إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / فتوحات طارق بن زياد






الفتوحات في أيبيريا
فتح الأندلس
فتح المسلمين للأندلس
فتح العرب للمغرب (أ)
فتح العرب للمغرب (ب)



سادساً: نهاية موسى وطارق

سادساً: نهاية موسى وطارق

أحس الخليفة الوليد بن عبدالملك، خطراً على المسلمين، من اندفاع جيوش طارق وموسى في أرض بعيدة منقطعة، ومحاطة بمناطق غير إسلامية. وقد سبق أن عارض الوليد فكرة الفتح قبل ذلك لهذا السبب، ولخوفه على المسلمين، أن يخوضوا المخاطر، ويركبوا المهالك . لذلك أرسل يستدعي طارقاً وموسى إلى دمشق.

وقد ذكر بعض المؤرخين، أن موسى كان يفكر، في فتح ما وراء جبال البرت، ولعل هذا ما دفعه إلى مواصلة الجهاد، حتى وصل إلى أربونة جنوب فرنسا، بل قيل إنه كان ينوي فتح القسطنطينية، والوصول إلى دمشق من هذا الطريق. فيفتح دولة الفرنجة (فرنسا) وشمال إيطاليا، حتى بلاد اللمبابرد، وبقية إيطاليا (وروما) ثم جنوب بلاد السلاف، وسهول الدانوب (يوغسلافيا وبلغاريا)، فالدولة البيزنطية حيث يفتح القسطنطينية، ثم آسيا الصغرى (تركيا) حتى يصل إلى دمشق .

استغرق جهاد طارق وموسى لفتح الأندلس أكثر من ثلاث سنوات. وبينما هما في شدة الظهور وقوة الأمل، قدم عليهما رسول الخليفة يستدعيهما للعودة إلى دمشق.

خرج موسى من مدينة لك بجليقية، ووافاه طارق في الطريق، ومضيا معاً، ومعهما جمع من الناس ممن اختار الرجوع إلى الشام. وولىّ موسى ابنه عبدالعزيز على إمارة الأندلس .

عاد موسى إلى دمشق، ومعه طارق بن زياد، عبر الشمال الأفريقي ومصر، وولى ابنه عبدالملك على المغرب الأقصى، وابنه عبدالله على أفريقيا في القيروان، وقد وصلها في أوائل جمادى الأول سنة 96هـ (يناير 715م) والخليفة الوليد على فراش المرض. وتوفي الوليد بن عبدالملك بعد وصول موسى بأربعين يوما في أواسط جمادى الآخر سنة 96هـ .

تولى الخلافة بعد الوليد، أخوه سليمان بن عبدالملك (96 ـ 99هـ)، وتقول بعض الروايات أن سليمان لم يحسن معاملة القائد الفاتح موسى بن نصير ، ومع ذلك، تذكر الروايات أن الخليفة سليمان، حين حج بالناس، دعا موسى للحج معه عام 97هـ .

توفى موسى بن نصير، وهو في طريقه للحج، برفقة الخليفة، في المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، أو في وادي القرى (العلا حاليا) أواخر سنة 97هـ وعمره ثمان وسبعون سنة أو يزيد ، وكان ـ فيما يروى عنه ـ قد سأل الله عز وجل، أن يرزقه الشهادة في الجهاد أو الموت في المدينة .

أما طارق بن زياد، فلا نكاد نعرف شيئاً عما حدث له بعد وصوله إلى دمشق، غير أن هناك روايات تذكر أن سليمان رغب في تولي طارق حكم الأندلس، وبعد ذلك لا نعرف شيئا، هل بقى طارقّ في دمشق، أم عاد إلى المغرب والأندلس . لا أحد يعرف.