إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / فتوحات طارق بن زياد






الفتوحات في أيبيريا
فتح الأندلس
فتح المسلمين للأندلس
فتح العرب للمغرب (أ)
فتح العرب للمغرب (ب)



رابعاً: لقاء طارق وقائده موسى بن نصير

رابعاً: لقاء طارق وقائده موسى بن نصير

كان طارق بن زياد على اتصال ـ خلال تحرك الحملة ـ بقائده موسى بن نصير. يفتح الفتوحات باسمه وبناء على تعليماته، ويطلعه على سير المعارك أولاً بأول.

وقد طلب طارق بعض الإمدادات قبل معركة وادي لَكُهْ، وكتب إلى قائده موسى بن نصير.

فجهز موسى، جيشاً قوامه ثمانية عشر ألفاً وعبر المضيق إلى أسبانيا سنة 93هـ / يونيه 712م، فاجتاز المضيق إلى أسبانيا، حيث جبل طارق إلى الجزيرة الخضراء. ويقال عبر الأندلس من ناحية الجبل المنسوب إليه المعروف اليوم بجبل موسى، بعد أن استخلف ابنه عبدالله على أفريقيا، وصحب معه ابنيه عبدالعزيز وعبدالأعلى.

انتظر موسى في الجزيرة الخضراء، يستكمل ترتيبات الجيش، وللتشاور في خطة الفتح، وأقام في هذا الموضع مسجداً عرف بمسجد الرايات، لتجمع الرايات في هذا المكان، وقيل إن موسى بن نصير، لم يبرح موضعه، ولا فارق مشهده حتى أمر بتخطيط الموضع واتخاذه مَسْجِداً.

فتح شذونة وأشبيلية

تحرك موسى بجيشه نحو شذونة، فكانت أول فتوحاته، ثم توجه إلى مدينة قرمونة، وليس بالأندلس أحصن منها. وقد فتحها بحيلة انطلت على حراسها. وتوجه بعد ذلك إلى أشبيلية جارتها فحاصرها، وهي عاصمة المملكة قبل طليطلة، فامتنعت أشهراً على موسى، ثم فتحها الله عليه.

فتح ماردة ولبلة وباجة

وسار موسى نحو مدينة ماردة Merida وفتح في طريقه إليها مدينة لفنت، وهناك بعض المصادر التي تذكر أن موسى فتح ولبلة Niebla وباجة Beja، قبل ماردة.

وكان خط سير حملة موسى بن نصير، منذ عبوره المضيق عام 93هـ، كالآتي:

·    سبتة، الجزيرة الخضراء.

·    مدينة شذونة، ثم قرمونة، ثم أشبيلية.

·    لفنت ثم ماردة.

·    ولبلة وباجة.

وفي بداية ذي القعدة سنة 94هـ، زحف موسى صوب طليلة، وكتب إلى طارق بالتوجه إليه، في كوكبة من جيشه.

عسكر موسى بن نصير في مكان يستعرض فيه الجيش، عرف بوادي المعرض Almaraz، حتى لحق طارق به.

وقد ذكرت بعض المصادر أن لقاءهما كان عند طليطلة أو قرطبة، والراجح أنه كان خارج مدينة طلبيرة Talavera de la Reina، التي تبعد 150 كيلومتراً غرب طليطلة.

وأورد المقري أن موسى بن نصير توجه من ماردة بعد شهر شوال 94هـ يريد طليلة، وبلغ طارقاً خبره، فاستقبله في وجوه الناس، فلقيه في موضع من كورة طلبيرة. وقد يكون موسى فتح طلبيرة أو أن طارقاً سبقه إلى ذلك!

وعلى كل التقى موسى وطارق في ذلك العام، وسارا معاً نحو طليطلة.

وتذكر روايات ـ أكثرها أسبانية ـ أن لذريق، آخر ملوك القوط، كان يتحين الفرص للإيقاع بالمسلمين. فوجد فرصته في مهاجمة الجيش الإسلامي في ذي القعدة 94هـ، سبتمبر 713م، ودارت معركة قوية عند السواقي، انقض فيها الجيش الإسلامي على لذريق وجيشه، وقُتل لذريق بيد مروان بن موسى بن نصير.

وصل موسى وطارق بجنودهما إلى طليطلة ( ذو القعدة ـ ذو الحجة 94هـ / خريف 713م)، وقضيا فصل الشتاء ـ أو جله ـ بها، يرتبون أحوالها، وينظمون شؤونها، ويستريحون، ويتهيئون ويخططون لفتح شمال شبه الجزيرة الأيبيرية. وضُربت العملة الإسلامية لأول مرة بالأندلس.