إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / تاريخ الأسَر الحاكمة في شبه الجزيرة العربية





وقفية محمد بن الإمام فيصل (1)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (2)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (3)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (4)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (5)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (6)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (7)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (8)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (1)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (2)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (3)
وقفية الجوهرة بنت الإمام فيصل
أمراء آل رشيد
حكام لحج
ختم سلطنة لحج بعد ضم الصبيحة

النواحي التسع
الجنوب العربي
اتحاد إمارات الجنوب العربي
جنوب شبه الجزيرة العربية
سلطنة لحج
سلطنة لحج بعد ضم الصبيحة



بسم الله الرحمن الرحيم

ثالثاً: آل الصباح

استقرارهم في الكويت

ينتسب آل الصباح إلى فرع الشملان، من فخذ جُميلة، من قبيلة عنزة، انتقلوا مع فروع أخرى من القبيلة نفسها من منطقة الهدار في الأفلاج جنوبي نجد بسبب القحط والجدب إلى سواحل الخليج العربي، في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري/ النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي تقريباً.

وأطلق على هذه المجموعة المنتقلة مسمى "العتوب" وهو اسم حركي مأخوذ من الفعل "عتب" أي ارتحل أو انتقل، وكان أول مكان استقروا فيه قطر، ثم نزحوا عنها. متنقلين على شواطئ الخليج العربي، حتى بلغوا "الكوت"، وهو حصن ابن عريعر، زعيم بني خالد، فأقاموا فيه. ونمت بين العتوب وبين بني خالد الذي كانوا يسيطرون على تلك المنطقة، علاقات مودة. وبإقامة العتوب على السواحل، تعلموا ركوب البحر للتجارة، وتعاظمت سفنهم. وبدأت مظاهر الثروة تعم مناطقهم، وصاروا قوة اقتصادية ملحوظة.

وكان العتوب قد قسموا الاختصاصات بينهم، فتولى آل صباح الرئاسة والحكم، وتولى آل خليفة التجارة، وتولى الجلاهمة العمل في البحر، على أن يقتسموا الأرباح بالتساوي.

ولما وقع الخلاف بين العتوب، رحل آل خليفة من الكويت إلى الزبارة، على الساحل الغربي لقطر، عام 1179هـ/1765م. وكان على رأسهم آنذاك محمد بن خليفة. ومن الزبارة مدوا سلطانهم إلى البحرين، لتصبح مركزاً لنشاطهم التجاري الواسع، ومقراً لإمارتهم. كما رحل الجلاهمة إلى منطقة الرويس في قطر، وقدموا المساعدة لآل خليفة في السيطرة على البحرين في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.

شيوخ آل صباح

1. صبـاح بن جابر العتبي (1165 ـ 1175هـ/ 1752 ـ 1762م).

جدّ الأمراء آل الصباح، وأول من حكم الكويت، وإليه تنسب الأسرة، اختير شيخاً للعتوب في الكويت عام 1165هـ/ 1752م، حيث استطاع فرض نفسه على عشيرته، وجعل الإمارة في ذريته. وكان عدد سكان الكويت في عهده قريباً من أربعة آلاف نسمة، وصارت من الموانئ المزدهرة على الخليج العربي. ولفتت أنظار الطامعين فيها من القوى المحيطة. وزارها الرحالة الدنمركي كارستن نيبور، وذكر أن ميناءها يضم ثمانمائة مركب شراعي.

وتُوفي صباح الأول في الكويت 1175هـ/1762. وخلّف خمسة ذكور هم: عبدالله (وهو الذي حكم الكويت بعده)، وسلمان، ومالج، ومحمد، ومبارك.

2. عبدالله بن صَبَاح بن جابر (1175 ـ 1229هـ/ 1762 ـ 1815م)

هو عبدالله الأول. وكان أصغر أبناء صباح بن جابر، تولى الحكم بعد وفاة أبيه، عام 1175هـ/1762م، وحسنت سيرته خلال مدة حكمه التي استمرت أكثر من خمسين عاماً. وكان عاقلاً يوصف بالشجاعة والكرم. انتعشت الكويت في عهده، وشهدت تقدماً كبيراً، حيث استفادت من نتائج الحرب بين الفرس والخلافة العثمانية. فبعد أن استولى الفرس على البصرة، هاجر الكثير من أهلها إلى الكويت، واتخذوها موطناً منذ سنة 1195هـ/ 1776م، وتحولت تجارة البصرة مع الهند وبغداد والشام وتركيا إلى الكويت. وانتبهت بريطانيا إلى أهمية الكويت فعينت لها مقيماً بها.

وفي عهده بني سور الكويت لحمايتها من هجمات الأعداء. كما قام إبراهيم بن عفيصان، أحد القواد في الدولة السعودية الأولى، بغزو الكويت في سنة 1208هـ/1793م، لكنه عاد دون أن يحقق نتائج تذكر.

واستمر عبدالله بن صباح في إمارته إلى أن توفى سنة 1229هـ/ 1815م.

3. جابر بن عبدالله بن صباح (1229 ـ 1276هـ/ 1815 ـ 1860م)

هو جابر الأول، اشتهر بالكرم والحزم. ولد في الكويت، وبسبب وقوع خلاف بينه وبين أبيه رحل إلى البحرين، ليقيم لدى آل خليفة. وبعد وفاة والده، عاد إليها ليتولى إمارتها عام 1229هـ/ 1815هـ. وكان الابن الوحيد لوالده.

ودام حكمه 45 عاماً، كان معاصراً للإمام تركي بن عبدالله آل سعود، وابنه الإمام فيصل بن تركي.

وفي عهده استولت إحدى قبائل العراق على البصرة، وطردت حاكمها، فلجأ إلى جابر الأول، فأنجده بعدة سفن مزودة بالرجال والمدافع فاستخلصها، فكافأته الحكومة العثمانية بمقدار كبير من التمر كان يرسل إليه كل عام. وحاولت الحكومة البريطانية إقناعه برفع الراية الإنجليزية على الكويت فأبى. وأرادوا البناء فيها فلم يأذن لهم. كما تم في عهده اكتمال بناء السور الأول الذي بدأ بناؤه في عهد والده عبدالله بن الصباح، وجعل له ستة أبواب. وفتك في عهده وباء الطاعون بأهل الكويت سنة 1247هـ/ 1838م.

واستمر في الحكم إلى أن توفي،عام 1276هـ/1860م.

4. صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح (1276 ـ 1283هـ/ 1860 ـ 1866م)

هو صباح الثاني. تولى بعد وفاة والده عام 1276هـ/ 1860م، وفي عهده اتسعت تجارة الكويت، وبسطت الدولة العثمانية سلطتها عليها، وألزمته برفع العلم العثماني. واستمر حكمه سبعة عشر عاماً، وتوفي عام 1283هـ/ 1866م. وترك ستة أبناء هم : عبدالله ومحمد ومبارك وجراح وجابر وحمود.

5. عبد الله بن صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح (1283 ـ 1309هـ/ 1866 ـ 1892م)

هو عبدالله الثاني. تولى بعد وفاة والده عام 1283هـ/ 1866م، عينه العثمانيون، (قائم مقام) للكويت، وفي عهده اشتد التنافس العثماني الإنجليزي على الإمارة. كان للكويت في عهده أسطول من السفن الشراعية الكبيرة، وتوفي في عام 1309هـ/1892م.

6. محمد بن صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح (1309 ـ 1313هـ/ 1892 ـ 1896م)

وليها بعد وفاة أخيه عبدالله الثاني عام 1309هـ / 1892م. وكان رقيق القلب، بعيداً عن الشر، ضعيف الإرادة، واهن العزيمة. وكان يساعده في إدارة شؤون الحكم، أخواه جرّاح بن صباح ومبارك بن صباح. فتحالف محمد وجرّاح، ضد مبارك وأخذا يضيقان عليه؛ لينفردا دونه بالحكم، ويتشددان عليه في المسائل المادية، ويحدان من نفوذه. واشتد الخلاف بين الطرفين، ووصل الخلاف إلى ذروته، عندما تمكن مبارك بن صباح من قتل أخويه محمد وجرّاح في ليلة واحدة، في 25 ذو القعدة 1313هـ،/ يونيه 1896م، ومدة حكمه أربع سنوات.

7. مبارك بن صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح (1313 ـ 1334هـ/ 1896 ـ 1915م)

ولد في الكويت عام 1254/1838م ونشأ بها. وتولى الحكم بعد أن قتل أخويه محمد وجرّاح في 25 ذي القعدة 1313هـ/ يونيه 1896م. تميزت شخصيته بالدهاء والجرأة، والمهابة. كان صاحب طموحات واسعة، وواجه مؤمرات خارجية وداخلية لإزاحته عن الحكم. وشهد الصراع بين آل سعود وآل الرشيد في نجد. وصدرت له إرادة سلطانية من السلطان عبدالحميد الثاني بتعيينه "قائم مقام" الكويت في شعبان 1315هـ/ ديسمبر 1897م. ولم ترغب الدولة العثمانية في استمراره، فحرضت محمد بن عبدالله بن رشيد على قتاله، ثم حاولت نقله إلى الآستانة عام 1316هـ/ 1898م ليكون عضواً في مجلس المبعوثان، فلجأ إلى الإنجليز، فأنقذوه من العثمانيين، وأعلنوا حمايتهم على الكويت بموجب اتفاقية عام 1317هـ/ 1899م.

وفي عهده حدثت موقعة الصريف عام 1318هـ/1901م، بينه، وبين عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، وهُزم فيها. وسبب هذه الموقعة أن الشيخ مبارك بن صباح لما قتل أخويه محمد وجراح، لجأ يوسف بن عبدالله الإبراهيم[1]، إلى عبد العزيز بن متعب بن رشيد، وحثه على الثأر لهما من مبارك. وعندما أحس مبارك بالخطر أخذ يغير على بعض القبائل المنضوية تحت حكم ابن رشيد، ثم ما لبث أن قرر أن يغزو ابن رشيد في عقر داره، فجهز جيشاً توجه به نحو قلب الجزيرة العربية ومعه الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، وابنه الأمير عبدالعزيز، فالتقى بجيش ابن رشيد قرب القصيم في موضع يقال له الصريف. وأسفرت المعركة عن هروب معظم القبائل التي كان تحارب في صفوف مبارك بن صباح، مما أتاح الفرصة لعبد العزيز بن رشيد من أن يلحق بجيش مبارك هزيمة منكرة عاد إثرها في فلول جنده إلى الكويت، وقد جرت هذه المعركة في 26 ذي القعدة 1318هـ / 17 مارس 1901م.

اهتم بالتعليم ونشر المعرفة بين أبناء الكويت، فأنشأ المدرسة المباركية سنة 1329هـ/ 1911م. واتسعت الكويت في عهده، وزاد عمرانها، واستتب الأمن في الصحراء بين البدو، وازدهرت التجارة.

فرض ضرائب باهظة على تجارة اللؤلؤ التي تمثل عصب الاقتصاد والتجارة في الكويت. فكان رد فعل كبار تجار اللؤلؤ الهجرة نهائياً من الكويت. فلم يكن في يد مبارك إلا أنه استرضاهم، وتراجع عن الضرائب التي فرضها عليهم فعادوا إلى الكويت.

وظل مبارك بن صباح في سدة الحكم حتى وفاته، في العشرين من محرم سنة 1334هـ/1915م.

8. جابر بن مبارك بن صباح بن جابر بن عبد الله بن صباح (1334 ـ 1335هـ/ 1915 ـ 1917م)

ولد عام 1290هـ/1873م. كان على عهد أبيه قائداً لجيشه، وكثيراً ما خاض الحروب بنفسه. ثم خلف والده في إمارة الكويت عام 1334هـ/ 1915م. وفي عهده ازدهرت الكويت، بسبب ازدياد التجارة مع بلاد الشام، إذ كانت القوافل المحملة بالبضائع تتجه إلى سورية حاملة لأهلها وللأتراك مختلف البضائع، التي كانوا في أَمَسْ الحاجة إليها. وقد أثار ذلك الإنجليز، إلاّ أنهم لم يجاهروا باحتجاج علني لدى شيخ الكويت، فيما يتعلق بتلك التجارة. أسقط عن أهل الكويت بعض الضرائب، وكان حليماً عادلاً. أُخِذَ عليه جموده عن الإصلاح، وإهماله شؤون العلم. لم تطل أيامه إذ تُوفي في الكويت عام 1335هـ/1917م. وتولى الحكم من بعده أخوه سالم بن مبارك بن صباح.

9. سالم بن مبارك بن صباح بن جابر بن عبد الله بن صباح (1335 ـ 1339هـ/ 1917 ـ 1921م)

تولى الإمارة بعد وفاة أخيه جابر عام 1335هـ/ 1917م، وكان كثير الصمت، فيه تقوى وشجاعة وميل إلى الأدب والمطالعة.

عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى كانت الخلافة العثمانية في المعسكر المعادي للإنجليز، وعندما تأكد الإنجليز، من خلال نشاطهم في الخليج، من أن العثمانيين يستخدمون الكويت ميناءً لهم، سعوا لدى سالم بن مبارك ليمنع العثمانيين من استخدام ميناء الكويت. ومن أجل التحقق من ذلك كونوا لجنة مهمتها الإشراف والمراقبة على حركة دخول البضائع وخروجها من ميناء الكويت. واستمر هذا الحصار مفروضاً على ميناء الكويت حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، ودفعت إنجلترا لسالم بن مبارك تعوضاً قدره 487 ألف روبية.

منح العجمان مأوى في أراضي الكويت، بعد هزيمتهم من الملك عبدالعزيز، فكان ذلك بداية النزاع بينه وبين الملك عبد العزيز آل سعود وأتباعه الإخوان، إذ نشبت بينهما معارك كثيرة، منها معركة تعرف بواقعة (حمض)، أضاع فيها سالم معظم قواته وأموالاً كثيرة، واضطر بعدها إلى بناء سور الكويت عام 1338هـ/ 1920م، لحماية الكويت من هجمات الإخوان الموالين للملك عبد العزيز. والجدير بالذكر أن هذا السور ظل قائماً حتى هُدم عام1376 هـ/ 1956م. وتلتها معركة (الجهراء)، على بعد أميال قليلة من الكويت. وحاول البريطانيون التوسط في الأمر، فلم تنجح وساطتهم، وتوسط الشيخ خزعل خان (شيخ المحمرة). وتوفي في 19 جمادى الآخرة 1339هـ/ 27 فبراير 1921م، قبل الصلح مع الملك عبدالعزيز.

10. أحمد بن جابر بن مبارك بن صباح بن جابر بن عبد الله بن صباح (1339 ـ 1369هـ/ 1921 ـ 1950م)

ولد في الكويت، عام 1302هـ/1885م، وتعلم القراءة والكتابة في قصر أبيه. مارس الحكم والسياسة وتدبير أمور الدولة، في حياة عمه سالم بن مبارك، وولي الإمارة بعد وفاة عمه، عام (1339 ـ 1921). وكان توليه الحكم في فترة عصيبة من تاريخ الكويت، إذ حفل عهده بالعديد من القضايا السياسية الداخلية والخارجية. وبدأ بإصلاح علاقات الكويت مع بريطانيا، التي كانت قد ساءت أثناء حكم عمه الشيخ سالم، كما وطد العلاقات بين الكويت وسلطنة نجد وملحقاتها، وفي عهده رسمت الحدود بين الكويت وسلطنة نجد، وكان ذلك عام 1340هـ / 1922م، بموجب اتفاقية العقير، كما تم تحديد المنطقة المحايدة بين البلدين.

وفي عهده منح امتياز اكتشاف النفط في عام 1353هـ/1934م للشركة البريطانية المسماة الشركة الأنجلو ـ إيرانية، لتعمل مع شركة الخليج الأمريكية، واتحدت الشركتان، وأسستا شركة الكويت للنفط. وأثمرت جهود الشركة في اكتشاف النفط في الكويت عام 1356هـ/ 1937م. ويُذكر أن أول شحنة من النفط الكويتي صُدّرت في عهد الشيخ أحمد الجابر، وشكل ذلك التحول الحقيقي والسريع في حياة الكويت.

وفي عهده، انتعشت الحركة العمرانية، وتأسست مدينة الأحمدي، التي نسبت إليه، وانشأ العديد من المدارس، وبدأ بإرسال البعثات العلمية إلى الخارج، واهتم بالشؤون البلدية، وتحلية مياه الشرب، والشؤون الصحية، فأنشأ العديد من المستشفيات.

كما ظهرت، في فترته بوادر الحركة الدستورية في الكويت، عندما بعث إليه الأهالي بوفد قال له: "إن الأساس الذي بايعتك عليه الأمة لدى أول يوم من توليك الحكم، هو جعل الحكم بينك وبينها على أساس الشورى التي فرضها الإسلام، ومشى عليها الخلفاء الراشدون في عصوره الذهبية". ثم قامت الكتلة الوطنية بإجراء انتخابات مجلس الشورى، الذي كان يتكون من أربعة عشر عضواً، واختار المجلس عبدالله السالم الصباح لرئاسته، ثم وقع أحمد بن جابر وثيقة نصت على أن الأمة هي مصدر السلطات ممثلة في هيئة نوابها المنتخبين. فأسس مجلس شورى، ثم أنشأ المجلس التشريعي الثاني. كما أنشئت في فترته الدوائر الحكومية المختلفة التي تقوم مقام الوزارات، فتم إنشاء كل من بلدية الكويت في عام 1353هـ / 1934م، ومجلس المعارف في عام 1355هـ / 1936م، وذلك في إطار مشاركة أهل البلاد في الحكم.

وظل أحمد بن جابر في الحكم حتى وفاته عام 1369هـ/ 1950م.

11. عبد الله بن سالم بن مبارك بن صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح (1369 ـ 1385هـ/ 1950 ـ 1965م)

ولد عام 1306 هـ /1888م. تولى رئاسة المجلس التشريعي عندما تأسس عام 1357هـ/ 1938م، ثم تولى الإمارة بعد وفاة ابن عمه أحمد جابر الصباح عام 1369هـ/ 1950م.

وفي عهده استقلت الكويت عام 1381هـ/ 1961م، بإلغاء معاهدة "الحماية" التي كان قد عقدها جده مبارك الصباح مع بريطانيا عام 1317هـ/ 1899م، واستبدلها بمعاهدة تعاون وصداقة، وعلى إثر ذلك انضمت الكويت إلى جامعة الدول العربية عام 1381هـ/ 1961م. وحرص على إقامة علاقات حُسن الجوار مع الدول القريبة من الكويت، واستمر في علاقاته الطيبة مع الإنجليز حتى بعد الاستقلال. أولى عناية فائقة للتقدم العمراني للكويت بعد أن زادت صادرات النفط، فأنشئت مستشفيات وبنايات حكومية ضخمة، وأمن العلاج المجاني للجميع، كما أهتم بتنشئة الفرد الكويتي وتثقيفه. كان الشيخ عبد الله محباً للرحلات، فزار كثيراً من بلاد العالم. وتوفي في الكويت عام 1385هـ/1965م.

12. صباح بن سالم بن مبارك بن صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح (1385 ـ 1398هـ/ 1965 ـ 1977م)

ولد عام 1331هـ/ 1913 في الكويت. تولى رئاسة دائرة الشرطة خلال الفترة من 1358هـ/ 1939 حتى 1379هـ/ 1959م، وكان عضواً في اللجنة العليا من عام 1375هـ/ 1955 حتى 1381هـ/ 1961. وأصبح نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية خلال الفترة من عام 1381هـ/ 1961 حتى 1383هـ/ 1963، ثم رئيساً للوزراء خلال الفترة من عام 1383هـ/ 1963 حتى 1385هـ/ 1965. خلف شقيقه الشيخ عبدالله السالم الصباح في تولي إمارة الكويت عام 1385هـ/ 1965.

تميزت فترة حكمه بسياسة إنمائية داخلية واسعة، وبإرساء أسس الديموقراطية البرلمانية، إضافة إلى السياسة الخارجية المساهمة في مشاريع إنمائية عربية واسعة.  توفي في يوم السبت 20 محرم 1398، الموافق 31 ديسمبر 1977م.

13. جابر بن أحمد بن جابر بن مبارك بن صباح بن جابر بن عبد الله بن صباح (1398 ـ 1426هـ/ 1977 ـ 2006م)

هو الابن الثالث للشيخ أحمد الجابر، حاكم الكويت الأسبق. ولد في الكويت عام 1347هـ/ 1928م. وتلقى الشيخ جابر تعليمه في مدرسة المباركيّة بالكويت والمدرسة الأحمدية. كما تلقى تعليماً خاصاً على يد أساتذة خصوصيين في الدين واللغة العربية وآدابها واللغة الإنجليزية، وكافة العلوم الأخرى.

بدأ في تولي المناصب الإدارية منذ أن بلغ الحادية والعشرين، ففي عام 1369هـ/ 1949 عُين رئيساً للأمن العام في منطقة الأحمدي النفطية، واستمر في منصبه ذاَك حتى عام 1379هـ/ 1959. وفي العام نفسه تولى رئاسة دائرة المالية، والتي غَيّر اسمها إلي وزارة المالية في 11 شعبان 1381هـ/ 17 يناير عام 1962. واستمر في منصبه حتى 7 شعبان 1385هـ/ 30 نوفمبر 1965. وكان أول وزير للمالية في دولة الكويت، ثم رئيساً للوزراء في 7 شعبان 1385هـ/ 30 نوفمبر 1965. وفي 11 صفر 1386هـ/ 31 مايو 1966 بويع بالإجماع في مجلس الأمة ولياً للعهد.

وفي 21 محرم 1398هـ/ 31 ديسمبر 1977، تولى منصبه أميراً لدولة الكويت بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح.

حقق الشيخ جابر الكثير من الإنجازات حيث طوّر الإدارة المالية، وحولها إلى وزارة، كما أشرف على وضع سياسة إسكانية محكمة، وعمل على تنفيذها محققاً بذلك السكن المناسب للجميع، وتمثل ذلك في إيجاد نهضة عمرانية مشّرفة. كما أنشأ الشيخ جابر معهداً ضخماً للبحوث، ولجنة وطنية للتكنولوجيا، برئاسة وزير الكهرباء والماء. كما عمل على تشجيع التعليم وتطويره. إضافة إلى ذلك فقد أنشأ عدداً كبيراً من المشروعات الزراعية والصناعية، في كثير من البلاد العربية والإسلامية.

وفي محرم 1411هـ/ 2 أغسطس 1990 احتلت القوات العراقية دولة الكويت، وغادرها إلى السعودية. ومنها قاد الشيخ جابر العمل السياسي والدبلوماسي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبعض المنظمات الدولية الأخرى من أجل تحرير الكويت، إلى أن تم تحريرها في شعبان 1411هـ/ 27 فبراير 1991، بعد اندلاع الحرب في رجب 1411هـ/ 16 يناير 1991 بين النظام العراقي. من جهة، وتحالف 37 دولة من جهة أخرى.

وفي 1415هـ/ نوفمبر 1994، اعترفت الحكومة العراقية بسيادة الكويت وحدودها الدولية وأعلنت الأمم المتحدة نصّ القرار الذي اعترف العراق فيه بشرعية الكويت وكيانه. وعمل جاهداً على إزالة آثار العدوان العراقي على الكويت، وإعادة إعمار الكويت وتشغيل أبار النفط التي كانت قد دُمرت.

توفي الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، فجر الأحد 15 ذو الحجة 1426 هـ، الموافق 15 يناير 2006م، عن عمر يناهز 78 عاماً.

14. صباح الأحمد الجابر الصباح (1426هـ ـ .... / 2006م ـ ....)

ولد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عام 1929، وهو أخ غير شقيق لأمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الصباح، والابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح (أحمد الأول).

شغل أولى مناصبه الحكومية  بتولي حقيبة وزارة التوجيه والإعلام عام 1962.

أصبح وزيرا للخارجية عام 1963، حيث احتفظ بالمنصب حتى عام 2003 تاريخ تعيينه رئيساً للوزراء.

شغل منصبَي وزير المالية ووزير النفط بين عامَي 1965 و 1967.

شغل أيضا منصب وزير الإعلام بالنيابة خلال الفترة  من 1971 إلى 1975.

عين في عام 1985 رئيساً للوزراء بالوكالة وذلك حتى عام 2003 حيث تسلم مهام رئاسة الوزراء.

عُرف بمواقفه الإصلاحية على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

إثر وفاة أمير البلاد، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، في 15 يناير 2006، عُين أميراً للبلاد، بدلاً عن الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح.

أصدر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في 8 فبراير 2006، مرسوماً أميرياً بتشكيل الحكومة الكويتية الجديدة، برئاسة الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، وتعيين الشيخ جابر مبارك الأحمد الصباح، نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرا للداخلية ووزيرا للدفاع، والدكتور محمد صباح السالم الصباح، نائبا لرئيس مجلس الوزراء؛ ووزيراً للخارجية.

 

 



[1] تربطه علاقة مصاهرة مع آل الصباح. وكان ثرياً، متطلعاً للإمارة الكويت. توفي في حائل عام 1324هـ/ 1906م.