إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة




نملة
لوحة الألوان
وجبة طعام من الكمأة
نجم يتهاوى على نفسه
مجموعة من المجرات
نحلة
نحلة مخبرة
مدخل مسكن نمل
مجرتنا
مركز المجرة M 87
مستعمرة نمل
أغلفة القمح
أغلفة حبوب القمح
الموج الداخلي
الموج السطحي
الملكة والذكر والشغالة
البحر المسجور
البحر العميق
السحاب
الكمأة
الكمأة بحجمها الطبيعي
الكمأة كغذاء
العين
انفجار أحد النجوم
القلب من الداخل
اتصال صدوع الأرض
ثمار الزيتون
تلسكوب راديوي
بيوت النحل
بيوض النملة
تجمعات النجوم بالمجرة
بحر مشتعل
بعض أنواع العسل
ثقب أسود
خلايا سداسية
دماغ نملة
خلية من جسم إنسان
جاذبية الثقب الأسود للضوء
جبل
حبوب القمح
جبال الهيمالايا
خدعة الألوان والأشكال المتباينة
جسم النملة الصلب
رأس نملة
رجل نملة
رجل بقلب صناعي
سنبلة قمح
صورة وتد
صورة عملية زراعة قلب اصطناعي
سحابة غبار كوني
زيت زيتون
شجر زيتون
شجرة زيتون معمرة
كمأة من نوع الزبيدي
كمأة جدري الأرض
عناقيد مجرات
غواصة في أعماق البحر
غبار الطلع
عين نملة
عين مصابة بالتراكوما
عين النحلة
فم نملة
فم نحلة
فك نملة
قلب إنسان
قمة جبل أفرست
قرن استشعار نحلة
قرون استشعار نملة

من أشكال الخدع الهندسية
مثلث بانروز
مجسم لجذر جبل ممتد
مربع الألوان المتباينة
مكة والمراكز الجغرافية للعالم الجديد
مكة والحدود البعيدة للعالم الجديد
مكة والحدود القريبة للعالم الجديد
مكة مركز العالم القديم
مكة مركز العالم القديم والجديد
الموج السطحي والموج العميق
المجال المغناطيسي للقلب
امتصاص الألوان في البحر السطحي
الشكل الأصلي لخدعة المسيح
الصفيحة العربية
تأثير القلب على الدماغ
تيارات الحمل العملاقة
خداع في انحناء المستقيمات
خداع في الطول
خدعة ميلار ليار
خدعة المسيح
خدعة ثلاثية الأبعاد
خدعة ثلاثية الأبعاد مزدوجة
خدعة ثلاثية الأبعاد حلزونية
خدعة باكمان
حركة الصفائح
جذور الجبال
قياس بعد النجوم بالتزيح




المقدمة

المبحث الحادي عشر

قلوب لا يفقهون بها

قال تعالى: )وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ(َ (سورة الأعراف: الآية 179).

أولا: تفسير الآية

الآية 179 من سورة الأعراف تبين أن القلب هو محل الوعي والإدراك، والقرآن يؤكد أيضا على حقيقة تتعلق بعقلانية القلب كما في قوله تعالى: )أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ( (سورة الحج: الآية 46). فكيف تعمي القلوب التي في الصدور، وكيف تعقل القلوب؟ إن المعلوم لدى الناس (أن الأبصار هي التي تعمى وليست القلوب، وأن العقول هي التي تعقل وليست القلوب)، إذا ما السر في ذكر هذا العضو بالتحديد من أعضاء الجسم وحده دون غيره؟.

قال الطبري: في معنى (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) أي لهم قلوب لا يعتبرون بها، ولا يتفكرون في أدلة وحدانية الله بها.

وقال القرطبي: لهم قلوب لا يفقهون بها بمنزلة من لا يفقه، لأنهم لا ينتفعون بها، ولا يعقلون ثوابا ولا يخافون عقابا.

 وقال ابن كثير: في معنى (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا) أي لا ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سببا في الهداية، تلك رؤية المفسرين القدامى، وهي رؤية تعد قاصرة مع التقدم العلمي والوسائل والأدوات الطبية الحديثة المتقدمة الموجودة الآن، والتي كان من أبرز نتائجها عمليات (زراعة القلب) حيث كشفت عمليات زراعة القلب سواء (الصناعي أو الطبيعي)عن كثير من الأسرار التي تفيد البشر، وتلفت الانتباه إلى القلوب مرة أخرى لكن بشكل آخر.

ثانياً: أوجه الإعجاز العلمي

إن الآية تشير إلى معنى مهم يتعلق بالقلب كان الناس في الماضي يعتقدون أن المقصود بالقلب هو القلب المعنوي، وكانوا يعتبرون أن المقصود به هو العقل، تماماً كالنفس والروح وغير ذلك من الأشياء الروحانية غير الملموسة التي لا ترى، أما في هذا العصر وبعد التقدم العلمي المهول في نواحي العلوم المختلفة وبخاصة الطب، كشف العلماء بعد جهد كبير وبحث طويل عن معنى آخر مادي يتعلق بالقلب لم يكن معروفا من قبل، فالعبارة القرآنية )لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا( تعني أن القلب محل الفهم والإدراك والوعي وليس الدماغ أو المخ كما كان يعتقد الناس من قبل، فقد كانوا يتساءلون كيف للقلب الذي خلقه الله في الصدر أن يفقه؟، إن العقل فقط هو الذي يفقه ويدرك ويعي وليس القلب؟ هذا تصور الناس عن القلب.

ولكي يتبين لنا وجه الإعجاز العلمي في الآية يجب أولا معرفة الآتي:

·   الفرق بين القلب الطبيعي، الصناعي، المزروع.

·   حالات حقيقية تبين مدى تأثير القلب على المخ.

·   بعض الحقائق العلمية الأخرى.

1. الفرق بين القلب الطبيعي ـ الصناعي ـ المزروع

أ. القلب الطبيعي
القلب الطبيعي هو المحرك الذي يغذي أكثر من 300 مليون مليون خلية في جسم الإنسان بالدم، ويبلغ وزنه (250 – 300) جم، وبحجم قبضة اليد، يضخ في اليوم أكثر من سبعين ألف لتر من الدم داخل الجسم أثناء انقباضه وانبساطه، ويدق أكثر من مائة ألف مرة في اليوم عند انقباضه، يضخ مليون برميل من الدم خلال 70 سنة (اُنظر صورة قلب إنسان).

يزود القلب جميع خلايا الجسم بالأكسجين عبر الدم، فالخلايا تأخذ الأكسجين لتحرقه في صنع غذائها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة المنقولة مع الدم لتقوم الرئتين بتنقية هذا الدم وطرح غاز الكربون من خلال عملية التنفس (الشهيق والزفير)، إن شبكة نقل الدم عبر الجسم (الشرايين والأوعية) لو وصلت مع بعضها البعض لبلغ طولها مائة ألف كم!!. (اُنظر صورة القلب من الداخل).

والحقيقة أننا لو تتبعنا أقوال أطباء الغرب الذين برعوا في هذا المجال، أي مجال علم القلب، فسنرى أن عدداً منهم يعترف بأنهم لم يدرسوا القلب من الناحية النفسية، ولم يعطَ هذا الجزء المهم حقه من الدراسة بعد. ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئاً غريباً أثناء عمليات زرع القلب، فعندما زرعوا القلب الجديد في صدر المريض، بدأ النبض على الفور دون أن ينتظر إشارة المخ بالبدء. مما يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، و يعتقد بعض الباحثين أن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، وأن كل خلية من خلايا القلب لها ذاكرة! يقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا.

ب. القلب الصناعي

هو جهاز يتم غرسه في صدر المريض ويعمل ببطارية يحملها المريض بشكل دائم، ويستبدلها كلما نفدت شحنتها، هذا الجهاز أشبه بمضخة تضخ الدم وتعمل باستمرار، وإذا وضعت رأسك على صدر هذا المريض فلا تسمع أي دقات بل تسمع صوت محرك كهربائي! (صورة رجل بقلب صناعي).

إن أول قلب صناعي تم زرعه كان في عام 1982 وقد عاش المريض 111 يوم ثم مات، ثم تطور هذا العلم حتى تمكن العلماء في عام 2001 من صنع قلب صناعي سموه Abio Cor وهو قلب متطور وخفيف يبلغ وزنه أقل من كيلوجرام (900 جم) ويتم زرعه مكان القلب المصاب، أما أول قلب صناعي كامل فقد زرع عام 2001 لمريض أشرف على الموت، ولكنه عاش أربعة أشهر ثم تدهورت صحته وفقد القدرة على الكلام والفهم، ثم مات. (اُنظر صورة عملية زراعة قلب اصطناعي)

لقد فشل القلب الصناعي، كما أكدت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية بأن المرضى الذين تمت إجراء عمليات زرع قلب صناعي لهم ماتوا بعد عدة أشهر بسبب ذبحة صدرية مفاجئة.

ج. القلب المزروع

هو قلب يؤخذ من متبرع ويزرع مكان القلب المريض، لكن يلزم إجراء فحوصات عديدة ومعقدة ليتم مطابقة قلب المتبرع مع القلب المريض من الناحية الطبية قبل عملية الزرع، حتى يمكن نجاح العملية وعدم رفض جسم المريض للقلب الجديد بعد زرعه.

2. حالات حقيقية تبين مدى تأثير القلب على المخ

أ. ذكرت امرأة تدعى "كلير سيلفيا"، في 29 مايو 1988، تم زراعة قلب ورئة لها من شاب كان عمره 18 سنة مات في حادث، أنها بعد الزراعة أخذت تتصرف بطريقة ذكورية وتحب بعض الأكل الذي لم تكن تطيقه من قبل مثل الفلفل الأخضر والبيرة وقطع الفراخ، وعندما قابلت أهل الشخص المتبرع بالقلب تبين أن تصرفاتها أشبه ما تكون مرآة لتصرفات المتبرع، بعض العلماء تجاهلوا هذه القصة واعتبروها محض صدفة لكن بعضهم اعتبرها دليل على وجود ما يدعى بذاكرة الخلية، والتي بدأت تستحوذ على الاهتمام العلمي مع تقدم تقنية زراعة القلب.

ب. تقول المعالجة النفسية "Linda Marks" بعد عملها لمدة عشرين عاماً في مركز القلب: كان الناس يواجهونني بسؤال: ماذا تعملين في هذا المركز وأنت تعلمين أن القلب مجرد مضخة للدم وليس له علاقة بالحالة النفسية للإنسان؟ وكنتُ أجيب بأنني أحس بالتغيير الذي يحصل في نفسية المريض قبل وبعد عملية زرع القلب، وأحس بتغير عاطفته، ولكن ليس لدي الدليل العلمي إلا ما أراه أمامي، ومنذ التسعينات تعرفت على إحدى المهتمات بهذا الموضوع وهي "ليندا راسك" التي تمكنت من تسجيل علاقة بين الترددات الكهرطيسية التي يبثها القلب، والترددات الكهرطيسية التي يبثها الدماغ، وكيف يمكن للمجال الكهرطيسي للقلب أن يؤثر في المجال المغنطيسي لدماغ الشخص المقابل! (اُنظر شكل المجال المغناطيسي للقلب).

ج. البروفيسور"Gary Schwartz" اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة "Linda Russek" يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين ومعالجة المعلومات، وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً لها ومشرفاً عليها.

د. قام الدكتور "غاري" ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب، ووجد أن جميعها قد حدث تغيرات نفسية جذرية لها بعد العملية.

هـ. يقول الدكتور "Schwartz": (قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر توفي وكانت أمه طبيبة فقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: "إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما اقترب من هذا الطفل أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي")! والذي أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد ذلك تبين أن الطفل المتوفي صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب القلب الأصلي، وتفسير ذلك أن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل آخر بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك الطفل الذي زرع له القلب.

و. تقول الدكتورة "ليندا": من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.

ز. غرقت طفلة عمرها ثلاث سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها لطفل عمره تسع سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه لا ترموني في الماء!!.

ح. العالم "بول بيرسال" (عالم في علم المناعة النفس عصبية ومؤلف كتاب شفرة القلب). قام ببحث عام 2002 تحت عنوان (تغيرات في شخصيات المزروع لهم توازي شخصيات المتبرعين) شمل البحث 74 حالة تم زرع أعضاء لهم منهم 23 زرع القلب خلال 10 سنوات وذكر عددا من الحالات كالآتي:

(1) الحالة الأولى: حالة شاب عمره 18 سنة كان يكتب الشعر ويعزف الموسيقى ويغني توفي في حادث سيارة، وتم نقل قلبه إلى فتاة عمرها 18 سنة أيضا، وفي مقابلة لها مع والدي المتبرع عزفت أمامهما موسيقى كان يعزفها ابنهما الراحل، وشرعت في إكمال كلمات الأغنية التي كان يرددها رغم أنها لم تسمعها أبداً من قبل.

(2) الحالة الثانية: رجل أبيض عمره 47 سنة زرع له قلب شاب عمره 17 سنة أمريكي أسود، المتلقي للقلب فوجئ بعد عملية الزرع أنه أصبح يعشق الموسيقى الكلاسيكية، واكتشف لاحقا أن المتبرع كان مغرما بهذا النوع من الموسيقى.

(3) الحالة الثالثة: حدثت لشاب خرج لتوه من عملية زرع وبات يستخدم كلمة غريبة بصفة مستمرة، اكتشف لاحقا في مقابلة مع زوجة المتبرع أن هذه الكلمة كانت كلمة سر اخترعاها بينهما، تعني أن كل شيء أصبح على ما يرام.

3. حقائق علمية أخرى

أ. الأطباء والعلماء يؤكدون أن القلب يدرك ويفكر وأنه مسؤول عن العواطف أيضاً

(1) القلب يدرك

في بحث أجراه الباحثان "Rollin McCraty" و"Mike Atkinson" تم عرضه في اللقاء السنوي للمجتمع البافلوفي عام 1999، جاء في نتيجة هذا البحث أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وقد أثبت الباحثان هذه العلاقة من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم، أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، فوجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل.

إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب تؤكد على أنه عندما يقترب إنسان من إنسان آخر أو يلمسه أو يتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات القلب لديه، تنعكس على نشاطه الدماغي!! أي أن قلبه يؤثر على دماغ من هو أمامه.

(2) القلب يفكر

يعتقد العلماء ما يدعى بنظرية (إشاعات المستشفى) على الرغم من أن قوانين المستشفيات تحظر أي معلومات عن المتبرع، إلا أنه لو تحدث فريق العمل أثناء التخدير من الممكن أن يؤثر في الشخص الذي تتم له عملية الزرع، وذلك للخروج من مفهوم وجود ذاكرة للخلايا.

(3) القلب مسؤول عن العواطف

هناك أمر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب! ففي 11 أغسطس 2007، نشرت جريدة "Washington Post " تحقيقاً صحفياً حول رجل اسمه "Peter Houghton" وقد أُجريت له عملية زرع قلب اصطناعي، يقول هذا المريض: (إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر أو أحب، حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم، وعندما يقتربون مني لا أحس أنهم جزء من حياتي كما كنت أحس من قبل).

أصبح هذا الرجل غير مبال بأي شيء، لا يهتم بالمال، لا يهتم بالحياة، لا يعرف لماذا يعيش، بل إنه يفكر أحياناً في الانتحار والتخلص من هذا القلب المشؤوم! فلم يعد هذا الإنسان قادراً على فهم العالم من حوله، لقد فقَد القدرة على الفهم أو التمييز أو المقارنة، كذلك فقد القدرة على التنبؤ، أو التفكير في المستقبل أو ما نسميه الحدس، حتى إنه فقد الإيمان بالله، ولم يعد يبالي بالآخرة كما كان من قبل!!.

حتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، ويتساءلون لماذا حدث هذا التحول النفسي الكبير، وما علاقة القلب بمشاعر الإنسان وتفكيره؟ يقول البرفسور "Arthur Caplan" رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا: (إن العلماء لم يعطوا اهتماماً لهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، نحن نتعامل مع الجسم وكأنه مجرد آلة).

(4) القلب يحس ويشعر

يقول الدكتور"بول برسال Paul Pearsall" إن القلب يحس ويشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم مناعة الجسم، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته، ويتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا؟.

إن القلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذن القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي فحسب إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات!

ومن الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد "رياضيات القلب" HeartMath أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً يؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم!!!، كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، وجدوا أنه كلما زادت عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ (اُنظر شكل تأثير القلب على الدماغ).

(5) طاقة القلب

أجرى أحد العلماء بجامعة أريزونا وهو يعمل حاليا على بحث نظرية الطاقة القلبية، أجرى بحثاً على 300 مريض بالقلب، ووجد أن الطاقة والمعلومات تتفاعل تبادليا بين القلب والعقل كهر ومغناطيسيا. وبهذه الطريقة وجد أنه من الممكن أن يتلقى العقل المستقبل للقلب المزروع إشارات كهر ومغناطيسية من قلب المتبرع، مما يتطلب البحث ومحاولة بيان الأسس البيولوجية لهذا وما هي نسبة المزروع لهم الذين يشعرون بتغيرات في شخصياتهم، أو نظام طعامهم، و الرد على أسئلة مهمة تتطرق إلى الجانب الأخلاقي إذ لو تم نقل قلب من شخص قاتل أو مجرم أو من أي شخص صاحب سلوك شائن إلى شخص ذي سلوك سوي فما هو الوضع وما هي الأمور التي ستترتب على ذلك؟.

ب. العلماء يؤكدون أن هناك علاقة بين القلب والدماغ

(1) علاقة الدماغ بالقلب

هل الدماغ يتحكم بعمل القلب كما يقول العلماء؟، أم أن العكس هو الصحيح، إن علماء الغرب أنفسهم، يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ، يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء، ويجهلون لماذا ينام الإنسان، ولماذا ينبض القلب، وما الذي يجعله ينبض، وأشياء كثيرة يجهلونها عن القلب، فليس لديهم أي قاعدة مطلقة، بل كل شيء لديهم بالتجربة والمشاهدة.

ولكننا كمسلمين لدينا حقائق مطلقة هي حقائق حدثنا عنها القرآن الكريم منذ 14 قرناً بأن القلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة. ومنذ ثلاثين عاماً فقط بدأ بعض الباحثين بملاحظة علاقة بين القلب والدماغ، ولاحظوا أيضاً أن للقلب دوراً في فهم العالم من حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين، ومن هنا بدأ بعض الباحثين يدرسون العلاقة بين القلب والدماغ، ووجدوا أن القلب يؤثر على النشاط الكهربائي للدماغ.

لم يستطع العلماء كشف جميع أسرار القلب؛ ولذلك عندما نقول إن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، فهذا الكلام منطقي ولا يوجد ما ينافيه علمياً، والأهم من ذلك أنه يتفق مع القرآن، الشيء الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا التناغم تظهر الاضطرابات على الفور.

ويقول الدكتور "Armour" إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض.

(2) دماغ في القلب

يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب، أي أن "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله I جعل القلب وسيلة نعقل بها، يقول تعالى: )أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ( (سورة الحج: الآية 46). وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب وهو الصدر.

إن التفسير المقبول لهذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر بها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة إلى الدماغ ليقوم بمعالجتها.

نلاحظ أن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور "J. Andrew Armour" أن هناك دماغاً شديد التعقيد موجوداً داخل القلب، بل داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات، ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك.

إذن المعلومات تتدفق من القلب إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب؛ ولذلك فإن بعض العلماء يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، وذلك بعد أن أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع.

(3) تأثير القلب على المخ

تحدث العلماء دائما و لفترة طويلة عن استجابة القلب للإشارات القادمة من المخ، ولكنهم الآن أدركوا أن العلاقة ديناميكية ثنائية الاتجاه وأن كليهما يؤثر في الآخر. وذكر الباحثون أربعة وسائل يؤثر القلب بها على المخ:

(أ) عصبيا من خلال النبضات العصبية.

(ب) كيميائيا بواسطة الهرمونات والناقلات العصبية.

(ج) فيزيائيا بموجات الضغط.

(د) بواسطة الطاقة من خلال المجال الكهرومغناطيسي للقلب (اُنظر شكل المجال المغناطيسي للقلب).

(4) تبادل الرسائل

(أ) وجدت "د. كاندس بيرت" (مؤلفة كتاب جزيئات العاطفة) أن كل خلية في الجسم والمخ (اُنظر صورة خلية من جسم إنسان) تتبادل الرسائل بواسطة أحماض أمينية قصيرة السلسلة، كان يعتقد سابقا أنها في المخ فقط لكن ثبت وجودها في أعضاء أخرى مثل القلب والأعضاء الحيوية. وأن الذاكرة لا تخزن فقط في المخ ولكن في خلايا أعضائنا الداخلية وعلى أسطح جلودنا.

(ب) قدم "د. أندرو أرمور" عام 1991 مفهوما بأن هناك عقلاً صغيراً في القلب، يتكون من شبكة من خلايا عصبية، وناقلات كيميائية، وبر وتينات، وخلايا داعمة وهي تعمل باستقلالية عن خلايا المخ للتعلم والتذكر وحتى الإحساس. ثم ترسل المعلومات إلى المخ إلى النخاع المستطيل، حيث تنظم الأوعية الدموية وترسل أيضا إلى مراكز المخ المختصة بالإدراك واتخاذ القرار والقدرات الفكرية. ويعتقد هذا العالم أن الخلايا العصبية الذاتية في القلب المنقول، إذا تم زرعه فإن هذه الخلايا تستعيد عملها وترسل إشارات من ذاكرتها القديمة إلى المخ في الشخص الجديد.

(ج) القلب المزروع يأتي أيضا بمستقبلات على سطح خلايا القلب التي هي خاصة بالمتبرع والتي تختلف عن مستقبلات الشخص الذي زرع له القلب وبذالك يصبح المريض حاويا لنوعين من مستقبلات الخلايا.

(5) ذاكرة الخلية

إن كل خلية في أجزاء جسمنا تحتوي على معلومات عن شخصياتنا وتاريخنا (اُنظر صورة خلية من جسم إنسان)، بل إن لها الفكر الخاص بها، مما يؤدي عند زراعة قلب أو عضو من شخص إلى شخص آخر فإنه انتقال العضو؛ تقوم الخلايا من الشخص الأول بنقل ذاكرتها المخزنة فيها إلى الجسم المزروع له.

(6) المجال المغناطيسي بين القلب والدماغ

أجرى معهد رياضيات القلب العديد من التجارب أثبت من خلالها أن القلب يبث ترددات كهرطيسية تؤثر على الدماغ وتوجهه في عمله، وأنه من الممكن أن يؤثر القلب على عملية الإدراك والفهم لدى الإنسان، كما وجدوا أن القلب يبث مجالاً كهربائياً هو الأقوى بين أعضاء الجسم، فالمجال الكهربائي للقلب أقوى 60 مرة من المخ، والمجال المغناطيسي للقلب أقوى 5000 مرة من المجال المغناطيسي للمخ، (أنظر شكل تأثير القلب على الدماغ) المنحني الأسفل ECG يمثل ضربات القلب، والمنحنيات الثلاثة EEG فوقه تمثل رد فعل الدماغ، وكيف تتأثر تردداته بحالة القلب.

4. الخلاصة

مما سبق نرى أن العلماء قد تأكدوا الآن وبعد أكثر من1400سنة، من وجود حقائق علمية تؤكد عقلانية القلب ووعيه، تلك الحقائق التي لم تكن معروفة من قبل، لقد أكد لنا العلماء تلك الحقيقة التي ذكرها الله I في القرآن الكريم، سواء نتيجة دراسة القلب دراسة علمية متخصصة من ناحية، أو من طريق مراقبة نتائج الحالات التي تم لها زراعة قلب من متبرعين من ناحية أخرى، لقد تأكد العلماء أن القلب يعي ويدرك ويشعر ويفكر، ينقل المعلومات إلى المخ لتتحرك أعضاء الجسم بعدها تجاوباً مع ما يشعر به القلب من فرح وحزن، يتبادل مع المخ المعلومات في تناسق رائع ومعجز كأنه إنسان آخر عاقل يعيش داخل القلب، لغز تم حل شفرته في هذا العصر بعد أن كان الناس في الماضي يتساءلون حين يسمعون قول الله I: )لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا( هل يمكن للقلب أن يفقه؟.

كما أكد تلك الحقيقة أيضا حديث رسول الله e عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله e يَقُولُ "أَلاَ وَإِنَّ فيِ الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وإِذَا َفَسَدََتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ اَلْقَلْبُ" (صحيح البخاري: 50هذا الحديث الذي حير علماء الغرب حين علموا منه حقيقة دور القلب وأهميته باعتباره المحور الرئيس في الجسم كله، فلم يتصور العلماء أن القلب يلعب دوراً مركزياً في إصلاح الجسد كله بما فيه السمع والبصر والمخ...الخ، إلا بعد كشف تلك الحقائق العلمية المهمة في هذا العصر عن القلب.