إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الحج والعمرة والزيارة





مصور مواقيت الإحرام
مصور منطقة الحرم
مصور مشاعر الحج
مصور المدينة المنورة
خلاصة أحكام الحج




ثَبَتُ الأعلام

ثَبَتُ الأعلام

القرطبي (000 ـ 671هـ  ـ  000 ـ 1273م)

محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرْح الأنصاري الخزرجي الأندلسي، القرطبي، أبو عبدالله. فقيه مفسر عالم باللغة. ولد في مدينة قرطبة بالأندلس، وقد رحل، بعد سقوطها، إلى الإسكندرية، ثم إلى صعيد مصر، حيث استقرّ فيه.

كان القرطبي عالماً كبيراً منقطعاً إلى العلم، منصرفاً عن الدنيا، فترك ثروة علمية، تقدر بثلاثة عشر كتاباً، ما بين مطبوع ومخطوط، أبرزها: تفسيره الكبير "الجامع لأحكام القرآن"، وهو تفسير كامل عُني فيه بالمسائل الفقهية إلى جانب العلوم الأخرى، وهو مكون من عشرين جزءاً، ويعرف بتفسير القرطبي. و"التذكار في أفضل الأذكار"، و"التذكرة بأحوال الموتى وأحوال الآخرة"، و"التقريب لكتاب التمهيد".

توفي في صعيد مصر ودُفن فيه.

إبراهيم u (القرن التاسع عشر قبل الميلاد)

نبي الله إبراهيم بن آزر u، والد إسحاق ويعقوب وإسماعيل ـ عليهم السلام ـ. وهو أبو العرب (العدنانية)، أبناء ولده إسماعيل. يرجع نسبه إلى سام بن نوح u يُكنى بأبي الأنبياء، لقوله ـ تعالى ]وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَءاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. كما يُسمى "خليل الله"، لقوله تعالى:وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً[ (سورة العنكبوت: الآية 27).

ويعني اسم "إبراهيم"، في اللغة السريانية: "أبٌ رحيمٌ"، وفي العبرانية: "أبو جمهور أو عدد كبير".

اُختلف في مكان ولادته. فقيل: بابل (في العراق)، وقيل: السوس (من أرض الأهواز)، وقيل: حرّان (في تركيا)، وقيل غير ذلك.

تقوم دعوة إبراهيم u على التوحيد الخالص. ويذكر القرآن أربعة مواقف مشهودة له في الدعوة مع أبيه، ومع عبدة الأصنام، وعبدة الكواكب، ومع الملك النمرود.

أمّا دعوته لأبيه، فقد أورد القرآن الكريم، قصتها في سورة مريم ]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لأبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا[ (سورة مريم: الآيات 41 ـ 43).

أمّا دعوته لعبدة الأصنام، فقد بدأها بالحوار معهم، ليمهد للمرحلة التي تليه، وهي تكسير الأصنام ]وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لأكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إلاّ كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ[ (سورة الأنبياء: الآيات 51 ـ 58).

أما دعوته لعبدة الكواكب، فقد أوردها القرآن في قالب قصصي مشوق، ذات تأثير نفسي، وهي موافقة الخصم، في الظاهر، من أجل إلزامه الحجة وإفحامه واقناعه بالمنطق. يقول تعالى: ]وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[ (سورة الأنعام: الآيات 75 ـ 79)

أمّا دعوته للملك النمرود، فجاء خبرها في سياق سورة البقرة في قوله تعالى: ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ ءَاتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[.(سورة البقرة: الآية 258).

ويذكر القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى هيّأ لإبراهيم مكان الكعبة، ومن ثَمّ، وضع إبراهيم وابنه إسماعيل أساس البيت. قال تعالى: ]وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ[.(سورة الحج: الآية 26). ويقول تعالى: ]وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[ (سورة البقرة 127، 128).

وبعد الفراغ من بناء الكعبة، أمره الله تعالى أن يؤذن في الناس بالحج. قال تعالى: ]وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ[.(سورة الحج: الآية 27).

ذُكرت لإبراهيم u فضائل كثيرة في القرآن الكريم، منها أنّ الله تعالى اتخذه خليلاً، وجعله إماماً، واجتباه واصطفاه، وآتاه رشده، وجعل النبوة في ذريته، وأمر باتخاذ مقامه مصلّى. ومن فضائله اتصافه بالحلم والإنابة والصّديقية، والشكر، والقنوت وسلامة القلب والكرم والوفاء.، وأنه كان وحده أمة من الناس، في الفضل والسموّ والخير.

ورد ذكر إبراهيم u في القرآن (69) مرة في مواقف مختلفة، منها بناء الكعبة ورفع قواعدها، وقصته مع أبيه آزر، ومع الملك النمرود، وتحطيمه الأصنام، وإلقاؤه في النار، وموقفه مع ضيوفه من الملائكة المكرمين، فضلاً عن دينه وتوحيده، وخلقه وعلمه، وصفاته.

وأول آية ذكر فيها اسمه ]وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ[ (سورة البقرة: الآية 124). وآخر آية ذُكر فيها اسمه: ]إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى[ (سورة الأعلى: الآيتان 18، 19).

ابتلي إبراهيم u بأعظم أنواع البلاء، فصبر. فمن ذلك، أنه عندما كان في مصر، أُخذت زوجته (سارة) إلى قصر فرعون، فادّعت أن إبراهيم u أخوها حتى لا يقتل بسببها، ولم تكن في ذلك كاذبة؛ لأنها أخته في الدين. وما إن حاول فرعون مسّها، حتى شُلّت يده، ولكنها برئت بعد أن أخلى سبيلها. ومن المعجزات، التي اختصه الله بها، إلقاؤه في النار، ونجاته منها. قال تعالى قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم u. ومنها أمر الله له بذبح ولده إسماعيل u، ثم افتداء إسماعيل u بكبش عظيم، بعد أن اجتاز الوالد الكريم الامتحان بنجاح. قال تعالى: ]وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ[ (سورة الصافات: الآيات 104 ـ 107).

دُفن إبراهيم u وولداه، إسحاق ويعقوب عليهم السلام ، في بلدة حبرون، التي تُعرف، اليوم، بالخليل، في الضفة الغربية. ولا تزال قبورهم موجودة حتى الآن.

إسماعيل u

إسماعيل بن إبراهيم الخليل بن آزر u، من نسل سام بن نوح u. النبي الرسول r رأس السلالة العربية المعروفة بالمستعربة. وهم عرب شمال الجزيرة العربية. أمه هاجر المصرية، التي وهبها ملك مصر لسارة زوجة إبراهيم u وكانت عاقراً، فوهبت سارة زوجها إبراهيمu  هاجر، علّها تلد له غلاماً يأنسون به. فولدت هاجر إسماعيل u، الذي نزل بمكة مع أمه هاجر، وهو طفل، وساعد أباه على بناء الكعبة. تزوج إسماعيل u، بعد وفاة أمه، بامرأة من قحطان، فولدت له اثني عشر ذكراً. توفي إسماعيلu  بمكة، ودفن بالحِجْر، عند قبر أمه. ورد اسمه (12) مرة  في القرآن.

وأول آية ذُكر فيها اسمه ]وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود[ِ (سورة البقرة: الآية 125).

وآخر آية ذُكر فيها اسمه ]وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأخْيَارِ[ (سورة ص: الآية 48).

هاجر (أم إسماعيل u):

جارية مصرية، اتخذها إبراهيم الخليل u زوجة له، استجابة لطلب زوجته الأولى سارة، التي لم تنجِب له ولداً فلمّا ولدت هاجر إسماعيل u  بدأت الغيرة تدب إلى قلب سارة من جاريتها، فسألت زوجها، أن يذهب بالولد وأمه، إلى حيث لا تراهما عينها. وشاءت حكمة الله، أن يحقق لها ذلك، فأوحى إلى خليله أن يذهب بإسماعيل u وأمه، ويسكنهما بوادٍ غير ذي زرع بمكة، بالقرب من مكان زمزم الحالي، ممتحناً خليله بالتفريق بينه وبين ولده، أحب المخلوقات إليه. وعندما نفد ما عند هاجر من الزاد، وجف لبنها، أخذت تهرول بين جبلي الصفا والمروة علها تجد من يساعدها ويمدها بالطعام والشراب. فعلت ذلك سبع مرات، ولمّا أتمت السابعة، ظهر لها ملك، فنقر الأرض، وانبثق الماء، فكانت زمزم. وجاء إبراهيم u، بعد حين، ليزور ابنه إسماعيل u وزوجه هاجر، وأمره الله ببناء الكعبة بمساعدة ابنه إسماعيل u. توفيت هاجر ودفنت بمكة.

عبد الله ابن عباس t (3 ق.هـ ـ 68 هـ) = (619 ـ 687م)

عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم، صحابي جليل t، قرشي من أهل مكة المكرمة، وابن عم رسول الله ـ  . ولد قبل الهجرة، ولم يدنس بشرك.

وكان الرسول r يقربه إليه ويرعاه. وفي حِجة الوداع، كان ابن عباس رديف الرسول r، على ناقته. اشتهر بعِلمه بالتفسير؛ فسماه الرسول r ترجمان القرآن. وكان واسع المعرفة، يأتيه الناس للتزود من علمه، وعُرف بحَبر الأمة.

ولاّه الخليفة علي بن أبي طالب t إمارة البصرة، وشهد موقعتَي الجمل وصفين، وقاتل مع علي. ولمّا تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية، بايع ابن عبّاس معاوية بها. سكن الطائف في أواخر عمره، وقد كفّ بصره. توفي في خلافة عبدالله بن الزبير t. روى عنه كتب الحديث (1660) حديثاً، عن رسول الله r.

صلاح الدين الأيوبي (532 ـ 589 هـ) = (1137 ـ 1193م)

يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان بن يعقوب، المعروف بصلاح الدين والملقّب بالملك الناصر. قائد إسلامي شهير، عُرف بحروبه ضد الصليبيين. وُلد في تكريت (بالعراق)، ونشأ في الموصل. أسس الدولة الأيوبية، وبسط سلطانه على مصر وسورية. هزم الصليبيين في معركة حطين الفاصلة (عام 1187)، ومن ثم، استرد بيت القدس منهم في العام نفسه. وفي الفترة (1189 ـ 1192)، كررت الدول النصرانية حملتها الصليبية الثالثة، فتصدى صلاح الدين للغزاة، ببسالة نادرة، فاضطر ملك إنجلترا، ريتشارد قلب الأسد، إلى عقد الصلح معه عام 1192، والعودة إلى بلاده. توفي بدمشق ودفن بجوار المسجد الأموي.

القديس توماس بيكيت (1118 ـ 1170م)

أُسقف كنيسة كانتربري (في جنوب إنجلترا). ولد في لندن، ودرس في إنجلترا وفرنسا. عيّنه الملك هنري الثاني كبيراً للقضاة في إنجلترا، ثم أُسقفاً لكانتربري. وتوالت الخلافات بين بيكيت والملك هنري، بسبب محاولات الملك السيطرة على كنيسة إنجلترا. قتل بيكيت في كاتدرائية كانتربري، في عام 1170م. وفي عام 1173، أعلن البابا ألكسندر تنصيب بيكيت قديساً، بعد موته بثلاثة أعوام. وسرعان ما أصبحت مقبرة بيكيت في كانتربري مزاراً، وأضحى يوم 29 ديسمبر، وهو اليوم الذي اغتيل فيه بيكيت، يوماً للاحتفال بذكراه.

القديس باتريك

القديس باتريك هو الذي أدخل الأيرلنديين في النصرانية، في القرن الخامس الميلادي. ويوم القديس باتريك (17 مارس)، يوم عطلة دينية في أيرلندا، تقام فيه صلوات خاصة، ولقاءات عائلية وجماعية.

أبو هريرة t (21 ق . هـ ـ 59 هـ) = (602 ـ 679م)

عبدالرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة t، صحابي جليل، يرجع نسبه إلى قبيلة الأزد. نشأ يتيماً في الجاهلية. قَدِم المدينة، ورسول الله r بخيبر، فأسلم سنة 7 هـ. ولزم صحبة النبي r، يحرص على التقاط كل ما يتحدث به رسول الله r. وكان يخشى النسيان، فجاء إلى النبي r، وقال له: يا رسول الله r، أسمع منك أشياء فلا أحفظها. فقال،  "ابسط رداءك"، فبسطه، فحدّثه أحاديث كثيرة، فما نسي منها شيئاً.

ولاّه عمر بن الخطاب t علي البحرين، وحاول الخليفة علي بن أبي طالب t أن يوليه فأبى، ثم ولاه الخليفة معاوية بن أبي سفيان المدينة. وكاà أكثر مقامه بها وتوفي فيها. روي عنه 5374 حديثاً.

عبدالله بن مسعود t (000 ـ 32 هـ) = (000 ـ 653م)

عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهزلي ، أبو عبدالرحمن t. من أهل مكة، ومن السابقين إلى الإسلام. ومن أكثر الصحابة فضلاً وعلماً، وقرباً من رسول الله r. وكان أول من جهر بقراءة القرآن، في مكة. وكان خادم رسول الله الأمين، وصاحب سرّه، ورفيقه في حلّه وترحاله وغزواته.

قال الرسول r: خذوا القرآن عن أربعة، وذكر أولهم عبدالله بن مسعود t. وقال عنه عمر بن الخطاب t: "وعاء مُلِىءَ علماً".

ولاه الخليفة عمر بن الخطاب t، بيت مال المسلمين والقضاء، في الكوفة. وفي خلافة عثمان بن عفّان قدِم ابن مسعود إلى المدينة، وبها توفي، وصلّى عليه عثمان، ودُفن في البقيع.

روى 848 حديثاً، عن رسول الله r

موسى u  (القرن الثالث عشر قبل الميلاد)

موسى بن عمران أحد أنبياء بني إسرائيل u، ورسول الله إليهم. وهو ليس أخا مريم بنت عمران. إذ يفصل بين عصريهما  مئات السنين.

ولد موسى u في مصر، وكان حاكمها فرعون قد علا في الأرض، وجعل رعيته شيعاً، فاستضعف طائفة منهم، وهم بنو إسرائيل من سلالة نبي الله يعقوب. وكان الدافع لفرعون إلى هذا الصنيع، أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم u  من أن غلاماً سيخرج من ذريته، يكون على يديه هلاك فرعون مصر. فأمر فرعون، عند ذلك، بقتل من يولد من أبناء بني إسرائيل، حذراً من ظهور هذا الغلام.

ولمّا وُلد موسى u، أخفته أمه عن عيون جند فرعون، ثم خافت افتضاح أمرها. فأُوحى الله إليها أن تصنع للطفل ما يشبه الصندوق، وتضعه فيه، وتلقيه في اليم. ففعلت ذلك، وطلبت من أخته أن تتبع أثره، وتأتيها بخبره. وكان الله قد أعلمها أنه رادّه إليها، وجاعله من المرسلين. والتُقط موسى u وأُدخل دار فرعون، وأَلقى الله عليه محبة زوجة فرعون، فأبقته، ليكون قرة عين لها ولفرعون.

وجيء بالمرضعات لإرضاع موسى، فأعرض عنهن، فعرضت أخته على آل فرعون، أن تدعو لهم امرأة عبرانية ترضعه، وتقوم له مقام الأم. فبعثوها في طلبها، فجاءت بأمه، فأقبل موسى u على ثديها، فألقوا إليها بموسى u لترضعه. وبعد أن أتمت رضاعته، أتت به إلى بيت فرعون. وشب موسى u هناك وكان قوي البأس، وافر القوة. وقد قصّ علينا القرآن الكريم، خبر هذه الحادثة في سورة القصص، الآيات 6ـ13.

اضطر موسى u، أخيراً، أن يغادر مصر، متجهاً إلى مدين (بين الشام والحجاز)، طلباً للنجاة من قوم فرعون. وأثناء رحلته، تزوج بابنة شُعيب (نبي الله)، وأقام سنين في أهل مدين. ثم أراد العودة إلى مصر، وفي الطريق، رأى ناراً من بعيد. ولمّا اقترب منها، لم يجد أحداً، بل سمع صوتاً يناديه: يا موسى u إني أنا الله رب العالمين. ثم دعاه سبحانه وتعالى، أن يذهب إلى فرعون، يدعوه إلى فك أسر بني إسرائيل، وإلى الرشاد والعدل مع قومه، وحسن المعاملة، ودعوته إلى عبادة الله الواحد الأحد. وأعطاه برهانين خارقين. فكانت له معجزتان تحويل العصا إلى حيّة تسعى، وكذلك، إخراج يده من جيبه، بيضاء من غير سوء.

تهيب موسى u الموقف، فدعا ربه أن يشرك معه في هذا الأمر، أخاه هارون، فاستجاب له ربه. فذهب موسى وهارون إلى فرعون وبلّغاه رسالة ربه. لكن فرعون وأشياعه أبوا اتباع الحق والهدى، وتمادوا في غيهم، على الرغم مما قَدّم إليهم موسى u من معجزات وحجج بالغة.

وسار موسى u بقومه إلى الأرض المقدسة (أرض فلسطين)، ووصل ساحل البحر الأحمر، على خليج السويس، فأدركهم فرعون وجنده، لكن الله نجاهم، عندما انفلق البحر أمامهم، فعبره بنو إسرائيل، بينما انطبق على قوم فرعون، وأغرقهم.

ولما عبر قوم موسى u، سهول شبه جزيرة سيناء، شكوا إلى موسى u ما يلقون من حرارة الشمس. فدعا ربه، فساق إليهم الغمام. ولما نفد زادهم، أرسل الله إليهم الرياح، تحمل المنّ والسلوى. ولمّا لم يجدوا ماء، أمر الله موسى أن يضرب الحجر بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً. ثم إنهم احتاجوا إلى منهاج يتبعونه، وشرع يركنون إليه، فسأل موسى ربه كتاباً، فأوصاه أن يصعد إلى الجبل، ويمكث فيه ثلاثين ليلة، حتى إذا أتمها أربعين، أعطاه ربه ألواحاً، كتبت فيها الوصايا التي يجب أن يأخذ بها بنو إسرائيل أنفسهم، ومن يأتي بعدهم.

أمر موسى u أخاه هارون أن يكون خليفته على بني إسرائيل، خلال فترة غيابه، للنظر في مصالحهم وشؤونهم. وسار موسى u إلى طور سيناء، فكلّمه ربه. لكن موسى u طلب رؤيته، فأراد الله أن يعلمه أنه إنما طلب شيئاً عظيماً، لا تتحمله الجبال، فتجلّى الله للجبل، فصار دكاً وخرّ موسى u صعقاً.

ولمّا أفاق من غشيته، خاطبه الله تعالى بأنه اصطفاه برسالاته، وأنه يوحي إليه، بلا وساطة، بل وبإسماعه ما يريد أن يبلغه إياه. وكان ما كتب في الألواح مواعظ وأحكاماً وتفصيلاً لكل شيء يهمّ بني إسرائيل.

وفي غياب موسى، أتى رجل ماكر من بني إسرائيل، اسمه السامريّ، بعجل له خوار، مدعياً أن هذا العجل هو إله بني إسرائيل وإله موسى. وقد فُتن بنو إسرائيل بهذا العجل وعبدوه، ولم يفلح هارون في ردّهم عن غيهم، حتى عاد موسى غضباناً معاتباً لأخيه، على نحو ما أخبرنا به القرآن في سورة البقرة، الآيات 148ـ152.

وسار موسى u ببني إسرائيل إلى أن قرب الأرض المقدسة (فلسطين)، أرض الميعاد، التي وعد الله إبراهيم الخليل u أن يجعلها مُلكاً للصالحين من ذريته. فأبى قوم موسى الدخول إلى تلك الأرض، وقالوا لموسى u إن فيها قوماً جبّارين، وإنهم لن يدخلوها ما داموا فيها. فشكا موسى u أمر بني إسرائيل إلى ربه، فأخبره أن تلك الأرض محرمة على قومه بسبب تخاذلهم وجبنهم، وأنهم سيتيهون في الأرض أربعين سنة. فكان بقاء بني إسرائيل في البرية، من عهد خروجهم من مصر إلى أن مات موسى، وعبورهم نهر الأردن، وتملكهم أريحا وما يتبعها من الأرض، غرب الأردن، أربعين سنة.

ثم شاء الله أن تنتهي حياة موسى u، بعد كفاح طويل، وجهاد متواصل، مع فرعون وقومه حيناً، ومع بني إسرائيل، أحياناً أخرى، قبل أن يصل إلى فلسطين. ولا يزال الغموض يكتنف، حتى اليوم، ظروف موته، ومكان دفنه.

وقد تناول القرآن سيرة موسى، في مواضع متعددة، إضافة إلى الإشارات الموجزة والسريعة. مثل قوله تعالى: ]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا[ (سورة مريم: الآيات 51 ـ 53).

وقد ذُكر موسى u في القرآن (136) مرة، وأول آية ذُكر فيها اسمه، هي: ]وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ[ (سورة البقرة: الآية 51). وآخر آية ]صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى[ (سورة الأعلى: الآية 19).