ملحق

برقية الملك علي بن الحسين للسلطان عبدالعزيز آل سعود

 

عظمة السلطان عبدالعزيز بن سعود

من بعد السلام والاحترام: إعلم عظمتكم أن أصحاب الحجاز العربي المحب للسلام، ودفع الشقاق بين العرب نظراً للثقة التامة على المبادئ الموافقة لمبادئه. قد بدل شكل حكومته، وأقامني ملكاً عليها، وبما أن أمانة الملك تودعت لشخصي، فعليّ بعد الحسين، إيفاء واجبات هذه الأمانة بكل شرف، فعليه وانقياداً لأوامر الخالق عز وجل، وحباً باتحادنا، وكراهية لسفك الدماء بين أمة واحدة، واستجابة للرأي العام الإسلامي، والمراجعات الواردة عليّ من الأقطار العربية، قد قررت أن أتوسل بجميع ما يمكن لعقد صلح شريف يزيل جميع الموانع والمشاكل الموجودة بين الطرفين، وللدخول في عهد جديد، يؤمن مصلحة المسلمين عامة والعرب خاصة.

لذلك انسحبت من مكة بدون حرب لحفظ بيت الله الحرام من الخراب ولمنع تكرار فظائع الطائف، ولانتظار مراجعتي الأولى لعظمتكم في جدة، وبما أن الجواب لم يأت إلى الآن، ولم أجد أحداً يرأس جيشكم يمكن المفاوضات معه، تربصت إلى أن أراجعكم ثانياً بالبرق، وانشروا مراجعتي هذه أيضاً بين المسلمين.

وأبلغ عظمتكم أن البلاد قد أصبحت بحالة عسكرية تمكنها من أن تسترجع جميع ما أضاعت بالأمس بإذن الله. فإذا ما وافقتم على هذا التكليف الأخير، أرجو لحين المباشرة بالمفاوضة أن تبلغوا قائد جيشكم بمكة برفع ممنوعية أداء فريضة الدين من قبل الأئمة الثلاثة فوراً، والآن خوفاً من مضايقة سكان بلد الله في المعيشة، قد أذنت لمن يريد العودة إلى مكة من سكانها المهاجرين، وسمحت بدوام سير القوافل، رحمة بالفقراء والمساكين، بانتظار جواب عظمتكم الأخير. ولي الأمل بأن تعاملوني على حسن نيتي، وإلا فسترونني وشعبي متكلين على الله وقائمين بجميع ما يترتب إتيانه من واجب الأسلاف، وحفظ الأمانة، لمقاومة تعرضات جيشكم وللدفاع عن البلاد وتخليصها ورد الأذى والتعديات عنها، وتبعة إراقة دماء الأبرياء ستقع على عاتق المتسبب وهو الفعال لما يريد.

28ربيع أول سنة 1343هـ

أخوكم الملك علي