المقدمة

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة مبحث يهتم به المسلمون وغيرهم في هذا العصر، عصر العلم والتكنولوجيا. ولا يخفى أن تناول هذا الموضوع لا يراد به أن يضيف شيئاً إلى عظمة القرآن وصدقيته وتجليه وشموله؛ ولا يراد –بداهة- بهذا الموضوع إثبات أن الإعجاز للقرآن والسنة هو السبب في إيمان المسلمين بهما؛ لأن الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله -سواء ثبت الإعجاز أم لم يثبت- حقيقة لا جدال حولها ولا نقاش.

ولذلك يحاول البحث أن يتلمس جوانب الإعجاز العلمي، وأن يقف عليها في القرآن والسنة دون الادعاء بأن الخلو من الإعجاز يمس شيئاً في القرآن أو يدل على عدم اكتماله، ولكن ما نريده من هذا الموضوع هو لإثبات أن القرآن والسنة كليهما صالحان لكل زمان ومكان، وأن ثمة جوانب من العلم والمعرفة فيهما سوف تتكشف في العصور القادمة وفق حركة العلم والمعرفة، كما تكشفت في عصرنا الحالي.

يعالج هذا البحث فكرة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من خلال مظاهر الكون المختلفة، وكذلك من خلال الإنسان والحيوان والنبات، محاولاً في كل وجه من وجوه الإعجاز أن يكشف عن السمات أو المظاهر العلمية التي أوردتها الآيات الكريمة أو الأحاديث الشريفة، بما يدلل على ما يمكن أن يسمى معجزة علمية في مظاهر الحياة أو ما يعيشه الإنسان، سواء في طعامه أو شرابه ومختلف نواحي حياته.