إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / عذاب القرى في القرآن الكريم وهلاكها




نتائج الزلازل التدميرية
نتائج السيول التدميرية
مرض الإيدز
تأثير الفيضانات المدمرة
تسونامي مدمر
عاصفة الهيريكين المدارية
عاصفة التورنيدو الرعدية

الطير الأبابيل
الفرق بين آيتي فانظروا – ثم أنظروا
اسلوب إهلاك أصحاب الفيل
حجارة من سجيل




مقدمة

المبحث العاشر

 نجاة المؤمنين من القرى الظالمة قبل إهلاكها (المرحلة الثالثة)

لقد آن الأوان لينعم المُنذِرون والمؤمنون بنصر الله، وآن الآوان أيضاً ليتلقى الظالمون عقاب الله الموجع، ومن سنة الله في إهلاك القرى الظالمة!!، أنه I يخرج المؤمنين من تلك القرى وينجيهم قبل إهلاكها، فهذا وعد الله الذى وعده لهم، قال تعالى: )وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ( (الأنبياء: الآية 9)، أى صدقناهم الوعد بإنجائهم، وفي قوله: )فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ( أي أنجينا رسلنا والمصدقين لهم، وفي قوله تعالى: )وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ( أي أهلكنا المكذبين لهم، وقوله تعالى: )ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ( أي الوعد الذي وعده الله لرسله بإهلاك الظالمين، فقد صدقهم الله وعده وفعل ذلك، والمعنى ثم صدقناهم وحققنا لهم الوعد فأنجيناهم، وأنجينا معهم من أردنا نجاتهم من المؤمنين، وأهلكنا الكافرين المسرفين الذين أسرفوا في تكذيبهم وكفروا برسالة أنبيائهم.

أولاً: نجاة المؤمنين من القرى الظالمة قبل إهلاكها

كتب الله على نفسه نجاة المؤمنين، لقوله تعالى: )ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ( (يونس: الآية 103)، تلك القاعدة المهمة يعرفها المؤمنون ويدركونها، وهي التي جعلتهم يتحملون الأذى من أهل القرى الظالمة من قبل والآن، ولم ييأسوا من نجاتهم من القرى الظالمة قبل إهلاك أهلها ولو للحظة واحدة، ففي كل الأحوال لا يوجد لأهل القرى سوى أمرين اثنين:

1. إما أن يستجيبوا للمٌنذِرين، وفي تلك الحالة يكون الرسل قد انتصروا لدعوتهم، ونجحوا مع أهل القرى في إنذارهم وتبليغ رسالتهم.

2. وإما أن يكذبوا المنذرين، وفي تلك الحالة يكون المنذرون قد تأكدوا من رفض دعوتهم، وهنا يُخرِج الله المؤمنين من تلك القرى وينجيهم قبل إهلاك الظالمين في تلك القرى، قال تعالى: )ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ( (يونس: الآية 103)، لقد كتب الله على نفسه حقا، هو نجاة المؤمنين من تلك القرى.

ثانياً: يأتى النجاة والفرج حين يستيئس الرسل من أهل القرى

يأتى النجاة من الله لرسله والذين آمنوا معهم من القرى الهالكة، في الوقت العصيب!!، فعندما يستيئس الرسل من إيمان أهل القرى، وبعد أن يستيقنوا بأنهم قد كُذِبوا، في تلك الأوقات العصيبة الحرجة!!، وبعد الضيق وانتظار الفرج، في هذا الوقت بالذات يأتى نصر الله لرسله والمؤمنين!!، فيخرجهم وينجيهم من تلك القرى قبل إهلاكها، ثم يُهلك المكذبين بعد نجاتهم، قال تعالى: )حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ( (يوسف: الآية 110)، يذكر الله I أن نصره يأتى رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عند ضيق الحال، وانتظار الفرج من الله في أحرج الأوقات، كقوله تعالى: )مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ( (البقرة: من الآية 214).

وفي قوله: )قَدْ كُذِبُوا( قراءتان إحداهما بالتشديد، وكذلك كانت عائشة رضي الله عنها تقرؤها. روى البخاري عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَهُ وَهُوَ يَسْأَلُهَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ]حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ[ قَالَ: قُلْتُ أَكُذِبُوا أَمْ كُذِّبُوا، قَالَتْ عَائِشَةُ كُذِّبُوا، قُلْتُ فَقَدْ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ، قَالَتْ أَجَلْ لَعَمْرِي لَقَدْ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهَا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا، قَالَتْ مَعَاذَ اللَّهِ لَمْ تَكُنْ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا، قُلْتُ فَمَا هَذِهِ الْآيَةُ قَالَتْ هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْبَلَاءُ وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمْ النَّصْرُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ وَظَنَّتْ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ.

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ، فَقُلْتُ: لَعَلَّهَا قَدْ كُذِبُوا مُخَفَّفَةً؟ قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ. انْتَهَى مَا ذَكَرَهُ. وَقَالَ ابْنُ أَبَى مُلَيْكَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَرَأَهَا: ]وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا[ خَفِيفَةً، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مُلَيْكَةَ: ثُمَّ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانُوا بَشَرًا وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ: ]حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ[ (البقرة:  الآية 214) ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا خَالَفَتْ ذَلِكَ وَأَبَتْهُ، وَقَالَتْ: مَا وَعَدَ اللَّهُ مُحَمَّدًا e مِنْ شَيْءٍ إِلَّا قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَكُونُ حَتَّى مَاتَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَزَلِ الْبَلَاءُ بِالرُّسُلِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّ مَنْ مَعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ كَذَّبُوهُمْ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقْرَؤُهَا ]وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا[ مُثْقَلَةً، لِلتَّكْذِيبِ.

وعن يحيى بن سعيد قال: جاء إنسان إلى القاسم بن محمد فقال إن محمد بن كعب القرظي قرأ هذه الآية: )إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا(، فقال القاسم: أخبره عني أني سمعت عائشة زوج النبي e تقول: )إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا(، تقول كذبتهم أتباعهم، إسناد صحيح أيضاً.

اختلف المفسرون في القراءة الثانية التي بالتخفيف، فقال ابن عباس ما تقدم، وقال ابن مسعود عن مسروق عن عبد الله، أنه قرأ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا مخففة، أما ابن عباس فروى في قوله: )إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا(، قال لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم، جاءهم النصر على ذلك فنجي من نشاء.

وقال ابن جرير عن إبراهيم بن أبي حمزة الجزري قال: سأل فتى من قريش سعيد بن جبير، قال: أخبرنا أبا عبد الله كيف هذا الحرف فإني إذا أتيت عليه، تمنيت أن لا أقرأ هذه السورة: )إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا(، قال نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا، فقال الضحاك بن مزاحم ما رأيت كاليوم قط رجل يدعى إلى علم فيتلكأ، لو رحلت إلى اليمن في هذه كان قليلا.

وروى ابن جرير أيضا من وجه آخر أن مسلم بن يسار، سأل سعيد بن جبير عن ذلك فأجابه بهذا الجواب، فقام إلى سعيد فاعتنقه، وقال: فرج الله عنك كما فرجت عني، وهكذا روي من غير وجه عن سعيد بن جبير أنه فسرها كذلك، وكذا فسرها مجاهد بن جرير وغير واحد من السلف، حتى أن مجاهدا قرأها وظنوا أنهم قد كذبوا بفتح الذال رواه ابن جرير، إلا أن بعض من فسرها كذلك يعيد الضمير في قوله وظنوا أنهم قد كذبوا إلى أتباع الرسل من المؤمنين، ومنهم من يعيده إلى الكافرين، أي وظن الكفار أن الرسل قد كذبوا مخففة فيما وعدوا به من النصر.

ثالثاً: أمثلة لنجاة المؤمنين من القرى الظالمة قبل إهلاكها

1. نوح u

في هذا المثال نجد أن الله قد ضمن لنوح u والمؤمنين من قومه وسيلة نجاتهم، وذلك قبل موعد إهلاك قومه بفترة زمنية طويلة، ولتكون وسيلة نجاة للمؤمنين جاهزة قبل إغراق الكافرين، تلك الوسيلة لم تكن من أفكار نوح u ولا من تدبيره، بل كانت بوحى الله وعلمه، يراقبه منذ أن أمره بصناعتها وحتى تمام الانتهاء منها.

أمر الله نوحاً u بتجهيز وسيلة نجاة المؤمنين قبل موعد الإهلاك بزمن طويل، في الوقت الذي كان نوح u ينذر قومه باليل والنهار، في السر والعلن، طامعاً أن يستجيبوا لدعوته ليكونوا مع الناجين، فلم يزد قومه دعاؤه إلا فراراً، وكلما دعاهم إلى ربهم ليغفر لهم، جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم، وأصروا واستكبروا استكباراً، فلما استيأس من قومه!! أوحى الله I إليه أنه لن يؤمن له من قومه إلا من قد آمن، لقوله تعالى: )وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ( (هود: الآية 36)، وأمره الله بأن يصنع الفلك وسيلة لنجاة المؤمنين.

ويبدأ نوح u صناعة الفلك بوحي من الله قبل إغراق قومه من الكافرين، قال تعالى: )وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا( (هود: الآية 37)، إنه لم يصنعه من تلقاء نفسه، بل صنع الفلك بأعين الله ووحيه، والمعنى: )وَاصْنَعِ الْفُلْكَ( يعني السفينة، )بأعيننا( أي بمرأى منا، )وَوَحْيِنَا( أي بتعليمنا لك ما تصنعه، قال بعض السلف: أمره الله تعالى أن يغرز الخشب ويقطعه وييبسه، فكان ذلك في مائة سنة، ونجرها في مائة سنة أخرى، وقيل في أربعين سنة والله أعلم.

وذكر محمد بن إسحاق عن التوراة: أن الله أمره أن يصنعها من خشب الساج، وأن يجعل طولها ثمانين ذراعاً وعرضها خمسين ذراعاً، وأن يُطلي باطنها وظاهرها بالقار، وأن يجعل لها جؤجؤا أزوراً يشق الماء، وقال قتادة: كان طولها ثلاثمائة ذراع في عرض خمسين. وعن الحسن أن طولها ستمائة ذراع وعرضها ثلاثمائة، وعن ابن عباس أن طولها ألف ومائتا ذراع في عرض ستمائة، وقيل طولها ألفا ذراع وعرضها مائة ذراع، قالوا كلهم وكان ارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعاً، في ثلاث طبقات، كل طبقة عشرة أذرع، السفلى للدواب والوحوش، والوسطى للإنس، والعليا للطيور.

وكان بابها في عرضها، ولها غطاء من فوقها مُطبق عليها. وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير عن عبد الله بن عباس قال: كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ستمائة ذراع، وكانت ثلاث طبقات طبقة فيها الدواب والوحوش، وطبقة فيها الإنس، وطبقة فيها الطير.

ولا يهمنا في هذا الأمر شكل السفينة من طول وعرض وارتفاع، ولا الفترة الزمنية التي صنع نوح u فيها الفلك، إن ما يهمنا في هذا الأمر هو أن نوحاً u، أمره الله بصنع هذا الفلك قبل موعد إهلاك قومه بفترة طويلة، وهذا المثال يؤكد لنا أن الله I قبل أن يهلك الظالمين، يضمن للمؤمنين وسيلة النجاة وأسلوبها، كما هو واضح في تلك الحالة، حالة نجاة المؤمنين من قوم نوح u.

وحين جاء موعد إهلاك قومه، أمره الله I أن يركب الفلك هو ومن آمن معه، وأن يحمل فيها من كُلٍ زوجين اثنين وأهله، إلا من كان كافراً منهم (زوجته، وابنه الذي لم يكن نوح u يعلم أنه مع الكافرين). قال تعالى: )حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ( (هود: الآيتان 40 و41)، حتى إذا ركبوا فيها جميعاً، أخذ الظالمين طوفان عظيم فغرقوا جميعاً، ونجى الله نوحاً u ومن معه من المؤمنين في تلك الوسيلة، وسيلة النجاة التي جهزها مسبقا لهذا اليوم بأمر الله ووحيه.

قال تعالى: )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ( (العنكبوت: الآيتان 14 و15). لقد جعل الله وسيلة نجاتهم آية للعالمين!، تدبر قوله تعالى: )وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ(.

2. موسى u

هذا مثال ثاني يضربه الله I لنا في القرآن الكريم، يبين لنا كيف يخرج الله المؤمنين من القرى الظالمة قبل إهلاكها، وفي هذا المثال سيهلك الله الظالمين خارج ديارهم، وينشيء للمؤمنين وسيلة نجاة غريبة هذه المرة!!، لقد ضرب الله لهم طريقاً من اليابس في عرض البحر، لم يضربه الله لهم قبل غرق فرعون وجنوده بفترة زمنية كبيرة كما حدث لنوح u، إنما جعل وسيلة النجاة فوريةّ في وقت عصيب!!، وذلك حين ظن أصحاب موسى إنهم مدركون.

لقد استدرج الله الظالمين خارج قراهم ليورثها لآخرين من بعدهم، ولكن كيف نجى الله موسى u ومن معه من المؤمنين، بعد أن أن كانوا مطاردين من فرعون وجنوده، وبعد أن تراءى الجمعان وأصبحوا في وضع بالغ الخطورة، حيث البحر أمامهم وفرعون وجنوده وراءهم؟.

يصور القرآن الكريم هذا المشهد في قوله تعالى: )فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ( (الشعراء: الآية 61)، لم يفكر موسى كثيراً فإن الله ناصر المؤمنين لا محالة، وبينما موسى u ينظر إلى البحر وينظر إلى فرعون وجنوده وهم يقتربون منه وكادوا يدركونه هو ومن معه من المؤمنين، وكادوا أن يمسكوا بهم، في هذا الوقت العصيب أوحى الله إلى موسى u أن يضرب بعصاه البحر، ليحدث بذلك طريقاً لهم يابساً في البحر، يستطيعون من خلاله استمرار الهروب من فرعون، والنجاة من بطشه.

في تلك اللحظات العصيبة يطمئن الله رسوله موسى u بألا يخاف دركاً ولا يخشى، أي لا يخاف من إدراك فرعون وجنوده له، ولا يخشى من البحر أن يغرق قومه. قال تعالى: )وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى( (طه: الآية 77)، وضرب موسى بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، قال تعالى: )فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ( (الشعراء: الآيات 63 – 66).

 انشق البحر إلى نصفين وتكون بينهما طريق من اليابسة، يمينه موج ويساره موج كجبلين عظيمين، وتقدم موسى u ومن معه على هذا الطريق اليابس في عرض البحر، تحيطهم الأمواج المرتفعة العاتية دون أن تمسسهم بسوء، وفى الوقت نفسه كان فرعون وجنوده يلاحقونهم، وحين انتهي موسى u ومن معه من عبور البحر، كان فرعون وجنوده قد وصلوا إلى منتصف الطريق اليابس الممتد في البحر.

أصدر الله تعالى أمره إلى جبريل u، بأنه حان موعد إهلاك الهالكين، فحرك جبريل  uالموج لينطبق على فرعون وجنوده، وما هي إلا لحظات حتى كان فرعون وجنوده من المغرقين، وهكذا تمت سُنة الله في نجاة المؤمنين. وقد لاحظنا اختلاف وسائل النجاة لنوح u ومن معه من المؤمنين، وبين موسى وبني إسرائيل، برغم أن أسلوب الإهلاك واحد وهو (الغرق)!!، فوسيلة النجاة في حالة نوح u كانت الفلك، ووسيلة النجاة لموسى u ومن معه كانت شق طريق يابس في البحر يمرون عليه إلى بر الأمان دون غرق.

3. شعيب u

هذا مثال ثالث يضربه الله لنا في القرآن الكريم، كيف نجى الله شعيباً u والذين آمنوا معه من قريته، قبل إهلاك أهلها، لقد كان قوم شعيب يُخِسرون الكيل والميزان، ويبخسون الناس أشياءهم، ويعثون في الأرض مفسدين، وحينما كذبه قومه وحان موعد إهلاكهم، أمره الله بخروج المؤمنين الذين أمنوا معه من القرية، حتى ينجوا من الهلاك الذى سوف يحل بقومهم. قال تعالى: )وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ( (هود: الآية 94)، هكذا عندما جاء أمر الله بهلاكهم وحان موعدهم، أخرج الله المؤمنين من القرية وأهلك الكافرين.

4. هود u

هذا مثال رابع يضربه الله لنا في القرآن الكريم، يوضح كيف نجى الله هوداً u والذين أمنوا معه وأخرجهم من بين قوم عاد قبل إهلاكهم!!. إن عاداً كذبوا هوداً u!!، كذبوه وكفروا بلقاء الآخرة التي كان يذكرهم بها دائماً، وقوم عاد كانوا يعبدون الأصنام، وكانوا أيضاً أقوياء وعمالقة، يتباهون بقوتهم فيقولون لأنفسهم ولغيرهم (من أشد منا قوة؟)، وكان الله قد أترفهم في الحياة الدنيا حتى نسوا لقاء الآخرة وكفروا بها، رغم تذكير نبيهم لهم بها، فلما جاء وعد الله وحان موعد إهلاكهم!!، نجى الله هوداً u والذين أمنوا معه، وأهلك المكذبين بريح صرصر عاتية، تدمر كل شىء، وأذاقهم عذاباً غليظاً.

لم يذكر القرآن الكريم طريقة نجاة هود u والذين آمنوا معه، هل تم إخراجهم من القرية قبلها، أم مكثوا فيها ونجوا؟، قال تعالى: )وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ( (هود: الآية 58).

هل يمكن تصور مشهد هلاك قرية؟، سَخَّر الله عليها ريحا قاسية مستمرة لمدة سبع ليال وثمانية أيام، وهل يمكن تصور كيف نجى الله المؤمنين منها وهي على ذلك الحال؟!، قد يكون هوداً u والذين أمنوا معه قد خرجوا منها قبل إهلاكها بأمر من الله I، كالذي فعله الله I مع الذين من قَبلَهُم من المؤمنين الناجين من قرى الظالمين، وقد يكونوا قد مكثوا فيها ولم يصيبهم أذى رغم عقاب الله المروع للكافرين فيها!!، غير أن المؤكد في هذا الأمر أنهم قد نجوا من الهلاك، برغم ذلك المشهد المروع لهلاك القرية الظالمة، نجوا بأسلوب نجاة لا يعلمه إلا الله وحده!!، لكنهم في النهاية نجوا من الهلاك كما وعدهم الله.

5. صالح u

هذا مثال أخير يضربه الله لنا في القرآن الكريم، عن كيفية إخراج المؤمنين من القرى الظالمة، ونجاتهم من تلك القرى قبل إهلاكها. قال تعالى: )فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ( (هود: الآية 66)، قيل كان معه من المؤمنين أربعة آلاف، يقول I فلما جاء أمرنا بهلاك ثمود نجينا صالحاً والذين آمنوا معه من الهلاك برحمة منا, ونجيناهم من هوان ذلك اليوم وذلته، إن ربك يا محمد هو القوي العزيز, ومن قوته وعزته أن أهلك الأمم الطاغية، ونجى الرسل وأتباعهم.

فهذا نبى الله صالح u كذبه قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، ولم يستجيبوا لدعوته، بل واستنكروا عبادة الله الواحد القهار، وقد كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام، فأرسل الله صالحا u إليهم يدعوهم إلى عبادة الله، قال تعالى: )وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ( (هود: من الآية 61)، وهي نفس الدعوة التي يدعو بها كل الأنبياء، دعوة لا تتبدل ولا تتغير، وقد فوجيء كبار قوم صالح u بما يقوله!!، إنه يتهم آلهتهم بأنها لا قيمة لها، بل وينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله الواحد القهار. لقد أحدثت دعوته هزة كبيرة في قبيلة ثمود، وكان صالح u معروفاً في قومه بالحكمة والنقاء والخير، فقد كان قومه يحترمونه قبل أن يوحى الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.

قال له قومه: )يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ( (هود: من الآية 62)، إنهم يدلفون إليه من باب شخصي بحت، لقد كان لنا رجاء فيك وكنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، ثم خاب رجاؤنا فيك، أتنهانا أن نعبد ما يعبد أباؤنا؟، ما كنا نتوقع أن تعيب آلهتنا التي وجدنا آباءنا لها عاكفين. يعجبون مما لا عجب فيه، ويستنكرون ما هو واجب وحق، هكذا لا حجة ولا برهان ولا تفكير، هكذا تفعل العادة في الإنسان فعلها القوي، وهكذا يفعل التقليد في الإنسان فعله العتي، وصالح u يفجر هذا التقليد ويحطم عاداتهم السيئة، ويعلن لهم عقيدة التوحيد حتى يتحرروا فكرياً من تلك الخرافات، وأوهام العادات التي استقرت في أذهانهم منذ ومن طويل.

ورغم دعوة صالح u لهم، إلا أنهم كذبوه وطالبوه بمعجزة ليثبت لهم أنه رسول من عند الله، وكان قوم ثمود أقوياء ينحتون من الجبال بيوتا، ويستخدمون الصخر في البناء، فأخرج الله لهم معجزة من صخرة في الجبل انشقت وخرجت منها ناقة تسمى (ناقة الله)، نسبها الله إلى نفسه لأنها معجزة من عنده!!، ولدت من غير الطرق المعروفة للولادة، كانت تشرب المياه الموجودة في الآبار في يوم، فلا تقترب بقية الحيوانات من تلك المياه في ذلك اليوم، وقيل أنها معجزة لأنها تدر لبنا يكفي الناس جميعاً في اليوم الذي تشرب فيه الماء.

أمر الله I صالحاً u بأن يأمر قومه بعدم مساسها أو إيذائها أو قتلها، أمرهم أن يتركوها تأكل في أرض الله ولا يمسوها بسوء فيأخذهم عذاب قريب، قال صالح: )قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ( (الأعراف: من الآية 73)، إن صالحاً u يدعو قومه برفق وحب، وينبههم بأن الله قد أخرج لهم معجزة، هي الناقة، دليلاً على صدق دعوته، ويرجوهم أن يتركوا (ناقة الله) تأكل في أرض الله، وألا يمسوها بسوء حتى لا يقع عقاب الله عليهم.

قال تعالى: )وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ( (النمل: الآيات 48 – 50)، تسعة رهط في المدينة يفسدون في الأرض ولا يصلحون هم أداة الجريمة، اتفقوا على قتل الناقة المباركة (ناقة الله)، وأعدوا أسلحتهم وسيوفهم وسهامهم، وتعاطى زعيمهم الخمر فذهب عقله قبل عقر الناقة، قال تعالى يخبرنا عن ذلك الأمر: )فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ( (القمر: الآيات 29 – 31).

علم صالح u بما حدث للناقة بعد عقرها، وهي تتنهد ثلاثة مرات قبل موتها، فقال لقومه: )تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ( (هود: من الآية 65)، أي أن عقاب الله سيأتيكم بعد ثلاثة أيام وهو وعد حق غير مكذوب، خرج صالح u بعدها من قبيلته (ثمود)، غادرها وترك قومه ومضى قبل موعد إهلاكهم، وانتظر قومه ثلاثة أيام دون أن يحدث لهم شيء مما قاله صالح u لهم، وهم يسخرون ويستهزئون من ذلك العقاب الذي وعدهم به بعد ثلاثة أيام، وفي فجر اليوم الرابع انشقت السماء عن صيحة واحدة جبارة، ثم انقضت الصيحة على الجبال التي كانوا يسكنون فيها فهلك كل شيء فيها، وارتجفت الأرض رجفة جبارة فهلك كل شيء حي فوقها، صيحة واحدة صعقت قوم صالح جميعا.

أرسل الله على قومه صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر، قال ابن عباس: (هشيم المحتظر) هو الشجر الذي تصنع منه الحظيرة للماشية، فما سقط منه وداسته الماشية فهو الهشيم. وفي تفسير ابن كثير هو (المرعى من الصحراء حين ييبس ويحترق)، قال تعالى: )إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ( (القمر: الآية 31)، فخروج صالح u والذين آمنوا معه من القرية قبل الصيحة، نجاهم من الصيحة المدمرة، لأن وجودهم بالقرية أثناء الصيحة كان سيعرضهم لخطرها، فهي صيحة واحدة مدمرة تجعل من يتعرض لها كهشيم المحتظر.

هؤلاء الجبابرة أهلكهم الله بصيحة واحدة، فأصبحوا بعد مصرعهم كهشيم المحتظر، وهي صورة عاقبتهم التي أرادها الله لهم بعد نزول عقابه عليهم، لم يستغرق إهلاكهم وقتاً!!. هي (صيحة واحدة) مثل صوت الرعد المزعج، لكنهم في نهاية الصيحة تهشمت أجسادهم )فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ(. لك أن تتصور هذا المشهد (ساعة الصفر) وكيف أهلك الله قوم صالح، وكيف نجى الله صالحا u من هذه الصيحة القاتلة.

عرضنا أمثلة عديدة عن نجاة المؤمنين من القرى الظالمة قبل إهلاكها، وضربنا أمثلة بنجاة نوح u ومن آمن معه في الفلك قبل إغراق قومه، ونجاة موسي u وبني إسرائيل قبل إغراق فرعون وجنوده، ونجاة شعيب u والذين آمنوا معه قبل إهلاك مدين. كما ضربنا مثلاً بنجاة نبى الله هود u والذين آمنوا معه قبل إهلاك قوم عاد، وأخيراً ضربنا مثلاً بنجاة صالح u والذين آمنوا معه من قوم ثمود قبل إهلاكهم. تلك الأمثلة هي نماذج لنا نحتذي بها، وهي دليل على أن الله لا محالة منجي المؤمنين قبل إهلاك الظالمين، وعلينا أن ننظر في الأرض ونراقب كيف كانت عاقبة الظالمين، وكيف نجي الله المؤمنين منهم قبل وقوع عقابه عليهم.