خامساً: الحسد في الأدب العربي

1. الأمثال والأقوال المأثورة في الحسد

أ. الحسد أحسن أفعال الشيطان وأقبح أحوال الإنسان.

ب. الحسد داء لا دواء له إلا الموت.

ج. الحسد جرح لا يندمل إلا بهلاك الحاسد أو المحسود.

د. الحسد نار وقودها الحاسد.

هـ. بئس الشعار الحسد.

و. الحسد ثقل لا يضعه حامله.

ز. الحسد في القرابة جوهر وفي غيرهم عرض.

ح. عين الحسد أبصر من عين الهوى.

ط. ليس للحاسد إلا ما حسد.

ي. يكفيك من الحاسد أنه يغتم عند سرورك.

ك. من أدب أولاده أرغم حساده.

ل. الحسود لا يسود.

م. الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

ن. إياك والحسد فإنه يبين فيك ولا يبين في المحسود.

س. من دناءة الحسد أنه يبدأ بالأقرب فالأقرب .

ع. الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له، بخيل بما لا يملكه.

ف. لا راحة لحاسد ولا حياء لحريص.

ص. الميت يقل الحسد له ويكثر الكذب عليه.

ق. ما ذلَّ قوم حتى ضعفوا وما ضعفوا حتى تفرقوا وما تفرقوا حتى اختلفوا وما اختلفوا حتى تباغضوا وما تباغضوا حتى تحاسدوا وما تحاسدوا حتى استأثر بعضهم على بعض.

ر. ما خلا جسد عن حسد.

2. من الأشعار في الحسد

أ.   وإذا أراد الله نشرَ فضيلةٍ                     طُوِيَتْ أتاح لها لسانَ حسود

      لولا اشتعالُ النار فيما جاورتْ              ما كان يُعرفُ طيبَ عَرْفِ العودِ

      لولا محاذرة العواقبِ لم تزلْ                للحاسدِ النعمى على المحسود

ب.   قل للحسود إذا تنفس ضغنةً                 يا ظالماً وكأنه مظلوم

ج.   يا طالب العيش في أمن وفي دعةٍ           محضاً بلا كدر صفواً بلا رنق

      خلص فؤادك من غل ومن حسد             فالغل في القلب مثل الغل في العنقِ

د.   إن يحسدوني فإني غير لائمهم               قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا

      فدام لي ولهم ما بي وما بهم                 ومات أكثرنا غيظاً بما يجدُ

هـ.   حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه             فالكل أعداءٌ له وخصوم

      كضرائر الحسناء قلن لوجهها               حسداً وبغياً إنه لدميمُ

و.   اصبر على كيد الحسودِ                     فإن صبَرك قاتله

      فالنارُ تأكلُ نفسها                           إن لم تجدْ ما تأكله

ز.   دع الحسود وما يلقاه من كمدٍ               يكفيك منه لهيب النار في كبده

ح.   إن لمت ذا حسد نفستَ كربته              وإن سكتَّ فقد عذبته بيده

ط.   كل العداوات قد ترجى إماتتها              إلا عداوة من عاداك من حسد

3. بعض القصص المعاصرة في الحسد

أ. يعترف أحد المصابين بالعين فيقول: "سكنت في منزل جديد وزارني عدد من الأصدقاء من بينهم صديق معروف عنه الحسد، وأصر الصديق على مشاهدة مخطط المنزل بل والاحتفاظ به لأنه ـ كما قال ـ لم ير مثيلا له من قبل حيث التشطيب وكمية الرخام الموجود، وخرج الأصدقاء من عندي لأستيقظ في الصباح وأجد الرخام دقيقا وهابطا على سطح الأرض وتعلوه المياه التي خرجت من بين الشقوق، وحمدت اللَّه على أن العين أصابت الرخام ولم تصب أحدا بالمنزل.

ب. قال جمال. ع  "بائع": منذ ما يقرب من عشرين عاما كنت أسكن في إحدى القرى.. وكان هناك عداء مستحكم بين رجلين من أهالي القرية.. فاضطر أحدهما إلى طلب العون من شخص مشهور عنه الإصابة بالعين لإيذاء الآخرين. ووقفنا سويا عند شاطئ البحر.. وحتى يجرب هذا الشخص تأثير "الحاسد" أشار إلى مركب في وسط البحر لا ترى بسهولة طالباً من "الحاسد" أن يحرقه أو يحدث به عطبا. لكن الحاسد لم يستطع أن يرى المركب لبعد مسافتها. فقال معجبا للرجل: أيه إن عينيك لقوية كالصقر لاستطاعتك رؤية تلك المركب.. ولم يكد ينته من هذه الجملة حتى أصيب هذا الرجل بالعمى.

ج. يذكر محمد. م (موظف) واقعة شاهدها بنفسه يقول: كان في قريتنا فتاة جميلة.. تقدم إليها شخص من المشهور عنهم الإصابة بالعين فرفضه أهلها.. وبعد عدة أشهر خطبت الفتاة لشخص آخر.. وعند ذهاب الفتاة إلى منزل زوجها نظر إليه ذلك "العائن" بعينين ملؤهما الحقد فلاقت تلك الفتاة حتفها على الفور.

د. ويروي ع. الزهراني (مدرس) واقعة لأحد الحاسدين قال: كنت أمتلك سيارة متهالكة ليس بها شيء جيد سوى "مكيف الهواء" وعندما ركب أحد أصدقائي معي ذات يوم بالمصادفة أبدى إعجابه لرطوبة الجو داخل السيارة بالمقارنة مع الجو الخارجي.. وقال: ما هذا النسيم العليل الذي تتمتع به بينما سيارات أخرى أفخم منها لا يتمتع أصحابها بهذا النسيم أنني أتخيل أننا نسير في أعالي الجبال ! ولم يكد صديقي ينهي كلماته حتى أحسست بأن الجو في السيارة يتحول شيئا فشيئاً إلى الحر الشديد.. فاضطررت لفتح الشبابيك لأكتشف عند ذهابي للميكانيكي أن مكيف السيارة قد احترق.

هـ. يحكى في ريف مصر قصة مشهورة تقول إن فلاحاً اصطحب رجلا ضريراً اشتهر بأنه حسود وطلب منه أن يحسد ماشية فلاح آخر فقال له الأعمى ـ عندما نقترب من الماشية أخبرني فقال له الفلاح بعد فترة قصيرة: هاهي قادمة فسأله الأعمى: أين؟ قال الفلاح: عند الترعة، فقال له الأعمى مندهشاً ـ ياه!!! أنت ترى لغاية الترعة؟ فأصيب الفلاح بالعمى في الحال!!..

و. يحكي الصحفي أنيس منصور عن حادث عجيب بخصوص الحسد فيقول: منذ 15 سنة كنت ارتدي في معصمي ساعة "رادو "جديدة وهي عبارة عن قطعة واحدة من الصلب وفي أحد الأيام قصدني زميل في أخبار اليوم لكي أوصله بسيارتي إلى منزله وكان مشهوداً له بقدراته على الحسد: "أي كان شيطانه منفذاً لأمانيه الحاقدة فوراً وبقوة". وما أن شاهد الساعة في معصمي حتى شهق وهو مركز بعينه عليها. وبعد دقيقة واحدة من نزوله من السيارة شعرت بأن شيئا سقط داخل السيارة فنظرت في الأرض لأجد الساعة الجديدة الصلب وقد أصبحت قطعتين. وبعد ثلاثة أيام جاءني مندوب شركة رادو وهو في غاية القلق وقال إن هذا النوع من الساعات تم اختباره بالكمبيوتر والأشعة والقوة المغناطيسية قبل أن يطرح في الأسواق وسألني عما حدث فرويت له قصة زميلنا الحاسد.