إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / فتوحات طارق بن زياد






الفتوحات في أيبيريا
فتح الأندلس
فتح المسلمين للأندلس
فتح العرب للمغرب (أ)
فتح العرب للمغرب (ب)



مدخل

مدخل

ارتبط اسم طارق بن زياد بالأندلس لأنه القائد الذي باشر حركة الفتح (92هـ / 711م)، في شبه الجزيرة الأيبيرية Iberian Peninsula، فدخل أهلها الإسلام، وتحول اسمها إلى الأندلس. وهناك رأي يرجح أن اسم الأندلس، مأخوذ من اسم قبائل الوندالVandals، التي تعود إلى أصل جرماني، احتلت شبه الجزيرة الأيبيرية، حوالي القرن الثالث، والرابع، وحتى الخامس الميلادي، وسميت شبه الجزيرة، باسمها: فاندلسيا Vandalusia أي بلاد الوندال. ثم تحورت الكلمة في العربية، إلى الأندلس.

وكان هذا الاسم، يطلق على شبه الجزيرة الأيبيريَّة كلها (أسبانيا والبرتغال). ثم قُصِر بعد ذلك للدلالة على المناطق، التي سكنها المسلمون وحكموها، من شبه الجزيرة الأيبيرية.

أما اليوم فإن كلمة (Andalucia :أنْدَلُسيَا)  بالأسبانية، فُتطلق على المنطقة الجنوبية من أسبانيا، وهو تقسيم إداري، لا يمثل المعنى التاريخي لمصطلح الأندلس.

وطارق هو قائد حملة موسى بن نصير[1]، لفتح بلاد الأندلس. وهو مسلم من بربر شمال أفريقيا. وكان مولى لموسى بن نصير. اعتنق الإسلام على يديه، وتفتقت مواهبه العسكرية، وظهرت شجاعته وإقدامه صغيراً، فنال ثقة قائده، وحسن ظنه، وقد كان مثالاً للمسلم، الذي يُبْلي بلاء حسنا في سبيل دينه، مهما كان أصله الذي ينتمي إليه.

اسمه طارق بن زياد، بن عبدالله، بن ولغو بن ورفجوم، بن بتر غاسق بن ولهاص بن بطوفت. من قبيلة "نعزاوة" البربرية[2]، ومن أسرة اشتهرت بسبقها إلى الإسلام، وكان طارق من سبي البربر.

وكانت قبائل البربر، تحرص ـ أشد الحرص ـ على تسجيل أنسابها، وذكر سلالتها وحفظها، مثلما كان العرب يصنعون.

وذكر بعض المؤرخين، أن نسب طارق بن زياد، يرجع إلى أصول فارسية، وهو قول مردود لسببين:

الأول: حرص البربر على تسجيل أنسابهم، وكذلك فعلت أسرة طارق.

الثاني: ملامحه الشخصية الجسمية، التي سجلتها المصادر، وفيها دليل قوي على أصوله البربرية، التي لا تخطئها عين، ويقرها العقل والمنطق.

فالبناء الجسدي لطارق بن زياد، كما وُصفَ في المراجع التاريخية، أنه فتى طويل القامة، ضخم أشقر، ذو مهابة، توقره عيون الناظرين إليه. كما أن له عينين تقدحان نجابة وجرأة وإصرارا .

 



[1] موسى بن نصير (640 ـ 715م) فاتح عربي. أسند إليه الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك إمرة أفريقيا الشمالية. أرسل مولاه طارق بن زياد لفتح الأندلس عام 711م ثم واصل هذا الفتح بنفسه. ويقال إنه اعتزم أن يكتسح أوروبا كلها ويأتي المشرق عن طريق القسطنطينية، فخشي الوليد بن عبدالملك مغبة هذا الإيغال وأمره بالعودة إلى دمشق، ففعل والوليد على فراش الموت. فلما ولي الخلافة سليمان بن عبدالملك استبقاه. توفي في وادي القرى وهو في طريقه إلى الحج في صحبة أمير المؤمنين سليمان بن عبدالملك.

[2] البربر: اسم يطلق على سكان أفريقيا الشمالية، وقد اشتهروا منذ عهد الرومان بتمردهم وثوراتهم، دخل معظمهم الإسلام، على يد القائد عقبة بن نافع، وشاركوا في فتح أسبانيا.