إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الزواج في الإسلام، وفي الديانات الأخرى









شُبُهات

ملحق

قالوا في الأمثال عن الزواج

الأمثال الشعبية دائماً هي الموروث الثقافي لأي بلد والتي غالباً ما تعبر عن ثقافة وتقاليد وعادات هذا البلد. وقد عبرت الكثير من الأمثال عن الزواج، وبينت كيفية اختيار العروس؛ فعندما يختار الرجل زوجته يضع نصب عينه أن يختار الفتاة صاحبة الصفات الحميدة. وهذا له مواصفات عديدة ليست من وجهة نظره، بل من وجهة نظر الرأي السائد. كذلك فإن الجمال له تصوراته ومواصفاته الخاصة للمرأة، وهو تصور مثالي، إلا أن هناك درجة جمال للمرأة، وتأتي الزينة لتقرب بين درجة الجمال الواقعية والقيمة الجمالية المثالية، التي ترسمها في عقلية الجماعة، فالتزين ليس هو من مواد وأدوات الزينة فقط، ولكن هناك تزيناً خلقياً وسلوكياً، وهذا هو ما تتلقنه الفتاة ضمن موروثها وطبقاً للعادات والتقاليد التي تنشأ عليها.

وعن كيفية اختيار العروس تقول الأمثال "دور مع الأيام إذا دارت وخد بنت الأجاويد ولو بارت"، وكذلك "خد بنت الأصول، لا الزمان يطول"، "وخد الأصيلة ولو كانت على الحصيرة"، "الأصيلة تنام مع جوزها على الحصيرة"، "والأصيلة ما تتاقلش بمال"، "اسأل قبل ما تناسب يبان لك الرضا المناسب".

تقدم هذه الأمثال النصيحة لمن يريد الزواج أن يرتبط ويتزوج من بنت الأكابر، مهما كان سنها؛ فهي التي تحفظ شرفه وبيته، فقيمة أسرتها تنعكس على زوجها. فبنت الأصول يجدها الزوج إلى جانبه وقت الشدة، وأصالتها تجعلها تصبر على المتاعب وتعيش سنداً لزوجها. كما يُنصح بالزواج منها مهما غلى مهرها لأن قيمتها لا توزن بمال حيث يثمر هذا الزواج سعادة واستقراراً. وهذا يدعو كل من يقبل على الزواج، وينصحه بالسؤال عن الفتاة المرشحة له حتى لا يقع في مشاكل تكدر عيشته.

وعن أهمية الثوب وإبرازه لمفاتن العروس، وإخفائه لعيوبها، كان هناك العديد من الأمثال "لبس البوصة تبقى عروسة". "لبس الخنفسا تبقى ست النسا". "الخنفسة عند أمها عروسة". "تبقى عورة وبنت عبد ودخلتها يوم الحد".

فالثوب الجميل يداري العيب الجسدي ويجعل من الفتاة التي تفتقد أبرز صور الجمال وتعد ناحلة كأنها (البوصة) والجمال كأنها العروس. فالثوب يصبح صورة جميلة براقة تعويضاً عن الجمال المفقود.

"اللي ما تحني كعبها ما يفرح يوم قلبها"، ويشير هذا المثل إلى أهمية الزواج للفتاة، ويشير أيضاً إلى أن الحناء رمز للفرح ومن التقاليد أن تتجمع السيدات ليلة الحناء في بيت العروس ويشاركن في تزيينها والاحتفال بها.

"اللي ما ياخدني كحلة في عينه، ما أخذه جزمة في رجلي". يحدد هذا المثل اهتمام الفتيات بأن يحرصن على أن ينلن من أزواجهن التقدير والرعاية ويرفضن أي زواج لا يحقق لهن ما يحرصن عليه.

"إن كنت عاوز تمص قصب مص من الوسط، وإن كنت عاوز تخطب خد رفيعة الوسط". "خد الحلو واقعد قباله وإن حبيته زيادة شاهد جماله". "خد المليح واستريح". "اللي عرقوبها تدبح الطير، اهرب منها ما فيها خير".

هذه الأمثال تبرز سمات الجمال في المرأة؛ فهي ممشوقة القد فارغة القوام نحيلة الخصر. وهذه الصورة للجمال تعد من المورثات، فكثيراً ما وردت صورة جمال المرأة على لسان الشعراء القدامى (فارعة القد نحيلة الخصر). فالمجتمع له تصوراته للمواصفات الجمالية للمرأة، وهو تصور مثالي فالجمال، ضرورة للمرأة وتأتي الزينة لتقرب بين درجة الجمال الواقعية والقيمة الجمالية المثالية التي ترسمها فالرجل يسعد باختياره الزوجة الجميلة ذات الصفات المكتملة في الوجه والجسد، ويحذر من الزواج من المرأة التي يفوتها جمال الساق.

كما كان لتفهم الفتاة ومن تريده أثر في الأمثال "إن كان بدك تصون العرض وتلمه جوز بنتك اللي عينها منه" "أخطب لبنتك قبل ما تخطب لابنك" "أخطب لبنتك ولا تخطبش لابنك" وهذه الأمثال موجهة للأب بأن يزوج ابنته من الفتى، الذي ترغبه في حدود كرامة الأسرة، ويحذر من أن يستبد الأب برأيه في زواج ابنته، كما يحث على الاهتمام بتزويج الفتاة من فتى يحافظ على كرامتها وكرامة أسرتها ويحقق لها الاستقرار والسعادة، فإذا لم يكن الزوج متزناً عاقلاً تحملت الفتاة متاعب لا تطيقها.

وكذلك انتشار زواج الأقارب كان له أثر واضح في الأمثال فمثلاً "آخد ابن عمي وأتغطى بكمي". "آخد ابن عمي ولو يسفك دمي" "ما يحمل همك إلا اللي من دمك" "سكينة الأهل ما تدبحش" "نار القريب ولا جنة الغريب".